وقال (عليه السلام): أَشَدُّ الذُّنُوبِ مَا اسْتَخَفَّ بِهِ صَاحِبُهُ.                
وقال (عليه السلام): مَا أَخَذَ اللهُ عَلَى أَهْلِ الْجَهْلِ أَنْ يَتَعَلَّمُوا حَتَّى أَخَذَ عَلَى أَهْلِ الْعِلْمِ أَنْ يُعَلِّمُوا.                
وقال (عليه السلام): قَلِيلٌ مَدُومٌ عَلَيْهِ خَيْرٌ مِنْ كَثِير مَمْلُول مِنْهُ.                
وقال (عليه السلام): مَنْهُومَانِ لاَ يَشْبَعَانِ: طَالِبُ عِلْم، وَطَالِبُ دُنْيَا.                
وقال (عليه السلام): مَنْ كَرُمَتْ عَلَيْهِ نَفْسُهُ هَانَتْ عَلَيْهِ شَهْوَتُهُ.                
وقال (عليه السلام): اذْكُرُوا انْقِطَاعَ الَّلذَّاتِ، وَبَقَاءَ التَّبِعَاتِ.                
وقال (عليه السلام): خَالِطُوا النَّاسَ مُخَالَطَةً إِنْ مِتُّمْ مَعَهَا بَكَوْا عَلَيْكُمْ، وَإِنْ عِشْتُمْ حَنُّوا إِلَيْكُمْ .                

Search form

نـهج البـــــــــلاغـة
إرسال الی صدیق
٩٣ - و من خطبة له (ع) و فيها ينبّه أمير المؤمنين على فضله و علمه و يبيّن فتنة بني أمية

أَمَّا بَعْدَ حَمْدِ اللَّهِ وَ الثَّنَاءِ عَلَيْهِ أَيُّهَا النَّاسُ فَإِنِّي فَقَأْتُ[١] عَيْنَ الْفِتْنَةِ وَ لَمْ يَكُنْ لِيَجْتَرِئَ عَلَيْهَا أَحَدٌ غَيْرِي بَعْدَ أَنْ مَاجَ غَيْهَبُهَا[٢] وَ اشْتَدَّ كَلَبُهَا[٣] فَاسْأَلُونِي قَبْلَ أَنْ تَفْقِدُونِي فَوَ الَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَا [تَسْأَلُونَنِي‏] تَسْأَلُونِي عَنْ شَيْ‏ءٍ فِيمَا بَيْنَكُمْ وَ بَيْنَ السَّاعَةِ وَ لَا عَنْ فِئَةٍ تَهْدِي مِائَةً وَ تُضِلُّ مِائَةً إِلَّا أَنْبَأْتُكُمْ بِنَاعِقِهَا[٤] وَ قَائِدِهَا وَ سَائِقِهَا وَ مُنَاخِ[٥] رِكَابِهَا وَ مَحَطِّ رِحَالِهَا وَ مَنْ يُقْتَلُ مِنْ أَهْلِهَا قَتْلًا وَ مَنْ يَمُوتُ مِنْهُمْ مَوْتاً وَ لَوْ قَدْ فَقَدْتُمُونِي وَ نَزَلَتْ بِكُمْ كَرَائِهُ[٦] الْأُمُورِ وَ حَوَازِبُ[٧] الْخُطُوبِ لَأَطْرَقَ كَثِيرٌ مِنَ السَّائِلِينَ وَ فَشِلَ كَثِيرٌ مِنَ الْمَسْئُولِينَ وَ ذَلِكَ إِذَا قَلَّصَتْ حَرْبُكُمْ[٨] وَ شَمَّرَتْ عَنْ سَاقٍ وَ [كَانَتِ‏] ضَاقَتِ الدُّنْيَا عَلَيْكُمْ ضِيقاً تَسْتَطِيلُونَ مَعَهُ أَيَّامَ الْبَلَاءِ عَلَيْكُمْ حَتَّى يَفْتَحَ اللَّهُ لِبَقِيَّةِ الْأَبْرَارِ مِنْكُمْ إِنَّ الْفِتَنَ إِذَا أَقْبَلَتْ شَبَّهَتْ[٩] وَ إِذَا أَدْبَرَتْ نَبَّهَتْ يُنْكَرْنَ مُقْبِلَاتٍ وَ يُعْرَفْنَ مُدْبِرَاتٍ يَحُمْنَ حَوْمَ الرِّيَاحِ يُصِبْنَ بَلَداً وَ يُخْطِئْنَ بَلَداً أَلَا وَ إِنَّ أَخْوَفَ الْفِتَنِ عِنْدِي عَلَيْكُمْ فِتْنَةُ بَنِي أُمَيَّةَ فَإِنَّهَا فِتْنَةٌ عَمْيَاءُ مُظْلِمَةٌ عَمَّتْ خُطَّتُهَا[١٠] وَ خَصَّتْ بَلِيَّتُهَا- وَ أَصَابَ الْبَلَاءُ مَنْ أَبْصَرَ فِيهَا وَ أَخْطَأَ الْبَلَاءُ مَنْ عَمِيَ عَنْهَا وَ ايْمُ اللَّهِ لَتَجِدُنَّ بَنِي أُمَيَّةَ لَكُمْ أَرْبَابَ سُوءٍ بَعْدِي كَالنَّابِ الضَّرُوسِ[١١] تَعْذِمُ[١٢] بِفِيهَا وَ تَخْبِطُ بِيَدِهَا وَ تَزْبِنُ[١٣] بِرِجْلِهَا وَ تَمْنَعُ دَرَّهَا[١٤] لَا يَزَالُونَ بِكُمْ حَتَّى لَا يَتْرُكُوا مِنْكُمْ إِلَّا نَافِعاً لَهُمْ أَوْ غَيْرَ ضَائِرٍ بِهِمْ وَ لَا يَزَالُ بَلَاؤُهُمْ عَنْكُمْ حَتَّى لَا يَكُونَ انْتِصَارُ أَحَدِكُمْ مِنْهُمْ إِلَّا [مِثْلَ انْتِصَارِ] كَانْتِصَارِ الْعَبْدِ مِنْ رَبِّهِ وَ الصَّاحِبِ مِنْ مُسْتَصْحِبِهِ تَرِدُ عَلَيْكُمْ فِتْنَتُهُمْ [شَوْهاً] شَوْهَاءَ[١٥] مَخْشِيَّةً[١٦] وَ قِطَعاً جَاهِلِيَّةً لَيْسَ فِيهَا مَنَارُ هُدًى وَ لَا عَلَمٌ يُرَى[١٧] نَحْنُ أَهْلَ الْبَيْتِ مِنْهَا [بِنَجَاةٍ] بِمَنْجَاةٍ وَ لَسْنَا فِيهَا بِدُعَاةٍ ثُمَّ يُفَرِّجُهَا اللَّهُ عَنْكُمْ كَتَفْرِيجِ الْأَدِيمِ[١٨] بِمَنْ يَسُومُهُمْ خَسْفاً[١٩] وَ يَسُوقُهُمْ عُنْفاً وَ يَسْقِيهِمْ بِكَأْسٍ مُصَبَّرَةٍ[٢٠] لَا يُعْطِيهِمْ إِلَّا السَّيْفَ وَ لَا يُحْلِسُهُمْ[٢١] إِلَّا الْخَوْفَ فَعِنْدَ ذَلِكَ تَوَدُّ قُرَيْشٌ بِالدُّنْيَا وَ مَا فِيهَا لَوْ يَرَوْنَنِي مَقَاماً وَاحِداً وَ لَوْ قَدْرَ جَزْرِ جَزُورٍ[٢٢] لِأَقْبَلَ مِنْهُمْ مَا أَطْلُبُ الْيَوْمَ بَعْضَهُ فَلَا [يُعْطُونَنِيهِ‏] يُعْطُونِيه‏.

