وقال (عليه السلام): الرِّزْقُ رِزْقَانِ: طَالِبٌ، وَمَطْلُوبٌ، فَمَنْ طَلَبَ الدُّنْيَا طَلَبَهُ الْمَوْتُ حَتَّى يُخْرِجَهُ عَنْهَا،مَنْ طَلَبَ الاْخِرَةَ طَلَبَتْهُ الدُّنْيَا حَتَّى يَسْتَوْفِيَ رِزْقَهُ مِنْهَا.                
وقال (عليه السلام): قَلِيلٌ مَدُومٌ عَلَيْهِ خَيْرٌ مِنْ كَثِير مَمْلُول مِنْهُ.                
وقال (عليه السلام): إِذَا قَدَرْتَ عَلَى عَدُوِّكَ فَاجْعَلِ الْعَفْوَ عَنْهُ شُكْراً لِلْقُدْرَةِ عَلَيْهِ .                
وقال (عليه السلام): خَالِطُوا النَّاسَ مُخَالَطَةً إِنْ مِتُّمْ مَعَهَا بَكَوْا عَلَيْكُمْ، وَإِنْ عِشْتُمْ حَنُّوا إِلَيْكُمْ .                
وقال (عليه السلام): ما أَنْقَضَ النَّوْمَ لِعَزَائِمِ الْيَوْمِ.                
وقال (عليه السلام): رُبَّ مَفْتُون بِحُسْنِ الْقَوْلِ فِيهِ.                
وقال (عليه السلام): يَهْلِكُ فِيَّ رَجُلاَنِ: مُحِبٌّ مُفْرِطٌ، وَبَاهِتٌ مُفْتَر.                

Search form

إرسال الی صدیق
ما قاله بعض العلماء من القرن الرابع عشر الهجري في نهج البلاغة

العلامة أحمد أمين الكاظمي [١] (ت١٣٩٠هـ)
فنهج البلاغة كتاب حوى أصول الفلسفة الحقّة عن الكون والحياة ومصير الإنسان وواقعة، وأصول الاقتصاد حيث لايضحّي بالفرد على حساب المجتمع، ولا بالمجتمع على حساب الفرد، حوى أسس إدارة شؤون البلاد، وما يربط الشعب بالهيئة الحاكمة من حقوق، فهو كتاب فلسفي اجتماعي، عرفاني، اقتصادي، أدبي، وفيه فصل الخطاب في كلّ حقل يحتاجه الإنسان في سيره التكاملي [٢]  .

أحمد حسن الزيات المصري [٣] (ت١٣٨٨هـ)

ولا نعلم بعد رسول الله فيمن سلف وخلف أفصح من علي في المنطق، ولا أبلّ منه ريقاً في الخطابة، كان حكيماً تتفجر الحكمة من بيانه، وخطيباً تتدفّق البلاغة على لسانه، وواعظاً ملء السمع والقلب، ومترسّلاً بعيد غور الحجة، ومتكلّماً يضع لسانه حيث يشاء، وهو بالإجماع أخطب المسلمين وإمام المنشئين، وخُطبه في الحثّ على الجهل ورسائله إلى معاوية ووصف الطاووس والخفاش والدنيا، وعهده للأشتر النخعي إن صحّ تعدّ من معجزات اللسان العربي وبدائع العقل البشري، وما نظنّ ذلك قد تهيأ له إلا لشدّة خلاطه الرسول ومرائه [٤] منذ الحداثة على الكتابة له والخطابة في سبيله .
ثم قال: كلام أمير المؤمنين يدور على أقطاب ثلاثة: الخطب والأوامر، والكتب والرسائل، والحكم والمواعظ وقد جمعها على هذا النسق الشريف الرضي في كتاب سماه نهج البلاغة، وقد جمعها على هذا النسق الشريف الرضي في كتاب سماه نهج البلاغة، لأنّه كما قال بحق يفتح للناظر فيه أبوابها ويقرب عليه طلابها، فيه حاجة العالم والمتعلم، وبغية البليغ والزاهد، ويضئ في أثنائه من الكلام في التوحيد والعدل ما هو بلال كل غلة وجلاء كل شبهة [٥].

الشيخ أحمد محمد [٦]

وبعد فلما كانت وظيفتي الاشتغال بالكتابة في مكتبة الجامع الأزهر الشريف ومن شأنها أني أطلع على معظم ما في المكتبة من الأسرار الجليلة، وأتصفح كثيرا من كتبها المفيدة فبينما أطالع في كتاب منها إذ أعثرني حسن حظي على عهد جليل لفارس حلبة البيان أمير المؤمنين، وخليفة رسول الله رب العالمين سيدنا علي بن أبي طالب كرم الله وجهه إلى الأشتر النخعي لما ولاه على مصر حين اضطرب أمر محمد بن أبي بكر، ورأيت انه جمع أمهات السياسة، وأصول الإدارة، في قواعد حوت من فصاحة الكلم، وبلاغة الكلام، وحسن الأسلوب، ما لا يمكن لعاجز مثلي أن يصفه، فدهشت جداً لما لم أجد لهذا الكتاب تداولاً على ألسنة المتكلمين بالعربية خصوصاً المشتغلين بتعلمها من طلبة الأزهر، والمدارس الأخرى، مع إنه كان من الواجب إنّ مثل هذا الكتاب يحفظ في الصدور، لا في السطور  [٧].

أديب التقي البغدادي(ت١٣٦٤هـ)  [٨]

لم يبق أحد من الناطقين بالضاد والمولعين بلغة العرب من الأعاجم إلا وعرف كتاب (نهج البلاغة) ذلك السفر العظيم المشتمل على المختار من كلام أمير المؤمنين وسيد الفصحاء والمتكلمين علي بن أبي طالب(عليه السلام) الذي قيل في كلامه إنه (دون كلام الخالق وفوق كلام المخلوقين بعد الرسول الكريم).
إن هذا الكتاب الجليل جمعه السيد الشريف الرضي(رحمه الله) من مختار كلام أمير المؤمنين(عليه السلام) ورتبه على النحو المشاهد فيه اليوم فأتى سفراً عظيماً لايستغني عنه المتأدبون ولا العلماء والسياسيون ولا نابذوا الدين المتدينون ولا الطبيعيون والمؤرخون، بسبب ما حواه من فنون الحكمة وأساليب السياسة والقوانين والاجتماع وحقائق الإيمان ومعرفة الصانع وتهذيب النفس والحث على مكارم الأخلاق والتمسك بالفضيلة.
وقد اعتنى بهذا السفر الجليل أساطين علماء المسلمين السابقين واللاحقين وإجلاؤهم كما يتبين مما يأتي في آخر هذه العجالة، واتخذ كثيراً من الفلاسفة والأدباء والمستشرقين والقساوسة المحبين للغة العربية والمولعين بتتبع أسفارها النفيسة نبراساً يضيء لهم في مسالكهم الفلسفية والأدبية وتتبّعاتهم الاجتماعية والكونية [٩] .

الأستاذ توفيق الفكيكي [١٠] (ت١٣٨٩هـ)

وإذا رجعنا إلى ما في نهج البلاغة وآثاره العلمية الأخرى، وما قاله من الغرر والدرر في كلماته القصار، يرى إنّ مجموع ذلك معجزة كبرى للمعجزة الخالدة وهي القرآن العظيم ، فالقرآن معجزة الرسالة الأبدية، ونهج البلاغة معجزة الفرقان والإمامة الحقّة بعد رسول الله(صلى الله عليه وآله) [١١] .

