وقال (عليه السلام): ما أَنْقَضَ النَّوْمَ لِعَزَائِمِ الْيَوْمِ.                
وقال (عليه السلام): اذْكُرُوا انْقِطَاعَ الَّلذَّاتِ، وَبَقَاءَ التَّبِعَاتِ.                
وقال (عليه السلام): مَنْ كَرُمَتْ عَلَيْهِ نَفْسُهُ هَانَتْ عَلَيْهِ شَهْوَتُهُ.                
وقال (عليه السلام): مَنْهُومَانِ لاَ يَشْبَعَانِ: طَالِبُ عِلْم، وَطَالِبُ دُنْيَا.                
وقال (عليه السلام): إِذَا أَقْبَلَتِ الدُّنْيَا عَلَى أحَد أَعَارَتْهُ مَحَاسِنَ غَيْرِهِ، وَإِذَا أَدْبَرَتْ عَنْهُ سَلَبَتْهُ مَحَاسِنَ نَفْسِهِ .                
وقال (عليه السلام): قَلِيلٌ مَدُومٌ عَلَيْهِ خَيْرٌ مِنْ كَثِير مَمْلُول مِنْهُ .                
وقال (عليه السلام): عَلامةُ الاِْيمَانِ أَنْ تُؤثِرَ الصِّدْقَ حَيْثُ يَضُرُّكَ عَلَى الْكَذِبِ حَيْثُ يَنْفَعُكَ،أَنْ يَكُونَ فِي حَديِثِكَ فَضْلٌ عَنْ عِلْمِكَ، وَأَنْ تَتَّقِيَ اللهَ فِي حَدِيثِ غَيْرِكَ.                