__________________________
[١] . فَقَأتها: قلعتها، تمثيل لتغلّبه عليها.
[٢] . الغَيْهَب‏: الظلمة. و موجها: شمولها و امتدادها.
[٣] . الكَلَب‏ - محركة-: داء معروف يصيب الكلاب، فكل من عضّته أصيب به فجنّ و مات إن لم يبادر بالدواء.
[٤] . ناعِقُها: الداعي اليها، من نعق بغنمه صاح بها لتجتمع.
[٥] . المُناخ‏ - بضم الميم- محلّ البروك‏.
[٦] . الكَرَائِهُ‏: جمع كريهة.
[٧] . الحَوَازِب‏: جمع حازب، و هو: الأمر الشديد، حزبه الأمر إذا أصابه و اشتدّ عليه.
[٨] . قلّصت‏ - بتشديد اللام- تمادت و استمرت.
[٩] . شَبّهَتْ‏: اشتبه فيها الحق بالباطل.
[١٠] . الخُطّة - بالضم-: الأمر «و عمّت خطتها»: أي شمل أمرها لأنها رئاسة عامة.
[١١] . النّاب‏: الناقة المسنّة، و الضروس السيئة الخلق تعضّ حالبها.
[١٢] . تَعْذِمُ‏: من عذم الفرس: إذا أكل بجفاء أو عضّ.
[١٣] . تَزْبِنُ‏: تضرب.
[١٤] . دَرّها: لبنها، و المراد خيرها.
[١٥] . شَوْهاء: قبيحة المنظر.
[١٦] . مَخْشِيّة: مخوفة مرعبة.
[١٧] . عَلَم‏: دليل يهتدى به.
[١٨] . الأديم‏: الجلد، و تفريجه: سلخه.
[١٩] . يَسومُهم خَسْفاً: يوليهم ذلا.
[٢٠] . مُصَبّرة: مملوءة إلى أصبارها- جمع صبر- بالضم و الكسر- بمعنى الحرف: أي إلى رأسها.
[٢١] . من أحْلَس البعيرَ: إذا ألبسه الحلس- بكسر الحاء- و هو كساء يوضع على ظهره تحت البردعة، أي لا يكسوهم إلا خوفا.
[٢٢] . الجَزُور: الناقة المجزورة.
****************************