وقال (عليه السلام): اذْكُرُوا انْقِطَاعَ الَّلذَّاتِ، وَبَقَاءَ التَّبِعَاتِ.                
وقال (عليه السلام) : مَنْ كَرُمَتْ عَلَيْهِ نَفْسُهُ هَانَتْ عَلَيْهِ شَهْوَتُهُ .                
وقال (عليه السلام): إِذَا وَصَلَتْ إِليْكُمْ أَطْرَافُ النِّعَمِ فَلاَ تُنْفِرُوا أَقْصَاهَا بِقِلَّةِ الشُّكْرِ .                
وقال (عليه السلام): خَالِطُوا النَّاسَ مُخَالَطَةً إِنْ مِتُّمْ مَعَهَا بَكَوْا عَلَيْكُمْ، وَإِنْ عِشْتُمْ حَنُّوا إِلَيْكُمْ .                
وقال (عليه السلام): الغِنَى والْفَقْرُ بَعْدَ الْعَرْضِ عَلَى اللهِ.                
وقال (عليه السلام): زُهْدُكَ فِي رَاغِب فِيكَ نُقْصَانُ حَظّ، وَرَغْبَتُكَ فِي زَاهِد فِيكَ ذُلُّ نَفْس.                
وقال (عليه السلام): النَّاسُ أَعْدَاءُ مَا جَهِلُوا.                

Search form

نـهج البـــــــــلاغـة
إرسال الی صدیق
١٨٠ - و من خطبة له (ع) في ذم العاصين من أصحابه‏

أَحْمَدُ اللَّهَ عَلَى مَا قَضَى مِنْ أَمْرٍ وَ قَدَّرَ مِنْ فِعْلٍ وَ عَلَى ابْتِلَائِي بِكُمْ أَيَّتُهَا الْفِرْقَةُ الَّتِي إِذَا أَمَرْتُ لَمْ تُطِعْ وَ إِذَا دَعَوْتُ لَمْ تُجِبْ إِنْ [أُهْمِلْتُمْ‏] أُمْهِلْتُمْ[١] خُضْتُمْ وَ إِنْ حُورِبْتُمْ خُرْتُمْ[٢] وَ إِنِ اجْتَمَعَ النَّاسُ عَلَى إِمَامٍ طَعَنْتُمْ وَ إِنْ أُجِئْتُمْ إِلَى مُشَاقَّةٍ[٣] نَكَصْتُمْ.[٤] لَا أَبَا لِغَيْرِكُمْ[٥] مَا تَنْتَظِرُونَ بِنَصْرِكُمْ وَ الْجِهَادِ عَلَى حَقِّكُمْ الْمَوْتَ أَوِ الذُّلَّ لَكُمْ فَوَاللَّهِ لَئِنْ جَاءَ يَومِي وَ لَيَأْتِيَنِّي لَيُفَرِّقَنَّ بَيْنِي وَ بَيْنِكُمْ وَ أَنَا لِصُحْبَتِكُمْ قَالٍ[٦] وَ بِكُمْ غَيْرُ كَثِيرٍ[٧] لِلَّهِ أَنْتُمْ أَ مَا دِينٌ يَجْمَعُكُمْ وَ لَا حَمِيَّةٌ تَشْحَذُكُمْ[٨] أوَ لَيْسَ عَجَباً أَنَّ مُعَاوِيَةَ يَدْعُو الْجُفَاةَ[٩] الطَّغَامَ[١٠] فَيَتَّبِعُونَهُ عَلَى غَيْرِ مَعُونَةٍ[١١] وَ لَا عَطَاءٍ وَ أَنَا أَدْعُوكُمْ وَ أَنْتُمْ تَرِيكَةُ الْإِسْلَامِ[١٢] وَ بَقِيَّةُ النَّاسِ إِلَى الْمَعُونَةِ أَوْ طَائِفَةٍ مِنَ الْعَطَاءِ- [فَتَتَفَرَّقُونَ‏] فَتَفَرَّقُونَ عَنِّي وَ تَخْتَلِفُونَ عَلَيَّ إِنَّهُ لَا يَخْرُجُ إِلَيْكُمْ مِنْ أَمْرِي [رِضًا] رِضًى فَتَرْضَوْنَهُ وَ لَا سُخْطٌ فَتَجْتَمِعُونَ عَلَيْهِ وَ إِنَّ أَحَبَّ مَا أَنَا لَاقٍ إِلَيَّ الْمَوْتُ قَدْ دَارَسْتُكُمُ الْكِتَابَ[١٣] وَ فَاتَحْتُكُمُ الْحِجَاجَ[١٤] وَ عَرَّفْتُكُمْ مَا أَنْكَرْتُمْ وَ سَوَّغْتُكُمْ[١٥] مَا مَجَجْتُمْ لَوْ كَانَ الْأَعْمَى يَلْحَظُ أَوِ النَّائِمُ يَسْتَيْقِظُ وَ أَقْرِبْ بِقَوْمٍ[١٦] مِنَ الْجَهْلِ بِاللَّهِ قَائِدُهُمْ مُعَاوِيَةُ وَ مُؤَدِّبُهُمُ ابْنُ النَّابِغَة[١٧].

_______________________
[١] . أمهِلْتم‏: أخّرتم، و يروى «أهملتم» بمعنى خليّتم و تركتم.
[٢] . خُرْتم‏: ضعفتم و جبنتم.
[٣] . المشاقّة: المقاطعة و المصارمة.
[٤] . نكصتم‏: رجعتم القهقرى و أحجمتم.
[٥] . المعروف في التقريع: لا أبا لكم، و لا أبا لك، و هو دعاء بفقد الأب أو تعيير بجهله، فتلطف الامام بتوجيه الدعاء أو الذمّ لغيرهم.
[٦] . قال‏: أي كاره.
[٧] . غير كثير بكم‏: أي: إني أفارق الدنيا و أنا في قلة من الأعوان، و إن كنتم حولي كثيرين.
[٨] . من شحذ السكين‏: كمنع، أي حددها.
[٩] . الجُفاة - جمع جاف-: أي غليظ.
[١٠] . الطَغام‏ - بالفتح-: أرذال الناس.
[١١] . المعونة: يراد بها هنا ما يعطى للجند لإصلاح السلاح، و علف الدواب زائدا على العطاء المفروض، و الأرزاق المعينة لكل منهم.
[١٢] . التريكة - كسفينة- بيضة النعامة بعد أن يخرج منها الفرخ تتركها في مجثمها، و المراد: أنتم خلف الإسلام و عوض السلف.
[١٣] . دَارَسْتُكُمُ الكتابَ‏: أي قرأت عليكم القرآن تعليما و تفهيما.
[١٤] . فاتحتكم‏: مجرده فتح بمعنى قضى، فهو بمعنى قاضيتكم أي حاكمتكم. و الحجاج: المحاجّة أي قاضيتكم عند الحجة حتى قضيت عليكم بالعجز عن الخصام.
[١٥] . سَوّغْتُكُمْ ما مجَجتم‏: سوّغت لأذواقكم من مشرب الصدق ما كنتم تمجّونه و تطرحونه. فسوّغ. الشي‏ء: جعله سائغا مقبولا، و مجّ الشي‏ء من فيه: رمى به.
[١٦] . أقْرِبْ بهم‏: ما أقربهم من الجهل.
[١٧] . ابن النابغة: عمرو بن العاص.
****************************