وقال (عليه السلام): الغِنَى والْفَقْرُ بَعْدَ الْعَرْضِ عَلَى اللهِ.                
وقال (عليه السلام): مَنِ اتَّجَرَ بِغَيْرِ فِقْه ارْتَطَمَ فِي الرِّبَا.                
وقال (عليه السلام): النَّاسُ أَعْدَاءُ مَا جَهِلُوا.                
وقال (عليه السلام): أَعْجَزُ النَّاسِ مَنْ عَجَزَ عَنِ اكْتِسَابِ الاْخْوَانِ، وَأَعْجَزُ مِنْهُ مَنْ ضَيَّعَ مَنْ ظَفِرَ بِهِ مِنْهُمْ .                
وقال (عليه السلام): ما أَنْقَضَ النَّوْمَ لِعَزَائِمِ الْيَوْمِ.                
وقال (عليه السلام): قَلِيلٌ مَدُومٌ عَلَيْهِ خَيْرٌ مِنْ كَثِير مَمْلُول مِنْهُ.                
وقال (عليه السلام): خَالِطُوا النَّاسَ مُخَالَطَةً إِنْ مِتُّمْ مَعَهَا بَكَوْا عَلَيْكُمْ، وَإِنْ عِشْتُمْ حَنُّوا إِلَيْكُمْ .                

Search form

نـهج البـــــــــلاغـة
إرسال الی صدیق
١١٥ - و من خطبة له (ع) في الاستسقاء

اللَّهُمَّ قَدِ انْصَاحَتْ[١] جِبَالُنَا وَ اغْبَرَّتْ أَرْضُنَا وَ هَامَتْ[٢] دَوَابُّنَا وَ تَحَيَّرَتْ فِي مَرَابِضِهَا[٣] وَ عَجَّتْ عَجِيجَ الثَّكَالَى[٤] عَلَى أَوْلَادِهَا وَ مَلَّتِ التَّرَدُّدَ فِي مَرَاتِعِهَا وَ الْحَنِينَ إِلَى مَوَارِدِهَا اللَّهُمَّ فَارْحَمْ أَنِينَ الْآنَّةِ[٥] وَ حَنِينَ الْحَانَّةِ[٦] اللَّهُمَّ فَارْحَمْ حَيْرَتَهَا فِي مَذَاهِبِهَا وَ أَنِينَهَا فِي مَوَالِجِهَا[٧] اللَّهُمَّ خَرَجْنَا إِلَيْكَ حِينَ اعْتَكَرَتْ عَلَيْنَا حَدَابِيرُ السِّنِينَ وَ أَخْلَفَتْنَا مَخَايِلُ الْجُودِ فَكُنْتَ[٨] لِلْمُبْتَئِسِ وَ الْبَلَاغَ لِلْمُلْتَمِسِ[٩] نَدْعُوكَ حِينَ قَنَطَ الْأَنَامُ وَ مُنِعَ الْغَمَامُ وَ هَلَكَ السَّوَامُ[١٠] أَلَّا تُؤَاخِذَنَا بِأَعْمَالِنَا وَ لَا تَأْخُذَنَا بِذُنُوبِنَا وَ انْشُرْ عَلَيْنَا رَحْمَتَكَ بِالسَّحَابِ الْمُنْبَعِقِ[١١] وَ الرَّبِيعِ الْمُغْدِقِ[١٢] وَ النَّبَاتِ الْمُونِقِ[١٣] سَحّاً وَابِلًا[١٤] تُحْيِي بِهِ مَا قَدْ مَاتَ وَ تَرُدُّ بِهِ مَا قَدْ فَاتَ اللَّهُمَّ سُقْيَا مِنْكَ مُحْيِيَةً مُرْوِيَةً تَامَّةً عَامَّةً طَيِّبَةً مُبَارَكَةً هَنِيئَةً [مَريِئَةً] مَرِيعَةً[١٥] زَاكِياً[١٦] نَبْتُهَا ثَامِراً[١٧] فَرْعُهَا نَاضِراً وَرَقُهَا تُنْعِشُ بِهَا الضَّعِيفَ مِنْ عِبَادِكَ وَ تُحْيِي بِهَا الْمَيِّتَ مِنْ بِلَادِكَ اللَّهُمَّ سُقْيَا مِنْكَ تُعْشِبُ بِهَا نِجَادُنَا[١٨] وَ تَجْرِي بِهَا وِهَادُنَا[١٩] وَ يُخْصِبُ بِهَا جَنَابُنَا[٢٠] وَ تُقْبِلُ بِهَا ثِمَارُنَا وَ تَعِيشُ بِهَا مَوَاشِينَا وَ تَنْدَى بِهَا أَقَاصِينَا[٢١] وَ تَسْتَعِينُ بِهَا ضَوَاحِينَا[٢٢] مِنْ بَرَكَاتِكَ الْوَاسِعَةِ وَ عَطَايَاكَ الْجَزِيلَةِ عَلَى بَرِيَّتِكَ الْمُرْمِلَةِ[٢٣] وَ وَحْشِكَ الْمُهْمَلَةِ وَ أَنْزِلْ عَلَيْنَا سَمَاءً مُخْضِلَةً[٢٤] مِدْرَاراً هَاطِلَةً يُدَافِعُ الْوَدْقُ مِنْهَا الْوَدْقَ[٢٥] وَ يَحْفِزُ[٢٦] الْقَطْرُ مِنْهَا ٢٦٣ الْقَطْرَ غَيْرَ خُلَّبٍ بَرْقُهَا[٢٧] وَ لَا جَهَامٍ عَارِضُهَا[٢٨] وَ لَا قَزَعٍ رَبَابُهَا[٢٩] وَ لَا شَفَّانٍ ذِهَابُهَا[٣٠] حَتَّى يُخْصِبَ لِإِمْرَاعِهَا الْمُجْدِبُونَ وَ يَحْيَا بِبَرَكَتِهَا الْمُسْنِتُونَ[٣١] فَإِنَّكَ تُنْزِلُ الْغَيْثَ مِنْ بَعْدِ ما قَنَطُوا وَ تَنْشُرُ رَحْمَتَكَ وَ أَنْتَ الْوَلِيُّ الْحَمِيدُ.

