وقال (عليه السلام): زُهْدُكَ فِي رَاغِب فِيكَ نُقْصَانُ حَظّ، وَرَغْبَتُكَ فِي زَاهِد فِيكَ ذُلُّ نَفْس.                
وقال (عليه السلام): الْقَنَاعَةُ مَالٌ لاَيَنْفَدُ.                
وقال (عليه السلام): خَالِطُوا النَّاسَ مُخَالَطَةً إِنْ مِتُّمْ مَعَهَا بَكَوْا عَلَيْكُمْ، وَإِنْ عِشْتُمْ حَنُّوا إِلَيْكُمْ .                
وقال (عليه السلام): مَا أَخَذَ اللهُ عَلَى أَهْلِ الْجَهْلِ أَنْ يَتَعَلَّمُوا حَتَّى أَخَذَ عَلَى أَهْلِ الْعِلْمِ أَنْ يُعَلِّمُوا.                
وقال (عليه السلام) : مَنِ اتَّجَرَ بِغَيْرِ فِقْه ارْتَطَمَ فِي الرِّبَا .                
وقال (عليه السلام): مَنْهُومَانِ لاَ يَشْبَعَانِ: طَالِبُ عِلْم، وَطَالِبُ دُنْيَا.                
وقال (عليه السلام): إِذَا أَقْبَلَتِ الدُّنْيَا عَلَى أحَد أَعَارَتْهُ مَحَاسِنَ غَيْرِهِ، وَإِذَا أَدْبَرَتْ عَنْهُ سَلَبَتْهُ مَحَاسِنَ نَفْسِهِ .                

Search form

إرسال الی صدیق
سیرة علي من کلام علي - الثاني

حدیث الولایة في غدیر خمّ

حدثنا اسحاق، حدثنا عبدالرزاق، حدثنا معمر، عن علي بن زید بن جدعان، عن عدي بن ثابت، عن البراء بن عازب قال: لما أقبلنا مع النبي (صلی الله علیه وآله) في حجته فکنّا بغدیر خمّ نودي: أنّ الصلاة جامعة، وکسح للنبي (صلی الله علیه وآله) تحت شجرتین، فأخذ بید علي بن أبي طالب وقال: «یا أیَّها الناس اولستُ أولی بالمۆمنین من انفسهم؟» قالوا: بلی. قال: «اَوَ لیس ازواجی امهاتُهُم؟» قالوا: بلی یا رسول‏الله. فقال: « هذا ولّي من أنا مولاه؛ اللهم وال من والاه و عادِ مَنْ عاداه»[١].

قال أحمد بن حنبل في المسند: حدثنا ابن نمیر، حدثنا عبدالملك بن أبي عبدالرحیم الکندي، عن زاذان قال: سمعت علي بن أبي طالب یقول في الرحبة وهو ینشد الناس یقول: «أنشد الله رجلاً سمع رسول الله (صلی الله علیه وآله) یقول في یوم غدیر خم: «من کنتُ مولاهُ فعليّ مولاهُ». فقام ثلاثة عشر رجلاً من الصحابة فشهدوا أنّهم سمعوا رسول الله (صلی الله علیه وآله) یقول ذلك.

وأخرجه الترمذي أیضا في کتاب السنن، وقال حدیث حسن، وزاد فیه: «اللهم وال من والاهُ وعادِ من عاداهُ وأدر الحق معهُ کیفما دارَ وحیث دار».

وأخرجه أحمد أیضاً في الفضائل فقال: حدثنا وکیع، عن الأعمش، عن سعد بن عبیدة، عن ابن بریدة، عن أبیه قال: قال رسول الله (صلی الله علیه وآله): «من کنت مولاه ـ أو ولیّه ـ فعلي ولیّه»[٢].

وقد اکثرت الشعراء في یوم غدیر خمّ، فقال حسّان بن ثابت:

یناديهم یوم الغدیر نبیّهم

 

بخمّ فاسمع بالرسول مناديا

وقال فمن مولاکم وولیّکم ؟

 

فقالوا ولم یبیدوا هناك التعامیا

إلهك مولانا وأنت ولیّنا

 

ومالك منّا في الولایة عاصیا

فقال له قم یا علي فانّني

 

رضيتك من بعدي إماماً وهاديا

فمن کنت مولاه فهذا وليّه

 

فکونوا له أنصار صدق مواليا

هناك دعا اللهمّ وال وليّه

 

وکن للّذي عادا عليّاً معاديا

ویروي أن النبي (صلی الله علیه وآله) لمّا سمعه ينشد هذه الأبيات، قال له: یا حسّان لا تزال مؤيّدا بروح القدس ما نصرتنا أو نافحت عنا بلسانك[٣].

