وقال (عليه السلام): إِذَا وَصَلَتْ إِليْكُمْ أَطْرَافُ النِّعَمِ فَلاَ تُنْفِرُوا أَقْصَاهَا بِقِلَّةِ الشُّكْرِ .                
وقال (عليه السلام) : هَلَكَ فِي رَجُلاَنِ: مُحِبٌّ غَال ، وَمُبْغِضٌ قَال .                
وقال (عليه السلام): الرِّزْقُ رِزْقَانِ: طَالِبٌ، وَمَطْلُوبٌ، فَمَنْ طَلَبَ الدُّنْيَا طَلَبَهُ الْمَوْتُ حَتَّى يُخْرِجَهُ عَنْهَا،مَنْ طَلَبَ الاْخِرَةَ طَلَبَتْهُ الدُّنْيَا حَتَّى يَسْتَوْفِيَ رِزْقَهُ مِنْهَا.                
وقال (عليه السلام) : مَنْ عَظَّمَ صِغَارَ الْمَصَائِبِ ابْتَلاَهُ اللهُ بِكِبَارِهَا .                
وقال (عليه السلام): إِذَا قَدَرْتَ عَلَى عَدُوِّكَ فَاجْعَلِ الْعَفْوَ عَنْهُ شُكْراً لِلْقُدْرَةِ عَلَيْهِ .                
وقال (عليه السلام): لاَ خَيْرَ فِي الصَّمْتِ عَنِ الْحُكْمِ، كَمَا أنَّهُ لاَ خَيْرَ فِي الْقَوْلِ بِالْجَهْلِ.                
وقال (عليه السلام):مَنْ عَظَّمَ صِغَارَ الْمَصَائِبِ ابْتَلاَهُ اللهُ بِكِبَارِهَا.                

Search form

نـهج البـــــــــلاغـة
إرسال الی صدیق
٧٢ - و من خطبة له (ع) علم فيها الناس الصلاة على النبي (ص) و فيها بيان صفات الله سبحانه و صفة النبي و الدعاء له‏

صفات الله‏

اللَّهُمَّ دَاحِيَ الْمَدْحُوَّاتِ[١] وَ دَاعِمَ الْمَسْمُوكَاتِ[٢] وَ جَابِلَ الْقُلُوبِ[٣] عَلَى فِطْرَتِهَا[٤] شَقِيِّهَا وَ سَعِيدِهَا.

صفات النبي‏

اجْعَلْ شَرَائِفَ[٥] صَلَوَاتِكَ وَ نَوَامِيَ[٦] بَرَكَاتِكَ عَلَى مُحَمَّدٍ عَبْدِكَ وَ رَسُولِكَ الْخَاتِمِ[٧] لِمَا سَبَقَ وَ الْفَاتِحِ لِمَا انْغَلَقَ[٨] وَ الْمُعْلِنِ الْحَقَّ بِالْحَقِّ وَ الدَّافِعِ جَيْشَاتِ الْأَبَاطِيلِ[٩] وَ الدَّامِغِ صَوْلَاتِ الْأَضَالِيلِ[١٠] كَمَا حُمِّلَ فَاضْطَلَعَ[١١] قَائِماً بِأَمْرِكَ مُسْتَوْفِزاً[١٢] فِي مَرْضَاتِكَ غَيْرَ نَاكِلٍ[١٣] عَنْ قُدُمٍ[١٤] وَ لَا وَاهٍ[١٥] فِي عَزْمٍ وَاعِياً[١٦] لِوَحْيِكَ حَافِظاً لِعَهْدِكَ مَاضِياً عَلَى نَفَاذِ أَمْرِكَ حَتَّى أَوْرَى قَبَسَ الْقَابِسِ[١٧] وَ أَضَاءَ الطَّرِيقَ لِلْخَابِطِ[١٨] وَ هُدِيَتْ بِهِ الْقُلُوبُ بَعْدَ خَوْضَاتِ[١٩] الْفِتَنِ وَ الْآثَامِ وَ أَقَامَ بِمُوضِحَاتِ الْأَعْلَامِ[٢٠] وَ نَيِّرَاتِ الْأَحْكَامِ فَهُوَ أَمِينُكَ الْمَأْمُونُ وَ خَازِنُ عِلْمِكَ الْمَخْزُونِ[٢١] وَ شَهِيدُكَ[٢٢] يَوْمَ الدِّينِ وَ بَعِيثُكَ[٢٣] بِالْحَقِّ وَ رَسُولُكَ إِلَى الْخَلْقِ‏.

