الدكتور جواد المصطفوي
بسم الله الرحمن الرحيم
"نهج البلاغة" كتاب يحتوي على (٢٣٩) خطبة و(٧٩) رسالة و(٤٨٠) من الكلمات القصار قالها أمير المؤمنين علي بن أبي طالب(ع) في مدة خلافته القصيرة وقد دونها محمد بن حسين الموسوي المعروف "بالشريف الرضي" (٣٥٩ ـ ٤٠٦) هـ وهو من كبار علماء المسلمين الشيعة وذلك عام (٤٠٠) هـ .
والهدف من تدوين "نهج البلاغة" ذكره الشريف الرضي في مقدمة الكتاب حيث قال: "فإني كنت في عنفوان السن وغضاضة الغصن ابتدأت بتأليف كتاب في "خصائص الأئمة" (عليهم السلام) يشتمل على محاسن أخبارهم وجواهر كلامهم حداني عليه غرض (ذكرته في صدر الكتاب).
ولما فرغت من الخصائص التي تخص أمير المؤمنين علياً صلوات الله عليه (وعاقت عن إتمام بقية الكتاب محاجزات الأيام) ... سألني (جماعة من الأصدقاء) عند ذلك أن ابدأ بتأليف كتاب يحتوي على المختار من كلام أمير المؤمنين(ع) في جميع فنونه ومتشعبات غصونه من خطب ومواعظ وأدب .. إذ كان أمير المؤمنين عليه السلام شرع الفصاحة وموردها ومنشأ البلاغة ومولدها ومنه عليه السلام ظهر مكنونها وعنه أخذت قوانينها وعلى أمثلته حذا كل قائل خطيب وبكلامه استعان كل واعظ بليغ ومع ذلك فقد سبق وقصروا وتقدم وتأخروا لأن كلامه عليه السلام الكلام الذي عليه مسحة من العلم الإلهي وفيه عبقة من الكلام النبوي فأجبتهم إلى الابتداء بذلك.. ورأيت من بعد تسمية الكتاب بنهج البلاغة إذ كان يفتح للناظر منه أبوابها ويقرب عليه طلابها.." .
إن كتاب "نهج البلاغة" أضاء ونشر شعاعه في سماء العلم والأدب والمعارف الإلهية بصورة دائمة على مدى ألف سنة كأنه شمس مشرقة وقد ترجم إلى لغات العالم الحية كاللغة الإنكليزية والفرنسية والألمانية والفارسية والأردية . وقد كتب له علماء مسلمون مئات الشروح والتعليقات وتبيان اللغات وفهارس الألفاظ ومختارات ومختصرات والمنحى في نهج البلاغة ودروساً من نهج البلاغة .
إن أي كتاب كتب غير ممكن إصدار حكم صائب عليه في السنين الأولى بعد تأليفه؛ لأن الحب والبغض الشخصي والعجلة في الحكم وخفاء نقاط الضعف والقوة تؤدي إلى اختفاء الحقيقة أو قلب الموازين، إلا أن كتاباً على مدى ألف سنة كان قد دقق النظر فيه علماء ومحققون ذوو خبرة وبصيرة لا يمكن أن يحدث له ذلك؛ فكل حكم عليه وتمحيص له يكون مطابقاً للحقيقة والواقع.
