وقال (عليه السلام): زُهْدُكَ فِي رَاغِب فِيكَ نُقْصَانُ حَظّ، وَرَغْبَتُكَ فِي زَاهِد فِيكَ ذُلُّ نَفْس.                
وقال (عليه السلام): إذَا كَانَ في رَجُل خَلَّةٌ رَائِعَةٌ فَانْتَظِرْ أَخَوَاتِهَا.                
وقال (عليه السلام): الدُّنْيَا خُلِقَتْ لِغَيْرِهَا، ولَمْ تُخْلَقْ لِنَفْسِهَا.                
وقال (عليه السلام): إِذَا قَدَرْتَ عَلَى عَدُوِّكَ فَاجْعَلِ الْعَفْوَ عَنْهُ شُكْراً لِلْقُدْرَةِ عَلَيْهِ .                
وقال (عليه السلام): إِذَا وَصَلَتْ إِليْكُمْ أَطْرَافُ النِّعَمِ فَلاَ تُنْفِرُوا أَقْصَاهَا بِقِلَّةِ الشُّكْرِ .                
وقال (عليه السلام): قَلِيلٌ مَدُومٌ عَلَيْهِ خَيْرٌ مِنْ كَثِير مَمْلُول مِنْهُ.                
وقال (عليه السلام) : مَنْ كَرُمَتْ عَلَيْهِ نَفْسُهُ هَانَتْ عَلَيْهِ شَهْوَتُهُ .                

Search form

نـهج البـــــــــلاغـة
إرسال الی صدیق
٨٣ - و من خطبة له (ع) و هي الخطبة العجيبة تسمى «الغراء» و فيها نعوت اللّه جل شأنه، ثم الوصية بتقواه ثم التنفير من الدنيا، ثم ما يلحق من...

و من خطبة له (ع) و هي الخطبة العجيبة تسمى «الغراء» و فيها نعوت اللّه جل شأنه، ثم الوصية بتقواه ثم التنفير من الدنيا، ثم ما يلحق من دخول القيامة، ثم تنبيه الخلق إلى ما هم فيه من الأعراض، ثم فضله عليه السلام في التذكير

صفته جل شأنه‏

الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي عَلَا بِحَوْلِهِ[١] وَ دَنَا بِطَوْلِهِ[٢] مَانِحِ كُلِّ غَنِيمَةٍ وَ فَضْلٍ وَ كَاشِفِ كُلِّ عَظِيمَةٍ وَ أَزْلٍ[٣] أَحْمَدُهُ عَلَى عَوَاطِفِ كَرَمِهِ وَ سَوَابِغِ نِعَمِهِ[٤] وَ أُومِنُ بِهِ أَوَّلًا بَادِياً[٥] وَ أَسْتَهْدِيهِ قَرِيباً هَادِياً وَ أَسْتَعِينُهُ قَاهِراً قَادِراً وَ أَتَوَكَّلُ عَلَيْهِ كَافِياً نَاصِراً وَ أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً (ص) عَبْدُهُ وَ رَسُولُهُ أَرْسَلَهُ لِإِنْفَاذِ أَمْرِهِ وَ إِنْهَاءِ عُذْرِهِ[٦] وَ تَقْدِيمِ نُذُرِهِ[٧]‏.

الوصية بالتقوى‏

أُوصِيكُمْ عِبَادَ اللَّهِ بِتَقْوَى اللَّهِ الَّذِي ضَرَبَ الْأَمْثَالَ[٨] وَ وَقَّتَ لَكُمُ الْآجَالَ[٩] وَ أَلْبَسَكُمُ الرِّيَاشَ[١٠] وَ أَرْفَغَ لَكُمُ الْمَعَاشَ[١١] وَ أَحَاطَ بِكُمُ الْإِحْصَاءَ[١٢] وَ أَرْصَدَ لَكُمُ الْجَزَاءَ[١٣] وَ آثَرَكُمْ بِالنِّعَمِ السَّوَابِغِ‏ وَ الرِّفَدِ[١٤] الرَّوَافِغِ[١٥] وَ أَنْذَرَكُمْ بِالْحُجَجِ الْبَوَالِغِ[١٦] فَأَحْصَاكُمْ عَدَداً وَ وَظَّفَ لَكُمْ مُدَداً[١٧] فِي قَرَارِ خِبْرَةٍ[١٨] وَ دَارِ عِبْرَةٍ أَنْتُمْ مُخْتَبَرُونَ فِيهَا وَ مُحَاسَبُونَ عَلَيْهَا.

التنفير من الدنيا

فَإِنَّ الدُّنْيَا رَنِقٌ[١٩] مَشْرَبُهَا رَدِغٌ[٢٠] مَشْرَعُهَا يُونِقُ[٢١] مَنْظَرُهَا وَ يُوبِقُ[٢٢] مَخْبَرُهَا غُرُورٌ حَائِلٌ[٢٣] وَ ضَوْءٌ آفِلٌ[٢٤] وَ ظِلٌّ زَائِلٌ وَ سِنَادٌ مَائِلٌ[٢٥] حَتَّى إِذَا أَنِسَ نَافِرُهَا وَ اطْمَأَنَّ نَاكِرُهَا[٢٦] قَمَصَتْ بِأَرْجُلِهَا[٢٧] وَ قَنَصَتْ بِأَحْبُلِهَا[٢٨] وَ أَقْصَدَتْ[٢٩] بِأَسْهُمِهَا وَ أَعْلَقَتِ[٣٠] الْمَرْءَ أَوْهَاقَ الْمَنِيَّةِ[٣١] قَائِدَةً لَهُ إِلَى ضَنْكِ الْمَضْجَعِ[٣٢] وَ وَحْشَةِ الْمَرْجِعِ وَ مُعَايَنَةِ الْمَحَلِّ[٣٣] وَ ثَوَابِ الْعَمَلِ.[٣٤] وَ كَذَلِكَ الْخَلَفُ بِعَقْبِ السَّلَفِ[٣٥] لَا تُقْلِعُ الْمَنِيَّةُ اخْتِرَاماً[٣٦] وَ لَا يَرْعَوِي الْبَاقُونَ[٣٧] اجْتِرَاماً[٣٨] يَحْتَذُونَ مِثَالًا[٣٩] وَ يَمْضُونَ أَرْسَالًا[٤٠] إِلَى غَايَةِ الِانْتِهَاءِ وَ صَيُّورِ الْفَنَاءِ.[٤١]

