سرعة البديهة
نهج البلاغة : قال له بعض إلىهود : ما دفنتم نبيّكم حتى اختلفتم فيه !
فقال له : إنّما اختلفنا عنه لا فيه [١] ، ولكنّكم ما جفّت أرجلكم من البحر حتى قلتم لنبيّكم : اجْعَل لَّنَا إِلَـٰهًا كَمَا لَهُمْ آلِهَةٌ قَالَ إِنَّكُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ [٢] ! [٣]
نهج البلاغة : سئل : كيف يحاسب الله الخلق علي كثرتهم ؟ !
فقال : كما يرزقهم علي كثرتهم .
فقيل : كيف يحاسبهم ولا يرونه ؟
فقال : كما يرزقهم ولا يرونه [٤] .
الأمإلى للسيّد المرتضى : قال له ابن الكوّاء : يا أمير المؤمنين ، كم بين السماء والأرض ؟
قال : دعوة مستجابة [٥] .
نهج البلاغة : سئل عن مسافة ما بين المشرق والمغرب ، فقال : مسيرة يوم للشمس [٦] .
الغارات عن أبى عمرو الكندى ـ في ذكر أسئلة ابن الكوّاء منه ـ :
قال [ ابن الكوّاء ] : فكم بين السماء والأرض ؟
قال : مدّ البصر ، ودعوة بذكر الله فيُسمع . لا نقول غير ذلك ; فاسمع ، لا أقول غير ذلك [٧] .
الإمام علىّ ـ حين قال له ابن الكوّاء : يا أمير المؤمنين ، كم بين موضع قدمك إلى عرش ربّك ؟ قال ـ : ثكلتك اُمّك يابن الكوّاء ! سل متعلّماً ولا تسأل متعنّتاً ; مِن موضع قدمى إلى عرش ربّى أن يقول قائل مخلصاً : لا إله إلاّ الله [٨] .
عنه ـ في جواب سائل ـ : أمّا الابن الذى أكبرُ من أبيه وله ابن أكبر منه فهو عزير ; بعثه الله وله أربعون سنة ولابنه مائة وعشر سنين [٩] .
خصائص الأئمّة (ع) : قال كعب الأحبار : . . .أخبرنى يا أبا الحسن عمّن لا أب له ، وعمّن لا عشيرة له ، وعمّن لا قبلة له ؟
قال : أمّا من لا أب له فعيسي ، وأمّا [من] [١٠] لا عشيرة له فآدم ، وأما من لا قبلة له فهو البيت الحرام ; هو قبلة ولا قبلة لها .
هات يا كعب .
فقال : أخبرنى يا أبا الحسن عن ثلاثة أشياء لم ترتكض في رحم ولم تخرج من بدن ؟
فقال : هى عصا موسي ، وناقة ثمود ، وكبش إبراهيم .
ثمّ قال : هات يا كعب .
فقال : يا أبا الحسن ، بقيت خصلة ; فإن أنت أخبرتنى بها فأنت أنت ! قال : هلمّها يا كعب .
قال : قبرٌ سار بصاحبه ؟
قال : ذلك يونس بن متّي إذ سجنه الله في بطن الحوت [١١] .
تذكرة الخواصّ عن ابن المسيّب : كتب ملك الروم إلى عمر : . . . أمّا بعد ; فإنّى مُسائلك عن مسائل ، فأخبرنى عنها : ما شىء لم يخلقه الله ؟ وما شىء لا يعلمه الله ؟ و. . . فقرأ علىٌ الكتاب ، وكتب في الحال خلفه : بسم الله الرحمن الرحيم ، . . . أمّا الذى لا يعلمه الله فقولكم : له ولد وصاحبة وشريك ; مَا اتَّخَذَ اللَّهُ مِن وَلَدٍ وَمَا كَانَ مَعَهُ مِنْ إِلَـٰهٍ [١٢] ; لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ [١٣] .
وأمّا الذى ليس عند الله : فالظلم ; وَمَا رَبُّكَ بِظَـلاَّمٍ لِّلْعَبِيدِ [١٤] .
وأمّا الذى كلّه فم : فالنار تأكل ما يُلقي فيها .
وأمّا الذى كلّه رجل : فالماء .
وأمّا الذى كلّه عين : فالشمس .
وأمّا الذى كلّه جناح : فالريح .
وأمّا الذى لا عشيرة له : فآدم .
وأمّا الذين لم يحمل بهم رحم : فعصا موسي ، وكبش إبراهيم ، وآدم ، وحوّاء .
وأمّا الذى يتنفّس من غير روح : فالصبح ; لقوله تعإلى : وَالصُّبْحِ إِذَا تَنَفَّسَ [١٥] . . . .