"اعتراف العلماء"
درس "نهج البلاغة" وحقق فيه علماء مسلمون من دارسي العلم والأدب من مذاهب إسلامية مختلفة فقالوا لنا نتيجة لتحقيقاتهم ما يلي:
١ ـ "إذا شاء أحد أن يشفي صبابة نفسه من كلام الإمام فليقبل عليه في "النهج" من الدفة وليتعلم المشيء على ضوء "نهج البلاغة" . الأستاذ أمين نخلة
٢ ـ "حفظ عليّ القرآن كله فوقف على أسراره واختلط به لحمه ودمه والقارىء يرى ذلك في "نهج البلاغة" ويلمس فيه مقدار استفادة علي من بيانه وحكمته وناهيك بالقرآن مؤدباً ومهذباً يستنطق البكيء (القليل الكلام) الأبكم فيفتق لسانه بالبيان الساحر والفصاحة العالية فكيف إذا كان مثلاً أعلى في خصوبته وعبقريته واستعداده ممّن صفت نفوسهم وأعرضوا عن الدنيا وأخلصوا للدين فجرت ينابيع الحكمة من قلوبهم متدفقة على ألسنتهم كالمحيطات تجري بالسلس العذب من الكلمات؟" . الأستاذ محمد أمين النواوي
٣ ـ "في كتاب "نهج البلاغة" فيض من أيات التوحيد والحكمة الإلهية تتسع به دراسة كل مشتغل بالعقائد وأصول التأليه وحكم التوحيد" .الأستاذ عباس محمود العقاد
٤ ـ "إن سطراً واحداً من "نهج البلاغة" يساوي ألف سطر من كلام ابن نباتة وهو الخطيب الفاضل الذي اتفق الناس على أنه أوحد عصره في فنه" . ابن أبي الحديد المعتزلي
٥ ـ "لا مفر من الاعتراف بأن "نهج البلاغة" له أصل وإلا فهو شاهد على أن الشيعة كانوا من أقدر الناس على صياغة الكلام البليغ" .الدكتور زكي مبارك
٦ ـ "هذا كتاب "نهج البلاغة" قد استودع من خطب الإمام علي بن أبي طالب سلام الله عليه ما هو قبس من نور الكلام الإلهي وشمس تضيء بفصاحة النطق النبوي" .الشيخ محمود شكري الالوسي
٧ ـ "نهج البلاغة" ذلك الكتاب الذي أقامه الله حجة واضحة على أن علياً كان أحسن مثال حي لنور القرآن وحكمته وعلمه وهدايته وإعجازه وفصاحته اجتمع لعلي في هذا الكتاب مالم يجتمع لكبار الحكماء وأفذاذ الفلاسفة ونوابغ الربانيين من آيات الحكمة السابغة وقواعد السياسة المستقيمة ومن كل موعظة باهرة وحجة بالغة تشهد له بالفضل وحسن الأثر" .الأستاذ محمد حسن نائل الرصفي
٨ ـ "إذا شئت أن تفوق أقرانك في العلم والأدب وصناعة الإنشاء فعليك بحفظ القرآن و"نهج البلاغة" " . الشيخ ناصيف اليازجي
٩ ـ "وإني لإتقد أن النظر في كتاب "نهج البلاغة" يورث الرجولة والشهامة وعظمة النفس لأنه من روح قهار واجه المصاعب بعزائم الأسود" .الدكتور زكي مبارك
١٠ ـ "نهج البلاغة" الكتاب المشهور الذي جمع فيه ... خطب الأمير كرم الله وجهه وكتبه ومواعظه وحكمه وسمي "نهج البلاغة" لما أنه قد اشتمل على كلام يخيل أنه فوق كلام المخلوقين دون كلام الخالق عز وجل قد اتنق مرتبة الإعجاز وابتدع أبكار الحقيقة والمجاز ولله در الناظم حيث يقول فيه:
ألا إن هذا السفر "نهج البلاغة" ***** لمنتهج العرفان مسلكه جلي
على قمم من آل حرب ترفعت ***** كجلمود صخر حطه السيل من "علي" .
الشيخ أبو الثناء شهاب الدين الألوسي البغدادي
١١ ـ "من أراد أن يتعلم الفصاحة والبلاغة ويعرف فضل الكلام بعضه على بعض فليتأمل هذه الخطبة فإن نسبتها إلى كل فصيح من الكلام ـ عدا كلام الله ورسوله ـ نسبة الكواكب المنيرة إلى الحجارة المظلمة الأرضية؛ ثم لينظر الناظر إلى ما عليها من البهاء والجلالة والرواء والديباجة وما تحدثه من الروعة والرهبة والمخافة والخشية حتى لو تليت على زنديق ملحد مصمم على اعتقاد نفي البعث والنشور لهدت قواه وأرعبت قلبه وأضعفت على نفسه وزلزلت اعتقاده؛ فجزى له إثارة بيده وسيفه وتارة بلسانه ونطقه وتارة بقلبه وفكره! إن قيل: جهاد وحرب فهو سيد المجاهديت والمحاربين، وإن قيل: وعظ وتذكير فهو أبلغ الواعظيم والمذكرين، وإن قيل فقه وتفسير فهو رئيش الفقهاء والمفسرين، وإن قيل: عدل وتوحيد فهو إمام أهل العدل والموحدين:
ليس على الله بمستنكر ***** أن يجمع العالم في واحد .