بعد الموت البعث‏

حَتَّى إِذَا تَصَرَّمَتِ الْأُمُورُ وَ تَقَضَّتِ الدُّهُورُ وَ أَزِفَ النُّشُورُ[٤٢] أَخْرَجَهُمْ مِنْ ضَرَائِحِ[٤٣] الْقُبُورِ وَ أَوْكَارِ الطُّيُورِ وَ أَوْجِرَةِ[٤٤] السِّبَاعِ وَ مَطَارِحِ الْمَهَالِكِ سِرَاعاً إِلَى أَمْرِهِ مُهْطِعِينَ[٤٥] إِلَى مَعَادِهِ رَعِيلًا صُمُوتاً[٤٦] قِيَاماً صُفُوفاً يَنْفُذُهُمُ الْبَصَرُ[٤٧] وَ يُسْمِعُهُمُ‏ الدَّاعِي عَلَيْهِمْ لَبُوسُ الِاسْتِكَانَةِ[٤٨] وَ ضَرَعُ[٤٩] الِاسْتِسْلَامِ وَ الذِّلَّةِ قَدْ ضَلَّتِ الْحِيَلُ وَ انْقَطَعَ الْأَمَلُ وَ هَوَتِ الْأَفْئِدَةُ[٥٠] كَاظِمَةً[٥١] وَ خَشَعَتِ الْأَصْوَاتُ مُهَيْنِمَةً[٥٢] وَ أَلْجَمَ الْعَرَقُ[٥٣] وَ عَظُمَ الشَّفَقُ[٥٤] وَ أُرْعِدَتِ[٥٥] الْأَسْمَاعُ لِزَبْرَةِ الدَّاعِي[٥٦] إِلَى فَصْلِ الْخِطَابِ[٥٧] وَ مُقَايَضَةِ[٥٨] الْجَزَاءِ وَ نَكَالِ[٥٩] الْعِقَابِ وَ نَوَالِ الثَّوَابِ.

تنبيه الخلق‏

عِبَادٌ مَخْلُوقُونَ اقْتِدَاراً وَ مَرْبُوبُونَ اقْتِسَاراً[٦٠] وَ مَقْبُوضُونَ احْتِضَاراً[٦١] وَ [مُضَمِّنُونَ‏] مُضَمَّنُونَ أَجْدَاثاً[٦٢] وَ كَائِنُونَ رُفَاتاً[٦٣] وَ مَبْعُوثُونَ أَفْرَاداً وَ مَدِينُونَ جَزَاءً[٦٤] وَ مُمَيَّزُونَ حِسَاباً[٦٥] قَدْ أُمْهِلُوا فِي طَلَبِ الْمَخْرَجِ وَ هُدُوا سَبِيلَ الْمَنْهَجِ[٦٦] وَ عُمِّرُوا مَهَلَ الْمُسْتَعْتِبِ[٦٧] وَ كُشِفَتْ عَنْهُمْ سُدَفُ الرِّيَبِ[٦٨] وَ خُلُّوا لِمِضْمَارِ الْجِيَادِ[٦٩] وَ رَوِيَّةِ الِارْتِيَادِ[٧٠] وَ أَنَاةِ الْمُقْتَبِسِ الْمُرْتَادِ[٧١] فِي مُدَّةِ الْأَجَلِ وَ مُضْطَرَبِ الْمَهَلِ[٧٢].‏

فضل التذكير

فَيَا لَهَا أَمْثَالًا صَائِبَةً[٧٣] وَ مَوَاعِظَ شَافِيَةً لَوْ صَادَفَتْ قُلُوباً زَاكِيَةً وَ أَسْمَاعاً وَاعِيَةً وَ آرَاءً عَازِمَةً وَ أَلْبَاباً حَازِمَةً فَاتَّقُوا اللَّهَ تَقِيَّةَ مَنْ سَمِعَ فَخَشَعَ وَ اقْتَرَفَ[٧٤] فَاعْتَرَفَ وَ وَجِلَ[٧٥] فَعَمِلَ وَ حَاذَرَ فَبَادَرَ[٧٦] وَ أَيْقَنَ فَأَحْسَنَ وَ عُبِّرَ فَاعْتَبَرَ[٧٧] وَ حُذِّرَ فَحَذِرَ وَ زُجِرَ فَازْدَجَرَ[٧٨] وَ أَجَابَ فَأَنَابَ[٧٩] وَ رَاجَعَ فَتَابَ وَ اقْتَدَى‏ فَاحْتَذَى[٨٠] وَ أُرِيَ فَرَأَى فَأَسْرَعَ طَالِباً وَ نَجَا هَارِباً فَأَفَادَ ذَخِيرَةً[٨١] وَ أَطَابَ سَرِيرَةً وَ عَمَّرَ مَعَاداً وَ اسْتَظْهَرَ زَاداً[٨٢] لِيَوْمِ رَحِيلِهِ وَ وَجْهِ سَبِيلِهِ[٨٣] وَ حَالِ حَاجَتِهِ وَ مَوْطِنِ فَاقَتِهِ وَ قَدَّمَ أَمَامَهُ لِدَارِ مُقَامِهِ فَاتَّقُوا اللَّهَ عِبَادَ اللَّهِ جِهَةَ مَا خَلَقَكُمْ لَهُ وَ احْذَرُوا مِنْهُ كُنْهَ مَا حَذَّرَكُمْ مِنْ نَفْسِهِ وَ اسْتَحِقُّوا مِنْهُ مَا أَعَدَّ لَكُمْ بِالتَّنَجُّزِ[٨٤] لِصِدْقِ مِيعَادِهِ وَ الْحَذَرِ مِنْ هَوْلِ مَعَادِهِ‏.

