وقال (عليه السلام): الْقَنَاعَةُ مَالٌ لاَيَنْفَدُ.                
وقال (عليه السلام): إِذَا قَدَرْتَ عَلَى عَدُوِّكَ فَاجْعَلِ الْعَفْوَ عَنْهُ شُكْراً لِلْقُدْرَةِ عَلَيْهِ .                
وقال (عليه السلام): مَا مَزَحَ امْرُؤٌ مَزْحَةً إِلاَّ مَجَّ مِنْ عَقْلِهِ مَجَّةً.                
وقال (عليه السلام): الْغِيبَةُ جُهْدُ الْعَاجزِ.                
وقال (عليه السلام):مَنْ عَظَّمَ صِغَارَ الْمَصَائِبِ ابْتَلاَهُ اللهُ بِكِبَارِهَا.                
وقال (عليه السلام) : مَنْ كَرُمَتْ عَلَيْهِ نَفْسُهُ هَانَتْ عَلَيْهِ شَهْوَتُهُ .                
وقال (عليه السلام): إذَا كَانَ في رَجُل خَلَّةٌ رَائِعَةٌ فَانْتَظِرْ أَخَوَاتِهَا.                

Search form

إرسال الی صدیق
لزوم الإحتياط في قراءة نهج البلاغة بتحقيق وتصحيح الدكتور صبحي الصالح
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء وأفضل المرسلين محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين

تعدُّ نسخة الدكتور صبحي الصالح لنهج البلاغة من أفضل النسخ، لما حوَت من تصحيح وتحقيق وضبط للنص وتعليقات وفهارس قيّمة.

لكن اعترافه في مقدمة الكتاب يجعلنا على حذر من الإعتماد كل الإعتماد على حاصل تحقيقه وتصحيحه.فإنه قال في مقدمته: ( والأمانة العلمية تفرض علينا أن نعترف بأن ضبطنا لنص النهج لا يرتدّ الى امتلاكنا النسخ المخطوطة أوالمصوّرة، ومقابلتنا بعضها ببعض، ومعارضتها بأصل أوأصول اعتمدناها، بقدر ما يرتدّ الى ما نطقت الشروح بحسنه وصوابه )

وقد طبع في السنين الأخيرة نسخة لنهج البلاغة قيّمة تماما، وهي النسخة التي قام بتصحيحها المرحوم المحقق الأستاذ محمد الدشتي وهي المعروفة بـ ( نسخة المعجم المفهرس ) المطبوعة في مؤسسة النشر الإسلامي التابعة لجماعة المدرسين بقم المشرفة.

وقد قابل المحقق ما كان عنده من النسخ بنسخ مخطوطة قديمة قيّمة تماما.

وهي:

١ ـ النسخة المخطوطة النفيسة جداً لآية الله الحاج الشيخ حسن حسن زادة الآملي لسنة ٤٢١ هـ.

٢ ـ النسخة المخطوطة في حوزة الفاضل السيد مهدي الحسيني من القرن الخامس.

٣ ـ النسخة المخطوطة من منشورات مكتبة آية الله المرعشي النجفي لسنة ٤٩٩ هـ.

كما اشتملت على تفسير اللغات الغريبة ( بأرقام متسلسلة في كل صفحة) وحوت في الهامش مصادر كل خطبة وكتاب وكلمة وأسانيدها، وألحق بالكتاب جدول يبيّن موارد اختلاف ترتيب أرقام الخطب والكتب في الشروح المطبوعة للكتاب ليتمكن المحققون من الإفادة من مختلف النصوص والشروح.

وينبغي أن نشير الى اختلاف بين "نسخة المعجم المفهرس" و"نسخة الدكتور صبحي الصالح" في الحكمة رقم ١٩٠ ليتبين أهميّة الأمر.

وقد نبّه عليه الأستاذ المحقق محمد الدشتي في مقدمة نسخة المعجم.

