وقال (عليه السلام): رُبَّ مَفْتُون بِحُسْنِ الْقَوْلِ فِيهِ.                
وقال (عليه السلام): قَلِيلٌ مَدُومٌ عَلَيْهِ خَيْرٌ مِنْ كَثِير مَمْلُول مِنْهُ.                
وقال (عليه السلام): اذْكُرُوا انْقِطَاعَ الَّلذَّاتِ، وَبَقَاءَ التَّبِعَاتِ.                
وقال (عليه السلام) : مَنِ اتَّجَرَ بِغَيْرِ فِقْه ارْتَطَمَ فِي الرِّبَا .                
وقال (عليه السلام):مَنْ عَظَّمَ صِغَارَ الْمَصَائِبِ ابْتَلاَهُ اللهُ بِكِبَارِهَا.                
وقال (عليه السلام): الْغِيبَةُ جُهْدُ الْعَاجزِ.                
وقال (عليه السلام): مَا لاِبْنِ آدَمَ وَالْفَخْرِ: أَوَّلُهُ نُطْفَةٌ، وَآخِرُهُ جِيفَةٌ، و َلاَ يَرْزُقُ نَفْسَهُ، وَلاَ يَدفَعُ حَتْفَهُ.                

Search form

نـهج البـــــــــلاغـة
إرسال الی صدیق
١٩٢ - و من خطبة له (ع) تسمى القاصعة و هي تتضمن ذم إبليس لعنه اللّه، على استكباره و تركه السجود لآدم (عليه السلام)، و أنه أول من أظهر العصبية و تبع الحمية، و تحذير الناس من سلوك طريقته.

و من خطبة له (ع) تسمى القاصعة[١] و هي تتضمن ذم إبليس لعنه اللّه، على استكباره و تركه السجود لآدم (عليه السلام)، و أنه أول من أظهر العصبية[٢] و تبع الحمية، و تحذير الناس من سلوك طريقته.

الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَبِسَ الْعِزَّ وَ الْكِبْرِيَاءَ وَ اخْتَارَهُمَا لِنَفْسِهِ دُونَ‏ خَلْقِهِ وَ جَعَلَهُمَا حِمًى[٣] وَ حَرَماً عَلَى غَيْرِهِ وَ اصْطَفَاهُمَا[٤] لِجَلَالِهِ‏.

رأس العصيان‏

وَ جَعَلَ اللَّعْنَةَ عَلَى مَنْ نَازَعَهُ فِيهِمَا مِنْ عِبَادِهِ ثُمَّ اخْتَبَرَ بِذَلِكَ مَلَائِكَتَهُ الْمُقَرَّبِينَ لِيَمِيزَ الْمُتَوَاضِعِينَ مِنْهُمْ مِنَ الْمُسْتَكْبِرِينَ فَقَالَ سُبْحَانَهُ وَ هُوَ الْعَالِمُ بِمُضْمَرَاتِ الْقُلُوبِ وَ مَحْجُوبَاتِ الْغُيُوبِ إِنِّي خالِقٌ بَشَراً مِنْ طِينٍ فَإِذا سَوَّيْتُهُ وَ نَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي فَقَعُوا لَهُ ساجِدِينَ فَسَجَدَ الْمَلائِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ إِلَّا إِبْلِيسَ اعْتَرَضَتْهُ الْحَمِيَّةُ فَافْتَخَرَ عَلَى آدَمَ بِخَلْقِهِ وَ تَعَصَّبَ عَلَيْهِ لِأَصْلِهِ فَعَدُوُّ اللَّهِ إِمَامُ الْمُتَعَصِّبِينَ وَ سَلَفُ الْمُسْتَكْبِرِينَ الَّذِي وَضَعَ أَسَاسَ الْعَصَبِيَّةِ وَ نَازَعَ اللَّهَ رِدَاءَ الْجَبْرِيَّةِ وَ ادَّرَعَ لِبَاسَ التَّعَزُّزِ وَ خَلَعَ قِنَاعَ التَّذَلُّلِ أَ لَا [يَرَوْنَ‏] تَرَوْنَ كَيْفَ صَغَّرَهُ اللَّهُ بِتَكَبُّرِهِ وَ وَضَعَهُ بِتَرَفُّعِهِ فَجَعَلَهُ فِي الدُّنْيَا مَدْحُوراً وَ أَعَدَّ لَهُ فِي الْآخِرَةِ سَعِيراً.

ابتلاء اللّه لخلقه‏

وَ لَوْ أَرَادَ اللَّهُ أَنْ يَخْلُقَ آدَمَ مِنْ نُورٍ يَخْطَفُ الْأَبْصَارَ ضِيَاؤُهُ وَ يَبْهَرُ الْعُقُولَ رُوَاؤُهُ[٥] وَ طِيبٍ يَأْخُذُ الْأَنْفَاسَ عَرْفُهُ[٦] لَفَعَلَ وَ لَوْ فَعَلَ لَظَلَّتْ لَهُ الْأَعْنَاقُ خَاضِعَةً وَ لَخَفَّتِ الْبَلْوَى فِيهِ عَلَى الْمَلَائِكَةِ وَ لَكِنَّ اللَّهَ سُبْحَانَهُ يَبْتَلِي خَلْقَهُ بِبَعْضِ مَا يَجْهَلُونَ أَصْلَهُ تَمْيِيزاً بِالاخْتِبَارِ لَهُمْ وَ نَفْياً لِلِاسْتِكْبَارِ عَنْهُمْ وَ إِبْعَاداً لِلْخُيَلَاءِ مِنْهُمْ‏.

طلب العبرة

فَاعْتَبِرُوا بِمَا كَانَ مِنْ فِعْلِ اللَّهِ بِإِبْلِيسَ إِذْ أَحْبَطَ[٧] عَمَلَهُ الطَّوِيلَ وَ جَهْدَهُ الْجَهِيدَ وَ كَانَ قَدْ عَبَدَ اللَّهَ سِتَّةَ آلَافِ سَنَةٍ لَا يُدْرَى أَ مِنْ سِنِي الدُّنْيَا أَمْ مِنْ سِنِي الْآخِرَةِ عَنْ كِبْرِ سَاعَةٍ وَاحِدَةٍ فَمَنْ ذَا بَعْدَ إِبْلِيسَ يَسْلَمُ عَلَى اللَّهِ بِمِثْلِ مَعْصِيَتِهِ كَلَّا مَا كَانَ اللَّهُ سُبْحَانَهُ لِيُدْخِلَ الْجَنَّةَ بَشَراً بِأَمْرٍ أَخْرَجَ بِهِ مِنْهَا مَلَكاً إِنَّ حُكْمَهُ فِي أَهْلِ السَّمَاءِ وَ أَهْلِ الْأَرْضِ لَوَاحِدٌ وَ مَا بَيْنَ اللَّهِ وَ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ خَلْقِهِ هَوَادَةٌ[٨] فِي إِبَاحَةِ حِمًى حَرَّمَهُ عَلَى الْعَالَمِينَ‏.