التذكير بضروب النعم‏

و منها

جَعَلَ لَكُمْ أَسْمَاعاً لِتَعِيَ مَا عَنَاهَا[٨٥] وَ أَبْصَاراً لِتَجْلُوَ[٨٦] عَنْ عَشَاهَا[٨٧] وَ أَشْلَاءً[٨٨] جَامِعَةً لِأَعْضَائِهَا مُلَائِمَةً لِأَحْنَائِهَا[٨٩] فِي تَرْكِيبِ صُوَرِهَا وَ مُدَدِ عُمُرِهَا بِأَبْدَانٍ قَائِمَةٍ بِأَرْفَاقِهَا[٩٠] وَ قُلُوبٍ رَائِدَةٍ[٩١] لِأَرْزَاقِهَا فِي مُجَلِّلَاتِ[٩٢] نِعَمِهِ وَ مُوجِبَاتِ مِنَنِهِ وَ حَوَاجِزِ[٩٣] عَافِيَتِهِ وَ قَدَّرَ لَكُمْ أَعْمَاراً سَتَرَهَا عَنْكُمْ وَ خَلَّفَ لَكُمْ عِبَراً مِنْ آثَارِ الْمَاضِينَ قَبْلَكُمْ مِنْ مُسْتَمْتَعِ خَلَاقِهِمْ[٩٤] وَ مُسْتَفْسَحِ خَنَاقِهِمْ[٩٥] أَرْهَقَتْهُمُ الْمَنَايَا[٩٦] دُونَ الْآمَالِ وَ شَذَّبَهُمْ عَنْهَا[٩٧] تَخَرُّمُ[٩٨] الْآجَالِ لَمْ يَمْهَدُوا[٩٩] فِي سَلَامَةِ الْأَبْدَانِ وَ لَمْ يَعْتَبِرُوا فِي أُنُفِ[١٠٠] الْأَوَانِ فَهَلْ يَنْتَظِرُ أَهْلُ بَضَاضَةِ[١٠١] الشَّبَابِ إِلَّا حَوَانِيَ الْهَرَمِ وَ أَهْلُ غَضَارَةِ[١٠٢] الصِّحَّةِ إِلَّا نَوَازِلَ السَّقَمِ وَ أَهْلُ مُدَّةِ الْبَقَاءِ إِلَّا آوِنَةَ الْفَنَاءِ مَعَ قُرْبِ الزِّيَالِ[١٠٣] وَ أُزُوفِ[١٠٤] الِانْتِقَالِ وَ عَلَزِ[١٠٥] الْقَلَقِ وَ أَلَمِ الْمَضَضِ[١٠٦] وَ غُصَصِ الْجَرَضِ[١٠٧] وَ تَلَفُّتِ‏ الِاسْتِغَاثَةِ بِنُصْرَةِ الْحَفَدَةِ وَ الْأَقْرِبَاءِ وَ الْأَعِزَّةِ وَ الْقُرَنَاءِ فَهَلْ دَفَعَتِ الْأَقَارِبُ أَوْ نَفَعَتِ النَّوَاحِبُ[١٠٨] وَ قَدْ غُودِرَ[١٠٩] فِي مَحَلَّةِ الْأَمْوَاتِ رَهِيناً[١١٠] وَ فِي ضِيقِ الْمَضْجَعِ وَحِيداً قَدْ هَتَكَتِ الْهَوَامُّ[١١١] جِلْدَتَهُ وَ أَبْلَتِ النَّوَاهِكُ[١١٢] جِدَّتَهُ وَ عَفَتِ[١١٣] الْعَوَاصِفُ آثَارَهُ وَ مَحَا الْحَدَثَانُ مَعَالِمَهُ[١١٤] وَ صَارَتِ الْأَجْسَادُ شَحِبَةً[١١٥] بَعْدَ بَضَّتِهَا[١١٦] وَ الْعِظَامُ نَخِرَةً[١١٧] بَعْدَ قُوَّتِهَا وَ الْأَرْوَاحُ مُرْتَهَنَةً بِثِقَلِ أَعْبَائِهَا[١١٨] مُوقِنَةً بِغَيْبِ أَنْبَائِهَا لَا تُسْتَزَادُ مِنْ صَالِحِ عَمَلِهَا وَ لَا تُسْتَعْتَبُ[١١٩] مِنْ سَيِّئِ زَلَلِهَا[١٢٠] أَ وَ لَسْتُمْ أَبْنَاءَ الْقَوْمِ وَ الْآبَاءَ وَ إِخْوَانَهُمْ وَ الْأَقْرِبَاءَ تَحْتَذُونَ أَمْثِلَتَهُمْ وَ تَرْكَبُونَ قِدَّتَهُمْ[١٢١] وَ تَطَئُونَ جَادَّتَهُمْ[١٢٢] فَالْقُلُوبُ قَاسِيَةٌ عَنْ حَظِّهَا لَاهِيَةٌ عَنْ رُشْدِهَا سَالِكَةٌ فِي غَيْرِ مِضْمَارِهَا كَأَنَّ الْمَعْنِيَّ سِوَاهَا[١٢٣] وَ كَأَنَّ الرُّشْدَ فِي إِحْرَازِ دُنْيَاهَا.

التحذير من هول الصراط

وَ اعْلَمُوا أَنَّ مَجَازَكُمْ[١٢٤] عَلَى الصِّرَاطِ وَ مَزَالِقِ دَحْضِهِ[١٢٥] وَ أَهَاوِيلِ زَلَلِهِ وَ تَارَاتِ أَهْوَالِهِ[١٢٦] فَاتَّقُوا اللَّهَ عِبَادَ اللَّهِ تَقِيَّةَ ذِي لُبٍّ شَغَلَ التَّفَكُّرُ قَلْبَهُ وَ أَنْصَبَ[١٢٧] الْخَوْفُ بَدَنَهُ وَ أَسْهَرَ التَّهَجُّدُ غِرَارَ[١٢٨] نَوْمِهِ وَ أَظْمَأَ الرَّجَاءُ هَوَاجِرَ[١٢٩] يَوْمِهِ وَ ظَلَفَ[١٣٠] الزُّهْدُ شَهَوَاتِهِ وَ أَوْجَفَ[١٣١] الذِّكْرُ بِلِسَانِهِ وَ قَدَّمَ الْخَوْفَ لِأَمَانِهِ وَ تَنَكَّبَ[١٣٢] الْمَخَالِجَ[١٣٣] عَنْ وَضَحِ[١٣٤] السَّبِيلِ وَ سَلَكَ أَقْصَدَ الْمَسَالِكِ إِلَى[١٣٥] النَّهْجِ الْمَطْلُوبِ وَ لَمْ تَفْتِلْهُ[١٣٦] فَاتِلَاتُ الْغُرُورِ وَ لَمْ تَعْمَ[١٣٧] عَلَيْهِ مُشْتَبِهَاتُ الْأُمُورِ ظَافِراً بِفَرْحَةِ الْبُشْرَى وَ رَاحَةِ النُّعْمَى[١٣٨] فِي أَنْعَمِ نَوْمِهِ وَ آمَنِ يَوْمِهِ وَ قَدْ عَبَرَ مَعْبَرَ الْعَاجِلَةِ[١٣٩] حَمِيداً وَ قَدَّمَ زَادَ الْآجِلَةِ سَعِيداً وَ بَادَرَ مِنْ وَجَلٍ[١٤٠] وَ أَكْمَشَ[١٤١] فِي مَهَلٍ وَ رَغِبَ فِي طَلَبٍ وَ ذَهَبَ عَنْ هَرَبٍ وَ رَاقَبَ فِي يَوْمِهِ غَدَهُ وَ نَظَرَ قُدُماً أَمَامَهُ[١٤٢] فَكَفَى بِالْجَنَّةِ ثَوَاباً وَ نَوَالًا وَ كَفَى بِالنَّارِ عِقَاباً وَ وَبَالًا وَ كَفَى بِاللَّهِ مُنْتَقِماً وَ نَصِيراً وَ كَفَى بِالْكِتَابِ حَجِيجاً وَ خَصِيماً[١٤٣].

