وقال (عليه السلام): لَيْسَ بَلَدٌ بأَحَقَّ بِكَ مِنْ بَلَد، خَيْرُ الْبِلاَدِ مَا حَمَلَكَ.                
وقال (عليه السلام): ما أَنْقَضَ النَّوْمَ لِعَزَائِمِ الْيَوْمِ.                
وقال (عليه السلام): الْحِلْمُ وَالاَْنَاةُ تَوْأَمَانِ يُنْتِجُهُمَا عُلُوُّ الْهِمَّةِ.                
وقال (عليه السلام): مَنْهُومَانِ لاَ يَشْبَعَانِ: طَالِبُ عِلْم، وَطَالِبُ دُنْيَا.                
وقال (عليه السلام) : مَنْ كَرُمَتْ عَلَيْهِ نَفْسُهُ هَانَتْ عَلَيْهِ شَهْوَتُهُ .                
وقال (عليه السلام): مَا مَزَحَ امْرُؤٌ مَزْحَةً إِلاَّ مَجَّ مِنْ عَقْلِهِ مَجَّةً.                
وقال (عليه السلام): زُهْدُكَ فِي رَاغِب فِيكَ نُقْصَانُ حَظّ، وَرَغْبَتُكَ فِي زَاهِد فِيكَ ذُلُّ نَفْس.                

Search form

نـهج البـــــــــلاغـة
إرسال الی صدیق
٣٤ - و من خطبة له (ع) في استنفار الناس إلى أهل الشام بعد فراغه من أمر الخوارج‏

و فيها يتأفف بالناس، و ينصح لهم بطريق السداد

أُفٍّ لَكُمْ[١] لَقَدْ سَئِمْتُ عِتَابَكُمْ- أَرَضِيتُمْ بِالْحَياةِ الدُّنْيا مِنَ الْآخِرَةِ عِوَضاً وَ بِالذُّلِّ مِنَ الْعِزِّ خَلَفاً إِذَا دَعَوْتُكُمْ إِلَى جِهَادِ عَدُوِّكُمْ دَارَتْ أَعْيُنُكُمْ[٢] كَأَنَّكُمْ مِنَ الْمَوْتِ فِي غَمْرَةٍ[٣] وَ مِنَ الذُّهُولِ فِي سَكْرَةٍ يُرْتَجُ[٤] عَلَيْكُمْ حَوَارِي[٥] فَتَعْمَهُونَ[٦]- [فَكَأَنَ‏] وَ كَأَنَّ قُلُوبَكُمْ مَأْلُوسَةٌ[٧] فَأَنْتُمْ لَا تَعْقِلُونَ مَا أَنْتُمْ لِي بِثِقَةٍ سَجِيسَ اللَّيَالِي[٨] وَ مَا أَنْتُمْ بِرُكْنٍ يُمَالُ[٩] بِكُمْ وَ لَا زَوَافِرُ[١٠] عِزٍّ يُفْتَقَرُ إِلَيْكُمْ مَا أَنْتُمْ إِلَّا كَإِبِلٍ ضَلَّ رُعَاتُهَا فَكُلَّمَا جُمِعَتْ مِنْ جَانِبٍ انْتَشَرَتْ مِنْ آخَرَ لَبِئْسَ لَعَمْرُ اللَّهِ سُعْرُ[١١] نَارِ الْحَرْبِ أَنْتُمْ تُكَادُونَ وَ لَا تَكِيدُونَ وَ تُنْتَقَصُ أَطْرَافُكُمْ فَلَا تَمْتَعِضُونَ[١٢] لَا يُنَامُ عَنْكُمْ وَ أَنْتُمْ فِي غَفْلَةٍ سَاهُونَ غُلِبَ وَ اللَّهِ الْمُتَخَاذِلُونَ وَ ايْمُ اللَّهِ إِنِّي لَأَظُنُّ بِكُمْ أَنْ لَوْ حَمِسَ[١٣] الْوَغَى[١٤] وَ اسْتَحَرَّ الْمَوْتُ[١٥] قَدِ انْفَرَجْتُمْ عَنِ ابْنِ أَبِي طَالِبٍ انْفِرَاجَ الرَّأْسِ[١٦] وَ اللَّهِ إِنَّ امْرَأً يُمَكِّنُ عَدُوَّهُ مِنْ نَفْسِهِ يَعْرُقُ لَحْمَهُ[١٧] وَ يَهْشِمُ عَظْمَهُ وَ يَفْرِي[١٨] جِلْدَهُ لَعَظِيمٌ عَجْزُهُ ضَعِيفٌ مَا ضُمَّتْ عَلَيْهِ جَوَانِحُ صَدْرِهِ[١٩] أَنْتَ فَكُنْ ذَاكَ إِنْ شِئْتَ فَأَمَّا أَنَا فَوَاللَّهِ دُونَ أَنْ أُعْطِيَ ذَلِكَ ضَرْبٌ بِالْمَشْرَفِيَّةِ[٢٠] تَطِيرُ مِنْهُ فَرَاشُ‏ الْهَامِ[٢١] وَ تَطِيحُ[٢٢] السَّوَاعِدُ وَ الْأَقْدَامُ- وَ يَفْعَلُ اللَّهُ بَعْدَ ذَلِكَ ما يَشاءُ.

