وقال (عليه السلام): زُهْدُكَ فِي رَاغِب فِيكَ نُقْصَانُ حَظّ، وَرَغْبَتُكَ فِي زَاهِد فِيكَ ذُلُّ نَفْس.                
وقال (عليه السلام): إِذَا أَقْبَلَتِ الدُّنْيَا عَلَى أحَد أَعَارَتْهُ مَحَاسِنَ غَيْرِهِ، وَإِذَا أَدْبَرَتْ عَنْهُ سَلَبَتْهُ مَحَاسِنَ نَفْسِهِ .                
وقال (عليه السلام): مَنْهُومَانِ لاَ يَشْبَعَانِ: طَالِبُ عِلْم، وَطَالِبُ دُنْيَا.                
وقال (عليه السلام): أَعْجَزُ النَّاسِ مَنْ عَجَزَ عَنِ اكْتِسَابِ الاْخْوَانِ، وَأَعْجَزُ مِنْهُ مَنْ ضَيَّعَ مَنْ ظَفِرَ بِهِ مِنْهُمْ .                
وقال (عليه السلام): اذْكُرُوا انْقِطَاعَ الَّلذَّاتِ، وَبَقَاءَ التَّبِعَاتِ.                
وقال (عليه السلام): أَشَدُّ الذُّنُوبِ مَا اسْتَخَفَّ بِهِ صَاحِبُهُ.                
وقال (عليه السلام): مَنْ كَرُمَتْ عَلَيْهِ نَفْسُهُ هَانَتْ عَلَيْهِ شَهْوَتُهُ.                

Search form

نـهج البـــــــــلاغـة
إرسال الی صدیق
٦٥ - و من خطبة له (ع) و فيها مباحث لطيفة من العلم الإلهي‏

الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَمْ تَسْبِقْ لَهُ حَالٌ حَالًا فَيَكُونَ أَوَّلًا قَبْلَ أَنْ يَكُونَ آخِراً وَ يَكُونَ ظَاهِراً قَبْلَ أَنْ يَكُونَ بَاطِناً كُلُّ مُسَمًّى بِالْوَحْدَةِ غَيْرَهُ قَلِيلٌ وَ كُلُّ عَزِيزٍ غَيْرَهُ ذَلِيلٌ وَ كُلُّ قَوِيٍّ غَيْرَهُ ضَعِيفٌ وَ كُلُّ مَالِكٍ غَيْرَهُ مَمْلُوكٌ وَ كُلُّ عَالِمٍ غَيْرَهُ مُتَعَلِّمٌ وَ كُلُّ قَادِرٍ غَيْرَهُ يَقْدِرُ وَ يَعْجَزُ وَ كُلُّ سَمِيعٍ غَيْرَهُ يَصَمُّ[١] عَنْ لَطِيفِ الْأَصْوَاتِ وَ يُصِمُّهُ كَبِيرُهَا وَ يَذْهَبُ عَنْهُ مَا بَعُدَ مِنْهَا وَ كُلُّ بَصِيرٍ غَيْرَهُ يَعْمَى عَنْ خَفِيِّ الْأَلْوَانِ وَ لَطِيفِ الْأَجْسَامِ وَ كُلُّ ظَاهِرٍ غَيْرَهُ [غَيْرُ بَاطِنٍ‏] بَاطِنٌ وَ كُلُّ بَاطِنٍ غَيْرَهُ غَيْرُ ظَاهِرٍ لَمْ يَخْلُقْ مَا خَلَقَهُ لِتَشْدِيدِ سُلْطَانٍ وَ لَا تَخَوُّفٍ مِنْ عَوَاقِبِ زَمَانٍ وَ لَا اسْتِعَانَةٍ عَلَى نِدٍّ[٢] مُثَاوِرٍ[٣] وَ لَا شَرِيكٍ مُكَاثِرٍ[٤] وَ لَا ضِدٍّ مُنَافِرٍ[٥] وَ لَكِنْ خَلَائِقُ مَرْبُوبُونَ[٦] وَ عِبَادٌ دَاخِرُونَ[٧] لَمْ يَحْلُلْ فِي الْأَشْيَاءِ فَيُقَالَ هُوَ [فِيهَا] كَائِنٌ وَ لَمْ يَنْأَ[٨] عَنْهَا فَيُقَالَ هُوَ مِنْهَا بَائِنٌ[٩] لَمْ يَؤُدْهُ[١٠] خَلْقُ مَا ابْتَدَأَ وَ لَا تَدْبِيرُ مَا ذَرَأَ[١١] وَ لَا وَقَفَ بِهِ عَجْزٌ عَمَّا خَلَقَ وَ لَا وَلَجَتْ[١٢] عَلَيْهِ شُبْهَةٌ فِيمَا قَضَى وَ قَدَّرَ بَلْ قَضَاءٌ مُتْقَنٌ وَ عِلْمٌ مُحْكَمٌ وَ أَمْرٌ مُبْرَمٌ[١٣] الْمَأْمُولُ مَعَ النِّقَمِ الْمَرْهُوبُ مَعَ النِّعَم‏.

____________________________
[١] . يَصَمّ‏ - بفتح الصاد- مضارع «صمّ»- من باب علم- إذا أصيب بالصمم و فقد السمع، و ما عظم من الأصوات حتى فات المألوف الذي يستطيع احتماله يحدث فيها الصمم بصدعه لها.
[٢] . النِّد - بكسر النون-: النظير و المثل، و لا يكون إلا مخالفا، و جمعه أنداد مثل: حمل و أحمال.
[٣] . المُثَاور: المواثب و المحارب.
[٤] . الشريك المكاثِر: المفاخر بالكثرة، هذا إذا قرى‏ء بالثاء المثلثة، و يروى «المكابر»- بالباء الموحدة- أي:
المفاخر بالكبر و العظمة.
[٥] . الضّدّ المُنافِر: الذي يحاكي ضده في الرفعة و النسب فيغلبه.
[٦] . مَرْبُوبُون‏: أي مملوكون.
[٧] . داخِرون‏: أذلّاء- من دخر.
[٨] . «لم يَنْأ عنها»أي: لم ينفصل انفصال الجسم.
[٩] . بائن‏: منفصل.
[١٠] . لم يؤده‏: لم يثقله، آده الأمر يؤوده: أثقله و أتعبه.
[١١] . ذرأ: خلق.
[١٢] . وَلَجَتْ عليه‏: دخلت.
[١٣] . مُبْرَمِ‏: محتوم، و أصله من «أبرم الحبل» جعله طاقين، ثم فتله.
****************************