وقال (عليه السلام): خَالِطُوا النَّاسَ مُخَالَطَةً إِنْ مِتُّمْ مَعَهَا بَكَوْا عَلَيْكُمْ، وَإِنْ عِشْتُمْ حَنُّوا إِلَيْكُمْ .                
وقال (عليه السلام):مَنْ عَظَّمَ صِغَارَ الْمَصَائِبِ ابْتَلاَهُ اللهُ بِكِبَارِهَا.                
وقال (عليه السلام): مَا مَزَحَ امْرُؤٌ مَزْحَةً إِلاَّ مَجَّ مِنْ عَقْلِهِ مَجَّةً.                
وقال (عليه السلام): إذَا كَانَ في رَجُل خَلَّةٌ رَائِعَةٌ فَانْتَظِرْ أَخَوَاتِهَا.                
وقال (عليه السلام): الدُّنْيَا خُلِقَتْ لِغَيْرِهَا، ولَمْ تُخْلَقْ لِنَفْسِهَا.                
وقال (عليه السلام) : مَنِ اتَّجَرَ بِغَيْرِ فِقْه ارْتَطَمَ فِي الرِّبَا .                
وقال (عليه السلام): النَّاسُ أَعْدَاءُ مَا جَهِلُوا.                

Search form

نـهج البـــــــــلاغـة
إرسال الی صدیق
١٥٨ - و من خطبة له (عليه السلام) ينبه فيها على فضل الرسول الأعظم، و فضل القرآن، ثم حال دولة بني أمية

النبي و القرآن‏

أَرْسَلَهُ عَلَى حِينِ فَتْرَةٍ مِنَ الرُّسُلِ وَ طُولِ هَجْعَةٍ مِنَ الْأُمَمِ[١] وَ انْتِقَاضٍ مِنَ الْمُبْرَمِ[٢] فَجَاءَهُمْ بِتَصْدِيقِ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَ النُّورِ الْمُقْتَدَى بِهِ ذَلِكَ الْقُرْآنُ فَاسْتَنْطِقُوهُ وَ لَنْ يَنْطِقَ وَ لَكِنْ أُخْبِرُكُمْ عَنْهُ أَلَا إِنَّ فِيهِ عِلْمَ مَا يَأْتِي وَ الْحَدِيثَ عَنِ الْمَاضِي وَ دَوَاءَ دَائِكُمْ وَ نَظْمَ مَا بَيْنَكُمْ‏.

دولة بني أمية

و منها-

فَعِنْدَ ذَلِكَ لَا يَبْقَى بَيْتُ مَدَرٍ وَ لَا وَبَرٍ[٣] إِلَّا وَ أَدْخَلَهُ الظَّلَمَةُ تَرْحَةً[٤] وَ أَوْلَجُوا فِيهِ نِقْمَةً فَيَوْمَئِذٍ لَا يَبْقَى لَهُمْ فِي السَّمَاءِ عَاذِرٌ وَ لَا فِي الْأَرْضِ نَاصِرٌ أَصْفَيْتُمْ[٥] بِالْأَمْرِ غَيْرَ أَهْلِهِ وَ أَوْرَدْتُمُوهُ غَيْرَ مَوْرِدِهِ وَ سَيَنْتَقِمُ اللَّهُ مِمَّنْ ظَلَمَ مَأْكَلًا بِمَأْكَلٍ وَ مَشْرَباً بِمَشْرَبٍ مِنْ مَطَاعِمِ الْعَلْقَمِ وَ مَشَارِبِ الصَّبِرِ[٦] الْمَقِرِ[٧] وَ لِبَاسِ شِعَارِ الْخَوْفِ وَ دِثَارِ السَّيْفِ[٨] وَ إِنَّمَا هُمْ مَطَايَا الْخَطِيئَاتِ وَ زَوَامِلُ الْآثَامِ[٩] فَأُقْسِمُ ثُمَّ أُقْسِمُ لَتَنْخَمَنَّهَا أُمَيَّةُ مِنْ بَعْدِي كَمَا تُلْفَظُ النُّخَامَةُ[١٠] ثُمَّ لَا تَذُوقُهَا وَ لَا [تَتَطَعَّمُ‏] تَطْعَمُ بِطَعْمِهَا أَبَداً مَا كَرَّ الْجَدِيدَان‏[١١].

________________________
[١] . الهَجْعة: المرة من الهجوع، و هو النوم ليلا. و المراد نوم الغفلة في ظلمات الجهالة.
[٢] . المُبْرَم‏: المحكم، من أبرم الحبل إذا أحكم فتله. و المراد الأحكام الإلهية التي أبرمت على ألسنة الأنبياء.
[٣] . بيت مَدَر و لا وَبَر: كناية عن أهل الحاضرة و البادية.
[٤] . تَرْحة: حزن.
[٥] . أصْفَيْتَه الشي‏ء: آثرته به و اختصصته.
[٦] . الصّبِر - ككتف- عصارة شجر مرّ.
[٧] . المَقِر - على وزن كتف- السمّ.
[٨] . الدّثار - ككتاب- من اللباس: أعلاه فوق الملابس. و السيف يكون أشبه بالدّثار إذا عمّت إباحة الدم بأحكام الهوى.
[٩] . الزّوامل‏: جمع زاملة، و هي ما يحمل عليها الطعام من الإبل و نحوها.
[١٠] . نَخِمَ‏ - كفرح-: أخرج النّخامة من صدره فألقاها. و النّخامة- بالضمّ- ما يدفعه الصدر أو الدماغ من المواد المخاطيّة.
[١١] . الجديدان‏: الليل و النهار.
****************************