وقال (عليه السلام):مَنْ عَظَّمَ صِغَارَ الْمَصَائِبِ ابْتَلاَهُ اللهُ بِكِبَارِهَا.                
وقال (عليه السلام): مَنْهُومَانِ لاَ يَشْبَعَانِ: طَالِبُ عِلْم، وَطَالِبُ دُنْيَا.                
وقال (عليه السلام): أَعْجَزُ النَّاسِ مَنْ عَجَزَ عَنِ اكْتِسَابِ الاْخْوَانِ، وَأَعْجَزُ مِنْهُ مَنْ ضَيَّعَ مَنْ ظَفِرَ بِهِ مِنْهُمْ .                
وقال (عليه السلام): رُبَّ مَفْتُون بِحُسْنِ الْقَوْلِ فِيهِ.                
وقال (عليه السلام): اذْكُرُوا انْقِطَاعَ الَّلذَّاتِ، وَبَقَاءَ التَّبِعَاتِ.                
وقال (عليه السلام): إذَا كَانَ في رَجُل خَلَّةٌ رَائِعَةٌ فَانْتَظِرْ أَخَوَاتِهَا.                
وقال (عليه السلام): عَلامةُ الاِْيمَانِ أَنْ تُؤثِرَ الصِّدْقَ حَيْثُ يَضُرُّكَ عَلَى الْكَذِبِ حَيْثُ يَنْفَعُكَ،أَنْ يَكُونَ فِي حَديِثِكَ فَضْلٌ عَنْ عِلْمِكَ، وَأَنْ تَتَّقِيَ اللهَ فِي حَدِيثِ غَيْرِكَ.                

Search form

نـهج البـــــــــلاغـة
إرسال الی صدیق
١٢١- و من خطبة له (ع) بعد ليلة الهرير و قد قام إليه رجل من أصحابه فقال نهيتنا عن الحكومة ثم أمرتنا بها- [فما ندري‏] فلم ندر أي الأمرين أرشد فصفق (ع) إحدى يديه على الأخرى ثم قال‏:

هَذَا جَزَاءُ مَنْ تَرَكَ الْعُقْدَةَ[١] أَمَا وَ اللَّهِ لَوْ أَنِّي حِينَ أَمَرْتُكُمْ- [بِمَا أَمَرْتُكُمْ‏] بِهِ حَمَلْتُكُمْ عَلَى الْمَكْرُوهِ الَّذِي يَجْعَلُ اللَّهُ فِيهِ خَيْراً فَإِنِ اسْتَقَمْتُمْ هَدَيْتُكُمْ وَ إِنِ اعْوَجَجْتُمْ قَوَّمْتُكُمْ وَ إِنْ أَبَيْتُمْ تَدَارَكْتُكُمْ لَكَانَتِ الْوُثْقَى وَ لَكِنْ بِمَنْ وَ إِلَى مَنْ أُرِيدُ أَنْ أُدَاوِيَ بِكُمْ وَ أَنْتُمْ دَائِي كَنَاقِشِ الشَّوْكَةِ بِالشَّوْكَةِ وَ هُوَ يَعْلَمُ أَنَّ ضَلْعَهَا[٢] مَعَهَا اللَّهُمَّ قَدْ مَلَّتْ أَطِبَّاءُ هَذَا الدَّاءِ الدَّوِيِّ[٣] وَ كَلَّتِ [النَّزَعَةُ[٤]] النَّزْعَةُ بِأَشْطَانِ الرَّكِيِّ[٥] أَيْنَ الْقَوْمُ الَّذِينَ دُعُوا إِلَى الْإِسْلَامِ فَقَبِلُوهُ وَ قَرَءُوا الْقُرْآنَ فَأَحْكَمُوهُ وَ هِيجُوا إِلَى الْجِهَادِ فَوَلِهُوا وَلَهَ اللِّقَاحِ[٦] إِلَى أَوْلَادِهَا وَ سَلَبُوا السُّيُوفَ أَغْمَادَهَا وَ أَخَذُوا بِأَطْرَافِ الْأَرْضِ زَحْفاً زَحْفاً وَ صَفّاً صَفّاً بَعْضٌ هَلَكَ وَ بَعْضٌ نَجَا لَا يُبَشَّرُونَ بِالْأَحْيَاءِ[٧] وَ لَا يُعَزَّوْنَ عَنِ‏ الْمَوْتَى[٨] مُرْهُ[٩] الْعُيُونِ مِنَ الْبُكَاءِ خُمْصُ الْبُطُونِ[١٠] مِنَ الصِّيَامِ ذُبُلُ[١١] الشِّفَاهِ مِنَ الدُّعَاءِ صُفْرُ الْأَلْوَانِ مِنَ السَّهَرِ عَلَى وُجُوهِهِمْ غَبَرَةُ الْخَاشِعِينَ أُولَئِكَ إِخْوَانِي الذَّاهِبُونَ فَحَقَّ لَنَا أَنْ نَظْمَأَ إِلَيْهِمْ وَ نَعَضَّ الْأَيْدِي عَلَى فِرَاقِهِمْ إِنَّ الشَّيْطَانَ يُسَنِّي لَكُمْ طُرُقَهُ[١٢] وَ يُرِيدُ أَنْ يَحُلَّ دِينَكُمْ عُقْدَةً عُقْدَةً وَ يُعْطِيَكُمْ بِالْجَمَاعَةِ الْفُرْقَةَ وَ بِالْفُرْقَةِ الْفِتْنَةَ فَاصْدِفُوا[١٣] عَنْ نَزَغَاتِهِ[١٤] وَ نَفَثَاتِهِ وَ اقْبَلُوا النَّصِيحَةَ مِمَّنْ أَهْدَاهَا إِلَيْكُمْ وَ اعْقِلُوهَا[١٥] عَلَى أَنْفُسِكُم‏.