التحذير من الشيطان‏

فَاحْذَرُوا عِبَادَ اللَّهِ عَدُوَّ اللَّهِ أَنْ يُعْدِيَكُمْ بِدَائِهِ[٩] وَ أَنْ يَسْتَفِزَّكُمْ[١٠] بِنِدَائِهِ وَ أَنْ يُجْلِبَ عَلَيْكُمْ بِخَيْلِهِ وَ رَجِلِهِ [رَجْلِهِ‏[١١]] فَلَعَمْرِي لَقَدْ فَوَّقَ[١٢] لَكُمْ سَهْمَ الْوَعِيدِ وَ أَغْرَقَ[١٣] إِلَيْكُمْ بِالنَّزْعِ[١٤] الشَّدِيدِ وَ رَمَاكُمْ مِنْ مَكَانٍ قَرِيبٍ فَقَالَ رَبِّ بِما أَغْوَيْتَنِي لَأُزَيِّنَنَّ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ قَذْفاً بِغَيْبٍ بَعِيدٍ وَ رَجْماً بِظَنٍّ ١٣٧ غَيْرِ مُصِيبٍ صَدَّقَهُ بِهِ أَبْنَاءُ الْحَمِيَّةِ وَ إِخْوَانُ الْعَصَبِيَّةِ وَ فُرْسَانُ الْكِبْرِ وَ الْجَاهِلِيَّةِ حَتَّى إِذَا انْقَادَتْ لَهُ الْجَامِحَةُ[١٥] مِنْكُمْ وَ اسْتَحْكَمَتِ الطَّمَاعِيَّةُ[١٦] مِنْهُ فِيكُمْ فَنَجَمَتِ [فَنَجَمَتْ فِيهِ‏][١٧] الْحَالُ مِنَ السِّرِّ الْخَفِيِّ إِلَى الْأَمْرِ الْجَلِيِّ اسْتَفْحَلَ سُلْطَانُهُ عَلَيْكُمْ وَ دَلَفَ[١٨] بِجُنُودِهِ نَحْوَكُمْ فَأَقْحَمُوكُمْ[١٩] وَلَجَاتِ[٢٠] الذُّلِّ وَ أَحَلُّوكُمْ وَرَطَاتِ الْقَتْلِ وَ أَوْطَئُوكُمْ[٢١] إِثْخَانَ[٢٢] الْجِرَاحَةِ طَعْناً فِي عُيُونِكُمْ وَ حَزّاً فِي حُلُوقِكُمْ وَ دَقّاً لِمَنَاخِرِكُمْ وَ قَصْداً لِمَقَاتِلِكُمْ وَ سَوْقاً بِخَزَائِمِ[٢٣] الْقَهْرِ إِلَى النَّارِ الْمُعَدَّةِ لَكُمْ فَأَصْبَحَ أَعْظَمَ فِي دِينِكُمْ حَرْجاً وَ أَوْرَى[٢٤] فِي دُنْيَاكُمْ قَدْحاً مِنَ الَّذِينَ أَصْبَحْتُمْ لَهُمْ مُنَاصِبِينَ[٢٥] وَ عَلَيْهِمْ مُتَأَلِّبِينَ[٢٦] فَاجْعَلُوا عَلَيْهِ حَدَّكُمْ[٢٧] وَ لَهُ جِدَّكُمْ[٢٨] فَلَعَمْرُ اللَّهِ لَقَدْ فَخَرَ عَلَى أَصْلِكُمْ وَ وَقَعَ فِي حَسَبِكُمْ وَ دَفَعَ فِي نَسَبِكُمْ وَ أَجْلَبَ بِخَيْلِهِ عَلَيْكُمْ وَ قَصَدَ بِرَجِلِهِ سَبِيلَكُمْ يَقْتَنِصُونَكُمْ بِكُلِّ مَكَانٍ وَ يَضْرِبُونَ مِنْكُمْ كُلَّ بَنَانٍ[٢٩] لَا تَمْتَنِعُونَ بِحِيلَةٍ وَ لَا تَدْفَعُونَ بِعَزِيمَةٍ فِي حَوْمَةِ ذُلٍّ[٣٠] وَ حَلْقَةِ ضِيقٍ وَ عَرْصَةِ مَوْتٍ وَ جَوْلَةِ بَلَاءٍ فَأَطْفِئُوا مَا كَمَنَ فِي قُلُوبِكُمْ مِنْ نِيرَانِ الْعَصَبِيَّةِ وَ أَحْقَادِ الْجَاهِلِيَّةِ فَإِنَّمَا تِلْكَ الْحَمِيَّةُ تَكُونُ فِي الْمُسْلِمِ مِنْ خَطَرَاتِ الشَّيْطَانِ وَ نَخَوَاتِهِ[٣١] وَ نَزَغَاتِهِ[٣٢] وَ نَفَثَاتِهِ[٣٣] وَ اعْتَمِدُوا وَضْعَ التَّذَلُّلِ عَلَى رُءُوسِكُمْ وَ إِلْقَاءَ التَّعَزُّزِ تَحْتَ أَقْدَامِكُمْ وَ خَلْعَ التَّكَبُّرِ مِنْ أَعْنَاقِكُمْ وَ اتَّخِذُوا التَّوَاضُعَ مَسْلَحَةً[٣٤] بَيْنَكُمْ وَ بَيْنَ عَدُوِّكُمْ إِبْلِيسَ‏ وَ جُنُودِهِ فَإِنَّ لَهُ مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ جُنُوداً وَ أَعْوَاناً وَ رَجِلًا [رَجْلًا] وَ فُرْسَاناً وَ لَا تَكُونُوا كَالْمُتَكَبِّرِ عَلَى ابْنِ أُمِّهِ مِنْ غَيْرِ مَا فَضْلٍ جَعَلَهُ اللَّهُ فِيهِ سِوَى مَا أَلْحَقَتِ الْعَظَمَةُ بِنَفْسِهِ مِنْ عَدَاوَةِ الْحَسَدِ [الْحَسَبِ‏] وَ قَدَحَتِ الْحَمِيَّةُ فِي قَلْبِهِ مِنْ نَارِ الْغَضَبِ وَ نَفَخَ الشَّيْطَانُ فِي أَنْفِهِ مِنْ رِيحِ الْكِبْرِ الَّذِي أَعْقَبَهُ اللَّهُ بِهِ النَّدَامَةَ وَ أَلْزَمَهُ آثَامَ الْقَاتِلِينَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ.

التحذير من الكبر

أَلَا وَ قَدْ أَمْعَنْتُمْ[٣٥] فِي الْبَغْيِ وَ أَفْسَدْتُمْ فِي الْأَرْضِ مُصَارَحَةً[٣٦] لِلَّهِ بِالْمُنَاصَبَةِ وَ مُبَارَزَةً لِلْمُؤْمِنِينَ بِالْمُحَارَبَةِ فَاللَّهَ اللَّهَ فِي كِبْرِ الْحَمِيَّةِ وَ فَخْرِ الْجَاهِلِيَّةِ فَإِنَّهُ مَلَاقِحُ[٣٧] الشَّنَئَانِ[٣٨] وَ مَنَافِخُ الشَّيْطَانِ الَّتِي خَدَعَ بِهَا الْأُمَمَ الْمَاضِيَةَ وَ الْقُرُونَ الْخَالِيَةَ حَتَّى أَعْنَقُوا[٣٩] فِي حَنَادِسِ[٤٠] جَهَالَتِهِ وَ مَهَاوِي[٤١] ضَلَالَتِهِ ذُلُلًا[٤٢] عَنْ سِيَاقِهِ سُلُساً[٤٣] فِي قِيَادِهِ أَمْراً تَشَابَهَتِ الْقُلُوبُ فِيهِ وَ تَتَابَعَتِ الْقُرُونُ عَلَيْهِ وَ كِبْراً تَضَايَقَتِ الصُّدُورُ بِهِ‏.

التحذير من طاعة الكبراء

أَلَا فَالْحَذَرَ الْحَذَرَ مِنْ طَاعَةِ سَادَاتِكُمْ وَ كُبَرَائِكُمْ الَّذِينَ تَكَبَّرُوا عَنْ حَسَبِهِمْ وَ تَرَفَّعُوا فَوْقَ نَسَبِهِمْ وَ أَلْقَوُا الْهَجِينَةَ[٤٤] عَلَى رَبِّهِمْ‏ وَ جَاحَدُوا اللَّهَ عَلَى مَا صَنَعَ بِهِمْ مُكَابَرَةً لِقَضَائِهِ وَ مُغَالَبَةً لِآلَائِهِ[٤٥] فَإِنَّهُمْ قَوَاعِدُ أَسَاسِ [آسَاسِ‏] الْعَصَبِيَّةِ وَ دَعَائِمُ أَرْكَانِ الْفِتْنَةِ وَ سُيُوفُ اعْتِزَاءِ[٤٦] الْجَاهِلِيَّةِ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَ لَا تَكُونُوا لِنِعَمِهِ عَلَيْكُمْ أَضْدَاداً وَ لَا لِفَضْلِهِ عِنْدَكُمْ حُسَّاداً- ١٤٧ وَ لَا تُطِيعُوا الْأَدْعِيَاءَ[٤٧] الَّذِينَ شَرِبْتُمْ بِصَفْوِكُمْ كَدَرَهُمْ[٤٨] وَ خَلَطْتُمْ بِصِحَّتِكُمْ مَرَضَهُمْ وَ أَدْخَلْتُمْ فِي حَقِّكُمْ بَاطِلَهُمْ وَ هُمْ أَسَاسُ [آسَاسُ‏][٤٩] الْفُسُوقِ وَ أَحْلَاسُ الْعُقُوقِ[٥٠] اتَّخَذَهُمْ إِبْلِيسُ مَطَايَا ضَلَالٍ وَ جُنْداً بِهِمْ يَصُولُ عَلَى النَّاسِ وَ تَرَاجِمَةً يَنْطِقُ عَلَى أَلْسِنَتِهِمْ اسْتِرَاقاً لِعُقُولِكُمْ وَ دُخُولًا فِي عُيُونِكُمْ وَ نَفْثاً فِي أَسْمَاعِكُمْ فَجَعَلَكُمْ مَرْمَى نَبْلِهِ[٥١] وَ مَوْطِئَ قَدَمِهِ وَ مَأْخَذَ يَدِهِ‏.