Search form

إرسال الی صدیق
(نهج البلاغة) ملاحظات في توثيق النص

عُني العلماء والدارسون منذ وقت مبكر من تاريخ الثقافة الإسلامية بكلمات سيدنا علي - رضي الله عنه-، وازداد احتفالهم بها منذ أن ظهر المجموع الشهير الذي حمل عنوان نهج البلاغة، فقدموا لها شروحات كثيرة ووضعوا عنها مؤلفات شتى حتى صار من شأن ذلك كله أن يشكِّل مكتبة كاملة [١] .
وقد أثار الأقدمون شكاً حول هذا المجموع سواء فيما يتعلق الأمر بجامعه أم بمحتواه، فقد ذكر ابن خلكان أن الناس مختلفون فيه أهو من جمع المرتضى أم أخيه الرضيّ وأنهم يعتقدون بأن جامعه هو الواضع لنصوصه [٢].
وعزا الذهبي الكتاب إلى المرتضى مشيراً إلى كونه متهماً بوضعه وإلى كون نصوصه مكذوبة على أمير المؤمنين علي - رضي الله عنه - [٣] ، غير أن حسم الأمر بشأن الجامع لم يكن مهماً كثيراً، وانتهى الأقدمون أنفسهم، ومنهم الشراح الأوائل لنهج البلاغة، إلى أن الجامع هو الرضيّ لا غيره.
وأما الشك في المحتوى فقد كان - وما زال أهم قضية تحوم حول الكتاب، ولعل إغفال الرضي للمصادر التي التقط منها النصوص من بين الأسباب التي تقف وراء التشكيك في صحة ما أثبته على الرغم من ورود بعضه في كتاب البيان والتبيين [٤] مثلاً ومؤلفه كما هو معلوم سبق الرضي بأمد غير قصير. وإذ أغفل الرضي مصادره فقد غدا طبيعياً أن يغفل تعديل الرجال الذين رووا النصوص، وهو التعديل الذي كان الأقدمون يعوّلون عليه كثيراً في قبول كلام السلف أو رفضه، وأن يصير هو نفسه تبعاً لذلك المستهدف الأول في الشك والاتهام.
وأشار ابن أبي الحديد في ثنايا شرحه لكتاب نهج البلاغة إلى أن التشكيك مُثارٌ حول صحة نسبة نصوصه إلى سيدنا علي - رضي الله عنه -، غير أنه لم يذكر أحداً من المتشككين، لا تهويناً فيما أحسب - من شأنهم بل إشارةً إلى أنه كان شكاً ذائعاً ودائراً بين الناس بحيث لا يفيد تخصيصه باسم أو أسماء شيئاً. وقد رد على المتشككين بطريقة تكاد تكون مبنية على العاطفة فذكر أن الشك في خطب نهج البلاغة أو بالأحرى التسليم بذلك الشك يقود إلى التسليم بالشك في الأحاديث الشريفة وفي الشعر القديم  [٥] وكأنما غاب عنه الوضع الكثير الذي دخل هذين المجالين والجهد الضخم الذي بذله العلماء في تصفيتهما مما ليس منهما والمنهج الذي اتبعوه في تحقيق النصوص وتمييز صحيحها من مكذوبها.
وبناء على هذا الموقف الذي يقترب من العاطفية سلّم بصحة النصوص الواردة في نهج البلاغة، والتمس الأعذار لسيدنا علي - رضي الله عنه - فيما وُضع على لسانه إن رأى في النصوص المنسوبة إليه ما لا يليق بشخصيته أو لا يتلاءم مع مقامات الرجال بدلاً من أن يصير مثل هذه النصوص دافعاً إلى الشك وموجِباً للتثبّت، وقد كان ابن أبي الحديد يشير بين آونة وأخرى في سياق شرحه إلى ما ينبئ عن ضعف الرضي في الرواية أو عدم تثبته أو تغييره للنص وإن كان يلتمس له العذر أحياناً، ومن الأمثلة على ذلك:
١- أشار إلى كلام علي " - عليه السلام - في ذم اختلاف العلماء في الفتيا" وشرحه على أن جوهر المراد به إنما هو " الرد على أهل الاجتهاد في الأحكام الشرعية وإفساد قول مَن قال: كل مجتهد مصيب وتلخيص الاحتجاج من خمسة أوجه" [٦] .
وقد استعرض ابن أبي الحديد هذه الأوجه الخمسة وبيّن أنها مما يتعلق بها الإمامية ونُفاة القياس والاجتهاد في الشرعيات، وأشار إلى أن المعتزلة تكلموا عليها في مؤلفاتهم وأنهم كانوا يرون أن علياً - رضي الله عنه- كان يقيس ويجتهد وأن الصحابة أجمعوا على صحة القياس والاجتهاد ومن ثم فإنهم " دفعوا صحة هذا الكلام المنسوب في هذا الكتاب (أي نهج البلاغة) إلى أمير المؤمنين - عليه السلام - وقالوا إنها من رواية الإمامية، وهو معارض لما ترويه الزيدية عنه وعن أبنائه - عليهم السلام - في صحة القياس والاجتهاد؛ ومخالطة الزيدية لأئمة أهل البيت - عليهم السلام - كمخالطة الإمامية لهم ومعرفتهم بأقوالهم وأحوالهم ومذاهبهم كمعرفة الإمامية لا فرق بين الفئتين في ذلك، والزيدية قاطبة جاروديتها وصالحيتها تقول بالقياس والاجتهاد وينقلون في ذلك نصوصاً عن أهل البيت - عليهم السلام -" [٧] .
٢- قال معلقاً على خطبة تحذّر من الدنيا وترغّب في الآخرة: " واعلم أن هذه الخطبة ذكرها شيخنا أبو عثمان الجاحظ في كتاب البيان والتبيين ورواها لقطري بن الفجاءة" [٨] .
ولم يكن الرضي بطبيعة الحال متعاملاً مع النص إلا على أساس أنه من كلام سيدنا علي - رضي الله عنه -، وبدا ابن أبي الحديد ميالاً إلى رفض ما قاله الجاحظ لأن النص "بكلام أمير المؤمنين أشبه، وليس يبعد عندي أن يكون قطري قد خطب بها بعد أن أخذها عن بعض أصحاب أمير المؤمنين - عليه السلام - فإن الخوارج كانوا أصحابه وأنصاره وقد لقي قطري أكثرهم" [٩] .