هكذا في نسخة المعجم المفهرس

١٩٠ ـ وقَالَ عليه السلام: وَا عَجَبَا أَ تَكُونُ الْخِلَافَةُ بِالصَّحَابَةِ ولَا تَكُونُ بِالصَّحَابَةِ والْقَرَابَةِ ؟

وقال الرضي: روي له شعر في هذا المعنى:

فإن كنت بالشــورى ملكـــت أمورهم              فكيف بهذا والمُشيرون غُيَّبُ‏
وإن كنتَ بالقُربى حجَجتَ خصيمَهم   فغيـــرك أولى بالنبي وأقربُ‏

وهكذا في نسخة صبحي الصالح

١٩٠ ـ وقَالَ عليه السلام وَا عَجَبَا أَ تَكُونُ الْخِلَافَةُ بِالصَّحَابَةِ والْقَرَابَةِ ؟

وقال الرضي: روي له شعر في هذا المعنى:

فإن كنت بالشــورى ملكـــت أمورهم              فكيف بهذا والمُشيرون غُيَّبُ‏
وإن كنتَ بالقُربى حجَجتَ خصيمَهم   فغيـــرك أولى بالنبي وأقربُ‏

مما يؤيد نسخة المعجم المفهرس أن السيد الرضي (رحمه الله) يروي نفس الحكمة في خصائص‏الأئمة (ع) ص ١١١ هكذا:

(( وقال عليه السلام في شأن الخلافة: وا عجبا أ تكون الخلافة بالصحابة ولا تكون بالصحابة والقرابة، ويروى والقرابة والنص، ويروى له عليه السلام شعر في هذا المعنى وهو

فإن كنت بالشــورى ملكـــت أمورهم              فكيف بهذا والمُشيرون غُيَّبُ‏
وإن كنتَ بالقُربى حجَجتَ خصيمَهم   فغيـــرك أولى بالنبي وأقربُ‏

[ ثم قال السيد الرضي] ولقد أوضح عليه السلام بهذا القول نهج المحجة وأخذ على خصومة بمضايق الحجة )) (انتهى)

وهي مطابقة لما في نسخة المعجم

شروح نهج البلاغة المؤيدة لنسخة المعجم المفهرس

شروح القرن السادس

معارج ‏نهج ‏البلاغة، ص٤٣٦،

لـ علي بن زيد البيهقي،فريد خراسان، المتوفى سنة ٥٦٥ هـ ق.

الحكمة ٨٨

(٢٠٩٦) قوله: أ يكون الخلافة بالصّحابة، ولا يكون بالصّحابة والقرابة.

منهاج‏البراعة في‏شرح ‏نهج ‏البلاغة،ج٣ ص٣٣١

لـ قطب الدين سعيد بن هبة الله الراوندي، المتوفى سنة ٥٧٣ هـ ق.

وقال عليه السلام:

وا عجبا أ تكون الخلافة بالصحابة ولا تكون بالصحابة والقرابة.

[قال الرضي‏] وروي له عليه السلام شعر في هذا المعنى، وهو:

فان كنت بالشورى ملـــــكت أمورهم              فكيف بهذا والمشيرون غُيَّب‏
وان كنت بالفربى حججت خصيمهم   فغيــرك أولى بالنبي وأقرب‏

أعلام ‏نهج ‏البلاغة، ص٣٠٣

لـ السيد علي بن ناصر الحسيني السرخسي، المتوفى في القرن السادس

الحكمة ١٩٠

قال عليه السّلام: أ تكون الخلافة بالصحابة ولا تكون بالصّحابة والقرابة.

روى له شعر في هذا المعنى وهو:

فان كنت بالشورى ملـــــكت أمورهم              فكيف بهذا والمشيرون غُيَّب‏
وان كنت بالفربى حججت خصيمهم   فغيــرك أولى بالنبي وأقرب‏

الصحابة: الصحبة، والشورى والمشيرون غيّب: يعني الّذين هم أهل الشورى والاشارة من بني هاشم كانوا غيبا، وحججته: غلبته بالحجة، فغيرك أولى: اشارة الى نفسه.