وأمّا الظاعِن [١٦] : فطور سيناء [١٧] ; لمّا عصت بنو إسرائيل ، وكان بينه وبين الأرض المقدّسة أيّام ، فقلع الله منه قطعة وجعل لها جناحين من نور ، فنَتَقَه [١٨] عليهم ; فذلك قوله : وَإِذْ نَتَقْنَا الْجَبَلَ فَوْقَهُمْ كَأَنَّهُ ظُـلَّةٌ وَظَنُّوا أَنَّهُ وَاقِعٌ بِهِمْ [١٩] ، وقال لبني إسرائيل : إن لم تؤمنوا وإلاّ أوقعته عليكم ، فلمّا تابوا ردّه إلى مكانه .
وأمّا المكان الذى لم تطلع عليه الشمس إلاّ مرّة واحدة : فأرض البحر لمّا فلقه الله لموسي ، وقام الماء أمثال الجبال ، ويبست الأرض بطلوع الشمس عليها ، ثمّ عاد ماء البحر إلى مكانه .
وأمّا الشجرة التى يسير الراكب في ظلّها مائة عام : فشجرة طوبي ; وهى سدرة المنتهي في السماء السابعة ، إلىها ينتهى أعمال بني آدم ، وهى من أشجار الجنّة ، ليس في الجنّة قصر ولا بيت إلاّ وفيه غصن من أغصانها . ومثلها في الدنيا الشمس أصلها واحد وضوؤها في كلّ مكان .
وأمّا الشجرة التى نبتت من غير ماء : فشجرة يونس ، وكان ذلك معجزة له ; لقوله تعإلى : وَأَ نْبَتْنَا عَلَيْهِ شَجَرَةً مِّن يَقْطِينٍ [٢٠] .
وأمّا غذاء أهل الجنّة : فمثلهم في الدنيا الجنين في بطن اُمّه ; فإنّه يغتذى من سرّتها ولا يبول ولا يتغوّط .
وأمّا الألوان في القصعة الواحدة : فمثله في الدنيا البيضة فيها لونان أبيض وأصفر ولا يختلطان .
وأمّا الجارية التى تخرج من التفّاحة : فمثلها في الدنيا الدودة تخرج من التفّاحة ولا تتغيّر .
وأمّا الجارية التى تكون بين اثنين : فالنخلة التى تكون في الدنيا لمؤمن مثلى
ولكافر مثلك ، وهى لى في الآخرة دونك ; لأنّها في الجنّة وأنت لا تدخلها !
وأمّا مفاتيح الجنّة : فلا إله إلاّ الله ، محمّد رسول الله .
قال ابن المسيّب : فلمّا قرأ قيصر الكتاب قال : ما خرج هذا الكلام إلاّ من بيت النبوّة ! [٢١]
بحار الأنوار : قضي [علىّ ] بالبصرة لقوم حدّادين اشتروا باب حديد من قوم ، فقال أصحاب الباب : كذا وكذا منّاً ، فصدّقوهم وابتاعوه ، فلمّا حملوا الباب علي أعناقهم قالوا للمشترى : ما فيه ما ذكروه من الوزن ، فسألوهم الحطيطة فأبوا ، فارتجعوا عليهم ، فصاروا إلى أمير المؤمنين ، فقال : أدلّكم ; احملوه إلى الماء . فحُمل فطُرح في زورق صغير وعُلّم علي الموضع الذى بلغه الماء .
ثمّ قال : أرجِعوا مكانه تمراً موزوناً . فما زالوا يطرحون شيئاً بعد شىء موزوناً حتى بلغ الغاية . قال : كم طرحتم ؟ قالوا : كذا وكذا منّاً ورطلا . قال : وزنه هذا [٢٢] .
الفضائل : روى أنّ امرأة تركت طفلاً ابن ستّة أشهر على سطح ، فمشي الصبي يحبو حتى خرج من السطح وجلس علي رأس الميزاب ، فجاءت اُمّه علي السطح فما قدرت عليه ، فجاؤوا بسلّم ووضعوه علي الجدار فما قدروا علي الطفل ; من أجل طول الميزاب وبعده عن السطح ، والاُمّ تصيح وأهل الصبىّ كلّهم يبكون ، وكان في أيّام عمر بن الخطّاب ، فجاؤوا إلىه فحضر مع القوم فتحيّروا فيه ، وقالوا : ما لهذا إلاّ علىّ بن أبى طالب ! فحضر علىّ ، فصاحت اُمّ الصبىّ في وجهه ، فنظر أمير المؤمنين إلى الصبىّ ، فتكلّم الصبىّ بكلام لا يعرفه أحد ، فقال : أحضِروا هاهنا طفلاً مثله ، فأحضروه ، فنظر بعضهما إلى بعض وتكلّم الطفلان بكلام الأطفال ، فخرج الطفل من الميزاب إلى السطح ، فوقع فرح في المدينة لم يُرَ مثله [٢٣] .