وقال (عليه السلام): الرِّزْقُ رِزْقَانِ: طَالِبٌ، وَمَطْلُوبٌ، فَمَنْ طَلَبَ الدُّنْيَا طَلَبَهُ الْمَوْتُ حَتَّى يُخْرِجَهُ عَنْهَا،مَنْ طَلَبَ الاْخِرَةَ طَلَبَتْهُ الدُّنْيَا حَتَّى يَسْتَوْفِيَ رِزْقَهُ مِنْهَا.                
وقال (عليه السلام):مَنْ عَظَّمَ صِغَارَ الْمَصَائِبِ ابْتَلاَهُ اللهُ بِكِبَارِهَا.                
وقال (عليه السلام): لاَ خَيْرَ فِي الصَّمْتِ عَنِ الْحُكْمِ، كَمَا أنَّهُ لاَ خَيْرَ فِي الْقَوْلِ بِالْجَهْلِ.                
وقال (عليه السلام): قَلِيلٌ مَدُومٌ عَلَيْهِ خَيْرٌ مِنْ كَثِير مَمْلُول مِنْهُ .                
وقال (عليه السلام): الْقَنَاعَةُ مَالٌ لاَيَنْفَدُ.                
وقال (عليه السلام): يَهْلِكُ فِيَّ رَجُلاَنِ: مُحِبٌّ مُفْرِطٌ، وَبَاهِتٌ مُفْتَر.                
وقال (عليه السلام): الْغِيبَةُ جُهْدُ الْعَاجزِ.                

Search form

نـهج البـــــــــلاغـة
إرسال الی صدیق
١٠١ - و من خطبة له (ع) و هي إحدى الخطب المشتملة على الملاحم‏

الْحَمْدُ لِلَّهِ الْأَوَّلِ قَبْلَ كُلِّ أَوَّلٍ وَ الْآخِرِ بَعْدَ كُلِّ آخِرٍ وَ بِأَوَّلِيَّتِهِ وَجَبَ أَنْ لَا أَوَّلَ لَهُ وَ بِآخِرِيَّتِهِ وَجَبَ أَنْ لَا آخِرَ لَهُ وَ أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ شَهَادَةً يُوَافِقُ فِيهَا السِّرُّ الْإِعْلَانَ وَ الْقَلْبُ اللِّسَانَ أَيُّهَا النَّاسُ لا يَجْرِمَنَّكُمْ[١] شِقاقِي‏[٢] وَ لَا يَسْتَهْوِيَنَّكُمْ[٣] عِصْيَانِي وَ لَا تَتَرَامَوْا بِالْأَبْصَارِ[٤] عِنْدَ مَا تَسْمَعُونَهُ مِنِّي فَوَالَّذِي فَلَقَ الْحَبَّةَ[٥] وَ بَرَأَ النَّسَمَةَ[٦] إِنَّ الَّذِي أُنَبِّئُكُمْ بِهِ عَنِ النَّبِيِّ الْأُمِّيِّ ص [وَ اللَّهِ‏] مَا كَذَبَ الْمُبَلِّغُ وَ لَا جَهِلَ السَّامِعُ لَكَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى ضِلِّيلٍ[٧] قَدْ نَعَقَ[٨] بِالشَّامِ وَ فَحَصَ بِرَايَاتِهِ[٩] فِي ضَوَاحِي كُوفَانَ[١٠] فَإِذَا فَغَرَتْ فَاغِرَتُهُ[١١] وَ اشْتَدَّتْ شَكِيمَتُهُ[١٢] وَ ثَقُلَتْ فِي الْأَرْضِ وَطْأَتُهُ عَضَّتِ الْفِتْنَةُ أَبْنَاءَهَا بِأَنْيَابِهَا وَ مَاجَتِ الْحَرْبُ بِأَمْوَاجِهَا وَ بَدَا مِنَ الْأَيَّامِ كُلُوحُهَا[١٣] وَ مِنَ اللَّيَالِي كُدُوحُهَا[١٤] فَإِذَا أَيْنَعَ زَرْعُهُ وَ قَامَ عَلَى يَنْعِهِ[١٥] وَ هَدَرَتْ شَقَاشِقُهُ[١٦] وَ بَرَقَتْ بَوَارِقُهُ[١٧] عُقِدَتْ رَايَاتُ الْفِتَنِ الْمُعْضِلَةِ وَ أَقْبَلْنَ كَاللَّيْلِ الْمُظْلِمِ وَ الْبَحْرِ الْمُلْتَطِمِ هَذَا وَ كَمْ يَخْرِقُ الْكُوفَةَ مِنْ قَاصِفٍ[١٨] وَ يَمُرُّ عَلَيْهَا مِنْ عَاصِفٍ[١٩] وَ عَنْ قَلِيلٍ تَلْتَفُّ الْقُرُونُ بِالْقُرُونِ[٢٠] وَ يُحْصَدُ الْقَائِمُ[٢١] وَ يُحْطَمُ الْمَحْصُود[٢٢].

______________________
[١] . لا يَجْرِمَنّكُمْ‏: لا يحملنّكم.
[٢] . شِقاقي‏: مخالفتي و عصياني.
[٣] . لا يَسْتَهْوِيَنّكُمْ‏: لا يجعلنّكم هائمين.
[٤] . لا تَتَرَامَوْا بالأبصار: لا ينظر بعضكم إلى بعض تغامزا.
[٥] . فَلَقَ الحبّةَ: شقّها.
[٦] . بَرَأ النّسَمَةَ: خلق الروح.
[٧] . ضِلّيِل‏: كشرّير، شديد الضلال مبالغ في الإضلال.
[٨] . النعيق‏: صوت الراعي بغنمه.
[٩] . فَحَصَ بِرَاياتِه‏: من «فحص القطا التراب» إذا اتخذ فيه أفحوصا- بالضم- و هو مجثمه- أي المكان الذي يقيم فيه عند ما يكون على الأرض، يريد أنه نصب له رايات بحثت لها في الأرض مراكز.
[١٠] . كُوفان‏: هي الكوفة.
[١١] . فَغَرَ الفَمُ‏: كمنع، انفتح. و فاغرته: هي فمه.
[١٢] . الشّكيِمة: الحديدة المعترضة في اللجام في فم الدّابّة، و يعبر بقوتها عن شدة البأس و صعوبة الانقياد.
[١٣] . كُلُوح الأيام‏: عبوسها.
[١٤] . كُدُوح الليالي‏: الكدوح جمع كدح- بالفتح- و هو الخدش و أثر الجراحات.
[١٥] . يَنْعه‏: بفتح الياء، و يجوز ضمها: حال نضجه.
[١٦] . الشّقَاشِق‏: جمع شقشقة، و هي شي‏ء كالرئة يخرجه البعير من فيه إذا هاج، و صوت البعير بها عند إخراجها هدير.
[١٧] . بَوَارِقُهُ‏: سيوفه و رماحه.
[١٨] . القاصِف‏: هو ما اشتدّ صوته من الرعد و الريح و غيرهما.
[١٩] . العاصف‏: ما اشتدّ من الريح، و المراد مزعجات الفتن.
[٢٠] . «تلتفّ القرون بالقرون»: كناية عن الاشتباك بين قواد الفتنة و بين أهل الحق كما تشتبك الكباش بقرونها عند النّطاح.
[٢١] . يُحْصَدُ القائِمُ‏: ما بقي من الصلاح قائما يحصد.
[٢٢] . يُحْطَمُ المَحْصُودُ: ما كان قد حصد يحطم و يهشم.
****************************