أعزائي....قرأت كتاب نهج البلاغة للأمام علي (ع) وبه الكثير من الحكم التي يتمنى الإنسان أن يتصف بها ويتحلى لو بالقليل منها فلنهذب أنفسنا ونروضها مع نهج البلاغة.
وسوف أتطرق لبابُ المُخْتَارِ مِنْ حِكَمِ أَمِيرالمؤمنين عليه السلام والذي يحتوي على ٤٨٠ حكمة ِ وَيَدْخُلُ في ذلِكَ المخُتَارُمِنْ أَجْوِبَةِ مَسَائِلِهِ وَالْكَلاَمِ القصير الخارج في سائِرِ اَغْراضِهِ.
ولكم الحكم من (١إلى ١٠)
١. قَال عليه السلام: كُنْ فِي الْفِتْنَةِ كَابْنِ اللَّبُونِ[١]، لاَ ظَهْرٌ فَيُرْكَبَ، وَلاَ ضَرْعٌ فَيُحْلَبَ.
٢. وقَالَ عليه السلام: أَزْرَى[٢] بِنَفْسِهِ مَنِ اسْتَشْعَرَ[٣] الطَّمَعَ، وَرَضِيَ بِالذُّلِّ مَنْ كَشَفَ ضُرَّهُ، وَهَانَتْ عَلَيْهِ نَفْسُهُ مَنْ أَمَّرَ[٤] عَلَيْهَا لِسَانَهُ.
٣. وقَالَ عليه السلام: الْبُخْلُ عَارٌ،وَالْجُبْنُ مَنْقَصَةٌ، وَالفَقْرُ يُخْرِسُ الْفَطِنَ عَنْ حُجَّتِهِ،وَالْمُقِلُّ غَرِيبٌ فِي بَلْدَتِهِ[٥].
٤. وقَالَ عليه السلام: الْعَجْزُ آفَةٌ، وَالصَّبْرُ شَجَاعَةٌ، وَالزُّهْدُ ثَرْوَةٌ، وَالْوَرَعُ جُنَّةٌ[٦]، وَنِعْمَ الْقَرِينُ الرِّضَى.
٥. وقَالَ عليه السلام: الْعِلْمُ وِرَاثَهٌ كَرِيمَةٌ، وَالْأَدَبُ حُلَلٌ مُجَدَّدَةٌ، وَالْفِكْرُ مِرْآةٌ صَافِيَةٌ.
٦. وقَالَ عليه السلام: صَدْرُ الْعَاقِلِ صُنْدُوقُ سِرِّهِ، وَالْبَشَاشَةُ حِبَالَةُ[٧] الْمَوَدَّةِ، وَالْإِحْتِمالُ[٨] قَبْرُ العُيُوبِ. وروي عنه عليه السلام أنّه قال في العبارة عن هذا المعنى أيضاً: الْمُسَالَةُ خَبْاءُ الْعُيُوبِ، وَمَنْ رَضِيَ عَنْ نَفْسِهِ كَثُرَ السَّاخِطُ عَلَيْهِ.
٧. وقَالَ عليه السلام: الصَّدَقَةُ دَوَاءٌ مُنْجِحٌ، وَأَعْمَالُ الْعِبَادِ فِي عَاجِلِهِمْ، نُصْبُ أَعْيُنِهِمْ فِي آجالِهِمْ.
٨. وقال عليه السلام: اعْجَبُوا لِهذَا الْإِنْسَانِ يَنْظُرُ بِشَحْمٍ[٩]، وَيَتَكَلَّمُ بِلَحْمٍ[١٠]، وَيَسْمَعُ بِعَظْمٍ[١١]، وَيَتَنَفَّسُ مِنْ خَرْمٍ!!
٩. وقال عليه السلام: إِذَا أَقْبَلَتِ الدُّنْيَا عَلَى أحَد أَعَارَتْهُ مَحَاسِنَ غَيْرِهِ، وَإِذَا أَدْبَرَتْ عَنْهُ سَلَبَتْهُ مَحَاسِنَ نَفْسِهِ.
١٠. وقال عليه السلام: خَالِطُوا النَّاسَ مُخَالَطَةً إِنْ مِتُّمْ مَعَهَا بَكَوْا عَلَيْكُمْ، وَإِنْ عِشْتُمْ حَنُّوا إِلَيْكُمْ.
١١. وقال عليه السلام: إِذَا قَدَرْتَ عَلَى عَدُوِّكَ فَاجْعَلِ الْعَفْوَ عَنْهُ شُكْراً لِلْقُدْرَةِ عَلَيْهِ.
١٢. وقال عليه السلام: أَعْجَزُ النَّاسِ مَنْ عَجَزَ عَنِ اكْتِسَابِ الْإِخْوَانِ، وَأَعْجَزُ مِنْهُ مَنْ ضَيَّعَ مَنْ ظَفِرَ بِهِ مِنْهُمْ.
١٣. وقال عليه السلام: إِذَا وَصَلَتْ إِليْكُمْ أَطْرَافُ النِّعَمِ[١٢] فَلاَ تُنْفِرُوا أَقْصَاهَا[١٣] بِقِلَّةِ الشُّكْرِ.
١٤. وقال عليه السلام: مَنْ ضَيَّعَهُ الْأَقْرَبُ أُتِيحَ لَهُ[١٤] الأَبْعَدُ.
١٥. وقال عليه السلام: مَا كُلُّ مَفْتُونٍ[١٥] يُعَاتَبُ.
١٦. وقال عليه السلام: تَذِلُّ الْأُمُورُ لِلْمَقَادِيرِ، حَتَّى يَكُونَ الْحَتْفُ[١٦] في التَّدْبِيرِ.
١٧. وسئل عليه السلام وعن قول النَّبيّ صلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآله وَسلّم: «غَيِّرُوا الشَّيْبَ[١٧]، وَلاَ تَشَبَّهُوا بِالْيَهُودِ». فَقَال عليه السلام: إِنَّمَا قَالَ صلى الله عليه وآله ذلِكَ وَالدِّينُ قُلٌّ[١٨]، فَأَمّا الْآنَ وَقَدِ اتَّسَعَ نِطَاقُهُ[١٩]، وَضَرَبَ بِجِرَانِهِ[٢٠]، فَامْرُؤٌ وَمَا اخْتَارَ.
١٨. وقال عليه السلام: في الذين اعتزلوا القتال معه: خَذَلُوا الْحَقَّ، وَلَمْ يَنْصُرُوا الْبَاطِلَ.
١٩. وقال عليه السلام: مَنْ جَرَى فِي عِنَانِ[٢١] أَمَلِهِ عَثَرَ بِأَجَلِهِ[٢٢].
٢٠. وقال عليه السلام: أَقِيلُوا ذَوِي الْمُرُوءَاتِ عَثَرَاتِهِمْ[٢٣]، فَمَا يَعْثُرُ مِنْهُمْ عَاثِرٌ إِلاَّ وَيَدُ اللهُ بِيَدِهِ يَرْفَعُهُ.