الصنف الأول
إنَّ أَبْغَضَ الْخَلَائِقِ إِلَى اللَّهِ [تَعَالَى] رَجُلَانِ رَجُلٌ وَكَلَهُ اللَّهُ إِلَى نَفْسِهِ[١] فَهُوَ جَائِرٌ عَنْ قَصْدِ السَّبِيلِ[٢] مَشْغُوفٌ[٣] بِكَلَامِ بِدْعَةٍ[٤] وَ دُعَاءِ ضَلَالَةٍ فَهُوَ فِتْنَةٌ لِمَنِ افْتَتَنَ بِهِ ضَالٌّ عَنْ هَدْيِ مَنْ كَانَ قَبْلَهُ مُضِلٌّ لِمَنِ اقْتَدَى بِهِ فِي حَيَاتِهِ وَ بَعْدَ وَفَاتِهِ حَمَّالٌ خَطَايَا غَيْرِهِ رَهْنٌ بِخَطِيئَتِهِ[٥].
الصنف الثاني
وَ رَجُلٌ قَمَشَ جَهْلًا[٦] مُوضِعٌ فِي جُهَّالِ الْأُمَّةِ[٧] عَادٍ[٨] فِي أَغْبَاشِ[٩] الْفِتْنَةِ عَمٍ[١٠] بِمَا فِي عَقْدِ الْهُدْنَةِ[١١] قَدْ سَمَّاهُ أَشْبَاهُ النَّاسِ عَالِماً وَ لَيْسَ بِهِ بَكَّرَ فَاسْتَكْثَرَ مِنْ جَمْعٍ مَا قَلَّ مِنْهُ خَيْرٌ مِمَّا كَثُرَ حَتَّى إِذَا ارْتَوَى مِنْ مَاءٍ آجِنٍ[١٢] وَ [اكْتَنَزَ] اكْتَثَرَ[١٣] مِنْ غَيْرِ طَائِلٍ[١٤] جَلَسَ بَيْنَ النَّاسِ قَاضِياً ضَامِناً لِتَخْلِيصِ[١٥] مَا الْتَبَسَ عَلَى غَيْرِهِ[١٦] فَإِنْ نَزَلَتْ بِهِ إِحْدَى الْمُبْهَمَاتِ هَيَّأَ لَهَا حَشْواً[١٧] رَثًّا[١٨] مِنْ رَأْيِهِ ثُمَّ قَطَعَ بِهِ فَهُوَ مِنْ لَبْسِ الشُّبُهَاتِ فِي مِثْلِ نَسْجِ الْعَنْكَبُوتِ لَا يَدْرِي أَصَابَ أَمْ أَخْطَأَ فَإِنْ أَصَابَ خَافَ أَنْ يَكُونَ قَدْ أَخْطَأَ وَ إِنْ أَخْطَأَ رَجَا أَنْ يَكُونَ قَدْ أَصَابَ جَاهِلٌ خَبَّاطُ[١٩] جَهَالاتٍ عَاشٍ[٢٠] رَكَّابُ عَشَوَاتٍ[٢١] لَمْ يَعَضَّ عَلَى الْعِلْمِ بِضِرْسٍ قَاطِعٍ- [يُذْرِي] يَذْرُو[٢٢] الرِّوَايَاتِ [إِذْرَاءَ] ذَرْوَ الرِّيحِ الْهَشِيمَ[٢٣] لَا مَلِيٌّ[٢٤] وَ اللَّهِ إِصْدَارِ مَا وَرَدَ عَلَيْهِ وَ لَا [هُوَ] أَهْلٌ لِمَا [فُوِّضَ] قُرِّظَ بِهِ [إِلَيْهِ][٢٥] لَا يَحْسَبُ الْعِلْمَ فِي شَيْءٍ مِمَّا أَنْكَرَهُ وَ لَا يَرَى أَنَّ مِنْ وَرَاءِ مَا بَلَغَ مَذْهَباً لِغَيْرِهِ وَ إِنْ أَظْلَمَ عَلَيْهِ أَمْرٌ اكْتَتَمَ بِهِ[٢٦] لِمَا يَعْلَمُ مِنْ جَهْلِ نَفْسِهِ تَصْرُخُ مِنْ جَوْرِ قَضَائِهِ الدِّمَاءُ وَ تَعَجُّ مِنْهُ الْمَوَارِيثُ[٢٧] إِلَى اللَّهِ أَشْكُو مِنْ مَعْشَرٍ يَعِيشُونَ جُهَّالًا وَ يَمُوتُونَ ضُلَّالًا لَيْسَ فِيهِمْ سِلْعَةٌ أَبْوَرُ[٢٨] مِنَ الْكِتَابِ إِذَا تُلِيَ حَقَّ تِلَاوَتِهِ وَ لَا سِلْعَةٌ أَنْفَقُ[٢٩] بَيْعاً وَ لَا أَغْلَى ثَمَناً مِنَ الْكِتَابِ إِذَا حُرِّفَ عَنْ مَوَاضِعِهِ وَ لَا عِنْدَهُمْ أَنْكَرُ مِنَ الْمَعْرُوفِ وَ لَا أَعْرَفُ مِنَ الْمُنْكَر