العبرة بالماضين‏

فَاعْتَبِرُوا بِمَا أَصَابَ الْأُمَمَ الْمُسْتَكْبِرِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ مِنْ بَأْسِ اللَّهِ وَ صَوْلَاتِهِ وَ وَقَائِعِهِ وَ مَثُلَاتِهِ[٥٢] وَ اتَّعِظُوا بِمَثَاوِي خُدُودِهِمْ[٥٣] وَ مَصَارِعِ جُنُوبِهِمْ[٥٤] وَ اسْتَعِيذُوا بِاللَّهِ مِنْ لَوَاقِحِ الْكِبْرِ[٥٥] كَمَا تَسْتَعِيذُونَهُ مِنْ طَوَارِقِ الدَّهْرِ فَلَوْ رَخَّصَ اللَّهُ فِي الْكِبْرِ لِأَحَدٍ مِنْ عِبَادِهِ لَرَخَّصَ فِيهِ لِخَاصَّةِ أَنْبِيَائِهِ وَ أَوْلِيَائِهِ وَ لَكِنَّهُ سُبْحَانَهُ كَرَّهَ إِلَيْهِمُ التَّكَابُرَ وَ رَضِيَ لَهُمُ التَّوَاضُعَ فَأَلْصَقُوا بِالْأَرْضِ خُدُودَهُمْ وَ عَفَّرُوا فِي التُّرَابِ وُجُوهَهُمْ وَ خَفَضُوا أَجْنِحَتَهُمْ لِلْمُؤْمِنِينَ وَ كَانُوا قَوْماً مُسْتَضْعَفِينَ قَدِ اخْتَبَرَهُمُ اللَّهُ بِالْمَخْمَصَةِ[٥٦] وَ ابْتَلَاهُمْ بِالْمَجْهَدَةِ[٥٧] وَ امْتَحَنَهُمْ بِالْمَخَاوِفِ وَ مَخَضَهُمْ [مَحَّصَهُمْ‏[٥٨]] بِالْمَكَارِهِ فَلَا تَعْتَبِرُوا [الرِّضَا] الرِّضَى وَ السُّخْطَ بِالْمَالِ وَ الْوَلَدِ جَهْلًا بِمَوَاقِعِ الْفِتْنَةِ وَ الِاخْتِبَارِ فِي مَوْضِعِ الْغِنَى وَ الِاقْتِدَارِ [الِاقْتَارِ] فَقَدْ قَالَ سُبْحَانَهُ وَ تَعَالَى- أَيَحْسَبُونَ أَنَّما نُمِدُّهُمْ بِهِ مِنْ مالٍ وَ بَنِينَ نُسارِعُ لَهُمْ فِي الْخَيْراتِ بَلْ لا يَشْعُرُونَ فَإِنَّ اللَّهَ سُبْحَانَهُ يَخْتَبِرُ عِبَادَهُ الْمُسْتَكْبِرِينَ فِي أَنْفُسِهِمْ بِأَوْلِيَائِهِ الْمُسْتَضْعَفِينَ فِي أَعْيُنِهِمْ‏.

تواضع الأنبياء

وَ لَقَدْ دَخَلَ مُوسَى بْنُ عِمْرَانَ وَ مَعَهُ أَخُوهُ هَارُونُ (ع) عَلَى فِرْعَوْنَ وَ عَلَيْهِمَا مَدَارِعُ الصُّوفِ وَ بِأَيْدِيهِمَا الْعِصِيُّ فَشَرَطَا لَهُ إِنْ أَسْلَمَ بَقَاءَ مُلْكِهِ وَ دَوَامَ عِزِّهِ فَقَالَ أَ لَا تَعْجَبُونَ مِنْ هَذَيْنِ يَشْرِطَانِ لِي دَوَامَ الْعِزِّ وَ بَقَاءَ الْمُلْكِ وَ هُمَا بِمَا تَرَوْنَ مِنْ حَالِ الْفَقْرِ وَ الذُّلِّ فَهَلَّا أُلْقِيَ عَلَيْهِمَا أَسَاوِرَةٌ مِنْ ذَهَبٍ إِعْظَاماً لِلذَّهَبِ وَ جَمْعِهِ وَ احْتِقَاراً لِلصُّوفِ وَ لُبْسِهِ وَ لَوْ أَرَادَ اللَّهُ سُبْحَانَهُ لِأَنْبِيَائِهِ حَيْثُ بَعَثَهُمْ أَنْ يَفْتَحَ لَهُمْ كُنُوزَ الذِّهْبَانِ[٥٩] وَ مَعَادِنَ الْعِقْيَانِ[٦٠] وَ مَغَارِسَ الْجِنَانِ وَ أَنْ يَحْشُرَ مَعَهُمْ طُيُورَ السَّمَاءِ وَ وُحُوشَ الْأَرَضِينَ لَفَعَلَ وَ لَوْ فَعَلَ لَسَقَطَ الْبَلَاءُ[٦١] وَ بَطَلَ الْجَزَاءُ وَ اضْمَحَلَّتِ الْأَنْبَاءُ وَ لَمَا وَجَبَ لِلْقَابِلِينَ أُجُورُ الْمُبْتَلَيْنَ وَ لَا اسْتَحَقَّ الْمُؤْمِنُونَ ثَوَابَ الْمُحْسِنِينَ وَ لَا لَزِمَتِ الْأَسْمَاءُ مَعَانِيَهَا وَ لَكِنَّ اللَّهَ سُبْحَانَهُ جَعَلَ رُسُلَهُ أُولِي قُوَّةٍ فِي عَزَائِمِهِمْ وَ ضَعَفَةً فِيمَا ١٥٣ تَرَى الْأَعْيُنُ مِنْ حَالاتِهِمْ مَعَ قَنَاعَةٍ تَمْلَأُ الْقُلُوبَ وَ الْعُيُونَ غِنًى وَ خَصَاصَةٍ[٦٢] تَمْلَأُ الْأَبْصَارَ وَ الْأَسْمَاعَ أَذًى وَ لَوْ كَانَتِ الْأَنْبِيَاءُ أَهْلَ قُوَّةٍ لَا تُرَامُ وَ عِزَّةٍ لَا تُضَامُ وَ مُلْكٍ تُمَدُّ نَحْوَهُ أَعْنَاقُ الرِّجَالِ وَ تُشَدُّ إِلَيْهِ عُقَدُ الرِّحَالِ لَكَانَ ذَلِكَ أَهْوَنَ عَلَى الْخَلْقِ فِي الِاعْتِبَارِ وَ أَبْعَدَ لَهُمْ [مِنَ‏] فِي الِاسْتِكْبَارِ وَ لَآمَنُوا عَنْ رَهْبَةٍ قَاهِرَةٍ لَهُمْ أَوْ رَغْبَةٍ مَائِلَةٍ بِهِمْ فَكَانَتِ النِّيَّاتُ مُشْتَرَكَةً وَ الْحَسَنَاتُ مُقْتَسَمَةً وَ لَكِنَّ اللَّهَ سُبْحَانَهُ أَرَادَ أَنْ يَكُونَ الِاتِّبَاعُ لِرُسُلِهِ وَ التَّصْدِيقُ بِكُتُبِهِ وَ الْخُشُوعُ لِوَجْهِهِ وَ الِاسْتِكَانَةُ لِأَمْرِهِ وَ الِاسْتِسْلَامُ لِطَاعَتِهِ أُمُوراً لَهُ خَاصَّةً لَا تَشُوبُهَا [يَشُوبُهَا] مِنْ غَيْرِهَا شَائِبَةٌ وَ كُلَّمَا كَانَتِ الْبَلْوَى وَ الِاخْتِبَارُ أَعْظَمَ كَانَتِ الْمَثُوبَةُ وَ الْجَزَاءُ أَجْزَلَ‏.