الوصية بالتقوى‏

أُوصِيكُمْ بِتَقْوَى اللَّهِ الَّذِي أَعْذَرَ بِمَا أَنْذَرَ وَ احْتَجَّ بِمَا نَهَجَ وَ حَذَّرَكُمْ عَدُوّاً نَفَذَ فِي الصُّدُورِ خَفِيّاً وَ نَفَثَ فِي الْآذَانِ نَجِيّاً[١٤٤] فَأَضَلَّ وَ أَرْدَى وَ وَعَدَ فَمَنَّى[١٤٥] وَ زَيَّنَ سَيِّئَاتِ الْجَرَائِمِ وَ هَوَّنَ مُوبِقَاتِ الْعَظَائِمِ حَتَّى إِذَا اسْتَدْرَجَ قَرِينَتَهُ[١٤٦] وَ اسْتَغْلَقَ رَهِينَتَهُ[١٤٧] أَنْكَرَ مَا زَيَّنَ[١٤٨] وَ اسْتَعْظَمَ مَا هَوَّنَ وَ حَذَّرَ مَا أَمَّنَ‏.

و منها في صفة خلق الإنسان‏

أَمْ هَذَا الَّذِي أَنْشَأَهُ فِي ظُلُمَاتِ الْأَرْحَامِ وَ شُغُفِ الْأَسْتَارِ[١٤٩] نُطْفَةً دِهَاقاً[١٥٠] وَ عَلَقَةً مِحَاقاً[١٥١] وَ جَنِيناً[١٥٢] وَ رَاضِعاً وَ وَلِيداً وَ يَافِعاً[١٥٣] ثُمَّ مَنَحَهُ قَلْباً حَافِظاً وَ لِسَاناً لَافِظاً وَ بَصَراً لَاحِظاً لِيَفْهَمَ مُعْتَبِراً وَ يُقَصِّرَ مُزْدَجِراً حَتَّى إِذَا قَامَ اعْتِدَالُهُ وَ اسْتَوَى‏ مِثَالُهُ[١٥٤] نَفَرَ مُسْتَكْبِراً وَ خَبَطَ سَادِراً[١٥٥] مَاتِحاً فِي غَرْبِ هَوَاهُ[١٥٦] كَادِحاً[١٥٧] سَعْياً لِدُنْيَاهُ فِي لَذَّاتِ طَرَبِهِ وَ بَدَوَاتِ[١٥٨] أَرَبِهِ ثُمَّ لَا يَحْتَسِبُ رَزِيَّةً[١٥٩] وَ لَا يَخْشَعُ تَقِيَّةً[١٦٠] فَمَاتَ فِي فِتْنَتِهِ غَرِيراً[١٦١] وَ عَاشَ فِي هَفْوَتِهِ[١٦٢] يَسِيراً لَمْ يُفِدْ[١٦٣] عِوَضاً وَ لَمْ يَقْضِ مُفْتَرَضاً دَهِمَتْهُ[١٦٤] فَجَعَاتُ الْمَنِيَّةِ فِي غُبَّرِ جِمَاحِهِ[١٦٥] وَ سَنَنِ[١٦٦] مِرَاحِهِ فَظَلَّ سَادِراً[١٦٧] وَ بَاتَ سَاهِراً فِي غَمَرَاتِ الْآلَامِ وَ طَوَارِقِ الْأَوْجَاعِ وَ الْأَسْقَامِ بَيْنَ أَخٍ شَقِيقٍ وَ وَالِدٍ شَفِيقٍ وَ دَاعِيَةٍ بِالْوَيْلِ جَزَعاً وَ لَادِمَةٍ[١٦٨] لِلصَّدْرِ قَلَقاً وَ الْمَرْءُ فِي سَكْرَةٍ مُلْهِثَةٍ وَ غَمْرَةٍ[١٦٩] كَارِثَةٍ وَ أَنَّةٍ[١٧٠] مُوجِعَةٍ وَ جَذْبَةٍ مُكْرِبَةٍ[١٧١] وَ سَوْقَةٍ[١٧٢] مُتْعِبَةٍ ثُمَّ أُدْرِجَ فِي أَكْفَانِهِ مُبْلِساً[١٧٣] وَ جُذِبَ مُنْقَاداً سَلِساً[١٧٤] ثُمَّ أُلْقِيَ عَلَى الْأَعْوَادِ رَجِيعَ وَصَبٍ[١٧٥] وَ نِضْوَ[١٧٦] سَقَمٍ تَحْمِلُهُ حَفَدَةُ[١٧٧] الْوِلْدَانِ وَ حَشَدَةُ[١٧٨] الْإِخْوَانِ إِلَى دَارِ غُرْبَتِهِ وَ مُنْقَطَعِ زَوْرَتِهِ[١٧٩] وَ مُفْرَدِ وَحْشَتِهِ حَتَّى إِذَا انْصَرَفَ الْمُشَيِّعُ وَ رَجَعَ الْمُتَفَجِّعُ أُقْعِدَ فِي حُفْرَتِهِ نَجِيّاً لِبَهْتَةِ[١٨٠] السُّؤَالِ وَ عَثْرَةِ[١٨١] الِامْتِحَانِ وَ أَعْظَمُ مَا هُنَالِكَ بَلِيَّةً نُزُولُ الْحَمِيمِ[١٨٢] وَ تَصْلِيَةُ الْجَحِيمِ[١٨٣] وَ فَوْرَاتُ السَّعِيرِ وَ سَوْرَاتُ الزَّفِيرِ[١٨٤] لَا فَتْرَةٌ[١٨٥] مُرِيحَةٌ وَ لَا دَعَةٌ[١٨٦] مُزِيحَةٌ وَ لَا قُوَّةٌ حَاجِزَةٌ وَ لَا مَوْتَةٌ نَاجِزَةٌ[١٨٧] وَ لَا سِنَةٌ[١٨٨] مُسَلِّيَةٌ بَيْنَ أَطْوَارِ الْمَوْتَاتِ[١٨٩] وَ عَذَابِ السَّاعَاتِ إِنَّا بِاللَّهِ عَائِذُونَ عِبَادَ اللَّهِ أَيْنَ الَّذِينَ عُمِّرُوا فَنَعِمُوا[١٩٠] وَ عُلِّمُوا فَفَهِمُوا وَ أُنْظِرُوا فَلَهَوْا وَ سُلِّمُوا فَنَسُوا أُمْهِلُوا طَوِيلًا وَ مُنِحُوا جَمِيلًا وَ حُذِّرُوا أَلِيماً وَ وُعِدُوا جَسِيماً احْذَرُوا الذُّنُوبَ الْمُوَرِّطَةَ[١٩١] وَ الْعُيُوبَ الْمُسْخِطَةَ أُولِي الْأَبْصَارِ وَ الْأَسْمَاعِ وَ الْعَافِيَةِ وَ الْمَتَاعِ هَلْ مِنْ مَنَاصٍ[١٩٢] أَوْ خَلَاصٍ أَوْ مَعَاذٍ أَوْ مَلَاذٍ أَوْ فِرَارٍ أَوْ مَحَارٍ[١٩٣] أَمْ لَا- فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ[١٩٤] أَمْ أَيْنَ تُصْرَفُونَ أَمْ بِمَا ذَا تَغْتَرُّونَ وَ إِنَّمَا حَظُّ أَحَدِكُمْ مِنَ الْأَرْضِ ذَاتِ الطُّوْلِ وَ الْعَرْضِ قِيدُ قَدِّهِ[١٩٥] [مُنْعَفِراً] مُتَعَفِّراً[١٩٦] عَلَى خَدِّهِ الْآنَ عِبَادَ اللَّهِ وَ الْخِنَاقُ[١٩٧] مُهْمَلٌ وَ الرُّوحُ مُرْسَلٌ فِي فَيْنَةِ[١٩٨] الْإِرْشَادِ وَ رَاحَةِ الْأَجْسَادِ وَ بَاحَةِ الِاحْتِشَادِ[١٩٩] وَ مَهَلِ الْبَقِيَّةِ وَ أُنُفِ الْمَشِيَّةِ[٢٠٠] وَ إِنْظَارِ التَّوْبَةِ وَ انْفِسَاحِ الْحَوْبَةِ[٢٠١] قَبْلَ الضَّنْكِ[٢٠٢] وَ الْمَضِيقِ وَ الرَّوْعِ[٢٠٣] وَ الزُّهُوقِ[٢٠٤] وَ قَبْلَ قُدُومِ الْغَائِبِ الْمُنْتَظَرِ[٢٠٥] وَ إِخْذَةِ الْعَزِيزِ الْمُقْتَدِرِ.

