وقال (عليه السلام) : مَنْ عَظَّمَ صِغَارَ الْمَصَائِبِ ابْتَلاَهُ اللهُ بِكِبَارِهَا .                
وقال (عليه السلام): إِذَا أَقْبَلَتِ الدُّنْيَا عَلَى أحَد أَعَارَتْهُ مَحَاسِنَ غَيْرِهِ، وَإِذَا أَدْبَرَتْ عَنْهُ سَلَبَتْهُ مَحَاسِنَ نَفْسِهِ .                
وقال (عليه السلام): يَهْلِكُ فِيَّ رَجُلاَنِ: مُحِبٌّ مُفْرِطٌ، وَبَاهِتٌ مُفْتَر.                
وقال (عليه السلام): الرِّزْقُ رِزْقَانِ: طَالِبٌ، وَمَطْلُوبٌ، فَمَنْ طَلَبَ الدُّنْيَا طَلَبَهُ الْمَوْتُ حَتَّى يُخْرِجَهُ عَنْهَا،مَنْ طَلَبَ الاْخِرَةَ طَلَبَتْهُ الدُّنْيَا حَتَّى يَسْتَوْفِيَ رِزْقَهُ مِنْهَا.                
وقال (عليه السلام): مَا لاِبْنِ آدَمَ وَالْفَخْرِ: أَوَّلُهُ نُطْفَةٌ، وَآخِرُهُ جِيفَةٌ، و َلاَ يَرْزُقُ نَفْسَهُ، وَلاَ يَدفَعُ حَتْفَهُ.                
وقال (عليه السلام): الْغِيبَةُ جُهْدُ الْعَاجزِ.                
وقال (عليه السلام): الغِنَى والْفَقْرُ بَعْدَ الْعَرْضِ عَلَى اللهِ.                

Search form

إرسال الی صدیق
الحكم العددية في نهج البلاغة – الثالث

باب الخمسة

* - عن أبي عبد الله عليه السلام قال: وجدنا في كتاب علي عليه السلام: أن الكبائر خمس: الشرك بالله عز وجل، وعقوق الوالدين، وأكل الربا بعد البينة[١] والفرار من الزحف، والتعرب بعد الهجرة.

* - عن علي عليهم السلام قال: المؤمن يتقلب[٢]في خمسة من النور: مدخله نور، ومخرجه نور، وعلمه نور، وكلامه نور، ومنظره يوم القيامة إلى النور.

* – عن علي بن الحسين قال: حدثني أبي الحسين بن علي عليهم السلام: أن أمير المؤمنين عليه السلام قال ليهودي من يهود الشام وأحبارهم فيما أجابه عنه من جواب مسائله، فأما المستهزؤون فقال الله عز وجل له " إنا كفيناك المستهزئين[٣]" فقتل الله خمستهم، قد قتل كل واحد منهم بغير قتلة صاحبه في يوم واحد: أما الوليد بن المغيرة فإنه مر بنبل[٤] لرجل من بني خزاعة قد راشه في الطريق فأصابته شظية منه فانقطع أكحله[٥] حتى أدماه فمات، وهو يقول: قتلني رب محمد. وأما العاص بن وائل السهمي فإنه خرج في حاجة له إلى كداء[٦]فتدهده تحته حجر فسقط، فتقطع قطعة قطعة، فمات وهو يقول: قتلني رب محمد. وأما الأسود بن عبد يغوث فإنه خرج يستقبل ابنه زمعة ومعه غلام له فاستظل بشجرة تحت كداء فأتاه جبرئيل عليه السلام فأخذ رأسه فنطح به الشجرة، فقال لغلامه: امنع هذا عني، فقال: ما أرى أحدا يصنع بك شيئا، إلا نفسك، فقتله وهو يقول: قتلني رب محمد. قال مصنف هذا الكتاب رضي الله عنه: ويقال في خبر آخر في الأسود قول آخر يقال: إن النبي صلى الله عليه واله كان قد دعا عليه أن يعمى الله بصره وأن يثكله ولده فلما كان في ذلك اليوم جاء حتى صار إلى كداء فأتاه جبرئيل عليه السلام بورقة خضراء فضرب بها وجهه فعمي وبقي حتى أثكله الله عز وجل ولده يوم بدر ثم مات، وأما الحارث بن الطلاطلة فإنه خرج من بيته في السموم فتحول حبشيا فرجع إلى أهله فقال: أنا الحارث فغضبوا عليه فقتلوه، وهو يقول: قتلني رب محمد، وأما الأسود بن المطلب[٧] فإنه أكل حوتا مالحا فأصابه غلبة العطش فلم يزل يشرب الماء حتى انشق بطنه فمات، وهو يقول قتلني رب محمد، كل ذلك في ساعة واحدة، وذلك أنهم كانوا بين يدي رسول الله صلى الله عليه واله فقالوا له: يا محمد ننتظر بك [ إلى ] الظهر فإن رجعت عن قولك وإلا قتلناك فدخل النبي صلى الله عليه واله منزله فأغلق عليه بابه مغتما بقولهم فأتاه جبرئيل عليه السلام ساعته فقال له: يا محمد السلام يقرئك السلام وهو يقول: " فاصدع بما تؤمر " يعني أظهر أمرك لأهل مكة وادع " وأعرض عن المشركين " قال: يا جبرئيل كيف أصنع بالمستهزئين وما أوعدوني ؟ قال له: " إنا كفيناك المستهزئين " قال: يا جبرئيل كانوا عندي الساعة بين يدي ؟ فقال: قد كفيتهم، فأظهر أمره عند ذلك.

