كتب مؤلفة في الرد عليه
واليك أسماء بعض الكتب المفردة في الردّ عليه مضافا إلى من تعرضوا لرده حسب ما تقتضيه المقامات من أبواب كتبهم :
أ - الروح في نقض ما أبرمه ابن أبي الحديد للسيد جمال الدين أبي الفضائل احمد بن موسى بن جعفر ( شقيق السيد علي بن طاوس ) وكان من فقهاء أهل البيت ، له أكثر من ثمانين مصنفا منها ( نقض الرسالة العثمانية ) و ( الملاذ في الفقه ) و ( العدّة في أصول الفقه ) و ( شواهد القرآن ) و ( عين العبرة في غبن العترة ) توفى في الحلة سنة ٦٨٣ - ٦٧٧ ومرقده الشريف في الحلة ظاهر معروف .
ب - سلاسل الحديد وتقييد اهل التقليد : لعلامة البحرين السيد هاشم بن سليمان البحراني التوبلي المتوفى ( ١١٠٧ ) انتخبه من شرح ابن ابي الحديد ورد عليه ، ذكر في ( لؤلؤة البحرين ) ص ٥٤ ، وفي ( انوار البدرين ) ص ١٣٨ ، وفي ( الذريعة ) ج ٢١ ص ٢١٠ وقد سمي هذا الكتاب باسم رسالة للسيد ماجد البحراني المتوفى ٢١ شهر رمضان ( ١٠٢٨ ) اسمها ( سلاسل الحديد في تقييد اهل التقليد ) والظاهر من اسم هذه الاخيرة ان موضوعها في الانتصار للاخباريين .
ج - سلاسل الحديد في الرد على ابن ابي الحديد للشيخ يوسف الكوفي الأوالي ذكره ابو الثناء الآلوسي في « الفيض الوارد في مرثية خالد » ص ٣٠ ، واظن انه الآتي ولكن الشيخ يوسف البحراني لا يعرف بالكوفي .
د - سلاسل الحديد في تقييد ابن ابي الحديد : للشيخ يوسف البحراني صاحب ( الحدائق الناضرة ) المتوفى سنة ( ١١٨٦ ) ه وصفه مؤلفه في آخر ( لؤلؤة البحرين ) بقوله : ( ذكرت في أوله مقدمة شافية في الإمامة تصلح أن تكون كتابا مستقلا ، ثم نقلت من كلامه في الشرح المذكور ما يتعلق بالإمامة وأحوال الخلفاء وما يناسب ذلك ويدخل تحته ، وبينت ما فيه من الخلل والمفاسد الظاهرة لكل طالب وقاصد ،
خرج منه مجلد ومن المجلد الثاني ما يقرب من الثلث وعاق الإشتغال بكتاب « الحدائق » عن اتمامه ) اه .
وقال الشيخ آغا بزرك : « رأيته في كتب السيد خليفة واشتراه الميرزا محمد الطهراني لمكتبته ( مكتبة الطهراني بسامراء ) وقد اوقفت بعد وفاته » [١].
ه - الرد على ابن ابي الحديد : للشيخ علي بن الشيخ حسن البلادي البحراني المتوفى عام ( ١٣٤٠ ) ه صاحب كتاب ( انوار البدرين ) ذكره في ( الانوار ) ص ٣٧٢ قال ( لنا حواش كثيرة على شرح ابن ابي الحديد للنهج المرتضوي ورد عليه ) .
وقد لخص شرح ابن ابي الحديد فخر الدين عبد الله المؤيد با لله وأسماه « العقد النضيد المستخرج من شرح ابن ابي الحديد » توجد منه نسخة مؤرخة بسنة ( ١٠٨٠ ) ه ، كما اختصره السلطان محمود الطبسي - كما سيأتي - إن شاء الله ، وانتخب منه الشيخ محمد بن قنبر علي الكاظمي كتابا سماه « التقاط الدرر المنتخب » فرغ منه سنة ( ١٢٨٣ ) ه قال شيخنا الإمام الطهراني : والنسخة بخطه في خزانة كتب سيدنا الحسن صدر الدين الكاظمي أه .
ونقله الى الفارسية المولى شمس بن محمد بن مراد سنة ( ١٠١٣ ) ه كما ترجمه بالفارسية الحاج نصر الله بن فتح الله الدزفولي ، وزاد عليه كما سيأتي .
و - النقد السديد لشرح الخطبة الشقشقية لابن ابي الحديد : للفاضل الورع الشيخ محسن كريم نزيل ( الخضر ) اليوم اقتصر فيه على رد بعض أقوال ابن ابي الحديد في شرح الشقشقية ، وقد طبع الجزء الأول منه في النجف في سنة ( ١٣٨٣ ) وهو عازم على اخراج الجزء الثاني - أرجو له من الله التوفيق .
ورأيت عند العلامة المرحوم الشيخ طالب حيدر كراريس قرأ علينا منها فصولا جيدة يرد فيها على ابن ابي الحديد في اعتذاره عن خصوم أمير المؤمنين عليه السّلام .