 [قال الشريف و في الخبر أنه (ع) لما خطب بهذه الخطبة اقشعرت لها الجلود و بكت العيون و رجفت القلوب و من الناس من يسمي هذه الخطبة الغراء].

_________________________
[١] . عَلَا بحَوْلِه‏: عزّ و ارتفع عن جميع ما سواه، لقوته المستعلية بسلطة الإيجاد على كل قوّة.
[٢] . «دَنا بِطَوْلِهِ»أي: إنه مع علوّه، سبحانه و ارتفاعه في عظمته دنا و قرب من خلقه بطوله أي: عطائه و إحسانه.
[٣] . الأزْل‏ - بالفتح-: الضيق و الشدة.
[٤] . سوابِغ النّعَم‏: كواملها- من سبغ الظلّ: إذا عمّ و شمل.
[٥] . أوّلًا بادياً: أي سابقا كلّ شي‏ء من الوجود، ظاهرا بذاته مظهرا لغيره.
[٦] . إنهاء عُذْرِه‏: إبلاغه، و العذر هنا كناية عن الحجج العقلية و النقلية التي أقيمت ببعثة النبي.
[٧] . النُّذُر: جمع نذير: الأخبار الإلهية المنذرة بالعقاب على سوء الأعمال.
[٨] . ضَرَبَ الأمثال‏: جاء بها في الكلام، لإيضاح الحجج، و تقريرها في الأذهان.
[٩] . وَقّتَ الآجالَ‏: جعلها في أوقات محدودة لا متقدم عنها و لا متأخر.
[١٠] . الرّيّاش‏: ما ظهر من اللباس.
[١١] . أرْفَغَ لكم المعاشَ‏، أي: أوسع، يقال: رفغ عيشه- بالضم- رفاغة، أي: اتّسع.
[١٢] . أحاطكم بالإحصاء: أي جعل إحصاء أعمالكم و العلم بها عملا كالسّور لا تنفذون منه و لا تتعدّونه.
[١٣] . أرصد لكم الجزاء: أعدّه لكم فلا محيص عنه.
[١٤] . الرِّفَدِ: جمع رفدة- ككسرة. و هي العطية.
[١٥] . الرّوَافِغ‏: الواسعة.
[١٦] . الحجج البَوَالِغ‏: الظاهرة البيّنة.
[١٧] . «وَ ظفَّ لكم مُدَداً»: أي قدّر لكم، و المدد جمع مدّة، أي: عين لكم أزمنة تحيون فيها.
[١٨] . «في قرارِ خِبرة»أي: في دار ابتلاء و اختبار، و هي دار الدنيا.
[١٩] . دَنِقٌ‏- كفرح-: كدر.
[٢٠] . رَدِغٌ‏: كثير الطين و الوحل- و المشرع: مورد الشاربة للشرب.
[٢١] . يُونِقُ‏: يعجب.
[٢٢] . يُوبِقُ‏: يهلك.
[٢٣] . حائِل‏: اسم فاعل من «حال» إذا تحوّل و انتقل.
[٢٤] . «وَ ضَوْءٌ آفِلٌ»: غائب لا يلبث أن يظهر حتى يغيب.
[٢٥] . السّنَاد- بالكسر- ما يستند إليه، أو دعامة يسند بها السقف.
[٢٦] . اطمأَنّ ناكرُها: ناكرها: اسم فاعل من «نكر الشي‏ء» من باب علم- أي: جهله فأنكره.
[٢٧] . قَمَصَ‏ الفرس و غيره يقمص- من بابي ضرب و نصر- قمصا و قماصا. أي: استنّ- و هو أن يرفع يديه و يطرحهما معا.
[٢٨] . «قَنَصَتْ بأحْبُلِها» اضطادت بشباكها و حبالها.
[٢٩] . أقْصَدَت‏: قتلت مكانها من غير تأخير.
[٣٠] . أعْلَقَتْ به‏: ربطت بعنقه.
[٣١] . أوْهاق المنيّة: جمع وهق-- بالتحريك- أو بفتح فسكون، كما يقال نهر و نهر، أي حبال الموت.
[٣٢] . ضَنْك المضْجَع‏: ضيق المرقد، و المراد القبر.
[٣٣] . مُعاينة المحَلِ‏: مشاهدة مكانه من النعيم و الجحيم.
[٣٤] . ثواب العَمَل‏: جزاؤه الأعمّ من شقاء و سعادة.
[٣٥] . الخَلَفُ‏: المتأخرون- و السّلف: المتقدمون. بعقب: بباء الجر. و سكون القاف بمعنى بعد. و أصله جرى الفرس بعد جريه، يقال: لهذا الفرس عقب حسن.
[٣٦] . «لا تُقْلِعُ المَنِيّةُ اخْتِراماً»: أي لا تكفّ المنية عن اخترامها، أي: استئصالها للأحياء.
[٣٧] . «لا يرعوي الباقون»أي: لا يرجعون و لا يكفّون.
[٣٨] . الاجترام‏: افتعال من الجرم، أي اقتراف السيئات.
[٣٩] . «يَحْتَذِونَ مِثالًا»أي: يشاكلون بأعمالهم صور أعمال من سبقهم، و يقتدون بهم.
[٤٠] . «يَمْضُون أرْسالًا»: جمع رسل- بالتحريك- و هو القطيع من الإبل و الغنم و الخيل.
[٤١] . صَيّور الأمر- كتنّور- مصيره و ما يؤول إليه.
[٤٢] . «أزِفَ النّشُور»: قرب البعث.
[٤٣] . الضرائح‏: جمع ضريح، و هو الشّقّ وسط القبر.
[٤٤] . الأوْجِرة: جمع و جار- ككتاب و سحاب- و هو الحجر.
[٤٥] . مُهْطِعين‏: أي مسرعين إلى معاده، سبحانه، الذي وعد أن يعيدهم فيه.
[٤٦] . «رعيلا صُموتاً» الرّعيل: القطعة من الخيل، شبههم في تلاحق بعضهم ببعض برعيل الخيل- أي: الجملة القليلة منها- لأن الإسراع لا يدع أحدا منهم ينفرد عن الآخر.
