وقال (عليه السلام): مَنْهُومَانِ لاَ يَشْبَعَانِ: طَالِبُ عِلْم، وَطَالِبُ دُنْيَا.                
وقال (عليه السلام): الغِنَى والْفَقْرُ بَعْدَ الْعَرْضِ عَلَى اللهِ.                
وقال (عليه السلام): مَا لاِبْنِ آدَمَ وَالْفَخْرِ: أَوَّلُهُ نُطْفَةٌ، وَآخِرُهُ جِيفَةٌ، و َلاَ يَرْزُقُ نَفْسَهُ، وَلاَ يَدفَعُ حَتْفَهُ.                
وقال (عليه السلام) : مَنْ كَرُمَتْ عَلَيْهِ نَفْسُهُ هَانَتْ عَلَيْهِ شَهْوَتُهُ .                
وقال (عليه السلام): زُهْدُكَ فِي رَاغِب فِيكَ نُقْصَانُ حَظّ، وَرَغْبَتُكَ فِي زَاهِد فِيكَ ذُلُّ نَفْس.                
وقال (عليه السلام): مَا أَخَذَ اللهُ عَلَى أَهْلِ الْجَهْلِ أَنْ يَتَعَلَّمُوا حَتَّى أَخَذَ عَلَى أَهْلِ الْعِلْمِ أَنْ يُعَلِّمُوا.                
وقال (عليه السلام): إذَا كَانَ في رَجُل خَلَّةٌ رَائِعَةٌ فَانْتَظِرْ أَخَوَاتِهَا.                

Search form

إرسال الی صدیق
سيرة الإمام عليه السلام في عصر النبي - الاول

لبيب بيضون

 

عصر النبي (ص)

قريش ومناهضتهم للنبي وللامام

قال الامام علي (ع):

مستنهضا أنصاره: قاتلكم اللّه لقد ملأتم قلبي قيحا، وشحنتم صدري غيضا،وجرّعتموني نغب التّهمام (أي جرع الهم) أنفاسا، وأفسدتم عليّ رأيي بالعصيان والخذلان، حتّى لقد قالت قريش: إنّ ابن أبي طالب رجل شجاع، ولكن لا علم له بالحرب. للّه أبوهم وهل أحد منهم أشدّ لها مراسا، وأقدم فيها مقاما منّي لقد نهضت فيها وما بلغت العشرين، وهأنذا قد ذرّفت على السّتّين ولكن لا رأي لمن لا يطاع. (الخطبة ٢٧، ٧٨)

مالي ولقريش واللّه لقد قاتلتهم كافرين، ولأقاتلنّهم مفتونين. وإنّي لصاحبهم بالأمس، كما أنا صاحبهم اليوم واللّه ما تنقم منّا قريش إلاّ أنّ اللّه اختارنا عليهم، فأدخلناهم في حيّزنا، فكانوا كما قال الأوّل:

 

أدمت لعمري شربك المحض صابحا       *****           وأكلك بالزّبد المقشّرة البجرا

ونحن وهبناك العلاء ولم تكن عليّا، وحطنا حولك الجرد والسّمرا (الخطبة ٣٣، ٩٠)

لما انتهت اليه اخبار السقيفة بعد وفاة رسول اللّه (ص) قال (ع): فماذا قالت قريش؟ قالوا: احتجت بأنها شجرة الرسول صلّى اللّه عليه وآله وسلم فقال عليه السلام: احتجّوا بالشّجرة، وأضاعوا الثّمرة (يعني آل البيت). (الخطبة ٦٥، ١٢٢)

فعند ذلك تودّ قريش بالدّنيا وما فيها لويرونني مقاما واحدا، ولوقدر جزر، جزور، لأقبل منهم ما أطلب اليوم بعضه فلا يعطونيه (الخطبة ٩١، ١٨٥)

اللّهمّ إنّي أستعينك على قريش ومن أعانهم فإنّهم قطعوا رحمي، وصغّروا عظيم منزلتي، وأجمعوا على منازعتي أمرا هولي. ثمّ قالوا: ألا إنّ في الحقّ أن تأخذه، وفي الحقّ أن تتركه. (الخطبة ١٧٠، ٣٠٦)

