وقال (عليه السلام): النَّاسُ أَعْدَاءُ مَا جَهِلُوا.                
وقال (عليه السلام): مَنْ ضَيَّعَهُ الاْقْرَبُ أُتِيحَ لَهُ الاْبْعَدُ .                
وقال (عليه السلام) : هَلَكَ فِي رَجُلاَنِ: مُحِبٌّ غَال ، وَمُبْغِضٌ قَال .                
وقال (عليه السلام):مَنْ عَظَّمَ صِغَارَ الْمَصَائِبِ ابْتَلاَهُ اللهُ بِكِبَارِهَا.                
وقال (عليه السلام) : مَنْ كَرُمَتْ عَلَيْهِ نَفْسُهُ هَانَتْ عَلَيْهِ شَهْوَتُهُ .                
وقال (عليه السلام): قَلِيلٌ مَدُومٌ عَلَيْهِ خَيْرٌ مِنْ كَثِير مَمْلُول مِنْهُ.                
وقال (عليه السلام): مَنْ كَرُمَتْ عَلَيْهِ نَفْسُهُ هَانَتْ عَلَيْهِ شَهْوَتُهُ.                

Search form

نـهج البـــــــــلاغـة
إرسال الی صدیق
١٧٨ - و من خطبة له (ع) في الشهادة و التقوى. و قيل: إنه خطبها بعد مقتل عثمان في أول خلافته‏

اللّه و رسوله‏

لَا يَشْغَلُهُ شَأْنٌ وَ لَا يُغَيِّرُهُ زَمَانٌ وَ لَا يَحْوِيهِ مَكَانٌ وَ لَا يَصِفُهُ لِسَانٌ لَا يَعْزُبُ[١] عَنْهُ عَدَدُ قَطْرِ الْمَاءِ وَ لَا نُجُومِ السَّمَاءِ وَ لَا سَوَافِي الرِّيحِ[٢] فِي الْهَوَاءِ وَ لَا دَبِيبُ النَّمْلِ عَلَى الصَّفَا[٣] وَ لَا مَقِيلُ الذَّرِّ[٤] فِي اللَّيْلَةِ الظَّلْمَاءِ يَعْلَمُ مَسَاقِطَ الْأَوْرَاقِ وَ خَفِيَّ طَرْفِ‏ الْأَحْدَاقِ[٥] وَ أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ غَيْرَ مَعْدُولٍ بِهِ[٦] وَ لَا مَشْكُوكٍ فِيهِ وَ لَا مَكْفُورٍ دِينُهُ وَ لَا مَجْحُودٍ تَكْوِينُهُ[٧] شَهَادَةَ مَنْ صَدَقَتْ نِيَّتُهُ وَ صَفَتْ دِخْلَتُهُ[٨] وَ خَلَصَ يَقِينُهُ وَ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ وَ أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَ رَسُولُهُ الَمْجُتْبَىَ[٩] مِنْ خَلَائِقِهِ وَ الْمُعْتَامُ[١٠] لِشَرْحِ حَقَائِقِهِ وَ الْمُخْتَصُّ بِعَقَائِلِ[١١] كَرَامَاتِهِ[١٢] وَ الْمُصْطَفَى لِكَرَائِمِ رِسَالاتِهِ وَ الْمُوَضَّحَةُ بِهِ أَشْرَاطُ الْهُدَى[١٣] وَ الْمَجْلُوُّ بِهِ غِرْبِيبُ[١٤] الْعَمَى أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ الدُّنْيَا تَغُرُّ الْمُؤَمِّلَ لَهَا وَ الْمُخْلِدَ إِلَيْهَا[١٥] وَ لَا تَنْفَسُ[١٦] بِمَنْ نَافَسَ فِيهَا وَ تَغْلِبُ مَنْ غَلَبَ عَلَيْهَا وَ ايْمُ اللَّهِ مَا كَانَ قَوْمٌ قَطُّ فِي غَضِّ[١٧] نِعْمَةٍ مِنْ عَيْشٍ فَزَالَ عَنْهُمْ إِلَّا بِذُنُوبٍ اجْتَرَحُوهَا[١٨] لِ أَنَّ اللَّهَ لَيْسَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ وَ لَوْ أَنَّ النَّاسَ حِينَ تَنْزِلُ بِهِمُ النِّقَمُ وَ تَزُولُ عَنْهُمُ النِّعَمُ فَزِعُوا إِلَى رَبِّهِمْ بِصِدْقٍ مِنْ نِيَّاتِهِمْ وَ وَلَهٍ مِنْ قُلُوبِهِمْ لَرَدَّ عَلَيْهِمْ كُلَّ شَارِدٍ وَ أَصْلَحَ لَهُمْ كُلَّ فَاسِدٍ وَ إِنِّي لَأَخْشَى عَلَيْكُمْ أَنْ تَكُونُوا فِي فَتْرَةٍ[١٩] وَ قَدْ كَانَتْ أُمُورٌ مَضَتْ مِلْتُمْ فِيهَا مَيْلَةً كُنْتُمْ فِيهَا عِنْدِي غَيْرَ مَحْمُودِينَ وَ لَئِنْ رُدَّ عَلَيْكُمْ أَمْرُكُمْ إِنَّكُمْ لَسُعَدَاءُ وَ مَا عَلَيَّ إِلَّا الْجُهْدُ وَ لَوْ أَشَاءُ أَنْ أَقُولَ لَقُلْتُ عَفَا اللَّهُ عَمَّا سَلَفَ‏.

_______________________
[١] . لا يَعْزُب‏: لا يخفى.
[٢] . سَوَافي الريح‏: جمع سافية، من «سفّت الرّيح التراب و الورق» أي حملته.
[٣] . الصَفا: مقصورا- جمع صفاة-: الحجر الأملس الضخم. و دبيب النمل أي حركته عليه في غاية الخفاء لا يسمع لها حس.
[٤] . الذَّر: صغار النمل. و مقيلها: محلّ استراحتها و مبيتها.
[٥] . طَرْف الحَدَقَةَ: تحريك جفنيها و الحدقة هنا العين.
[٦] . عَدَلَ باللَّه‏: جعل له مثلا و عديلا.
[٧] . تكوينه‏: خلقه للناس جميعا.
[٨] . دِخْلَته‏ - بالكسر و الضم-: باطنه.
[٩] . المجتبى‏: المصطفى. و العيمة- بكسر العين-: المختار من المال.
[١٠] . اعتامَ‏: أخذ المال. فالمعتام: المختار لبيان حقائق توحيده و تنزيهه.
[١١] . العقائل‏: الكرائم.
[١٢] . الكرامات‏: ما أكرم اللَّه به نبيه من معجزات و منازل في النفوس عاليات.
[١٣] . أشْراط الهدى‏: علاماته و دلائله.
[١٤] . غِرْبِيب الشي‏ء - كعفريت- أشده سوادا، فغربيب العمى أشد الضلال ظلمة.
[١٥] . المُخْلِد: الراكن المائل.
[١٦] . نَفِسَ‏- كفرح-: ضنّ، أي لا تضن الدنيا بمن يباري غيره في اقتنائها و عدّها من نفائسه، و لا تحرص عليه بل تهلكه.
[١٧] . الغض‏: الناضر.
[١٨] . اجترحَ الذنبَ‏: اكتسبه و ارتكبه.
[١٩] . الفَتْرة: كناية عن جهالة الغرور.
****************************