الشيخ حبيب الله الخوئي (ت١٣٢٤هـ) [١٢]

إنّ أحسن الروايات المنشورة، وأبهى الكلمات المنثورة، هو ما دوّنه السيّد السّند والركن المعتمد الشريف الرضيّ أبو الحسن محمّد ابن أبي أحمد الحسين الموسوي (قدس الله سرّه) ونوّر ضريحه، في نهج البلاغة من شرايف الكلام والخطب، ولطائف الوصايا والكتب والأدب، المأثورة من باب مدينة العلم والحكمة، والمتلّقاة من قطب دائرة الطهارة والعصمة، حجّة لله في عباده وخليفة لله في بلاده .
ولعمري أنّه كتاب شرح المناسك للناسك، وشرح المسالك للسالك، وهو خلاص المتورّطين في الهلكات، ومناص المتحيّرين في الفلوات، ملاذ كلّ بائس فقير، ومعاذ كلّ خائف مستجير، مدينة المآرب، وغنية للطالب، لأنّ ما أودع فيه كلام عليه مسحة من الكلام الإلهي، وفيه عبقة من الكلام النبويّ صلى الله عليه وآله، ظاهره أنيق وباطنه عميق، مشتمل على أمر ونهي، ووعد ووعيد، وترغيب وترهيب، وجدل ومثل وقصص، لا تفنى عجائبه، ولا تنقضي غرائبه، يدلّ على الجنّة طالبها، وينجي من النار هاربها، شفاء من الدّاء العضال، ونجاة من ظلمة الضلال، دواء لكلّ عليل، ورواء لكلّ غليل، وأمل لكلّ آمل، وبحر ليس له ساحل، وكنز مشحون بأنواع الجواهر والدّرر، تفوح من نفحاته المسك الأذفر والعنبر. ومع ذلك قد احتوى من حقائق البلاغة ودقائق الفصاحة مالا يبلغ قعره الفكر، وجمع من فنون المعان وشؤون البيان ما لا ينال غوره النظر، وتضمّن من أسرار العربيّة والنكات الأدبيّة والمحاسن البديعيّة ما يعجز عن تقريره لسان البشر [١٣].

حسين بستانه [١٤] (ت١٣٧٨هـ)

نهج البلاغة ديوان خطب الإمام ورسائله وحكمه.. جمعه سليل المجد المجيد نقيب الأشراف الطالبين في بغداد السيد الشريف الرضي الموسوي، في سفر جليل القدر، كان ولم يزل عدة الأدباء، وزاد الخطباء، ومورد الحكماء ، ومشرع أهل اللسان والبلاغة كافة. على أمثلته يحذون، وبه يستعينون، ومنه يقبسون تجملاً بغراته واحتجاجاً بآياته، وتملحاً بمبادهاته، وتشرفاً بعباراته، واقتداء بعظاته، لذلك تناوله الفضلاء بالشرح والتبسيط رجاء أن يرفعوا الإفهام إلى مستواه، ويوقفوا المتأدبين في فحواه. ولعمرو الأدب ما أدرك شارح كنهه، ولا سبر غوره، ولا وفاه مادح قدره [١٥] .

خليل الهنداوي (١٣٩٦هـ) [١٦] 

لانكاد نرى كتاباً انفرد بقطعات مختلفة يجمعها سلك واحد من الشخصية الواحدة، والأسلوب الواحد كما نراه في نهج البلاغة، لذا نقرر ونكرّر أنّ النهج لايمكن أن يكون إلا لشخص واحد، نفخ فيه نفساً واحداً  [١٧].

الدكتور زكي مبارك (١٣٧٥هـ) [١٨]

لا مفرّ من الاعتراف بأنّ "نهج البلاغة" له أصل، وإلاّ فهو شاهد على أنّ الشيعة كانوا من أقدر الناس على صياغة الكلام البليغ. إنّي لأعتقد أنّ النظر في كتاب "نهج البلاغة" يورث الرّجولة والشهامة وعظمة النفس، لأنّه من روح قهّار واجه المصاعب بعزائم الأسود [١٩].

الأستاذ عباس محمود العقاد [٢٠] (ت١٣٨٤هـ)

ففي كتاب نهج البلاغة فيض من آيات التوحيد والحكمة الإلهية، تتّسع به دراسة كلّ مشتغل لعقائد وأصول التأليه وحكمه التوحيد.
ويقول فيه: فكلّ نمط من أنماط كلامه شاهد له بالملكة الموهوبة في قدرة الوعي وقدرة التعبير، فهو ولا شكّ من أبناء آدم الذين علّموا الأسماء وأوتوا الحكمة وفصل الخطاب [٢١].

الشيخ عبد الحسين أحمد الأميني النجفي[٢٢] (ت١٣٩٠هـ)
كيف تفتقر الأمة الإسلامية (ولا تفتقر ولن تفتقر) إلى تلك الكتب؟! ولها كتابها العربي المقدس، كتابها الاجتماعي الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، كتابها الذي لا ريب فيه، هدى للمتقين، كتابها الباحث عن الآداب الاجتماعية وشؤون الصالح العام الي قوامها الحكمة، وأساسها العدل والإحسان، وجامعها العفّة والقداسة والحنان .
وكيف تفتقر وهي حاملة السنّة النبوية؟! تلك السنّة الطافحة بغرر الحكم الاجتماعية، والأحكام الحقوقيّة، والجزائيّة، والمدنيّة، والدفاعيّة، وما به انتظام الكون في قمع المظالم، وصيانة الحقوق، ودستور المعاش والمعاد، وحفظ الصحة، والمصالح العامة، ومباني الترقّي، ومنقذات البشر من مخالب الجهل والضلال، ودروس التقدم في عالم الرشد والصلاح.
تلك السنّة المؤسسة للحياة السياسية وروح الوحدة الاجتماعية، والجوامع الأخلاقيّة، والفضائل النفسيّة، والحقوق النوعيّة والشخصيّة التي عليها مدار نظام حياة النوع الإنساني، وتدبير شؤون المجتمع البشري في جميع أدوار الدنيا، وقرونها المتكثرة.
وكيف تفتقر؟! وبين يديها برنامج الإصلاح الحيوي المشتمل لموجبات الأمن والدعة والسلام والوئام والنزوع إلى كل صالح، والانحياز عن كل ما يفكّك عرى المدنية الصحيحة، والحضارة الراقية، والدين المبين، ألا وهو كتاب نهج البلاغة (للإمام أمير المؤمنين تأليف الشريف الرضي) الذي تراه فلاسفة الدنيا دون كلام الخالق وفوق كلام المخلوق [٢٣] .
نهج البلاغة كان يهتم بحفظه حملة العلم والحديث في العصور المتقادمة حتى اليوم، ويتبرّكون بذلك كحفظ القرآن الشريف، وعدّ من حفظته في قرب عهد المؤلف القاضي جمال الدين محمد بن الحسين بن محمد القاساني، فإنّه كان يكتب (نهج البلاغة) من حفظه كما ذكره الشيخ منتجب الدين في فهرسته.

ومن حفاظه في القرون المتقادمة الخطيب أبو عبد الله محمد الفارقي المتوفى ٥٦٤ كما ذكره ابن كثير في تاريخه ١٢ ص ٢٦٠ ، وابن الجوزي في المنتظم: ١٠/٢٢٩ .
ومن حفظة المتأخرين له العلامة الورع السيد محمد اليماني المكي الحائري المتوفى في الحائر المقدس سنة ١٢٨٠ في ٢٨ ربيع الأول. ومنهم العالم المؤرخ الشاعر الشيخ محمد حسين مروة الحافظ العاملي، حكي سيدنا صدر الدين الكاظمي عن العلامة الشيخ موسى شرارة: إنه كان يحفظ تمام قاموس اللغة، وشرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد، وأربعين ألف قصيدة [٢٤].

