وقال (عليه السلام): مَا لاِبْنِ آدَمَ وَالْفَخْرِ: أَوَّلُهُ نُطْفَةٌ، وَآخِرُهُ جِيفَةٌ، و َلاَ يَرْزُقُ نَفْسَهُ، وَلاَ يَدفَعُ حَتْفَهُ.                
وقال (عليه السلام): الغِنَى والْفَقْرُ بَعْدَ الْعَرْضِ عَلَى اللهِ.                
وقال (عليه السلام) : مَنْ عَظَّمَ صِغَارَ الْمَصَائِبِ ابْتَلاَهُ اللهُ بِكِبَارِهَا .                
وقال (عليه السلام): الْغِيبَةُ جُهْدُ الْعَاجزِ.                
وقال (عليه السلام): يَهْلِكُ فِيَّ رَجُلاَنِ: مُحِبٌّ مُفْرِطٌ، وَبَاهِتٌ مُفْتَر.                
وقال (عليه السلام): أَشَدُّ الذُّنُوبِ مَا اسْتَخَفَّ بِهِ صَاحِبُهُ.                
وقال (عليه السلام): مَنْهُومَانِ لاَ يَشْبَعَانِ: طَالِبُ عِلْم، وَطَالِبُ دُنْيَا.                

Search form

إرسال الی صدیق
كلام في توثيق كتاب تمام نهج البلاغة

الشيخ محمد عسّاف

بسم اللّه الرحمن الرحيم
الحمد لله أحمده و أستعينه و أؤمن به و أتوكل عليه و أستغفره و أستهديه. من يهدي الله فهو المهتدي و من يضلل فلا هادي له، و الصلاة و السلام على أشرف الخلق أجمعين و سيد الأنبياء و المرسلين محمد المصطفى، و على أمير المؤمنين و إمام المتقين علي المرتضى. و على سيدة نساء العالمين و بضعة حبيب رب العالمين فاطمة الزهراء، و على حملة كتاب الله و أوصياء رسول الله و الأمناء على عباد الله الحسن و الحسين سيدي شباب أهل الجنة و الأئمة المعصومين من أهل بيت النبوة، و اللعن الدائم على أعدائهم و مناوئيهم أجمعين منذ آدم حتى قيام يوم الدين

أما بعد، فإن القرآن كتاب أحكمت آياته ثم فصّلت من لدن حكيم خبير، فيه آيات بينات.

و دلائل واضحات، و أخبار صادقة، و مواعظ رائقة، و شرائع راقية، و آداب عالية، بعبارات تأخذ بالألباب، و أساليب ليس لأحد من البشر بالغا ما بلغ من الفصاحة و البلاغة أن يأتي بمثلها.

و « نهج البلاغة »، و ما أدراك ما « نهج البلاغة ».

إنه من نفحات وليد القرآن الكريم، و خارق من كلام وليد البيت العتيق، ذاك القرآن الناطق، و ترجمان الوحي.

و قد ورد عن مولانا أمير المؤمنين عليه السلام: « هذا القرآن هو خط مستور ( مسطور ) بين دفّتين لا ينطق بلسان، و لا بد له من ترجمان، و إنما ينطق عنه الرجال ».

و قد قيل في « نهج البلاغة »: إنه دون كلام الخالق و فوق كلام المخلوقين.

أجل، إنه أثر إنساني خالد لا يحدّه مكان، و لا تنتهي الحاجة إليه في زمان.

إنه كلام عليه مسحة من العلم الإلهي، و فيه عبقة من الكلام النبوي.

إنه المعجزة بأسباب عادية، يستقرّ في النفوس، و يلامس القلوب، و يضمد الجروح.

و ما أشبه ما مني به كتاب « نهج البلاغة » بما مني به القرآن الكريم، فقد قال المنكرون للتنزيل:

إن القرآن ليس كلاما من وحي الله بل هو من رشح فكر محمد بن عبد الله، و قال المرتابون في « نهج البلاغة »: إنه ليس من كلام أمير المؤمنين علي بل هو من كلام السيد الشريف الرضي.