وقبل أعوام ظهر كتاب ( تشريح شرح نهج البلاغة لابن ابي الحديد ) لمحمود الملاح وهو كتاب مليء بالطعن على الامام علي وشيعته ، وجحود فضائله ومناقبه ، ونكران البديهيات من الامور ، والمسلمات من القضايا ، بل لم يسلم من تجريحه حتى علماء المسلمين من غير الشيعة امثال : الإمام أحمد ابن حنبل ، والنسائي ، وابن قتيبة ، والزمخشري ، وسبط ابن الجوزي ، وابن الصباغ المالكي ، والإمام الشيخ محمد عبده ، والاستاذ محمد محي الدين عبد الحميد وأحمد زكي شيخ العروبة وغيرهم ، بل وحتى أحمد أمين والعقاد ومحمد سيد كيلاني مع مشاركتهم له في الرأي بالتشكيك بنسبة كل ما في ( نهج البلاغة ) للإمام علي عليه السّلام .
ولم يخف على أهل النظر من العراقيين - وقتئذ - السبب والغاية من تأليف هذا الكتاب ، ومن خدمهم فيه ولمصلحة من اخرجه وقد رد عليه الاستاذ رياض حمزة شير علي بكراسة أسماها « الملاح التائه » باسلوب تهكمي مدعوم بالحقائق الناصعة ، والحجج الرصينة ، وقد طبع هذا الرد مرتين .
كما ألف الأديب الشاعر عبد الحسين الشيخ موسى السماوي في رده ( مبضع الجراح في تشريح الملاح ) وقد طبع ونشر يوم ذاك .
وكما لعلماء الشيعة ردّ على ابن ابي الحديد كذلك لعلماء السنة ردّ عليه لما يذهب إليه من تفضيل علي عليه السّلام ومن جملة الردود ( سلاسل الحديد في رد
ابن ابي الحديد ) لمصطفى بن محمد أمين الواعظ من علماء بغداد توفي سنة ١٣٣١ ه توفى ابن ابي الحديد سنة ( ٦٥٦ ) على الأصح بعد وفاة ابن العلقمي بأيام قلائل ، فعن ( الحوادث الجامعة ) في وفيات سنة ( ٦٥٦ ) .
( توفى فيها الوزير مؤيد الدين محمد بن العلقمي [٢]
( ١ ) هو ابو طالب محمد بن احمد الأسدي ، وقيل لجده العلقمي لانه حفر النهر المسمى بالعلقمي اشتغل في صباه بالادب ففاق فيه أقرانه ، وكتب خطا مليحا ، وترسل ترسلا فصيحا وضبط ضبطا صحيحا ، اقتنى كتبا كثيرة نفيسة حتى قيل : « اشتملت خزانة كتبه على فعاش عز الدين بعد أخيه أربعة عشر يوما .
خلف ابن ابي الحديد خمسة عشر مؤلفا أشهرها ذكرا وأعلاها قدرا وأعمها نفعا هو ( شرح نهج البلاغة ) .
[١] . الذريعة ١٢ ، ٢١٠ .
[٢] . هو ابو طالب محمد بن احمد الأسدي ، وقيل لجده العلقمي لانه حفر النهر المسمى بالعلقمي اشتغل في صباه بالادب ففاق فيه أقرانه ، وكتب خطا مليحا ، وترسل ترسلا فصيحا وضبط ضبطا صحيحا ، اقتنى كتبا كثيرة نفيسة حتى قيل : « اشتملت خزانة كتبه على عشرة آلاف مجلد من نفائس الكتب ، وصنف الناس له الكتب ، فمن صنف له الصغاني ( بالغين المعجمة بعد الصاد المهملة المفتوحة ) اللغوي صنف له ( العباب ) وهو كتاب عظيم كبير في لغة العرب ، وصنف له عز الدين عبد الحميد بن ابي الحديد كتاب » شرح نهج البلاغة « فاثابهما وأحسن جائزتهما . وكان امامي المذهب ، صحيح الاعتقاد ، رفيع الهمة ، محبا للعلماء ، عفيفا عن اموال الديوان واموال الرعية ، عاش الى احتلال هلاكو لبغداد ومكث شهورا ثم مرض ومات رحمه الله في جمادى الاولى سنة ٦٥٦ .
في جمادي الآخرة ببغداد . . . والقاضي موفق الدين أبو المعالي القاسم بن ابي الحديد المدائني في جمادى الآخرة فرثاه اخوه عز الدين عبد الحميد بقوله :
أأبا المعالي هل سمعت تأوهي ***** فلقد عهدتك في الحياة سميعا
عيني بكتك ولو تطيق جوانحي ***** وجوارحي أجرت عليك نجيعا
أنفا غضبت على الزمان فلم تطع ***** حبلا لاسباب الوفاء قطوعا
ووفيت للمولى الوزير فلم تعش ***** من بعده شهرا ولا اسبوعا
وبقيت بعد كما فلو كان الرد ***** ى بيدي لفارقنا الحياة جميعا
فعاش عز الدين بعد أخيه أربعة عشر يوما .
خلف ابن ابي الحديد خمسة عشر مؤلفا أشهرها ذكرا وأعلاها قدرا وأعمها نفعا هو ( شرح نهج البلاغة ) .