وقال (عليه السلام): لاَ خَيْرَ فِي الصَّمْتِ عَنِ الْحُكْمِ، كَمَا أنَّهُ لاَ خَيْرَ فِي الْقَوْلِ بِالْجَهْلِ.                
وقال (عليه السلام): مَا مَزَحَ امْرُؤٌ مَزْحَةً إِلاَّ مَجَّ مِنْ عَقْلِهِ مَجَّةً.                
وقال (عليه السلام): الدُّنْيَا خُلِقَتْ لِغَيْرِهَا، ولَمْ تُخْلَقْ لِنَفْسِهَا.                
وقال (عليه السلام): خَالِطُوا النَّاسَ مُخَالَطَةً إِنْ مِتُّمْ مَعَهَا بَكَوْا عَلَيْكُمْ، وَإِنْ عِشْتُمْ حَنُّوا إِلَيْكُمْ .                
وقال (عليه السلام): أَعْجَزُ النَّاسِ مَنْ عَجَزَ عَنِ اكْتِسَابِ الاْخْوَانِ، وَأَعْجَزُ مِنْهُ مَنْ ضَيَّعَ مَنْ ظَفِرَ بِهِ مِنْهُمْ .                
وقال (عليه السلام): إذَا كَانَ في رَجُل خَلَّةٌ رَائِعَةٌ فَانْتَظِرْ أَخَوَاتِهَا.                
وقال (عليه السلام) : هَلَكَ فِي رَجُلاَنِ: مُحِبٌّ غَال ، وَمُبْغِضٌ قَال .                

Search form

نـهج البـــــــــلاغـة
إرسال الی صدیق
١٠٥ - و من خطبة له (ع) في بعض صفات الرسول الكريم و تهديد بني أمية و عظة الناس‏

الرسول الكريم‏

حَتَّى بَعَثَ اللَّهُ مُحَمَّداً ص شَهِيداً وَ بَشِيراً وَ نَذِيراً خَيْرَ الْبَرِيَّةِ طِفْلًا وَ أَنْجَبَهَا كَهْلًا وَ أَطْهَرَ الْمُطَهَّرِينَ شِيمَةً[١] وَ أَجْوَدَ الْمُسْتَمْطَرِينَ دِيمَةً[٢].

بنو أمية

فَمَا احْلَوْلَتْ لَكُمُ الدُّنْيَا فِي لَذَّتِهَا وَ لَا تَمَكَّنْتُمْ مِنْ رَضَاعِ أَخْلَافِهَا[٣] إِلَّا مِنْ [بَعْدِهِ‏] بَعْدِ مَا صَادَفْتُمُوهَا جَائِلًا خِطَامُهَا[٤] قَلِقاً وَضِينُهَا[٥] قَدْ صَارَ حَرَامُهَا عِنْدَ أَقْوَامٍ بِمَنْزِلَةِ السِّدْرِ الْمَخْضُودِ[٦] وَ حَلَالُهَا بَعِيداً غَيْرَ مَوْجُودٍ وَ صَادَفْتُمُوهَا وَ اللَّهِ ظِلًّا مَمْدُوداً إِلَى أَجْلٍ مَعْدُودٍ فَالْأَرْضُ لَكُمْ شَاغِرَةٌ[٧] وَ أَيْدِيكُمْ فِيهَا مَبْسُوطَةٌ وَ أَيْدِي الْقَادَةِ عَنْكُمْ مَكْفُوفَةٌ وَ سُيُوفُكُمْ عَلَيْهِمْ مُسَلَّطَةٌ وَ سُيُوفُهُمْ عَنْكُمْ مَقْبُوضَةٌ أَلَا وَ إِنَّ لِكُلِّ دَمٍ ثَائِراً وَ لِكُلِّ حَقٍّ طَالِباً وَ إِنَّ الثَّائِرَ فِي دِمَائِنَا كَالْحَاكِمِ فِي حَقِّ نَفْسِهِ وَ هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا يُعْجِزُهُ مَنْ طَلَبَ وَ لَا يَفُوتُهُ مَنْ هَرَبَ فَأُقْسِمُ بِاللَّهِ يَا بَنِي أُمَيَّةَ عَمَّا قَلِيلٍ لَتَعْرِفُنَّهَا فِي أَيْدِي غَيْرِكُمْ وَ فِي دَارِ عَدُوِّكُمْ أَلَا إِنَّ أَبْصَرَ الْأَبْصَارِ مَا نَفَذَ فِي الْخَيْرِ طَرْفُهُ أَلَا إِنَّ أَسْمَعَ الْأَسْمَاعِ مَا وَعَى التَّذْكِيرَ وَ قَبِلَهُ‏.