كيف و « نهج البلاغة » هو البحر الذي لا يدرك قراره، و لا تسبر أغواره، أحسن مثال حي لنور القرآن و حكمته و علمه و هدايته و إعجازه و فصاحته.

إنني في الواقع أعجز في هذا الوجيز عن الحديث عن إعجاز « نهج البلاغة » و عن فضل محدّثه و جامعه، و لا أقدر على شرح عوالمه، عالم العرفان و العبادة. و عالم الحكمة و الفلسفة، و عالم النصح و الموعظة، و عالم الملاحم و الإخبار عن المغيبات، و عالم السياسة و المسؤوليات الاجتماعية.

فقد كتب العلماء و الأدباء و الباحثون في كل باب أسفارا منذ صدوره على يد الرضي رحمه الله قبل أكثر من ألف عام، و أين قلم هذا الحدث الصغير من أقلام الشيوخ الكبار و الفطاحل العظام.

و يكفيني أن أحيل المتتبع إلى مقدمة كتاب « مصادر نهج البلاغة و أسانيده » للعالم الجليل و البحاثة المتتبع و الخطيب البارع السيد عبد الزهراء الحسيني رحمه الله، التي تضمنت، مع جملة ما أودع الكتاب، الكثير من الوثائق الصحيحة و الشواهد الصريحة التي أبعدت الشكوك و رسخت الإيمان بصحة نسبة ما ورد في « نهج البلاغة » إلى مولانا أمير المؤمنين. فجزاه الله عن جهوده المضنية بما يجازي المحسنين من عباده الصالحين و حشره مع صاحب الحوض علي بن أبي طالب عليه السلام.

و العجب من أبناء أمتنا الإسلامية اليوم في عصر انفتاح الشعوب و تقارب العقول و تبادل الأفكار أنهم غرباء عن علي عليه السلام، و هو المشهود له بالسبق في كافة الحقول، و العالم بكل ما وجد و يوجد من العلوم، و الخبير بما خفي عن العباقرة و الفحول طوال السنين و القرون. كيف لا و الشاهدون على دعوانا ليسوا من شيعته و محبيه بل من خصومه و مناوئيه، و المقرّون بفضله ليسوا من المسلمين بل من الكفار و المشركين.

و الأعجب من ذلك أن الأغلبية الساحقة ممن يدّعون أنهم شيعته لا يعرفون عن كلام إمامهم أكثر مما ورد في « نهج البلاغة » و هو القليل الذي قيل أنه لا يتعدى السدس من مجموع كلام مولانا أمير المؤمنين عليه السلام.

هذا من جهة الكمّ. أما في المضمون، فإن الشرّاح غالبا ما اقتصروا على شرح الكلمات و ترجمة الألفاظ و تهيّبوا الولوج في عالم المعنى الحقيقي حتى فترة قريبة. حيث أبان البعض منهم شيئا من بواطنه، و أظهر نتفا من مكنونه، و فسّر قليلا من دقائقه.

فللشريف الرضي من الله تعالى خير الجزاء، و من الأجيال المتعاقبة جزيل الشكر و الامتنان، و لكن من اعتنى من المتقدمين و المتأخرين بحفظ و ضبط و شرح هذا المختار كل الاجلال و التقدير، و إلى كل باحث مخلص مثابر في سبيل العثور على أسانيد و مصادر الروايات لإتمام هذا المختار الجزاء الأوفى و الثواب من العلي الأعلى.

أما هذا السفر الجليل و العمل العظيم الذي بين أيدينا و هو المسمّى « تمام نهج البلاغة ». فإنه نتاج جهد مضن. و بحث شاق، و تحقيق دام أكثر من خمس سنوات، و تفتيش دقيق في المصادر التاريخية الإسلامية القديمة و الحديثة، قام به الباحث الجليل و العالم المتتبّع السيد صادق الموسوي.