عبد المهدي مطر [٢٥] (ت١٣٩٥هـ)
نعم فقد كانت له مواقف في القضاء تندهش لها العبقرية ويحار فيها التفكير ولعلنا نذهب بعيداً إذا نحن عددنا أمثال هذه المواقف الشهيرة وما الحاجة بنا إلى ذلك وأمامنا الحجّة الدامغة والبرهان الساطع مائل بين أيدينا يرينا صفحة علمية زاخرة لا ينضب معينها تلك هي نهج البلاغة المعجزة الخالدة والأعجوبة الباهرة ترينا العلم بجميع صنوفة وضروبه ماثلاً في شخصية علي(عليه السلام) .
ترينا كيف يقف الفن والعلم ـ مهما تعاظما في هذا القرن ـ مبهوتين حائرين أمام روعة النبوغ وجلال العبقريّة في القرن الأول من الهجرة أنك تقرأ علياً في نهج البلاغة فتقرأ فيه العالم المشرّح يحلّل لك تراكيب أعضاء الحيوانات وعلاقة بعضها مع البعض الآخر، وترى فيه الفكليّ ينحدر في طبقات الأثير فيتغلغل في كيفية تأثيرات الأنواء وتحدثه الكواكب وترى فيه الرجل الأخلاقيّ يحلّل لك طبقات النفس وتأثيرها بشتّى الطوارئ والشؤون بما يعجز الحكماء والفلاسفة والعظماء الألهيون أن يبلغوا بعدّة أسفار ما تبلغه منه السطور القصار من البرهنة على وجود الصانع القدير وترى فيه الواعظ البليغ [٢٦].

الأستاذ عبد الوهاب حمودة [٢٧]
لسنا بصدد تحقيق نسبة كتاب (نهج البلاغة) إلى الإمام علي(عليه السلام)، أو إلى جامعة الشريف الرضي، فإنّ لذلك مجالاً غير هذا. غير أنّه مما لا شك فيه عند أحد من أدباء هذا العصر، ولا عند أحد ممن تقدّمهم في أنّ أكثر ما تضمّنه "نهج البلاغة" هو من كلام أمير المؤمنين رضوان الله عليه.
وعلى ضوء هذا الرأي نحن ننظر في الكتاب فنبحث في مطاويه، ونمتّع الذهن بأسرار معانيه، ونستخرج منه الآراء الناضجة الاجتماعية، والأفكار الخالدة الإنسانية.
وإنّ الباحث ليتملّكه الدهش حين يرى لأدب آل البيت جميعاً سمات خاصة وخصائص متمايزة، لا فرق في ذلك بين رجالهم ونسائهم وخطبائهم وشعرائهم فإنّ لأدب كل جماعة سمات تستمد من وجداناتهم، وصدق عواطفهم، ونبل مقاصدهم، ودقة مشاعرهم. فمن سمات أدب آل البيت صدق العاطفة، وجزالة الأسلوب، وسموّ المقصد، وحرارة العبارة، وقوة الإيمان ، ورسوخ العقيدة، وتوقّد الوجدان. ولا عجب في ذلك، فإنّ الأدب ينهض في عصور المشادّة لا عصور اللين والأمن، وإنّ عصور الأمن عصور طراوة ودعة لا تحفّز النفوس، ولا تستثير قواها الكامنة وعلى النقيض من ذلك عصور المشادّة والجهاد التي تحرك أعمق أعماق النفوس وتثير كل تياراتها، وتبتعث رواقدها، لما تتطلّبه طبيعة العراك من استمداد كل قوة، وإفراغ كل جهد. إنّ الاضطهاد العنيف لم يترك في أدب آل البيت أنيناً وشكوى، ولا بكاء ولا عويلاً ، وإنّما ترك قوة صامدة، وتحقيراً لأمر الدنيا، وإعظاماً للجهاد، وإكباراً للتضحية. ولم يكن لآل البيت أسلوب قوي فحسب، بل كانت معانيهم أيضاً قوية، فقد اصطبغت هذه المعاني بالمثل الأعلى للإيمان والعقيدة، فاكتسبت رونقاً وجلالاً، وعظمة وجمالاً. ولا غرو، فقد قدموا في سبيل هذه العقيدة أعلى ما يمكن أن يقدمه إنسان قرباناً لعقيدة، وهي أنفسهم الزكية، وأرواحهم الطاهرة، أليس يقول الإمام(رضي الله عنه): "لنا حق فإن أعطيناه، وإلا ركبنا أعجاز الإبل وإن طال السرى" .
وقد اجتمع له رضي الله عنه في كتاب "نهج البلاغة" ما يجتمع لكبار الحكماء، وأفذاذ الفلاسفة، ونوابغ الربانيين من آيات الحكمة السامية، وقواعد السياسة المستقيمة،ومن كل موعظة باهرة، وحجة بالغة، وآراء اجتماعية، وأسس حربية، مما يشهد للإمام بالفضل وحسن الأثر .
فأنت واجد في خطبه ووصاياه رضوان الله عنه ملتقى العاطفة المشبوبة، والإحساس المتطلع إلى الرحمة والإكبار، فقد كانت حياته وحياة أبنائه سلسلة من الجهاد والصراح والاضطهاد والجلاد. فكان(رضي الله عنه) شجاعاً في غير بغي، قوياً في غير قسوة، سليم الصدر من الضغن والحقد، برئ النفس من حب الانتقام والغرور، لايتكلّف ولايحتال على أن يتكلّف، بل كان يقول: "شر الأخوان من تكلّف له".
وكان لا يعرف غير طريق واحدة هي طريق الصراحة التي تكشف عن قرارة نفسه،فهو في طلب الحق لاتلين قناته، ولاتأخذه فيه هواده، وهو يربأ بنفسه أن يستهوي الأفتدة بالمداجاة والمقاربة وبذل العطاء كما كان يفعل سواه...  [٢٨].

الدكتور علي شريعتي [٢٩] (ت١٣٩٥هـ)
غالباً ما يقارنون نثر نهج البلاغة بالنصوص الأخرى، ثم يحكمون بعظمته وجلاله وقيمته، فيما يغفلون تماماً عن أخذ عامل الزمن بنر الاعتبار، بمعنى أنّ نهج البلاغة قد دُوّن وتكوّن في عصر لم تكن لغة العرب فيه لغة النثر وإنّما كانت لغة الشعر، وكان ثمّة أشعار محدودة تبلغ حد الجودة، بينما كان النثر في القرن الأول نثراً بدائياً لايمكن التعبير عنه بالنص، كما نلاحظ ذلك في بعض الكتب والرسائل الباقية من ذلك القرن، حيث نجدها مجموعة كلمات جافة تفتقر إلى التركيب الجيد، في حين نرى نهج البلاغة نصاً شامخاً وكأنّه نثر ينتمي إلى فترة الكمال الأدبي في اللغة، وأرقى مراحل الجمال اللغوي والأدبي  [٣٠].
إذا تأمّلنا أوائل نهج البلاغة نجد فيه نصوصاً على شكل مقالات كأنّها رشحات من دماغ فيلسوف عقلي ثاقب النظر دقيق الفكر.. وإذا أردت مقارنتها على أساس الأصول الفنية فلا تستطيع التصديق أبداً أن يكون فيلسوف بهذا المستوى من العمق ويحمل نظرة كونية بهذه السعة والشمول، ويمتلك نظرة عقلية واستدلالاً منطقياً بهذا المستوى من القوة والإحكام، وهو في ذات الوقت عامل، فلاح، وخطيب اجتماعي ومقاتل، وقائد عسكري، وأمير حرب متمرس، يخوض ساحات الوغى وميادين الدم والسيف [٣١] .
إنّ أغلب العلماء والمؤلفين والأدباء العرب المعاصرين ـ حتى من غير الشيعة ـ يقرّون بأنّ نهج البلاغة أجمل وأروع نص عرفه الأدب العربي.. كلام إذا نظرت إليه بمنظار الأدب فهو قمة الروعة والجمال والبلاغة، وإذا نظرت إليه بمنظار الفكر فهو في غاية العمق والمتانة، وإذا نظرت إليه بمنظار الأخلاق فهو نموذج مثالي ومنهج نموذجي.. يحوي عبارات يذعن القارئ لها، ويقرّ أن ليس لها مثيل ولا نظير في كلام البشر.. كلام علي(عليه السلام) وكفى [٣٢].