ويؤيده أيضا ما جاء في غررالحكم ودررالكلم، لـ عبدالواحد بن محمد التميمي الآمدي، المتوفى سنة ٥٥٠ هـ ق:

٢٠٩٩ - وا عجبا أن تكون الخلافة بالصحابة ولا تكون بالصحابة والقرابة.

شروح القرن السابع

اختيار مصباح ‏السالكين، ص٦٢٣ ( الشرح الوسيط لنهج البلاغة)

لـ كمال الدين ميثم بن علي بن ميثم البحراني، المتوفى سنة ٦٧٥ هـ ق.

الحكمة ١٧٦

وقال عليه السّلام: وا عجباه أ تكون الخلافة بالصّحابة ولا تكون بالصحابة والقرابة.

قال الرضى: وروى عنه عليه السلام شعر فى هذا المعنى وهو

فان كنت بالشورى ملـــــكت أمورهم              فكيف بهذا والمشيرون غُيَّب‏
وان كنت بالفربى حججت خصيمهم   فغيــرك أولى بالنبي وأقرب

شرح ‏نهج‏ البلاغة، ج١٨ ص٤١٦

لـ عزالدين ابوحامد ابن أبي الحديد، المتوفى سنة ٦٥٦ هـ ق.

الحكمة ١٨٥

وَا عَجَبَا أَنْ تَكُونَ الْخِلَافَةُ بِالصَّحَابَةِ- ولَا تَكُونَ بِالصَّحَابَةِ والْقَرَابَةِ.

قال الرضي رحمه الله تعالى- وقد روي له شعر قريب من هذا المعنى وهو-

فان كنت بالشورى ملـــــكت أمورهم              فكيف بهذا والمشيرون غُيَّب‏
وان كنت بالفربى حججت خصيمهم   فغيــرك أولى بالنبي وأقرب

[ثم قال ابن ابي الحديد:] حديثه عليه السلام في النثر والنظم المذكورين مع أبي بكر وعُمـــر.

أما النثر فإلى عُمـــر، توجيهه لأن أبا بكر لما قال لعمر امدد يدك، قال له عمـــر أنت صاحب رسول الله في المواطن كلها، شدتها ورخائها فامدد أنت يدك، فقال علي عليه السلام إذا احتججت لاستحقاقه الأمر بصحبته إياه في المواطن كلها فهلا سلَّمت الأمر إلى من قد شركه في ذلك وزاد عليه بالقرابة.

وأما النظم فموجه إلى أبي بكر، لأن أبا بكر حاج الأنصار في السقيفة، فقال نحن عترة رسول الله (صلى الله عليه وآله) وبيضته التي تفقأت عنه، فلما بويع احتج على الناس بالبيعة وأنها صدرت عن أهل الحل والعقد، فقال علي (عليه السلام) أما احتجاجك على الأنصار بأنك من بيضة رسول الله (صلى الله عليه وآله) ومن قومه فغيرك أقرب نسبا منك إليه وأما احتجاجك بالاختيار ورضا الجماعة بك فقد كان قوم من جملة الصحابة غائبين لم يحضروا العقد فكيف يثبت.(انتهى)

بعد ما ذُكر يتبن أن الدكتور صبحي صالح اعتمد في تصحيح هذه الحكمة على نسخة محرّفة وهي ما يسميها الشيخ العلامة محمد تقي التستري " المصرية " قال في بهج ‏الصباغة في‏شرح‏ نهج ‏البلاغة، ج ٤، ص٣٦١:

« وا عجباه أ تكون الخلافة بالصحابة والقرابة » هكذا في ( المصرية ) وهوغلط واضح، والصحيح ما في ( ابن أبي الحديد وابن ميثم والخطية ) وغيرها: « وا عجباه أ تكون الخلافة بالصحابة، ولا تكون بالصحابة والقرابة ».

هذا اذا كنا نحسن الظن به، والا فللكلام فيه مجال واسع.

****************************