قال (ع) يذكر مجي‏ء وفد من كفار قريش لمناقشة النبي (ص): ولقد كنت معه صلّى اللّه عليه وآله لمّا أتاه الملأ من قريش، فقالوا له: يا محمّد، إنّك قد ادّعيت عظيما لم يدّعه آباؤك ولا أحد من بيتك ونحن نسألك أمرا إن أنت أجبتنا إليه وأريتناه، علمنا أنّك نبيّ ورسول، وإن لم تفعل علمنا أنّك ساحر كذّاب. (الخطبة ١٩٠، ٤، ٣٧٤)

ونشهد أنّ محمّدا عبده ورسوله. خاض إلى رضوان اللّه كلّ غمرة، وتجرّع فيه كلّ غصّة. وقد تلوّن له الأدنون، وتألّب عليه الأقصون. وخلعت إليه العرب أعنّتها، وضربت إلى محاربته بطون رواحلها، حتّى أنزلت بساحته عداوتها، من أبعد الّدار وأسحق المزار (أي أقصاه). (الخطبة ١٩٢، ٣٨٠)

وقال (ع) في التظلم والتشكي من قريش: اللّهمّ إنّي أستعديك على قريش ومن أعانهم. فإنّهم قد قطعوا رحمي، وأكفؤوا إنائي، وأجمعوا على منازعتي حقا كنت أولى به من غيري. وقالوا: ألا إنّ في الحقّ أن تأخذه، وفي الحقّ أن تمنعه، فاصبر مغموما، أومت متأسّفا. فنظرت... (الخطبة ٢١٥، ٤١٣)

ومن كلام له (ع) لما مرّ بطلحة وهوقتيل يوم الجمل فقال: لقد أصبح أبومحمّد بهذ المكان غريبا أما واللّه لقد كنت أكره أن تكون قريش قتلى تحت بطون الكواكب أدركت وتري من بني عبد مناف، وأفلتتني أعيان بني جمح، لقد أتلعوا أعناقهم إلى أمر لم يكونوا أهله، فوقصوا دونه. (الخطبة ٢١٧، ٤١٤)

من كتاب له (ع) الى معاوية: فأراد قومنا قتل نبيّنا، واجتياح أصلنا. وهمّوا بنا الهموم، وفعلوا بنا الأفاعيل. ومنعونا العذب، وأحلسونا (أي الزمونا) الخوف، واضطرّونا إلى جبل وعر (يقصد بذلك شعب أبي بذلك)، وأوقدوا لنا نار الحرب. فعزم اللّه لنا على الذّبّ عن حوزته، والرّمي من وراء حرمته. مؤمننا يبغي بذلك الأجر، وكافرنا يحامي عن الأصل. ومن أسلم من قريش خلوممّا نحن فيه، بحلف يمنعه أوعشيرة تقوم دونه. فهومن القتل بمكان أمن (كان المسلمون من غير أهل البيت )ع( آمنين على أنفسهم، اما بتحالفهم مع بعض القبائل أوبالاعتماد على قبائلهم). (الخطبة ٢٤٨، ٤٤٧)

وقال (ع) من كتاب له لأخيه عقيل: فدع عنك قريشا وتركاضهم (أي ركضهم الشديد) في الضّلال، وتجوالهم في الشّقاق، وجماحهم في التّيه. فإنّهم قد أجمعوا على حربي كإجماعهم على حرب رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم قبلي. فجزت قريشا عنّي الجوازي فقد قطعوا رحمي، وسلبوني سلطان ابن أميّ «يريد رسول اللّه (ص)». (الخطبة ٢٧٥، ٤٩٤)

وسئل (ع) عن قريش فقال: أمّا بنومخزوم فريحانة قريش، تحبّ حديث رجالهم، والنّكاح في نسائهم. وأمّا بنوعبد شمس، فأبعدها رأيا، وأمنعها لما وراء ظهورها. وأمّا نحن فأبذل لما في أيدينا، وأسمح عند الموت بنفوسنا. وهم أكثر وأمكر وأنكر، ونحن أفصح وأنصح وأصبح. (١٢٠ ح، ٥٨٧)

الهجرة المهاجرون والأنصار

قال الامام علي (ع):