٣- شرح ابن أبي الحديد رسالةً كان علي قد بعث بها إلى معاوية - رضي الله عنهما -، وبعد انتهائه من شرحه لها قال: "إن هذه الخطبة قد ذكرها نصر بن مزاحم في كتاب صفين على وجه يقتضي أن ما ذكره الرضي - رحمه الله - منها قد ضُمَّ إليه بعض خطبة أخرى، وهذه عادته، لأن غرضه التقاط الفصيح والبليغ من كلامه" [١٠] .
وهذا معناه أن ابن أبي الحديد يرى أن الرضي كان يجمع في خطبة واحدة ما كان قيل في مواضع ومناسبات أخرى، ولا شك في أن جمع المتفرق في إطار واحد يغير المناسبة ويغير الاستدلال.
٤- أورد كلاماً منسوباً إلى علي - رضي الله عنه - وهو: " وقال - عليه السلام -: ما زال الزبير رجلاً منا أهل البيت حتى نشأ ابنه المشؤوم عبد الله"  [١١]، وبيّن أن هذا كلام ذكره " أبو عمر بن عبد البر في كتاب الاستيعاب عن أمير المؤمنين - عليه السلام - في عبد الله بن الزبير إلا أنه لم يذكر لفظة المشؤوم" [١٢] ، مما قد يعني أن الرضي كان يتصرف في رواية النص فيضيف إليه كما هو الحال هنا وقد يحذف منه كما في مواضع ورد فيها اسم عمر بن الخطاب - رضي الله عنه -.
ولئن شئنا استقصاء مثل هذه الإشارات المبثوثة في شرح نهج البلاغة لطال بنا الكلام، وفيما أوردناه كفاية لبيان تصرف الرضي نفسه بالتلفيق بين خطب قيلت في مواقف متباينة وإظهاره لها وكأنها قيلت في موقف واحد، أو تزيّده هو أو غيره في نصٍ ما بما تسبب دون أدنى ريب في وضع النص المحوّر أو المغيّر في خدمة أهواء المتلاعبين به وإبعاد قسم منه إبعاداً واضحاً عن الروح الإسلامية الصافية التي كان علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - يصدر عنها.
إن النصوص التي يشتمل عليها نهج البلاغة تنقسم على خطب ورسائل وعبارات مأثورة وحكم. وتدور مضامين الخطب والرسائل على الموضوعات الآتية: ابتداء الخلق، وأمر الخلافة، والحث على القتال، والوعظ، وإظهار عظمة الله - سبحانه وتعالى - وقدرته من خلال الحديث عن بعض الكائنات الحية كالطاووس والجرادة.
يبدأ نهج البلاغة بخطبة تتحدث عن حقيقة " ابتداء خلق السماء والأرض وخلق آدم "، وقد ذكر عبد الزهراء الحسيني الخطيب مصادر هذه الخطبة  [١٣]ولا يوجد من بينها مصدر واحد يرتقي إلى ما قبل القرن الرابع الهجري، وعلاوة على أن الفاصل الزمني بين هذا القرن وزمن علي - رضي الله عنه - كبير فإن الذين أوردوا أجزاء من هذه الخطبة والذين أشار الحسيني إليهم لم يكونوا من المعروفين بالتحقيق والتوثيق، كما أن ابتداء نهج البلاغة بهذه الخطبة يعكس بشكلٍ ما رغبة خفية في مشاكلة الكتاب المقدس في مظهر من مظاهر ترتيبه وهو الابتداء بموضوع الخلق والإنشاء، ومن المعلوم أن السفر الأول من الكتاب المقدس هو سفر التكوين. على أني لا أريد أن أهتم بهذه المشابهة التي قد تكون قائمة على المصادفة الخالصة ولكني أريد الالتفات إلى اللغة التي تستوجب التريث في الحكم بصحة الخطبة وخاصة في قسمها الأول الذي تطغى عليه أساليب المعتزلة ولم يكن الاعتزال كما هو معلوم معروفاً في أيام علي - رضي الله عنه -.
فمما ورد في هذه الخطبة قوله: " أول الدين معرفته، وكمال معرفته التصديق به، وكمال التصديق به توحيده، وكمال توحيده الإخلاص له، وكمال الإخلاص له نفي الصفات عنه، لشهادة كل صفة أنها غير الموصوف، وشهادة كل موصوف أنه غير الصفة، فمَن وصف الله - سبحانه - فقد قرنه، ومَن قرنه فقد ثنّاه، ومَن ثنّاه فقد جزّأه، ومَن جزّأه فقد جهله، ومَن جهله فقد أشار إليه، ومَن أشار إليه فقد حدّه، ومَن حدّه فقد عدّه، ومَن قال: فيمَ فقد ضمّنه، ومَن قال: علامَ فقد أخلى منه" [١٤].
وطريقة البناء والاستنباط في هذا النص جليّا الصلة بالطريقة التي كان المعتزلة يتبعونها في عرض آرائهم أو في مجادلاتهم.
بيد أن الجانب الذي يتراءى أهمَّ من الطريقة هو محتوى هذا النص الذي وُضع من أجل تثبيت رأي المعتزلة وردِّ ما قاله الأشاعرة وغيرهم الذين لم تكن أفكارهم تتوافق مع أفكار المعتزلة بشأن الذات والصفات. وقد ذكر الشهرستاني أن ما يعم طوائف المعتزلة من الاعتقاد هو " القول بأن الله - تعالى -قديم، والقدم أخص وصف لذاته، ونفوا الصفات القديمة أصلاً فقالوا هو عالم لذاته، قادر لذاته،حي لذاته، لا بعلمٍ وقدرةٍ وحياةٍ، هي صفات قديمة ومعاني قائمة به، لأنه لو شاركته الصفات في القدم، الذي هو أخص الوصف، لشاركته في الإلهية" [١٥] .
