وَأَرْبَعَةَ عَشَرَ مِنْ آلِ عَبْدِالْمُطَّلِبِ: يَعْقُوبُ، وَمَحْمُودٌ، وَإِبْرَاهِيمُ، وَإِسْمَاعِيلُ، وَنَفِيسٌ، وَعَلْقَمَةُ، وَكَامِلٌ، وَفَيْقَدُ، وَمُلاَعِبٌ، وَمَيْمُونٌ، وَغَنِيمَةُ، وَسَهْلٌ، وَحَامِدٌ.
وَعَشَرَةٌ مِنْ جُرْجَانَ: خَالِدٌ، وَصَالِحٌ، وَيُونُسُ، وَكِلاَبٌ، وَعُمَارَةُ، وَسَعِيدٌ، وَأَحْمَدُ، وَطَلْحَةُ، وَمَالِكٌ وَعِيسى.
وَسَبْعَةٌ مِنَ الرَّيِّ: عَقِيلٌ، وَخَالِدٌ، وَسِنَانٌ، وَغِيَاثٌ، وَعَبْدُاللّه ِ، وَنَجْمٌ، وَطُفَيْلٌ.
وَرَجُلٌ مِنْ سَمَرْقَنْدَ: أَحْمَدُ.
وَخَمْسَةٌ مِنْ طَبَرِسْتَانَ: غَنَائِمُ، وَفَضَائِلُ، وَمَحَاسِنُ، وَلَقِيطٌ، وَسَلْمَانُ.
وَثَلاَثَةٌ مِنْ قُمّ: عَلِيٌّ، وَحَسَنٌ، وَحُسَيْنٌ.
وَثَلاَثَةٌ مِنْ خُوزِسْتَانَ: عَبْدُالْغَفُورِ، وَدَاوُدُ، وَجَيْشٌ.
وَثَلاَثَةٌ مِنْ سَجِسْتَانَ: مُبَادِرٌ، وَحَارِثٌ، وَمُبَارَكٌ.
وَخَمْسَةٌ مِنَ الْمَدَائِنِ: طَالِبٌ، وَعَلِيٌّ، وقَيْسٌ، وَمُحَمَّدُ، وحَسَنٌ، وَمَنْصُورٌ.
ورجل مِنَ الأَبُلَّةِ: قَاسِمٌ.
وَخَمْسَةٌ مِنَ الْمَنْصُورِيَّةِ: مُحَمَّدٌ، وَأَحْمَدُ، وَيَحْيَى، وَمَعَالِي، وَعُصَيْبَةُ.
وَسِتَّةٌ مِنْ مِصْرَ وَمَا يَلِيهَا: مَالِكٌ، وَنَفِيسٌ، وَثَابِتٌ، وَعَلِيٌّ، وَكَامِلٌ، وَيَحْرُورٌ.
وَرَجُلاَنِ مِنَ الرَّقَّةِ: عُثْمَانُ، وَطَلْحَةُ.
واثْنَا عَشَرَ مِنْ مَرْوٍ: حَارِثٌ، وَنَجِيبٌ وَجَهْلٌ، وَنَاصِرٌ، وَمَسْعُودٌ، وَذَيَّالٌ /۳۱۳/، وَكَافِلٌ، وَجَمِيلٌ، وَحِصْنٌ، وَبَدْرٌ، وَجَبْهَةُ، وَسَالِمٌ، وَحَبِيبٌ.
وَرَجُلاَنِ مِنْ قَاشَانَ: بَكْرٌ، وَنَصْرٌ.
وَثَمَانِيَةٌ مِنْ مَازَنْدَرَانَ: عَلَوِيٌّ، وَمُضَرُ، وَلَيْثٌ، وَحَمَّادٌ، وَسَلْمَانُ، وَمُنجِحٌ، وَرَبِيبٌ، وَجُمْعَةُ.
وَعَشَرَةٌ مِنْ أَرْبِلَ: عَبْدُالْعَزِيزِ، وَقُنْفُذٌ، وَأَبُوالسَّعَادَاتِ، وَسَعْدٌ، وَيُونُسُ، وَمَحْمُودٌ، وَكَمَالٌ، وَعَبْدُالْخَالِقِ، وَمُنْبهٌ، وَفَضْلٌ.
وَخَمْسَةٌ مِنَ الْجَزِيرَةِ الْحَمْرَاءِ: مَنْصُورٌ، وَنَصِيبٌ، وَحَمِيدٌ، وَكُرْدَلٌ، وَفَلاَحٌ.
وَرَجُلاَنِ مِنَ البَوَازيجِ: عَبَّاسٌ، وَمُبَادِرٌ.
وَرَجُلٌ مِنْ مَاعليكَ: شَرِيفٌ.
وَثَلاَثَةٌ مِنْ وَادِي الْقُرَى: كَحْلاَنُ، وَمَرُونُ، وَسَلِيطٌ.
وَأَرْبَعَةٌ مِنْ سَعرتَ: سُلْطَانُ، وَحَمَائِلُ، وَغَلاَّبٌ، وَغَالِبٌ.
وَثَلاَثَةٌ مِنَ الأَيْلَةِ: أَحْمَدُ، وَنَجْمٌ، وَنَصْرٌ.
وَأَرْبَعَةٌ مِنْ أَرْدَبِيلَ: ثَابِثٌ، وَقَيْصَرُ، وَمُوسَى، وَحَمَّادٌ.
وَخَمْسَةَ عَشَرَ مِنْ بَلْخٍ: مُنْجِحٌ، وَصُنْدُوقٌ، وَمُقْبِلٌ، وَعَلاَّنُ، وَمُوَاهِبُ، وَمِفْتَاحٌ، وَكُنْدَرٌ، وَوَجِيهٌ، وَمُسَلَّطٌ، وَوَهْبَانُ، وَصَخْرٌ، وَعَبْدُالعُلى، وَشَوصَبٌ، وَنَجِيحٌ، وَكاتِمٌ.
وَسَبْعَةٌ مِنْ قَزْوِينَ: بِشْرٌ، وَحَاتِمٌ، وَحُذَيْفَةُ، وَسَلْهَبُ، وَمَعْقِلٌ، وَزَيْدٌ، وَنَجِيبٌ.
وَثَلاَثَةٌ مِنَ الطَّائِفِ: عَلِيٌّ، وَسَبَأ، وَزَكَرِيَّاءُ.
وَعَشَرَةٌ مِنَ الطَّالِقَانِ الَّذِينَ ذَكَرَهُمْ رَسُولُ اللّه ِ صلى الله عليه و آله فَقَالَ: إِنَّ للّه ِِ كَنْزاً بِالطَّالِقانَ لَيْسَ هُوَ ذَهَبٌ [وَلاَ] فِضَّةٌ[١].
وَهُمْ هؤُلاَءِ الَّذِينَ كَنْزُ اللّه ِ فِيهَا: صَالِحٌ، وَجَعْفَرٌ، وَمَالِكٌ، وَيَحْيَى، وَهُودٌ، وَدَاوُدُ، وَعَلِيٌّ، وَعَبْدَلٌ، وَغَيْلاَنُ، وَعِيسى، وَفَضْلانُ، وَجَابِرٌ، وَعَلْوَانُ، وَأَيُّوبُ، وَعُمَرُ، وَسَهْلٌ، وَعَبْدُالْعَزِيزِ، وَحَسَّانُ، وَفَهْدٌ، وَتَغْلِبُ، وَكَبِيرٌ.
واثْنَا عَشَرَ مِنْ مَعَادِنِ سَرَنْدِيبَ: جَيْشٌ، وَيَعْقُوبُ، وَجَهْلٌ، وَمَروانُ، وَفُتُوحٌ، وَقَاسِمٌ، وَحَجْرٌ، وكَعْبٌ، وَشَيْبَانُ، وَعَمَّارٌ، وَكَلْثُومٌ، وَعِمْرَانُ.
وَثَلاَثَةٌ مِنْ بَدوِ عَقِيلٍ: ضَبَّةُ، وَعَونٌ، وَسَلِيطٌ.
وَرَجُلٌ مِنْ بَدْوِ نُمِيرٍ: عُمَرُ.
وَرَجُلاَنِ مِنْ بَدْوِقُشَيْرٍ: جَابِرٌ، وَتَمِيمٌ.
وَرَجُلٌ مِنْ بَنِي شَيْبَانَ: الْمِهْرَاسُ.
وَرَجُلٌ مِنْ بَنِي سُلَيْمِ: مَالِكٌ، وَعُنْقَرٌ.
وَرَجُلاَنِ مِنَ الْيَمَامَةِ: مُوسَى، وَمُحَمَّدٌ.
فَهؤُلاَءِ عِدَّةُ أَهْلِ بَدْرٍ يَجْمَعُهُمُ اللّه ُ لَهُ فِي لَيْلَةٍ وَاحِدَةٍ فَيَلْحَقُونَ بِمَكَّةَ، وَهُمُ وَأَرْبَعَةٌ مِنْ أَرْدَبِيلَ: ثَابِثٌ، وَقَيْصَرُ، وَمُوسَى، وَحَمَّادٌ.
وَخَمْسَةَ عَشَرَ مِنْ بَلْخٍ: مُنْجِحٌ، وَصُنْدُوقٌ، وَمُقْبِلٌ، وَعَلاَّنُ، وَمُوَاهِبُ، وَمِفْتَاحٌ، وَكُنْدَرٌ، وَوَجِيهٌ، وَمُسَلَّطٌ، وَوَهْبَانُ، وَصَخْرٌ، وَعَبْدُالعُلى، وَشَوصَبٌ، وَنَجِيحٌ، وَكاتِمٌ.
