وقال (عليه السلام): مَا أَخَذَ اللهُ عَلَى أَهْلِ الْجَهْلِ أَنْ يَتَعَلَّمُوا حَتَّى أَخَذَ عَلَى أَهْلِ الْعِلْمِ أَنْ يُعَلِّمُوا.                
وقال (عليه السلام): لاَ خَيْرَ فِي الصَّمْتِ عَنِ الْحُكْمِ، كَمَا أنَّهُ لاَ خَيْرَ فِي الْقَوْلِ بِالْجَهْلِ.                
وقال (عليه السلام): مَنْ ضَيَّعَهُ الاْقْرَبُ أُتِيحَ لَهُ الاْبْعَدُ .                
وقال (عليه السلام): الْحِلْمُ وَالاَْنَاةُ تَوْأَمَانِ يُنْتِجُهُمَا عُلُوُّ الْهِمَّةِ.                
وقال (عليه السلام): إِذَا قَدَرْتَ عَلَى عَدُوِّكَ فَاجْعَلِ الْعَفْوَ عَنْهُ شُكْراً لِلْقُدْرَةِ عَلَيْهِ .                
وقال (عليه السلام): قَلِيلٌ مَدُومٌ عَلَيْهِ خَيْرٌ مِنْ كَثِير مَمْلُول مِنْهُ .                
وقال (عليه السلام): اذْكُرُوا انْقِطَاعَ الَّلذَّاتِ، وَبَقَاءَ التَّبِعَاتِ.                

Search form

إرسال الی صدیق
من روائع نهج البلاغة للإمام علي عليه السلام

أما البيان فقد وصل علي سابقه بلاحقه, فضم روائع البيان الجاهلي الصافي المتحد بالفطرة السليمة اتحادا مباشرا, الى البيان الإسلامي الصافي المهذب المتحد بالفطرة السليمة والمنطف القوي اتحاد لا يجوز فيه فصل العناصر بعضها عن بعض.

فكان له من بلاغة الجاهلية, ومن سحر البيان النبوغ, ما حدا بعضهم إلى أن يقول في كلامه إنه ( دون كلام الخالق وفوق كلام المخلوق ).

ولا عجب في ذلك, فقد تهيأت لعلي جميع الوسائل التي تعده لهذا المكان بين أهل البلاغة. فقد نشأ  في المحيط الذي تسلم فيه الفطرة وتصفو, ثم إنه عايش أحكم الناس محمد بن عبدالله, وتلقى من النبي رسالة بكل ما فيها من حرارة وقوة. أضف الى ذلك استعداداته الهائلة ومواهبه العظيمة, فإذا بأسباب التفوق تجتمع لديه من الفطرة ومن البيئة جميعا!

أما الذكاء, الذكاء المفرط, فتلقى له في كل عبارة من ( نهج البلاغة ) عملا عظيما.

وهو ذكاء حي , قادر, واسع , عميق , لا تفوته أغوار. إذا هو عمل في أحاط به بعدا فما يفلت منه جانب ولا يظلم منه كثير أو قليل, وغاص عليه عمقا, وقلبه تقليبا, وعركه عركا, وأدرك منه أخفى الأسباب وأمعنها في الاختفاء كما أدرك أصدق النتائج المترتبة على تلك الأسباب: ما قرب منها أشد القرب, وما بعد البعد.

ومن شروط الذكاء العلوي النادر هذا التسلسل المنطقي الذي تراه في النهج أنى اتجهت . وهذا التماسك بين الفكرة والفكرة حتى تكون كل منها نتجة طبيعية لما قبلها وعلة لما بعدها. ثم إن هذه الأفكار لا تجد فيها ما يستغنى عنه في الموضوع الذي يبحث فيه. بل إنك لا تجد فيها ما يستقيم البحث بدونه. وهو, لاتساع مداه, لا يستخدم لفظا إلا وفي هذا اللفظ ما يدعوك لأن تتأمل وتمعن في التأمل, ولا عبارة إلا وتفتح أمام النظر آفاقا وراءها آفاق.