* - قال علي بن أبي طالب عليه السلام: خصصنا بخمسة: بفصاحة، وصباحة، وسماحة، ونجدة، وحظوة عند النساء.

*- عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إن أمير المؤمنين عليه السلام نهى عن الصلاة في خمسة مساجد بالكوفة: مسجد الأشعث بن قيس الكندي، ومسجد جرير بن عبد الله البجلي، ومسجد سماك بن مخرمة، ومسجد شبث بن ربعي[٨] ومسجد تيم، قال: وكان أمير المؤمنين عليه السلام إذا نظر إلى مسجدهم قال: هذه بقعة تيم، ومعناه إنهم قعدوا عنه لا يصلون معه عداوة له وبغضا. لعنهم الله[٩]

* - قال أمير المؤمنين عليه السلام قال فيما علم أصحابه: تفتح أبواب السماء في خمسة مواقيت، عند نزول الغيث، وعند الزحف، وعند الاذان، وعند قراءة القرآن، ومع زوال الشمس، وعند طلوع الفجر[١٠].

*- عن أبي عبد الله جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده عليهم السلام أن عليا عليه السلام قال: ليس بين خمس من النساء وبين أزواجهن ملاعنة: اليهودية تكون تحت المسلم، والنصرانية والأمة تكونان تحت الحر[١١] فيقذفهما، والحرة تكون تحت العبد فيقذفها، والمجلود في الفرية، لان الله عز وجل يقول: " ولا تقبلوا لهم شهادة أبدا "[١٢] والخرساء ليس بينها وبين زوجها لعان إنما اللعان باللسان.

*- عن جعفر بن محمد أنه ذكر عن آبائه عليهم السلام أن أمير المؤمنين عليه السلام كتب إلى عماله: أدقوا أقلامكم، وقاربوا بين سطوركم، واحذفوا عني فضولكم، واقصدوا قصد المعاني، وإياكم والاكثار، فإن أموال المسلمين لا تحتمل الاضرار.

*- قال أمير المؤمنين عليه السلام: خمسة أشياء يجب على القاضي الاخذ فيه بظاهر الحكم: الولاية، والمناكح، والمواريث، والذبايح، والشهادات، إذا كان ظاهر الشهود مأمونا جازت شهادتهم ولا يسأل عن باطنهم.

* - عن الشعبي قال: قال علي عليه السلام: خذوا عني كلمات لو ركبتم المطي فأنضيتموها لم تصيبوا مثلهن: ألا لا يرجو أحد إلا ربه، ولا يخافن إلا ذنبه، ولا يستحيي [ العالم ] إذا لم يعلم أن يتعلم، ولا يستحيي إذا سئل عما لا يعلم أن يقول: الله أعلم، واعلموا أن الصبر من الايمان بمنزلة الرأس من الجسد ولا خير في جسد لا رأس له.

* - قال علي عليه السلام: خمس لو رحلتم فيهن ما قدرتم على مثلهن: لا يخاف عبد إلا ذنبه، ولا يرجو إلا ربه عز وجل، ولا يستحيي الجاهل إذا سئل عما لا يعلم أن يتعلم، [ ولا يستحيي أحدكم، إذا سئل عما لا يعلم أن يقول: لا أعلم: ] والصبر من الايمان بمنزلة الرأس من الجسد ولا إيمان لمن لا صبر له.