الكعبة المقدسة

أَ لَا تَرَوْنَ أَنَّ اللَّهَ سُبْحَانَهُ اخْتَبَرَ الْأَوَّلِينَ مِنْ لَدُنْ آدَمَ (ص) إِلَى الْآخِرِينَ مِنْ هَذَا الْعَالَمِ بِأَحْجَارٍ لَا تَضُرُّ وَ لَا تَنْفَعُ وَ لَا تُبْصِرُ وَ لَا تَسْمَعُ فَجَعَلَهَا بَيْتَهُ الْحَرَامَ الَّذِي جَعَلَهُ [اللَّهُ‏] لِلنَّاسِ قِيَاماً ثُمَ‏ وَضَعَهُ بِأَوْعَرِ بِقَاعِ الْأَرْضِ حَجَراً وَ أَقَلِّ نَتَائِقِ[٦٣] الدُّنْيَا مَدَراً[٦٤] وَ أَضْيَقِ بُطُونِ الْأَوْدِيَةِ قُطْراً بَيْنَ جِبَالٍ خَشِنَةٍ وَ رِمَالٍ دَمِثَةٍ[٦٥] وَ عُيُونٍ وَشِلَةٍ[٦٦] وَ قُرًى مُنْقَطِعَةٍ لَا يَزْكُو بِهَا خُفٌّ وَ لَا حَافِرٌ وَ لَا ظِلْفٌ[٦٧] ثُمَّ أَمَرَ آدَمَ (ع) وَ وَلَدَهُ أَنْ يَثْنُوا أَعْطَافَهُمْ[٦٨] نَحْوَهُ فَصَارَ مَثَابَةً لِمُنْتَجَعِ[٦٩] أَسْفَارِهِمْ وَ غَايَةً لِمُلْقَى[٧٠] رِحَالِهِمْ تَهْوِي[٧١] إِلَيْهِ ثِمَارُ الْأَفْئِدَةِ مِنْ مَفَاوِزِ[٧٢] قِفَارٍ سَحِيقَةٍ[٧٣] وَ مَهَاوِي[٧٤] فِجَاجٍ[٧٥] عَمِيقَةٍ وَ جَزَائِرِ بِحَارٍ مُنْقَطِعَةٍ حَتَّى يَهُزُّوا مَنَاكِبَهُمْ[٧٦] ذُلُلًا يُهَلِّلُونَ لِلَّهِ حَوْلَهُ وَ يَرْمُلُونَ[٧٧] عَلَى أَقْدَامِهِمْ شُعْثاً[٧٨] غُبْراً[٧٩] لَهُ قَدْ نَبَذُوا السَّرَابِيلَ[٨٠] وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ وَ شَوَّهُوا بِإِعْفَاءِ الشُّعُورِ[٨١] مَحَاسِنَ خَلْقِهِمُ ابْتِلَاءً عَظِيماً وَ امْتِحَاناً شَدِيداً وَ اخْتِبَاراً مُبِيناً وَ تَمْحِيصاً بَلِيغاً جَعَلَهُ اللَّهُ سَبَباً لِرَحْمَتِهِ وَ وُصْلَةً إِلَى جَنَّتِهِ- ١٥٧ وَ لَوْ أَرَادَ سُبْحَانَهُ أَنْ يَضَعَ بَيْتَهُ الْحَرَامَ وَ مَشَاعِرَهُ الْعِظَامَ بَيْنَ جَنَّاتٍ وَ أَنْهَارٍ وَ سَهْلٍ وَ قَرَارٍ[٨٢] جَمَّ[٨٣] الْأَشْجَارِ دَانِيَ الثِّمَارِ مُلْتَفَّ الْبُنَى[٨٤] مُتَّصِلَ الْقُرَى بَيْنَ بُرَّةٍ[٨٥] سَمْرَاءَ وَ رَوْضَةٍ خَضْرَاءَ وَ أَرْيَافٍ[٨٦] مُحْدِقَةٍ وَ عِرَاصٍ[٨٧] مُغْدِقَةٍ[٨٨] وَ [زُرُوعٍ‏] رِيَاضٍ نَاضِرَةٍ وَ طُرُقٍ عَامِرَةٍ لَكَانَ قَدْ صَغُرَ قَدْرُ الْجَزَاءِ عَلَى حَسَبِ ضَعْفِ الْبَلَاءِ وَ لَوْ كَانَ [الْأَسَاسُ‏] الْإِسَاسُ[٨٩] الْمَحْمُولُ عَلَيْهَا وَ الْأَحْجَارُ الْمَرْفُوعُ بِهَا بَيْنَ [مِنْ‏] زُمُرُّدَةٍ خَضْرَاءَ وَ يَاقُوتَةٍ حَمْرَاءَ وَ نُورٍ وَ ضِيَاءٍ لَخَفَّفَ ذَلِكَ مُصَارَعَةَ الشَّكِّ فِي الصُّدُورِ وَ لَوَضَعَ مُجَاهَدَةَ إِبْلِيسَ عَنِ الْقُلُوبِ وَ لَنَفَى مُعْتَلَجَ[٩٠] الرَّيْبِ مِنَ النَّاسِ وَ لَكِنَّ اللَّهَ يَخْتَبِرُ عِبَادَهُ بِأَنْوَاعِ الشَّدَائِدِ وَ يَتَعَبَّدُهُمْ بِأَنْوَاعِ الْمَجَاهِدِ وَ يَبْتَلِيهِمْ بِضُرُوبِ الْمَكَارِهِ إِخْرَاجاً لِلتَّكَبُّرِ مِنْ قُلُوبِهِمْ وَ إِسْكَاناً لِلتَّذَلُّلِ فِي نُفُوسِهِمْ وَ لِيَجْعَلَ ذَلِكَ أَبْوَاباً فُتُحاً[٩١] إِلَى فَضْلِهِ وَ أَسْبَاباً ذُلُلًا لِعَفْوِهِ‏.

عود إلى التحذير

فَاللَّهَ اللَّهَ فِي عَاجِلِ الْبَغْيِ وَ آجِلِ وَخَامَةِ الظُّلْمِ وَ سُوءِ عَاقِبَةِ الْكِبْرِ فَإِنَّهَا مَصْيَدَةُ إِبْلِيسَ الْعُظْمَى وَ مَكِيدَتُهُ الْكُبْرَى الَّتِي تُسَاوِرُ[٩٢] قُلُوبَ الرِّجَالِ مُسَاوَرَةَ السُّمُومِ الْقَاتِلَةِ فَمَا تُكْدِي[٩٣] أَبَداً وَ لَا تُشْوِي[٩٤] أَحَداً لَا عَالِماً لِعِلْمِهِ وَ لَا مُقِلًّا فِي طِمْرِهِ[٩٥] وَ عَنْ ذَلِكَ مَا حَرَسَ اللَّهُ عِبَادَهُ الْمُؤْمِنِينَ بِالصَّلَوَاتِ وَ الزَّكَوَاتِ وَ مُجَاهَدَةِ الصِّيَامِ فِي الْأَيَّامِ الْمَفْرُوضَاتِ تَسْكِيناً لِأَطْرَافِهِمْ[٩٦] وَ تَخْشِيعاً لِأَبْصَارِهِمْ وَ تَذْلِيلًا لِنُفُوسِهِمْ وَ تَخْفِيضاً لِقُلُوبِهِمْ وَ إِذْهَاباً لِلْخُيَلَاءِ عَنْهُمْ وَ لِمَا فِي ذَلِكَ مِنْ تَعْفِيرِ عِتَاقِ الْوُجُوهِ[٩٧] بِالتُّرَابِ تَوَاضُعاً وَ الْتِصَاقِ كَرَائِمِ الْجَوَارِحِ بِالْأَرْضِ تَصَاغُراً وَ لُحُوقِ الْبُطُونِ بِالْمُتُونِ[٩٨] مِنَ الصِّيَامِ تَذَلُّلًا مَعَ مَا فِي الزَّكَاةِ مِنْ صَرْفِ ثَمَرَاتِ الْأَرْضِ وَ غَيْرِ ذَلِكَ إِلَى أَهْلِ الْمَسْكَنَةِ وَ الْفَقْرِ.

فضائل الفرائض‏

انْظُرُوا إِلَى مَا فِي هَذِهِ الْأَفْعَالِ مِنْ قَمْعِ[٩٩] نَوَاجِمِ[١٠٠] الْفَخْرِ وَ قَدْعِ[١٠١] طَوَالِعِ الْكِبْرِ وَ لَقَدْ نَظَرْتُ فَمَا وَجَدْتُ أَحَداً مِنَ الْعَالَمِينَ يَتَعَصَّبُ لِشَيْ‏ءٍ مِنَ الْأَشْيَاءِ إِلَّا عَنْ عِلَّةٍ تَحْتَمِلُ تَمْوِيهَ الْجُهَلَاءِ أَوْ حُجَّةٍ تَلِيطُ[١٠٢] بِعُقُولِ السُّفَهَاءِ غَيْرَكُمْ فَإِنَّكُمْ تَتَعَصَّبُونَ لِأَمْرٍ مَا يُعْرَفُ لَهُ سَبَبٌ وَ لَا عِلَّةٌ أَمَّا إِبْلِيسُ فَتَعَصَّبَ عَلَى آدَمَ لِأَصْلِهِ وَ طَعَنَ عَلَيْهِ فِي خِلْقَتِهِ فَقَالَ أَنَا نَارِيٌّ وَ أَنْتَ طِينِيٌ‏.

