السيد هبة الدين الحسيني الشهرستاني
أما الجامعون لخطب الإمام عليه السلام من الأٌقدمين فمنهم:
١.زيد بن وهب المتوفى سنة ٩٦ هـ، قال شيخنا النوري في خاتمة مستدركه على الوسائل ص ٨٠٥ نقلاً عن الشيخ الطوسي أبي جعفر محمد بن الحسن المتوفى سنة ٤٦٠ هـ، قال: إن لزيد بن وهب كتاب خطب أمير المؤمنين عليه السلام على المنابر في الجمع والأعياد.
٢. نصر ابن مزاحم[١] صاحب كتاب صفين ومن مشاهير الأخباريين في المائة الثانية: له كتاب في خطب علي عليه السلام كما في خاتمة مستدركات النوري ص ٨٠٥، وقد أورد له عليه السلام خطباً وكلمات في كتبه الأخرى، أما كتب المغازي والحروب والأخبار والْسير التي اشتملت على كلمات علي عليه السلام وخطبه فهي أكثر من خمسمائة مصنف توفي أصحابها قبل أن يولد الشريف الرضي.
٣.إسماعيل بن مهران أبويعقوب السكوني[٢] من العلماء المحدثين في المائة الثانية، صنف كتاب خطب أميرالمؤمنين، صرح بذلك الشيخ أبوعَمْروومحمد ابن عمر الكشي من أبناء المائة الرابعة والشيخ أبوعباس النجاشي المتوفى سنة ٤٥١ هـ وغيرهما في فهارسهم.
٤. أبوالمنذر هشام بن محمد بن السائب الكلبي[٣] المؤرخ المشهور المتوفى سنة ٢٠٦ هـ صنف كتاب خطب علي عليه السلام وكثيراً ما ينقل عنه المفيد في إرشاده والرضي في مجموعته.
٥. أبومخنف لوط بن يحيى الأزدي[٤] الأخباري المشهور من أبناء المائة الثانية، صنف كتاب الخطبة الزهراء لأمير المؤمنين عليه السلام صرح بذلك أبوالفرج ابن النديم في الفهرست.
٦. الواقدي محمد بن عمر بن واقد الأسلمي[٥] المتوفى سنة ٢٠٧ هـ، وقد نقل الشريف الرضي عن خَطَّهِ في نهج البلاغة بعض الخطب.
٧. أبواسحاق إبراهيم بن محمد بن سعيد الثقفي الكوفي[٦] المحدث المشهور المتوفى سنة ٢٨٣ هـ، فقد صنف كتاب رسائل علي أميرالمؤمنين عليه السلام وكتاب كلامه في الشورى وكتاب الخطب المعربات (خ ل المقريات كما قاله النجاشي ). روى كثيراً من كلامه وجوامع الفاظه في كثير من كتبه.
٨. المدائني أبوالحسن علي بن محمد[٧] المولود سنة ١٣٥ هـ والمتوفى سنة ٢١٥ هـ صنف كتاب خطب علي عليه السلام وكتبه إلى عماله عن ابن النديم وغيره.
٩. الحسن بن علي بن الحسن بن شعبة الحراني[٨] من علماء المائة الثالثة له كتاب تحف العقول مشحون بخطب أمير المؤمنين عليه السلام وكلماته الغرّ.
١٠. صالح بن أبي حماد أبي الخير[٩] من المحدثين في المائة الثالثة ومن اصحاب سيدنا الحسن العسكري عليه السلام، له كتاب خطب علي عليه السلام كما فهرست النجاشي.
١١. السيد عبد العظيم بن عبدالله الحسني[١٠] المعروف بالشاه والمدفون في الري بقرب طهران من أبناء المائة الثانية ومن أصحاب سيدنا الإمام الرضا عليه السلام، له كتاب في خطب جده أمير المؤمنين عليه السلام كما في فهرست النجاشي.
١٢. مسعدة بن صدقة العبيدي[١١] من أصحاب الإمام الصادق وسيدنا الكاظم عليه السلام في المائة الثانية له كتاب خطب أمير المؤمنين عليه السلام حسبما قاله النجاشي.
١٣. إبراهيم بن سليمان النهمي الخزاز الكوفي[١٢] له كتاب الخطب لأمير المؤمنين عليه السلام وهومن المائة الثالثة كما في فهرست النجاشي.
١٤.أبوعثمان الجاحظ عمروبن بحر المتوفى سنة ٢٢٥ هـ له كتاب مائة كلمة من كلمات علي أمير المؤمنين عليه السلام.
١٥.عبد العزيز الجلودي بن يحيى البصري الأخباري المشهور من علماء المائة للهجرة صنف وحده في هذا الموضوع كتباً عشرة وهي:
أ) كتاب خطب أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام.
ب) كتاب شعر علي عليه السلام.
ج) كتاب رسائل علي عليه السلام.
د) كتاب مواعظ علي عليه السلام.
هـ) كتاب ملاحم علي في الملاحم يعني المغيبات من الحوادث المستقبلة.
و) كتاب علي في الشورى.
ز) كتاب ما كان بين علي وبين عثمان من الكلام.
ط) كتاب ذكر علي لخديجة ولفضائل أهل البيت عليهم السلام.
ي) كتاب بقية رسائل علي وخطبه كرم الله وجه.