وَسَبْعَةٌ مِنْ قَزْوِينَ: بِشْرٌ، وَحَاتِمٌ، وَحُذَيْفَةُ، وَسَلْهَبُ، وَمَعْقِلٌ، وَزَيْدٌ، وَنَجِيبٌ.
وَثَلاَثَةٌ مِنَ الطَّائِفِ: عَلِيٌّ، وَسَبَأ، وَزَكَرِيَّاءُ.
وَعَشَرَةٌ مِنَ الطَّالِقَانِ الَّذِينَ ذَكَرَهُمْ رَسُولُ اللّه ِ صلى الله عليه و آله فَقَالَ: إِنَّ للّه كَنْزاً بِالطَّالِقانَ لَيْسَ هُوَ ذَهَبٌ [وَلاَ] فِضَّةٌ.
وَهُمْ هؤُلاَءِ الَّذِينَ كَنْزُ اللّه ِ فِيهَا: صَالِحٌ، وَجَعْفَرٌ، وَمَالِكٌ، وَيَحْيَى، وَهُودٌ، وَدَاوُدُ، وَعَلِيٌّ، وَعَبْدَلٌ، وَغَيْلاَنُ، وَعِيسى، وَفَضْلانُ، وَجَابِرٌ، وَعَلْوَانُ، وَأَيُّوبُ، وَعُمَرُ، وَسَهْلٌ، وَعَبْدُالْعَزِيزِ، وَحَسَّانُ، وَفَهْدٌ، وَتَغْلِبُ، وَكَبِيرٌ.
واثْنَا عَشَرَ مِنْ مَعَادِنِ سَرَنْدِيبَ: جَيْشٌ، وَيَعْقُوبُ، وَجَهْلٌ، وَمَروانُ، وَفُتُوحٌ، وَقَاسِمٌ، وَحَجْرٌ، وكَعْبٌ، وَشَيْبَانُ، وَعَمَّارٌ، وَكَلْثُومٌ، وَعِمْرَانُ.
وَثَلاَثَةٌ مِنْ بَدوِ عَقِيلٍ: ضَبَّةُ، وَعَونٌ، وَسَلِيطٌ.
وَرَجُلٌ مِنْ بَدْوِ نُمِيرٍ: عُمَرُ.
وَرَجُلاَنِ مِنْ بَدْوِقُشَيْرٍ: جَابِرٌ، وَتَمِيمٌ.
وَرَجُلٌ مِنْ بَنِي شَيْبَانَ: الْمِهْرَاسُ.
وَرَجُلٌ مِنْ بَنِي سُلَيْمِ: مَالِكٌ، وَعُنْقَرٌ.
وَرَجُلاَنِ مِنَ الْيَمَامَةِ: مُوسَى، وَمُحَمَّدٌ.
فَهؤُلاَءِ عِدَّةُ أَهْلِ بَدْرٍ يَجْمَعُهُمُ اللّه ُ لَهُ فِي لَيْلَةٍ وَاحِدَةٍ فَيَلْحَقُونَ بِمَكَّةَ، وَهُمُ الْمَفْقُودُونَ مِنْ مَنَامِهِمْ وَفُرُشِهِمْ، إِنَّ الامْرَأَةَ تَسْتَيْقِظُ فَلاَ تَرَى زَوجَهَا وَلاَ وَلَدَهَا، والرَّجُلُ يَنْتَبِهُ مِنْ نَومِهِ فَلاَ يَجِدُ أَخَاهُ وَلاَ وَلَدَهُ وَلاَ ابْنَ عَمِّهِ.
فَإِذَا وَصَلُوا مَكَّةَ جَمِيعُهُمْ فِي لَيْلَةٍ وَاحِدَةٍ فَيَرَونَهُمْ أَهْلُ مَكَّةَ فِي اللَّيْلِ فَلاَ يَعْرِفُونَهُمْ، فَيَقُولُونَ: هؤُلاَءِ أَصْحَابُ السُّفْيَانِيِّ. فَإِذَا طَلَعَ الصَّبَاحُ يَرَونَهُمْ طَائِفِينَ وَمُصَلِّينَ فَيُنْكِرُونَهُمْ. فَيُلْهِمُهُمُ اللّه ُ مَعْرِفَةَ الْمَهْدِيِّ، وَهُوَ مُسْتَخْفٍ تَحْتَ السِّتَارَةِ، فَيَجْتَمِعُونَ إِلَيْهِ وَيَقُولُونَ: أَنْتَ صَاحِبُنَا الْمَهْدِيُّ ؟
فَيَقُولُ: أَنَا عَبْدُاللّه ِ الأَنْصارِيُّ. ثُمَّ يَغِيبُ عَنْهُمْ، فَيُخْبَرُونَ أَنَّهُ قَدْ لَحِقَ بِقَبْرِ جَدِّهِ رَسُولِ اللّه ِ /۳۱٤/ صلى الله عليه و آله فَيَلْحَقُونَهُ بِالْمَدِينَةِ، فَإِذَا عَلِمَ بِقُدُومِهِمْ رَجَعَ إلَى مَكَّةَ، فَلاَ يَزَالُونَ بِهِ حَتَّى يُجِيبهُمْ إِلى ذلِكَ فَيَقُولُ لَهُمْ: إِنِّي لَسْتُ قَاطِعاً أمْراً حَتَّى تُبَايِعُونِي عَلَى ثَلاَثِينَ خَصْلَةً تَلْزَمُكُمْ لاَ تُغَيِّرُونَ مِنْهَا شَيْئاً، وَلَكُمْ عَلَيَّ ثَمَانُ خِصَالٍ.
قَالُوا: قَدْ فَعَلْنَا ذَلِكَ، فَاذْكُرْ مَا أَنْتَ لَهُ ذَاكِرٌ يَاآبْنَ رَسُولِ اللّه ِ صَلَّى اللّه ُ عَلَيْكَ.
ثُمَّ يَخْرُجُونَ مَعَهُ إِلَى الصَّفَا فَيَقُولُ: أُبَايِعُكُمْ عَلَى أَنْ لاَ تُوَلُّوا عَنِ الزَّحْفِ، وَلاَ تَسْرِقُوا، وَلاَ تَزْنُوا، وَلاَ تَقْتُلُوا مُحَرَّماً، وَلاَ تَأْتُوا فَاحِشَةً، وَلاَ تَصْرِفُوا أَحَداً اِلاَّ بِحَقِّهِ، وَلاَ تَكْنِزُوا ذَهَباً وَلاَ فِضَّةً وَلاَ بُرّاً وَلاَ شَعِيراً، وَلاَ تَأْكُلُوا مَالَ يَتِيمٍ، وَلاَ تَشْهَدُوا بِمَا لاَ تَعْلَمُونَ، وَلاَ تُخَرِّبُوا مَسْجِداً حَتَّى تَعْمُرُوا غَيْرَهُ، وَلاَ تُقَبِّحُوا مُسْلِماً، وَلاَ تَلْعَنُوا مُوَحِّداً إِلاَّ بِحَقِّهِ، وَلاَ تَشْرَبُوا مُسْكِراً، وَلاَ تَسْفِكُوا دَماً حَرَاماً، وَلاَ تَغْدِرُوا بِمُسْتَأْمِنٍ، وَلاَ تَتْبَعُوا هَارِباً وَلاَ كَافِراً وَلاَ مُنَافِقاً، وَلاَ تَلْبَسُوا الذَّهَبَ وَلاَ الْحَرِيرَ وَالدِّيبَاجَ، وَأَنْ تَلْبَسُوا الْخَشِنَ مِنَ الثِّيَابِ، وَتَرْكَبُوا سُرُوجَ اللُّبُودِ، وَتَوَسَّدُوا التُّرَابَ عَلَى الْخُدُودِ، وَتُجَاهِدُوا فِي اللّه ِ حَقَّ جِهَادِهِ، وَتَشُمُّونَ الطِّيبَ، وَتَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ، وَتَنْهَونَ عَنِ الْمُنْكَرِ، فَإِذَا فَعَلْتُمْ ذَلِكَ فَلَكُمْ عَلَيَّ أَلاَّ أَتَّخِذَ حَاجِباً، وَلاَ أَلبَسَ إِلاَّ مَا تَلْبَسُونَ، وَلاَ أَرْكَبَ إِلاَّ مَا تَرْكَبونَ، وَأَمْشِيَ حَيْثُ تَمْشُونَ، وَأَكُونَ حَيْثُ تَكُونُونَ، وَأَرْضَى بِالْقَلِيلِ، وَأَمْلأَ الأَرْضَ عَدْلاً كَمَا مُلِئَتْ جَوراً، وَأَعْبُدُ اللّه َ حَقَّ عِبَادَتِهِ، أَفِي لَكُمْ وَتَفُونَ لِي.
قَالُوا: قَدْ رَضِينَا وَبَايَعْنَاكَ عَلَى ذلِكَ، فَيُصَافِحُونَهُ وَيُصَافِحُهُمْ رَجُلاً رَجُلاً.
