وقال (عليه السلام): إذَا كَانَ في رَجُل خَلَّةٌ رَائِعَةٌ فَانْتَظِرْ أَخَوَاتِهَا.                
وقال (عليه السلام) : هَلَكَ فِي رَجُلاَنِ: مُحِبٌّ غَال ، وَمُبْغِضٌ قَال .                
وقال (عليه السلام): لَيْسَ بَلَدٌ بأَحَقَّ بِكَ مِنْ بَلَد، خَيْرُ الْبِلاَدِ مَا حَمَلَكَ.                
وقال (عليه السلام): أَشَدُّ الذُّنُوبِ مَا اسْتَخَفَّ بِهِ صَاحِبُهُ.                
وقال (عليه السلام): مَا لاِبْنِ آدَمَ وَالْفَخْرِ: أَوَّلُهُ نُطْفَةٌ، وَآخِرُهُ جِيفَةٌ، و َلاَ يَرْزُقُ نَفْسَهُ، وَلاَ يَدفَعُ حَتْفَهُ.                
وقال (عليه السلام): الرِّزْقُ رِزْقَانِ: طَالِبٌ، وَمَطْلُوبٌ، فَمَنْ طَلَبَ الدُّنْيَا طَلَبَهُ الْمَوْتُ حَتَّى يُخْرِجَهُ عَنْهَا،مَنْ طَلَبَ الاْخِرَةَ طَلَبَتْهُ الدُّنْيَا حَتَّى يَسْتَوْفِيَ رِزْقَهُ مِنْهَا.                
وقال (عليه السلام): مَنْ كَرُمَتْ عَلَيْهِ نَفْسُهُ هَانَتْ عَلَيْهِ شَهْوَتُهُ.                

Search form

نـهج البـــــــــلاغـة
إرسال الی صدیق
١٩١ - و من خطبة له (ع) يحمد اللّه و يثني على نبيه و يوصي بالزهد و التقوى‏

الْحَمْدُ لِلَّهِ الْفَاشِي[١] فِي الْخَلْقِ حَمْدُهُ وَ الْغَالِبِ جُنْدُهُ وَ الْمُتَعَالِي جَدُّهُ[٢] أَحْمَدُهُ عَلَى نِعَمِهِ التُّؤَامِ[٣] وَ آلَائِهِ الْعِظَامِ الَّذِي عَظُمَ حِلْمُهُ فَعَفَا وَ عَدَلَ فِي كُلِّ مَا قَضَى وَ عَلِمَ مَا [بِمَا] يَمْضِي وَ مَا مَضَى مُبْتَدِعِ الْخَلَائِقِ بِعِلْمِهِ وَ مُنْشِئِهِمْ بِحُكْمِهِ[٤] بِلَا اقْتِدَاءٍ وَ لَا تَعْلِيمٍ وَ لَا احْتِذَاءٍ لِمِثَالِ صَانِعٍ حَكِيمٍ وَ لَا إِصَابَةِ خَطَإٍ وَ لَا حَضْرَةِ مَلَإٍ الرسول الأعظم‏ وَ أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَ رَسُولُهُ ابْتَعَثَهُ وَ النَّاسُ يَضْرِبُونَ فِي غَمْرَةٍ[٥] وَ يَمُوجُونَ فِي حَيْرَةٍ قَدْ قَادَتْهُمْ أَزِمَّةُ[٦] الْحَيْنِ[٧] وَ اسْتَغْلَقَتْ عَلَى أَفْئِدَتِهِمْ أَقْفَالُ الرَّيْنِ‏[٨].