الدعاء للنبي‏

اللَّهُمَّ افْسَحْ لَهُ مَفْسَحاً فِي ظِلِّكَ[٢٤] وَ اجْزِهِ مُضَاعَفَاتِ الْخَيْرِ[٢٥] مِنْ فَضْلِكَ اللَّهُمَّ وَ أَعْلِ عَلَى بِنَاءِ الْبَانِينَ بِنَاءَهُ وَ أَكْرِمْ لَدَيْكَ مَنْزِلَتَهُ وَ أَتْمِمْ لَهُ نُورَهُ وَ اجْزِهِ مِنِ ابْتِعَاثِكَ لَهُ مَقْبُولَ الشَّهَادَةِ مَرْضِيَّ الْمَقَالَةِ ذَا مَنْطِقٍ عَدْلٍ وَ خُطْبَةٍ فَصْلٍ اللَّهُمَّ اجْمَعْ بَيْنَنَا وَ بَيْنَهُ فِي بَرْدِ الْعَيْشِ وَ قَرَارِ النِّعْمَةِ[٢٦] وَ مُنَى الشَّهَوَاتِ[٢٧] وَ أَهْوَاءِ اللَّذَّاتِ‏ وَ رَخَاءِ الدَّعَةِ[٢٨] وَ مُنْتَهَى الطُّمَأْنِينَةِ وَ تُحَفِ الْكَرَامَة[٢٩].

_________________________
[١] . «داحي المدحوات»أي: باسط المبسوطات و أراد منها الأرضين.
[٢] . داعم المَسْمُوكات‏: مقيمها و حافظها، و المسموكات: المرفوعات و هي السماوات و أصلها سمك بمعنى رفع.
[٣] . جابِل القُلوب‏: خالقها.
[٤] . الفِطْرة: أول حالات المخلوق التي يكون عليها في بدء وجوده، و هي للانسان: حالته خاليا من الآراء و الأهواء و الديانات و العقائد.
[٥] . الشَّرائِف‏: جمع شريفة.
[٦] . النّوَامي‏: الزوائد.
[٧] . الخاتمُ لما سَبَقَ‏: أي لما تقدّمه من النبوّات.
[٨] . الفاتح لما انْغَلَقَ‏: كانت أبواب القلوب قد أغلقت بإقفال الضلال عن طوارق الهداية فافتتحها صلى اللَّه عليه و آله و سلم بآيات نبوّته.
[٩] . جَيْشات الأباطيل‏: جمع باطل على غير قياس: كما أن الأضاليل جمع ضلال على غير قياس، و جيشاتها: جمع جيشة- بفتح فسكون- من جاشت القدر إذ ارتفع غليانها.
[١٠] . الصّوْلات‏: جمع صولة، و هي السطوة، و الدامغ من دمغه إذا شجّه حتى بلغت الشجّة دماغه.
[١١] . فاضْطَلَع‏ - أي: نهض بها قويا- و الضّلاعة: القوة.
[١٢] . المُسْتَوْفِز: المسارع المستعجل.
[١٣] . الناكِل‏: الناكص و المتأخّر، أي غير جبان.
[١٤] . القُدُم‏ - بضمتين-: المشي إلى الحرب، و يقال: مضى قدما، أي سار و لم يعرّج.
[١٥] . الواهي‏: الضعيف.
[١٦] . واعيا لِوَحْيك‏: أي حافظا و فاهما، وعيت الحديث، إذا حفظته و فهمته.
[١٧] . أوْرَى قَبَسَ القابِس‏: يقال: ورى الزّند كوعى- و وري- كولي- يري وريا فهو وار: خرجت ناره، و أوريته و ورّيته و استوريته و القبس: شعلة من النار، و القابس الذي يطلب النار.
[١٨] . الخابِط: الذي يسير ليلا على غير جادّة واضحة، فإضاءة الطريق له جعلها مضيئة ظاهرة.
[١٩] . الخوْضات‏: جمع خوضة، و هي المرّة من الخوض.
[٢٠] . الأعْلام‏: جمع علم- بالتحريك- و هو ما يستدل به على الطريق كالمنار و نحوه.
[٢١] . العِلْم المخزون‏: ما اختصّ اللَّه به من شاء من عباده، و لم يبح لغير أهل الحظوة به أن يطلغوا عليه، و ذلك مما لا يتعلق بالأحكام الشرعية.
[٢٢] . شهِيدك‏: شاهدك على الناس، كما قال اللَّه تعالى: «فَكَيْفَ إِذا جِئْنا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَ جِئْنا بِكَ عَلى‏ هؤُلاءِ شَهِيداً».
[٢٣] . بَعيِثك بالحق‏، أي: مبعوثك، فهو فعيل بمعنى مفعول كجريح و طريح.
[٢٤] . افْسَحْ له‏: وسّع له ما شئت أن توسع «في ظلك» أي: إحسانك و برّك، فيكون الظل مجازا.
[٢٥] . مُضَاعَفات الخير: أطواره و درجاته‏.
[٢٦] . قَرار النّعْمَةِ: مستقرّها حيث تدوم و لا تفنى.
[٢٧] . مُنى الشّهَوَات‏: منى جمع منية- بالضم- و هي ما يتمناه الانسان لنفسه، و الشهوات ما يشتهيه.
[٢٨] . رَخَاء الدّعَة: الرخاء: من قولهم «رجل رخيّ البال» أي: واسع الحال. و الدّعة: سكون النفس و اطمئنانها.
[٢٩] . تُحَف الكرَامة: التحف: جمع تحفة، و هي ما يكرم به الإنسان من البرّ و اللطف.
****************************