نـهج البـــــــــلاغـة
٧١ - و من خطبة له (ع) في ذم أهل العراق و فيها يوبخهم على ترك القتال و النصر يكاد يتم ثم تكذيبهم له
أَمَّا بَعْدُ يَا أَهْلَ الْعِرَاقِ فَإِنَّمَا أَنْتُمْ كَالْمَرْأَةِ الْحَامِلِ حَمَلَتْ فَلَمَّا أَتَمَّتْ أَمْلَصَتْ[١] وَ مَاتَ قَيِّمُهَا[٢] وَ طَالَ تَأَيُّمُهَا[٣] وَ وَرِثَهَا أَبْعَدُهَا. أَمَا وَ اللَّهِ مَا أَتَيْتُكُمُ اخْتِيَاراً وَ لَكِنْ جِئْتُ إِلَيْكُمْ سَوْقاً وَ لَقَدْ بَلَغَنِي أَنَّكُمْ تَقُولُونَ عَلِيٌّ يَكْذِبُ قَاتَلَكُمُ اللَّهُ تَعَالَى فَعَلَى مَنْ أَكْذِبُ أَعَلَى اللَّهِ فَأَنَا أَوَّلُ مَنْ آمَنَ بِهِ أَمْ عَلَى نَبِيِّهِ فَأَنَا أَوَّلُ مَنْ صَدَّقَهُ كَلَّا وَ اللَّهِ لَكِنَّهَا لَهْجَةٌ غِبْتُمْ عَنْهَا وَ لَمْ تَكُونُوا مِنْ أَهْلِهَا وَيْلُ أُمِّهِ[٤] كَيْلًا بِغَيْرِ ثَمَنٍ لَوْ كَانَ لَهُ وِعَاءٌ- وَ لَتَعْلَمُنَّ نَبَأَهُ بَعْدَ حِين.
_________________________
[١] . أمْلَصَت: أسقطت، و ألقت ولدها ميتا.
[٢] . قَيّمها: زوجها.
[٣] . تأيّمُها: خلوّها من الأزواج.
[٤] . ويْلُ امّهِ: كلمة استعظام تقال في مقام المدح و إن كان أصل وضعها لضده، و مثل ذلك معروف في لسانهم يقولون للرجل يعظمونه و يقرظونه «لا أبا لك» في الحديث «فاظفر بذات الدين تربت يداك».
****************************