السيد محسن بن عبد الكريم الأمين العاملي (١٣٧١هـ) [٣٣]
ومما جمعه الشريف كتاب نهج البلاغة اختاره من كلام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب(عليه السلام) وغير خفي أن من يريد اختيار أنفس الجواهر من بين الجواهر الكثيرة لابد أن يكون جوهرياً حاذقاً. فكان الرضي في اختياره أبلغ منه في كتاباته كما قيل عن أبي تمام لما جمع ديوان الحماسة من منتخبات شعر العرب أنّه في انتخابه أشعر منه في شعره. وقد لاقى ديوان الحماسة من القبول عند الناس إقبالاً كثيراً وشرحه أعاظم العلماء، وكذلك نهج البلاغة لاقى في الشهرة والقبول ما هو أهله،وشرح بشروح كثيرة تنبو عن الإحصاء،وكان مفخره من أعظم مفاخر العرب والإسلام [٣٤].

الشيخ محسن بن علي المعروف بـ(آقا بزرك الطهراني) [٣٥] (ت١٣٨٩هـ)
لم يبرز في الوجود بعد انقطاع الوحي الإلهي كتاب أمسّ به مما دون في نهج البلاغة، نهج العلم والعمل الذي عليه مسحة من العلم الإلهي، وفيه عبقة من الكلام النبويّ، وهو صدف لآلئ الحكم، وسفط يواقيت الكلم، المواعظ البالغة في طي خطبه، وكتبه تأخذ بمجامع القلوب، وقصار كلماته كافلة لسعادة الدنيا والآخرة، ترشد طلاب الحقائق بمشاهدة ضالتهم، وتهدي أرباب الكياسة لطريق سياستهم وسيادتهم، وما هذا شأنه حقيق أن يعتكف بفنائه العارفون وينقّبه الباحثون، وحريّ أن تكتب حوله كتب ورسائل كثيرة حتى يشرح فيها مطالبه كلاً أو بعضاً، ويترجم إلى لغات أخر، ليغترف أهل كل لسان من بحاره غرفة [٣٦].
وقال أيضاً: هو كالشمس الطالعة في رائعة النهار، في الظهور وعلو الشأن والقدر، وارتفاع المحل، قد جعلت رؤيتها لجميع الناس مرأى واحداً لاتخفى على أحد، فيقبح من العاقل البصير سؤال ماهي الشمس الطالعة؟
وهي مما يقتبس من إشراق نورها كافة الكائنات في البرّ والبحر، كذلك النهج قد طبقت معروفيّته الشرق والغرب، ونشر خبره في أسماع الخافقين، ويتنور من تعليمات النهج جميع أفراد نوع البشر، لصدوره عن معدن الوحي الإلهي، فهو أخ القرآن الكريم في التبليغ والتعليم، وفيه دواء كل عليل وسقيم، ودستور للعمل بموجبات سعادة الدنيا وسيادة دار النعيم، غير أنّ القرآن أنزله حامل الوحي الإلهي على قلب النبي الأمين(صلى الله عليه وآله)، والنهج أنشأه باب مدينة علم النبي وحامل وحيه، سيّد الموحّدين وإمام المتّقين، علي أمير المؤمنين(عليه السلام) من رب العالمين، وقد قيل فيه:
نهج البلاغة نهج العلم والعمل فاسلكه ياصاح تبلغ غاية الأمل وقد لمحنا في ج٤ ص ١٤٤ إلى سيادته على سائر الكتب، وكونه دون كلام الخالق وفوق كلام المخلوق، ونعم ما قيل فيه:
 

كلام علي كلام علي ***** وما قاله المرتضى مرتضى [٣٧]
 

محمد بن حسن نائل المرصفى [٣٨] (ت١٣٥٤هـ)
بهذه الخصال الثلاث ـ يعني جمال الحضارة الجديدة، وجلال البداوة القديمة، وبشاشة القرآن الكريم ـ امتاز الخلفاء الراشدون، ولقد كان المجلي في هذه الحلبة علي صلوات الله عليه ، وما أحسبني أحتاج في إثبات هذا إلى دليل أكثر من نهج البلاغة، ذلك الكتاب الذي أقامه الله حجّة واضحة على أنّ علياً رضي الله عنه قد كان أحسن مثال حي لنور القرآن وحكمته وعلمه وهدايته وإعجازه وفصاحته. اجتمع لعلي(عليه السلام) في هذا الكتاب مالم يجتمع لكبار الحكماء وأفذاذ الفلاسفة ونوابغ الربّانيين، من آيات الحكمة السامية وقواعد السياسة المستقيمة، ومن كل موعظة باهرة وحجة بالغة تشهد له بالفعل وحسن الأثر.
خاض علي في هذا الكتاب لجة العلم والسياسة والدين، فكان في كل هذه المسائل نابغة مبرزاً، ولئن سألت عن مكان كتابه من الأدب بعد أن عرفت مكانه من العلم، فليس في وسع الكاتب المسترسل والخطيب المصقع والشاعر المفلق أن يبلغ الغاية في وصفه والنهاية من تقريظه، وحسبنا أن نقول: إنّه الملتقى الفذ الذي التقى فيه جمال الحضارة وجزالة البداوة، والمنزل الفرد الذي اختارته الحقيقة لنفسها منزلاً تطمئن فيه وتأوي إليه بعد أن زلت بها المنازل في كل لغة.
وكم مثل هذا في الواصفين لنهج البلاغة من حكموا بتفوّقه على كتب الإنشاء ومنشأت البلغاء، واعترفوا ببلوغه حدّ الإعجاز، وأنّه فوق كلام المخلوقين ودون كلام الخالق المتعال، وأعجبوا به أقصى الإعجاب، وشهدت ألسنتهم بدهشة عقولهم من عظمةٍ أضاء سنا برقها من ثنايا الخطب ومزايا الجمل.
وليس إعجاب الأدباء بانسجام لفظه وحده، ولا دهشة العلماء من تفوّق معانيه البليغة حدّ الإعجاز فقط، وإنّما الإعجاب كلّه والدهشة كلّها في تنوّع المناحي في هذه الخطب والكلم، واختلاف المرامي والأغراض فيها، فمن وعظ ونصح وزهد وزجر، إلى تنبيه حربيّ واستنهاض للجهاد، إلى تعليم فنّي ودروس ضافية في هيئة الأفلاك وأبواب النجوم، وأسرار من طبائع كائنات الأرض وكامنات السماء، إلى فلسفة الكون وخالقه، وتفنّن في المعارف الإلهيّة وترسّل في التوحيد، وصفة المبدأ والمعاد، إلى توسّع في أصول الإدارة وسياسة المدن والأمم، إلى تثقيف النفوس بالفضائل وقواعد الاجتماع وآداب المعاشرة ومكارم الأخلاق، إلى وصف شعري لظواهر الحياة، وغير ذلك من شتّى المناحي المتجلّية في نهج البلاغة بأرقى المظاهر [٣٩].