فعن أي رحب وسيع من مسالك التأمل والنظر يكشف لك قوله : ( الناس أعداء ماجهلوا ) أو قوله : ( قيمة كل امرئ ما يحسنه ). أو ( الفجور دار حصن ذليل ! ) .

ميادين الأدب وسائر الفنون الرفيعة , إن لم يكن للعاطفة مشاركة فعالة في إنتاج هذا الأثر. ذلك المركب الإنساني لا يرضيه , طبيعيا , إلا ما كان نتاجا لهذا المركب كله. وهذا الأثر الأدبي الكامل , هو ما نراه في نهج البلاغة. وإنك لتحس نفسك مندفعا في تيار جارف من حرارة العاطفة وانت في نهج البلاغة من مكان إلى آخر.

أفلا يشيع في قلبك الحنان والعطف شيوعا وأنت تصغي إلى علي يقول: ( لو أحبني جبل لتهافت ) أو ( فقد الأحبة غربة !) أو ( اللهم إني أستعديك على قريش , فإنهم قد قطعوا رحمي وأكفأوا إنائي , وقالوا: ألا إن في الحق أن تأخذه وفي الحق أن تمنعه , فاصبر مغموما أو مت متأسفا ! فنظرت فإذا ليس لي رافد وذاب ولا مساعد إلا أهل بيتي !) .

وإليك كلاما له عند دفن السيدة , يخاطب به ابن عمه الرسول : ( السلام عليك يارسول الله عني وعن ابنتك النازلة في جوارك , والسريعة اللحاق بك ! قل , يا رسول الله , عن صفيتك صبري , ورق عنها تجلدي , إلا أن لي في التأسي بعظيم فرقتك وفادح مصبيتك موضع تعز ! ) ومنه ( أما حزني فسرمد , وأما ليلي فمسهد , إلى أن يختار الله لي دارك التي أنت بها مقيم ! )

ثم إليك هذا الخبر:

روى أحدهم عن نوف البكالي بصدد إحدى خطب الإمام علي قال :

خطبنا هذه الخطبة بالكوفة أمير المؤمنين عليه السلام , وهو قائم على حجارة نصبها له جعدة بن هبير المخزومي , وعليه مدرعة من صوف , وحمائل سيفه ليف , وفي رجليه نعلان من ليف , فقال عليه السلام , في جملة ما قال :

( ألا إنه أدبر من الدنيا ما كان مقبلا , وأقبل منها ما كان مدبرا. وأزمع الترحال عباد الله الأخبار , وباعوا قليلا من الدنيا الايبقي بكثير من الاخرة لا يفنى ! ما ضر إخواننا الذي سفكت دماؤهم وهم بصفين أن لا يكونوا اليوم أحياء يسيغون الغصص , ويشربون الرنق ؟ ! قد , والله , لقوا الله فوفاهم أجورهم وأحلهم دار الأمن بعد خوفهم ! أين إخواني الذين ركبوا الطريق ومضوا على الحق ؟ أين عمار ؟ وأين ابن التيهان ؟ وأين ذو الشهادتين ؟ وأين نظراؤهم من إخوانهم الذين تعاقدوا على النية ؟ ! )

قال : ثم ضرب بيده على لحيته الشريفة فاطال البكاء !

وأخبر ضرار بن حمزة الضبائي قال : فأشهد لقد رأيته ــ يقصد الإمام ــ في بعض مواقفه , وقد أرخى الليل سدوله وهو قائم في ظلامه قابض على لحيته يتململ ويبكي بكاء الحزين ويقول : ( يا دنيا يا دنيا , أني تعرضت ؟ أم ألي تشوقت ؟ لا حان حينك , غري غيري , لا حاجة لي فيك , قد طلقتك ثلاثا لا رجعة فيها ! فعيشك قصير , وخطرك يسير , وأملك حقير ! آه من قلة الزاد وطول الطريق وبعد السفر وعظيم المورد ! )

هذه العاطفة الحارة التي عرفها الإمام في حياته , تواكبه أنى اتجه في نهج البلاغة , وحيث سار. تواكبه في ما يحمل على الغضب والسخط , كما تواكبه في ما يثير العطف والرضا.

