وقال (عليه السلام): اذْكُرُوا انْقِطَاعَ الَّلذَّاتِ، وَبَقَاءَ التَّبِعَاتِ.                
وقال (عليه السلام): النَّاسُ أَعْدَاءُ مَا جَهِلُوا.                
وقال (عليه السلام): إِذَا قَدَرْتَ عَلَى عَدُوِّكَ فَاجْعَلِ الْعَفْوَ عَنْهُ شُكْراً لِلْقُدْرَةِ عَلَيْهِ .                
وقال (عليه السلام): مَا أَخَذَ اللهُ عَلَى أَهْلِ الْجَهْلِ أَنْ يَتَعَلَّمُوا حَتَّى أَخَذَ عَلَى أَهْلِ الْعِلْمِ أَنْ يُعَلِّمُوا.                
وقال (عليه السلام): أَعْجَزُ النَّاسِ مَنْ عَجَزَ عَنِ اكْتِسَابِ الاْخْوَانِ، وَأَعْجَزُ مِنْهُ مَنْ ضَيَّعَ مَنْ ظَفِرَ بِهِ مِنْهُمْ .                
وقال (عليه السلام): أَشَدُّ الذُّنُوبِ مَا اسْتَخَفَّ بِهِ صَاحِبُهُ.                
وقال (عليه السلام): إِذَا قَدَرْتَ عَلَى عَدُوِّكَ فَاجْعَلِ الْعَفْوَ عَنْهُ شُكْراً لِلْقُدْرَةِ عَلَيْهِ .                

Search form

إرسال الی صدیق
كلمات العلماء حول النهج

قال الراوندي:

كنت قديما شرحت الخطبة الاولى من «نهج البلاغة» بالاطناب، وكشفت بيان جميع ما فيها من انواع العلوم التي أومأ اليها بالاسباب، وهوكلام عند اهل الفطنة والنظر دون كلام اللّه وكلام رسوله وفوق كلام البشر.
واضحة مناره، مشرقة آثاره، ولا يستبعد في هذا الدهر ان يلتبس شي‏ء من مشكلاته على من يقتبس، أما من الفاظه الغرائب اومعانيه العجائب فعزمت الى شرح جميع الكتاب مستعينا باللّه على وجه الصواب، وان استخرج مكنونه واستكشف مخزونه.

قال الكيذري:
«نهج البلاغة» نطفة من بحار علومه الغزيرة، ودرة من جواهر اصدافه الجمة الغفيرة، وقطرة من قطرات غيثه المدرار، وكوكب من كواكب فلكه الدوار، ولعمري انه الكتاب الذي لا يدانيه في كمال الفضل كتاب، وطالب مثله في الكتب كالعنزى لا يرجى له اياب، وهومحجر عيون‏ العلم، وفي خلال الكتب كالبدرين في النجوم الفاظه علوية علوية ومعانيه قدسية نبويه، وهوعديم المثل والنظير.

قال ابن أبي الحديد:
وأما الفصاحة، فهو- عليه السلام- إمام الفصحاء وسيد البلغاء وفي كلامه قيل: دون كلام الخالق وفوق كلام المخلوقين، ومنه تعلم الناس الخطابة والكتابة.

قال عبد الحميد بن يحيى:
حفظت سبعين خطبة من خطب الاصلح ففاضت ثم فاضت.

قال ابن نباتة:
حفظت من الخطابة كنزا لا يزيده الانفاق الاسعة وكثرة، حفظت مائة فصل من مواعظ علي بن أبي طالب وقال علي بن ناصر السرخسي:

للّه درّك يا نهج البلاغة من نهج ***** نجا من مهاوي الغي سالكه‏
أودعت زهر نجوم ضل منكرها ***** وحاد من جدد غيا مسالكه‏
لأنت درّ ويا للّه ناظمه ***** لأنت نضر وياللّه سابكه‏

قال الشيخ عبد الحسين الأميني- رضوان اللّه عليه- :
«نهج البلاغة» كان يهتم بحفظه حملة العلم والحديث في العصور المتقادمة حتى اليوم، ويتبركون بذلك كحفظ القرآن الشريف وعد من حفظته في قرب عهد المؤلف، القاضي جمال الدين محمد بن الحسين بن محمد القاساني، فانه كان يكتب «نهج البلاغة» من حفظه، وكذا حفظه ابوعبد اللّه الفارقي المتوفي سنة ٥٦٤.