أبن أبي الحديد المعتزلي
١٢ ـ "واعلم أن التوحيد والعدل والمباحث الشريفة الإلهية، ما عرفت إلا من كلام هذا الرجل، وأن كلام غيره من أكابر الصحابة لم يتضمن شيئاً من ذلك أصلاً ولا كانوا يتصورونه ولو تصوروه لذكروه وهذه الفضيلة عندي أعظم فضائله عليه السلام" . ابن أبي الحديد المعتزلي
١٣ ـ "... فتصفحت بعض صفحاته وتأملت جملاً من عباراته من مواضع مختلفات وموضوعات متفرقات فكان يخيل إلي في كل مقام أن حروباً شبت وغارات شنت وإن للبلاغة دولة وللفصاحة صولة... وأن مدبر تلك الدولة وباسل تلك الصولة هو حامل لوائها الغالب علي بن أبي طالب...) .الاستاذ الإمام الشيخ محمد عبده
١٤ ـ "فإن أهل زمانه لم يكن فيهم من يقف إلى جانب الإمام في علوم العربية. وقد ساعدته متجره فيها ومنطقه السليم وقواه الذهنية الخارقة أن يبادر إلى ضبط العربية بأصول وقواعد تستند إلى الدليل والبرهان مما يشير إلى مقدرته العقلية على الوزن والقياس فهو بحق واضع الأساس في العلوم العربية وممهد طريقها لكل من أتى بعده" .جورج جرداق
١٥ ـ ".. هذه الكلمة "للإمام علي" وجدناها شافية كافية ومجزئة مغنية ... فاضلة عن الكفاية وغير مقصرة عن الغاية وأحسن الكلام ما كان قليله يغنيك عن كثيره ... وكان الله عز وجل قد ألبسها من الجلالة وغشاها من نور الحكمة على حسب نية صاحبها وتقوى قائلها" .الجاحظ
من بين أصحاب الرسول صلوات عليه جماعة عرفوا بصيتهم الطيب ونيلهم منازل رفيعه معنوية روحية ولكن ما عرف لأحد منهم أ، لم أثراً خالداً موجّهاً مهذباً مثل "نهج البلاغة" لأمير المؤمنين عليه السلام بل لم يعرف لأحد منهم عشر "نهج البلاغة" كماً ولا واحد من ألف من "نهج البلاغة" كيفاً، ومن هنا يقع المحقق ذو نظرة واقعية في شك وحيرة في نقل هذه المنازل والدرجات للآخرين ، ويحتمل تسرب التعصب والتحيّز المجحف والتزوير وتحريف الأخبار إلى هذه المنقولات .
إلا أن وجود أثر خالد ومشرق مثل "نهج البلاغة" بمثابة ضياء يستدل به على وجود الشمس، لأن العلم والفن غير قابلين للتزوير، فالمرء الذي لم تصل معارفه وعلومه إلى درجة علي بن أبي طالب(ع) لا يستطيع أن ينشىء مثل "نهج البلاغة" ، كما أن المرء مالم يصل جمال خطه درجة خط ابن مقلة لايستطيع أن يزور ويأتي بمثيل خطه.
ما يسلم شخص في العالم بدا منه النبوغ والتفوق من اتهام الحساد وقصيري النظر ومن سوء كلامهم، ليس هناك واحد من نوابغ البشر وحتى أنبياء الله يستثنى من هذا الأمر. لم يكن مدون "نهج البلاغة" وصاحبه بلا نصيب من هذه الكلمات الجارحة ولكن ما دام الكاتب قد دقق وتفحص فإن فصاحة وبلاغة "نهج البلاغة" المثيرين للإعجاب ما ثار حولهما شك وإنكار؛ وكما رأينا أن أدباء وبلغاء العالم قد استحسنوا ومجدوا "نهج البلاغة" واعتبروه بعد القرآن وكلام النبي الأكرم(ص) لا شبيه ولا نظير له.
ربما علة غياب السبيل للشك والاتهام فيما يتعلق "بنهج البلاغة" هي أن أدباء وبلغاء العرب أنفسهم عاجزون أن يأتوا بمثله لذا كانوا مجبرين على الاعتراف بامتياز "نهج البلاغة" .
"نقد ومقارنة كلام الإمام علي"
وكما قلنا أنفاً أن الحكم على أمر بعد ألف سنة يكون خاوياً من كل انحراف عن الصواب؛ ولأجل أن يكون هذا الكلام أوضح نلفت انتباه القراء الكرام إلى نقد وموازنة بعض المحققين من غير الشيعة .
