وقال (عليه السلام): النَّاسُ أَعْدَاءُ مَا جَهِلُوا.                
وقال (عليه السلام): الغِنَى والْفَقْرُ بَعْدَ الْعَرْضِ عَلَى اللهِ.                
وقال (عليه السلام): إِذَا وَصَلَتْ إِليْكُمْ أَطْرَافُ النِّعَمِ فَلاَ تُنْفِرُوا أَقْصَاهَا بِقِلَّةِ الشُّكْرِ .                
وقال (عليه السلام): إِذَا أَقْبَلَتِ الدُّنْيَا عَلَى أحَد أَعَارَتْهُ مَحَاسِنَ غَيْرِهِ، وَإِذَا أَدْبَرَتْ عَنْهُ سَلَبَتْهُ مَحَاسِنَ نَفْسِهِ .                
وقال (عليه السلام): اذْكُرُوا انْقِطَاعَ الَّلذَّاتِ، وَبَقَاءَ التَّبِعَاتِ.                
وقال (عليه السلام): الْغِيبَةُ جُهْدُ الْعَاجزِ.                
وقال (عليه السلام): رُبَّ مَفْتُون بِحُسْنِ الْقَوْلِ فِيهِ.                

Search form

نـهج البـــــــــلاغـة
إرسال الی صدیق
١٥٠ - و من خطبة له (ع) يومي فيها إلى الملاحم و يصف فئة من أهل الضلال‏

وَ أَخَذُوا يَمِيناً وَ شِمَالًا ظَعْناً فِي مَسَالِكِ الْغَيِّ وَ تَرْكاً لِمَذَاهِبِ الرُّشْدِ فَلَا تَسْتَعْجِلُوا مَا هُوَ كَائِنٌ مُرْصَدٌ وَ لَا تَسْتَبْطِئُوا مَا يَجِي‏ءُ بِهِ الْغَدُ فَكَمْ مِنْ مُسْتَعْجِلٍ بِمَا إِنْ أَدْرَكَهُ وَدَّ أَنَّهُ لَمْ يُدْرِكْهُ وَ مَا أَقْرَبَ الْيَوْمَ مِنْ تَبَاشِيرِ[١] غَدٍ يَا قَوْمِ هَذَا إِبَّانُ[٢] وُرُودِ كُلِّ مَوْعُودٍ وَ [دُنُوٌّ] دُنُوٍّ[٣] مِنْ طَلْعَةِ مَا لَا تَعْرِفُونَ أَلَا وَ إِنَّ مَنْ أَدْرَكَهَا مِنَّا يَسْرِي فِيهَا بِسِرَاجٍ مُنِيرٍ وَ يَحْذُو فِيهَا عَلَى مِثَالِ الصَّالِحِينَ لِيَحُلَّ فِيهَا رِبْقاً[٤] وَ يُعْتِقَ فِيهَا رِقّاً وَ يَصْدَعَ شَعْباً[٥] وَ يَشْعَبَ صَدْعاً[٦] فِي سُتْرَةٍ عَنِ النَّاسِ لَا يُبْصِرُ الْقَائِفُ[٧] أَثَرَهُ وَ لَوْ تَابَعَ نَظَرَهُ ثُمَّ لَيُشْحَذَنَّ[٨] فِيهَا قَوْمٌ شَحْذَ الْقَيْنِ النَّصْلَ[٩] تُجْلَى بِالتَّنْزِيلِ أَبْصَارُهُمْ وَ يُرْمَى بِالتَّفْسِيرِ فِي مَسَامِعِهِمْ وَ يُغْبَقُونَ كَأْسَ الْحِكْمَةِ بَعْدَ الصَّبُوحِ‏[١٠].