والهجرة قائمة على حدّها الأوّل. ما كان للّه في أهل الأرض حاجة من مستسرّ الإمّة (أي الحالة) ومعلنها. لا يقع اسم الهجرة على أحد بمعرفة الحجّة في الأرض. فمن عرفها وأقرّ بها فهومهاجر. ولا يقع اسم الاستضعاف على من بلغته الحجّة، فسمعتها أذنه ووعاها قلبه. (الخطبة ١٨٧، ٣٤٩)

وقال (ع) عن هجرته ولحاقه بالنبي (ص): فجعلت أتبع مأخذ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله فأطأ ذكره، حتّى انتهيت إلى العرج (وهوموضع بين مكة والمدينة). (الخطبة ٢٣٤، ٤٣٦)

وقال (ع) في مدح الانصار: هم واللّه ربّوا الإسلام كما يربّى الفلو(أي المهر اذا فطم أوبلغ السنة) مع غنائهم (أي استغنائهم) بأيديهم السّباط وألسنتهم السّلاط. (٤٦٥ ح، ٦٥٩)

غزوات النبي

من كتاب له (ع) الى معاوية يبين له أن الاسلام قام على أكتاف بني هاشم: وكان رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله إذا احمرّ البأس وأحجم النّاس، قدّم أهل بيته، فوقى بهم أصحابه حرّ السّيوف والأسنّة، فقتل عبيدة بن الحارث يوم بدر، وقتل حمزة يوم أحد، وقتل جعفر يوم مؤتة. (الخطبة ٢٤٨، ٤٤٨)

ومن كتاب له (ع) الى معاوية: فأنا أبوحسن قاتل جدّك وأخيك وخالك شدخا يوم بدر... (الخطبة ٢٤٩، ٤٥٠)

ومن كتاب له (ع) الى معاوية: وعندي السّيف الّذي أعضضته بجدّك وخالك وأخيك، في مقام واحد. (يومي بذلك الى جد معاوية لأمه عتبة بن أبي ربيعة، وخاله الوليد بن عتبة، وأخوه حنظلة بن أبي سفيان، الذين قتلهم الامام علي عليه السلام معا في غزوة بدر). (الخطبة ٣٠٣، ٥٥١)

كنّا إذا احمرّ البأس اتّقينا برسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم فلم يكن أحد منّا أقرب إلى العدومنه. (٩ غريب كلامه ٦١٧)

وصف أصحاب النبي وجهادهم

ومن كلام له (ع) يصف اصحاب رسول اللّه (ص) وذلك يوم صفين حين أمر الناس بالصلح: ولقد كنّا مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله نقتل آباءنا وأبناءنا وإخواننا وأعمامنا، ما يزيدنا ذلك إلاّ إيمانا وتسليما، ومضيّا على اللّقم، وصبرا على مضض الألم، وجدّا في جهاد العدوّ. ولقد كان الرّجل منّا والآخر من عدوّنا يتصاولان تصاول الفحلين، يتخالسان أنفسهما، أيّهما يسقي صاحبه كأس المنون، فمرّة لنا من عدوّنا، ومرّة لعدوّنا منّا. فلمّا رأى اللّه صدقنا أنزل بعدوّنا الكبت، وأنزل علينا النّصر، حتّى استقرّ الإسلام ملقيا جرانه، ومتبوّئا أوطانه. (الخطبة ٥٦، ١١١)

لقد رأيت أصحاب محمّد صلّى اللّه عليه وآله فما أرى أحدا يشبههم منكم لقد كانوا يصبحون شعثا غبرا، وقد باتوا سجّدا وقياما، يراوحون بين جباههم وخدودهم، ويقفون على مثل الجمر من ذكر معادهم كأنّ بين أعينهم ركب المعزى من طول سجودهم إذا ذكر اللّه هملت أعينهم حتّى تبلّ جيوبهم، ومادوا كما يميد الشّجر يوم الرّيح العاصف، خوفا من العقاب، ورجاء للثّواب. (الخطبة ٩٥، ١٩٠)