وَيَفْتَحُ اللّه ُ خُرَاسَانَ عَلَى يَدِهِ، وَتُطِيعُهُ الْيَمَنُ، وَتَسِيرُ الْجُيُوشُ أَمَامَهُ، وَتَكُونُ هَمْدَانُ وُزَرَاءَهُ، وَخَولاَنُ جُنُودَهُ، وَحِمْيَرُ أَعْوَانَهُ، وَمُضَرُ قُوَّادَهُ، وَيُكْثِرُ اللّه ُ جَمْعَهُ بِتَمِيمٍ، وَيَشُدُّ ظَهْرَهُ بِقَيْسٍ، وَيَسِيرُ ورَايَاتُهُ أَمَامَهُ، وَعَلَى مُقَدَّمَتِهِ عَقِيلٌ[٢]، وَعَلَى سَاقَتِهِ الْحَارِثُ، وَتُخَالِفُهُ ثَقِيفٌ وَمَجْمَعٌ وَغُدَافٌ. فَيُقْبِلُ بِالْجُيُوشِ حَتَّى يَصِيرَ بِوَادِي الْقُرَى فِي هُدُوءٍ وَرِفْقٍ.
وَيَلْحَقُهُ هُنَاكَ ابْنُ عَمِّهِ الْحَسَنِيُّ فِي اثْنَيْ عَشَرَ أَلْفَ فَارِسٍ فَيَقُولُ: يَا ابْنَ عَمِّ، أَنَا أَحَقُّ بِهَذا الْجَيْشِ مِنْكَ، أنَا ابْنُ الْحَسَنِ وَأَنَا الْمَهْدِيُّ.
فَيَقُولُ لَهُ الْمَهْدِيُّ: لاَ بَلْ أَنَا الْمَهْدِيُّ.
فَيَقُولُ لَهُ الْحَسَنِيُّ: هَلْ مِنْ آيَةٍ فَأَتْبَعَكَ ؟
فَيُومِئُ الْمَهْدِيُّ إِلَى الطَّيْرِ فَيَسْقُطُ عَلَى كَتِفِهِ، وَيَغْرِسُ قَضِيباً فِي مَوضِعٍ مِنَ الأَرْضِ بِيَدِهِ فَيَخْضَرُّ وَيُورِقُ.
فَيَقُولُ الْحَسَنِيُّ: يَا ابْنَ الْعَمِّ هِيَ لَكَ، وَيُبَايِعُهُ وَيُسَلِّمُ إِلَيْهِ جَيْشَهُ فَيَكُونُ عَلَى مُقَدَّمَتِهِ، وَاسْمُهُ كَاسْمِهِ.
وَتَقَعُ الصَّيْحَةُ بِالشَّامِ: أَلاَ إِنَّ أَعْرَابَ الْحِجَازِ قَدْ خَرَجُوا إلَيْكُمْ. فَيَجْتَمِعُونَ إلَى السُّفْيَانِيِّ بِدِمَشْقَ فَيَقُولُونَ لَهُ: إِنَّ أَعْرَابَ الْحِجَازِ قَدْ خَرَجُوا إِلَيْنَا.
فَيَقُولُ السُّفْيَانِيُّ لأَصْحَابِهِ: مَا تَقُولُونَ فِي هؤُلاَءِ الْقَومِ ؟
فَيَقُولُونَ: /۳۱٥/أَصْحَابُ نَبْلٍ وَإِبِلٍ وَضَعْفٍ، وَنَحْنُ أَصْحَابُ الْعُدَّةِ وَالسِّلاَحِ، أُخْرُجُوا بِنَا إِلَيْهِمْ ـ حَيْثُ يَرَونَهُ قَدْ جَبُنَ عَنِ الْخُرُوجِ، وَهُوَ عَالِمٌ بِمَا يُرَادُ بِهِ ـ فَلاَ يَزَالُونَ بِهِ حَتَّى يَشْتَدَّ عَزْمُهُ عَلَى الْخُرُوجِ.
قَالَ الأَحْنَفُ بْنُ قَيْسٍ وَعَمْرُو بْنُ الحَمِقِ: فَمَا اسْمُهُ يَا أَمِيرَالْمُؤْمِنِينَ ؟
قَالَ: هُوَ عُثْمَانُ بْنُ عُقْبَةَ بْنِ مُرَّةَ بْنِ كَلْبِ بْنِ سَلْهَبِ بْنِ يَزِيدَ ـ لَعَنَهُ اللّه ُ ـ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ خَالِدِ بْنِ عَبْدَانَ بْنِ مُعَاوِيَةَ بْنِ يزِيْدَ بْنِ مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ صَخْرِ بْنِ حَرْبِ بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ عَبْدِ شَمْسٍ، مَلْعُونٌ فِي السَّمَاءِ مَلْعُونٌ فِي الأَرْضِ، شَرُّ[٣] خَلْقِ اللّه ِ أَباً، وَأَلْعَنُ خَلْقِ اللّه ِ جَدّاً، وَأَكْثَرُ خَلْقِ اللّه ِ ظُلْماً.
فَيَخْرُجُ بِخَيْلِهِ وَرَجِلِهِ فِي مِئَتَي أَلْفٍ وَسَبْعِينَ أَلْفا حَتَّى يَنْزِلَ بُحَيْرَةَ طَبَرِيَّةَ.
فَيَسِيرُ الْمَهْدِيُّ عليه السلام بِمَنْ مَعَهُ حَتَّى يَصِيرَ إِلى النَّجَفِ، فَيَنْشُرُ رَايَةَ رَسُولِ اللّه ِ صلى الله عليه و آله وَيَهُزُّهَا فَتَلْمَعُ مَا بَيْنَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ، وَيَسِيرُ وَجَبْرَئِيلُ عَنْ يَمِينِهِ وَمِيكَائِيلُ عَنْ شِمَالِهِ، وَالنَّاسُ يَلْحَقُونَ بِهِ مِنَ الأَمْصَارِ وَالآفَاقِ، لاَ يُحْدِثُ فِي بَلَدٍ حَادِثَةً إلاَّ الأَمَانَ وَالْبُشْرى، حَتَّى يَأْتِيَ السُّفْيَانِيَّ وَهُوَ عَلَى بُحَيْرَةِ طَبَرِيَّةَ، وَقَدِ اجْتَمَعَ مَعَهُ خَلْقٌ كَثِيرٌ، وَقَدْ غَضِبَ اللّه ُ عَلَى السُّفْيَانِيِّ حَتَّى أَنَّ الطَّيْرَ فِي السَّمَاءِ تَرْمِيهِمْ بِالْحِجَارَةِ، وَالْجِبَالُ بِالصُّخُورِ. فَتَكُونُ بَيْنَهُمَا وَقْعَةٌ عَظِيمَةٌ يُهْلِكُ اللّه ُ بِهَا جَيْشَ السُّفْيَانِيِّ، فَلاَ يَبْقَى غَيْرُ السُّفْيَانِيِّ وَحْدَهُ فِي شِرْذِمَةٍ قَلِيلَةٍ، فَيَمْضِي هَارِباً، فَيَأْخُذُهُ رَجُلٌ مِنَ الْمَوَالِي اسْمُهُ صَبَّاحٌ، فَيَأْتِي بِهِ الْمَهْدِيَّ عليه السلام وَهُوَ يُصَلِّي عِشَاءَ الْمَغْرِبِ، فَيُبَشِّرُهُ فَيَفْرَحُ بِالظَّفَرِ وَيُخَفِّفُ فِي صَلاَتِهِ.
فَيَقُولُ لَهُ السُّفْيَانِيُّ: يَا ابْنَ عَمِّ، اسْتَبْقِنِي أَكُنْ لَكَ خَيْرَ عَونٍ.
فَيَقُولُ لأَصْحَابِهِ: مَا تَرَونَ فِيمَا يَقُولُ؟ وَذلِكَ أَنَّهُ رَحِيمٌ.
فَيَقُولُونَ: وَاللّه ِ لا صَلَّيْنَا أَو نَقْتُلَهُ ؛ فَإِنَّهُ سَفَكَ الدِّمَاءَ، وَسَبَا حَرِيمَ الْمُسْلِمِينَ، وَقَدْ عَلِمْتَ مَا فَعَلَ.
فَيَقُولُ: شَأْنَكُمْ وَإِيَّاهُ.
فَيَأْخُذُهُ جَمَاعَةٌ مِنْهُمْ فَيُضْجِعُوهُ عَلَى شَاطِئِ الْبُحَيْرَةِ، تَحْتَ شَجَرَةٍ أَغْصَانُهَا فِي الْمَاءِ، فَيَذْبَحُونَهُ[٤] كَمَا يُذْبَحُ الْكَبْشُ، وَيُعَجِّلُ اللّه ُ بِرُوحِهِ إِلَى النَّارِ.
أَلاَ إِنَّ أَبْغَضَ الأَسْمَاءِ إِلَى اللّه ِ: اسْمُهُ واسْمُ حَرْبٍ وَغَالِبٍ وَطَالِبٍ وَمُدْرِكٍ وَخَالِدٍ وَيَزِيدَ وَالْوَلِيدِ. وَاعْلَمُوا أَنَّ لِجَهَنَّمَ أَرْبَعَةَ أَرْكَانٍ، كُلُّ رُكْنٍ مِنْهَا لِرَجُلٍ اسْمُهُ الْوَلِيدُ: فَالرُّكْنُ الأَوَّلُ لِلْوَلِيدِ بْنِ الرَّيَّانِ فِرْعَونِ إِبْرَاهِيمَ، وَالرُّكْنُ الثَّانِي لِلْوَلِيدِ الثَّانِي ابنِ مُصْعَبٍ فِرْعَونِ مُوسى، وَالرُّكْنُ الثَّالِثُ لِلْوَلِيدِ الْمَخْزُومِيِّ، وَالرُّكْنُ الرَّابِعُ لِلْوَلِيدِ الْمَرْوَانِيِّ.