وقد عرض الدكتور عبد الرحمن بدوي إلى موقف المعتزلة من هذه القضية واستعرض أدلّتهم لينتهي إلى القول: " إن المعتزلة كانوا حريصين كل الحرص على أن ينفوا عن الله أن له صفات قائمة بذاته قديمة مع ذاته حتى يكون واحداً أحداً بسيطاً لا يشاركه في القدم شيء حتى ولا صفاته. أما الأشعري فيقول إن علم الله وقدرته وحياته وإرادته وسمعه وبصره وكلامه هي صفات له أزلية ونعوت له أبدية، وقد رأى المعتزلة في ذلك إشراكاً له في القِدَم والأزلية وتعديداً للقديم"  [١٦].
ولعل الصلة بين ما هو منسوب إلى سيدنا علي - رضي الله عنه - وهذه الإشارات إلى الصفات في هذه الأقوال واضحة للناظر، وقد تلمّس ابن أبي الحديد هذا الأمر فقال في سياق شرحه: " وكمال الإخلاص نفي الصفات عنه فهو تصريح بالتوحيد الذي تذهب إليه المعتزلة وهو نفي المعاني القديمة التي تثبتها الأشعرية وغيرهم" [١٧] .
وكذلك الحال بالنسبة إلى تتمة النص السابق إذ دارت على الله - سبحانه وتعالى -، وفيها: "كائن لا عن حدث، موجود لا عن عدم، مع كل شيء لا بمقارنة وغير كل شيء لا بمزايلة.
فاعل لا بمعنى الحركات والآلة، بصير إذ لا منظور إليه من خلقه، متوحِّدٌ إذ لا سكن يستأنس به ولا يستوحش لفقده، أنشأ الخلق إنشاء وابتدأه ابتداء بلا رويّة أجالها ولا تجربة استفادها ولا حركة أحدثها ولا همامة نفس اضطرب فيها"  [١٨].
فألفاظ الكائن والحدث والعدم والابتداء والحركة والجزء وغيرها غدت من ألفاظ المتكلمين والمتفلسفين فيما بعد واكتسبت دلالاتها الاصطلاحية في زمن متأخر نسبياً بينما هي مستعملة في هذا النص استعمالاً اصطلاحياً بيّناً.
وفضلاً عن ذلك فإن النص ينطوي على تأييد مذهب اعتزالي معين إذ يقول ابن أبي الحديد: " وأما قوله: بصير فهو حقيقة مذهب أبي هاشم " [١٩] ، أو على ردٍّ على بعض الطوائف الأخرى من مثل قول ابن أبي الحديد أيضاً: "وقوله: ولا حركة أحدثها، فيه ردٌّ على الكرامية الذين يقولون إنه إذا أراد أن يخلق شيئاً مبايناً عنه أحدث في ذاته حادثاً يسمّى الإحداث...وقوله: ولا همامة نفس اضطرب فيها، فيه ردٌّ على المجوس والثنوية القائلين بالهمامة ولهم فيها خبط طويل يذكره أصحاب المقالات " [٢٠] .
ويبدو أن ابن أبي الحديد تنبه إلى أن المذاهب التي تتناول الخطبة أفكارها بالرد والنقض لم تظهر إلا بعد استشهاد سيدنا علي - رضي الله عنه - بزمن غير قصير، وكان من شأن هذا التنبه أن يدفعه إلى التوثق من صحة النص ومن صحة نسبته غير أنه وعوضاً عن ذلك جعل من الإتيان بمصطلحات مذاهب معينة ومن الإشارة إلى أفكار واتجاهات مخصوصة دليلاً على أن سيدنا علياً " كان يعرف آراء المتقدمين والمتأخرين ويعلم العلوم كلها وليس ذلك ببعيد من فضائله ومناقبه - عليه السلام - "  [٢١].
وهذا تخريج لا يستقيم، ذلك أن سيدنا علياً - رضي الله عنه - كان يخاطب جمهوره، ولم يكن من المعقول أن يدور خطابه لهم على ما لم يكونوا يدركونه أو يتبينون مراده على نحو دقيق، وفضلاً عن ذلك فإن هذه الخطبة تخوض في الذات العلية وتقود في الوقت عينه إلى التفكير في ذات الله - سبحانه وتعالى - على نحوٍ لم يكن مألوفاً في الجيل الإسلامي الأول، ولم يكن الأمر عدم ألفة وحسب بل إن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - نهى أصحابه عن التفكر في ذات الله - تعالى -وحثهم على التفكر في آلائه وخلقه [٢٢] .
ومما لا شك فيه أن علياً - رضي الله عنه - كان عارفاً بمثل هذا التوجيه وبغايته وملتزماً التزاماً مطلقاً بكل ما أمر به، أو نهى عنه، رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم -. ومعرفته والتزامه - رضي الله عنه - ليست قضية خلافية، وما دام هو كذلك فما الأساس الذي يمكن الاعتماد عليه في القول بأن هذه الخطبة تتماشى لا أنها تتقاطع مع توجيه صاحب الرسالة - عليه الصلاة والسلام -؟ ويبدو أن " أحدهم " صاغ هذه الخطبة بدافع اعتزالي خالص، وأن الرضي وابن أبي الحديد وجدا فيها ما يؤيد تفكيرهما الاعتزالي فصرفا النظر عن البحث في صحة نسبتها وتعاملا معها على أنها نص موثوق النسبة إلى علي - رضي الله عنه -.
وكذلك فإن النصوص المنطوية على غمز في صحابة النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - تصريحاً أو تلميحاً هي الأخرى بحاجة إلى دراسة مستقلة وهي مدعاة للشك طالما أن توثيقها بالمنهج العلمي لم يشغل الرضي وابن أبي الحديد وغيرهما من علماء السلف المتعاملين مع هذا المجموع.
ولعل " الحكم المنسوبة إلى أمير المؤمنين علي بن أبي طالب " وهو العنوان الذي أثبته الرضي في آخر كتابه لأقوال موجزة وحكم مختصرة مما يدل على عدم التوثيق على الرغم من أنه أورد عبارة " المنسوبة " التي تعني أنه ربما لم يكن مطمئناً تمام الاطمئنان إلى أنها من أقوال علي - رضي الله عنه -. غير أنه وكذلك ابن أبي الحديد شارح نهج البلاغة لم يتحققا ويتوثقا من صحة نسبتها إليه وتناولاها على أنها من كلامه حقيقة، - رضي الله عنه -، باستثناء مواضع نادرة جداً  [٢٣].