* – عن موسى بن جعفر قال: حدثنا جعفر بن محمد قال: حدثنا محمد بن علي قال: حدثنا علي بن الحسين قال: حدثنا الحسين بن علي عليهم السلام قال: كان علي بن أبي طالب عليه السلام بالكوفة في الجامع إذ قام إليه رجل من أهل الشام فسأله عن مسائل فكان فيما سأله أن قال: أخبرني عن قول الله عز وجل: (يوم يفر المرء من أخيه * وأمه وأبيه * وصاحبته وبنيه " من هم ؟ فقال عليه السلام: قابيل يفر من هابيل، والذي يفر من أمه موسى، والذي يفر من أبيه إبراهيم، والذي يفر من صاحبته لوط، والذي يفر من ابنه نوح، يفر من ابنه كنعان.

*-عن الحسين بن علي عليهم السلام قال: كان علي بن أبي طالب عليه السلام بالكوفة في الجامع إذ قام إليه رجل من أهل الشام فسأله عن مسائل فكان فيما سأله أن قال له: أخبرني عن خمسة من الأنبياء تكلموا بالعربية فقال: هود وصالح وشعيب وإسماعيل ومحمد صلوات الله عليهم أجمعين.

* - عن ابن عباس قال: سألت النبي صلى الله عليه واله عن الكلمات التي تلقاها آدم من ربه فتاب عليه، قال: سأله بحق محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين الا تبت علي فتاب عليه..

المناقب العددية

*-عن ابن عباس قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه واله يقول: أعطاني الله تبارك وتعالى خمسا وأعطى عليا خمسا: أعطاني جوامع الكلم وأعطى عليا جوامع العلم، وجعلني نبيا وجعله وصيا، وأعطاني الكوثر، وأعطاه السلسبيل، وأعطاني الوحي وأعطاه الالهام، وأسرى بي إليه وفتح له أبواب السماوات والحجب حتى نظر إلى ما نظرت إليه،.

*- عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن آبائه عليهم السلام أن عليا عليه السلام قال: إن في جهنم رحى تطحن [ خمسا ] أفلا تسألون ما طحنها ؟ فقيل له: فما طحنها يا أمير المؤمنين ؟ قال: العلماء الفجرة، والقراء الفسقة، والجبابرة الظلمة، والوزراء الخونة، والعرفاء الكذبة [١٣]. وإن في النار لمدينة يقال لها: الحصينة أفلا تسألوني ما فيها ؟ فقيل: وما فيها يا أمير المؤمنين ؟ فقال: فيها أيدي الناكثين[١٤].

* - عن الصادق جعفر بن محمد عليهما السلام قال: سألته عن قول الله عز وجل: " وإذ ابتلى إبراهيم ربه بكلمات "[١٥] ما هذه الكلمات ؟ قال: هي الكلمات التي تلقاها آدم من ربه فتاب عليه وهو أنه قال: يا رب أسألك بحق محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين الا تبت علي، فتاب الله عليه إنه هو التواب الرحيم. فقلت له: يا ابن رسول الله فما يعني عز وجل بقوله " فأتمهن " ؟ قال: يعني فأتمهن إلى القائم عليه السلام اثني عشر إماما تسعة من ولد الحسين.

* - الحارث بن ثعلبة قال: قلت لسعد: أشهدت شيئا من مناقب علي عليه السلام قال: نعم شهدت له أربع مناقب والخامسة قد شهدتها لان يكون لي واحدة منهن أحب إلي من حمر النعم: بعث رسول الله صلى الله عليه واله أبا بكر ببراءة، ثم أرسل عليا عليه السلام فأخذها منه فرجع أبو بكر فقال: يا رسول الله أنزل في شئ ؟ قال: لا إلا أنه لا يبلغ عني إلا رجل مني. وسد رسول الله صلى الله عليه واله أبوابا كانت في المسجد وترك باب علي عليه السلام فقالوا: سددت الأبواب وتركت بابه ؟ فقال صلى الله عليه واله: ما انا سددتها ولا أنا تركته. قال: وبعث رسول الله صلى الله عليه واله عمر بن الخطاب ورجلا آخر إلى خيبر فرجعا منهزمين فقال النبي صلى الله عليه واله: لأعطين الراية غدا رجلا يحب الله ورسوله، ويحبه الله ورسوله في ثناء كثير، قال: فتعرض لها غير واحد فدعا عليا عليه السلام فأعطاه الراية فلم يرجع حتى فتح الله له. والرابعة يوم غدير خم أخذ رسول الله صلى الله عليه واله بيد علي عليه السلام فرفعها حتى رأى بياض آباطهما فقال النبي صلى الله عليه واله: ألست أولى بكم من أنفسكم ؟ قالوا: بلى يا رسول الله، قال: فمن كنت مولاه فعلي مولاه، والخامسة خلفه رسول الله صلى الله عليه واله في أهله ثم لحق به فقال له: أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي.