ألاَ وَفِي ذلِكَ الْوَقْتِ يُرِيحُ اللّه ُ مِنْ أُمَيَّةَ وَيُبِيدُ شَأْفَتَهَا.
ثُمَّ يَسِيرُ الْمَهْدِيُّ إِلَى دِمَشْقَ، وَيَبْعَثُ جَيْشاً إِلَى أَحْيَاءِ كَلْبٍ، فَالْخَائِبُ مَنْ خَابَ مِنْ سَلَبِ كَلْبٍ وَلَو بِعِقَالِ بَعِيرٍ، فَيَسْبِي كَلْباً وَتُبَاعُ نِسَاؤُهُمْ /۳۱٦/، عَلَى دَرَجِ دِمَشْقَ مُوشَمَاتِ السَّوَاعِدِ.
وَإِنَّ دِمَشْقَ فُسْطَاطُ الْمُسْلِمِينَ، وَهِيَ خَيْرُ مَدِينَةٍ فِي ذلِكَ الزَّمَانِ، فِيهَا آثَارُ النَّبِيِّينَ وَبَقَايَا الصَّالِحِينَ، مَعْصُومَةٌ مِنَ الْفِتَنِ، مَنْصُورَةٌ عَلَى أَعْدَائِهَا، فَمَنْ وَجَدَ السَّبِيلَ إِلَى أَنْ يَتَّخِذَ بِهَا مَرْبِطَ شَاةٍ فَذلِكَ خَيْرٌ مِنْ عَشَرَةِ حِيْطَانٍ بِالْمَدِينَةِ، يَنْتَقِلُ أَخْيَارُ الْعِرَاقِ إِلَيْهَا، وَيَكُونُ جِهَادُهُمْ بِطَرْسُوسَ وَهَوَاهَا مَنْكُوسٌ.
وَيَخْرُجُ الرُّومُ فِي مِئَةِ صَلِيبٍ تَحْتَ كُلِّ صَلِيبٍ عَشَرَةُ آلاَفِ فَارِسٍ، فَيَنْزِلُونَ عَلَى طَرْسُوسَ فَيَفْتَحُونَهَا بِأَسِنَّةِ الرِّمَاحِ، وَهُوَ بَعْدَ مَوجٍ وَرُجُوعٍ، فَيَنْهَبُ مَا فِيهَا مِنَ الأَمْوَالِ وَيَنْقُضُ حِجَارَتَهَا حَجَراً حَجَراً، فَكَأَنِّي أَرَى نِسَاءَهَا وَهُنَّ رَدِيفَاتُ الْعُلُوجِ وَخَلاَخِلُهُنَّ تَلُوحُ فِي الشَّمْسِ، وَيَبْعَثُ اللّه ُ جَبْرَئِيلَ إِلَى الْمَصِيصَةِ فَيَقْلَعُهَا وَيَصِيرُ جَيْشُ الْكُفَّارِ[...][٥]فَيَقُولُونَ: أَيْنَ الْمَدِينَةُ الَّتِي كَانَتْ هَاهُنَا، وَكَانَتِ النَّصْرَانِيَّةُ تَفْزَعُ مِنْهَا، وَكَانَتْ تُغِيثُ الإِسْلاَمَ ؟
فَيَسْمَعُونَ صَوتَ الدُّيُوكِ وَصَهِيلَ الْخَيْلِ فَوقَ رُؤُوسِهِمْ، فَيَرْفَعُونَ لِذلِكَ رُؤُوسَهُمْ فَيَرَونَهَا مُعَلَّقَةً بَيْنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ، فَيَقُولُ مَلِكُهُمْ: خُذُوا عَنْهَا، فَيَصْعَدُونَ الْجِبَالَ وَيَبْعُدُونَ عَنْهَا لِكَيْلاَ تَسْقُطَ عَلَيْهِمْ وَتَخْرُجَ سَرَايَاهُ، فَيَنْقُلُونَ جَمِيعَ مَا لَهُمْ، فَيُوَافِيهِمُ الْمَهْدِيُّ حَيْثُ ذَكَرَهُ اللّه ُ فِي كِتَابِهِ « أَدْنَى الأَرْضِ »[٦] وَهُوَ أَسْفَلُ الرَّقَّةِ بِعَشَرَةِ فَرَاسِخَ، ثُمَّ يَسِيرُ حَتَّى يَعْبُرَ الفُرَاتَ، فَيَقْتُلُ مِنْهُمْ مَقْتَلَةً عَظِيمَةً حَتَّى يَتَغَيَّرَ مَاءُ الْفُرَاتِ مِنَ الدَّمِ، وَتَجِيفَ شُطُوطُهَا بِالْقَتْلَى. وَيَنْهَزِمُ بَاقِي الرُّومِ فَيَلْحَقُونَ بِأَنْطَاكِيَّةَ، وَيَنْزِلُ الْمَهْدِيُّ مُحَاذِي كَفْرَطَابَ، فَيَبْعَثُ إِلَيْهِ مَلِكُ الرُّومِ يَطْلُبُ مُهَادَنَتَهُ، فَيَبْعَثُ إِلَيْهِ الْمَهْدِيُّ يَطْلُبُ مِنْهُ الْجِزْيَة،َ فَيُجِيبُهُ عَلَى ذلِكَ عَلَى أَنَّهُ لاَ يَخْرُجُ مِنْ بَلَدِ الرُّومِ أَحَدٌ وَلاَ يَبْقَى عِنْدَهُمْ أَسِيرٌ إلاَّ وَيُطْلِقُونَهُ[٧]، وَيُقِيمُ الْمَهْدِيُّ بِأَنْطَاكِيَّةَ سَنَةً. وَلأَنْطَاكِيَّةَ مَلاَحِمُ وَجُوعٌ وَهِيَ مَنْصُورَةٌ.
وَيَبْعَثُ الْمَهْدِيُّ أَصْحَابَهُ وَأُمَرَاءَهُ عَلَى سَائِرِ الأَمْصَارِ، وَيَعْدِلُ بَيْنَ النَّاسِ حَتَّى تَرْعَى الشَّاةُ وَالذِّئْبُ فِي مَوضِعٍ وَاحِدٍ، وَيَلْعَبَ الصِّبْيَانُ بِالْحَيَّاتِ وَالْعَقَارِبِ فَلاَ تَضُرَّهُمْ[٨] شَيْئاً، وَيَذْهَبَ الشَّرُّ وَيَبْقَى الْخَيْرُ، وَيَزْرَعَ الزَّرَّاعُ مُدّاً وَاحِداً فَيَخْرُجَ لَهُ مِئَةُ مُدٍّ، كَمَا قَالَ اللّه ُ فِي كِتَابِهِ: « فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِئَةُ حَبَّةٍ وَاللّه ُ يُضَاعِفُ لِمَنْ يَشَاءُ »[٩] وَيَذْهَبَ الرِّبَا وَشُرْبُ الْخَمْرِ وَالْغِنَاءُ وَلاَ يَذْكُرَهُ أَحَدٌ، وَيُقْبِلَ النَّاسُ عَلَى الْعِبَادَةِ وَالْخُشُوعِ وَالصَّلاَةِ ؛ فَعِنْدَهَا تَطُولُ الأَعْمَارُ، وَتُؤَدَّى الأَمَانَاتُ، وَتَحْمِلُ الأَشْجَارُ، وتَزْكُو الأَثْمَارُ، وَيَهْلِكُ الأَشْرَارُ، وَيَبْقَى الأَخْيَارُ، وَلاَ يَبْقَى أَحَدٌ يُبْغِضُ آلَ مُحَمَّدٍ /۳۱۷/ صلى الله عليه و آله.
فَقَامَ إِلَيْهِ مَالِكٌ الأَشْتَرُ فَقَالَ: يَا أَمِيرَالْمُؤْمِنِينَ، بَيِّنْ لَنَا فِي مَقَامِكَ هَذِهِ السَّنَةِ.
فَقَالَ صلى الله عليه و آله: « شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحاً »[١٠] وَإِبْرَاهِيمَ، وَلَقَدْ وَصَّاكُمْ بِهِ حَبِيبِي مُحَمَّدٌ صلى الله عليه و آله، فَتَعَالَى اللّه ُ عَنِ التَّشْبِيهِ والْمِثَالِ وَالشُّبُهَاتِ. ألاَ لَعْنَةُ اللّه ِ عَلَى النَّاكِثِينَ وَالْقَاسِطِينَ وَالْمَارِقِينَ وَالظَّالِمِينَ مِنَ الأَوَّلِينَ والآخِرِينَ.
أَلاَ وَإِنِّي أَقُولُ لَكُمْ: لاَ تَكْذِبُوا، وَإذَا ائْتَمَنْتُكُمْ[١١] فَلاَ تَخُونُوا، وَإذَا مَرَرْتُمْ بِاللَّغْوِ مُرُّوا كِرَاماً، وَالصَّبْرُ عَلَى أَمْرِ اللّه ِ حَقّاً، وَإِذَا حَكَمْتُمْ فَكُونُوا عُدُولاً، وَإِذَا وَعَدْتُمْ لاَ تُخْلِفُوا، وَإِذَا قُلْتُمْ فَاصْدُقُوا، وَأَقِيمُوا الصَّلاَةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ، وَأْمُرُوا بِالْمَعْرُوفِ، وَانْهَوا عَنِ الْمُنْكَرِ، وَكُونُوا عِبَادَ اللّه ِ إِخْوَاناً. فَإِذَا كُنْتُمْ كَذلِكَ فَأَنْتُمْ مِمَّنْ ذَكَرَهُ اللّه ُ تَعَالَى وَوَصَفَهُ، فَهذِهِ خِصَالُ الْمَهْدِيِّ وَأَصْحَابِهِ، وَهُمُ الشِّيعَةُ الصَّادِقُونَ حَقّاً.