قال الشيخ آغا بزرگ الطهراني قدس اللّه روحه:
«نهج البلاغة» هوكالشمس الطالعة في رائعة النهار في الظهور وعلوالشأن والقدر وارتفاع المحل، قد جعلت رؤيتها لجميع الناس مرأى واحدا، لا تخفي على أحد، فيقبح من العاقل البصير سؤال، ما هي الشمس الطالعة، وهي مما يقتبس من اشراق نورها كافة الكائنات في البر والبحر.
كذلك «النهج» قد طبقت شهرته الشرق والغرب، ونثر خبره في اوساط الخافقين ويتنور من تعليمات «النهج» جميع افراد البشر لصدوره عن باب معدن الوحي الالهي، فهوتلوالقرآن الكريم في التبليغ والتعليم وفيه دواء كل عليل وسقيم، ودستور للعمل بموجبات سعادة الدنيا وسيادة دار النعيم وقد قيل فيه:
نهج البلاغة نهج العلم والعمل فاسلكه يا ساح تبلغ غاية الامل‏

قال السيد عبد الزهراء الحسيني:
كنت مولعا بكتاب «نهج البلاغة» منذ حداثة سني، أجعله سمير وحدتي وأنيس وحشتي، أستظهر فصولا من خطبه وأحفظ قطعا من رسائله، وألتقط دررا من حكمه، وكان هذا الولع يتضاعف كلما اتسعت مداركي، وتضاعف معلوماتي، ومن أجل ذلك أنخت عن كل ما يتعلق به وما كتب حوله.

قال صبحي صالح:
لا بد لدارس «نهج البلاغة» أن يلم بهذه الوقائع التاريخية ولومن خلال لمحة خاطفة عجلى ليعرف السر في غروب شمس الخلافة الراشدة بين المسلمين الاولين الذين استروحوا شذا النبوة ونعموا بظلالها الوارفة، واستناروا بما يلوح من أضوائها الباقية.
لا بد لدارس «النهج» ان يلم بهذه الحقائق ليرى رأي العين كيف تحولت هذه الخلافة الراشدة الى ملك عضوض، وكيف اشعلت من أجلها الحروب الطاحنة، وأثخنت الامة في سبيلها بالجراح الدامية، وأصيب مقتلها بمصرع امام الهدى علي كرم اللّه وجهه.
ثم لا بد لدارس «النهج» ان يكون لنفسه صورة حقيقة عن تلك الحقبة من تاريخ المسلمين ليستنبط البواعث النفسيه التي حملت عليا على الاكثار في خطبة من النقد والتعويض، والعتاب والتقريع، والتذمر والشكوى، فقد عاندته الايام، وعجت خلافته عجيجا بالاحداث الجريرة وخابت آماله في تحقيق الاصلاح.

قال الهادي كاشف الغطاء:
إن «نهج البلاغة» من كلام مولانا أمير المؤمنين وامام الموحدين باب مدينة العلم علي بن ابي طالب- عليه السلام- من اعظم الكتب الاسلامية شانا، وارفعها قدرا، وأجمعها محاسن وأعلالها منازل، نور لمن استضاء به، ونجاة لمن تمسك بعراه، وبرهان لمن اعتمده، ولب لمن تدبره أقواله فصل وأحكامه عدل حاجة العالم والمتعلم، وبغية الراغب والزاهد وبلغة السائس والمسوس، ومنية المحارب والمسالم، والجندي والقائد.
فيه من الكلام في التوحيد والعدل ومكارم الشيم ومحاسن الاخلاق والترغيب والترهيب والوعظ والتحذير، وحقوق الراعي والرعية واصول المدنية الحقة، وما ينقع الغلة ويزيل العلة، لم تعرف المباحث الكلامية إلّا منه، ولم يكن الّا عيالا عليه، فهوقدوة فطاحلها وامام افضلها.