ولقد أخذت عينة شبه عشوائية من العبارات والحكم الواردة في هذا الباب وتتبعت أصولها فلاحظت أن قسماً منها أحاديث نبوية شريفة وردت في كتب الحديث وأن بعضها منسوب إلى رجال آخرين، ومن هذه النصوص:
١- (( كم من صائمٍ ليس له من صيامه إلا الجوع والظمأ، وكم من قائمٍ ليس له من قيامه إلا السهر والعناء، حبذا نوم الأكياس وإفطارهم)) [٢٤] .
وهذا حديث ورد في سنن ابن ماجة باللفظ الآتي: (( رُبَّ صائمٍ ليس له من صيامه إلا الجوع ورُبَّ قائم ليس له من قيامه إلا السهر)) [٢٥] .
٢- (( لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق)) [٢٦].
وقد روى الإمام مسلم في صحيحه حديثاً بهذا المعنى بسنده عن علي - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - قال: (( لا طاعة في معصية الله إنما الطاعة في المعروف)) [٢٧] .
٣- (( لا يصدق إيمان عبد حتى يكون بما في يد الله - سبحانه - أوثق منه بما في يده))  [٢٨]، وهو في سنن ابن ماجة: (( الزهادة في الدنيا ألا تكون بما في يديك أوثق منك بما في يد الله))  [٢٩].
٤- " في القرآن نبأ ما قبلكم وخبر ما بعدكم وحكم ما بينكم "  [٣٠] ، وقد وردت هذه العبارة بنصها جزءاً من حديث نبوي رواه الترمذي بسنده عن علي - رضي الله عنه -   [٣١].
٥- " أيها المؤمنون إنه مَن رأى عدواناً يُعمل به ومُنكراً يُدعى إليه فأنكره بقلبه فقد سلِم وبرئ، ومَن أنكره بلسانه فقد أُجر، وهو أفضل من صاحبه، ومَن أنكره بالسيف لتكون كلمة الله هي العليا وكلمة الظالمين هي السفلى فذلك الذي أصاب سبيل الهدى وقام على الطريق ونُوِّر في قلبه اليقين" [٣٢] ، وإن الحديث النبوي الذي رواه مسلم في هذا المعنى ذائع ومشهور، وهو قوله - صلى الله عليه وآله وسلم -: (( مَن رأى منكم منكراً فليغيِّرْه بيده فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان))  [٣٣].
٦- (( إياكم والفحش فإن الله لا يحب الفحش وإياكم والشحّ فإنه أهلك مَن كان قبلكم، هو الذي سفك دماء الرجال وهو الذي قطع أرحامها فاجتنبوه))  [٣٤]، وهو في صحيح مسلم من حديث جابر بن عبد الله أن رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - قال: (( اتقوا الظلم فإن الظلم ظلمات يوم القيامة، واتقوا الشحّ فإن الشحّ أهلك مَن كان قبلكم، حملهم على أن سفكوا دماءهم واستحلّوا محارمهم))  [٣٥].
٧- (( إذا مات الإنسان انقطع عنه عمله إلا من ثلاث: صدقةٍ جارية، وعلمٍ كان علَّمه الناس فانتفعوا به، وولدٍ صالحٍ يدعو له))  [٣٦]، وهو حديث مشهور، وقد ورد في صحيح مسلم عن أبي هريرة - رضي الله عنه - مع اختلاف طفيف في اللفظ وفيه: (( إذا مات الإنسان انقطع عنه عمله إلا من ثلاثة: إلا من صدقةٍ جارية أو علمٍ يُنْتفَع به أو ولدٍ صالحٍ يدعو له))  [٣٧].
٨- " قال - عليه السلام -: إن أبصار هذه الفحول طوامح وإن ذلك سبب هبابها فإذا نظر أحدكم إلى امرأة تعجبه فلْيلامس أهله فإنما هي امرأة كامرأته"  [٣٨]، وإن فحوى هذا القول حديث نبوي شريف ورد في صحيح مسلم من حديث جابر - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - قال: (( إذا أحدكم أعجبته المرأة فوقعت في قلبه فلْيعمدْ إلى امرأته فلْيواقعها فإن ذلك يردّ ما في نفسه)) [٣٩] .
٩- (( كنْ ورِعاً تكن من أعبد الناس، وارضَ بما قسم الله لك تكن من أغنى الناس، وأحسِنْ جوار مَن جاورك تكن مسلماً، ولا تكثرنّ من الضحك فإن كثرته تميت القلب، وأخرِسْ لسانك واجلسْ في بيتك وابكِ على خطيئتك))  [٤٠]، وقد أورده ابن ماجة في سننه من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - عن رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - أنه أوصاه بقوله: (( يا أبا هريرة كن ورِعاً تكن أعبدَ الناس وكن قنِعاً تكن أشكر الناس وأحِبَّ للناس ما تحب لنفسك تكن مؤمناً وأحسِنْ جوار مَن جاورك تكن مسلماً وأقِلَّ الضحك فإن كثرة الضحك تميت القلب)) [٤١].
١٠- (( لا نذر في معصية ولا يمين في قطيعة))  [٤٢]، وقد ورد شطره الأول في صحيح مسلم من حديث عمران بن الحصين - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - قال: (( لا وفاء لنذر في معصية ولا فيما لا يملك العبد))، وفي رواية ابن حجر: (( لا نذر في معصية الله))  [٤٣].
١١- (( البر ما سكنتْ إليه نفسك واطمأنّ إليه قلبك، والإثم ما جال في نفسك وتردد في صدرك)) [٤٤] ، وقد ورد في صحيح مسلم أن نوّاس بن سمعان - رضي الله عنه - سأل النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - عن البر والإثم فقال: (( البر حُسْن الخُلُق والإثم ما حاك في صدرك وكرهتَ أن يطلع عليه الناس)) [٤٥] .