وَإِنِّي لَأَعْرِفُ خَرَابَ الْمُدُنِ وَالْعَامِرَ مِنْهَا.
فَقَامَ إِلَيْهِ مَالِكُ الأَشْتَرِ فَقَالَ: أَوضِحْ لَنَا يَا مَولاَيَ الْمَعَاقِلَ مِنْهَا فِي ذلِكَ الزَّمَانِ، فَكَلاَمُكَ يَمْحُو[١٢] دَرَنَ قُلُوبِنَا.
فَقَالَ صلى الله عليه و آله: تُعْمَرُ كُوفَانُكُمْ هذِهِ حَتَّى لاَ يَكُونَ بِهَا خَرَابٌ، وَيُبَاعُ بِهَا مَرْبِطُ فَرَسٍ بِاثْنَيْ عَشَرَ أَلْفَ دِرْهَمٍ، وَلَيْسَ بِهَا مَعْقِلٌ.
وَتُعْمَرُ الْمُؤتَفِكَةُ، وَلَيْسَ هِيَ مَعْقِلاً وَخَرَابُهَا مِنَ الْعِرَاقِ.
وَتُعْمَرُ الزَّورَاءُ عِمَارَةً لَمْ تُعْمَرْهَا مَدِينَةٌ، وَلَيْسَ هِيَ مَعْقِلاً، يَسْكُنُهَا الْجَبَابِرَةُ وَالْفَرَاعِنَةُ، بِهَا كُنُوزُ قَارُونَ وَحُكْمُ فِرْعَونَ، فَكَمْ لَهَا مِنْ مَلاَحِمَ وَحُرُوبٍ وَخَسْفٍ وَزَلْزَلَةٍ، أَلاَ إِنَّهَا أَسْرَعُ ذَهَاباً فِي الأَرْضِ مِنَ الْوَتِدِ الْحَدِيدِ فِي الأَرْضِ الرِّخْوَةِ.
وَتُعْمَرُ وَاسِطٌ، وَلَيْسَ هِيَ بِمَعْقِلٍ، ثُمَّ تَهْلِكُ مِنْ بَعْدِ حُرُوبٍ بِالرَّمْلِ.
وَتُعْمَرُ سُرَّ مَنْ رَأَى، وَلَيْسَ هِيَ بِمَعْقِلٍ، وَتُهْلَكُ بِالرِّيَاحِ.
وَتُعْمَرُ أَذَرْبِيجَانُ، وَلَيْسَ هِيَ بِمَعْقِلٍ، وَتُهْلَكُ بِالصَّوَاعِقِ.
وَتُعْمَرُ الْمَوْصِلُ وَلَيسَ هِيَ مَعْقِلاً، وَلَهَا حُرُوبٌ وَجُوعٌ، وَخَرَابُهَا بِسَنَابِكَ الْخَيْلِ.
وَتُعْمَرُ نَصِيبَيْنُ الْعِمَارَةَ الْحَسَنَةَ، وَلَيْسَ هِيَ بِمَعْقِلٍ، وَلَهَا أَهْوَالٌ وَخَرَابٌ، وَتَخْرُبُ بِسَنَابِكِ الْخَيْلِ.
وَتُعْمَرُ حَرَّانُ ـ وَهِيَ الْعَجُوزُ مَدِينَةُ سَامِ بْنِ نُوحٍ ـ الْعِمَارَةَ التَّامَّةَ، وَلَيْسَ هِيَ مَعْقِلاً، وَخَرَابُهَا مِنْ وَلَدِ نَصْرٍ.
وَتُعْمَرُ الرَّقَّةُ، وَلَيْسَ هِيَ مَعْقِلاً، وَخَرَابُهَا مِنَ الرِّيحِ.
وَتُعْمَرُ حَلَبُ عِمَارَةً حَسَنَةً، وَلَهَا أَهْوَالٌ مِنْ جَبَابِرَةٍ طُغَاةٍ، وَخَرَابُهَا مِنَ الصَّوَاعِقِ.
وَتُعْمَرُ الْمَصِيصَةُ، وَهِيَ مَعْقِلٌ مُعْلَقَةٌ مَعْصُومَةٌ.
وَتُعْمَرُ دِمَشْقُ الْعِمَارَةَ التَّامَّةَ، وَهِيَ مَعْقِلٌ مِنَ الْحُرُوبِ، تَبْنِيها الْجَبَابِرَةُ، وَفِيهَا نَارُ هُودٍ، يَشْتَمِلُ عَلَيهَا طَاعُونٌ، وَيَكُونُ بِسَاحِلِهَا آيَاتٌ مِنْ مَرَاكِبِ الطُّغَاةِ، وَسَيْلٌ صَلِيبٌ، حَتَّى يَخْرُجَ أَهْلُ حَمْصٍ كَالسَّيلِ الْعَظِيمِ، فَيَقْتَتِلُونَ بَيْنَ تِلْكَ الْكُهُوفِ وَالتِّلاَلِ، وَيَرْجِعُونَ إلَى بَعْضِهِمْ بَعْضٍ بَعْدَ قَتْلِ أُنَاسٍ مِنْهُمْ.
وَتُعْمَرُ حَمْصٌ وَلَيْسَ /۳۱۸/ بِمَعْقِلٍ، ثُمَّ تَخْرَبُ بِالْجُوعِ وَالْجَورِ وَحَرْبٍ يَشِيبُ مِنْها الطِّفْلُ الصَّغِيرُ، حَتَّى يُتَمَثَّلَ بِهَا فِي الآفَاقِ. وَتُعْمَرُ بَعْدَ ذلِكَ زَمَاناً حَتَّى لاَ يُذْكَرَ مَا كَانَ بِهَا مِنْ شِدَّةٍ وَبُؤْسٍ، وَيَكُونُ بِهَا عَونٌ مِنَ الرُّومِ عِنْدَ صَارِخٍ يَصْرُخُ مِنْ طَرَابُلُسَ فَيَخْرُجُ إِلَيْهَا أَهْلُ حَمْصٍ فَيَرْجِعُونَ بِنَصْرٍ وَسُرُورٍ، فَيَجِدُونَ مَنْ بِهَا مِنَ الرُّومِ قَدِ اسْتَولَى أَمِيرُهُمْ عَلَى السُّورِ، وَلاَ يَزَالُونَ أَهْلُهَا يَدُورُونَ حَولَ السُّورِ وَالدُّورِ فَلاَ يَجِدُونَ مَدْخَلاً وَلاَ مَأْكُولاً، فَفَتَحَهَا اللّه ُ لَهُمْ بِلاَ حَرْبٍ وَلاَ قِتَالٍ، فَيَدْخُلُونَ إِلَيْهَا فَلاَ يَدَعُونَ بِهَا أَحَداً، وَتَخْرَبُ بِالْخَسْفِ وَالْجَلاَءِ.
وَيُعْمَرُ بَيْتُ الْمَقْدِسِ الْعِمَارَةَ الْحَسَنَةَ، وَهِيَ مَعْقِلٌ مَحْفُوظٌ مِنْ بَعْدِ مَا سَلَّمَهُ اللّه ُ مِنَ الْوَقَعَاتِ وَالْخَرَابِ، وَهُوَ الْمَسْجِدُ الْمَشْهُورِ جِدّاً[١٣] مِنْ بَلَدٍ شَرِيفٍ، وَيَخْرَبُ بِانْقِطَاعِ الْغَيْثِ.
وَتُعْمَرُ الرَّمْلَةُ، وَلَيْسَ هِيَ بِمَعْقِلٍ، وَهُوَ الْبَلَدُ الْمَذْكُورُ فِيهِ آثَارُ الأَنْبِيَاءِ، مَحْفُوظٌ مِنَ الآفَاتِ، وَيَخْرَبُ بِيَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ.
وَتُعْمَرُ مَدِينَةُ الرَّسُولِ صلى الله عليه و آله الْعِمَارَةَ التَّامَّةَ، وَلَيْسَ هِيَ بِمَعْقِلٍ، وَلَهَا حُرُوبٌ مِنْ عَدُوِّ آلِ مُحَمَّدٍ عليهم السلام، وَاللّه ُ يَصْرِفُ عَنْهَا كُلَّ مَحْذُورٍ.
وَتُعْمَرُ مَدِينَةُ فِرْعَونَ، وَلَيْسَ هِيَ بِمَعْقِلٍ، وَيَكُونُ بِهَا فِتَنٌ ثُمَّ تَخْرَبُ، فَكَمْ مِنْ مَرْكَبٍ مِنَ الرُّومِ وَالْبَرْبَرِ وَالسُّودَانِ وَالزَّلاَزِلِ وَالْجُوعِ، وَكَمْ مِنِ امْرَأَةٍ تُبَاعُ بِالدُّونِ، فَتِلْكَ أَسْلاَفٌ أَسْلَفَتْ[١٤].
