الْحَمْدُ لِلَّهِ الْأَوَّلِ قَبْلَ كُلِّ أَوَّلٍ وَ الْآخِرِ بَعْدَ كُلِّ آخِرٍ وَ بِأَوَّلِيَّتِهِ وَجَبَ أَنْ لَا أَوَّلَ لَهُ وَ بِآخِرِيَّتِهِ وَجَبَ أَنْ لَا آخِرَ لَهُ وَ أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ شَهَادَةً يُوَافِقُ فِيهَا السِّرُّ الْإِعْلَانَ وَ الْقَلْبُ اللِّسَانَ أَيُّهَا النَّاسُ لا يَجْرِمَنَّكُمْ[١] شِقاقِي[٢] وَ لَا يَسْتَهْوِيَنَّكُمْ[٣] عِصْيَانِي وَ لَا تَتَرَامَوْا بِالْأَبْصَارِ[٤] عِنْدَ مَا تَسْمَعُونَهُ مِنِّي فَوَالَّذِي فَلَقَ الْحَبَّةَ[٥] وَ بَرَأَ النَّسَمَةَ[٦] إِنَّ الَّذِي أُنَبِّئُكُمْ بِهِ عَنِ النَّبِيِّ الْأُمِّيِّ ص [وَ اللَّهِ] مَا كَذَبَ الْمُبَلِّغُ وَ لَا جَهِلَ السَّامِعُ لَكَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى ضِلِّيلٍ[٧] قَدْ نَعَقَ[٨] بِالشَّامِ وَ فَحَصَ بِرَايَاتِهِ[٩] فِي ضَوَاحِي كُوفَانَ[١٠] فَإِذَا فَغَرَتْ فَاغِرَتُهُ[١١] وَ اشْتَدَّتْ شَكِيمَتُهُ[١٢] وَ ثَقُلَتْ فِي الْأَرْضِ وَطْأَتُهُ عَضَّتِ الْفِتْنَةُ أَبْنَاءَهَا بِأَنْيَابِهَا وَ مَاجَتِ الْحَرْبُ بِأَمْوَاجِهَا وَ بَدَا مِنَ الْأَيَّامِ كُلُوحُهَا[١٣] وَ مِنَ اللَّيَالِي كُدُوحُهَا[١٤] فَإِذَا أَيْنَعَ زَرْعُهُ وَ قَامَ عَلَى يَنْعِهِ[١٥] وَ هَدَرَتْ شَقَاشِقُهُ[١٦] وَ بَرَقَتْ بَوَارِقُهُ[١٧] عُقِدَتْ رَايَاتُ الْفِتَنِ الْمُعْضِلَةِ وَ أَقْبَلْنَ كَاللَّيْلِ الْمُظْلِمِ وَ الْبَحْرِ الْمُلْتَطِمِ هَذَا وَ كَمْ يَخْرِقُ الْكُوفَةَ مِنْ قَاصِفٍ[١٨] وَ يَمُرُّ عَلَيْهَا مِنْ عَاصِفٍ[١٩] وَ عَنْ قَلِيلٍ تَلْتَفُّ الْقُرُونُ بِالْقُرُونِ[٢٠] وَ يُحْصَدُ الْقَائِمُ[٢١] وَ يُحْطَمُ الْمَحْصُود[٢٢].