١٢- (( مَن أبطأ به عمله لم يسرع به نسبه))، وفي رواية أخرى: (( مَن فاته حسَب نفسه لم ينفعه حسب آبائه))  [٤٦]، وهو جزء من حديث رواه أبو داود في سننه عن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - قال: (( ما من رجل يسلك طريقاً يطلب فيه علماً إلا سهّل الله له به طريق الجنة، ومن أبطأ به عمله لم يسرع به نسبه [٤٧] .
١٣- (( إن الرجل ليُحرم الرزق بالذنب يصيبه، ولا يردّ القدر إلا الدعاء، ولا يزيد في العمر إلا البر، ولا يزول قدم ابن آدم يوم القيامة حتى يُسأل عن عمره فيم أفناه وعن شبابه فيم أبلاه وعن ماله من أين اكتسبه وفيم أنفقه وعما عمل فيما علم)) [٤٨]، وهذا النص عبارة عن حديثين روى ابن ماجة أحدهما في سننه عن ثوبان عن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - أنه قال: (( لا يزيد في العمر إلا البر، ولا يردّ القدر إلا الدعاء، وإن الرجل ليُحرم الرزق بخطيئة يعملها)) [٤٩]، وروى الترمذي ثانيهما في سننه عن ابن مسعود عن رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - أنه قال: (( لا تزول قدم ابن آدم يوم القيامة من عند ربه حتى يُسأل عن خمس: عن عمره فيم أفناه وعن شبابه فيم أبلاه، ومالِه من أين اكتسبه وفيم أنفقه، وماذا عمل فيما علم)) [٥٠].
١٤- (( مَثَل المؤمن الذي يقرأ القرآن كمثل الأترجّة ريحها طيب وطعمها طيب، ومَثَل المؤمن الذي لا يقرأ القرآن كمثل الريحانة ريحها طيب وطعمها مر، ومثل الفاجر الذي لا يقرأ القرآن مثَل الحنظلة طعمها مر ولا ريح لها))  [٥١]، وهو حديث أورده مسلم في صحيحه ولفظه عنده: (( مثَل المؤمن الذي يقرأ القرآن مثل الأترجّة ريحها طيب وطعمها طيب، ومثل المؤمن الذي لا يقرأ القرآن مثل التمرة لا ريح لها وطعمها حلو، ومثل المنافق الذي يقرأ القرآن مثل الريحانة ريحها طيب وطعمها مر، ومثل المنافق الذي لا يقرأ القرآن كمثل الحنظلة ليس لها ريح وطعمها مر))  [٥٢].
١٥- (( اللهم إني أسألك إخبات المخبتين وإخلاص الموقنين ومرافقة الأبرار والعزيمة في كل بِر والسلامة من كل إثم والفوز بالجنة والنجاة من النار)) [٥٣] ، وقد ورد جزء من هذا الدعاء في حديث أثبته ابن ماجة في سننه عن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - أنه قال: (( اللهم إني أسألك موجبات رحمتك وعزائم مغفرتك والغنيمة من كل بِر والسلامة من كل إثم...)) [٥٤] .
١٦- (( السفر قطعة من العذاب والرفيق السوء قطعة من النار))  [٥٥]، وأورده مسلم من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - قال: (( السفر قطعة من العذاب يمنع أحدكم نومه وطعامه وشرابه فإذا قضى أحدكم نهمته من وجهه فلْيُعجِّل إلى أهله)) [٥٦] .
١٧- (( أفضل الأعمال أن تموت ولسانك رطب بذكر الله - سبحانه - )) [٥٧] ، وفي كتاب الدعاء من سنن الترمذي أحاديث مختلفة بهذا المعنى لعل أقربها إلى النص السابق لفظاً قوله: (( إن رجلا قال: يا رسول الله، إن شرائع الإسلام قد كثرت عليّ، فأخبرني بشيء أتشبّث به، قال: لا يزال لسانك رطباً من ذكر الله))  [٥٨].
١٨- " مَن وضع نفسه مواضع التهمة فلا يلومنَّ مَن أساء به الظن" [٥٩] .
١٩- " لا تظنّنَّ بكلمة خرجت من أحد سوءاً وأنت تجد لها في الخير محتملا " [٦٠].
وقد نسب ابن أبي الحديد هذين القولين إلى عمر - رضي الله عنه - مع زيادة ليست في النصين المثبتين في أعلاه وذلك حين قال: " ومن كلام عمر: ضَعْ أمر أخيك على أحسنه حتى يجيء ما يغلبك منه، ولا تظنّنَّ بكلمة خرجت من في أخيك المسلم سوءاً وأنت تجد لها في الخير محملا، ومَن عرّض نفسه للتهم فلا يلومنَّ مَن أساء به الظن" [٦١] ، وعزا السيوطي جزءاً من هذه العبارة إلى عمر بن عبد العزيز وهو قوله: " إذا سمعتَ كلمة من امرئ مسلمٍ فلا تحملها على شيء من الشر ما وجدتَ لها محملا من الخير" [٦٢] .
إن عدم نصّ الرضي على أن هذه حِكمٌ رواها علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - يعني أنها وسواها من الحكم والخطب والرسائل الواردة في الكتاب بحاجة إلى جهدٍ توثيقي لمعرفة الصحيح منها وتمييزه من المكذوب، وإن هذا التوثيق ضرورة منهجية مؤثرة في البناء العقدي ذلك أن كثيراً مما ورد في هذا الكتاب يمثل الأساس النظري الذي تعتمده بعض الطوائف الإسلامية في مواقفها من الذين يخالفونهم الرأي، وإن جمع الناس على الصواب يتطلب جهداً مشتركاً ومخلصاً للقيام بغربلةٍ حقيقيةٍ تُفضي إلى استخراج النصوص الصحيحة التي لا يرقى إليها شك للاحتكام إليها في تصحيح المواقف وإعادة الوحدة إلى الصف الإسلامي المتصدع.