حتى إذا رأى تخاذل أنصاره عن مساندة الحق فيما يناصر الآخرون الباطل ويحيطونه بالسلاح وبالأرواح , تألم وشكا , ووبخ وأنب , وكان شديدا قاصفا , مزمجرا , كالرعد في ليالي الويل ! ويكفيك أن تقرأ خطبة الجهاد التي تبدأ بقوله : ( أيها الناس المجتمعة أبدانهم , المختلفة أهواؤهم , كلامهم يوهي الصم الصلاب الخ ) , لتدرك أية عاطفة متوجعة ثائرة هي تلك التى تمد هذه الخطبة بنبض الحياة وجيشانها !

وإنه لمن المعيب ان نسوق الأمثلة على تدفق العاطفة الحية التي تبث الدفء في مآثر الإمام. فهي في أعماله , وفي خطبه وأقواله  , مقياس من المقاييس الأسس. وما عليك إلا أن تفتح هذا الكتاب , كي تقف على ألوان من عاطفة ابن أبي طالب , ذات القوة الدافقة والعمق العميق !

وإذا قلنا إن أسلوب علي تتوفر فيه صراحة المعنى وبلاغة الأداء وسلامة الذوق , فإنما نشير الى القارىء بالرجوع الى ( روائع نهج البلاغة ) هذا ليرى كيف تتفجر كلمات علي من ينابيع بعيدة القرار في مادتها , وبأية حلة فنية رائعة الجمال تمور وتجري.

وإليك هذه التعابير الحسان في قوله : ( المرء مخبوء تحت لسانه ) وفي قوله : ( الحلم عشيرة ) أو في قوله : ( من لان عوده كثفت أعضانه ) أو في قوله ( كل وعاء يضيق بما جعل فيه إلا وعاء العلم فإنه يتسع ) أو في قوله أيضا : ( لو أحبني جبل لتهافت ) .

أو في هذه الأقوال الرائعة : (العلم يحرسك وأنت تحرس المال. رب مفتون بحسن القول فيه. إذا أقبلت الدنيا على أحد أعارته محاسن غيره , وإذا أدبرت عنه سلبته محاسن نفسه. ليكن أمر الناس عندك في الحق سواء. افعلوا الخير ولا تحقروا منه شيئا فإن صغيره كبير وقليله كثير. هلك خزان المال وهم أحياء. ما متع غني إلا بما جاع به فقير ! ).

ثم استمع إلى هذا التعبير البالغ قمة الجمال الفني وقد أراد به يصف تمكنه من التصرف بمدينة الكوفة كيف شاء , قال: ( ما هي إلا الكوفة أقبضها وأبسطها... )

فأنت ترى ما في أقواله هذه من الأصالة في التفكير والتعبير , هذه الأصالة التي تلازم الأديب الحق بصورة مطلقة ولا تفوته إلا إذا فاتته الشخصية الأدبية ذاتها.

وخطب علي جميعا تنصح بدلائل الشخصية حتى لكأن معانيها وتعابيرها هي خوالج نفسه بالذات , وأحدث زمانه التي تشتعل في قلبه كما تشتعل النار في موقدها تحت نفخ الشمال. فإذا هو يرتجل الخطبة حسا دافقا وشعور زاخرا وإخراجا بالغا غاية الجمال.

وكذلك كانت كلمات علي بن أبي طالب المرتجلة , فهي أقوى ما يمكن للكلمة المرتجلة أن تكون من حيث الصدق , وعمق الفكرة , وفنية التعبير , حتى انها ما نطقت بها شفتاه ذهبت مثلا سائرا.