[٤٧] . «يَنْفُذُهُمُ البَصُر»: يجاوزهم، أي: يأتي عليهم و يحيط بهم، و المراد: لا يعزب واحد منهم عن بصر اللَّه.
[٤٨] . لَبُوسُ الاسْتِكانةِ: اللّبوس- بالفتح-: ما يلبس، و الاستكانة: الخضوع.
[٤٩] . ضرَعَ‏ - بالتحريك-: الوهن، و الضعف، و الخشوع.
[٥٠] . «هَوَتِ الأفْئِدَة»: خلت من المسرّة و الأمل من النجاة.
[٥١] . كاظِمة: ساكنة- كاتمة لما يزعجها من الفزع.
[٥٢] . مُهَيْنِمة: أي متخافية، و الهيْنَمة الكلام الخفي.
[٥٣] . ألْجَمَ العَرَقُ‏: كثر حتى امتلأت به الأفواه لغزارته فمنعها من النطق، و كان كاللّجام.
[٥٤] . الشّفَق‏- محركة-: الخوف.
[٥٥] . أرْعِدَت‏: عرتها الرعدة.
[٥٦] . زَبْرَة الدّاعي‏: صوته و صيحته، و لا يقال «زبرة» إلا إذا كان فيها زجر و انتهار، فانها واحدة الزبر أي الكلام الشديد.
[٥٧] . فَصْل الخِطاب‏: بتّ الحكومة بين اللَّه و بين عباده في الموقف.
[٥٨] . «مُقايَضَة الجزاء»المقايضة: المعاوضة، أي: مبادلة الجزاء الخير بالخير، و الشر بالشر.
[٥٩] . النّكال‏: العذاب.
[٦٠] . «مربوبون»: مملوكون، و الاقتسار الغلبة و القهر.
[٦١] . أصل الاحتضار: حضور الملائكة لقبض الروح.
[٦٢] . الأجداث‏، جمع جدث- بفتحتين- و هو القبر، و اجتدث الرجل: اتخذ جدثا، و يقال: جدف بالفاء- و «مضمّنون الأجداث» مجعولون في ضمنها.
[٦٣] . الرّفات‏: الحطام، و يقال رفته- كنصر و ضرب- أي كسره و دقّه أي: فته بيده كما يفتّ المدر و العظم البالي.
[٦٤] . مَدِينون‏ أي: مجزيّون، و الدّين: الجزاء، قال تعالى:  (مالك يوم الدّين).
[٦٥] . مُمَيّزُون حِساباً: كلّ يحاسب على عمله منفصلا عمن سواه: وَ لا تَزِرُ وازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرى‏.
[٦٦] . المنهج‏: الطريقة الواضحة التي دلت عليها الشريعة المطهرة.
[٦٧] . «وَ عُمّرُوا مَهَلَ المُسْتَعْتِب»- المستعتب: المسترضي- أي: أوتوا من العمر مهلة من ينال الرضى لو أحسن العمل.
[٦٨] . سُدَفَ الرّيَب‏: السّدف: جمع سدفة- بالفتح- و هي الظلمة، و الرّيب: جمع ريبة. و هي الشبهة و إبهام الأمر.
[٦٩] . «خُلّو المضمار الجِياد»: خلّوا: تركوا في مجال يتسابقون فيه إلى الخيرات. و الجياد من الخيل: كرامها، و المضمار: المكان الذي تضمّر فيه الخيل، و المدة التي تضمر فيها أيضا.
[٧٠] . رَوِيّة الارْتِياد: إعمال الفكر في الأمر ليأتي على أسلم وجوهه، و الارتياد هنا: طلب ما يراد.
[٧١] . و أناة المُقْتَبِس المُرْتاد: الأناة: الانتظار و التؤدة، و المقتبس:المرتاد، أي: الذي أخذ بيده مصباحا ليرتاد في ضوئه شيئا غاب عنه.
[٧٢] . المضطرَب‏: مدة الاضطراب. أي: الحركة في العمل.
[٧٣] . صائبة: غير عادلة عن الصواب.
[٧٤] . اقترف‏: اكتسب، و مثله «قرف يقرف لعياله» أي: كسب يكسب و في التنزيل: وَ لِيَقْتَرِفُوا ما هُمْ مُقْتَرِفُونَ.
[٧٥] . وَجِلَ‏: خاف.
[٧٦] . بادر: سارع.
[٧٧] . «عُبّرَ فاعْتَبَرَ»: عبّر- مبني للمجهول مشدد الباء- أي عرضت عليه العبر مرارا كثيرة، فاعتبر، أي اتعظ.
[٧٨] . ازدجر، أي: امتنع عن الشي‏ء و انتهى.
[٧٩] . أناب الى اللَّه‏: رجع إليه.
[٨٠] . احتذى‏: شاكل بين عمله و عمل مقتداه: أي: أحسن القدوة.
[٨١] . أفاد الذخيرة: استفادها و اقتناها، و هو من الأضداد.
[٨٢] . اسْتَظْهَرَ زاداً: حمل زادا حمّله ظهر راحلته إلى الآخرة، و الكلام تمثيل.
[٨٣] . وَجْهُ السبيل‏: المقصد الذي يركب السبيل لأجله.
[٨٤] . تَنَجّزُ الوَعْدِ: طلب وفائه على عجل.
[٨٥] . تعي ما عناها: تحفظ ما أهمّها.
[٨٦] . تجلو: تكشف.
[٨٧] . العَشَا: مقصور، مصدر من عشي فهو عش إذا أبصر نهارا و لم يبصر ليلا.
[٨٨] . الأشْلاء: جمع شلو و هو العضو.
[٨٩] . الأحْناء: جمع حنو- بالكسر- و هو كل ما اعوج من البدن، و ملاءمة الأعضاء لها: تناسبها معها.
[٩٠] . الأرْفاق‏: جمع رفّق- بالكسر- المنفعة، أو ما يستعان به عليها.
[٩١] . رائدة: طالبة.
[٩٢] . مُجَلِّلات‏ - على صيغة اسم الفاعل- من «جلّله» بمعنى غطّاه، أي: غامرات نعمه. يقولون: سحاب مجلّل، أي يطبق الأرض.