محمد بن عبد الرزاق كردعلي [٤٠] (ت١٣٧٢هـ)
إذا أردنا أن نحكم على المنشئين بما انتهى إلينا من خطبهم، ورسائلهم، ومحاوراتهم، ومصنفاتهم، وبدأنا بأهل القرن الأول للإسلام، نرى على رأسهم أمير المؤمنين علي بن أبي طالب كرم الله وجهه، فإنّه سيد البلغاء على الإطلاق، وواضع بنيان البيان العربي، وكلامه ـ كما قال العارفون: بعد كلام الله ورسوله عليه الصلاة والسلام ـ أبلغ كلام. ونهج البلاغة الذي جمعه الشريف الرضي من كلامه، وشرحه ابن أبي الحديد اكتاب الدهر الخالد... [٤١]

الشيخ محمد بن عبده (ت١٣٢٣هـ) [٤٢]
فقد أوفى لي حكم القدر بالإطلاع على كتاب نهج البلاغة مصادفة بلا تعمّل، أصبته على تغيّر حال، وتبلبل بال، وتزاحم أشغال، وعطلة من أعمال، فحسبته تسلية وحيلة للتخلية، فتصفّحت بعض صفحاته، وتأمّلت جملاً من عباراته من مواضع مختلفات ومواضيع متفرقات، فكان يخيّل لي في كل مقام أنّ حروباً شبّت وغارات شُنّت، وإنّ للبلاغة دولة، وللفصاحة صولة، وأنّ للأوهام عرامة [٤٣] وللريب دعارة [٤٤] ، وإنّ محافل الخطابة وكتائب الذرابة (أي الفصاحة) في عقود النظام وصفوف الانتظام بالصفيح الأبلج (أي السيف) والقيم الأملج (الرمح الأسمر) وتملّج المهج برواضع الحجج، فتفلّ من دعارة الوساوس، وتصيب مقاتل الخوانس، فما أنا إلا والحق منتصر والباطل منكسر، ومرج الشك في خمود، وهرج الريب في ركود، وإنّ مدبر تلك الصولة، هو حامل لوائها الغالب أمير المؤمنين علي بن أبي طالب(عليه السلام). بل كنت كلّما انتقلت من موضع إلى موضع أحسّ بتغيّر المشاهد وتحوّل المعاهد، فتارة كنت أجدني في عالم يغمر من المعاني أرواح عالية في حلل من العبارات الزاهية، تطوف على النفوس الزاكية. وتدنو من القلوب الصافية: توحي إليها رشادها. وتقوم منها مرادها. وتنفر بها عن مداحض المزال. إلى جواد الفضل والكمال. وطورا كانت تتكشف لي الجمل عن وجوه باسرة، وأنياب كشارة. وأرواح في أشباح النمور، ومخالب النسور. قد تحفزت للوثاب، ثم انقضت للاختلاب فخلبت القلوب عن هواها، وأخدت الخواطر دون رماها. واغتالت فاسد الأهواء وباطل الآراء.
وأحياناً كنت أشهد أنّ عقلاً نورانياً لا يشبه خلقاً جسدانياً فُصل عن الموكب الإلهي واتصل بالروح الإنساني، فخلعه عن غاشيات الطبيعة، وسما به إلى الملكوت الأعلى، ونما به إلى مشهد النور الأجلى، وسكن به إلى عمّار جانب التقديس بعد استخلاصه من شوائب التلبيس.
وآنات كأنّي أسمع خطيب الحكمة ينادي بأعلياء الكلمة، وأولياء أمر الأمة، يعرّفهم مواقع الصواب، ويبصرهم مواضع الارتياب، ويحذّرهم مزالق الاضطراب، ويرشدهم إلى دقائق السياسة، ويهديهم طرق الكياسة، ويرتفع بهم إلى منصات الرئاسة، ويصعّدهم شُرف التدبير، ويشرف بهم على حسن المصير [٤٥].

الشيخ محمد الحسين ابن الشيخ علي آل كاشف الغطاء [٤٦] (ت١٣٧٣هـ)
ما جادت العصور ولا انجلت الدهور عن كتاب ـ بعد كتاب الله العظيم ـ أنفع ولا أجمع ولا ألمع وأنصع من نهج البلاغة في إقامة براهين التوحيد، ودلائل الصنعة، وأسرار الخليقة، وأنوار الحقيقة، وتذهيب النفس، وسياسة المدن، وحكمة التشريع، والعظات البليغة، والحجج الدامغة، وإنارة العقول، وطهارة النفوس، بينا تراه يفيض بينابيع الحكمة النظريّة والعمليّة، ويرهق على توحيد الصانع، ويغرق في وصف الملائكة والمجرّدات بياناً، ويمثّل لك الجنة والنار عياناً كفيلسوف إلهي، وملاك روحيّ، وإذا به يعطيك قوانين الحرب وسوق الجيوش وتعبئة العساكر، كقائد حربي ومغامر عسكريّ، لا تلبث أن تجد فيه ما يبهرك من عجيب وصف الطاووس والخفّاش والذرة والنملة، فيصفها دقيقاً، ويستوعب فيها من عجائب التكوين وبدائع القدرة، حتى يُخيّل لك من دقّة الوصف أنّه هو الذي أبدع تصويرها، وقدّر مقاديرها، وركّب أعضاءها، وربط مفاصلها، هو صانعها ومبدعها، وصوّرها وقدّرها وشقّ سمعها وبصرها [٤٧].

السيد محمد علي بن حسين المعروف بـ(هبة الدين الشهرستاني) [٤٨] (ت١٣٨٦هـ)
نهج البلاغة كتاب عربي اشتهر في مملكة الأدب الأمميّ اشتهار الشمس في الظهيرة، وهو صدف لآلٍ من الحِكَم النفيسة، ضمّ بين دفّتيه (٢٤٢) خطبة وكلاماً، و(٧٨) كتاباً ورسالة، و(٤٩٨) كلمة من يواقيت الحكمة وجوامع الكلم لإمام الكلّ في الكلّ أمير المؤمنين علي(عليه السلام)، وذلك المختار من لفظه الحرّ وكلماته الغرّ وما جادت به يراعته الدفّأقة من لؤلؤ رطب ودرٍّ نضيد...
وله أيضاً بعد تعليقه على كلام الأستاذ أمين نخلة: يصف هذا الكاتب وغيره من كلام الإمام(عليه السلام) بالدرّ والياقوت والجوهر، وأنّى لهذه الأحجار الغالية مزايا الحكمة العالية، ومن أين لها تهدي الحيارى في سُبل الحياة ومسالكها الشائكة، ومن أين لها الوساطة بين الجهل والعلم، وربط الإنسان بعالم اللاهوت، أو أن تكشف للبصائر أسرار الملكوت عدا ما لهذا الكلم من إطراب القلوب، فإنّ لسامعي هذه الخطب والكلم اهتزاز وَجدٍ وتمايل طربٍ محسوسين، وذانك برهانان لتفوّق الغناء الروحي على نغمات قيثارة ماديّة، بل إنّ النغمات الموسيقيّة وأغانيها تتلاشى وتبيد بمرور الزمن، ورنّة النغم من كلم الإمام خالدة الأثر عميقة التأثير ، ومن شاء أن يعرف أنّ الحروف كيف تُطرب، وأنّ الكلمة كيف تجذب، وأن الكلام كيف يُكهرب، فليقرأ نهج البلاغة [٤٩] .

محمد محيي الدين بن عبد الحميد  [٥٠] (ت١٣٩٢هـ)
في كلام له عن نهج البلاغة:
هذا كتاب (نهج البلاغة) وهو الذي عرفت منزلته بين الكتب، وسمعت الثناء العظيم عليه من رجل من رجالات الأدب والبيان في عصر العلم والبيان، وهو "أشعر الطالبيين من مضى ومن غبر، على كثرة شعرائهم المفلّقين". ومن حكيم الإسلام، وإمام المسلمين، وزعيم الدعوة الاجتماعية والأدبية في العصر الحديث، فليس بدعاً أن نحضّك على قراءته ومعاودة مراجعته، ثم على التأسّي به وقفوا نهجه، وليس كثيراً أن نكفل لك إذا أنت لم تأل جهداً في اتباع هذه النصيحة أن تبلغ الذرورة، وتصل إلى ما تطمع فيه من امتلاك أزمة البلاغة، والتمكّن من أعنتها. وليس من شك عند أحد من أدباء هذا العصر، ولا عند أحد ممن تقدّمهم، في أنّ أكثر ما تضمّنه نهج البلاغة من كلام أمير المؤمنين(عليه السلام)، نعم ليس من شك عند أحد في ذلك، وليس من شك عند أحد في أنّ ما تضمّنه الكتاب جار على النهج المعروف عن أمير المؤمنين، موافق للأسلوب الذي يحفظه الأدباء والعلماء من كلامه الموثوق بنسبته إليه [٥١] .