الوصية بالزهد و التقوى‏

عِبَادَ اللَّهِ أُوصِيكُمْ بِتَقْوَى اللَّهِ فَإِنَّهَا حَقُّ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَ الْمُوجِبَةُ عَلَى اللَّهِ حَقَّكُمْ وَ أَنْ تَسْتَعِينُوا عَلَيْهَا بِاللَّهِ وَ تَسْتَعِينُوا بِهَا عَلَى اللَّهِ فَإِنَّ التَّقْوَى فِي الْيَوْمِ الْحِرْزُ وَ الْجُنَّةُ وَ فِي غَدٍ الطَّرِيقُ إِلَى الْجَنَّةِ مَسْلَكُهَا وَاضِحٌ وَ سَالِكُهَا رَابِحٌ وَ مُسْتَوْدَعُهَا[٩] حَافِظٌ لَمْ تَبْرَحْ عَارِضَةً نَفْسَهَا عَلَى الْأُمَمِ الْمَاضِينَ مِنْكُمْ وَ الْغَابِرِينَ لِحَاجَتِهِمْ إِلَيْهَا غَداً إِذَا أَعَادَ اللَّهُ مَا أَبْدَى وَ أَخَذَ مَا أَعْطَى وَ سَأَلَ عَمَّا أَسْدَى[١٠] فَمَا أَقَلَّ مَنْ قَبِلَهَا وَ حَمَلَهَا حَقَّ حَمْلِهَا أُولَئِكَ الْأَقَلُّونَ عَدَداً وَ هُمْ أَهْلُ صِفَةِ اللَّهِ سُبْحَانَهُ إِذْ يَقُولُ- وَ قَلِيلٌ مِنْ عِبادِيَ الشَّكُورُ فَأَهْطِعُوا[١١] بِأَسْمَاعِكُمْ إِلَيْهَا وَ أَلِظُّوا[١٢] بِجِدِّكُمْ عَلَيْهَا وَ اعْتَاضُوهَا مِنْ كُلِّ سَلَفٍ خَلَفاً وَ مِنْ كُلِّ مُخَالِفٍ مُوَافِقاً- ١١٦ أَيْقِظُوا بِهَا نَوْمَكُمْ وَ اقْطَعُوا بِهَا يَوْمَكُمْ وَ أَشْعِرُوهَا قُلُوبَكُمْ وَ ارْحَضُوا[١٣] بِهَا ذُنُوبَكُمْ وَ دَاوُوا بِهَا الْأَسْقَامَ وَ بَادِرُوا بِهَا الْحِمَامَ وَ اعْتَبِرُوا بِمَنْ أَضَاعَهَا وَ لَا يَعْتَبِرَنَّ بِكُمْ مَنْ أَطَاعَهَا أَلَا فَصُونُوهَا وَ تَصَوَّنُوا[١٤] بِهَا وَ كُونُوا عَنِ الدُّنْيَا نُزَّاهاً[١٥] وَ إِلَى الْآخِرَةِ وُلَّاهاً[١٦] وَ لَا تَضَعُوا مَنْ رَفَعَتْهُ التَّقْوَى وَ لَا تَرْفَعُوا مَنْ رَفَعَتْهُ الدُّنْيَا وَ لَا تَشِيمُوا[١٧] بَارِقَهَا[١٨] وَ لَا تَسْمَعُوا نَاطِقَهَا وَ لَا تُجِيبُوا نَاعِقَهَا وَ لَا تَسْتَضِيئُوا بِإِشْرَاقِهَا وَ لَا تُفْتَنُوا بِأَعْلَاقِهَا[١٩] فَإِنَّ بَرْقَهَا خَالِبٌ[٢٠] وَ نُطْقَهَا كَاذِبٌ وَ أَمْوَالَهَا مَحْرُوبَةٌ[٢١] وَ أَعْلَاقَهَا مَسْلُوبَةٌ أَلَا وَ هِيَ الْمُتَصَدِّيَةُ[٢٢] الْعَنُونُ[٢٣] وَ الْجَامِحَةُ الْحَرُونُ[٢٤] وَ الْمَائِنَةُ الْخَئُونُ[٢٥] وَ الْجَحُودُ الْكَنُودُ[٢٦] وَ الْعَنُودُ الصَّدُودُ[٢٧] وَ الْحَيُودُ الْمَيُودُ[٢٨] حَالُهَا انْتِقَالٌ وَ وَطْأَتُهَا زِلْزَالٌ وَ عِزُّهَا ذُلٌّ وَ جِدُّهَا هَزْلٌ وَ عُلْوُهَا سُفْلٌ دَارُ [حَرْبٍ‏][٢٩] حَرَبٍ وَ سَلَبٍ وَ نَهْبٍ وَ عَطَبٍ أَهْلُهَا عَلَى سَاقٍ وَ سِيَاقٍ[٣٠] وَ لَحَاقٍ وَ فِرَاقٍ[٣١] قَدْ تَحَيَّرَتْ مَذَاهِبُهَا[٣٢] وَ أَعْجَزَتْ مَهَارِبُهَا[٣٣] وَ خَابَتْ مَطَالِبُهَا فَأَسْلَمَتْهُمُ الْمَعَاقِلُ وَ لَفَظَتْهُمُ الْمَنَازِلُ وَ أَعْيَتْهُمُ الْمَحَاوِلُ[٣٤] فَمِنْ نَاجٍ مَعْقُورٍ[٣٥] وَ لَحْمٍ مَجْزُورٍ[٣٦] وَ شِلْوٍ[٣٧] مَذْبُوحٍ وَ دَمٍ مَسْفُوحٍ[٣٨] وَ عَاضٍّ عَلَى يَدَيْهِ وَ صَافِقٍ بِكَفَّيْهِ وَ مُرْتَفِقٍ بِخَدَّيْهِ[٣٩] وَ زَارٍ[٤٠] عَلَى رَأْيِهِ وَ رَاجِعٍ عَنْ عَزْمِهِ وَ قَدْ أَدْبَرَتِ الْحِيلَةُ وَ أَقْبَلَتِ الْغِيلَةُ[٤١] وَ لَاتَ حِينَ مَنَاصٍ[٤٢] هَيْهَاتَ هَيْهَاتَ قَدْ فَاتَ مَا فَاتَ وَ ذَهَبَ مَا ذَهَبَ وَ مَضَتِ الدُّنْيَا لِحَالِ بَالِهَا- [٤٣]فَما بَكَتْ عَلَيْهِمُ السَّماءُ وَ الْأَرْضُ وَ ما كانُوا مُنْظَرِين[٤٤].