فمن روائعه المرتجلة قوله لرجل أفرط في مدحه بلسانه وأفرط في اتهامه بنفسه : ( أنا دون ما تقول وفوق ما في نفسك ).

ومن ذلك أنه لما اعتزم أن يقوم وحده لمهمة جلية تردد فيها أنصاره وتخاذلوا , جاءه هؤلاء وقالوا له وهم يشيرون إلى أعدائه : يا أمير المؤمنين نحن نكفيكهم. فقال من فوره : ( ما تكفونني أنفسكم فكيف تكفونني غيركم ؟ إن كانت الرعايا قبلي لتشكو حيف رعاتها , فإنني اليوم لأشكو حيف رعيتي , كأنني المقودوهم القادة ).

ولما قتل أصحاب معاوية محمدا بن أبي بكر فبلغه خبر مقتله قال : (إن حزننا عليه قدر سرورهم به , ألا إنهم نقصوا بغيضا ونقصنا حبيبا ) .

وسئل : أيهما أفضل : العدل أم الجود ؟ فقال : ( العدل يضع الأمور مواضعها , والجود يخرجها من جهتها , والعدل سائس عام , والجود عارض خاص , فالعدل أشرفهما وأفضلهما ) .

وقال في صفة المؤمن , مرتجلا :

( المؤمن بشره في وجهه , وخزنه في قلبه , أوسع شيء صدرا , وأذ ل شيء نفسا. يكره الرفعة , ويشأ السمعه , طويل غمه , بعيد همه كثير صمته , مشغول وقته , شكور صبور , سهل الخليقة , لين العريكة ! )

وسأله جاهل متعنت عن معضله , فأجابه على الفور : ( اسأل تفقها ولا تسأل تعنتا فإن الجاهل المتعلم شبيه بالعالم المتعسف شبيه بالجاهل المتعنت ! )

 أو إذا كان المنهج العام يستلزم ضبط التفاصيل سواء ما خفي منها وما ظهر. فإن علي بن أبي طالب الذي تتماسك آراؤه في كل مذهب , ثم تتماسك مذاهبه جميعا في وحدة فكرية رائعة , لم يقل هذا القول ( المعلوم الذي يعرفه الناس كل الناس ) , ولم يقل بمعناه قولا أروع وهو : ( نفس المرء خطاه إلى أجله ) إلا ليعود ويبني على ما قاله بناء مفصلا في إثبات نطرية تكافؤ الوجود.

فالذي قال ( لا يستقبل يوما من عمره إلا بفراق آخر من أجلهونفس المرء خطاه إلى أجله ) إنما قال ذلك ليعود الى الكشف عن حقيقة أبعد عن أذهان الناس وأخفى عن ملاحظتهم , ولكنها تجري من القولين السابقين : ( ولا ينال الانسان نعمة إلا بفراق أخرى ! )

وأراك استوضحت ما في هذا القول من قوة الملاحظة , والقدرة على الكشف , وصراحة الفكر , وجلاء البيان وضبطا لمضمون هذه العبارة في صور وأشكال تختلف مظهرا وتتحد معني وجوهرا , يقول علي : ( كم من أكله منعت أكلات) و ( من ضيعه الأقرب أتيح له الأبعد و ( رب بعيد هو أقرب من قريب ) و ( المودة قرابة مستفادة ) و ( من حمل نفسه ما لا يطيق عجز ) و ( لن يضيع أجر من أحسن عملا و ( ما كسبت فوق قوتك فأنت فيه خازن لغيرك ) .

فإن في هذه العبارات , وفي عشرات غيرها إيجازا واضحا لتفاصيل نظرية التكافؤ الوجودي كما يراه علي بن أبي طالب . فهي على اختلاف موضوعاتها القريبة , تدور في مداها ومأخذها القصي على محور واحد من تعادلية الكون فلا نقص هنا إلا وتعدله زيادة هنالك. والعكس بالعكس.