الشيخ مصطفى الغلاييني [٥٢] (ت١٣٦٤هـ)
من أحسن ما ينبغي مطالعته لمن يتطلب الأسلوب العالي كتاب نهج البلاغة للإمام علي(رضي الله عنه)، وهو الكتاب الذي أنشأت هذا المقال لأجله، فإنّ فيه من بليغ الكلام، والأساليب المدهشة، والمعاني الرائقة، ومناحي الموضوعات الجليلة، ما يجعل مطالعه ـ إذا زاوله مزاولة صحيحة ـ بليغاً في كتابته، وخطابته، ومعانيه [٥٣].

الشيخ موسى السبيتي [٥٤] (ت١٣٨٥هـ)
إنّ آثار علي(عليه السلام) الباقية المزدان بها صدر التاريخ توقف الإنسان المثقف على أن علياً كان ممتازاً في نواحي التفكير التي تكلّم فيها فإنه عمد إلى أغمض المطالب فيما وراء الطبيعة وأخفاها في تحديد خطوات النفس وجلاها من فوق منبره على مسامع أهل العراق بصورة مشرقة خلاّبة تستهوي القلوب وتستميل الأفئدة وتشريها النفوس هينّة ليّنة ولا تحتاج إلى كثير تأمل وإطراق من السامعين الذين لو تركوا وأنفسهم لما استطاعوا أن يدركوا من هذه المسألة صغيرة ولا كبيرة لا سنحت لهم في خيال ولا حام طائر لهم حولها.
حقاً إن مجال القول ذو سعة للكاتب في حياة عليّ لأن علياً ترك آثاراً خالدة فيما وراء الطبيعة والنفس والاجتماع والأخلاق والتشريع الإسلامي لكنّها لم تدوّن نظير ما يكتب الفلاسفة والمفكّرون آراءهم ومعتقداتهم بالتقرير والاستدلال والنقص والإبرام فإن علياً لم يسلك مسلك المؤلّفين وإنما هي خطب تلاها لمناسبة وملائمة وضع وترغيب الناس في معتقد.
ولا يغض من قدر هذه الأفكار ويحطها من أوجها الرفيع بروزها بهذه الحلية ويعجب الإنسان أن يجد هؤلاء الناس في لزوميات المعرّي فلسفة واسعة مترامية الأطراف وفي رباعيات الخيّام فلسفة كلّها تشاؤم وضجر ولابن الطفيل في رسالته حي بني يقظان فلسفة عالية وللمتنبي في مائة وخمسين بيتاً من الشعر فلسفة أخلاقية ولإبن الرومي فلسفة أبيقورية هذا كله لايقبل الجدل ونهج البلاغة خلاء من فروع الفلسفة وإذا كان الأمر كذلك فعلي(عليه السلام) غنيٌ عن هذه الفلسفة وأعود فأقول لا أجحد لهؤلاء الذين قصصت عليهم فضلهم ولا أنكر نبوغهم ولكن أنّى لي بالفيلسوف الذي شهدت له مقدرته وكفاءته وقلمه الذي يكتب عن علي ويقف من نهج البلاغة موقف الباحث المطّلع الخبير ويعلن الحكم القائم على نفوذ البصيرة وسداد النظر [٥٥].

الشيخ هادي آل كاشف الغطاء النجفي [٥٦] (ت١٣٦١هـ)
أنّ نهج البلاغة من كلام مولانا أمير المؤمنين، وإمام الموحدين، باب مدينة العلم، علي بن أبي طالب، من أعظم الكتب الإسلامية شأناً، وأرفعها قدراً، وأجمعها محاسن، وأعلاها منازل، نور لمن استضاء به، ونجاة لمن تمسّك بعراه، وبرهان لمن اعتمده، ولب تدبّره، أقواله فصل، وأحكامه عدل، حاجة العالم والمتعلّم، وبغية الراغب والزاهد، وبلغة السائس والمسوس، ومنية المحارب والمسالم، والجندي والقائد، فيه من الكلام في التوحيد والعدل، ومكارم الشيم، ومحاسن الأخلاق، والترغيب والترهيب، والوعظ والتحذير، وحقوق الراعي والرعيّة، وأصول المدنية الحقّة، وما ينقع الغلة، ويزيل العلة، لم تعرف المباحث الكلامية إلا منه، ولم تكن إلا عيالاً عليه، فهو قدوة فطاحلها، وإمام أفضلها [٥٧] .
وله أيضاً:
فإن كتاب نهج البلاغة من أجلّ الكتب الإسلامية قدرا وأكبرها شأنا، وأنصعها برهانا، وأبلغها بيانا، وأفصحها عبارة، وأجمعها حكما ومواعظ ووصايا ونصائح وأوامر وزواجر وخطبا ورسائل، وإن العلوم الإلهية والمباحث الكلامية والمعارف الحكمية لم تغترف إلا من بحره، ولم تقتطف إلا من زهرة، ولم تعرف من كلام غيره وقد احتذى أمثلته ونسج على منواله كل خطيب ماهر، وبليغ واعظ، ولكنّه سبق وقصروا، وتقدم وتأخروا، فكم فيه من شرائف حكم، ونفائس كلم، وعجائب فصاحة وبلاغة ، لا تزاحمه عليها المناكب، ولا يلحقه فيها الكادح والجاهد.
ألا وإن هذا الكتاب لممّا تبتهج به الشريعة المحمديّة وتفتخر به الأمة الإسلاميّة وتتمجّد به الشعوب العربيّة، ولو قلت إنه أكبر الآيات على الدين الإسلامي لما قلت شططا، ولا نطقت غلطا، وكيف لا، ومصدر هذه الحكم البوالغ والكلم النوابغ، العلوم العقلية والمباحث الكلامية والآداب الحقيقيّة لم يدخل مكتبا ولا مدرسة ولم يتخرج من كليّة ولا جامعة، نشأ في عصر همجيّة وتوحش، ودور غبارة وجهل، فكيف ارتقى هذا المرتقى، وتسنّم هذه الذرة، وبلغ ذا المبلغ من العلم الذي تتقاعس عنه فلاسفة الإسلام، وتتقاصر دونه جهابذة العلماء، فإذا فحص البصير وجاس خلال الديار وجده لم يدرس إلا في مدرسة النبوة، ولم يتخرج إلا من معهد الرسالة، ولم يتربّ في غير حجرها، ولم يرتضع إلا من صفو درها، فهو يرد ذلك البحر المستمدّ من العلوم الإلهية والمعارف الربّانية، ويمتح من ذلك اليم الزاخر بالحكم والآداب الحقيقية، وإنه(صلى الله عليه وآله)، أستاذه الفرد، ومدرسة الوحيد، وهو مربيّة ومؤدّبه ومثقّفه ومهذّبه.

فهذا السنا الوضاح من ذلك السنا ***** وهذا الشذى الفيّاح من ذلك الوادي [٥٨]

---------------------------------------------------

[١] . الأستاذ أحمد بن أمين بن محمود الزنجاني الكاظمي، أديب كاتب ورياضي ماهر. ولد في الكاظمية سنة ١٣٢٤هـ ونشأبها، سافر إلى استانبول ودخل جامعتها فرع الرياضيات العالية والفيزياء العالية وتخرج فيها بدرجة فائقة وحصل على مرتبة الدكتوراه، وكان منذ صغره فطناً اشتغل بالرياضايات والفيزياء ودرس بهما وابتكر أدلة لم يسبقه إليها سابق، ونشر بعض بحوثه في الصحف. (المنتخب من أعلام الفكر والأدب: ٢٥) .

