وقال (عليه السلام): مَا أَخَذَ اللهُ عَلَى أَهْلِ الْجَهْلِ أَنْ يَتَعَلَّمُوا حَتَّى أَخَذَ عَلَى أَهْلِ الْعِلْمِ أَنْ يُعَلِّمُوا.                
وقال (عليه السلام): يَهْلِكُ فِيَّ رَجُلاَنِ: مُحِبٌّ مُفْرِطٌ، وَبَاهِتٌ مُفْتَر.                
وقال (عليه السلام): الْغِيبَةُ جُهْدُ الْعَاجزِ.                
وقال (عليه السلام): زُهْدُكَ فِي رَاغِب فِيكَ نُقْصَانُ حَظّ، وَرَغْبَتُكَ فِي زَاهِد فِيكَ ذُلُّ نَفْس.                
وقال (عليه السلام): إذَا كَانَ في رَجُل خَلَّةٌ رَائِعَةٌ فَانْتَظِرْ أَخَوَاتِهَا.                
وقال (عليه السلام): مَا مَزَحَ امْرُؤٌ مَزْحَةً إِلاَّ مَجَّ مِنْ عَقْلِهِ مَجَّةً.                
وقال (عليه السلام): الرِّزْقُ رِزْقَانِ: طَالِبٌ، وَمَطْلُوبٌ، فَمَنْ طَلَبَ الدُّنْيَا طَلَبَهُ الْمَوْتُ حَتَّى يُخْرِجَهُ عَنْهَا،مَنْ طَلَبَ الاْخِرَةَ طَلَبَتْهُ الدُّنْيَا حَتَّى يَسْتَوْفِيَ رِزْقَهُ مِنْهَا.                

Search form

إرسال الی صدیق
من قصص نهج البلاغة (الحسن والحسين عليهما السلام في معركة صفين)

الحسن والحسين (عليهما السلام ) في معركة صفين

قال أميرالمؤمنين(عليه السلام) في بعض أيام صفين وقد رأى الحسن والحسين(عليهما السلام) يتشرع إلى الحرب:
«امْلِكُوا عنِّي هذَا الْغُلاَمَ لاَ يَهُدَّنِي، فَإِنَّنِي أَنْفَسُ بِهذَيْنِ ـ يَعْنِي الحَسَنَ وَالْحُسَيْنَ(عليهما السلام) ـ عَلَى الْمَوْتِ، لِئَلاَّ يَنْقَطِعَ بِهِمَا نَسْلُ رَسُولِ اللهِ(صلى الله عليه وآله وسلم)»  [١].
وقيل يوماً لمحمّد ابن الحنفية، (وهو ابن آخر لأميرالمؤمنين(عليه السلام)): لِمَ يغرر بك أبوك في الحرب ولِمَ لا يغرر بالحسن والحسين؟
فقال: لأ نّهما عيناه وأنا يمينه، فهو يذبّ عن عينيه بيمينه  [٢].
وبمناسبة هذه القصة، ننقل قصة لطيفة أُخرى تتعلّق بالحسن والحسين(عليهما السلام):
قال عامر الشعبي: بعث إليَّ الحجاج ذات ليلة فخشيت فقمت فتوضأت وأوصيت ثمّ دخلت عليه فنظرت فإذا نطع منشور والسيف مسلول، فسلمت عليه فرد عليَّ السلام فقال: لا تخف فقد أمنتك الليلة وغداً إلى الظهر وأجلسني عنده ثمّ أشار فأتي برجل مقيد مكبول والأغلال فوضعوه بين يديه فقال: إن هذا الشيخ يقول: إن الحسن والحسين كانا ابني رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) ليأتيني بحجّة من القرآن وإلاّ لأضربن عنقه.
فقلت: يجب أن تحل قيده فإنّه إذا احتج فإنّه لا محالة يذهب وإن لم يحتج فإن السيف لا يقطع هذا الحديد. فحلّوا قيوده وكبوله، فنظرت فإذا هو سعيد بن جبير فحزنت بذلك وقلت: كيف يجد حجة على ذلك من القرآن، فقال له الحجاج: ائتني بحجة من القرآن على ما ادعيت وإلاّ أضرب عنقك.
فقال له: انتظر، فسكت ساعة ثمّ قال له مثل ذلك، فقال: انتظر! فسكت ساعة ثمّ قال له مثل ذلك فقال: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ثمّ قال: (وَوَهَبْنَا لَهُ إسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ كُلا هَدَيْنَا وَنُوحاً هَدَيْنَا مِنْ قَبْلُ وَمِنْ ذُرِّيَّتِهِ دَاوُدَ وَسُلَيْمَانَ وَأيُّوبَ وَيُوسُفَ وَمُوسَى وَهَارُونَ وَكَذَلِكَ نَجْزِي المُحْسِنِينَ) ثمّ سكت وقال للحجاج: اقرء ما بعده فقرأ: (وَزَكَرِيَّا وَيَحْيَى وَعِيسَى وَإلْيَاسَ كُلٌّ مِنَ الصَّالِحِينَ) فقال سعيد: كيف يليق هاهنا عيسى؟ قال: إنّه كان من ذريته، قال: إن كان عيسى من ذرية إبراهيم ولم يكن له أب بل كان ابن ابنته فينسب إليه معه إلى داره وأذن له في الرجوع.
قال الشعبي: فلما أصبحت قلت في نفسي: قد وجب عليَّ أن آتي هذا الشيخ فأتعلم منه معاني القرآن لأ نّي كنت أظن أ نّي أعرفها فإذا أنا لا أعرفها فأتيته فإذا هو في المسجد وتلك الدنانير بين يديه يفرقها عشراً عشراً ويتصدق بها ثمّ قال: هذا كله ببركة الحسن والحسين(عليهما السلام)، لئن كنا أغممنا واحداً لقد أفرحنا ألفاً وأرضينا الله ورسوله(صلى الله عليه وآله وسلم) [٣] .

-------------------------------------------------

 

[١] . نهج البلاغة: ٢/١٨٦.

[٢] . شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد: ١١/٢٨.

[٣] . بحار الأنوار: ٤٣/٢٢٩.

****************************