---------------------------------------------------------

[١] . مصادر نهج البلاغة وأسانيده ١ : ٢٠٠-٢٠١ وما بعدها.

[٢] . وفيات الأعيان بتحقيق د. إحسان عباس ٣ : ٣١٣

[٣] . ميزان الاعتدال ٢ : ٢٢٣ ، وبشأن كون النصوص موضوعة ينظر كتاب شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ٢ : ٥٤٦

[٤] . البيان والتبيين بتحقيق السندوبي ٢ : ٥٢ – ٥٤

[٥] . شرح نهج البلاغة ١ : ٢٣٤

[٦] . نفسه ١ : ٢٣٤

[٧] . نفسه ١ : ٢٣٤-٢٣٥

[٨] . نفسه ٢ : ٧٤٥

[٩] . نفسه ٢ : ٧٤٥

[١٠] . نفسه ٤ : ٥٢٨

[١١] . نفسه ٥ : ٨٠٣

[١٢] . نفسه ٥ : ٨٠٤ ، وورد في العقد الفريد ٥ : ٦١ بتحقيق محمد سعيد العريان – طبعة دار الفكر ما نصه: " وقال علي بن ابي طالب : ما زال الزبير رجلاً منا أهل البيت حتى أدركه ابنه عبد الله فلفته عنا".

[١٣] . مصادر نهج البلاغة وأسانيده ١ : ٢٩٥-٢٩٧

[١٤] . شرح نهج البلاغة ١ : ٧٧-٧٨

[١٥] . الملل والنحل ١ : ٣٨ بتصحيح وتعليق أحمد فهمي محمد

[١٦] . مذاهب الإسلاميين ١٤٩

[١٧] . شرح نهج البلاغة ١ : ٧٩

[١٨] . نفسه ١ : ٨١- ٨٢

[١٩] . نفسه ١ : ٨٣ ؛ وأبو هاشم – كما هو معروف – هو الجبّائي المعتزلي المشهور، وقد خصص عبد الرحمن بدوي في كتابه مذاهب الاسلاميين فصلاً كاملاً عن حياته ومذهبه الفكري ، ينظر ص ٣٣٠- ٣٧٩ .