قِيلَ: يَا أَمِيرَالْمُؤْمِنِينَ، كَيْفَ يَكُونُ الْحَجُّ فِي ذلِكَ الزَّمَانِ ؟
قَالَ: إِنَّ اللّه َ عز و جل لمْ يَزَلْ مُذْ رَفَعَ الْبَيْتَ الْمَعْمُورَ مُوَكِّلاً بِهذَا الْبَيْتِ مَنْ يَحُجُّهُ فِي الدُّهُورِ، فَهُمْ بِالْكَعْبَةِ عُكُوفٌ، وَيَزِيدُهُمْ مِنَ الْمَلاَئِكَةِ صُفُوفٌ، وَإِنَّ لِلْكَعْبَةِ مَلاَحِمَ مِنْ بَعْدِ رُجُوعِ الْحَجَرِ إِلَيْهَا بِسِنِينَ كَثِيرَةٍ. وَيَرْتَفِعُ الذِّكْرُ الْمَحْفُوظُ، وَيَتَنَاقَصُ[١٥] الأَمْرُ بِهَا، فَكَأَنِّي بِهَا وَقَدَ وَرَدَ رَجُلٌ مِنَ الْخَلْقِ الْمَعْدُودِ وَالْخَفْرِ الْمَنْقُوضِ[١٦]، مُشَوَّهُ الْخَلْقِ، يَنْقُضُهَا بِالْفُؤوسِ، فَعِنْدَهَا يَكُونُ الْبُؤْسُ، وَيُسَلِّطُ[١٧] اللّه ُ شِرَارَ خَلْقِهِ الْمَجُوسَ عَلَى قَتْلِ النُّفُوسِ.
فَقِيلَ: يَا أَمِيرَالْمُؤْمِنِينَ، لاَ بَلَّغَنَا اللّه ُ ذلِكَ الزَّمَانَ.
فَقَالَ: إِنَّكُمْ لاَ تَبْلُغُونَهُ[١٨]، وَإِنَّهُ فِي الطَّبَقَةِ السَّابِعَةِ، وَكَمْ فِيهَا مِنَ النَّكِبَاتِ وَالْعَظَائِمِ الْمُنْكَرَاتِ فِي الأُمَّةِ الضِّعَافِ الأَبْدَانِ الْقِصَارِ الأَعْمَارِ، وَكَمْ مَنْ يَدَّعِي بَعْدَ النَّبِيِّ صلى الله عليه و آله مَا لَيْسَ لَهُ بِحَقٍّ، أَلاَ فَمَنِ ادَّعَى النُّبُوَّةَ بَعْدَهُ فَاقْتُلُوهُ، وَإِنَّهُ سَيَكُونُ بَعْدَهُ ثَلاَثُونَ كَذَّاباً، وَكُلُّ مَنْ يَخْرُجُ عَلَى هَذِهِ الأُمَّةِ بِالسَّيْفِ فَهُوَ سُفْيَانِيٌّ.
قِيلَ: يَا أَمِيرَالْمُؤْمِنِينَ، فَتَمِّمْ لَنَا خَبَرَ الْمَهْدِيِّ.
فَقَالَ عليه السلام: مَنْ أَرَادَ تَمَامَ ذَلِكَ فَلْيَأْخُذْهُ مِنْ مَالِكٍ /۳۱۹/ الأَشْتَرِ النَّخَعِيِّ ؛ فَإِنَّهُ عِنْدَهُ مَكْتُوبٌ.
ثُمَّ نَزَلَ.
خطبة البيان لعلي عليه السلام
فَرَوَى مَالِكُ الأَشْتَرِ النَّخَعِيُّ قَالَ: لَمَّا ظَفِرَ أَمِيرُالْمُؤْمِنِينَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ عليه السلام بِبَنِي ضَبَّةَ دَخَلَ الْبَصْرَةَ فِي يَومِ الأَرْبِعَاءِ الْخَامِسِ مِنْ صَفَرٍ سَنَةِ ثَلاَثٍ وَثَلاَثِينَ مِنَ الْهِجْرَةِ، وَرَقَا الْمِنْبَرَ بِالْبَصْرَةِ فِي نِصْفِ النَّهَارِ، وَخَطَبَ خُطْبَةً بَلِيغَةً فَسَمَّاهَا خُطْبَةَ الْبَيَانِ، فَحَمِدَ اللّه َ وَأَثْنَى عَلَيْهِ، وَذَكَرَ النَّبِيَّ فَصَلَّى عَلَيْهِ، وَرَغَّبَ إِلَى الْجَنَّةِ وَنَعِيمِهَا، وَحَذَّرَ مِنَ النَّارِ وَجَحِيمِهَا، وَقَالَ فِي
آخِرِ الْخُطْبَةِ: مَعَاشِرَ النَّاسِ، إِنَّكُمْ رَاقِدُونَ فِي دُنْيَاكُمْ عَمَّا يُرَادُ بِكُمْ، فَإِذَا مُتُّمْ انْتَبَهْتُمْ وَصَدَّقْتُمْ مَنْ وَعَظَكُمْ. أَلاَ مَنْ عَاشَ مَاتَ، وَمَنْ مَاتَ فَاتَ، وَكُلُّ آتٍ آتٍ، زَرْعٌ وَنَبَاتٌ، وَجَمِيعٌ وَأَشْتَاتٌ، وَآيَاتٌ بَعْدَ آيَاتٍ. أَلاَ وَإِنَّ فِي السَّمَاءِ لَخَبَراً، وَإِنَّ فِي الأَرْضِ لَعِبَراً،[١٩] صَدَقَتِ الأَحْلاَمُ، وَجَرَتِ الأَقْلاَمُ، وَثَبَتَ مَا كَانَ وَمَا يَكُونُ إِلَى آخِرِ الزَّمَانِ.
أَلاَ وَإِنِّي أُبَيِّنُ لَكُمْ مِنْ بَيْنِ جَنْبَيَّ عِلْماً جَمّاً، وَرِثْتُهُ مِنْ سَيِّدِ الأَوَّلِينَ وَالآخِرِينَ ابْنِ عَمِّي رَسُولِ اللّه ِ صلى الله عليه و آله فِيمَا يَكُونُ فِي السِّنِينِ وَالأَعْوَامِ والشُّهُورِ وَالأَيَّامِ، عِنْدَ اقْتِرَابِ الْفَتْرَةِ، وَمُقَارَنَةِ الزُّهْرَةِ، وَخُسُوفِ الْقَمَرِ فِي النَّيِّرَةِ، وَنُضُوبِ الْمَاءِ حَتَّى يُرَى فِي قَعْرِ الأَنْهَارِ، وَشرق[٢٠] الْمِرِّيخِ فِي أَرْضِ بَابِلَ.
فَيَالَهَا فِتَنٌ تَكُونُ بِأَرْضِ الشَّامِ مِمَّا يَلِي الْعِرَاقَ، لَمْ يُرَ مِثْلُهَا فِي الأَزْمَانِ الْمَاضِيَةِ وَالْقُرُونِ الْخَالِيَةِ، ثُمَّ تَزْدَادُ الْفِتَنُ وَالْفَوَاحِشُ بِهَدْمِ الْبِيَعِ وَالْكَنَائِسِ.
فَكَيْفَ لِي بِكُمْ وَقَدْ زَادَتْ آمَالُكُمْ، وَكَثُرَتْ أَمْوَالُكُمْ، وَلَبِسْتُمُ الذَّهَبَ وَالإِبْرِيسَمَ[٢١]، وَصَارَتْ مُلُوكَكُمُ الْعَجَمُ، وَعَلَتِ الْفُرُوجُ السُّرُوجَ تَحْتَ رَايَاتٍ سُودٍ.
فَحِينَئِذٍ يَظْهَرُ الْبَلاَءُ فِي الآفَاقِ، وَتَخْمُدُ نَارُ الْعِرَاقِ، وَيَظْهَرُ الْفُسَّاقُ، وَيَكْثَرُ الْفَسَادُ، وَيَنْقَطِعُ الزِّمَامُ[٢٢]، وَيُخِيفُ الطَّرِيقُ، وَتَجُولُ خُيُولُ الْمَشْرِقِ فِي جَنَبَاتِ الْمَغْرِبِ. فَيَالَكَ مِنْ دَمٍ يُسْفَكُ، وَحَرِيمٍ يُهْتَكُ، وَتُسْبَى النِّسَاءُ بَيْنَ الْقَصَبِ وَالآجَامِ، وَفِي الضِّيَاءِ وَالظَّلاَمِ، بِأَرْضِ الْعِرَاقِ وَغَيْرِ الْعِرَاقِ، وَتَبْلُغُ الرَّايَاتُ السُّودُ إِلَى الْبَلْقَاءِ تَحُثُّهَا بَنُوقَنْطُورَةَ، وَهُمْ قَومٌ صِغَارُ الأَعْيُنِ، فُطْسُ الأُنُوفِ، كِبَارُ الْوُجُوهِ، وَلَهُمْ شَعْرٌ كَشَعْرِ النِّسْوَانِ، وَكَلاَمُهُمْ كَكَلاَمِ الخُطَّافِ، لَهُمْ رَايَاتٌ سُودٌ كَأَذْنَابِ الْبَقَرِ، مَعَ رَجُلٍ مِنْ بَنِي هَاشِمٍ، تَقْذِفُ لُهُمُ الأَرْضُ كُنُوزَهَا، فَيَشْرَبُونَ الْخُمُورَ وَيَرْتَكِبُونَ الْفُجُورَ، فَتَارِكُوهُمْ مَا دَامُوا لَكُمْ تَارِكِينَ، وَهَادِنُوهُمْ مَا دَامُوا /۳۲۰/ لَكُمْ مُهَادِنِينَ.