و لعل كثيرين لا يدركون مدى عظمة ما بين أيدينا لعدم معرفتهم بحال الوثائق التاريخية التي في حوزتنا اليوم، خصوصا ما يتعلق بآثار آل بيت النبوة و أهل العصمة و الطهارة، و على الأخص ما ورد عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام.

ف « نهج البلاغة » الذي هو اسم لمختار كلام الإمام علي عليه السلام اقتطفه الشريف الرضي رضوان الله عليه قد اختفى أكثر مصادره بفعل الغروات الخارجية و الحروب الداخلية في البلاد الإسلامية التي صبّت جام غضبها على المكتبات العلمية، و أحرقت و أتلفت المصادر النادرة للثقافة الإسلامية المخزونة في ألوف المكتبات في كبريات المدن في الأقطار الإسلامية. هذا إضافة إلى الإهمال الشديد الذي واجهه كثير من كتبنا القيّمة و مصادرنا المخطوطة في المكتبات الخاصة المنتشرة في أنحاء البلاد الإسلامية، و ذلك بعد موت أصحابها الذين ذاقوا ألوان العذاب في سبيل الحصول على نوادر الكتب و قيّمات المصادر.

فكيف يمكن لطامع من أبناء عصرنا أن يقف على جميع ما وقف عليه الشريف الرضي و أمثاله من معاصريه قبل أكثر من ألف عام من كتب السّير و المغازي و التاريخ و الأدب و غيرها مما يمكن أن تكون مصدرا للنهج، و قد أحرقت ألوف منها علي أيدي الحاقدين، و أتلفت ألوف أخرى على أيدي الحاسدين، و الباقي أخفي في خزائن محكمة الأبواب كي لا يصل إليها أيدي الطالبين.

و يتجلى ذلك لمن راجع كتب فهارس المصنفات و المصنفين. حيث يجد فيها عشرات ألوف الأسماء لكتب في شتى الفنون، لكنه لا يجد أثرا إلا للقليل منها في زماننا.

و بسبب عدم وجود الإمكانيات المتاحة اليوم، و رواج طرق الاستنساخ القديمة فقد وصل إلينا نسخ مختلفة عن « نهج البلاغة » نفسه. مما أضاف إلى مهمة الباحث و المحقق مهمة شاقة أخرى هي التفتيش عن نسخ النهج و التدقيق فيها.

فهناك نسخ في مكتبات خاصة في مدن متفرقة في الهند، و نسخ أخرى في مكتبات خاصة في مدن إيرانية مختلفة، و نسخ كذلك في مكتبات دمشق و غيرها.

و بين كل نسخة و أختها بعض الاختلاف في ترتيب الكلام و في اللفظ أيضا.

و لقد بادر سيدنا المحقق إلى جمع ما أمكن من النسخ المخطوطة، و حقق أولا في صحة النسخة و تحديد تاريخ كتابتها، ثم قام بضبط العبارة و اكتشاف خطأ النسّاخ. ثم قابل بين النسخ المخطوطة، و بينها و بين النسخ المطبوعة، فذكر اختلاف النسخ في هامش الكتاب، ليتمكن القارئ من الاطلاع على جميع نسخ « نهج البلاغة » المخطوطة و المطبوعة في وقت واحد و لقد قام مؤلف « تمام نهج البلاغة » كذلك بالتدقيق في كافة المصادر التاريخية المتاحة، و ترتيب الروايات و التوفيق بين موارد الاختلاف فيها، و معالجة تقديم بعض الفقرات و تأخيرها، و زيادة بعض الروايات عن غيرها، مع ما في الأمر من صعوبة كبرى، مما سهّل على القارئ الوصول إلى ترابط الخطب و الكلمات و الكتب و غيرها. فألحق بعمله هذا الكثير من كلام أمير الكلام الذي ينطوي على حقائق الجواهر، و روائع الأفكار.

مما لم يورده السيد الرضي رضوان الله عليه أو لم يعثر عليه، و الذي يجب أن يطلع عليها الباحثون عن درر الكلام، و المفتشون عن النور في عصر الظلام.