عصبية المال‏

وَ أَمَّا الْأَغْنِيَاءُ مِنْ مُتْرَفَةِ[١٠٣] الْأُمَمِ فَتَعَصَّبُوا لِآثَارِ مَوَاقِعِ النِّعَمِ[١٠٤] فَقالُوا نَحْنُ أَكْثَرُ أَمْوالًا وَ أَوْلاداً وَ ما نَحْنُ بِمُعَذَّبِينَ فَإِنْ كَانَ لَا بُدَّ مِنَ الْعَصَبِيَّةِ فَلْيَكُنْ تَعَصُّبُكُمْ لِمَكَارِمِ الْخِصَالِ وَ مَحَامِدِ الْأَفْعَالِ وَ مَحَاسِنِ الْأُمُورِ الَّتِي تَفَاضَلَتْ فِيهَا الْمُجَدَاءُ وَ النُّجَدَاءُ مِنْ بُيُوتَاتِ الْعَرَبِ وَ يَعَاسِيبِ[١٠٥] القَبَائِلِ بِالْأَخْلَاقِ الرَّغِيبَةِ[١٠٦] وَ الْأَحْلَامِ[١٠٧] الْعَظِيمَةِ وَ الْأَخْطَارِ الْجَلِيلَةِ وَ الْآثَارِ الْمَحْمُودَةِ فَتَعَصَّبُوا لِخِلَالِ الْحَمْدِ مِنَ الْحِفْظِ لِلْجِوَارِ[١٠٨] وَ الْوَفَاءِ بِالذِّمَامِ[١٠٩] وَ الطَّاعَةِ لِلْبِرِّ وَ الْمَعْصِيَةِ لِلْكِبْرِ وَ الْأَخْذِ بِالْفَضْلِ وَ الْكَفِّ عَنِ الْبَغْيِ وَ الْإِعْظَامِ لِلْقَتْلِ وَ الْإِنْصَافِ لِلْخَلْقِ وَ الْكَظْمِ لِلْغَيْظِ وَ اجْتِنَابِ الْفَسَادِ فِي الْأَرْضِ وَ احْذَرُوا مَا نَزَلَ بِالْأُمَمِ قَبْلَكُمْ مِنَ الْمَثُلَاتِ[١١٠] بِسُوءِ الْأَفْعَالِ وَ ذَمِيمِ الْأَعْمَالِ فَتَذَكَّرُوا فِي الْخَيْرِ وَ الشَّرِّ أَحْوَالَهُمْ وَ احْذَرُوا أَنْ تَكُونُوا أَمْثَالَهُمْ فَإِذَا تَفَكَّرْتُمْ فِي تَفَاوُتِ[١١١] حَالَيْهِمْ فَالْزَمُوا كُلَّ أَمْرٍ لَزِمَتِ الْعِزَّةُ بِهِ شَأْنَهُمْ [حَالَهُمْ‏] وَ زَاحَتِ الْأَعْدَاءُ لَهُ عَنْهُمْ وَ مُدَّتِ[١١٢] الْعَافِيَةُ بِهِ عَلَيْهِمْ وَ انْقَادَتِ النِّعْمَةُ لَهُ مَعَهُمْ وَ وَصَلَتِ الْكَرَامَةُ عَلَيْهِ حَبْلَهُمْ مِنَ الِاجْتِنَابِ لِلْفُرْقَةِ وَ اللُّزُومِ لِلْأُلْفَةِ وَ التَّحَاضِّ عَلَيْهَا وَ التَّوَاصِي بِهَا وَ اجْتَنِبُوا كُلَّ أَمْرٍ كَسَرَ فِقْرَتَهُمْ[١١٣] وَ أَوْهَنَ[١١٤] مُنَّتَهُمْ[١١٥] مِنْ تَضَاغُنِ الْقُلُوبِ وَ تَشَاحُنِ الصُّدُورِ وَ تَدَابُرِ النُّفُوسِ وَ تَخَاذُلِ الْأَيْدِي وَ تَدَبَّرُوا أَحْوَالَ الْمَاضِينَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ قَبْلَكُمْ كَيْفَ كَانُوا فِي حَالِ التَّمْحِيصِ[١١٦] وَ الْبَلَاءِ أَ لَمْ يَكُونُوا أَثْقَلَ الْخَلَائِقِ أَعْبَاءً وَ أَجْهَدَ الْعِبَادِ بَلَاءً وَ أَضْيَقَ أَهْلِ الدُّنْيَا حَالًا اتَّخَذَتْهُمُ الْفَرَاعِنَةُ عَبِيداً فَسَامُوهُمْ سُوءَ الْعَذَابِ وَ [جَرَّعُوهُمْ جُرَعَ الْمُرَارِ][١١٧] جَرَّعُوهُمُ الْمُرَارَ فَلَمْ تَبْرَحِ الْحَالُ بِهِمْ فِي ذُلِّ الْهَلَكَةِ وَ قَهْرِ الْغَلَبَةِ لَا يَجِدُونَ حِيلَةً فِي امْتِنَاعٍ وَ لَا سَبِيلًا إِلَى دِفَاعٍ حَتَّى إِذَا رَأَى اللَّهُ سُبْحَانَهُ جِدَّ الصَّبْرِ مِنْهُمْ عَلَى الْأَذَى فِي مَحَبَّتِهِ وَ الِاحْتِمَالَ لِلْمَكْرُوهِ مِنْ خَوْفِهِ جَعَلَ لَهُمْ مِنْ مَضَايِقِ الْبَلَاءِ فَرَجاً فَأَبْدَلَهُمُ الْعِزَّ مَكَانَ الذُّلِّ وَ الْأَمْنَ مَكَانَ الْخَوْفِ فَصَارُوا مُلُوكاً حُكَّاماً وَ أَئِمَّةً أَعْلَاماً وَ قَدْ بَلَغَتِ الْكَرَامَةُ مِنَ اللَّهِ لَهُمْ‏ مَا لَمْ تَذْهَبِ الْآمَالُ إِلَيْهِ بِهِمْ فَانْظُرُوا كَيْفَ كَانُوا حَيْثُ كَانَتِ الْأَمْلَاءُ[١١٨] مُجْتَمِعَةً وَ الْأَهْوَاءُ مُؤْتَلِفَةً وَ الْقُلُوبُ مُعْتَدِلَةً وَ الْأَيْدِي مُتَرَادِفَةً وَ السُّيُوفُ مُتَنَاصِرَةً وَ الْبَصَائِرُ نَافِذَةً وَ الْعَزَائِمُ وَاحِدَةً أَ لَمْ يَكُونُوا أَرْبَاباً[١١٩] فِي أَقْطَارِ الْأَرَضِينَ وَ مُلُوكاً عَلَى رِقَابِ الْعَالَمِينَ فَانْظُرُوا إِلَى مَا صَارُوا إِلَيْهِ فِي آخِرِ أُمُورِهِمْ حِينَ وَقَعَتِ الْفُرْقَةُ وَ تَشَتَّتَتِ الْأُلْفَةُ وَ اخْتَلَفَتِ الْكَلِمَةُ وَ الْأَفْئِدَةُ وَ تَشَعَّبُوا مُخْتَلِفِينَ وَ تَفَرَّقُوا مُتَحَارِبِينَ وَ قَدْ خَلَعَ اللَّهُ عَنْهُمْ لِبَاسَ كَرَامَتِهِ وَ سَلَبَهُمْ غَضَارَةَ نِعْمَتِهِ[١٢٠] وَ بَقِيَ قَصَصُ أَخْبَارِهِمْ فِيكُمْ عِبَراً [عِبْرَةً] لِلْمُعْتَبِرِينَ [مِنْكُمْ‏].

الاعتبار بالأمم‏

فَاعْتَبِرُوا بِحَالِ وَلَدِ إِسْمَاعِيلَ وَ بَنِي إِسْحَاقَ وَ بَنِي إِسْرَائِيلَ (ع) فَمَا أَشَدَّ اعْتِدَالَ[١٢١] الْأَحْوَالِ وَ أَقْرَبَ اشْتِبَاهَ[١٢٢] الْأَمْثَالِ تَأَمَّلُوا أَمْرَهُمْ فِي حَالِ تَشَتُّتِهِمْ وَ تَفَرُّقِهِمْ لَيَالِيَ كَانَتِ الْأَكَاسِرَةُ وَ الْقَيَاصِرَةُ أَرْبَاباً لَهُمْ يَحْتَازُونَهُمْ[١٢٣] عَنْ رِيفِ الْآفَاقِ وَ بَحْرِ الْعِرَاقِ وَ خُضْرَةِ الدُّنْيَا إِلَى مَنَابِتِ الشِّيحِ وَ مَهَافِي[١٢٤] الرِّيحِ وَ نَكَدِ[١٢٥] الْمَعَاشِ فَتَرَكُوهُمْ عَالَةً مَسَاكِينَ إِخْوَانَ دَبَرٍ[١٢٦] وَ وَبَرٍ[١٢٧] أَذَلَّ الْأُمَمِ دَاراً وَ أَجْدَبَهُمْ قَرَاراً لَا يَأْوُونَ[١٢٨] إِلَى جَنَاحِ دَعْوَةٍ يَعْتَصِمُونَ بِهَا وَ لَا إِلَى ظِلِّ أُلْفَةٍ يَعْتَمِدُونَ عَلَى عِزِّهَا فَالْأَحْوَالُ مُضْطَرِبَةٌ وَ الْأَيْدِي مُخْتَلِفَةٌ وَ الْكَثْرَةُ مُتَفَرِّقَةٌ فِي بَلَاءِ أَزْلٍ[١٢٩] وَ أَطْبَاقِ جَهْلٍ مِنْ بَنَاتٍ مَوْءُودَةٍ[١٣٠] وَ أَصْنَامٍ مَعْبُودَةٍ وَ أَرْحَامٍ مَقْطُوعَةٍ وَ غَارَاتٍ مَشْنُونَةٍ[١٣١] .