کان الأمر هکذا حتّی قبض الله نبیّه (صلی الله علیه وآله) ورأسه علی صدر علي (علیه السلام). بقول أمیرالمؤمنین في موقفه من رسول الله و احقيّته بالأمر:

«ولقد علم المستحفظون من أصحاب محمدٍ، صلّی الله علیه وآله، أني لم أرد علی الله ولا علی رسولهِ ساعة قط. ولقد واسیته بنفسي في المواطن التي تنکصُ فیها الأبطال، وتتأخر فيها الأقدام، نجدة أکرمني الله بها.

وَلَقَدْ قُبِضَ رَسُولُ اللهِ (صلى الله عليه وآله) وَإِنَّ رَأْسَهُ لَعَلَى صَدْرِي، وَلَقَدْ سَالَتْ نَفْسُهُ فِي كَفِّي، فَأَمْرَرْتُهَا عَلَىُ وَجْهِي. وَلَقَدْ وُلِّيتُ غُسْلَهُ (صلى الله عليه وآله)، وَالْمَلاَئِكُةُ أَعْوَانِي، فَضَجَّتِ الدَّارُ والأفْنِيَةُ، مَلاٌَ يُهْبِطُ، وَمَلاٌَ يَعْرُجُ، وَمَا فَارَقَتْ سَمْعِي هَيْنَمَةٌ مِنْهُمْ يُصَلُّونَ عَلَيْهِ حَتَّى وَارَيْنَاهُ فِي ضَرِيحِهِ. فَمَنْ ذَا أَحَقُّ بِهِ مِنِّي حَيّاً وَمَيِّتاً؟ فَانْفُذُوا عَلَى بَصَائِرِكُمْ، وَلْتَصْدُقْ نِيَّاتُكُمْ فِي جِهَادِ عَدُوِّكُمْ. فَوَالَّذِي لاََإِلهَ إِلاَّ هُوَ! إِنِّي لَعَلَى جَادَّةِ الْحَقِّ، وَإِنَّهُمْ لَعَلَى مَزَلَّةِ  الْبَاطِلِ. أَقُولُ مَا تَسْمَعُونَ، وَأَسْتَغْفِرُ اللهَ لِي وَلَكُمْ!»[٤].

فضائل علي (علیه السلام)

 فضائله بحر لا ینفد وعدد لا یحصي، کما ألّف کتب متعددة طوال القرون في فضائله واعترفوا أن لا یستطیعوا الاحاطة بجزء منها، کما ألّف الإمام أحمد بن حنبل کتاباً مستقلاً باسم «الفضائل» وذکر فضائله التي قالها رسول الله (صلی الله علیه وآله)، أو قال في شأنه ربّه سبحانه وتعالی.

ولمّا ألینا علی أنفسنا الإیجاز في ذکر سیرته (علیه السلام) نأت بالیسیر من فضائله کما قالها بنفسه (علیه السلام) ونرجع إلی سیر حیاته الکریمة منذ رحلة الرسول (صلی الله علیه وآله) إلی شهادته (علیه السلام).

الأول: الآیات الّتی یقولها المفسّرون نزلت فی شأن علی (علیه السلام)، أو برأینا، هو من أبرز مصادیق الآیة، ولا تنحصر الآیة فیه، وتلك آیات الله الخالدة إلی یوم القیامة وعلی أوّل من کان المثل الأعلی لبیان الآیة وهی:

١ – قوله تعالی: «وَأَقِيمُواْ الصَّلاَةَ وَآتُواْ الزَّكَاةَ وَارْكَعُواْ مَعَ الرَّاكِعِينَ»[٥]؛

٢ – قوله تعالی: «الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُم بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ سِرّاً وَعَلاَنِيَةً»[٦]؛

٣ – قوله تعالی: «فَقُلْ تَعَالَوْاْ نَدْعُ أَبْنَاءنَا وَأَبْنَاءكُمْ وَنِسَاءنَا وَنِسَاءكُمْ وَأَنفُسَنَا وأَنفُسَكُمْ»[٧] أی أیة المباهلة؛

٤ – قوله تعالی: «إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ»[٨]؛

٥ – قوله تعالی: «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ وَكُونُواْ مَعَ الصَّادِقِينَ»[٩]؛

٦ – قوله تعالی: «أَفَمَن كَانَ عَلَى بَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّهِ وَيَتْلُوهُ شَاهِدٌ مِّنْهُ»[١٠]؛

٧ – قوله تعالی: «إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدّاً»[١١]؛

٨ – قوله تعالی: «فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ»[١٢]؛

٩ – قوله تعالی: «إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ»[١٣]؛

١٠ – قوله تعالی: «وَقِفُوهُمْ إِنَّهُم مَّسْئُولُونَ»[١٤]؛ قال مجاهد عن حب علي؛

١١ – وقوله تعالی: «أًمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ أّن نَّجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَوَاء»[١٥]؛

١٢ – قوله تعالی: «وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ»[١٦]؛

١٣ – قوله تعالی: «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نَاجَيْتُمُ الرَّسُولَ فَقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَةً»[١٧]؛

١٤ – قوله تعالی: «أُوْلَئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ»[١٨]؛ قال مجاهد: هم علی (علیه السلام) وأهل بیته ومحبّوهم.