كل هذا من دون أن يتشابك هذا العمل التحقيقي الكبير مع ما قام به المستدركون لخطب و كلام و كتب مولانا أمير المؤمنين علي عليه السلام، من المتقدمين كابن أبي الحديد و ابن ميثم. و من المتأخرين ككاشف الغطاء و المحمودي و الخطيب، رغم أنه قد تمت الاستفادة كثيرا من بحوثهم التاريخية الثمينة و جهودهم العلمية العظيمة.

لأن هدف أولئك كان جمع كافة الروايات من مختلف المصادر و تدوينها كما وردت: فيما السيد الموسوي جعل دينه التفتيش عن الكتب التي اختار السيد الرضي رضوان الله عليه منها مقتطفاته، ثم العمل لإعادة المختار إلى موضعه قبل اقتطافه، مع المحافظة على ما يميز ذلك المختار عما أضيف إليه من تلك المصادر.

و قام السيد المحقق كذلك بجهد كبير حتى وجد في بحر تلك المصادر المختلفة الروايات المتعددة، فقام بالمقارنة بينها بكل دقة، و العثور على المكرر منها باختلاف الراوي أو الرواية. ثم ضمّ المكرر من الرواية إلى أختها، و رتّب المقدّم و المؤخّر من جملها و فقراتها استنادا إلى مجموع أدلة و قرائن من المصادر و الروايات نفسها، و مع كشف اختلاف بين المصادر في كلمة أو جملة تمّ ضبطها في هامش الكتاب حفظا لحق الراوي و إفساحا للمجال أمام القراء و الباحثين ليدرسوا هذا و ذاك.

و كذلك جهد المحقق كثيرا للوصول إلى كامل الخطب و الكلمات و الكتب، حيث كان أغلب الرواة يقتطعون الرواية فيأخذون منها موضع حاجتهم، و يضمّون فقرات من خطبة إلى أخرى حسب موضوعاتهم، و مع مرور الزمن صار النص المركب في نظر الكثيرين واحدا، و جهد كثير من المحققين لإيجاد اتصال بين فقراته و شرح المعنى بناء عليه. و بعد عناء شديد أمكن الوصول إلى القسم الأكبر من الخطب الكاملة و الكلام غير المقتطع و الكتب بتمامها.

فيمكن القول بعد هذا أن « تمام نهج البلاغة » قد فتح بابا جديدا أمام العلماء و أصحاب الفضيلة في عصرنا الحاضر ليقوموا بدراسات جديدة و بحوث معمقة لكلام مولانا أمير المؤمنين عليه السلام عموما، و لكتاب « نهج البلاغة » خصوصا.

و إنني من خلال تحقيقي في هذا السفر الجليل و التوثيق له أدركت أكثر من ذي قبل عظمة كتاب « تمام نهج البلاغة »، و لمست مدى المشقة و العناء الذّين واجههما المحقق الجليل السيد صادق الموسوي، و اكتشفت أكثر من السابق مقدرة المؤلف العلمية، و هو الذي أعرفه منذ عقدين و نيف لما كنت طالبا في المرحلة الثانوية من دراستي العصرية، و ذلك أثناء حلقات التدريس الديني التي كان يديرها، و العمل الاجتماعي الإسلامي الذي كان يقوم به، و الذي اتخذ في بعض جوانبه شكلا سياسيا جهاديا لما أحسّ بوجوب فضح المؤامرات الخطيرة التي تحاك ضد الوجود الإسلامي المتنامي في وطني: حيث حضّ و لا يزال المسلمين على التحرر من السلطة الكافرة تطبيقا لقوله تعالى:

و لن يجعل الله للكافرين على المؤمنين سبيلاً.

هذا إضافة إلى دوره المهم و الأساسي في الثورة الإسلامية المباركة في ايران. حيث كاد أن يكون الناشط الوحيد للترويج لنهج الإمام الخميني رضوان الله عليه في الساحة اللبنانية.