النعمة برسول اللّه‏

فَانْظُرُوا إِلَى مَوَاقِعِ نِعَمِ اللَّهِ عَلَيْهِمْ حِينَ بَعَثَ إِلَيْهِمْ رَسُولًا فَعَقَدَ بِمِلَّتِهِ طَاعَتَهُمْ وَ جَمَعَ عَلَى دَعْوَتِهِ أُلْفَتَهُمْ كَيْفَ نَشَرَتِ النِّعْمَةُ عَلَيْهِمْ جَنَاحَ كَرَامَتِهَا وَ أَسَالَتْ لَهُمْ جَدَاوِلَ نَعِيمِهَا وَ الْتَفَّتِ الْمِلَّةُ بِهِمْ[١٣٢] فِي عَوَائِدِ[١٣٣] بَرَكَتِهَا فَأَصْبَحُوا فِي نِعْمَتِهَا غَرِقِينَ وَ فِي خُضْرَةِ عَيْشِهَا فَكِهِينَ [فَاكِهِينَ‏][١٣٤] قَدْ تَرَبَّعَتِ[١٣٥] الْأُمُورُ بِهِمْ فِي ظِلِّ سُلْطَانٍ قَاهِرٍ وَ آوَتْهُمُ الْحَالُ إِلَى كَنَفِ عِزٍّ غَالِبٍ وَ تَعَطَّفَتِ الْأُمُورُ عَلَيْهِمْ فِي ذُرَى مُلْكٍ ثَابِتٍ فَهُمْ حُكَّامٌ عَلَى الْعَالَمِينَ وَ مُلُوكٌ فِي أَطْرَافِ الْأَرَضِينَ يَمْلِكُونَ الْأُمُورَ عَلَى مَنْ كَانَ يَمْلِكُهَا عَلَيْهِمْ وَ يُمْضُونَ الْأَحْكَامَ فِيمَنْ كَانَ يُمْضِيهَا فِيهِمْ لَا تُغْمَزُ لَهُمْ قَنَاةٌ[١٣٦] وَ لَا تُقْرَعُ لَهُمْ صَفَاةٌ[١٣٧].

لوم العصاة

أَلَا وَ إِنَّكُمْ قَدْ نَفَضْتُمْ أَيْدِيَكُمْ مِنْ حَبْلِ الطَّاعَةِ وَ ثَلَمْتُمْ[١٣٨] حِصْنَ اللَّهِ الْمَضْرُوبَ عَلَيْكُمْ بِأَحْكَامِ الْجَاهِلِيَّةِ فَإِنَّ اللَّهَ سُبْحَانَهُ قَدِ امْتَنَ‏ عَلَى جَمَاعَةِ هَذِهِ الْأُمَّةِ فِيمَا عَقَدَ بَيْنَهُمْ مِنْ حَبْلِ هَذِهِ الْأُلْفَةِ الَّتِي [يَتَقَلَّبُونَ‏] يَنْتَقِلُونَ فِي ظِلِّهَا وَ يَأْوُونَ إِلَى كَنَفِهَا بِنِعْمَةٍ لَا يَعْرِفُ أَحَدٌ مِنَ الْمَخْلُوقِينَ لَهَا قِيمَةً لِأَنَّهَا أَرْجَحُ مِنْ كُلِّ ثَمَنٍ وَ أَجَلُّ مِنْ كُلِّ خَطَرٍ وَ اعْلَمُوا أَنَّكُمْ صِرْتُمْ بَعْدَ الْهِجْرَةِ أَعْرَاباً وَ بَعْدَ الْمُوَالاةِ[١٣٩] أَحْزَاباً مَا تَتَعَلَّقُونَ مِنَ الْإِسْلَامِ إِلَّا بِاسْمِهِ وَ لَا تَعْرِفُونَ مِنَ الْإِيمَانِ إِلَّا رَسْمَهُ تَقُولُونَ النَّارَ وَ لَا الْعَارَ كَأَنَّكُمْ تُرِيدُونَ أَنْ تُكْفِئُوا الْإِسْلَامَ عَلَى وَجْهِهِ انْتِهَاكاً لِحَرِيمِهِ وَ نَقْضاً لِمِيثَاقِهِ الَّذِي وَضَعَهُ اللَّهُ لَكُمْ حَرَماً فِي أَرْضِهِ وَ أَمْناً بَيْنَ خَلْقِهِ وَ إِنَّكُمْ إِنْ لَجَأْتُمْ إِلَى غَيْرِهِ حَارَبَكُمْ أَهْلُ الْكُفْرِ ثُمَّ لَا [جَبْرَائِيلَ‏] جَبْرَائِيلُ ١٨٠ وَ لَا [مِيكَائِيلَ وَ لَا مُهَاجِرِينَ وَ لَا أَنْصَارَ] مِيكَائِيلُ وَ لَا مُهَاجِرُونَ وَ لَا أَنْصَارٌ يَنْصُرُونَكُمْ إِلَّا الْمُقَارَعَةَ بِالسَّيْفِ حَتَّى يَحْكُمَ اللَّهُ بَيْنَكُمْ وَ إِنَّ عِنْدَكُمُ الْأَمْثَالَ مِنْ بَأْسِ اللَّهِ وَ قَوَارِعِهِ وَ أَيَّامِهِ وَ وَقَائِعِهِ فَلَا تَسْتَبْطِئُوا وَعِيدَهُ جَهْلًا بِأَخْذِهِ وَ تَهَاوُناً بِبَطْشِهِ وَ يَأْساً مِنْ بَأْسِهِ فَإِنَّ اللَّهَ سُبْحَانَهُ لَمْ يَلْعَنِ الْقَرْنَ الْمَاضِيَ [الْقُرُونَ الْمَاضِيَةَ] بَيْنَ أَيْدِيكُمْ إِلَّا لِتَرْكِهِمُ الْأَمْرَ بِالْمَعْرُوفِ وَ النَّهْيَ عَنِ الْمُنْكَرِ فَلَعَنَ اللَّهُ السُّفَهَاءَ لِرُكُوبِ الْمَعَاصِي وَ الْحُلَمَاءَ لِتَرْكِ التَّنَاهِي أَلَا وَ قَدْ قَطَعْتُمْ قَيْدَ الْإِسْلَامِ وَ عَطَّلْتُمْ حُدُودَهُ وَ أَمَتُّمْ أَحْكَامَهُ أَلَا وَ قَدْ أَمَرَنِيَ اللَّهُ بِقِتَالِ أَهْلِ الْبَغْيِ وَ النَّكْثِ[١٤٠] وَ الْفَسَادِ فِي الْأَرْضِ‏ فَأَمَّا النَّاكِثُونَ فَقَدْ قَاتَلْتُ وَ أَمَّا الْقَاسِطُونَ[١٤١] فَقَدْ جَاهَدْتُ وَ أَمَّا الْمَارِقَةُ[١٤٢] فَقَدْ دَوَّخْتُ[١٤٣] وَ أَمَّا شَيْطَانُ الرَّدْهَةِ[١٤٤] فَقَدْ كُفِيتُهُ بِصَعْقَةٍ[١٤٥] سُمِعَتْ لَهَا وَجْبَةُ[١٤٦] قَلْبِهِ وَ رَجَّةُ صَدْرِهِ- ١٨٣[١٤٧] وَ بَقِيَتْ بَقِيَّةٌ مِنْ أَهْلِ الْبَغْيِ وَ لَئِنْ أَذِنَ اللَّهُ فِي الْكَرَّةِ عَلَيْهِمْ لَأُدِيلَنَّ مِنْهُمْ[١٤٨] إِلَّا مَا يَتَشَذَّرُ[١٤٩] فِي أَطْرَافِ الْبِلَادِ تَشَذُّراً.