وعظ الناس‏

أَيُّهَا النَّاسُ اسْتَصْبِحُوا مِنْ شُعْلَةِ مِصْبَاحٍ وَاعِظٍ مُتَّعِظٍ وَ امْتَاحُوا[٨] مِنْ [صَفِيِ‏] صَفْوِ عَيْنٍ قَدْ رُوِّقَتْ[٩] مِنَ الْكَدَرِ عِبَادَ اللَّهِ لَا تَرْكَنُوا إِلَى جَهَالَتِكُمْ وَ لَا تَنْقَادُوا [إِلَى أَهْوَائِكُمْ‏] لِأَهْوَائِكُمْ فَإِنَّ النَّازِلَ بِهَذَا الْمَنْزِلِ نَازِلٌ بِشَفَا جُرُفٍ هَارٍ[١٠] يَنْقُلُ الرَّدَى[١١] عَلَى ظَهْرِهِ مِنْ مَوْضِعٍ إِلَى مَوْضِعٍ لِرَأْيٍ يُحْدِثُهُ بَعْدَ رَأْيٍ يُرِيدُ أَنْ يُلْصِقَ مَا لَا يَلْتَصِقُ وَ يُقَرِّبَ مَا لَا يَتَقَارَبُ فَاللَّهَ اللَّهَ أَنْ تَشْكُوا إِلَى مَنْ لَا يُشْكِي[١٢] شَجْوَكُمْ[١٣] وَ لَا يَنْقُضُ بِرَأْيِهِ مَا قَدْ أَبْرَمَ لَكُمْ إِنَّهُ لَيْسَ عَلَى الْإِمَامِ إِلَّا مَا حُمِّلَ مِنْ أَمْرِ رَبِّهِ الْإِبْلَاغُ فِي الْمَوْعِظَةِ وَ الِاجْتِهَادُ فِي النَّصِيحَةِ وَ الْإِحْيَاءُ لِلسُّنَّةِ وَ إِقَامَةُ الْحُدُودِ عَلَى مُسْتَحِقِّيهَا وَ إِصْدَارُ السُّهْمَانِ[١٤] عَلَى أَهْلِهَا فَبَادِرُوا الْعِلْمَ مِنْ قَبْلِ تَصْوِيحِ[١٥] نَبْتِهِ وَ مِنْ قَبْلِ أَنْ تُشْغَلُوا بِأَنْفُسِكُمْ عَنْ مُسْتَثَارِ[١٦] الْعِلْمِ مِنْ عِنْدِ أَهْلِهِ وَ انْهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ وَ تَنَاهَوْا عَنْهُ فَإِنَّمَا أُمِرْتُمْ بِالنَّهْيِ بَعْدَ التَّنَاهِي‏.

_____________________________
[١] . الشّيِمة: الخلق.
[٢] . الدّيمة - بكسر الدال- المطر، يدوم في سكون. و المستمطر- بفتح الطاء- من يطلب منه المطر.
[٣] . الأخْلاف‏: جمع خلف- بكسر الحاء و سكون اللام- حلمة ضرع الناقة.
[٤] . الخِطام‏:- ككتاب- ما يوضع في أنف البعير ليقاد به.
[٥] . الوَضِين‏: بطان عريض منسوج من سيور أو شعر يكون للرحل كالحزام للسّرج.
[٦] . السِّدْر: بالكسر، شجر النّبق و المخضود: المقطوع شوكه.
[٧] . شاغرة: خالية.
[٨] . امتاحوا: استقوا و انزعوا الماء لريّ عطشكم من عين صافية صفت من الكدر.
[٩] . رُوِّقَتْ‏: صُفِّيَت.
[١٠] . «شفا جُرُف هار»: شفا الشي‏ء حرفه. و الجرف- بضمتين- ما تجرفه السيول. و الهاري- كالهائر- المتهدم أو المشرف على الانهدام.
[١١] . الرّدَى‏: الهلاك.
[١٢] . يُشْكي‏: من أشكاه: إذا أزال شكواه.
[١٣] . الشّجْو: الحاجة.
[١٤] . السُهْمَانُ‏ - بضم السين- جمع سهم: بمعنى الحظ و النصيب. و إصدار السهمان إعادتها إلى أهلها المستحقين لها لا ينقصهم منها شي‏ء.
[١٥] . التّصْوِيح‏: التجفيف. و أصله: صوّح النّبت: إذا جفّ أعلاه.
[١٦] . مُسْتَثَار: اسم مفعول بمعنى المصدر. و الاستثارة طلب الثّور و هو السّطوع و الظهور.
****************************