[٩٣] . حواجِز: موانع.
[٩٤] . الخلاق‏: النصيب الوافر من الخير.
[٩٥] . الخَنَاق‏ - بالفتح- حبل يخنق به.
[٩٦] . أرْهَقَتْهُمُ‏: أعجلتهم.
[٩٧] . شَذّبَهُم عنها: قطّعهم و مزّقهم من تشذيب الشجرة و هو تقشيرها.
[٩٨] . تَخَرّمُ الأجل‏: استئصاله و اقتطاعه‏.
[٩٩] . لم يَمْهَدُوا في سلامةِ الأبْدان‏: أي لم يمهدوا لأنفسهم بإصلاحها.
[١٠٠] . أُنُف‏ - بضمتين- يقال: أمر أنف، أي مستأنف لم يسبق به قدر.
[١٠١] . البَضَاضَة: رخص الجلد ورقته و امتلاؤه.
[١٠٢] . الغَضَارة: النعمة و السعة و الخصب.
[١٠٣] . الزّيِال‏: مصدر زايله مزايلة و زيالا: أي فارقه.
[١٠٤] . الأزُوف‏: الدنوّ و القرب.
[١٠٥] . العَلَز: قلق و خفة و هلع يصيب المريض و المحتضر.
[١٠٦] . المَضَض‏: بلوغ الحزن من القلب.
[١٠٧] . الجَرَض‏: الريق.
[١٠٨] . النّوَاحِب‏: جمع ناحية و هي الرافعة صوتها بالبكاء.
[١٠٩] . غُودِرَ: ترك و بقي.
[١١٠] . رَهيناً: حبيسا.
[١١١] . «هَتَكَتِ الهَوَامّ جِلْدَتَه»: جذبت جلدته فقطعتها، و الهوام: الحيّات و كل ذي سم يقتل.
[١١٢] . النّواهِك‏: جمع ناهكة و هي ما ينهك البدن: أي يبليه.
[١١٣] . عَفَت‏: درست.
[١١٤] . الحدَثانُ‏: مصدر يدل على الاضطراب بمعنى ما يحدث. و قد طبعت سهوا بجرّ النون، فتصحح برفعها.
و المعالم جمع معلم، و هو ما يستدل به.
[١١٥] . الشّحِبَةُ- بفتح الشين- أي: الهالكة.
[١١٦] . البَضّة هنا الواحدة من البضّ، و هو: مصدر بضّ الماء إذا ترشّح قليلا قليلا، أي بعد امتلائها حتى كأن الماء يترشح منها.
[١١٧] . نَخِرة: بالية.
[١١٨] . الأعْباء: الأثقال، جمع عب‏ء، أي: حمل.
[١١٩] . و لا تُسْتَعْتَبُ‏: مبني للمفعول أي: لا يطلب منها تقديم العتبى، أي: التوبة عن العمل القبيح، أو مبني للفاعل، أي: لا يمكنها أن تطلب الرضى و الإقالة من خطئها السيّى‏ء.
[١٢٠] . زَلَلِها: خطئها و أصله انزلاق القدم.
[١٢١] . القِدّة - بكسر فتشديد-: الطريقة.
[١٢٢] . «تَطَأونَ جادّتَهُم»: تسيرون على سبيلهم بلا انحراف عنهم في شي‏ء.
[١٢٣] . «كأنّ المَعْنيّ» أي: المقصود بالتكاليف الشرعية.
[١٢٤] . مجازكم‏: مصدر ميمي من جاز يجوز، أي قطع المكان و اجتازه.
[١٢٥] . مَزالِق دَحْضِه‏: الدّحض: هو انقلاب الرّجل بغتة فيسقط المارّ، و المزالق مواضع الزّلل و الانزلاق.
[١٢٦] . التارات‏: النّوب و الدّفعات.
[١٢٧] . أنْصَبَ الخوْفُ بَدَنَهُ‏: أتعبه.
[١٢٨] . أسْهَرَ التّهَجّدُ غِرارَ نومه- الغِرار- بالكسر: القليل من النوم و غيره و «أسهره التهجد» أي: أزال قيام الليل نومه القليل، فأذهبه بالمرة.
[١٢٩] . الهَواجر: جمع هاجرة، و هي نصف النهار عند اشتداد الحر.
[١٣٠] . ظَلَفَ الزّهْدُ شَهَوَاتِه‏، أي: منعها.
[١٣١] . «أوْجَفَ الذّكْرُ بِلسانه»: أي أسرع، كأن الذكر لشدة تحريكه اللسان موجف به كما توجف الناقة براكبها.
[١٣٢] . تَنَكّبَ الشي‏ء: مال عنه.
[١٣٣] . المخَالِج‏: الأمور المختلجة الجاذبة.
[١٣٤] . الوَضَح‏- محركة-: الجادّة.
[١٣٥] . أقْصَد المسالك‏: أقْوَمُها.
[١٣٦] . لم تَفْتِلْه‏: لم تردّه و لم تصرفه.
[١٣٧] . «لم تَعْمَ عليه»: من عمي يعمى أي: لم تخف عليه الأمور المشتبهة.
[١٣٨] . النّعْمى‏ - بالضم- سعة العيش و نعيمه‏
[١٣٩] . العاجِلة: الدنيا، و سميت معبرا لأنها طريق يعبر منها إلى الآخرة، و هي الآجلة.
[١٤٠] . «بَادَرَ من وَجَل»: أي: سبق إلى خير الأعمال خوفا من لقاء الأهوال.
[١٤١] . أكْمَشَ‏: أسرع، و مثله انكمش، و كمّشته تكميشا: أعجلته، و المراد جدّ السير في مهلة الحياة.
[١٤٢] . القُدُم‏ - بضمتين- المضيّ إلى أمام، أي مضى متقدما.
[١٤٣] . «حَجِيجاً و خصيماً»أي: مقنعا لمن خالفه بأنه قد جلب الهلاك على نفسه.
[١٤٤] . النّجِيّ‏: من تحادثه سرا.
[١٤٥] . «وَعَدَ فَمَنّى» أي: صوّر الأماني كذبا.
[١٤٦] . اسْتَدْرَج قرينَتَه‏: القرينة: النفس التي يقارنها الشيطان بالوسوسة. و استدرجها: أنزلها من درجة الرّشد إلى درجته من الضلالة.