تفسير ما في هذه الخطبة من الغريب‏

 [قال السيد الشريف رضي الله عنه قوله (ع) انصاحت جبالنا أي تشققت من المحول يقال انصاح الثوب إذا انشق و يقال أيضا انصاح النبت و صاح و صوح إذا جف و يبس كله بمعنى. و قوله و هامت دوابُّنا أي عطشت و الهُيام العطش. و قوله حدابير السنين جمع حِدْبار و هي الناقة التي أنضاها السير فشبه بها السنة التي فشا فيها الجدب قال ذو الرمة:

حدابير ما تنفك إلا مناخة                              على الخسف أو نرمي بها بلدا قفرا

و قوله و لا قزع ربابها القزع القطع الصغار المتفرقة من السحاب. و قوله و لا شَفَّان ذهابها فإن تقديره و لا ذات شَفَّان ذهابها و الشَفَّان الريح الباردة و الذهاب الأمطار اللينة فحذف ذات لعلم السامع به‏].

__________________________
[١] . انصاحَتْ‏: جفّت أعالي بقولها و يبست من الجدب. و هذا أنسب من تفسير الرضيّ في آخر الدعاء.
[٢] . هامَت‏: ندّت و ذهبت على وجوهها من شدة المحل. و هذا أنسب من تفسير الهيام بالعطش كما يقول الرضي في آخر الدعاء.
[٣] . مَرَابِض‏: جمع مربض، بكسر الباء، و هو مبرك الغنم.
[٤] . عَجّتْ عَجِيجَ الثّكَالى‏: صاحت بأعلى صوتها.
[٥] . الآنّة: الشاة.
[٦] . الحانّة: الناقة.
[٧] . مَوَالجها: مداخلها في المرابض.
[٨] . مَخَايل‏: جمع مخيلة- كمصيبة- هي السحابة تظهر كأنّها ماطرة ثم لا تمطر. و الجود- بفتح الجيم المطر.
[٩] . المُبْتَئِس‏: الذي مسّته البأساء و الضرّاء، و البلاغ: الكفاية.
[١٠] . السّوَامُ‏: جمع سائمة، و هي البهيمة الراعية من الإبل و نحوها.
[١١] . انْبَعَقَ المُزْن‏: انفرج عن المطر كأنما هو حيّ، انشقت بطنه فنزل ما فيها.
[١٢] . أغْدَقَ المطرُ: كثر ماؤه.
[١٣] . المُونِقُ‏: من «آنقني» إذا أعجبني، أو من «آنقه» إذا سرّه و أفرحه.
[١٤] . سَحّاً: صبّا، و الوابل: الشديد من المطر الضخم القطر.
[١٥] . المَرِيعَة - بفتح الميم- الخصيبة.
[١٦] . زاكياً: ناميا.
[١٧] . ثامِراً: مثمرا، آتيا بالثمر.
[١٨] . النّجاد - جمع النجد- ما ارتفع من الأرض.
[١٩] . الوِهاد - جمع الوهدة- ما انخفض من الأرض.
[٢٠] . الجَناب‏: الناحية.
[٢١] . القاصية: البعيدة عنا من أطراف بلادنا في مقابلة جنابنا.
[٢٢] . ضاحية الماء: التي تشرب ضحى، و الضّواحي: جمعها.
[٢٣] . المُرْمِلة: بصيغة الفاعل: الفقيرة
[٢٤] . مُخْضِلة: من «أخضله» إذا بلّه.
[٢٥] . الوَدْقَ‏: المطر.
[٢٦] . يَحْفِز: يدفع.
[٢٧] . البرق الخُلّب‏: ما يطمعك في المطر و لا مطر معه.
[٢٨] . الجَهَام‏: بفتح الجيم- السّحاب الذي لا مطر فيه. و العارض: ما يعرض في الأفق من السحاب‏.
[٢٩] . الرّباب‏: السحاب الأبيض. و القزع من الرّباب فسّره الرّضي بالقطع الصغيرة المتفرقة من السحاب.
[٣٠] . الذّهاب‏ - بكسر الذال- جمع ذهبة- بكسر الذال أيضا: الأمطار القليلة أو الليّنة، كما قال الشريف في تفسيرها.
[٣١] . المُسْنِتُون‏: المقحطون.
****************************