وقال (عليه السلام): إِذَا قَدَرْتَ عَلَى عَدُوِّكَ فَاجْعَلِ الْعَفْوَ عَنْهُ شُكْراً لِلْقُدْرَةِ عَلَيْهِ .                
وقال (عليه السلام) : مَنْ عَظَّمَ صِغَارَ الْمَصَائِبِ ابْتَلاَهُ اللهُ بِكِبَارِهَا .                
وقال (عليه السلام): مَا لاِبْنِ آدَمَ وَالْفَخْرِ: أَوَّلُهُ نُطْفَةٌ، وَآخِرُهُ جِيفَةٌ، و َلاَ يَرْزُقُ نَفْسَهُ، وَلاَ يَدفَعُ حَتْفَهُ.                
وقال (عليه السلام): إِذَا وَصَلَتْ إِليْكُمْ أَطْرَافُ النِّعَمِ فَلاَ تُنْفِرُوا أَقْصَاهَا بِقِلَّةِ الشُّكْرِ .                
وقال (عليه السلام): زُهْدُكَ فِي رَاغِب فِيكَ نُقْصَانُ حَظّ، وَرَغْبَتُكَ فِي زَاهِد فِيكَ ذُلُّ نَفْس.                
وقال (عليه السلام) : هَلَكَ فِي رَجُلاَنِ: مُحِبٌّ غَال ، وَمُبْغِضٌ قَال .                
وقال (عليه السلام): الْقَنَاعَةُ مَالٌ لاَيَنْفَدُ.                

Search form

إرسال الی صدیق
نهج البلاغة والأفكار الكلامية

وصف نهج البلاغة ذات اللّه سبحانه بالأوصاف الكمالية، وفي نفس الوقت نفى (مقارنته) بالصفات الزائدة على ذاته. والمعتزلة ينفون عنه كل صفة، والأشاعرة يصفونه بكل صفة زائدة على ذاته.

الأشعري (بازدياد) قائل وقال (بالنيابة) المعتزل‏

وهذا هوالذي جعل البعض يتوهم أن ما جاء في نهج البلاغة في هذا الموضوع إنما هومن صنع المتأخرين المتأثرين بأفكار المعتزلة. في حين يعرف المفكرون: أن نهج البلاغة حينما ينفي الصفة إنما ينفي الصفة المحدودة[١] .

أما إنبات الصفة غير المحدودة للذات غير المحدودة فهويستلزم عينية الذات والصفات لا إنكار الصفات كما توهمه المعتزلي، ولوكان المعتزلة قد أدركوا هذه الفكرة لم يكونوا لينفوا بصورة مطلقة ولم يكونوا يقولون بنيابة الذات عن الصفات وكذلك يمكن أن يتوهم المتوهم في ما جاء في الخطبة: ١٨٤ في كلام اللّه تعالى، أنه كلام في أن القرآن قديم أوحادث مخلوق، وهوالنزاع الذي كانت له سوق رائجة بين المتكلمين من المسلمين في العصور المتأخرة عن عصر علي (ع)، وأن ما جاء في نهج البلاغة إنما ألحق بعلي (ع) في ذلك العصر أوفيما بعد.

ولكن يتضح بأدنى تأمل: أن ما جاء في نهج البلاغة ليس في حدوث القرآن وقدمه مما لا معنى له، بل هوفي الأمر التكويني والإرادة الإنشائية للّه سبحانه.

فيقول الإمام (ع): بأن أمر اللّه وارادته الإنشائية هوفعله تعالى، ولهذا فهوحادث متأخر عن ذاته سبحانه، ولوكان قديما في مرتبة ذاته سبحانه لاستلزم أن يكون لذاته ثان وشريك.

ويقول لما أراد كونه: كن، لا بصوت يقرع، ولا بنداء يسمع، وإنما كلامه- سبحانه- فعل منه انشاؤه، ومثله لم يكن من قبل ذلك كائنا. ولوكان قديما لكان إلها ثانيا».

هذا بالإضافة إلى أن الروايات التي وردت في نهج البلاغة في هذا الموضوع، روايات مسندة تتصل إسانيدها إلى عهده (ع). فلما ذا التشكيك إذن وإذا كان هناك شبه بين كلمات الإمام (ع) وبعض كلام المعتزلة فإنما يحتمل أن يكون المعتزلة قد اقتبسوا ذلك منه (ع) لا بالعكس.

وقد جعل المتكلمون من المسلمين- أعم من الشيعة والسنة: الأشعريين والمعتزلين- محور أبحاثهم- استقلال العقل في التحسين والتقبيح وعدم استقلاله‏ في ذلك. وهوأصل للمجتمع البشري، ولكن المتكلمين أجروه حتى في عالم الإرادة الإلهية والسنن الكونية. بينما لا نرى نحن ولوإشارة إلى هذا في جميع نهج البلاغة، كما لا إشارة إليه في القرآن أيضا. فلوكانت أفكار المتكلمين قد تطرقت إلى نهج البلاغة لكنا نجد لهذا أثرا فيه.

من كتاب في رحاب نهج البلاغة

---------------------------------------------------
[١] . فانه عليه السلام قبل ان يقول: ( وكمال الاخلاص نفي الصفات عنه ) قال: ( الذي ليس لصفته حد محدود ولا نعت موجود ) الخطبة الاولى.
****************************