اللَّهُمَّ قَدِ انْصَاحَتْ[١] جِبَالُنَا وَ اغْبَرَّتْ أَرْضُنَا وَ هَامَتْ[٢] دَوَابُّنَا وَ تَحَيَّرَتْ فِي مَرَابِضِهَا[٣] وَ عَجَّتْ عَجِيجَ الثَّكَالَى[٤] عَلَى أَوْلَادِهَا وَ مَلَّتِ التَّرَدُّدَ فِي مَرَاتِعِهَا وَ الْحَنِينَ إِلَى مَوَارِدِهَا اللَّهُمَّ فَارْحَمْ أَنِينَ الْآنَّةِ[٥] وَ حَنِينَ الْحَانَّةِ[٦] اللَّهُمَّ فَارْحَمْ حَيْرَتَهَا فِي مَذَاهِبِهَا وَ أَنِينَهَا فِي مَوَالِجِهَا[٧] اللَّهُمَّ خَرَجْنَا إِلَيْكَ حِينَ اعْتَكَرَتْ عَلَيْنَا حَدَابِيرُ السِّنِينَ وَ أَخْلَفَتْنَا مَخَايِلُ الْجُودِ فَكُنْتَ[٨] لِلْمُبْتَئِسِ وَ الْبَلَاغَ لِلْمُلْتَمِسِ[٩] نَدْعُوكَ حِينَ قَنَطَ الْأَنَامُ وَ مُنِعَ الْغَمَامُ وَ هَلَكَ السَّوَامُ[١٠] أَلَّا تُؤَاخِذَنَا بِأَعْمَالِنَا وَ لَا تَأْخُذَنَا بِذُنُوبِنَا وَ انْشُرْ عَلَيْنَا رَحْمَتَكَ بِالسَّحَابِ الْمُنْبَعِقِ[١١] وَ الرَّبِيعِ الْمُغْدِقِ[١٢] وَ النَّبَاتِ الْمُونِقِ[١٣] سَحّاً وَابِلًا[١٤] تُحْيِي بِهِ مَا قَدْ مَاتَ وَ تَرُدُّ بِهِ مَا قَدْ فَاتَ اللَّهُمَّ سُقْيَا مِنْكَ مُحْيِيَةً مُرْوِيَةً تَامَّةً عَامَّةً طَيِّبَةً مُبَارَكَةً هَنِيئَةً [مَريِئَةً] مَرِيعَةً[١٥] زَاكِياً[١٦] نَبْتُهَا ثَامِراً[١٧] فَرْعُهَا نَاضِراً وَرَقُهَا تُنْعِشُ بِهَا الضَّعِيفَ مِنْ عِبَادِكَ وَ تُحْيِي بِهَا الْمَيِّتَ مِنْ بِلَادِكَ اللَّهُمَّ سُقْيَا مِنْكَ تُعْشِبُ بِهَا نِجَادُنَا[١٨] وَ تَجْرِي بِهَا وِهَادُنَا[١٩] وَ يُخْصِبُ بِهَا جَنَابُنَا[٢٠] وَ تُقْبِلُ بِهَا ثِمَارُنَا وَ تَعِيشُ بِهَا مَوَاشِينَا وَ تَنْدَى بِهَا أَقَاصِينَا[٢١] وَ تَسْتَعِينُ بِهَا ضَوَاحِينَا[٢٢] مِنْ بَرَكَاتِكَ الْوَاسِعَةِ وَ عَطَايَاكَ الْجَزِيلَةِ عَلَى بَرِيَّتِكَ الْمُرْمِلَةِ[٢٣] وَ وَحْشِكَ الْمُهْمَلَةِ وَ أَنْزِلْ عَلَيْنَا سَمَاءً مُخْضِلَةً[٢٤] مِدْرَاراً هَاطِلَةً يُدَافِعُ الْوَدْقُ مِنْهَا الْوَدْقَ[٢٥] وَ يَحْفِزُ[٢٦] الْقَطْرُ مِنْهَا ٢٦٣ الْقَطْرَ غَيْرَ خُلَّبٍ بَرْقُهَا[٢٧] وَ لَا جَهَامٍ عَارِضُهَا[٢٨] وَ لَا قَزَعٍ رَبَابُهَا[٢٩] وَ لَا شَفَّانٍ ذِهَابُهَا[٣٠] حَتَّى يُخْصِبَ لِإِمْرَاعِهَا الْمُجْدِبُونَ وَ يَحْيَا بِبَرَكَتِهَا الْمُسْنِتُونَ[٣١] فَإِنَّكَ تُنْزِلُ الْغَيْثَ مِنْ بَعْدِ ما قَنَطُوا وَ تَنْشُرُ رَحْمَتَكَ وَ أَنْتَ الْوَلِيُّ الْحَمِيدُ.
تفسير ما في هذه الخطبة من الغريب
[قال السيد الشريف رضي الله عنه قوله (ع) انصاحت جبالنا أي تشققت من المحول يقال انصاح الثوب إذا انشق و يقال أيضا انصاح النبت و صاح و صوح إذا جف و يبس كله بمعنى. و قوله و هامت دوابُّنا أي عطشت و الهُيام العطش. و قوله حدابير السنين جمع حِدْبار و هي الناقة التي أنضاها السير فشبه بها السنة التي فشا فيها الجدب قال ذو الرمة:
حدابير ما تنفك إلا مناخة على الخسف أو نرمي بها بلدا قفرا
و قوله و لا قزع ربابها القزع القطع الصغار المتفرقة من السحاب. و قوله و لا شَفَّان ذهابها فإن تقديره و لا ذات شَفَّان ذهابها و الشَفَّان الريح الباردة و الذهاب الأمطار اللينة فحذف ذات لعلم السامع به].