قوم واللّه ميامين الرّأي، مراجيح الحلم، مقاويل بالحقّ، متاريك للبغي، مضوا قدما على الطّريقة، وأوجفوا على المحجّة، فظفروا بالعقبى الدّائمة، والكرامة الباردة (أي الهنيئة). (الخطبة ١١٤، ٢٢٥)

أين القوم الّذين دعوا إلى الإسلام فقبلوه، وقرؤوا القرآن فأحكموه، وهيجوا إلى الجهاد فولهوا وله اللّقاح إلى أولادها (اللقاح جمع لقوح وهي الناقة). وسلبوا السّيوف أغمادها، وأخذوا بأطراف الأرض زحفا زحفا وصفّا صفّا. بعض هلك وبعض نجا، لا يبشّرون بالأحياء، ولا يعزّون عن الموتى. مره العيون من البكاء، خمص البطون من الصّيام، ذبل الشّفاه من الدّعاء، صفر الألوان من السّهر، على وجوههم غبرة الخاشعين. أولئك إخواني الذّاهبون، فحقّ لنا أن نظمأ إليهم، ونعضّ الأيدي على فراقهم. (الخطبة ١١٩، ٢٢٩)

فلقد كنّا مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وإنّ القتل ليدور على الآباء والأبناء والإخوان والقرابات، فما نزداد على كلّ مصيبة وشدّة إلاّ إيمانا، ومضيّا على الحقّ، وتسليما للأمر، وصبرا على مضض الجراح. (الخطبة ١٢٠، ٢٣١)

وقال (ع) يصف أصحاب رسول اللّه (ص): لم يمنّوا على اللّه بالصّبر، ولم يستعظموا بذل أنفسهم في الحقّ. حتّى إذا وافق وارد القضاء انقطاع مدّة البلاء، حملوا بصائرهم على أسيافهم، ودانوا لربّهم بأمر واعظهم. (الخطبة ١٤٨، ٢٦٣)

وكان رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله إذا احمرّ البأس، وأحجم النّاس، قدّم أهل بيته، فوقى بهم أصحابه حرّ السّيوف، والأسنّة. فقتل عبيدة بن الحارث يوم بدر، وقتل حمزة يوم أحد، وقتل جعفر يوم مؤتة... (الخطبة ٢٤٨، ٤٤٨)

الامام علي والنبي الاعظم رثاء النبي بعد وفاته

من كلام للامام (ع) وقد رأى رسول اللّه (ص) في منامه، في سحرة اليوم الذي ضرب فيه، فشكا له حاله من أمته. فقال (ص) ادع عليهم: فقال عليه السّلام: أبدلني اللّه بهم خيرا منهم، وأبدلهم بي شرّا لهم منّي. (الخطبة ٦٨، ١٢٤)

قال (ع): واللّه ما أسمعكم الرّسول شيئا إلاّ وها أنا ذا مسمعكموه. (الخطبة ٨٧، ١٥٨)

قال (ع): اللّهمّ إنّي أوّل من أناب، وسمع وأجاب، لم يسبقني إلاّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم بالصّلاة. (الخطبة ١٢٩، ٢٤٢)

واللّه لوشئت أن أخبر كلّ رجل منكم بمخرجه ومولجه، وجميع شأنه لفعلت.

ولكن أخاف أن تكفروا فيّ برسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله. (الخطبة ١٧٣، ٣١١)

وقال (ع) في الخطبة القاصعة: وقد علمتم موضعي من رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله بالقرابة القريبة والمنزلة الخصيصة. وضعني في حجره وأنا ولد يضمّني إلى صدره، ويكنفني في فراشه. ويمسّني جسده، ويشمّني عرفه. وكان يمضغ الشّي‏ء ثمّ يلقمنيه. وما وجد لي كذبة في قول، ولا خطلة في فعل. ولقد قرن اللّه به صلّى اللّه عليه وآله من لدن أن كان فطيما أعظم ملك من ملائكته، يسلك به طريق المكارم، ومحاسن أخلاق العالم، ليله ونهاره. ولقد كنت أتّبعه اتّباع الفصيل (ولد الناقة) أثر أمّه. يرفع لي في كلّ يوم من أخلاقه علما، ويأمرني بالاقتداء به. ولقد كان يجاور في كلّ سنة بحراء، فأراه ولا يراه غيري. ولم يجمع بيت واحد يومئذ في الإسلام غير رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وخديجة، وأنا ثالثهما. أرى نور الوحي والرّسالة، وأشمّ ريح النّبوّة. ولقد سمعت رنّة الشّيطان حين نزل الوحي عليه (ص) فقلت يا رسول اللّه.. ما هذه الرّنّة؟ فقال: هذا الشّيطان قد أيس من عبادته. إنّك تسمع ما أسمع وترى ما أرى إلاّ أنّك لست بنبيّ ولكنّك لوزير، وإنّك لعلى خير. «تراجع تتمة الكلام في المبحث (٥٢) المعجزات». (الخطبة ١٩٠، ٤، ٣٧٣)

