وقال (عليه السلام): مَنْهُومَانِ لاَ يَشْبَعَانِ: طَالِبُ عِلْم، وَطَالِبُ دُنْيَا.                
وقال (عليه السلام): إِذَا قَدَرْتَ عَلَى عَدُوِّكَ فَاجْعَلِ الْعَفْوَ عَنْهُ شُكْراً لِلْقُدْرَةِ عَلَيْهِ .                
وقال (عليه السلام): الغِنَى والْفَقْرُ بَعْدَ الْعَرْضِ عَلَى اللهِ.                
وقال (عليه السلام): أَعْجَزُ النَّاسِ مَنْ عَجَزَ عَنِ اكْتِسَابِ الاْخْوَانِ، وَأَعْجَزُ مِنْهُ مَنْ ضَيَّعَ مَنْ ظَفِرَ بِهِ مِنْهُمْ .                
وقال (عليه السلام):مَنْ عَظَّمَ صِغَارَ الْمَصَائِبِ ابْتَلاَهُ اللهُ بِكِبَارِهَا.                
وقال (عليه السلام): رُبَّ مَفْتُون بِحُسْنِ الْقَوْلِ فِيهِ.                
وقال (عليه السلام): زُهْدُكَ فِي رَاغِب فِيكَ نُقْصَانُ حَظّ، وَرَغْبَتُكَ فِي زَاهِد فِيكَ ذُلُّ نَفْس.                

Search form

نـهج البـــــــــلاغـة
إرسال الی صدیق
١٠٦ - و من خطبة له (ع) و فيها يبين فضل الإسلام و يذكر الرسول الكريم ثم يلوم أصحابه‏

دين الإسلام‏

الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي شَرَعَ الْإِسْلَامَ فَسَهَّلَ شَرَائِعَهُ لِمَنْ وَرَدَهُ وَ أَعَزَّ أَرْكَانَهُ عَلَى مَنْ غَالَبَهُ فَجَعَلَهُ أَمْناً لِمَنْ عَلِقَهُ[١] وَ سِلْماً لِمَنْ دَخَلَهُ وَ بُرْهَاناً لِمَنْ تَكَلَّمَ بِهِ وَ شَاهِداً لِمَنْ خَاصَمَ عَنْهُ وَ نُوراً لِمَنِ اسْتَضَاءَ بِهِ وَ فَهْماً لِمَنْ عَقَلَ وَ لُبّاً لِمَنْ تَدَبَّرَ وَ آيَةً لِمَنْ تَوَسَّمَ وَ تَبْصِرَةً لِمَنْ عَزَمَ وَ عِبْرَةً لِمَنِ اتَّعَظَ وَ نَجَاةً لِمَنْ صَدَّقَ وَ ثِقَةً لِمَنْ تَوَكَّلَ وَ رَاحَةً لِمَنْ فَوَّضَ وَ جُنَّةً[٢] لِمَنْ صَبَرَ فَهُوَ أَبْلَجُ الْمَنَاهِجِ[٣] وَ أَوْضَحُ الْوَلَائِجِ[٤] مُشْرَفُ الْمَنَارِ[٥] مُشْرِقُ الْجَوَادِّ[٦] مُضِي‏ءُ الْمَصَابِيحِ كَرِيمُ الْمِضْمَارِ[٧] رَفِيعُ الْغَايَةِ جَامِعُ الْحَلْبَةِ[٨] مُتَنَافِسُ السُّبْقَةِ[٩] شَرِيفُ الْفُرْسَانِ التَّصْدِيقُ مِنْهَاجُهُ وَ الصَّالِحَاتُ مَنَارُهُ وَ الْمَوْتُ غَايَتُهُ وَ الدُّنْيَا مِضْمَارُهُ وَ الْقِيَامَةُ حَلْبَتُهُ وَ الْجَنَّةُ سُبْقَتُهُ‏.

و منها في ذكر النبي ص‏

حَتَّى أَوْرَى[١٠] قَبَساً لِقَابِسٍ[١١] وَ أَنَارَ عَلَماً لِحَابِسٍ[١٢] فَهُوَ أَمِينُكَ الْمَأْمُونُ وَ شَهِيدُكَ يَوْمَ الدِّينِ وَ بَعِيثُكَ نِعْمَةً[١٣] رَسُولُكَ بِالْحَقِّ رَحْمَةً اللَّهُمَّ اقْسِمْ لَهُ مَقْسَماً[١٤] مِنْ عَدْلِكَ وَ اجْزِهِ مُضَعَّفَاتِ الْخَيْرِ مِنْ فَضْلِكَ اللَّهُمَّ أَعْلِ عَلَى بِنَاءِ الْبَانِينَ بِنَاءَهُ وَ أَكْرِمْ لَدَيْكَ نُزُلَهُ[١٥] وَ شَرِّفْ عِنْدَكَ مَنْزِلَهُ وَ آتِهِ الْوَسِيلَةَ وَ أَعْطِهِ السَّنَاءَ[١٦] وَ الْفَضِيلَةَ وَ احْشُرْنَا فِي زُمْرَتِهِ غَيْرَ خَزَايَا[١٧] وَ لَا نَادِمِينَ وَ لَا نَاكِبِينَ[١٨] وَ لَا نَاكِثِينَ[١٩] وَ لَا ضَالِّينَ وَ لَا مُضِلِّينَ وَ لَا مَفْتُونِينَ.‏