[٢٠] . شرح نهج البلاغة ١ : ٨٣

[٢١] . نفسه ١ : ٨٣

[٢٢] . ينظر لمتابعة حث الاسلام على التفكير في خلق الله سبحانه: مختصر منهاج القاصدين ٣٧٨

[٢٣] . ينظر مثلا شرح نهج البلاغة ٥ : ٨٥٩ – ٨٦٠ ، ٨٩٥

[٢٤] . نفسه ٥ : ٤٣٣ ، وربما كان الصواب صوم الأكياس بدلا من نوم الأكياس

[٢٥] . سنن ابن ماجة، كتاب الصيام ١ : ٥٣٩ ، وينظر أيضا الدارمي، كتاب الرقاق ١٢

[٢٦] . شرح نهج البلاغة ٥ : ٤٦٠

[٢٧] . صحيح مسلم، كتاب الإمارة ٣ : ١٤٦٩ وفي هذا الكتاب أحاديث أخرى بهذا المعنى.

[٢٨] . شرح نهج البلاغة ٥ : ٦١٠

[٢٩] . سنن ابن ماجة ، كتاب الزهد ٢ : ١٣٧٣ ، وينظر سنن الترمذي ، كتاب الزهد ٤ : ٥٧١

[٣٠] . شرح نهج البلاغة ٥ : ٦١٢

[٣١] . سنن الترمذي ، باب فضائل القرآن ٥ : ١٧٢

[٣٢] . شرح نهج البلاغة ٥ : ٦٦٢ ، وقد ورد نصان آخران بالمعنى نفسه في ٥ : ٦٦٣- ٦٦٧

[٣٣] . صحيح مسلم بشرح النووي ٢ : ٢٢- ٢٥ ، وينظر سنن الترمذي ٤ : ٤٦٩- ٤٧٠

[٣٤] . شرح نهج البلاغة ٥ : ٩٠٥

[٣٥] . صحيح مسلم، كتاب البر والصلة والآداب ٤ : ١٩٩٦

[٣٦] . شرح نهج البلاغة ٥ : ٩٠٥

[٣٧] . صحيح مسلم ، كتاب الوصية ٣ : ١٢٥٥ ، وقد أورد الحديث كل من: الدارمي، المقدمة ٤٦ ، وأبو داود في باب الوصايا من سننه ١٤ ، وأحمد بن حنبل في مسنده ٢ : ٣٧٢

[٣٨] . شرح نهج البلاغة ٥ : ٧٨٠

[٣٩] . صحيح مسلم، كتاب النكاح ٢ : ١٠٢١

[٤٠] . شرح نهج البلاغة ٥ : ٩٠٦

[٤١] . سنن ابن ماجة، كتاب الزهد ٢ : ١٤١٠

[٤٢] . شرح نهج البلاغة ٥ : ٩٠٩

[٤٣] . صحيح مسلم، كتاب النذر ٣ : ١٢٦٣

[٤٤] . شرح نهج البلاغة ٥ : ٩٣٤

[٤٥] . صحيح مسلم، كتاب البر والصلة والآداب ٤ : ١٩٨٠.

[٤٦] . شرح نهج البلاغة ٥ : ٦٧٩

[٤٧] . سنن أبي داوود ٣ : ٣١٧

[٤٨] . شرح نهج البلاغة ٥ : ٩٠٦

[٤٩] . سنن ابن ماجة، المقدمة ١ : ٣٥

[٥٠] . سنن الترمذي، كتاب صفة القيامة ٤ : ٦١٢

[٥١] . شرح نهج البلاغة ٥ : ٩٢٠

[٥٢] . صحيح مسلم، كتاب صلاة المسافرين وقصرها ١ : ٥٤٩

[٥٣] . شرح نهج البلاغة ٥ : ٩٢٥

[٥٤] . سنن ابن ماجة ١ : ٤٤١

[٥٥] . شرح نهج البلاغة ٥ : ٩٦١

[٥٦] . صحيح مسلم، كتاب الإمارة ٣ : ١٥٢٦

[٥٧] . شرح نهج البلاغة ٥ : ٩٦٧

[٥٨] . سنن الترمذي ٥ : ٤٥٨

[٥٩] . شرح نهج البلاغة ٥ : ٤٥٥

[٦٠] . نفسه ٥ : ٦٤٥

[٦١] . نفسه ٥ : ٣٩١

[٦٢] . تاريخ الخلفاء ٢٣٩

المصدر : http://www.islamselect.net

****************************