ذلِكَ إِلَى سَنَةِ خَمْسٍ وَأَرْبَعِينَ وَأَرْبَعِمِئَةٍ، يَتَلاَشَى الأَمْرُ حَتّى يَمْلِكُوا أَطْرَافَ الأَرْضِ، فَعِنْدَ ذلِكَ تَنْكَشِفُ الْمِحْنَةُ عَنْ أَهْلِ الْعِلْمِ وَالْفِطْنَةِ. وَلاَ يَزَالُ الأَمْرُ كَذلِكَ إِلى سَنَةِ خَمْسٍ وَثَمَانِينَ وَأَرْبَعِمِئَةٍ، فَعِنْدَ ذلِكَ يُفْقَدُ مَلِكُ الْعَجَمِ بَيْنَ الْقَتْلِ وَالْمَوتِ، وَيَرْكَبُ كُلٌّ هَوَاهُ، وَيَظْفَرُ بِمَنْ نَاوَاهُ، وَيُفْقَدُ فِيهَا كُلُّ مَنْ يَدَّعِي مَا لَيْسَ لَهُ، وَطَلَبَ مَا لاَ يُشَاكِلُهُ، مِنَ الْجَبَابِرَةِ وَالْمُتَمَرِّدِينَ مِنَ الْعَرَبِ وَالْعَجَمِ. وَتَظْهَرُ الْبَرَكَةُ عَلَى أَهْلِ الْحِجَازِ وَالْيَمَنِ وَصَنْعَاءَ وَعَدَنَ، ثُمَّ لاَ يَدُومُ مُلْكُهُمْ عَلَيْهِمْ إِلاَّ قَلِيلٌ.
ثُمَّ تَظْهَرُ الْعَرَبُ فَتَقْتُلُ مِنْهُمْ خَلْقاً كَثِيراً، وَيَظْهَرُ رَجُلٌ مِنَ الْيَمَنِ يُنَادى بِاسْمِهِ فِي الْحَرَمِ بَيْنَ الصَّفَا وَزَمْزَمَ.
ثُمَّ يَظْهَرُ رَجُلٌ مِنَ التُّرْكِ اسْمُهُ كَاسْمِ أَبِيهِ، تُجْبَى إِلَيْهِ الأَمْوَالُ مِنْ سَائِرِ الأَعْمَالِ، بِغَيْرِ حَرْبٍ وَلاَ سَفْكِ دَمٍ، يَقْدَمُ فِي مَمْلَكَتِهِ، حَتَّى يُوجَدَ مَقْتُولاً عَلَى يَدِ خَفِيرٍ مِنْ أَصْحَابِهِ.
ثُمَّ يَمْلِكُ وَلَدُهُ مِنْ بَعْدِهِ، فَتَجْتَمِعُ لَهُ الْجُمُوعُ، وَتَذِلُّ الْمُلُوكُ، وَيَتَمَوَّلُ الصُّعْلُوكُ فِي زَمَانِهِ. وَتَكُونُ لَهُ وَقْعَةٌ مَشْهُورَةٌ مَعَ رَجُلٍ مِنَ الْيَمَنِ فَيَظْهَرُ عَلَيْهِ وَيَضْرِبُ عُنُقَهُ. ثُمَّ إِنَّهُ يَتَمَهَّدُ لَهُ الْمُلْكُ وَتَسْتَقِيمُ لَهُ الطَّاعَةُ.
وَيَظْهَرُ فِي زَمَانِهِ رَجُلٌ مِنْ رَبِيعَةَ وَمُضَرَ، فِي عَيْنِهِ حَوَرٌ، وَفِي إِحْدَى رِجْلَيْهِ قِصَرٌ، يَرْكُبُ فِي ثَمَانِينَ أَلْفاً مِنَ الْعَرَبِ، ثُمَّ يَأتِي إِلَى الْفُرَاتِ، وَيَمْلِكُ أَطْرَافَ الأَرْضِ، وَيَقْصُدُ رَجُلاً يُعْرَفُ بِالأَفْجِ فَيَقْهَرُهُ وَيَنْهَزِمُ أَكْثَرُ أَصْحَابِهِ حَتَّى لاَ تَبْقَى مِنْهُمْ إِلاَّ شِرْذِمَةٌ قَلِيلَةٌ.
وَفِي عَقِبِهَا تَكُونُ الْفِتَنُ ؛ فَأَوَّلُهَا فِي سَنَةِ ثَلاَثٍ وَتِسْعِينَ وَأَرْبَعِمِئَةٍ، تَكُونُ هَنَاتٌ وَهَنَاتٌ وَأُمُورٌ مُنْكَرَاتٌ يَحْسُدُ الأَحْيَاءُ الأَمْوَاتَ، وَتَقِلُّ الْمَكَاسِبُ، وَتَكْثُرُ السِّفَلُ وَالأَرَذَالُ، وَتَرْتَفِعُ الْبَرَكَةُ، وَتَظْهَرُ الرُّومُ، وَتَمْلِكُ سَوَاحِلَ الْبَحْرِ إِلى أَطْرَافِ الشَّامِ. ثُمَّ يَنْصُرُ اللّه ُ تَعَالى خَلْقَهُ بِفَقْدِهِ، حَتَّى تَصِيرَ الصَّدَقَةُ مَغْرَماً، وَيَكْثُرُ الأَمْرُ بِالْمَعْرُوفِ والنَّهْيُ عَنِ الْمُنْكَرِ.
إِلى سَنَةِ ثَمَانٍ وَتِسْعِينَ وَأَرْبَعِمِئَةٍ ؛ تَرْتَفِعُ فِيهَا الْبَرَكَاتُ، وَتَقِلُّ الأَمَانَاتُ، وَتَظْهَرُ الْمُنْكَرَاتُ، وَتَعْلُو كَلِمَةُ الْفُسَّاقِ، وَيُجْهَرُ بِالزِّنَا وَشُرْبِ الْخُمُورِ، وَيَصِيرُ الْحُكْمُ بِالْهَوَى، وَالشَّهَادَةُ بِالرُّشَا، وَتُعْرَفُ الْقُضَاةُ بِالْفُسُوقِ، وَتُعْدَمُ الزَّكَاةُ، وَتَكْثُرُ الْفِتَنُ، وَتُهْدَمُ البِيَعُ وَالْكَنَائِسُ، وَتَخْرَبُ الْجَوَامِعُ، وَتَنْزِلُ نَارٌ مِنَ السَّمَاءِ فِي بِلاَدِ الْعَجَمِ بِشَرقِيِّ خُرَاسَانَ فَتُحْرِقُ بَعْضَ الْبُلْدَانِ. فَعِنْدَهَا يَكُونُ الْمُتَمَسِّكُ بِدِينِهِ كَالْقَابِضِ عَلَى جَمْرِ الْغَضَا.
إِلَى سَنَةِ عِشْرِينَ وَخَمْسِمِئَةٍ ؛ تُمْلَى الأَرْضُ بِالْفِتَنِ وَالْخَوفِ، وَيَنْقَطِعُ فِيهَا الْحَاجُّ، وَتَقْتُلُ الأَولاَدُ الآبَاءَ وَالأُمَّهَاتِ، حَتَّى لاَ يَرْحَمُ الأَخُ أَخَاهُ. فَحِينَئِذٍ لاَ يَجْتَمِعُ لَهُمْ شَمْلٌ، وَلاَ تُرْفَعُ لَهُمْ دَعْوَةٌ.
إِلى سَنَةِ أَرْبَعِينَ وَخَمْسِمِئَةٍ ؛ يَكْثُرُ فِيهَا /۳۲۱/ الْفَسَادُ، وَتَقَعُ وَقْعَةٌ بَيْنَ مَلِكِ الْعَرَبِ وَمَلِكِ الْعَجَمِ، فَيَظْهَرُ عَلَيْهِ مَلِكُ الْعَجَمِ حَتَّى يُقْتَلَ مَلِكُ الْعَرَبِ، وَيَنْهَزِمُ أَصْحَابُهُ إِلَى الزَّورَاءِ، وَيَلِي الأَمْرَ بَعْدَهُ وَلَدُهُ وَيَشْتَدُّ الْخَوفُ مِنْ كَثْرَةِ الأَرَاجِيفِ وَالْحُرُوبِ بَيْنَ السَّلاَطِينِ. وَتَكُونُ وَقْعَةٌ بِمِصْرَ يُقْتَلُ فِيهَا أُنَاسٌ مِنْ ذُرِّيَّتِي، وَيَكْثُرُ الْفَسَادُ.
إِلى سَنَةِ سَبْعِينَ وَخَمْسَمِئَةٍ ؛ يَقَعُ فِيهَا الْقَحْطُ وَالْغَلاَءُ وَتَقِلُّ الْحُبُوبُ، وَيَقَعُ الْخُلْفُ بَيْنَ السَّلاَطِينِ، وَيَظْهَرُ الْمُسْلِمُونَ عَلَى الرُّومِ، وَيُحْبَسُ فِيهَا الْمَطَرُ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ، وَتَهْلِكُ الدَّوَابُّ وَالْحَيَوَانُ.
