وقال (عليه السلام): الْغِيبَةُ جُهْدُ الْعَاجزِ.                
وقال (عليه السلام): الغِنَى والْفَقْرُ بَعْدَ الْعَرْضِ عَلَى اللهِ.                
وقال (عليه السلام) : مَنْ كَرُمَتْ عَلَيْهِ نَفْسُهُ هَانَتْ عَلَيْهِ شَهْوَتُهُ .                
وقال (عليه السلام): مَا أَخَذَ اللهُ عَلَى أَهْلِ الْجَهْلِ أَنْ يَتَعَلَّمُوا حَتَّى أَخَذَ عَلَى أَهْلِ الْعِلْمِ أَنْ يُعَلِّمُوا.                
وقال (عليه السلام): إِذَا قَدَرْتَ عَلَى عَدُوِّكَ فَاجْعَلِ الْعَفْوَ عَنْهُ شُكْراً لِلْقُدْرَةِ عَلَيْهِ .                
وقال (عليه السلام): ما أَنْقَضَ النَّوْمَ لِعَزَائِمِ الْيَوْمِ.                
وقال (عليه السلام): الْقَنَاعَةُ مَالٌ لاَيَنْفَدُ.                

Search form

نـهج البـــــــــلاغـة
إرسال الی صدیق
٩٠ - و من خطبة له (ع) و تشتمل على قدم الخالق و عظم مخلوقاته، و يختمها بالوعظ

الْحَمْدُ لِلَّهِ الْمَعْرُوفِ مِنْ غَيْرِ رُؤْيَةٍ[١] وَ الْخَالِقِ مِنْ غَيْرِ رَوِيَّةٍ الَّذِي لَمْ يَزَلْ قَائِماً دَائِماً إِذْ لَا سَمَاءٌ ذَاتُ أَبْرَاجٍ وَ لَا حُجُبٌ ذَاتُ إِرْتَاجٍ[٢] وَ لَا لَيْلٌ دَاجٍ[٣] وَ لَا بَحْرٌ سَاجٍ[٤] وَ لَا جَبَلٌ ذُو فِجَاجٍ[٥] وَ لَا فَجٌّ ذُو اعْوِجَاجٍ وَ لَا أَرْضٌ ذَاتُ مِهَادٍ[٦] وَ لَا خَلْقٌ ذُو اعْتِمَادٍ[٧] ذَلِكَ مُبْتَدِعُ[٨] الْخَلْقِ وَ وَارِثُهُ[٩] وَ إِلَهُ الْخَلْقِ وَ رَازِقُهُ وَ الشَّمْسُ وَ الْقَمَرُ دَائِبَانِ[١٠] فِي مَرْضَاتِهِ يُبْلِيَانِ كُلَّ جَدِيدٍ وَ يُقَرِّبَانِ كُلَّ بَعِيدٍ قَسَمَ أَرْزَاقَهُمْ وَ أَحْصَى آثَارَهُمْ وَ أَعْمَالَهُمْ وَ عَدَدَ أَنْفُسِهِمْ وَ خَائِنَةَ أَعْيُنِهِمْ[١١] وَ مَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ مِنَ الضَّمِيرِ وَ مُسْتَقَرَّهُمْ وَ مُسْتَوْدَعَهُمْ مِنَ الْأَرْحَامِ وَ الظُّهُورِ إِلَى أَنْ تَتَنَاهَى بِهِمُ الْغَايَاتُ هُوَ الَّذِي اشْتَدَّتْ نِقْمَتُهُ[١٢] عَلَى أَعْدَائِهِ فِي سَعَةِ رَحْمَتِهِ وَ اتَّسَعَتْ رَحْمَتُهُ لِأَوْلِيَائِهِ فِي شِدَّةِ نِقْمَتِهِ قَاهِرُ مَنْ عَازَّهُ[١٣] وَ مُدَمِّرُ مَنْ شَاقَّهُ[١٤] وَ مُذِلُّ مَنْ نَاوَاهُ[١٥] وَ غَالِبُ مَنْ عَادَاهُ مَنْ تَوَكَّلَ عَلَيْهِ كَفَاهُ وَ مَنْ سَأَلَهُ أَعْطَاهُ وَ مَنْ أَقْرَضَهُ قَضَاهُ[١٦] وَ مَنْ شَكَرَهُ جَزَاهُ عِبَادَ اللَّهِ زِنُوا أَنْفُسَكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ تُوزَنُوا وَ حَاسِبُوهَا مِنْ قَبْلِ أَنْ تُحَاسَبُوا وَ تَنَفَّسُوا قَبْلَ ضِيقِ الْخِنَاقِ وَ انْقَادُوا قَبْلَ عُنْفِ السِّيَاقِ[١٧] وَ اعْلَمُوا أَنَّهُ مَنْ لَمْ يُعَنْ[١٨] عَلَى نَفْسِهِ حَتَّى يَكُونَ لَهُ مِنْهَا وَاعِظٌ وَ زَاجِرٌ لَمْ يَكُنْ لَهُ مِنْ غَيْرِهَا لَا زَاجِرٌ وَ لَا وَاعِظٌ.

_______________________
[١] . رَوِيّة: فكر، و إمعان نظر، و أصلها الهمز، لقولك: رأوت في الأمر.
[٢] . الإرتاج‏: جمع رتج- بالتحريك- و هو الباب العظيم.
[٣] . الداجي‏: المظلم.
[٤] . الساجي‏: الساكن.
[٥] . الفِجاج‏: جمع فجّ، و هو الطريق الواسع بين جبلين.
[٦] . المِهاد - بزنة كتاب-: الفراش.
[٧] . الخَلق‏: بمعنى المخلوق «ذو اعتماد» أي: بطش و تصرف بقصد و إرادة.
[٨] . مُبْتَدع الخلق‏: منشئه من العدم المحض.
[٩] . وارثُهُ‏: الباقي بعده.
[١٠] . دائبان‏: تثنية دائب، و هو المجدّ المجتهد، وصفهما بذلك لتعاقبهما على حال واحدة لا يفتران و لا يسكنان.
[١١] . خائنة الأعين‏: ما يسارق من النظر إلى ما لا يحل.
[١٢] . النقمة: الغضب، و يجوز نقمة و نقمة على وزن كلمة و كلمة.
[١٣] . عَازّه‏ - بالتشديد- رام مشاركته في شي‏ء من عزته، غالبه.
[١٤] . شاقّه‏: نازعه.
[١٥] . نَاوَأه‏: خالفه و هي مهموزة، إلا أنها سهّلت لتشاكل «عاداه».
[١٦] . «مَنْ أقْرَضَهُ قضاه»: جعل تقديم العمل الصالح بمنزلة القرض، و الثواب عليه بمنزلة قضاء الدين إظهارا لتحقق الجزاء على العمل، قال تعالى: «مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً فَيُضاعِفَهُ لَهُ أَضْعافاً كَثِيرَةً».
[١٧] . العُنْف‏ - بضم فسكون-: ضد الرفق، و يقال: عنف عليه، و عنف به- من باب كرم فيهما- و أصل العنيف الذي لا رفق له بركوب الخيل، و جمعه عنف. و السياق هنا مصدر ساق يسوق.
[١٨] . «مَنْ لم يُعَنْ على نفسه» - مبني للمجهول- أي: من لم يساعده اللَّه على نفسه حتى يكون لها من وجدانها منبه لم ينفعه تنبيه غيره.
****************************