وقال (عليه السلام) : مَنْ عَظَّمَ صِغَارَ الْمَصَائِبِ ابْتَلاَهُ اللهُ بِكِبَارِهَا .                
وقال (عليه السلام): الْقَنَاعَةُ مَالٌ لاَيَنْفَدُ.                
وقال (عليه السلام): قَلِيلٌ مَدُومٌ عَلَيْهِ خَيْرٌ مِنْ كَثِير مَمْلُول مِنْهُ.                
وقال (عليه السلام): إِذَا قَدَرْتَ عَلَى عَدُوِّكَ فَاجْعَلِ الْعَفْوَ عَنْهُ شُكْراً لِلْقُدْرَةِ عَلَيْهِ .                
وقال (عليه السلام): الْحِلْمُ وَالاَْنَاةُ تَوْأَمَانِ يُنْتِجُهُمَا عُلُوُّ الْهِمَّةِ.                
وقال (عليه السلام): لَيْسَ بَلَدٌ بأَحَقَّ بِكَ مِنْ بَلَد، خَيْرُ الْبِلاَدِ مَا حَمَلَكَ.                
وقال (عليه السلام): إِذَا قَدَرْتَ عَلَى عَدُوِّكَ فَاجْعَلِ الْعَفْوَ عَنْهُ شُكْراً لِلْقُدْرَةِ عَلَيْهِ .                

Search form

نـهج البـــــــــلاغـة
إرسال الی صدیق
٣٣ - و من خطبة له (ع) عند خروجه لقتال أهل البصرة، و فيها حكمة مبعث الرسل، ثم يذكر فضله و يذم الخارجين‏

قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبَّاسِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ دَخَلْتُ عَلَى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ (ع) بِذِي قَارٍ وَ هُوَ يَخْصِفُ نَعْلَهُ[١] فَقَالَ لِي مَا قِيمَةُ هَذَا النَّعْلِ فَقُلْتُ لَا قِيمَةَ لَهَا فَقَالَ ع وَ اللَّهِ لَهِيَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ إِمْرَتِكُمْ إِلَّا أَنْ أُقِيمَ حَقّاً أَوْ أَدْفَعَ بَاطِلًا ثُمَّ خَرَجَ فَخَطَبَ النَّاسَ فَقَالَ‏.

حكمة بعثة النبي‏

إِنَّ اللَّهَ [سُبْحَانَهُ‏] بَعَثَ مُحَمَّداً ص وَ لَيْسَ أَحَدٌ مِنَ الْعَرَبِ يَقْرَأُ كِتَاباً وَ لَا يَدَّعِي نُبُوَّةً فَسَاقَ النَّاسَ حَتَّى بَوَّأَهُمْ مَحَلَّتَهُمْ[٢] وَ بَلَّغَهُمْ مَنْجَاتَهُمْ فَاسْتَقَامَتْ قَنَاتُهُمْ[٣] وَ اطْمَأَنَّتْ صَفَاتُهُمْ‏.

فضل علي‏

أَمَا وَ اللَّهِ إِنْ كُنْتُ لَفِي سَاقَتِهَا[٤] حَتَّى [وَلَّتْ‏] تَوَلَّتْ بِحَذَافِيرِهَا[٥] مَا [ضَعُفْتُ‏] عَجَزْتُ وَ لَا جَبُنْتُ وَ إِنَّ مَسِيرِي هَذَا لِمِثْلِهَا فَلَأَنْقُبَنَّ[٦] الْبَاطِلَ حَتَّى يَخْرُجَ الْحَقُّ مِنْ جَنْبِهِ‏

توبيخ الخارجين عليه‏

مَا لِي وَ لِقُرَيْشٍ وَ اللَّهِ لَقَدْ قَاتَلْتُهُمْ كَافِرِينَ وَ لَأُقَاتِلَنَّهُمْ مَفْتُونِينَ وَ إِنِّي لَصَاحِبُهُمْ بِالْأَمْسِ كَمَا أَنَا صَاحِبُهُمُ الْيَوْمَ وَ اللَّهِ مَا تَنْقِمُ مِنَّا قُرَيْشٌ إِلَّا أَنَّ اللَّهَ اخْتَارَنَا عَلَيْهِمْ فَأَدْخَلْنَاهُمْ فِي حَيِّزِنَا فَكَانُوا كَمَا قَالَ الْأَوَّلُ:

أَدَمْتَ لَعَمْرِي شُرْبَكَ[٧] الْمَحْضَ صَابِحاً

 

وَ أَكْلَكَ بِالزُّبْدِ الْمُقَشَّرَةَ الْبُجْرَا

وَ نَحْنُ وَهَبْنَاكَ الْعَلَاءَ وَ لَمْ تَكُنْ

 

عَلِيّاً وَ حُطْنَا حَوْلَكَ الْجُرْدَ وَ السُّمْرَا

 
___________________________
[١] . يَخْصِفُ نَعْلَهُ‏: يخرزها.
[٢] . بَوّأهُمْ مَحَلّتَهم‏: أنزلهم منزلتهم.
[٣] . القناة: العود و الرمح، و المراد به القوة و الغلبة و الدولة. و في قوله (استقامت قناتهم) تمثيل لاستقامة أحوالهم.
[٤] . الساقَةُ: مؤخّر الجيش السائق لمقدّمه.
[٥] . ولّتْ بحذافيرها: بجملتها و أسرها.
[٦] . نَقَبَ‏: بمعنى ثقب و في قوله (لأنقبنّ الباطل) تمثيل الحال الحق مع الباطل كأن الباطل شي‏ء اشتمل على الحق فستره، و صار الحق في طيّه، فلا بد من كشف الباطل و إظهار الحق.
[٧] . المَحضُ‏: اللبن الخالص بلا رغوة.
****************************