قال محمد محي الدين :
«نهج البلاغة» هوالكتاب الذي جمع بين دفتيه عيون البلاغة وفنونها، وتهيئات به للناظر فيه اسباب الفصاحة، ودنا منه قطافها، اذ كان من كلام أفصح الخلق بعد الرسول- صلى اللّه عليه وسلم- منطقا وأشدّهم اقتدارا، وأبرعهم حجة، وأملكهم لغة.
يدبرها كيف شاء الحكيم الذي تصدر الحكمة عن بيانه، والخطيب الذي يملا القلب سحر لسانه العالم الذي تهيأ له من خلاط الرسول وكتابة الوحي، والكفاح عن الدين بسيفه ولسانه منذ حداثته ما لم يتهيأ لاحد سواه.

قال الاستاذ امتياز علي خان العرشي:
يعد كتاب «نهج البلاغة» من خطب سيدنا علي بن أبي طالب ورسائله وحكمه، ومما يضاعف الكتاب اهمية ان علي بن أبي طالب كان على بلاغته المبتكرة أحد الخلفاء الراشدين، اواماما معصوما عند طائفة من المسلمين.

قال الشيخ محمد عبده:
فقد أوفى لي حكم القدر بالاطلاع على كتاب «نهج البلاغة» مصادفة بلا تعمد أصبته على تغير حال، وتبلبل بال، وتزاحم‏ أشغال، وعطلة من أعمال، فحسبته تسلية وحيلة للتخلية، فتصفحت بعض صفحاته، وتأملت جملا من عباراته من مواضع مختلفات ومواضع متفرقات، فكان يخيل لي في كل مقام أنّ حروبا شبت، وغارات شنت، وأن للبلاغة دولة، وللفصاحة صولة، وأن للأوهام عرامة، وللريب عارة، وأن جحافل الخطابة وكتاب الدراية في عقود النظام، وصفوف الانتظام، تنافح بالصفيح الابلج والقويم الاملج.
إنّ مدبر تلك الدولة، وباصل تلك الصولة، هوحامل لوائها الغالب أمير المؤمنين علي بن أبي طالب، كنت كلما انتقلت من موضع إلى موضع، أحس بتغير المشاهد، وتحول المعاهد، فتارة كنت أجدني في عالم يغمره من المعاني أرواحا عالية في حلل من العبارات الزاهية.
طورا كانت تنكشف لي الجمل عن وجود باسرة وأنياب كاشرة. وأرواح في اشباه النمور ومخالب النسور، قد تحفزت للوثاب، ثم انقضت للاختلاف، فحلّت القلوب عن هواها، وأخذت الخواطر دون مرماها، واغتلت فاسد الهواء وباطل الآراء.
أحيانا كنت أشهد أن عقلا نورانيا، لا يشبه جسدانيا، فصل عن المواكب الالهي، وأتصل بالروح الانساني، فخلعه عن غاشيات الطبيعة، وسما به إلى الملكوت الاعلى، ونما به إلى مشهد النور الاجلي، وسكن به إلى عمار جانب التقديس به استخلاصه من شوائب التلبيس.
آنات كأني اسمع خطيبا ينادي بأعلياء الحكمة، وأولياء أمر الامة، يعرفهم مواضع مواقع الصواب، ويبرهم مواقع الارتياب، يحذرهم مزالق الاضطراب، ويرشدهم إلى دقائق السياسة ويهديهم طرق الكياسة، ويرتفع بهم الى منصفات الرئاسة، ويسعدهم شرف التدبير، ويشرف بهم على حسن المصير.
ذلك الكتاب الجليل، هوجملة ما اختاره السيد الشرف الرضي- رحمه اللّه- من كلام سيدنا ومولانا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب كرم اللّه وجهه، جمع متفرقه وسماه هذا الاسم «نهج البلاغة» ولا أعلم اسما أليق بالدلالة على معناه منه، وليس في وسعي أن أصف هذا الكتاب بأزيد مما دل عليه اسمه، ولا ان آتي بشي‏ء في بيان مزيته فوق ما أتى به صاحب الاختيار.
أقول: كلمات الباحثين عن «نهج البلاغة» في هذا الباب كثيرة، وفيما ذكرناه كفاية.

من مقدمة كتاب اعلام نهج البلاغة للسرخسي

****************************