* - قال علي بن أبي طالب عليه السلام: السباق خمسة فأنا سابق العرب، وسلمان سابق فارس وصهيب سابق الروم، وبلال سابق الحبش، وخباب سابق النبط[١٦].

* - قال رسول الله صلى الله عليه واله: يا علي سألت ربي فيك خمس خصال فأعطاني، أما أولها فسألت ربي أن أكون أول من تنشق عنه الأرض وأنفض التراب عن رأسي وأنت معي، فأعطاني. وأما الثانية فسألت ربي أن يقفني عند كفة الميزان وأنت معي، فأعطاني. وأما الثالثة فسألت ربي أن يجعلك في القيامة صاحب لوائي، فأعطاني. وأما الرابعة فسألت ربي أن يسقى أمتي من حوضي بيدك، فأعطاني. وأما الخامسة فسألت ربي أن يجعلك قائد أمتي إلى الجنة فأعطاني.

* - قال رسول الله صلى الله عليه واله: يا علي إني سألت ربي عز وجل فيك خمس خصال فأعطاني، أما أولها فاني سألته أن تنشق الأرض عني فأنفض التراب عن رأسي وأنت معي، فأعطاني. وأما الثانية فاني سألته أن يقفني عند كفة الميزان وأنت معي، فأعطاني. وأما الثالثة فسألت ربي عز وجل أن يجعلك حامل لوائي وهو لواء الله الأكبر، عليه مكتوب " المفلحون الفائزون بالجنة "، فأعطاني. وأما الرابعة فاني سألته أن يسقى أمتي من حوضي بيدك، فأعطاني. وأما الخامسة فإني سألته أن يجعلك قائد أمتي إلى الجنة فأعطاني. والحمد لله الذي من علي به.

باب الستة

*- و قال عليه السّلام: اِنَّ لِلْجِسْمِ سِتَّةَ اَحْوالٍ: اَلصِّحَةُ وَالْمَرَضُ وَالْمَوْتُ وَالْحَياةُ وَالنَوْمُ وَالْيَقْظَةُ، وَكَذلِكَ الرُّوحُ: فَحَياتُها عِلْمُها، وَمَوْتُها جَهْلُها، وَمَرَضُها شَكُّها، وَصَحَّتُها يَقينُها، وَنَوْمُها غَفْلَتُها، وَيَقْظَتُها حِفْظُها.

*- و قال عليه السّلام: لا خَيْرَ فى‏ صُحْبَةِ مِنَ اجْتَمَعَ فيهِ سِتُّ خِصالٍ: اِنْ حَدَّثْتَهُ كَذَّبَكَ، وَاِنْ حَدَّثَكَ كَذِبَكَ وَاِنِ ائْتَمَنْتَهُ خانَكَ، وَاِنِ ائْتَمَنَكَ اتَّهَمَكَ، وَاِنْ اَنْعَمْتَ عَلَيْهِ كَفَرَكَ، وَاِنْ اَنْعَمَ عَلَيْكَ مَنَّ بِنِعْمَتِهِ.

*- و قال عليه السّلام: مَنْ جَمَعَ سِتَّ خِصالٍ ما يَدَعُ لِلْجَنَّةِ مَطْلَباً، وَلا عَنِ النَّهارِ مَهْرَباً، مَنْ عَرَفَ اللَّهَ فَاَطاعَهُ وَعَرَفَ الشَّيْطانَ فَعَصاهُ، وَعَرَفَ الْحَقَّ فَاتَّبَعَهُ، وَعَرَفَ الْباطِلَ فَاتَّقاهُ، وَعَرَفَ الدُّنْيا فَرَفَضَها، وَعَرَفَ الْأخِرَةَ فَطَلَبَها.

* - عن الحسين بن علي عليهم السلام قال: كان علي بن أبي طالب عليه السلام بالكوفة في الجامع إذ قام إليه رجل من أهل الشام فسأله عن مسائل فكان فيما سأله أن قال له: أخبرني عن ستة لم يركضوا في رحم ؟ فقال: آدم، وحواء، وكبش إبراهيم، وعصا موسى، وناقة صالح، والخفاش الذي عمله عيسى بن مريم فطار بإذن الله عز وجل.