ومن كلام له (ع): ينبه فيه على فضيلته:

ولقد علم المستحفظون من أصحاب محمّد صلّى اللّه عليه وآله أنّي لم أردّ على اللّه ولا على رسوله ساعة قطّ. ولقد واسيته بنفسي في المواطن الّتي تنكص فيها الأبطال، وتتأخّر فيها الأقدام، نجدة أكرمني اللّه بها.

ولقد قبض رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وإنّ رأسه لعلى صدري. ولقد سالت نفسه في كفّي، فأمررتها على وجهي. ولقد ولّيت غسله صلّى اللّه عليه وآله والملائكة أعواني. فضجّت الدّار والأفنية: ملأ يهبط، وملأ يعرج. وما فارقت سمعي هينمة منهم (الصوت الخفي). يصلّون عليه حتّى واريناه في ضريحه. فمن ذا أحقّ به منّي حيّا وميّتا؟ فانفذوا على بصائركم، ولتصدق نيّاتكم في جهاد عدوّكم. فوالّذي لا إله إلاّ هوإنّي لعلى جادّة الحقّ، وإنّهم لعلى مزلّة الباطل. أقول ما تسمعون، وأستغفر اللّه لي ولكم. (الخطبة ١٩٥، ٣٨٦)

من كلام له (ع): ناجى به رسول اللّه (ص) عند دفن فاطمة الزهراء (ع): قلّ يا رسول اللّه عن صفيّتك صبري، ورقّ عنها تجلّدي. إلاّ أنّ في التّأسّي لي بعظيم فرقتك، وفادح مصيبتك، موضع تعزّ. فلقد وسّدتك في ملحودة قبرك، وفاضت بين نحري وصدري نفسك فَإِنَّا لِلّهِ وإنّا إلَيْهِ رَاجِعُونَ ». (الخطبة ٢٠٠، ٣٩٥)

... وليس كلّ أصحاب رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم من كان يسأله ويستفهمه... وكان لا يمرّ بي من ذلك شي‏ء إلاّ سألته عنه وحفظته. (الخطبة ٢٠٨، ٤٠٣)

وقال (ع) وهويلي غسل رسول اللّه (ص) وتجهيزه: بأبي أنت وأمّي يا رسول اللّه لقد انقطع بموتك ما لم ينقطع بموت غيرك من النّبوّة والإنباء وأخبار السّماء. خصّصت حتّى صرت مسلّيا عمّن سواك (أي ان النبي خصص أقاربه وأهل بيته حتى كان فيه الغنى والسلوة لهم عن جميع من سواه)، وعمّمت حتّى صار النّاس فيك سواء. ولولا أنّك أمرت بالصّبر، ونهيت عن الجزع، لأنفدنا عليك ماء الشّؤون. ولكان الدّاء مماطلا، والكمد محالفا، وقلاّ لك (أي انهما قليلان في جنبك) ولكنّه ما لا يملك ردّه، ولا يستطاع دفعه. بأبي أنت وأمّي اذكرنا عند ربّك، واجعلنا من بالك. (الخطبة ٢٣٣، ٤٣٥)
وقال (ع): على قبر رسول اللّه (ص) ساعة دفنه: إنّ الصّبر لجميل إلاّ عنك، وإنّ الجزع لقبيح إلاّ عليك. وإنّ المصاب بك لجليل. وإنّه قبلك وبعدك لجلل (أي لحقير). (٢٩٢ ح، ٦٢٥)

يتبع .....

****************************