١ ـ أفرد ابن أبي الحديد المعتزلي فصلاً بعد شرح وتوضيح خطبة من خطب "نهج البلاغة" بعنوان "موازنة بين كلام الإمام علي وخطب ابن نباتة".
قال ابن أبي الحديد: "ونحن نذكر في هذا الموضع فصولاً من خطب الخطيب الفاضل عبد الرحيم بن نباتة ـ رحه الله ـ وهو الفائز بقصبات السبق من الخطباء ؛ وللناس غرام عظيم بخطبه وكلامه، ليتأمل الناظر كلام أمير المؤمنين عليه السلام في خطبه ومواعظه، وكلام هذا الخطيب المتأخر الذي وقع الإجماع على خطابته وحسنها وأن مواعظه هي الغاية التي ليس بعدها غاية فمن ذلك قوه: "أيها الناس تجهزوا فقد ضرب فيكم بوق الرحيل وابرزوا فقد قربت لكم نوق التحويل... فالقهقري رحمكم الله عن حبائل العطب القهقري ... بوازع أمّ حبوكري (من أسماء الداهية) ..." والمح ما في "بوق الرحيل" من السفسفة واللفظ العامي الغث والمح ما على قوله "القهقهري" متكررة من الهجنة وأهجن منها "أم حبوكري".
وبخصوص جمل غيرها يقول ابن أبي الحديد: "هل ترى تحت هذا الكلام معنى لطيفاً أو مقصداً رشيقاً!! أو هل تجد اللفظ نفسه جزلاً فصيحاً أو عذباً معسولاً!!.. فليس بمستنكر منا إذ نذكر كلام ابن نباتة في معرض إيرادنا كلام أمير المؤمنين عليه السلام لتظهر فضيلة كلامه عليه السلام بالنسبة إلى هذا الخطيب الفاضل الذي قد اتفق الناس على أنه أوحد عصره في فنه" .
٢ ـ يقول الفلقشندي في كتابه "صبح الأعشى" قال أمير المؤمنين "قيمة كل امرىء ما يحسن" وقد أخذ شاعر هذا المعنى من كلام علي عليه السلام وقال:
فيا لائمي دعني أغالي بقيمتي ***** فقيمة كل الناس ما يحسنونه
إن في الشطر الثاني مضمون جملة علي عليه السلام ولها عيوب كثيرة مثل تبديل لفظ المفرد "كل امرىء" بلفظ الجمع "كل الناس" وزيادة الألفاظ لا فائدة فيها بل مستقبحة مستثقلة ، ومثل كلمة "يحسنونه" فيها حرف متكرر وهو "النون" وقد فصل بينهما حرف واحد ساكن وكذا حرف الفاء في "فقيمة" في أول الجملة مستقبح وبدون فائدة .
مفهوم الحرية عند الإمام علي(ع) أوسع وأعم ... يقول علي نصاً "لا تكن عبد غيرك وقد جعلك الله حراً" فانظر كيف توجه علي بقوله إلى من يريده أن يثق بنفسه ويستشعر روح الحرية ومعناها فالغى في نفسه ما يقوظه على أصل من أصول وجوده وهو أن طبيعة الكون جعلته حراً.
فالحرية في نصه هذا "لا تكن عبد غيرك..." نابعة من أصولها الطبيعية، من الناس الذين لهم وحدهم الحق في أن يقرروا مصيرهم استناداً إلى أنهم أحرار حقاً، لا رأي في ذلك لمن يريد أن يسلبهم هذه الحرية أو "يمنحهم" إياها... وهو بذلك إنما يلقى في نفسه "الإنسان" بذور الثورة على كل ما من شأنه أن يضيق عليه ويسلبه حقه في أن يكون حراً" .
"مصادر نهج البلاغة الباقية حتى الزمن الحاضر"
ذكر الشريف الرضي في نهج البلاغة مصادره ومراجعه في ستة عشر موضعاً وهي:
١ ـ الخطبة (٣٢) من كتاب "البيان والتبيين" للجاحظ .
٢ ـ الخطبة (٨٩) برواية مسعد بن صدقة عن الإمام الصادق كما جاء في نسخة ابن أبي الحديد، واسم الخطبة "الأشباح" .
٣ ـ الخطبة (١٨٠) رويت عن نوف البكالي.
٤ ـ الرسالة (٥٤) نقلت من مقامات أبي جعفر الاسكافي .
٥ ـ الرسالة (٧٤) نقلت من مخطوط هشام الكلبي.