فضل الوحي‏

أَنَا وَضَعْتُ فِي الصِّغَرِ بِكَلَاكِلِ[١٥٠] الْعَرَبِ وَ كَسَرْتُ نَوَاجِمَ[١٥١] قُرُونِ رَبِيعَةَ وَ مُضَرَ وَ قَدْ عَلِمْتُمْ مَوْضِعِي مِنْ رَسُولِ اللَّهِ (ص) بِالْقَرَابَةِ الْقَرِيبَةِ وَ الْمَنْزِلَةِ الْخَصِيصَةِ وَضَعَنِي فِي [حَجْرِهِ‏] حِجْرِهِ وَ أَنَا وَلَدٌ [وَلِيدٌ] يَضُمُّنِي إِلَى صَدْرِهِ وَ يَكْنُفُنِي فِي فِرَاشِهِ وَ يُمِسُّنِي جَسَدَهُ وَ يُشِمُّنِي عَرْفَهُ[١٥٢] وَ كَانَ يَمْضَغُ الشَّيْ‏ءَ ثُمَّ يُلْقِمُنِيهِ وَ مَا وَجَدَ لِي كَذْبَةً فِي قَوْلٍ وَ لَا خَطْلَةً[١٥٣] فِي فِعْلٍ وَ لَقَدْ قَرَنَ اللَّهُ بِهِ (ص) مِنْ لَدُنْ أَنْ كَانَ فَطِيماً أَعْظَمَ مَلَكٍ مِنْ مَلَائِكَتِهِ يَسْلُكُ بِهِ طَرِيقَ الْمَكَارِمِ وَ مَحَاسِنَ أَخْلَاقِ الْعَالَمِ لَيْلَهُ وَ نَهَارَهُ وَ لَقَدْ كُنْتُ أَتَّبِعُهُ اتِّبَاعَ الْفَصِيلِ[١٥٤] أَثَرَ أُمِّهِ يَرْفَعُ لِي فِي كُلِّ يَوْمٍ مِنْ أَخْلَاقِهِ عَلَماً[١٥٥] وَ يَأْمُرُنِي بِالاقْتِدَاءِ بِهِ وَ لَقَدْ كَانَ يُجَاوِرُ فِي كُلِّ سَنَةٍ بِحِرَاءَ[١٥٦] فَأَرَاهُ وَ لَا يَرَاهُ غَيْرِي وَ لَمْ يَجْمَعْ بَيْتٌ وَاحِدٌ يَوْمَئِذٍ فِي الْإِسْلَامِ غَيْرَ رَسُولِ اللَّهِ (ص) وَ خَدِيجَةَ وَ أَنَا ثَالِثُهُمَا أَرَى نُورَ الْوَحْيِ وَ الرِّسَالَةِ وَ أَشُمُّ رِيحَ النُّبُوَّةِ وَ لَقَدْ سَمِعْتُ رَنَّةَ الشَّيْطَانِ حِينَ نَزَلَ الْوَحْيُ عَلَيْهِ (ص) فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا هَذِهِ الرَّنَّةُ فَقَالَ هَذَا الشَّيْطَانُ قَدْ أَيِسَ مِنْ عِبَادَتِهِ إِنَّكَ تَسْمَعُ مَا أَسْمَعُ وَ تَرَى مَا أَرَى إِلَّا أَنَّكَ لَسْتَ بِنَبِيٍّ وَ لَكِنَّكَ لَوَزِيرٌ وَ إِنَّكَ لَعَلَى خَيْرٍ وَ لَقَدْ كُنْتُ مَعَهُ (ص) لَمَّا أَتَاهُ الْمَلَأُ مِنْ قُرَيْشٍ فَقَالُوا لَهُ يَا مُحَمَّدُ إِنَّكَ قَدِ ادَّعَيْتَ عَظِيماً لَمْ يَدَّعِهِ آبَاؤُكَ وَ لَا أَحَدٌ مِنْ بَيْتِكَ وَ نَحْنُ نَسْأَلُكَ أَمْراً إِنْ أَنْتَ أَجَبْتَنَا إِلَيْهِ وَ أَرَيْتَنَاهُ عَلِمْنَا أَنَّكَ نَبِيٌّ وَ رَسُولٌ وَ إِنْ لَمْ تَفْعَلْ عَلِمْنَا أَنَّكَ سَاحِرٌ كَذَّابٌ فَقَالَ (ص) وَ مَا تَسْأَلُونَ قَالُوا تَدْعُو لَنَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ حَتَّى تَنْقَلِعَ بِعُرُوقِهَا وَ تَقِفَ بَيْنَ يَدَيْكَ فَقَالَ (ص)- إِنَّ اللَّهَ عَلى‏ كُلِّ  شَيْ‏ءٍ قَدِيرٌ فَإِنْ فَعَلَ اللَّهُ لَكُمْ ذَلِكَ أَ تُؤْمِنُونَ وَ تَشْهَدُونَ بِالْحَقِّ قَالُوا نَعَمْ قَالَ فَإِنِّي سَأُرِيكُمْ مَا تَطْلُبُونَ وَ إِنِّي لَأَعْلَمُ أَنَّكُمْ لَا تَفِيئُونَ[١٥٧] إِلَى خَيْرٍ وَ [أَنَ‏] إِنَّ فِيكُمْ مَنْ يُطْرَحُ فِي الْقَلِيبِ[١٥٨] وَ مَنْ يُحَزِّبُ الْأَحْزَابَ ثُمَّ قَالَ (ص) يَا أَيَّتُهَا الشَّجَرَةُ إِنْ كُنْتِ تُؤْمِنِينَ بِاللَّهِ وَ الْيَوْمِ الْآخِرِ وَ تَعْلَمِينَ أَنِّي رَسُولُ اللَّهِ فَانْقَلِعِي بِعُرُوقِكِ حَتَّى تَقِفِي بَيْنَ يَدَيَّ بِإِذْنِ اللَّهِ- [وَ الَّذِي‏] فَوَالَّذِي بَعَثَهُ بِالْحَقِّ لَانْقَلَعَتْ‏ بِعُرُوقِهَا وَ جَاءَتْ وَ لَهَا دَوِيٌّ شَدِيدٌ وَ قَصْفٌ[١٥٩] كَقَصْفِ أَجْنِحَةِ الطَّيْرِ حَتَّى وَقَفَتْ بَيْنَ يَدَيْ رَسُولِ اللَّهِ (ص) مُرَفْرِفَةً وَ أَلْقَتْ بِغُصْنِهَا الْأَعْلَى عَلَى رَسُولِ اللَّهِ (ص) وَ بِبَعْضِ أَغْصَانِهَا عَلَى مَنْكِبِي وَ كُنْتُ عَنْ يَمِينِهِ (ص) فَلَمَّا نَظَرَ الْقَوْمُ إِلَى ذَلِكَ قَالُوا عُلُوّاً وَ اسْتِكْبَاراً فَمُرْهَا فَلْيَأْتِكَ نِصْفُهَا وَ يَبْقَى نِصْفُهَا فَأَمَرَهَا بِذَلِكَ فَأَقْبَلَ إِلَيْهِ نِصْفُهَا كَأَعْجَبِ إِقْبَالٍ وَ أَشَدِّهِ دَوِيّاً فَكَادَتْ تَلْتَفُّ بِ بِرَسُولِ اللَّهِ (ص) فَقَالُوا كُفْراً وَ عُتُوّاً فَمُرْ هَذَا النِّصْفَ فَلْيَرْجِعْ إِلَى نِصْفِهِ كَمَا كَانَ فَأَمَرَهُ (ص) فَرَجَعَ فَقُلْتُ أَنَا لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ إِنِّي أَوَّلُ مُؤْمِنٍ بِكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ وَ أَوَّلُ مَنْ أَقَرَّ بِأَنَّ الشَّجَرَةَ فَعَلَتْ مَا فَعَلَتْ بِأَمْرِ اللَّهِ تَعَالَى تَصْدِيقاً بِنُبُوَّتِكَ وَ إِجْلَالًا لِكَلِمَتِكَ فَقَالَ الْقَوْمُ كُلُّهُمْ بَلْ ساحِرٌ كَذَّابٌ عَجِيبُ السِّحْرِ خَفِيفٌ فِيهِ وَ هَلْ يُصَدِّقُكَ فِي أَمْرِكَ إِلَّا مِثْلُ هَذَا يَعْنُونَنِي وَ إِنِّي لَمِنْ قَوْمٍ لَا تَأْخُذُهُمْ فِي اللَّهِ لَوْمَةُ لَائِمٍ سِيمَاهُمْ سِيمَا الصِّدِّيقِينَ وَ كَلَامُهُمْ كَلَامُ الْأَبْرَارِ عُمَّارُ[١٦٠] اللَّيْلِ وَ مَنَارُ النَّهَارِ مُتَمَسِّكُونَ بِحَبْلِ الْقُرْآنِ يُحْيُونَ سُنَنَ اللَّهِ وَ سُنَنَ رَسُولِهِ لَا يَسْتَكْبِرُونَ وَ لَا يَعْلُونَ وَ لَا يَغُلُّونَ[١٦١] وَ لَا يُفْسِدُونَ قُلُوبُهُمْ فِي الْجِنَانِ وَ أَجْسَادُهُمْ فِي الْعَمَلِ‏.