أدرك ابن أبي طالب هذه الحقيقة الوجودية في قوة وعمق. عاشها , وأعلن عنها في كل فصل من حياته أو قول من قوله , سواء أكان ذلك الأسلوب المباشر أو غير المباشر. وهو لا يدرك هذا الوجه من  وجوه العداله الكونية إلا ليدرك وجها آخر يعكسه على شكل خاص , أو قل ينبثق عنه انبثاقا, وهو ما نحن بصد ده من الكلام على أن الطبيعة تحمل بذاتها المقياس فتعاقب أو تثيب , وليس بين مظاهر العدالة الكونية ما هو أبرز من هذا المظهر في الدلالة عليها .

وهو بهذا الايمان وهذه الثقة يخاطب أبنا ء زمانه يقو ل : ( لا تقسروا أولادكم على أخلاقكم , فإنهم مخلوقون لزمان غير زمانكم ) . فلولا تفاؤله العظيم بأن في الحياة جمالا , وبأن في الناس قابلية التطور إلى الخير , لما أطلق هذا القول الذي يوجز علمه بثورية الحياة , ويو تفاؤله بإمكانات الانسان المتطور مع الحياة , كما يوجز روح التربية الصحيحة , ويخلص كل جيل من الناس من أغلال العرف والعادة التي ارتضاها لنفسه جيل سابق.

ولابن أبي طالب في هذا المعنى قول كثير منه هذه الآيات الخالدة التي يمجد بها العمل بوصفه حقيقة وثورة وخيرا : من أبطأ به عمله لم يسرع به نسبه ) و ( قيمة كل امرىء ما يحسنه ) و ( اعلموا أن الناس أبناء ما يحسنون ) و ( ولكل امرىء ما اكتسب ) .

ومن أقواله ما يدفع به المرء إلى أن يطلب التقدم بالعمل , وألا يحجم أو يتراجع إذا هو أخفق كثيرا أو قليلا , لأن الوجود الخير لا يحرم أبناءه ما يستحقون. وإذا هو حرمهم فبعض الحرمان لا كله. وقد يسوى الأمر في دفعة ثانية من الطلب بواسطة العمل.

ومن قوله في ذلك هذه الآية : ( من طلب شيئا ناله أو بعضه ).

وأظن أن القارىء فطن الى روعة هذه العبارة التي تتألق وكأنها انبثاق عن كلمة المسيح الشهيرة :( إعوا إقرعوا يفتح لكم ).

ولعل أجمل ما في المذهب العلوي بهذا, أن صاحبه كان يوحد ثورية الحياة وخير الوجود نصا كما كان يوحدهما روحا ومعنى . فلشد ما نراه يوحد معنى التطور, أو ثورية الحياة , بمعنى خير الوجود توحيدا لا تجعل هذا شيئا من تلك , ولا تلك شيئا من هذا , بل يجعل ثورية الحياة كلا من خير الوجود , وخير الوجود , وخير الوجود كلا من ثورية الحياة.  إن في آياته هذه لدليلا كريما على صحة ما نقول فليس فيها ما يحتاج إلى شرح أو تعليق.

وإليك نموذجا عنها : ( العاقل من كان يومه خيرا من أمسه ) و ( من كان غداه شرا من يوه فهو محروم )  و ( من اعتدل يوماه فهو مغبون ). وأخيرا إليك هذه الرائعة التي تجمع كل ما نحن بصد ده الآن , إلى دفء الحنان العميق , إلى جمال الفن الأصيل , إلى إشراك الأيام بأحاسيس البشر :

( ما من يوم يمر على بن آدم إلا قال له : أنا يوم جديد , وأنا عليك شهيد , فقل في خيرا واعمل خيرا فإنك لن تراني بعد أبد ! )

منقول  من كتاب مختصر نهج البلاغة

****************************