[٢] . التكامل في الإسلام : ٤/١١٠ .

[٣] . أحمد بن حسن الزيات: صاحب (مجلة الرسالة). أديب من كبار الكتاب. مصري. ولد بقرية كفر دميرة القديم، في طلخا، ودخل الأزهر قبل الثالثة عشرة، وانتخب عضواً في مجمع اللغة العربية بالقاهرة. وعين في المجلس الأعلى للآداب والفنون. وكان قبل ذلك من أعضاء المجمع العلمي العربي بدمشق. ونال جائزة الدولة التقديرية، وتوفي بالقاهرة. وحمل إلى قريته فدفن فيها. (الأعلام للزركلي: ١/١١٤).

[٤] . مرائه: أي استمراره، (ابن منظور، لسان العرب: ١٣/٤٠٣، مادة : مرن).

[٥] . تاريخ الأدب العربي : ٩٠ .

[٦] . كاتب مكتبة الأزهر سابقا .

[٧] . مقتبس السياسة، وسياج الرياسة: ٢ .

[٨] . كاتب أديب شاعر، ولد سنة ١٣١٣هـ في قرية شبعا التابعة لقضاء حاصبيا، أصل أسرته من بغداد وأول من انتقل إلى دمشق جدّه (سلمان)، حصل أديب التقي على إجازة الحقوق من جامعة دمشق، وقد ألّف أكثر من (٢٥)كتاباً أكثرها في الأدب، توفّي عام ١٣٦٤هـ(مجلة الموسم) العدد: ٨٣/١٧٢ .

[٩] . مجلة الموسم : ٩٩/٥٠ مقالة بعنوان (نهج البلاغة والمتقولون عليه) .

[١٠] . الأستاذ توفيق بن علي بن ناصر بن محمد سعيد بن عباس الفكيكي البغدادي، باحث كبير وقانوني خبير، ولد ببغداد سنة ١٣٢١هـ ، وبها نشأ، وكان من رجال النهضة العلمية والأدبية في العراق، خرج من قلمه البديع الكثير من المؤلفات التي تبحث في الشؤون الإسلامية والفقهية والتاريخية والأدبية، توفي في بغداد ١٣٨٩هـ (المنتخب من أعلام الفكر والأدب: ٧٣).

[١١] . مجلة الإيمان ، السنة ٣/ العدد: ٧/٤٠ .

[١٢] . عالم متبحّر وأديب جليل كان في النجف الأشرف، هاجر إلى العتبات سنة ١٢٨٦ وله ٢٥ سنة، ورجع إلى خوي ١٢٩٠ ، وهو من تلاميذ الشيخ الميرزا حبيب الله الرشتي والمجدد الشيرازي وغيرهما، وله تصانيف ، منها : منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة قرب عشرة مجلدات، ذهب إلى طهران لطبعه فشرع به وطبع منه القليل وأدركه الأجل في صفر ١٣٢٤ وحمل إلى قم، وكانت ولادته ١٢٦٨ (طبقات أعلام الشيعة: ١٣/٣٦٢) .

[١٣] . مقدمة منهاج البراعة .

[١٤] . شاعر وأديب عراقي شارك في النهضة الأدبية العراقية، وهو من آل بستانة من عشيرة الكرويه، ولد في بغداد (١٩٠٧) وتوفي (١٩٥٨) من كتبه المنتخبات الأدبية. (ادب الطف: ١٠/٢١٢) .

[١٥] . مجلة الاعتدال النجفية السنة ٥ العدد ٤ .

[١٦] . أديب قاص مسرحي باحث. ولد في صيدا بلبنان، تأثر بالريحاني وجبران ونعيمة والعقاد وأهتم بالفن المسرحي، واكب على قراءة كبار الأدباء والمفكرين العالميين. نتاجه منوع بين القصة والمقالة والمسرحية والبحث الفلسفي (إتمام الأعلام: ٨٩) .

[١٧] . مع الإمام علي من خلال نهج البلاغة : ٢٠٠ .

[١٨] . زكي بن عبد السلام بن مبارك: أديب، من كبار الكتّاب المعاصرين. امتاز بأسلوب خاص في كثير مما كتب. ولد في قرية (سنترس) بمنوفية مصر، وتعلم في الأزهر، وأحرز لقب (دكتور) في الآداب، من الجامعة المصرية، واطلع على الأدب الفرنسي في فرنسا، واشتغل بالتدريس بمصر. وانتدب للعمل مدرساً في بغداد. وعاد إلى مصر، فعين مفتشا بوزارة المعارف. ونشر مؤلفاته في فترات مختلفة وكانت وفاته في القاهرة ودفن في سنتريس. له نحو ثلاثين كتاباً (الأعلام: ٣/٤٨) .

[١٩] . عبقرية الشريف الرضي: ١/٢٩٦ .

[٢٠] . أديب ومفكر وصحفي وشاعر مصري. وهو أحد أشهر الأدباء العرب الذين تركوا بصمة تاريخية في الأدب العربي المعاصر (موسوعة ويكبيد يا الالكترونية). الرابط: http://ar.wikipedia.org

[٢١] . عبقرية الإمام علي: ١٩٤

[٢٢] . آية الله، شيخ الحفاظ والمحققين، العلامة الفذ، نادرة الزمان ويتيمة الدوران، الشيخ عبد الحسين الأميني نجل آية الله الشيخ أحمد الأميني التبريزي النجفي(رحمهما الله) والعلامة الأميني(رحمه الله) غني عن التعريف، كان عملاقاً بكل ما في الكلمة من معان سامية، ولقد صانع الأميني وجهاً كفاه الوجوه وجعله عملاقاً في كل شيء، وزاده بسطة في العلم والجسم، وصيّره نبراساً ومتراساً يدافع به عن دينه، وجعل الكلمة طوع بنانه، والبيان طي لسانه، وجعل هيبته في نفس من عرفه ومن سمع به، ولمس آثاره، بل وهابه كل شيء. ولقد أنسى الأميني بمواقفه الفذة، وأ‘ماله الرائعة، الأفذاذ من أترابه، وأتعب المتأخرين عن إدراكه. (ربع قرن مع العلامة الأميني: ١٢).

[٢٣] . الغدير في الكتاب والسنة والأدب : ٣/١٥ .

[٢٤] . الغدير في الكتاب والسنة والأدب: ٤/٢٥٦ .

[٢٥] . الشيخ عبد المهدي بن عبد الحسين بن مطر الخفاجي النجفي. عالم أديب شاعر. ولد في النجف الأشرف سنة ١٣١٨هـ ، حضر الأبحاث العالية فقهاً وأصولا على الشيخ حسين النائيني والشيخ محمد حسين الأصفهاني والسيد محسن الحكيم والسيد الخوئي والشيخ محمد حسين كاشف الغطاء، ارتاد النوادي الأدبية كثيرا وطارح الشعراء وجمع بين فضيلتي العلم والأدب وصار من شيوخهما وله صولات شعرية في المناسبات النجفيتة، وكان من المساهمين في تأسيس كليّة الفقه ومن المدرّسين بها للعلوم العربية وتخرج عليه جمع من الفضلاء، له عدّة مؤلفات في الفقه والأصول والأدب وغيرها، توفي في النجف الأشرف سنة ١٣٩٥هـ ودفن فيها. (انظر المنتخب من أعلام الفكر والأدب: ٢٩١) .

[٢٦] . أسبوع الإمام : ١١ .

[٢٧] . أستاذ الأدب الحديث بكلية الآداب بجامعة فؤاد الأول في مصر .