* – عن أمير المؤمنين عليه السلام قال: إن الله عز وجل يعذب ستة بستة: العرب بالعصبية، والدهاقنة بالكبر، والامراء بالجور، والفقهاء بالحسد، والتجار بالخيانة، وأهل الرستاق بالجهل[١٧].

*- عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن آبائه عليهم السلام قال: ستة لا يسلم عليهم: اليهودي، والنصراني والمجوسي، والرجل على غائطه وعلى موائد الخمر، وعلى الشاعر الذي يقذف المحصنات، وعلى المتفكهين بسب الأمهات.

* -عن علي عليهم السلام قال: السحت ثمن الميتة، وثمن الكلب، وثمن الخمر، ومهر البغي، والرشوة في الحكم، واجرة الكاهن.

*- عن الأصبغ ابن نباتة قال: سمعت عليا عليه السلام يقول: ستة لا ينبغي أن يسلم عليهم، وستة لا ينبغي [ لهم ] أن يأموا، وستة في هذه الأمة من أخلاق قوم لوط، فأما الذين لا ينبغي أن يسلم عليهم: فاليهود، والنصارى، وأصحاب النرد والشطرنج، وأصحاب الخمر، والبربط والطنبور، والمتفكهون بسب الأمهات، والشعراء. وأما الذين لا ينبغي أن يأموا من الناس فولد الزنا، والمرتد، والأعرابي بعد الهجرة[١٨] وشارب الخمر والمحدود، والأغلف[١٩]. وأما التي من أخلاق قوم لوط فالجلاهق وهو البندق والحذف[٢٠]، ومضغ العلك، وإرخاء الإزار خيلاء، وحل الأزرار من القباء والقميص[٢١].

* - عن علي عليهم السلام قال: ينزع عن الشهيد الفرو، والخف، والقلنسوة، والعمامة، و المنطقة، والسراويل إلا أن يكون أصابه دم فيترك، ولا يترك عليه شئ معقود إلا حل.

* - عن أبي عبد الله عليه السلام قال: الحارث الأعور لأمير المؤمنين عليه السلام: يا أمير المؤمنين أنا والله أحبك، فقال له: يا حارث أما إذا أحببتني فلا تخاصمني، ولا تلاعبني، ولا تجاريني[٢٢] ولا تمازحني، ولا تواضعني، ولا ترافعني.

*- عن نوف قال: بت ليلة عند أمير المؤمنين علي عليه السلام فكان يصلي الليل كله ويخرج ساعة بعد ساعة فينظر إلى السماء و يتلو القرآن، قال: فمر بي بعد هدوء من الليل فقال: يا نوف أراقد أنت أم رامق ؟ قلت: بل رامق أرمقك ببصري يا أمير المؤمنين، قال: يا نوف طوبى للزاهدين في الدنيا والراغبين في الآخرة، أولئك الذين اتخذوا الأرض بساطا، وترابها فراشا، وماءها طيبا: والقرآن دثارا، والدعاء شعارا، وقرضوا من الدنيا تقريضا، على منهاج عيسى بن مريم عليه السلام، إن الله عز وجل أوحى إلى عيسى بن مريم عليه السلام: قل للملا من بني إسرائيل: لا يدخلوا بيتا من بيوتي إلا بقلوب طاهرة، وأبصار خاشعة، وأكف نقية، وقل لهم: اعلموا أني غير مستجيب لاحد منكم دعوة ولاحد من خلقي قبله مظلمة، يا نوف إياك أن تكون عشارا أو شاعرا، أو شرطيا، أو عريفا، أو صاحب عرطبة وهي الطنبور، أو صاحب كوبة وهو الطبل، فإن نبي الله صلى الله عليه واله خرج ذات ليلة فنظر إلى السماء فقال: إنها الساعة التي لا ترد فيها دعوة إلا دعوة عريف أو دعوة شاعر أو دعوة عاشر أو شرطي أو صاحب عرطبة أو صاحب كوبة.

* – عن أمير المؤمنين عليه السلام أنه قال: كمال الرجل بست خصال بأصغريه، وأكبريه، وهيئتيه: فأما أصغراه فقلبه ولسانه إن قاتل قاتل بجنان، وإن تكلم تكلم ببيان، وإما أكبراه فعقله وهمته، وأما هيئتاه فماله وجماله.