_________________________
[١] . الفاشي‏: المنتشر الذائع.
[٢] . الجَدّ - بالفتح-: العظمة.
[٣] . تُؤام‏: جمع توأم- كجعفر- و هو المولود مع غيره في بطن، و هو مجاز عن الكثير أو المتواصل. و الآلاء: النعم.
[٤] . الحُكْمِ‏: هنا بمعنى «الحكمة».
[٥] . ضَرَبَ في الماء: سبح. و ضرب في الأرض: سار بسرعة و أبعد. و الغمرة: الماء الكثير و الشدّة- و ما يغمر العقل من الجهل. و المراد هنا شدّة الفتن و بلاياها.
[٦] . الأزِمّة: جمع زمام، ما تقاد به الدّابّة.
[٧] . الحَيْن‏: بفتح الحاء-: الهلاك.
[٨] . الرّيْن‏ - بفتح الراء-: التغطية و الحجاب، و هو هنا حجاب الضلال.
[٩] . مُسْتَوْدَع التقوى‏: هو الذي تكون التقوى وديعة عنده و هو اللَّه.
[١٠] . أسدَى‏: منح و أعطى و أرسل معروفه.
[١١] . الإهْطاع‏: الإسراع. أهطع البعير: مدّ عنقه و صوّب رأسه.
[١٢] . «ألِظُّوا بجدّكِم»: أي ألحّوا، و الإلظاظ: الإلحاح في الأمر. و الجدّ بكسر الجيم: الاجتهاد.
[١٣] . رَحَضَ‏ - كمنع-: غسل. و الحمام- ككتاب-: الموت.
[١٤] . تَصَوّنوا: تحفّظوا.
[١٥] . النُزّاه‏ - جمع نازه-: العفيف النفس.
[١٦] . الوِلاهُ‏ - جمع واله-: الحزين على الشي‏ء حتى يناله، أي المشتاق.
[١٧] . شامَ البرقَ‏: نظر إليه أين يمطر.
[١٨] . البارق‏: السحاب.
[١٩] . الأعلاق‏ - جمع علق-: بكسر العين بمعنى النفيس.
[٢٠] . خالب‏: خادع.
[٢١] . المحروبة: المنهوبة.
[٢٢] . المتصدّية: المرأة تتعرض للرجال تميلهم اليها. و من الدوابّ ما تمشي معترضة خابطة.
[٢٣] . العَنُون‏ - بفتح فضم-: مبالغة من عنّ إذا ظهر. و من الدواب المتقدمة في السير.
[٢٤] . الجامحة: الصعبة على راكبها. و الحرون: التي إذا طلب بها السير وقفت.
[٢٥] . المائنة: الكاذبة. و الخؤون: مبالغة في الخائنة.
[٢٦] . الكَنُودمن كند كنصر: كفر النعمة. و جحد الحق: أنكره و هو به عالم.
[٢٧] . العَنُود: شديدة العناد. و الصدود: كثيرة الصد و الهجر.
[٢٨] . الحَيُود: مبالغة في الحيد: بمعنى الميل. و الميود- من ماد- إذا اضطرب.
[٢٩] . الحَرَب‏ - بالتحريك-: سلب المال، و العطب: الهلاك.
[٣٠] . «على ساق و سياق»: أي قائمون على ساق استعدادا لما ينتظرون من آجالهم. و السّياق مصدر ساق فلانا إذا أصاب ساقه، أي لا يلبثون أن يضربوا على سوقهم فينكبّوا للموت على وجوههم.
[٣١] . اللَحاق‏ للماضين، و الفراق عن الباقين.
[٣٢] . تحير المذاهب‏: حيرة الناس فيها.
[٣٣] . «المَهَارب» جمع مهرب، مكان الهروب، و المراد بقوله «أعجزت مهاربها» أنها ليست كما يرونها مهارب بل هي مهالك. فقد أعجزتهم عن الهروب.
[٣٤] . المَحَاول‏ - جمع محالة- بمعنى الحذق وجودة النظر، أي لم يفدهم ذلك خلاصا.
[٣٥] . مَعْقور: مجروح.
[٣٦] . المَجْزُور: المسلوخ أخذ عنه جلده.
[٣٧] . الشِلْو - بالكسر-: هنا البدن كله.
[٣٨] . المَسْفوح‏: المسفوك.
[٣٩] . المُرْتَفِق بخدّيه‏، واضع خدّيه على مرفقيه و مرفقيه على ركبتيه. منصوبتين و هو جالس على أليتيه.
[٤٠] . الزاري على رأيه‏: المقبّح له اللائم لنفسه عليه.
[٤١] . الغِيلة: الشر الذي أضمرته الدنيا في خداعها.
[٤٢] . «لاتَ حينَ مناصٍ»: أي ليس الوقت وقت التملص و الفرار.
[٤٣] . البال‏: القلب و الخاطر. و المراد ذهبت الدنيا على ما تهواه لا على ما يريد أهلها.
[٤٤] . مُنْظَرين‏: مؤخّرين، من أنظره إذا أخّره و أمهله.
****************************