___________________
[١] . يريد «بالعُقْدة» ما حصل عليه التعاقد.
[٢] . الضَلْع‏ - بفتح الضاد و تسكين اللام-: الميل. و أصل المثل:  «لا تنقش الشوكة بالشوكة، فان ضلعها معها» يضرب للرجل يخاصم آخر و يستعين عليه بمن هو من قرابته أو أهل مشربه. و نقش الشوكة: إخراجها من العضو تدخل فيه.
[٣] . الدّاء الدّوِيّ‏: بفتح فكسر- المؤلم الشديد. و قد وصف بما هو من لفظه.
[٤] . كَلّتْ‏: ضعفت. و النّزعة: جمع نازع.
[٥] . الأشْطَان‏: جمع شطن، و هو الحبل. و الرّكيّ: جمع ركيّة، و هي البئر.
[٦] . اللِّقاح‏: جمع لقوح، و هي الناقة. و ولهها إلى أولادها: فزعها إليها إذا فارقتها.
[٧] . «لا تُبَشّرُون بالأحياء»: إذا قيل لهم: نجا فلان فبقي حياء لا يفرحون، لأن أفضل الحياة عندهم الموت في سبيل الحق.
[٨] . «لا يُعَزّوْن عن المَوْتى»: لا يحزنون إذا قيل لهم: مات فلان، فان الموت عندهم حياة السعادة الأبدية.
[٩] . «مُرْهُ العيون» جمع أمره، و هو على صيغة أفعل الذي يجمع على فعل، كأحمر و حمر، مأخوذ من «مرهت عينه» إذا فسدت أو ابيضّت حماليقها.
[١٠] . خُمْص البطون‏: ضوامرها.
[١١] . ذَبُلَتْ شفَتُهُ‏: جفّت و يبست لذهاب الرّيق.
[١٢] . يُسَنّي‏: يسهّل.
[١٣] . فاصْدِفُوا: فأعرضوا.
[١٤] . نَزَغاته‏: وساوسه.
[١٥] . اعْقِلُوها: احبسوها على أنفسكم لا تتركوها فتضيع منكم.
****************************