قال النجاشي بعد ذكر اسمه وسرد نسبه ما لفظه: أبو الحسن الرضي نقيب العلويين ببغداد أخو المرتضى، كان شاعرا مبرزا. ثم عد آثاره العلمية.
وقال صاحب « أمل الأمل » ٢ - ٢٦٢: وقال صاحب عمدة الطالب ص ٢٠٧ عند ذكره: أبو الحسن ذو الحسبين نقيب النقباء ذو الفضائل الشائعة والمكارم الذائعة، كانت له هيبة وجلالة ببغداد، وفيه ورع وعفة وتقشف ومراعاة للأهل والعشيرة.
ولي نقابة الطالبيين مرارا، وكانت إليه أمارة الحاج والمظالم، وكان أحد علماء عصره، قرأ على اجلاء الأفاضل. ثم ذكر تآليفه وقال: وهو أشعر الطالبيين، لان المجيد منهم ليس بمكثر والمكثر ليس بمجيد، والرضي جمع بين الاكثار والإجادة. انتهى.
وذكره في « تاريخ بغداد » ٢ - ٢٤٦ وقال بعد ذكر اسمه ونسبه: أبو الحسن العلوي نقيب الطالبيين ببغداد، كان يلقب بالرضي ذي الحسبين، وهو أخو أبي القاسم المعروف بالمرتضى، وكان من أهل الفضل والأدب والعلم.
وقال:حفظ القرآن في مدة يسيرة، وصنف كتابا في معاني القرآن يتعذر وجود مثله، وكان شاعرا محسنا.
سمعت أبا عبد اللَّه محمد بن عبد اللَّه الكاتب بحضرة أبي الحسين بن محفوظ وكان أحد الرؤساء يقول: سمعت جماعة من أهل العلم بالأدب يقولون: « الرضي أشعر قريش »، فقال ابن محفوظ: هذا صحيح. إلخ.
وذكره ابن داود في رجاله ١٧٠ وقال بعد سرد نسبه ما لفظ: أبو الحسن الرضي نقيب العلويين ببغداد، أخو سيدنا المرتضى علم الهدى، حاله أشهر من أن يخفى.
وذكره الزركلي في « الاعلام » ٦ - ٣٢٩ وقال: أبو الحسن العلوي الحسيني الموسوي اشعر الطالبيين على كثرة المجيدين فيهم، مولده ووفاته في بغداد، انتهت إليه نقابة الاشراف في حياة والده، وخلع عليه بالسواد وجدد له التقليد سنة ٤٠٣. إلخ.
وذكره الذهبي في « المشتبه » ١ - ٣١٩ في « ر ض ى » وقال: وبالتثقيل هو الشريف الرضي. وقال أيضا في ٢ - ٦٦٢ في « و ض ى »: وبراء: الشريف الرضي الشاعر المفلق الإمامي. وابنه عدنان بن الرضي ولي النقابة بالعراق بعد عمه الشريف المرتضى. إلخ.
وذكره احمد حسن الزيات في كتابه « تاريخ الأدب العربي » ٢٨٥ وقال: ولد أبو الحسن محمد بن الحسين الموسوي ببغداد، ونشأ في حجر والده، ودرس العلم في طفولته، فبرع في الفقه والفرائض، وفاق في العلم والأدب، وقال
الشعر وعمره لا يزيد على عشر سنين. فلما بلغ التاسعة والعشرين من عمره خلف أباه في نقابة الطالبيين سنة ٣٨٨، ثم ضمت إليه مع النقابة سائر الاعمال التي كان يليها أبوه، وهي النظر في المظالم والحج بالناس، وبقي في هذه الاعمال حينا من الدهر حتى تغير عليه الخليفة القادر لاتهامه عنده بالميل إلى العلويين الفاطميين بمصر، فصرفه عنها، فعاش عيش القانع الشريف حتى قبضه اللَّه إليه في المحرم من سنة ٤٠٤ ودفن بداره في الكرخ.
وقال الشيخ عباس القمي في « السفينة » ١ - ٥٢٦: السيد الرضي أخو المرتضى هو محمد بن الحسين الموسوي، أمره في العلم والفضل والأدب والورع وعفة النفس وعلو الهمة والجلالة أشهر من أن يذكر، وقد خفي علو مقامه في الدرجات العلمية مع قلة عمره لعدم انتشار كتبه وقلة نسخها، وإنما الشائع منها نهجه وخصائصه، وهما مقصوران على النقليات. نعم في هذه الأزمنة انتشر نسخة المجازات النبوية الحاكية عن علو مقامه في الفنون الأدبية.
في قصص العرب ١ - ٣٣٢: هو أبو الحسن محمد بن الطاهر، كان أبوه نقيب الطالبيين وصارت إليه النقابة وأبوه حي، أجمع النقاد على أنه اشعر قريش. وكان عالما بعلوم القرآن واللغة والنحو، وله فيها المؤلفات النافعة.
قال الأردبيلي في جامع الرواة ٢ - ٩٩: محمد بن الحسين الرضوي الموسوي نقيب العلويين ببغداد أخو المرتضى، كان شاعرا مبرزا فاضلا عالما ورعنا عظيم الشأن رفيع المنزلة، له حكاية في شرف النفس. إلخ.
أقول: الرضوي في اصطلاح النسابين يقال لمن ينتهي نسبه إلى الإمام الهمام علي بن موسى الرضا عليه السلام، ونسب سيدنا الرضي ينتهي إلى الإمام موسى بن جعفر عليه السلام. والظاهر أن الرضوي اشتباه وتصحيف
من « الرضي » وهو موسوي وليس برضوي.
