وقال (عليه السلام): مَا أَخَذَ اللهُ عَلَى أَهْلِ الْجَهْلِ أَنْ يَتَعَلَّمُوا حَتَّى أَخَذَ عَلَى أَهْلِ الْعِلْمِ أَنْ يُعَلِّمُوا.                
وقال (عليه السلام) : مَنِ اتَّجَرَ بِغَيْرِ فِقْه ارْتَطَمَ فِي الرِّبَا .                
وقال (عليه السلام): أَشَدُّ الذُّنُوبِ مَا اسْتَخَفَّ بِهِ صَاحِبُهُ.                
وقال (عليه السلام): عَلامةُ الاِْيمَانِ أَنْ تُؤثِرَ الصِّدْقَ حَيْثُ يَضُرُّكَ عَلَى الْكَذِبِ حَيْثُ يَنْفَعُكَ،أَنْ يَكُونَ فِي حَديِثِكَ فَضْلٌ عَنْ عِلْمِكَ، وَأَنْ تَتَّقِيَ اللهَ فِي حَدِيثِ غَيْرِكَ.                
وقال (عليه السلام): مَنْ ضَيَّعَهُ الاْقْرَبُ أُتِيحَ لَهُ الاْبْعَدُ .                
وقال (عليه السلام): إِذَا قَدَرْتَ عَلَى عَدُوِّكَ فَاجْعَلِ الْعَفْوَ عَنْهُ شُكْراً لِلْقُدْرَةِ عَلَيْهِ .                
وقال (عليه السلام): قَلِيلٌ مَدُومٌ عَلَيْهِ خَيْرٌ مِنْ كَثِير مَمْلُول مِنْهُ.                

Search form

نـهج البـــــــــلاغـة
إرسال الی صدیق
١٧ - و من كلام له (ع) في صفة من يتصدى للحكم بين الأمة و ليس لذلك بأهل و فيها: أبغض الخلائق إلى اللّه صنفان‏

الصنف الأول‏

إنَّ أَبْغَضَ الْخَلَائِقِ إِلَى اللَّهِ [تَعَالَى‏] رَجُلَانِ رَجُلٌ وَكَلَهُ اللَّهُ إِلَى نَفْسِهِ[١] فَهُوَ جَائِرٌ عَنْ قَصْدِ السَّبِيلِ[٢] مَشْغُوفٌ[٣] بِكَلَامِ بِدْعَةٍ[٤] وَ دُعَاءِ ضَلَالَةٍ فَهُوَ فِتْنَةٌ لِمَنِ افْتَتَنَ بِهِ ضَالٌّ عَنْ هَدْيِ مَنْ كَانَ قَبْلَهُ مُضِلٌّ لِمَنِ اقْتَدَى بِهِ فِي حَيَاتِهِ وَ بَعْدَ وَفَاتِهِ حَمَّالٌ خَطَايَا غَيْرِهِ رَهْنٌ بِخَطِيئَتِهِ[٥].

الصنف الثاني‏

وَ رَجُلٌ قَمَشَ جَهْلًا[٦] مُوضِعٌ فِي جُهَّالِ الْأُمَّةِ[٧] عَادٍ[٨] فِي أَغْبَاشِ[٩] الْفِتْنَةِ عَمٍ[١٠] بِمَا فِي عَقْدِ الْهُدْنَةِ[١١] قَدْ سَمَّاهُ أَشْبَاهُ النَّاسِ عَالِماً وَ لَيْسَ بِهِ بَكَّرَ فَاسْتَكْثَرَ مِنْ جَمْعٍ مَا قَلَّ مِنْهُ خَيْرٌ مِمَّا كَثُرَ حَتَّى إِذَا ارْتَوَى مِنْ مَاءٍ آجِنٍ[١٢] وَ [اكْتَنَزَ] اكْتَثَرَ[١٣] مِنْ غَيْرِ طَائِلٍ[١٤] جَلَسَ بَيْنَ النَّاسِ قَاضِياً ضَامِناً لِتَخْلِيصِ[١٥] مَا الْتَبَسَ عَلَى غَيْرِهِ[١٦] فَإِنْ نَزَلَتْ بِهِ إِحْدَى الْمُبْهَمَاتِ هَيَّأَ لَهَا حَشْواً[١٧] رَثًّا[١٨] مِنْ رَأْيِهِ ثُمَّ قَطَعَ بِهِ فَهُوَ مِنْ لَبْسِ الشُّبُهَاتِ فِي مِثْلِ نَسْجِ الْعَنْكَبُوتِ لَا يَدْرِي أَصَابَ أَمْ أَخْطَأَ فَإِنْ أَصَابَ خَافَ أَنْ يَكُونَ قَدْ أَخْطَأَ وَ إِنْ أَخْطَأَ رَجَا أَنْ يَكُونَ قَدْ أَصَابَ جَاهِلٌ خَبَّاطُ[١٩] جَهَالاتٍ عَاشٍ[٢٠] رَكَّابُ عَشَوَاتٍ[٢١] لَمْ يَعَضَّ عَلَى الْعِلْمِ‏ بِضِرْسٍ قَاطِعٍ- [يُذْرِي‏] يَذْرُو[٢٢] الرِّوَايَاتِ [إِذْرَاءَ] ذَرْوَ الرِّيحِ الْهَشِيمَ[٢٣] لَا مَلِيٌّ[٢٤]  وَ اللَّهِ إِصْدَارِ مَا وَرَدَ عَلَيْهِ وَ لَا [هُوَ] أَهْلٌ لِمَا [فُوِّضَ‏] قُرِّظَ بِهِ [إِلَيْهِ‏][٢٥] لَا يَحْسَبُ الْعِلْمَ فِي شَيْ‏ءٍ مِمَّا أَنْكَرَهُ وَ لَا يَرَى أَنَّ مِنْ وَرَاءِ مَا بَلَغَ مَذْهَباً لِغَيْرِهِ وَ إِنْ أَظْلَمَ عَلَيْهِ أَمْرٌ اكْتَتَمَ بِهِ[٢٦] لِمَا يَعْلَمُ مِنْ جَهْلِ نَفْسِهِ تَصْرُخُ مِنْ جَوْرِ قَضَائِهِ الدِّمَاءُ وَ تَعَجُّ مِنْهُ الْمَوَارِيثُ[٢٧] إِلَى اللَّهِ أَشْكُو مِنْ مَعْشَرٍ يَعِيشُونَ جُهَّالًا وَ يَمُوتُونَ ضُلَّالًا لَيْسَ فِيهِمْ سِلْعَةٌ أَبْوَرُ[٢٨] مِنَ الْكِتَابِ إِذَا تُلِيَ حَقَّ تِلَاوَتِهِ وَ لَا سِلْعَةٌ أَنْفَقُ[٢٩] بَيْعاً وَ لَا أَغْلَى ثَمَناً مِنَ الْكِتَابِ إِذَا حُرِّفَ عَنْ مَوَاضِعِهِ وَ لَا عِنْدَهُمْ أَنْكَرُ مِنَ الْمَعْرُوفِ وَ لَا أَعْرَفُ مِنَ الْمُنْكَر