المناقب

* - عن علي بن أبي طالب عليهم السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه واله: أدخلت الجنة فرأيت على بابها مكتوبا بالذهب (لا إله إلا الله، محمد حبيب الله، علي ولي الله، فاطمة أمة الله، الحسن والحسين صفوة الله، على مبغضيهم لعنة الله.

انتهى.

-----------------------------------------
[١] . أي بعد نزول الحرمة.
[٢] . في بعض النسخ " ينقلب " ههنا وفى العنوان.
[٣] . الحجر: ٩٥.
[٤] . النبل السهام لا واحد له.
[٥] . الشظية: الفلقة من العصا ونحوها. والأكحل: عرق في اليد أو هو عرق الحياة ولا تقل عرق الأكحل. (القاموس). كداء - بالفتح كسماء - اسم لعرفات، وثنية أو جبل بأعلى مكة. كما في القاموس والمراصد. ودهدهت الحجر فتدهده: تدحرج.
[٦] . كداء - بالفتح كسماء - اسم لعرفات، وثنية أو جبل بأعلى مكة. كما في القاموس والمراصد. ودهدهت الحجر فتدهده: تدحرج.
[٧] . في أكثر النسخ " اسود بن الحارث ".
[٨] . شبث - بفتح أوله والموحدة ثم المثلثة - ابن ربعي التميمي اليربوعي أبو عبد - القدوس الكوفي مخضرم كان مؤذن سجاح، ثم أسلم، ثم كان ممن أعان على عثمان، ثم صحب عليا، ثم صار من الخوارج عليه، ثم تاب فحضر قتل الحسين، ثم كان ممن طلب بدم الحسين مع المختار ثم ولى شرطة الكوفة. ثم حضر قتل المختار ومات بالكوفة في حدود سنة الثمانين (التقريب).
[٩] . لا يقال هذه المساجد قد أحدثت بعد أمير المؤمنين فكيف يستقيم نهيه عن الصلاة فيها لأنا نقول هذه المساجد بنيت قبل ودرست وجددت بعد، كما في خبر عبيس بن هشام عن سالم عن أبي جعفر عليه السلام قال " جددت أربعة مساجد بالكوفة فرحا لقتل الحسين: مسجد الأشعث ومسجد جرير ومسجد سماك ومسجد شبث بن ربعي " فتكون قديمة موجودة في عصره عليه السلام.
[١٠] . كذا. والعدد لا يطابق المعدود.
[١١] . يعني الحر المسلم.
[١٢] . في قوله تعالى " الذين يرمون المحصنات ثم لم يأتوا بأربعة شهداء فاجلدوهم ثمانين جلدة ولا تقبلوا لهم شهادة أبدا " النور: ٥.
[١٣] . العرفاء: جمع عريف وهو القيم بأمور القبيلة أو الجماعة من الناس يلي أمورهم ويتعرف الأمير منه أحوالهم.
[١٤] . الأيدي إنما هو لوقوع عقد البيعة بها.
[١٥] . البقرة: ١٢٤.
[١٦] . يعني به خباب بن الأرت التميمي أبو عبد الله من كبار الصحابة والسابقين إلى الاسلام وكان يعذب في الله، شهد بدرا ثم نزل الكوفة ومات بها سنة سبع وثلاثين.
[١٧] . الرستاق معرب روستا بمعنى ده.
[١٨] . أي المتعرب بعد الهجرة.
[١٩] . المحدود من ارتكب شيئا مما يوجب الحد فيحد. والأغلف هو غير المختون.
[٢٠] . الجلاهق - بضم الجيم وكسرها -: جسم صغير كروي من طين أو رصاص يرمى به إلى الناس وهو بمعنى الحذف. وفي بعض النسخ " الخذف " وهو بمعناه، والبندق - بضم الباء والدال -: جسم كروي صغير أيضا يعملونه من الطير ويرمون الناس به. والعلك: صمغ يعلك.
[٢١] . الأزرار عروة القميص وما يقال له بالفارسية (دكمه).
[٢٢] هي أن يجري الانسان مع غيره في المناظرة ليظهر علمه إلى الناس رياء وسمعة وترفعا. في بعض النسخ " ولا تحاربني " وفي ثالث " ولا تجازيني " وفي رابع " ولا تجاربني " ثم إنه على اختيار المتن أو بعض النسخ يجب كون اللفظ على صيغة النفي دون النهي لاقتضائه حذف الياء. وقوله " ولا تواضعني - اه " لعل المراد بالمواضعة والمرافعة هنا كون كل منهما في صدد وضع الاخر ورفعه بالمدح والذم. (كذا في هامش المطبوع).
****************************