وقال (عليه السلام):مَنْ عَظَّمَ صِغَارَ الْمَصَائِبِ ابْتَلاَهُ اللهُ بِكِبَارِهَا.                
وقال (عليه السلام): الْقَنَاعَةُ مَالٌ لاَيَنْفَدُ.                
وقال (عليه السلام) : هَلَكَ فِي رَجُلاَنِ: مُحِبٌّ غَال ، وَمُبْغِضٌ قَال .                
وقال (عليه السلام): مَنْ كَرُمَتْ عَلَيْهِ نَفْسُهُ هَانَتْ عَلَيْهِ شَهْوَتُهُ.                
وقال (عليه السلام): النَّاسُ أَعْدَاءُ مَا جَهِلُوا.                
وقال (عليه السلام): أَشَدُّ الذُّنُوبِ مَا اسْتَخَفَّ بِهِ صَاحِبُهُ.                
وقال (عليه السلام): عَلامةُ الاِْيمَانِ أَنْ تُؤثِرَ الصِّدْقَ حَيْثُ يَضُرُّكَ عَلَى الْكَذِبِ حَيْثُ يَنْفَعُكَ،أَنْ يَكُونَ فِي حَديِثِكَ فَضْلٌ عَنْ عِلْمِكَ، وَأَنْ تَتَّقِيَ اللهَ فِي حَدِيثِ غَيْرِكَ.                

Search form

إرسال الی صدیق
أقوال المستشرقين في شخصية الإمام علي (عليه السلام)

 

د.عبدالله حميد العتابي

إن الإمام علياً عليه السلام الذي بدأ حياته مبصراً النور في الكعبة العظيمة، وهي أول بيت لله سبحانه وتعالى، وانتهت حياته الشريفة في بيت من بيوت الله، وما كان له بين الولادة والشهادة من مآثر عظيمة، لهوإمام يعجز اللسان أوالقلم عن وصفه والإحاطة به وبعظمته سواء كان ذلك القلم إسلامياً أم مسيحياً.

نستعرض في هذه المقالة آراء المستشرقين في الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام، فهذه الآراء لاتزيد هذه الشخصية الرائعة إلا مجدا ورفعة وعلوا، فتعالوا نتعرف عن بعض ما قاله المستشرقون في أمير المؤمنين الإمام الغالب علي بن أبي طالب عليه السلام.

ففي البداية قال المستشرق بويرعنه ما نصه: توفي علي في الستين من عمره وكانت مدة خلافته أربع سنوات وتسعة أشهر كلها معارك ومتاعب، وقد كان في شبابه من أعظم الأبطال في حروب الإسلام ولكنه بعد وفاة النبي (ص) لم يشترك في موقعة من المواقع، ولم يتزوج على فاطمة ابنة النبي، وبعد وفاتها تعددت زوجاته وكان علي أبا رقيق العواطف وقد ولدت له في كبره ابنة كان يتسلى بمداعبتها ويضعها على ركبتيه ويخصها بمحبته، وهوآخر الخلفاء الراشدين، وأول الأئمة الإثني عشر، وكان لين الجانب كريما متحملا للشدائد صابرا، ولم يظهر الحقد على الخوارج الذين ثاروا عليه وأتعبوه، وكان عاقلا في مشورته، وقد نسب إليه كثير من الأمثال السائرة.

أما الأستاذ واشنطن أيرفنج فقد قال عنه: إننا لا نعلق على خلق علي الشريف الكريم ذلك الخلق الذي يتجلى في جميع أدوار حياته، لقد كان أجدر رجال الإسلام السابقين الذين أشربوا روح الحمية الدينية من صحبة النبي، واقتدوا بأخلاقه الكريمة، وهوأول خليفة كان له شأن في العناية بالآداب والفنون، وقد نظم الشعر، وحفظ عنه كثير من الحكم والأمثال التي ترجمت إلى لغات عدة وكان نقش خاتمه الملك.