فإذا وقفت على هؤلاء الجماهير من حملة الآثار وَثقِات النقلة وقدرت الاهتمام العظيم من السلف بحفظ الخطب واستظهارها واستنساخ الكتب والرسائل ممن قصصنا عليك أسماءهم ومنهم من لم نقصص عليك وربما كان هذا القسم أكثر، انجلت عن قلبك غيوم الشبهة التي يأتي بها من هنا وهناك الشاكُّون والمنحرفون.
مصادر قديمة لما في نهج البلاغة
إن من أقوى ما يجلوغيوم الشكوك والأوهام عن أفق هذه المجموعة التي حوت بين الدفة خطب الإمام وكتبه وكلماته وحول نزاهة الشريف الرضي عن إضافة شيء فيها غيرمأثور لهوهذا الذي نبديه الآن، فإنا نحصي عليك[١٣] عديداً من المؤلفين الاثبات الذين رووا خطب أمير المؤمنين عليه السلام ورسائله في كتبهم من قبل أن يولد الرضي وقبل أن يخلق، وهذا الفصل يعد علاوة لما فصلناه فيما سبق من أسماء الجامعين لخطبه وكتبه وكلمه.
ولقد ظفرنا على[١٤] كتب قديمة العهد تشمل على كثير من خطب الإمام علي عليه السلام ولا تعدم الخطبة سنداً أواسانيد يجلب نحوها اعتماد النفس وهي:
١. الكافي للشيخ الكليني محمد بن يعقوب[١٥] المتوفى سنة ٣٢٨ هـ ولا سيما في جزء الروضة منه ففيه عشرات من خطب الإمام ضافية الذيول موصولة الأسناد بالأسناد وكذا في كتابه الرسائل.
٢. كتاب التوحيد للشيخ الصدوق محمد بن بابويه القمي المتوفى سنة ٣٨١ هـ، ففيه عدد لا يستهان به من خطب التوحيد وما يناسبه، وكذلك في كتبه الأخرى كمن لا يحضره الفقيه وفي أماليه وفي مدينة العلم وفي الخصال وفي علل الشرائع وفي معاني الأخبار.
٣. كتاب الإرشاد للشيخ المفيد أبي عبدالله محمد بن محمد النعمان المتوفى ببغداد سنة ٤١٣ هـ فإن في أبواب فضائل الإمام علي عليه السلام لقدراً كبيراً من خطبة الغرَ في أبواب شتى نحوأربعين صحيفة وبعضها يختلف عما في النهج اختلافاً يسيراً.
٤. العقد الفريد للمؤرخ في الدولة الأموية المغربية أحمد بن عبد ربه المتوفى سنة ٣٢٧ هـ.
٥. نزهة الأديب وكذا نثرالدرر للوزير الآبي أبي سعيد منصور المتوفى سنة ٤٢٢ هـ في سبعة مجلدات، ويوجد بكتابة قديمة الخط في بعض خزائن النجف.
٦.تحف العقول للحسن بن شعبة الحراني من علماء المائة الثالثة.
٧. روضة الواعظين للفتال النيسابوري[١٦].
٨.تاريخ الملوك والأمم لمحمد بن جرير الطبري[١٧] المتوفى سنة ٣١٠ هـ.
٩. المسترشد في الإمامة لمحمد بن جرير بن رستم الطبري الاملي[١٨] المعاصر لسميه السالف ذكره وعبثاً أحاول إثبات أرقام متسلسلة لهذا المبحث الذي لا يدخل تحت الحساب، وقلما يوجد سفر أدبي أوديني أوتاريخي يخلومن خطب الإمام وكلمه.
وقد قال مدرس دار العلوم المصرية أحمد صفوة المؤرخين في كتاب علي عليه السلام ص ١٢٥: (أن الأدباء والمؤرخين الذين تقدموا الشريف الرضي كانوا يوقنون أن خطب الإمام بضع مِئات).
وقال المسعودي المتوفى سنة ٣٤٦ هـ: (إن الخطب المنقولة عن أمير المؤمنين عليه السلام هي أربعمائة ونيف وثمانون خطبة )، وهذا المؤرخ الثقة توفي قبل أنْ يولد الشريف الرضي ببضعة عشر عاماً.
أضف إلى ذلك كتب محمد بن السائب الكلبي[١٩] المتوفى سنة ١٤٦ هـ وكتب محمد بن عمر الواقدي المتوفى سنة ٢٠٧ هـ وكتب عبد الملك بن هشام[٢٠] المتوفى سنة ٢١٣ هـ وكتب أحمد ابن يحيى البلاذري[٢١] المتوفى سنة ٢٧٩ هـ وكتب أبوالفرج علي بن الحسين الأصفهاني المرواني[٢٢] المتوفى سنة ٢٥٦ هـ وكتب أحمد بن محمد البرقي المتوفى سنة ٢٧٤ هـ.
وأما الناقلون لخطبة بعد الشريف فهم لا يحصون كالقاضي القضاعي[٢٣] في دستور الحكم[٢٤] وأخطب خوارزم موفق بن أحمد[٢٥] في مناقبة[٢٦] والكنجي الشافعي[٢٧] في كفاية الطالب[٢٨] وابن طلحة الشافعي[٢٩] في مطالبه[٣٠] وابن الجوزي في المدهش[٣١] والشيخ إبراهيم الكراجكي[٣٢] في فوائده[٣٣] وغيرهم في غيرها.