طريق السداد

أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ لِي عَلَيْكُمْ حَقّاً وَ لَكُمْ عَلَيَّ حَقٌّ فَأَمَّا حَقُّكُمْ عَلَيَّ فَالنَّصِيحَةُ ١٩٠ لَكُمْ وَ تَوْفِيرُ فَيْئِكُمْ[٢٣] عَلَيْكُمْ وَ تَعْلِيمُكُمْ كَيْلَا تَجْهَلُوا وَ تَأْدِيبُكُمْ كَيْمَا تَعْلَمُوا وَ أَمَّا حَقِّي عَلَيْكُمْ فَالْوَفَاءُ بِالْبَيْعَةِ وَ النَّصِيحَةُ فِي الْمَشْهَدِ وَ الْمَغِيبِ وَ الْإِجَابَةُ حِينَ أَدْعُوكُمْ وَ الطَّاعَةُ حِينَ آمُرُكُم‏.

_______________________
[١] . أُفّ لكم‏: كلمة تضجّر و استقذار و مهانة.
[٢] . دوَرَان الأعين‏: اضطرابها من الجزع.
[٣] . الغَمْرَة: الواحدة من الغمر و هو السّتر، و غمرة الموت الشدة التي ينتهي إليها المحتضر.
[٤] . يُرْتَجُ‏: بمعنى يغلق- تقول: رتج الباب أي أغلقه.
[٥] . الحَوار- بالفتح و ربما كسر: المخاطبة و مراجعة الكلام.
[٦] . تَعْمَهُون‏: مضارع عمه، أي تتحيّرون و تتردّدون.
[٧] . المألُوسة: المخلوطة بمس الجنون.
[٨] . سَجيِس‏ - بفتح فكسر- كلمة تقال بمعنى أبدا، و سجيس: أصله من «سجس الماء» بمعنى تغيّر و تكدّر و كان أصل الاستعمال: «ما دامت الليالي بظلامها».
[٩] . يُمال بكم‏: يمال على العدو بعزكم و قوتكم.
[١٠] . الزّافرة من البناء: ركنه، و من الرجل عشيرته و أنصاره.
[١١] . السّعْر- بالفتح- مصدر سعر النار- من باب نفع: أوقدها، و بالضم جمع ساعر، و هو ما أثبتناه. و المراد «لبئس موقدوا الحرب أنتم».
[١٢] . امْتَعَضَ‏: غضب.
[١٣] . حَمِسَ‏ - كفرح- اشتد و صلب في دينه فهو حمس.
[١٤] . الوَغى‏: الحرب، و أصله الصوت و الجلبة.
[١٥] . اسْتَحَرّ: بلغ في النفوس غاية حدّته.
[١٦] . انفرجتم انفراج الرأس‏: أي كما ينفلق الرأس فلا يلتئم.
[١٧] . يَعْرُقُ لَحْمَهُ‏: يأكل حتى لا يبقى منه شي‏ء على العظم.
[١٨] . فَرَاه‏ يفريه: مزّقه يمزقه.
[١٩] . ما ضُمت عليه الجوانح‏: هو القلب و ما يتبعه من الأوعية الدموية، و الجوانح: الضلوع تحت الترائب، و الترائب: ما يلي التّرقوتين من عظم الصدر.
[٢٠] . المَشْرَفِيّة: هي السيوف التي تنسب إلى مشارف، و هي قرى من أرض العرب تدنو إلى الريف، و لا يقال في النسبة إليها مشارفي، لأن الجمع ينسب إلى واحدة.
[٢١] . فَرَاشُ الهامِ‏: العظام الرقيقة التي تلي القحف.
[٢٢] . تَطيِحُ السواعِدُ: تسقط، و فعله كباع و قال.
[٢٣] . الفَي‏ء: الخراج و ما يحويه بيت المال.
****************************