ونرى غوته الشاعر الالماني يصف الإمام علياً عليه السلام في كتابه (الشعر والحقيقة) بالمؤمن الأول بالرسالة السماوية إلى جانب السيدة خديجة زوجة الرسول محمد صلى الله عليه وآله وسلم، ويصف غوته ذلك الإيمان المبدئي من الإمام علي عليه السلام بأنه الانحياز الكلي والمطلق إلى رسالة محمد صلى الله عليه وآله وسلم.

ويقول (يان ريشار): والحق إن المسلمين، سليموالنية، يتخذون من علي نموذجاً، كما لوأنه، حتى في القرن العشرين، لا يزال أمثل صورة للنظام الإسلامي السياسي.

ويؤكد الباحث (ريشار) على أن نهج الإمام علي ورسالته الأخلاقية النبيلة قد استمر بعده من خلال ابنه الإمام الحسين عليه السلام، ولذلك، فإن (ريشار)  يرى أن: الإمام علي والإمام الحسين حاربا الظلم والعنف لدى الأمويين، الذين كانوا ينسون الفضائل الاجتماعية والأخلاقية للرسالة الإسلامية، ويمارسون التحيُّز والمحاباة للأقرباء والأنصار، ممارسة شاملة.

إنسانية التفكير وخيرية العمل وديمقراطية الحكم وإباحة الأرزاق للشعب وحده دون الوجهاء والزعماء والمنتفذين والمترهلين، في حين كان الأمويون من أبرز من يمثلون الملوك في التاريخ وميلهم إلى الحكم الفردي الاستبدادي وخصائصهم في الاستئثار والاحتكار وجعل الأرض والناس منهبة لهم وعبيداً ويضيف قائلا: علي من أولئك البشر الذين كتب عليهم أن يموتوا لتحيا، بموتهم، شعوب وأمم. وأعداء علي من أولئك النفر الذين آثروا الحياة على الموت فأماتوا،بحياتهم، كل إباء وشمم.

ويذكر لنا في المجال السياسي  السكرتير العام لكتلة نُوّاب الوسط في مجلس الشيوخ الفرنسي ومدرّس مادة (الإستراتيجيا) في جامعة السوربون الأستاذ (فرانسوا توال) وينقل عنه: لن يُفهم الاسلام على حقيقته من قبل الغرب ما لم يقرأ الغربُ الإسلام الحقيقي وينهل من نبعه الأساسي المتمثّل بفكر أهل بيت النبوّة.

اما الباحثة (آرمسترونغ) فقد ذكرت في كتابها (الإسلام في مرآة الغرب) أن الرسول الكريم صلى الله عليه وآله وسلم قد أعلن أن الإمام علياً عليه السلام هوالوصي والوالي على كل المسلمين منذ انبثاق الخيوط الأولى لفجر الرسالة الإسلامية وذلك في ما يعرف تاريخياً ببيعة الدار حيث عرض الرسول الكريم صلى الله عليه وآله دعوته الجديدة على المدعوين قائلاً: أمرني الله تعالى أن أدعوكم إليه، فأيكم يؤازرني على هذا الأمر على أن يكون أخي ووصيي وخليفتي فيكم ؟، ولما ساد الصمت المربك، وقف الإمام علي عليه السلام وقال بجرأةٍ وثبات وبإيمان كامل:أنا يا نبي الله أكون وزيرك عليه.

فقال الرسول الكريم صلى الله عليه وآله وسلم يقف بجانب الإمام على عليه السلام على مسمع من الجميع: إن هذا أخي ووصيي وخليفتي فيكم،فاسمعوا له وأطيعوا.  

وانطلاقا من ذلك، فإن الباحثة (آرمسترونغ) تعتبر أن الإمام علياً عليه السلام هو من الناحية الفعلية الإمام والوصي الشرعي على كل المسلمين.

وبالتالي، فإن مخالفة الرسول نفسه صلى الله عليه وآله وسلم.

بل يمكننا أن نلاحظ في كتاباتها المتعددة التركيز الواضح على وصاية علي عليه السلام وولايته.

****************************