٦ ـ الرسالة "٧٥) من كتاب "الجمل" للواقدي.
٧ ـ الرسالة (٧٨) من "المغازي" لسعيد بن يحيي الأموي.
٨ ـ الكلمة القصيرة (٧٧) روي عن ضرار الضبائي.
٩ ـ الرسالة (٨٨) رويت عن الإمام محمد الباقر(ع) .
١٠ ـ الكلمة القصيرة (١٠٤) روي عن نوف البكالي .
١١ ـ الكلمة القصيرة (١٤٧) نقل عن كميل بن زياد النخعي.
١٢ ـ الكلمة القصيرة (٣٧٣) نقل من تاريخ الطبري.
١٣ ـ الكلمة القصيرة (٣٧٥) نقل عن أبي جحيفة .
١٤ ـ الكلمة القصيرة (٤٣٤) رواه ثعلب عن ابن الأعرابي .
١٥ ـ الكلمة القصيرة (٤٦٦) نقل عن كتاب "المقضب" للمبرد .
١٦ ـ غريب الحديث (٤) نقل عن أبي عبيد القاسم بن سلام .
"شروح نهج البلاغة"
حسب علمنا ليس هناك كتاب في العالم بعد القرآن الكريم، جلب اهتمام العلماء المسلمين كما فعل نهج البلاغة .
وقد شُرح وعُلق عليه وتُرجم إلى لغات عديدة فارسية وإنكليزية وإردية وغيرها وكُتب حول أسلوبه ومختارات منه وفهارس ومصادره وألحق به مستدركات ولا زالوا يفعلون ذلك؛ وهذا معنى الخلود ودوام التألق.
نذكر بعضاً من شروح نهج البلاغة لعلماء من أهل السنة حسب الظاهر والله أعلم بما في قلوبهم:
١ ـ محمد بن عمر المعروف بالفخر الرازي المتوفي (٦٠٦هـ ) هكذا قال القفطي في تاريخ الحكماء ، الشرح لم ينجر كله .
٢ ـ عبد الحميد بن محمد المعروف بابن أبي الحديد المعتزلي المتوفي (٦٥٦هـ ) وقد شرحه في أربع سنوات وثمانية أشهر. ويعتبر شرحاً كاملاً وجامعاً بل يعتبر أفضل الشروح وحتى أ، بعضاً من علماء الشيعة كتبوا خلاصة له ورداً عليه باسم "العقد النضيد" و"سلاسل الحديد" و"الرد على ابن أبي الحديد" .
٣ ـ كتاب باسم "النفائس في شرح نهج البلاغة في مكتبة الأستانة ذكر مؤلفه فقط على أنه من علماء أهل السنة .
٤ ـ الملا سعد الدين التفتازاني الشافعي المتوفى (٧٩٢) مؤلف "المطول" و"الإرشاد" و"تهذيب النطق" .
٥ ـ قوام الدين يوسف بن حسن قاضي بغداد توفي حوالي سنة "٩٢٢هـ ) كما جاء في "كشف الظنون" .
٦ ـ حسن بن محمد الحنفي من علماء اللغة والحديث وكتب شرحاً لصحيح البخاري توفي عام (٦٥٠هـ ) .
٧ ـ الشيخ محمد عبده مفتي مصر المتوفى (١٣٢٣هـ ) .
٨ ـ محيي الدين الخياط ؛ أضاف على شرح محمد عبده بنقل من شرح ابن أبي الحديد.
٩ ـ محمد محيي الدين، أستاذ كلية الآداب ـ جامعة الأؤهر .
١٠ ـ الأستاذ محمد حسن نائل الرصفي وقد شرح ما استغلق معناه في نهج البلاغة وقد طبع بمصر .
١١ ـ محمد أبو الفضل إبراهيم ، شرحه في مجلدين طبعته "دار إحياء الكتب العربية" عام (١٣٨٣هـ ) .
وكل هؤلاء العلماء بالرغم من أنهم من أهل السنة لا يشكون أن نهج البلاغة هو للإمام علي جمعه الشريف الرضي كما جاء في مقدمته لنهج البلاغة حتى أن الشيخ محمد عبده يعتمد على الفاظ نهج البلاغة ويحاجج بها أهل اللغة ففي الخطبة ١٩٥ في ذيل الجملة "ولقد واسيته بنفس" يقول الشيخ: إن أهل الأدب يقولون إن الفصيح أن يقال "آسيته" ألا أن كلام الإمام حجة .
يتبع .......