وفي « النابس في القرن الخامس » ١٦٤: كان نقيب العلويين ببغداد وجلس مكانه أخوه المرتضى.
وقال العلامة الحلي في رجاله ٨٠: محمد بن الحسين الرضي الموسوي نقيب العلويين ببغداد أخو المرتضى، كان شاعرا مبرزا فاضلا عالما ورعا عظيم الشأن رفيع المنزلة. إلخ.
وقال الشيخ محمد عبده المصري في مقدمة شرحه ص ٥ بعد ذكر اسمه وسرد نسبه الشريف: واشتغل بالعلم ففاق في الفقه والفرائض وبز أهل زمانه في العلم والأدب. ثم ذكر ما قاله صاحب اليتيمة إلى أن قال: وحكى ابن خلكان عن بعض الفضلاء أنه رأى في مجموع أن بعض الأدباء اجتاز بدار الشريف الرضي بسر من رأى وهو لا يعرفها وقد أخنى عليها الزمان وذهبت بهجتها وأخلقت ديباجتها وبقايا رسومها تشهد لها بالنضارة وحسن الشارة، فوقف عليها متعجبا من صرف الزمان وطوارق الحدثان، وتمثل بقول الشريف الرضي رضي اللَّه عنه:
ولقد وقفت على ربوعهم | وطلولها بيد البلى نهب | |
فبكيت حتى ضج من لغب | نضوي ولج بعذلي الركب | |
وتلفتت عيني فمذ خفيت | عن الطلول تلفت القلب |
فمر به شخص وهو ينشد الأبيات، فقال له: هل تعرف هذه الدار لمن هي فقال: لا. فقال: هذه الدار لصاحب الأبيات الشريف الرضي. فعجب كلاهما من حسن الاتفاق. انتهى.
أقول: هذه الأبيات موجودة « في الديوان » ص ٨٣ مع اختلاف، وفيه « ولقد مررت على دارهم ». و « ليد » موضع « بيد ». « فوفقت حتى لج من لهب ». و « عنى الطلول ».
قال ابن أبي الحديد في مقدمة الشرح ١ - ٣٣: وحفظ الرضي رحمه اللَّه القرآن بعد أن جاوز ثلاثين سنة في مدة يسيرة، وعرف من الفقه والفرائض طرفا قويا، وكان رحمه اللَّه عالما أديبا وشاعرا مفلقا، فصيح النظم ضخم الألفاظ قادرا على الفريض متصرفا في فنونه، إن قصد الرقة في النسيب أتى بالعجب العجاب، وان أراد الفخامة وجزالة الألفاظ في المدح أتى بما لا يشق فيه غباره، وان قصد في المراثي جاء سابقا والشعراء منقطع أنفاسها على أثره، وكان مع هذا مترسلا ذا كتابة قوية.
قال العلامة الخبير الأميني في موسوعته الكبيرة الغدير ج ٤ - ١٨١ بعد ذكر اسمه الشريف وسرد نسبه المنيف: والده أبو احمد كان عظيم المنزلة في الدولتين العباسية والبويهية، لقبه أبو نصر بهاء الدين بالطاهر الأوحد. إلى أن قال: وسيدنا الشريف الرضي هو مفخرة من مفاخر العترة الطاهرة، وإمام من أئمة العلم والحديث والأدب، وبطل من أبطال الدين والعلم والمذهب، وهو أول في كل ما ورثه سلفه الطاهر من علم متدفق ونفسيات زاكية وانظار ثاقبة وآباء وشمم وأدب بارع وحسب نقي ونسب نبوي وشرف علوي ومجد فاطمي وسؤدد كاظمي، إلى فضائل قد تدفق سيلها الآتي، ومنائر قد التطمت أواذيها الجارفة، ومهما تشدق الكاتب فان في البيان قصورا عن بلوغ مداه، وللتنقيب تقاعسا عن تحديد غايته، وللوصف انحسارا عن استكناه حقيقته. وان دون ما تحلى به من مناقبه الجمة وضرائبه الكريمة كل ما سردوه في المعاجم من ثناء واطراء. ثم ذكر الكتب التي فيها ترجمة سيدنا الرضي. إلخ.
وقال محمد فريد وجدي في « دائرة المعارف » ٤ - ٢٥١ بعد ذكر اسمه وسرد نسبه الشريف: ولد الرضي في سنة ٣٥٩ ه واشتغل بالعلم فظهرت له ميزة على أقرانه. ثم ذكر ما قاله صاحب يتيمة الدهر: هو اليوم أبدع أبناء الزمان
وأنجب سادات العراق، يتحلى من محتده الشريف ومفخره المنيف بأدب ظاهر وفضل باهر وحظ من جميع المحامد وافر، تولى نقابة نقباء الطالبيين بعد أبيه في حياته سنة ٣٨٨ ه، وضمت إليه مع النقابة سائر الاعمال التي كان يليها أبوه، وهي النظر في المظالم والحج بالناس، وكان من سمو المقام بحيث يكتب إلى الخليفة القادر باللَّه العباسي احمد بن المقتدر من قصيدة طويلة:
عطفا أمير المؤمنين فإننا | في دوحة العلياء لا نتفرق | |
ما بيننا يوم الفخار تفاوت | أبدا كلانا في المعالي معرق | |
إلا الخلافة ميزتك فإنني | أنا عاطل منها وأنت مطوق |
ويروى: أن القادر قال عند سماع هذا البيت « على رغم أنف الشريف ».
قال صاحب اليتيمة: هو أشعر الطالبيين من مضى منهم ومن غبر، على كثرة شعرائهم المفلقين، ولو قلت انه أشعر قريش لم أبعد عن الصدق. إلخ.