 [قال الشريف و قد مضى هذا الكلام فيما تقدم إلا أننا كررناه هاهنا لما في الروايتين من الاختلاف‏].

و منها في خطاب أصحابه‏

وَ قَدْ بَلَغْتُمْ مِنْ كَرَامَةِ اللَّهِ تَعَالَى لَكُمْ مَنْزِلَةً تُكْرَمُ بِهَا إِمَاؤُكُمْ وَ تُوصَلُ بِهَا جِيرَانُكُمْ وَ يُعَظِّمُكُمْ مَنْ لَا فَضْلَ لَكُمْ عَلَيْهِ وَ لَا يَدَ لَكُمْ عِنْدَهُ وَ يَهَابُكُمْ مَنْ لَا يَخَافُ لَكُمْ سَطْوَةً وَ لَا لَكُمْ عَلَيْهِ إِمْرَةٌ وَ قَدْ تَرَوْنَ عُهُودَ اللَّهِ مَنْقُوضَةً فَلَا تَغْضَبُونَ وَ أَنْتُمْ لِنَقْضِ ذِمَمِ آبَائِكُمْ تَأْنَفُونَ وَ كَانَتْ أُمُورُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ تَرِدُ وَ عَنْكُمْ تَصْدُرُ وَ إِلَيْكُمْ تَرْجِعُ فَمَكَّنْتُمُ الظَّلَمَةَ مِنْ مَنْزِلَتِكُمْ وَ أَلْقَيْتُمْ إِلَيْهِمْ أَزِمَّتَكُمْ وَ أَسْلَمْتُمْ أُمُورَ اللَّهِ فِي أَيْدِيهِمْ يَعْمَلُونَ بِالشُّبُهَاتِ وَ يَسِيرُونَ فِي الشَّهَوَاتِ وَ ايْمُ اللَّهِ لَوْ فَرَّقُوكُمْ تَحْتَ كُلِّ كَوْكَبٍ لَجَمَعَكُمُ اللَّهُ لِشَرِّ يَوْمٍ لَهُمْ‏.

______________________
[١] . عَلِقَهُ‏ - كعلمه- تعلّق به.
[٢] . الجُنّة - بضم الجيم- الوقاية و الصّون.
[٣] . أبْلَجُ المَنَاهِجِ‏: أشد الطرق وضوحا و أنورها.
[٤] . الوَلائج‏: جمع وليجة: و هي الدخيلة و المذهب.
[٥] . مُشْرَف‏:- بفتح الراء- من اشرف، و المراد به هنا المكان ترتفع عليه فتطّلع من فوقه على شي‏ء. و منار الدين: دلائله من العمل الصالح.
[٦] . الجَوَادّ: جمع جادّة: و هي الطريق الواضح.
[٧] . كريم المِضْمار: أي إذا سوبق سبق.
[٨] . الحَلْبَة: خيل تجمع من كل صوب للنصرة، و الإسلام جامعها يأتي إليه الكرائم و العتاق.
[٩] . السُبْقة - بالضم- جزاء السابقين‏.
[١٠] . أوْرَى‏: أوقد.
[١١] . القَبَس‏ - بالتحريك- الشّغلة من النار تقتبس من معظم النار. و القابس: آخذ النار من النار.
[١٢] . الحَابِسِ‏: من حبس ناقته و عقلها حيرة منه لا يدري كيف يهتدي فيقف عن السير. و أنار له علما: أي وضع له نارا في رأس جبل ليستنقذه من حيرته.
[١٣] . بَعيثك‏: مبعوثك.
[١٤] . المَقْسَم‏ - كمقعد و منبر- النصيب و الحظ.
[١٥] . النّزُل‏ - بضمتين- ما هيّى‏ء للضيف لينزل عليه.
[١٦] . السّناء- كسحاب- الرفعة.
[١٧] . خزايا: جمع خزيان، من «خزي» إذا خجل من قبيح ارتكبه.
[١٨] . ناكِبين‏: عادلين عن طريق الحق.
[١٩] . ناكثين‏: ناقضين للعهد.
****************************