و قد حجب هذا الجانب من عمله الجهادي و نشاطه السياسي الملتزم عند الكثرين شخصيته العلمية الواعية الهادية إلى سبيل الحق، و التي أظهرت خلال السنوات الطويلة من العمل ثباتها في الموقف، فكان ممن وصفهم الله تعالى في كتابه العزيز بقوله: يثبّت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا و في الآخرة.

فكفاك أيها السيد الجليل هذا العمل الجليل. كفاك أن نتاجك العلمي الكبير هذا سيجعلك من الخالدين حيث ارتبط اسمك ب « نهج البلاغة ». و صرت من صميم خط الولاية لأهل بيت العصمة و الطهارة. كفاك أن الزيد يذهب جفاء و أما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض.

و لا بدّ هنا من الإشارة إلى أن توثيقي للكتاب تمّ عبر الاستعانة بمكتبة السيد المحقق الخاصة، و من خلال منهجية دقيقة محددة للعثور على كل ما اطّلع عليه الباحث الجليل.

فلقد عدت إلى المصادر التي راجعها السيد واحدة واحدة، و دوّنت في كراس خاص بكل مصدر كل ما ورد من كلام مولانا أمير المؤمنين عليه السلام. و من ثم عدت إلى « تمام النهج » الذي يتوزع في صفحاته متن « نهج البلاغة » لأثبّت في هوامشه أرقام صفحات ما ورد في تلك المصادر مع ما فيها من اختلاف.

و كثيرا ما يتفق أن بعض ما وجد في مصدر فقدت تتمته في مصدر آخر، أو وجدت التتمة فيه لكن مع اختلاف كبير في العبارة، فأشرت إلى ذلك بجملة « باختلاف بين المصادر ». و إذا كان الاختلاف يسيرا أشرت إليه بجملة « باختلاف يسير ». و إذا ورد عقب ذكر مصدر واحد كلمة « باختلاف » فمعناه أننا لم نتمكن من العثور على النصّ إلا في مصدر واحد من مصادر عدّة استفاد منها السيد المحقق.

و لقد كنا نواجه في مواضع عديدة مشكلة اختلاف الطبعات في مقابلة « نهج البلاغة » المطبوع بين نسخة ابن أبي الحديد طبعة « دار الأندلس » و طبعة « دار إحياء الكتاب العربي ». و بينها و بين نسخ الشيخ محمد عبده و نسخة الشيخ صبحي الصالح على سبيل المثال، فلم نر ضرورة لذكر كل تلك الاختلافات في الهامش تفصيلا، بل اقتصرنا على الأهم منها مما عثرنا عليه و أثناء فترة توثيقي الكتاب، و التي دامت أربع سنوات بصورة متواصلة، استمر السيد الموسوي في مراجعة المصادر التاريخية و التحقيق فيها، فأضاف إلى مصادر هذه النسخة العشرات بحيث ناف عددها في نسختنا على المائة بعد ما حاذت في النسخة الأولى الثلاثين. فأضفنا تلك المصادر إلى مصادرنا، و أغنينا بذلك الكتاب التي بين أيدينا.

و رغم محاولتي الحثيثة لالتقاط كل ما عثر عليه سيدنا المحقق، فإني أقرّ للقراء الأعزاء بعجزي عن كشف كل ما اطلع عليه في تحقيقه رغم محاولتي المضنية و النصح الذي كان يقدمه لي خلال فترة عملي، و هذا دليل آخر على ما يمتاز به السيد صادق الموسوي في مجال البحث العلمي، و مقدرته الفائقة على الغوص في أعماق المتون التاريخية.

و في الختام أحمد الله سبحانه على توفيقه لي في توثيق « تمام نهج البلاغة »، و أعتذر من السادة القراء الكرام من كل قصور أو تقصير. و أسأل ربي أن يجعل هذا العمل خالصا لوجهه الكريم، و أن يمنّ بالعفو و الرحمة عليّ و على والديّ و المدرسين لي يوم الدين بشفاعة علي أمير المؤمنين. إنه نعم المولى للمؤمنين و خير نصير للمستضعفين.

****************************