[١٤٧] . اسْتَغْلَق رَهينَته‏: جعله بحيث لا يمكن تخليصه.
[١٤٨] . «أنْكَرَ ما زَيّنَ»: تبرأ الشيطان ممن أغواه.
[١٤٩] . شُغُف الأسْتَار: جمع شغاف- مثل سحاب و سحب- و هو في الأصل غلاف القلب، استعارة للمشيمة.
[١٥٠] . دِهاقاً: متتابعا، «دهقها» صبّها بقوة. و قد تفسر الدّهاق بالممتلئة، أي: ممتلئة من جراثيم الحياة.
[١٥١] . «عَلَقَةً مِحاقاً» أي: خفي فيها و محق كلّ شكل و صورة.
[١٥٢] . الجَنين‏: الولد بعد تصويره ما دام في بطن أمه.
[١٥٣] . اليافع‏: الغلام راهق العشرين.
[١٥٤] . «استوى مثالُه» أي: بلغت قامته حدّ ما قدّر لها من النماء.
[١٥٥] . «خَبَطَ سادِراً»: خبط البعير: إذا ضرب بيديه الأرض لا يتوقّى شيئا، و السادر: المتحيّر و الذي لا يهتم و لا يبالي ما صنع.
[١٥٦] . مَتَحَ الماءَ: نزعه و هو في أعلى البئر- و الماتح: الذي ينزل البئر إذا قلّ ماؤها فيملأ الدلو- و الغرب:
الدّلو العظيمة.
[١٥٧] . الكَدْح‏: شدة السعي.
[١٥٨] . بَدَوَاتُ رَأيِهِ‏: جمع بدأة و هي ما بدا من الرأي، أي ذاهبا فيما يبدو له من رغائبه.
[١٥٩] . «لا يَحْتَسِبُ رَزِيّة» أي: لا يظنها، و لا يفكر في وقوعها.
[١٦٠] . لا يخشع من التّقِيّة: أي الخوف من اللَّه تعالى.
[١٦١] . غَريراً - برائين مهملتين- أي مغرورا.
[١٦٢] . «عاش في هَفْوَته ... الخ» عاش في أخطائه و خطيئاته الناشئة عن الخطأ في تقدير العواقب.
[١٦٣] . لم يُفِدْ: أي: لم يستفد ثوابا و لم يكتسب.
[١٦٤] . دَهِمته‏: غشيته.
[١٦٥] . غُبّر جِماحه‏: بقايا تعنّته على الحق.
[١٦٦] . السّنن‏ - بفتح السين- الطريقة.
[١٦٧] . «ظلّ سادراً» أي: حائرا.
[١٦٨] . اللادمة: الضاربة.
[١٦٩] . الغَمْرة: الشدة تحيط بالعقل و الحواس، و الكارثة القاطعة للآمال.
[١٧٠] . الأنّة - بفتح فتشديد- الواحدة من الأنّ أي التوجّع.
[١٧١] . «جَذْبَة مُكْرِبة» أي: جذبات الأنفاس عند الاحتضار.
[١٧٢] . السّوْقَة من ساق المريض نفسه عند الموت سوقا و سياقا، وسيق- على المجهول- أسرع في نزع الروح.
[١٧٣] . أبْلَس‏ يبلس، يئس، فهو مبلس.
[١٧٤] . «سَلِساً» أي: سهلا لعدم قدرته على الممانعة.
[١٧٥] . الرّجيِع من الدواب‏: ما رجع به من سفر إلى سفر فكلّ، و الوصب التعب.
[١٧٦] . نِضو- بكسر النون-: مهزول.
[١٧٧] . الحَفَدَة هنا: الأعوان.
[١٧٨] . الحشدَةَ: المسارعون في التعاون.
[١٧٩] . مُنْقَطَع الزّوْرَة: حيث لا يزار.
[١٨٠] . بَهْتَهُ السؤال‏: حيرته.
[١٨١] . العَثْرة: السّقطة.
[١٨٢] . الحميِم‏: في الأصل: الماء الحار.
[١٨٣] . التصلية: الإحراق. و المراد هنا دخول جهنم.
[١٨٤] . السّوْرة: الشدة، و الزفير: صوت النار عند توقّدها.
[١٨٥] . الفَتْرة: السكون، أي لا يفتر العذاب حتى يستريح المعذّب من الألم.
[١٨٦] . دَعَة - راحة- «مزيحة» تزيح ما أصابه من التعب.
[١٨٧] . ناجزة: حاضرة.
[١٨٨] . السّنَة - بالكسر و التخفيف- أوائل النوم.
[١٨٩] . «أطوار المَوْتات»: كلّ نَوْبة من نوب العذاب- كأنها موت لشدّتها. و أطوار هذه الموتات: ألوانها، و أنواعها.
[١٩٠] . «عُمّرُوا فَنَعِمُوا»: عاشوا فتنعموا.
[١٩١] . المُوَرّطة: المهلكة.
[١٩٢] . مَنَاص‏: ملجأ و مفرّ.
[١٩٣] . «مَحَار» أي: مرجع إلى الدنيا بعد فراقها.
[١٩٤] . تُؤفَكُون‏: تقلبون، أي تنقلبون.
[١٩٥] . القِيد - بكسر القاف- المقدار، و القيد- بكسر القاف و فتحها- القامة، و المراد مضجعه من القبر لأنه بمقدار قامة الانسان.
[١٩٦] . متعفّراً: قد لازم العفر أي التراب.
[١٩٧] . الخِناق‏: الحبل الذي يخنق به، و إهماله: عدم شدّة على العنق مدى الحياة.
[١٩٨] . الفَنْية - بالفتح- الحال و الساعة و الوقت.
[١٩٩] . باحَةُ الدار: ساحتها.
[٢٠٠] . أُنُف‏ - بضمتين- مستأنف. و المشيّة بتسهيل الهمزة و تشديد الياء، أي المشيئة و الارادة.
[٢٠١] . الحَوْبة: الحاجة و الأرب، و انفساحها: سعتها.
[٢٠٢] . الضّنْك‏: الشدة.
[٢٠٣] . الرّوْع‏: الخوف.
[٢٠٤] . الزّهُوق‏: الاضمحلال.
[٢٠٥] . الغائب المنتظر: الموت.
****************************