وروی عکرمة عن ابن عباس قال: ما انزل الله في القرآن آیة إلّا وعلی رأسها وأمیرها.

قال سبط ابن الجوزي[١٩]: «وأما السنّة فبأخبار نبدأ منها بما ثبت فی الصحیح والمشاهیر من الآثار». وبعد هذا القول یشیر إلی احادیث وردت فی علی (علیه السلام)؛ ویذکر هنا عناوینها فقط:

١ – حدیث المنزلة: «أمَا تَرضَي‌ أن‌ تَكُونَ مِنِّي‌ بِمَنزِلَةِ هَارُونَ مِن‌ مُوسَي‌ غیر أنَّهُ لانَبيَّ بَعْدِي‌« أخرجاه في الصحیحین واتفقا علیه.

٢ – حدیث الرایة: قال احمد في المسند: ...وأخرجه البخاري ومسلم في الصحیحین واتفقا علیه من حدیث سهل بن سعد قال: قال رسول الله (صلی الله علیه وآله)، یوم خیبر:لأعطین الرایة ـ او هذه الرایة ـ غَدا رَجُلاً یحِبُّ اللّهَ ورَسولَهُ، ویحِبُّهُ اللّهُ ورَسولُهُ، یفتَحَ اللّهُ عَلى یدَیهِ».

٣ – حدیث ارتقائه (علیه السلام) علی کتفي رسول الله (صلی الله علیه وآله) لقذف الأصنام من البیت وکسرها.

٤ – حدیث المحبّة: وأخرج الترمذي عن أم سلمة أنّها قالت: سمعت رسول الله (صلی الله علیه وآله) یقول: «لا یحبّ علیّاً إلّا مؤمن ولا یبغضه إلّا منافق». قال الترمذي: هذا حدیث حسن صحیح.

٥ – حدیث الولایة فی حجة الوداع کما مرّ.

٦ – حدیث لیلة الهجرة، کما مرّ.

٧ – حدیث فی التضحیة.

٨ – حدیث فی دعاء النبي (صلی الله علیه وآله) له بالسلامة وأنه مغفور له.

٩ – حدیث في قراءته البراءة، وقوله (صلی الله علیه وآله) علی منّي.

١٠ – حدیث الطائر.

١١ – حدیث خاصف النّعل.

١٢ – حدیث فی سدّ الأبواب.

١٣ – حدیث فی النجوی والوصیة.

١٤ – حدیث في قوله (صلی الله علیه وآله): من آذی علیّاً فقد آذاني.

١٥ – حدیث فی قضائه (علیه السلام).

١٦ – حدیث مدینة العلم[٢٠].

نکتفي بهذا حذر الإسهاب.

--------------------------------------------------
[١] . أنساب الأشراف، ج ٢، ص ١٠٨، حدیث ٤٦. ونقل البلاذري هذه الحدیث بأربع طرق أخری.
[٢] . تذکرة الخواص، ص ٣٥. وللسبط ابن الجوزي في هذا الحديث بحث دقیق وقول طویل وذکره بأسناده وطرق أخری معتبرة.
[٣] . تذکرة الخواص، ص ٣٩.
[٤] . نهج، ط ١٩٧.
[٥] . البقرة: ٤٣.
[٦] . البقرة: ١٧٤
[٧] . آل عمران: ٦١.
[٨] . المائدة: ٥٥.
[٩] . التوبة: ١١٩.
[١٠] . هود: ١٧.
[١١] . مریم: ٩٦.
[١٢] . الأحزاب: ٢٣.
[١٣] . الأحزاب: ٣٣.
[١٤] . الصافات: ٢٤.
[١٥] . الجاثیة: ٢١.
[١٦] . الواقعة: ١٠.
[١٧] . الجادلة: ١٢.
[١٨] . البیّنة: ٧.
[١٩] . تذکرة الخواص، ملّخصاً من ص ٢٧ إلی ص ٥٦.
[٢٠] . تذکرة الخواص، ملّخصاً من ص ٢٧ إلی ص ٥٦.
****************************