[٢٨] . مجلة "رسالة الإسلام" الصادرة عن دار التقريب بمصر، في عددها الثالث من سنتها الثالثة، شهر رمضان سنة ١٣٧٠هـ ، تحت عنوان: "الآراء الاجتماعية في نهج البلاغة: ٢٥٢" .

[٢٩] . الدكتور علي بن محمد تقي الشريعتي السبزواري الأصل. أصله من سبزوار ولد عام ١٣٥٢هـ ، هاجر مع والده إلى طهران، ثم تخرّج من جامعة السوربون في العلوم الإنسانيّة، وامتاز عن أقرانه بتقديره للمبادئ الإسلامية في كتاباته وخطبه، وقد امتازت بالحماس الثوري ضدّ حكم الشاه، واتخذ حسينية الإرشاد في طهران مقرا لخطبه التي عرفت بالروح الثوريّة منذ عام ١٣٩٠هـ ، وعلى اثر نشاطه السياسي سجن وعذّب وابعد إلى خراسان، ومنها اختار الفرار إلى جنوب بريطانيا ولاحقه عمّال السلطة، وتوفي هناك في يوم الأحد ١٣٩٥هـ . (فهرس التراث: ٢/٥٦٣).

[٣٠] . الإمام علي في محنة الثلاث: ١٣٩ .

[٣١] . الإمام علي في محنة الثلاث: ١٣٩ .

[٣٢] . الإمام علي في محنه الثلاث: ١٨٥ ..

[٣٣] . السيد محسن بن عبد الكريم بن علي بن محمد الأمين ابن أبي الحسن موسى بن حيدر بن أحمد الحسيني العاملي، نزيل دمشق، علامة فقيه محدّث جليل (طبقات أعلام الشيعة: ٥/١٢٢) .

[٣٤] . أعيان الشيعة: ٩/٢١٨ .

[٣٥] . مجتهد مؤرخ بحّائه محقّق متضلّع، مؤلف كثير البحث والتأليف، إلى جانب كبير من الورع والزهد والتقوى والخشوع والعبادة والتهجد ولد في طهران وأخذ المقدمات والعلوم الأوليّة من أساتذة وقته. وفي ١٣٥١هـ . هاجر إلى النجف وواصل التأليف والعمل الفكري وطبع كتابه الذريعة إلى أن توفي في عام ١٣٨٩هـ . وترك مكتبة عامة أوقفها للمطالعين. (معجم رجال الفكر والأدب في النجف خلال ألف عام: ١/٤٧) .

[٣٦] . الذريعة إلى تصانيف الشيعة: ٤/١٤٤ .

[٣٧] . الذريعة إلى تصانيف الشيعة: ٤/١٤٤ .

[٣٨] . صحفي، من أدباء مصر. نسبته إلى مرصفا (من قراها الكبيرة) نشأ في القاهرة، وقرأ مدة في الأزهر ودار العلوم. وعين مدرسا للعربية في مدارس (الفرير) ثم أصدر مجلة (الجديد) ومجلة (شهرزاد) إلى يوم وفاته، توفي بالقاهرة (الأعلام: ٦/٩٥).

[٣٩] . في مقدمته على شرح نهج البلاغة .

[٤٠] . محمد بن عبد الرزاق بن محمد كرد علي، رئيس المجمع العلمي العربي بدمشق، ومؤسسة، وصاحب مجلة(المقتبس) والمؤلفات الكثيرة. وأحد كبار الكتّاب. (الأعلام للزركلي: ٦/٢٠٢) .

[٤١] . مجلة المجمع العلمي السوري، مج: ٥ عدد: ٢/٨٠ .

[٤٢] . محمد بن عبده بن حسن خير الله، من آل التركماني، فقيه، مفسّر، متكلّم، حكيم، أديب، لغوي، كاتب، صحافي سياسي، ولد في شنيرا من قرى الغربية بمصر في أواخر ١٢٦٦هـ (معجم المؤلفين لعمر كحالة: ١٠/٢٧٣) .

[٤٣] . العرامة: إفساد الشيء (لسان العرب: ١٢/٣٩٥) .

[٤٤] . الدعارة: الفساد والشر (لسان العرب: ٤/٢٨٦) .

[٤٥] . مقدمة الشيخ عبده لشرح نهج البلاغة .

[٤٦] . من كبار رجال الإسلام المعاصرين ومن أشهر مشاهير علماء الشيعة ولد في النجف الأشرف في (١٢٩٤هـ) والمرحوم كاشف الغطاء من الشخصيات العالمية التي دوّت في الخافقين، وبعد بحق من حسنات الدهر وعظماء العالم، وإذا أردنا أن نترجم كما هو حقه فإنما نحتاج إلى مجلد ضخم، حيث أنّ حياته عجائب وغرائب ودروس وعبر (طبقات أعلام الشيعة: ١/٦١٢) .

[٤٧] . جنة المأوى : ١٣٦ .

[٤٨] . السيد محمد علي ابن السيد حسين الحسيني الشهرستاني المشتهر (بهبة الدين) الحائري النجفي الكاظمي، وكان شاباً فاضلاً لامعاً وشاعراً يحسن الشعر، دمث الأخلاق يتفرس فيه النبوغ والرقي وحضر دروس العلماء الأعلام وحاز من العلم نصيباً وافراً. (معارف الرجال: ٢/٣١٩) .

[٤٩] . مقدمة كتاب ماهو نهج البلاغة للشهرستاني .

[٥٠] . لغوي ونحوي وأديب، ولد وتوفي في مصر، تربى في بيت فقه وقضاء، لأن والده الشيخ عبد الحميد كان من رجال القضاء والفتيا. يعد محمد محي الدين من أوائل من عني بكتب التراث وتحقيقها. (المعجم المفصل في اللغويين العرب: ٢/٢٢٤) .

[٥١] . مقدمة نهج البلاغة .

[٥٢] . عضو المجمع العلمي السوري، وأستاذ التفسير والفقه والآداب العربية في الكلية الإسلامية في بيروت . (مجلة تراثنا: ٣٤/١٠٠).

[٥٣] . اريج الزهر : ١٩ .

[٥٤] . الشيخ موسى جواد سبيتي، قاضي بيروت، ولد في قرية كفرا (جبل عامل ـ جنوبي لبنان)، وتوفي فيها، عاش في لبنان والعراق. تلقى تعليمه الأولي على يد والده، ثم سافر إلى العراق ودرس على يد بعض العلماء هناك حتى عام ١٩٣٧م، حيث أجازوه في العلوم العقلية والنقلية والعلم الشرعي إضافة إلى علوم اللغة العربية وآدابها، ثم عاد إلى مسقط رأسه عاكفّا على البحث والمطالعة والتأليف، له العديد من المؤلفات ، ومنها: "كيف نفهم الإسلام"، و"المدينة الفاضلة عند العرب"، و"أخلاق آل محمد(صلى الله عليه وآله) و"علي فوق الفلاسفة"، و"الآديان في الميزان"، و"تاريخ الأنبياء" .

[٥٥] . مجلة الموسم: ٩٩/٣٢١ مقالة بعنوان (علي فوق الفلاسفة) .

[٥٦] . الشيخ هادي ابن الشيخ عباس ابن الشيخ علي ابن الشيخ جعفر كاشف الغطاء النجفي، ولد في النجف سنة ١٢٨٩هـ ، ونشأ في بيت العلم والأدب والكمال وأصبح عالماً فقيهاً مقدساً متعبداً أديباً شاعراً نظم الشعر مع أخدانه وأصحابه الأدباء وأهل الفضل. (معارف الرجال، لمحمد حرز الدين: ٣/٢٤٥) .

[٥٧] . مستدرك نهج البلاغة:٣.

[٥٨] . مقدمة مدارك نهج البلاغة .

****************************