وقال (عليه السلام): إِذَا قَدَرْتَ عَلَى عَدُوِّكَ فَاجْعَلِ الْعَفْوَ عَنْهُ شُكْراً لِلْقُدْرَةِ عَلَيْهِ .                
وقال (عليه السلام): قَلِيلٌ مَدُومٌ عَلَيْهِ خَيْرٌ مِنْ كَثِير مَمْلُول مِنْهُ.                
وقال (عليه السلام): النَّاسُ أَعْدَاءُ مَا جَهِلُوا.                
وقال (عليه السلام): مَنْ ضَيَّعَهُ الاْقْرَبُ أُتِيحَ لَهُ الاْبْعَدُ .                
وقال (عليه السلام): مَا لاِبْنِ آدَمَ وَالْفَخْرِ: أَوَّلُهُ نُطْفَةٌ، وَآخِرُهُ جِيفَةٌ، و َلاَ يَرْزُقُ نَفْسَهُ، وَلاَ يَدفَعُ حَتْفَهُ.                
وقال (عليه السلام): عَلامةُ الاِْيمَانِ أَنْ تُؤثِرَ الصِّدْقَ حَيْثُ يَضُرُّكَ عَلَى الْكَذِبِ حَيْثُ يَنْفَعُكَ،أَنْ يَكُونَ فِي حَديِثِكَ فَضْلٌ عَنْ عِلْمِكَ، وَأَنْ تَتَّقِيَ اللهَ فِي حَدِيثِ غَيْرِكَ.                
وقال (عليه السلام): خَالِطُوا النَّاسَ مُخَالَطَةً إِنْ مِتُّمْ مَعَهَا بَكَوْا عَلَيْكُمْ، وَإِنْ عِشْتُمْ حَنُّوا إِلَيْكُمْ .                

Search form

نـهج البـــــــــلاغـة
إرسال الی صدیق
٨٩ - و من خطبة له (ع) في الرسول الأعظم (صلى اللّه عليه و آله) و بلاغ الإمام عنه‏

أَرْسَلَهُ عَلَى حِينِ فَتْرَةٍ[١] مِنَ الرُّسُلِ‏ وَ طُولِ هَجْعَةٍ مِنَ الْأُمَمِ‏ وَ اعْتِزَامٍ[٢] مِنَ الْفِتَنِ وَ انْتِشَارٍ مِنَ الْأُمُورِ وَ تَلَظٍّ مِنَ الْحُرُوبِ[٣] وَ الدُّنْيَا كَاسِفَةُ النُّورِ ظَاهِرَةُ الْغُرُورِ عَلَى حِينِ اصْفِرَارٍ مِنْ وَرَقِهَا وَ إِيَاسٍ مِنْ ثَمَرِهَا وَ [إِعْوَارٍ] اغْوِرَارٍ[٤] مِنْ مَائِهَا قَدْ دَرَسَتْ مَنَارُ الْهُدَى وَ ظَهَرَتْ أَعْلَامُ الرَّدَى فَهِيَ مُتَجَهِّمَةٌ[٥] لِأَهْلِهَا عَابِسَةٌ فِي وَجْهِ طَالِبِهَا ثَمَرُهَا الْفِتْنَةُ[٦] وَ طَعَامُهَا الْجِيفَةُ[٧] وَ شِعَارُهَا[٨] الْخَوْفُ وَ دِثَارُهَا[٩] السَّيْفُ. فَاعْتَبِرُوا عِبَادَ اللَّهِ وَ اذْكُرُوا تِيكَ الَّتِي آبَاؤُكُمْ وَ إِخْوَانُكُمْ بِهَا مُرْتَهَنُونَ[١٠] وَ عَلَيْهَا مُحَاسَبُونَ وَ لَعَمْرِي مَا تَقَادَمَتْ بِكُمْ وَ لَا بِهِمُ الْعُهُودُ وَ لَا خَلَتْ فِيمَا بَيْنَكُمْ وَ بَيْنَهُمُ الْأَحْقَابُ[١١] وَ الْقُرُونُ وَ مَا أَنْتُمُ الْيَوْمَ مِنْ يَوْمَ كُنْتُمْ فِي أَصْلَابِهِمْ بِبَعِيدٍ. وَ اللَّهِ مَا أَسْمَعَكُمُ الرَّسُولُ شَيْئاً إِلَّا وَ هَا أَنَا ذَا مُسْمِعُكُمُوهُ وَ مَا أَسْمَاعُكُمُ الْيَوْمَ بِدُونِ أَسْمَاعِكُمْ بِالْأَمْسِ وَ لَا شُقَّتْ لَهُمُ الْأَبْصَارُ وَ لَا جُعِلَتْ لَهُمُ الْأَفْئِدَةُ فِي ذَلِكَ الزَّمَانِ إِلَّا وَ قَدْ أُعْطِيتُمْ مِثْلَهَا فِي هَذَا الزَّمَانِ وَ وَ اللَّهِ مَا بُصِّرْتُمْ بَعْدَهُمْ شَيْئاً جَهِلُوهُ وَ لَا أُصْفِيتُمْ بِهِ[١٢] وَ حُرِمُوهُ وَ لَقَدْ نَزَلَتْ بِكُمُ الْبَلِيَّةُ جَائِلًا خِطَامُهَا[١٣] رِخْواً بِطَانُهَا[١٤] فَلَا يَغُرَّنَّكُمْ مَا أَصْبَحَ فِيهِ أَهْلُ الْغُرُورِ فَإِنَّمَا هُوَ ظِلٌّ مَمْدُودٌ إِلَى أَجَلٍ مَعْدُود.

____________________________
[١] . الفَتْرة: ما بين زماني الرسالة.
[٢] . «اعتزام» من قولهم «اعتزام الفرس» إذا مرّ جامحا.
[٣] . «تَلَظّ»: أي تلهّب.
[٤] . اغْوِرار الماء: ذهابه.
[٥] . «متجهّمة» من «تجهمه» أي: استقبله بوجه كريه.
[٦] . «ثَمَرُها الفتنة» أي: ليست لها نتيجة سوى الفتن.
[٧] . الجيفة: إشارة إلى أكل العرب للميتة من شدة الاضطرار.
[٨] . الشّعار من الثياب‏: ما يلي البدن.
[٩] . الدّثار: فوق الشّعار.
[١٠] . «مُرْتَهَنُون» أي: محبوسون على عواقبها في الدنيا من الذل و الضعف.
[١١] . الأحْقَاب‏: جمع حقب- بالضم و بضمتين- قيل: ثمانون سنة، و قيل أكثر، و قيل: هو الدهر.
[١٢] . «أُصْفِيتم» أي: خصصتم، مبني للمجهول.
[١٣] . الخِطام‏ - ككتاب-: ما جعل في أنف البعير لينقاد به، و جولان الخطام: حركته و عدم استقراره، لأنه غير مشدود.
[١٤] . بِطان البعير: حزام يجعل تحت بطنه، و متى استرخى كان الراكب على خطر السقوط.
****************************