في الضلال‏

منها-

وَ طَالَ الْأَمَدُ بِهِمْ لِيَسْتَكْمِلُوا الْخِزْيَ وَ يَسْتَوْجِبُوا الْغِيَرَ[١١] حَتَّى إِذَا اخْلَوْلَقَ الْأَجَلُ[١٢] وَ اسْتَرَاحَ قَوْمٌ إِلَى الْفِتَنِ وَ [اشْتَالُوا] أَشَالُوا[١٣] عَنْ لَقَاحِ حَرْبِهِمْ لَمْ يَمُنُّوا عَلَى اللَّهِ بِالصَّبْرِ وَ لَمْ يَسْتَعْظِمُوا بَذْلَ أَنْفُسِهِمْ فِي الْحَقِّ حَتَّى إِذَا وَافَقَ وَارِدُ الْقَضَاءِ انْقِطَاعَ مُدَّةِ الْبَلَاءِ حَمَلُوا بَصَائِرَهُمْ عَلَى أَسْيَافِهِمْ[١٤] وَ دَانُوا لِرَبِّهِمْ بِأَمْرِ وَاعِظِهِمْ حَتَّى إِذَا قَبَضَ اللَّهُ رَسُولَهُ ص رَجَعَ قَوْمٌ عَلَى الْأَعْقَابِ وَ غَالَتْهُمُ السُّبُلُ وَ اتَّكَلُوا عَلَى الْوَلَائِجِ[١٥] وَ وَصَلُوا غَيْرَ الرَّحِمِ وَ هَجَرُوا السَّبَبَ الَّذِي أُمِرُوا بِمَوَدَّتِهِ وَ نَقَلُوا الْبِنَاءَ عَنْ رَصِّ أَسَاسِهِ فَبَنَوْهُ فِي غَيْرِ مَوْضِعِهِ مَعَادِنُ كُلِّ خَطِيئَةٍ وَ أَبْوَابُ كُلِّ ضَارِبٍ فِي غَمْرَةٍ[١٦] قَدْ مَارُوا[١٧] فِي الْحَيْرَةِ وَ ذَهَلُوا فِي السَّكْرَةِ عَلَى سُنَّةٍ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ مِنْ مُنْقَطِعٍ إِلَى الدُّنْيَا رَاكِنٍ أَوْ مُفَارِقٍ لِلدِّينِ مُبَايِن‏.

______________________
[١] . تباشيره‏: أوائله.
[٢] . إبّان‏: بكسر فتشديد- وقت.
[٣] . الدّنُوّ: القرب.
[٤] . الرِّبْق‏ - بكسر فسكون- حبل فيه عدة عرا، كل عروة ربقة- بفتح الراء- تشدّ فيه البهم.
[٥] . «يَصْدَع شَعْباً»: يفرّق جمعا.
[٦] . «يَشْعَبُ صَدْعاً»: جمع متفرّقا
[٧] . القائف‏: الذي يعرف الآثار فيتبعها.
[٨] . يَشْحَذ: من شحذ السكّين إذا حدّدها.
[٩] . القَيْن‏: الحداد، و النّصل: حديدة السيف و السكين و نحوها
[١٠] . يُغْبَقُون‏- مبني للمجهول- يسقون بالمساء. و الصّبوح: ما يشرب وقت الصباح.
[١١] . الغِيَر- بكسر ففتح- احداث الدهر و نوائبه.
[١٢] . «اخْلَوْلَقَ الأجَل»: من قولهم «اخلولق السحاب» إذا استوى و صار خليقا أن يمطر. و المراد أن الأجل يشرف على الانقضاء.
[١٣] . أشَالَتِ النّاقَة ذَنَبَها: رفعته، أي رفعوا أيديهم بسيوفهم ليلحقوا حروبهم على غيرهم، أي يسعّروها عليهم.
[١٤] . «حملوا بصائرهم على أسيافهم»: من الطف أنواع التمثيل، يريد أشهروا عقيدتهم داعين اليها غيرهم‏.
[١٥] . الولائج‏ - جمع وليجة-: و هي البطانة و خاصة الرجل من أهله و عشيرته، و يراد بها دخائل المكر و الخديعة.
[١٦] . الغَمْرة: الشدّة.
[١٧] . مارُوا: تحركوا و اضطربوا.
****************************