إِلَى سَنَةِ خَمْسٍ وَعِشْرِينَ وَسِتِّمِئَةٍ ؛ يَظْهَرُ رَجُلٌ بِالْمَشْرِقِ فِي ثَمَانِينَ أَلْفاً، وَتَكُونُ لَهُ وَقَائِعُ كَثِيرَةٌ بِبِلاَدِ الْعَجَمِ، يُقْتَلُ فِيهَا خَلْقٌ كَثِيرٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ وَغَيْرِهِمْ، وَتَخْرَبُ الْبِلاَدُ بِجَورِهِ، وَلاَ يَرْحَمُونَ صَغِيراً وَلاَ كَبِيراً، وَعَلاَمَةُ ذَلِكَ أَنَّهُ رَجُلٌ قَبِيحُ الْوَجْهِ صَغِيرُ اللِّحْيَةِ يَسْتَبِيحُ الأَمْوَالَ، وَيَسْبِي الْحَرِيمَ والذَّرَارِيَ، حَتَّى تُبَاعَ الْمَوالِي كَالْعَبِيدِ، فَكَمْ مِنْ دَمٍ مَسْفُوحٍ، وَمَالٍ مَنْهُوبٍ، وَفَرْجٍ مَغْصُوبٍ، وَحُرْمَةٍ مَهْتُوكَةٍ، فَالْوَيْلُ لأَهْلِ خُرَاسَانَ وَرَسَاتِيقِهَا، فَكَأَنِّي أَنْظُرُ إِلى نِسَائِهَا تُسْبَى كَمَا تُسْبَى الرُّومُ، مُعَقَّدةً مَلاَحِفُهُنَّ بَعْضُهَا إِلى بَعْضٍ، يُقْتَلُ مِنْ كُلِّ عَشَرَةٍ مِنْهُنَّ تِسْعَةٌ، وَتُبْقَرُ بِهَا بُطُونُ الْحَبَالى.
لَهُ وَقَائِعُ كَثِيرَةٌ بِبِلاَدِ الْعَجَمِ، يُقْتَلُ فِيهَا خَلْقٌ كَثِيرٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ وَغَيْرِهِمْ، وَتَخْرَبُ الْبِلاَدُ بِجَورِهِ، وَلاَ يَرْحَمُونَ صَغِيراً وَلاَ كَبِيراً، وَعَلاَمَةُ ذَلِكَ أَنَّهُ رَجُلٌ قَبِيحُ الْوَجْهِ صَغِيرُ اللِّحْيَةِ يَسْتَبِيحُ الأَمْوَالَ، وَيَسْبِي الْحَرِيمَ والذَّرَارِيَ، حَتَّى تُبَاعَ الْمَوالِي كَالْعَبِيدِ، فَكَمْ مِنْ دَمٍ مَسْفُوحٍ، وَمَالٍ مَنْهُوبٍ، وَفَرْجٍ مَغْصُوبٍ، وَحُرْمَةٍ مَهْتُوكَةٍ، فَالْوَيْلُ لأَهْلِ خُرَاسَانَ وَرَسَاتِيقِهَا، فَكَأَنِّي أَنْظُرُ إِلى نِسَائِهَا تُسْبَى كَمَا تُسْبَى الرُّومُ، مُعَقَّدةً مَلاَحِفُهُنَّ بَعْضُهَا إِلى بَعْضٍ، يُقْتَلُ مِنْ كُلِّ عَشَرَةٍ مِنْهُنَّ تِسْعَةٌ، وَتُبْقَرُ بِهَا بُطُونُ الْحَبَالى.
وَلاَ يَزَالُ الأَمْرُ فِي شِدَّةٍ والنَّاسُ فِي خَوفٍ إِلى سَنَةِ خَمْسٍ وَأَرْبَعِيْنَ وَسِتِّمِئَةٍ، فِيهَا يُهْلَكُ هذَا الْمَلْعُونُ، وَيَكْثُرُ فِيهَا الْخِطَابُ، وَيَقِلُّ الصَّوَابُ، وَتَخُونُ الْوُكَلاَءُ الأَصْحَابَ، وَتَخْتَلِفُ الْمَذَاهِبُ، وَتَقِلُّ الْمَكَاسِبُ.
وَيَظْهَرُ رَجُلٌ مِنْ آلِ سُفْيَانَ تَكْثُرُ فِي زَمَانِهِ الْحُرُوبُ، وَتُهْرَقُ الدِّمَاءُ، وَيُعْلَنُ بِالْفُجُورِ وَشُرْبِ الْخُمُورِ، وَيَحْسُنُ بَيْنَهُمُ اللِّوَاطُ، وَتُسَوِّغُهُ الأُمُّ لِلْبِنْتِ وَالأَبُ لِلاِبْنِ وَالرَّجُلُ لِزَوجَتِهِ.
فَلاَ يَزَالُ عَلَى ذلِكَ مُدَّةً مِنَ الزَّمَانِ حَتَّى يَحْتَوِيَ عَلَى أَقْطَارِ الأَرْضِ، وَتَكُونَ لَهُ وَقَائِعُ كَثِيرَةٌ، وَيَفْتَتِحَ الْمُدُنَ وَالأَمْصَارَ، وَتُطِيعَهُ الْمُلُوكُ وَالسَّلاَطِينُ.
ثُمَّ يُهْلِكُهُ اللّه ُ عَلَى يَدِ رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ بَيْتِ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه و آله يَخْدِمُهُ الصَّالِحُونَ وَالأَتْقِيَاءُ، حِلْيَةُ سَيْفِهِ مِثْلُ كَوَاكِبِ السَّمَاءِ، يَحْجُبُهُ الْفَرْقَدَانِ وَالسُّهَا، يَكُونُ عُطَارِدُ كَاتِبَهُ، والأَفْلاَكُ مَرَاكِبَهُ، يَدْحَضُ الْفُجُورَ، وَيُخَرِّبُ الْقُصُورَ وَتَخْرِيجَاتِ الدُّورِ. وَيُهْلِكُ شُرَّابَ الْخُمُورِ، وَالشَّاهِدِينَ بِالزُّورِ. ذَاكَ رَحْمَةٌ وَرَأْفَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَدَمَارٌ لِلْكَافِرِينَ وَالْمُنَافِقِينَ. عَسْكَرُهُ قَلِيلٌ، وَنَجْدَتُهُ سِبَاعٌ، يَلْبَسُ عَسْكَرُهُ جُلُودَ النُّمُورِ، وَتُظِلُّهُ البُزَاةُ والصُّقُورُ، اسْمُهُ كَاسْمِ نَبِيِّنَا، وَكُنْيَتُهُ كُنْيَتُهُ، وَهُوَ فِي سِنِّ الشَّبَابِ وَتَجْرَبَةِ الْمَشَايِخِ، أَبْيَضُ يَضْرِبُ إِلَى السُّمْرَةِ، مَسْكَنُهُ بَيْنَ الدِّجْلَةِ وَالْفُرَاتِ، تُعْقَدُ لَهُ الْجُسُورُ بِبَغدَادَ /۳۲۲/ مُحَاذِيَ مَوضِعٍ يُعْرَفُ بِالْكَرْخِ، فَحِينَئِذٍ يَكُونُ الْفَرَجُ.
وَلَقَدْ أَخْبَرَنِي ابْنُ عَمِّي رَسُولُ اللّه ِ صلى الله عليه و آله أَنّه قَالَ: لَو بَقِيَ مِنَ الدُّنْيَا يَومٌ وَاحِدٌ لَطَوَّلَ اللّه ُ ذَلِكَ الْيَوَمَ حَتَّى يَظْهَرَ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ بَيْتِي يَمْلَأُهَا عَدْلاً كَمَا مُلِئَتْ جَوراً وَظُلْماً. وَقَالَ صلى الله عليه و آله: إِذَا كَانَ رَأْسُ الْفَتْرَةِ بَعْدَ سِتِّمِئَةٍ وَعِشْرِينَ لِلْهِجْرَةِ ازْوَرَّتِ الزَّورَاءُ، وَبَادَتِ الْبَيْدَاءُ، وَاغْبَرَّتِ الْخَضْرَاءُ، وَاصْفَرَّتِ الصَّفْرَاءُ، وَعَادَتِ الصَّدَقَةُ رِيَاءً، وَالزَّكَاةُ مَغْرَماً، وَصَارَ الْحُكْمُ بِالْهَوى، وَالشَّهَادَةُ بِالرُّشَّا، فَوَيْلٌ لِلزَّورَاءِ وَالشَّامِ مِنَ السُّفْيَانِيِّ، وَلِمِصْرَ مِنَ الْمَغْرِبِيِّ، وَالْكُوفَةِ مِنَ الْقَرْمِطِيِّ، وَالْمَوصِلِ مِنَ الزُّبَيْرِيِّ، وَلِمَكَّةَ مِنَ الْحَبَشِيِّ، وَالْبَصْرَةِ مِنَ الْعَلَوِيِّ، وَلِلْمَقْدِسِ[٢٣] مِنَ الإِفْرِنْجِيِّ، والرَّيَّ مِنَ الدِّيْلَمِيِّ، وَلِدَيْلَمَانَ مِنَ السِّنْدِيِّ، وَنَشَاوُورَ مِنَ الْيَهُودِيِّ، وَالصِّينِ مِنَ التَّمِيمِيِّ، وَنَيْسَابُورَ مِنَ الأَصْفَهَانِيِّ، وَلِأَصْفَهَانَ مِنَ الْمَهْدِيِّ، وَأَقُولُ قَولِي هذَا، وَأَسْتَغْفِرُ اللّه َ تَعَالَى ؛ إِنَّ اللّه َ يَمْحُو مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتَابِ.
تَمَّتْ وَالْحَمْدُ للّه ِ رَبِّ الْعَالَمِينَ