_____________________________
[١] . وكله اللَّه إلى نفسه‏: تركه و نفسه.
[٢] . جائرٌ عن قصد السبيل‏: هنا عادل عن جادّته.
[٣] . المشغوف بشي‏ء: المولع به حتى بلغ حبه شغاف قلبه، و هو غلافه.
[٤] . كلام البِدْعة: ما اخترعته الأهواء و لم يعتمد على ركن من الحق ركين.
[٥] . رَهْنٌ بخطيئته‏: لا مخرج له منها.
[٦] . قَمَشَ جهلًا: جمعه، و أصل القمش جمع المتفرق.
[٧] . مُوضِعٌ في جُهّال الأمّة: مسرع فيها بالغش و التغرير، أوضع البعير: أسرع، و أوضعه راكبه فهو موضع به أي مسرع به.
[٨] . عاد: جار بسرعة، من عدا يعدو إذا جرى.
[٩] . أغباش‏: جمع غبش بالتحريك:و أغباش الليل: بقايا ظلمته.
[١٠] . عَمٍ‏: وصف من العمى و المراد: جاهل.
[١١] . عَقْدُ الهُدْنة: الاتفاق على الصلح و المسالمة بين الناس.
[١٢] . الماءُ الآجِنُ‏: الفاسد المتغير اللون و الطعم.
[١٣] . اكْتَثَرَ: استكثر.
[١٤] . غير طائل‏: دون، خسيس.
[١٥] . التخليص‏: التّبيين.
[١٦] . التبسَ على غيره‏: اشتبه عليه.
[١٧] . الحَشْوُ: الزائد الذي لا فائدة فيه.
[١٨] . الرّثّ‏: الخلق البالي، ضد الجديد.
[١٩] . خَبّاط: صيغة المبالغة من خبط الليل إذا سار فيه على غير هدى.
[٢٠] . عاش‏: خابط في الظلام.
[٢١] . العَشَوَات‏: جمع عشوة مثلثة الأول: و هي ركوب الأمر على غير هدى.
[٢٢] . يَذْرُو: ينثر، و هو أفصح من يذري إذراء. قال اللَّه تعالى فَأَصْبَحَ هَشِيماً تَذْرُوهُ الرِّياحُ.
[٢٣] . الهَشِيمُ‏: ما يبس من النّبت و تهشّم و تفتّت.
[٢٤] . المَلِيّ بالشي‏ء: القيّم به الذي يجيد القيام عليه.
[٢٥] . و لا أهل لما قُرّظَ به‏: مدح، و هذه رواية ابن قتيبة و هي أنسب بالسياق من الرواية المشهورة.
[٢٦] . اكتتم به‏: فوّض إليه: كتمه و ستره لما يعلم من جهل نفسه.
[٢٧] . العَجّ‏: رفع الصوت، و عجّ المواريث هنا: تمثيل لحدّة الظلم، و شدّة الجور.
[٢٨] . أبْوَرُمن بَارتَ السّلْعة: كسدت‏.
[٢٩] . أنفَقُ‏من النّفاق- بالفتح- و هو الرّواج‏
****************************