_________________________
[١] . القاصعة: من قصع فلان فلانا: أي حقّره، لأنه عليه السلام حقر فيها حال المتكبرين.
[٢] . العَصَبية: الاعتزاز بالعصبة و هي قوم الرجل الذين يدافعون عنه. و استعمال قوتهم في الباطل و الفساد فهي هنا عصبية الجهل.
[٣] . الحِمَى‏: ما حميته عن وصول الغير اليه و التصرف فيه.
[٤] . اصطفاهما: اختارهما.
[٥] . الرُوَاء - بضم ففتح-: حسن المنظر.
[٦] . العَرْف‏- بالفتح-: الرائحة.
[٧] . أحبَطَ عَمَلَهُ‏: أضاع عمله.
[٨] . الهَوَادة - بالفتح-: اللين و الرخصة.
[٩] . يُعْديكم بدائه‏: أي يصيبكم بشي‏ء من دائه بالمخالطة كما يعدي الأجرب السليم، و الضمير لإبليس.
[١٠] . يستفزّكم‏: يستنهضكم لما يريد.
[١١] . أجلَبَ عليكم بخيله‏: أي ركبانه، و رجله: أي مشاته، و المراد أعوان السوء.
[١٢] . فَوّقَ السهمَ‏: جعل له فوقا، و الفوق موضع الوتر من السهم.
[١٣] . أغرقَ النازعُ‏: إذا استوفى مدّ قوسه.
[١٤] . النزع في القوس‏: مدّها.
[١٥] . الجامحةمن «جمح الفرس»، و أراد بها هنا الطائفة التي لم تطعه.
[١٦] . الطَماعيَة: الطمع.
[١٧] . «نجمَت من السرّ إلى الخفيّ»: أي بعد أن كانت وسوسة في الصدور، و همسا في القول، ظهرت إلى المجاهرة بالنداء و رفع الأيدي بالسلاح.
[١٨] . دَلَفَت الكتيبة في الحرب‏: تقدمت.
[١٩] . أقْحَمُوكم‏: أدخلوكم بغتة.
[٢٠] . الوَلَجَات‏ - جمع ولجة-: بالتحريك كهف يستتر فيه المارة من مطر و نحوه.
[٢١] . أوْطَأه‏: أركبه.
[٢٢] . إثْخَان الجِرَاحة: المبالغة فيها، أي أركبوكم الجراحات البالغة، كناية عن إشغال الفتنة بينهم حتى يتقاتلوا.
[٢٣] . الخزائم‏ - جمع خزامة ككتابة-: و هي حلقة توضع في وترة أنف البعير فيشد فيها الزمام.
[٢٤] . أوْرَى‏: أي أشدّ قدحا للنار.
[٢٥] . مُنَاصِبِين‏: مجاهرين لهم بالعداوة.
[٢٦] . مُتَألِّبين‏: مجتمعين.
[٢٧] . حَدّكم‏: غضبكم و حدتكم.
[٢٨] . جَدّكم‏ - بفتح الجيم-: أي قطعكم، يريد قطع الوصلة بينكم و بينه.
[٢٩] . البَنَان‏: الأصابع.
[٣٠] . حَوْمَة الشي‏ء: معظمه و أشدّ موضع فيه. و أكثر ما يستعمل في حومة القتال و البحر و الرمل.
[٣١] . النَخْوة: التكبر و التعاظم.
[٣٢] . النَزْعة: المرة من النزع بمعنى الافساد.
[٣٣] . النَفْثة: النفخة.
[٣٤] . المَسْلَحة: الثغر يدافع العدو عنده و القوم ذوو السلاح.
[٣٥] . أمْعَنْتم‏: بالغتم.
[٣٦] . المصارحة: التظاهر.
[٣٧] . المَلاقِح‏ - جمع ملقح كمكرم: الفحول التي تلقح الإناث و تستولد الأولاد.
[٣٨] . الشَنَآن‏: البغض.
[٣٩] . أعْنَقُوا: من أعنقت الثريا: غابت. أي غابوا و اختفوا.
[٤٠] . الحَنَادِس‏ - جمع حندس بكسر الحاء-: الظلام الشديد.
[٤١] . المَهَاوي‏ - جمع مهواة-: الهوة التي يتردى فيها الصيد.
[٤٢] . الذُلُل‏ - جمع ذلول- من الذلّ- بالضم- ضد الصعوبة، و السياق هنا السوق.
[٤٣] . سُلُس‏ - بضمتين- جمع سلس، ككتف: و هو الشي‏ء السهل.
[٤٤] . الهجِينة: الفعلة القبيحة المستهجنة.
[٤٥] . الآلاء: النعم.
[٤٦] . اعْتزاء الجاهلية: تفاخرهم بأنسابهم، كل منهم يعتزي أي ينتسب إلى أبيه و ما فوقه من أجداده.
[٤٧] . الأدْعِياء - جمع دعيّ-: و هو من ينتسب إلى غير أبيه، و المراد منهم الأخسّاء المنتسبون إلى الأشراف، و الأشرار المنتسبون إلى الأخيار.
[٤٨] . «شربتم بصفْوِكم كَدَرَهم»: أي خلطوا صافي إخلاصكم بكدر نفاقهم، و بسلامة أخلاقكم مرض أخلاقهم.
[٤٩] . آساس‏ بالمد- جمع أساس- دعامة الشي‏ء.
[٥٠] . الأحْلاس‏ - جمع حلس بالكسر: كساء رقيق يكون على ظهر البعير ملازما له، فقيل لكل ملازم لشي‏ء: هو حلسه. و العقوق: العصيان.
[٥١] . النَبْل‏ - بالفتح-: السهام.
[٥٢] . المَثُلات‏ - بفتح فضم-: العقوبات.
[٥٣] . مَثَاوي‏ - جمع مثوى-: بمعنى المنزل. و منازل الخدود: مواضعها من الأرض بعد الموت.
[٥٤] . مصارع الجُنُوب‏: مطارحها على التراب.
[٥٥] . لواقِح الكبر: محدثاته في النفوس.
[٥٦] . المَخْمَصَة: الجوع.
[٥٧] . المَجْهَدَةُ: المشقة.
[٥٨] . محض اللبن‏: تحريكه ليخرج زبده. و المكاره تستخلص إيمان الصادقين و تظهر مزاياهم العقلية و النفسية.
[٥٩] . الذِهْبَانُ‏ - بكسر الذال-: جمع ذهب.
[٦٠] . العِقْيَان‏: نوع من الذهب ينمو في معدنه.
[٦١] . سَقْط البَلاء: أي الامتحان الذي به يتميز الخبيث من الطيب.
[٦٢] . خَصَاصة: فقر و حاجة.
[٦٣] . النَتَائِق‏ - جمع نتيقة-: البقاع المرتفعة. و مكة مرتفعة بالنسبة لما انحط عنها من البلدان.
[٦٤] . المَدَر: قطع الطين اليابس. و أقل الأرض مدرا لا ينبت إلا قليلا.
[٦٥] . دَمِثَة: ليّنة يصعب السير فيها و الاستنبات منها.
[٦٦] . وَشِلَة - كفرحة-: قليلة الماء.
[٦٧] . لا يزْكو: لا ينمو. و الخفّ عبارة عن الجمال. و الحافر عبارة عن الخيل و ما شاكلها. و الظلف عبارة عن البقر و الغنم، تعبير عن الحيوان بما ركّبت عليه قوائمه.
[٦٨] . ثَنى عِطْفَه اليه‏: مال و توجه اليه.
[٦٩] . مُنْتَجَع الأسْفار: محل الفائدة منها.
[٧٠] . مُلْقى‏: مصدر ميمي من ألقى أي نهاية حصر حالهم عن ظهور إبلهم.
[٧١] . تَهْوِي‏: تسرع سيرا اليه. و المراد بالثمار هنا الأرواح.
[٧٢] . المَفَاوِز- جمع مفازة-: الفلاة لا ماء بها.
[٧٣] . السحيقة: البعيدة.
[٧٤] . المَهَاوِي‏- كالهوّات-: منخفضات الأراضي.
[٧٥] . الفِجاج‏: الطرق الواسعة بين الجبال.
[٧٦] . مَنَاكِبهم‏: رؤوس أكتافهم.
[٧٧] . الرَمَل‏: ضرب من السير فوق المشي و دون الجري.
[٧٨] . الأشْعَث‏: المنتشر. الشعر مع تلبّد فيه.
[٧٩] . الأغْبر: من علا بدنه الغبار.
[٨٠] . السَرَابِيل‏: الثياب.
[٨١] . إعْفاء الشعور: تركها بلا حلق و لا قص.
[٨٢] . القَرار: المطمئن من الأرض.
[٨٣] . جمّ الأشجار: كثيرها.
[٨٤] . البنى‏ - جمع بنية بضم الباء و كسرها-: ما ابتنيته. و ملتفّ البُنى: كثير العمران.
[٨٥] . البُرّة: الحنطة، و السمراء: أجودها.
[٨٦] . الأرْياف‏: الأراضي الخصبة.
[٨٧] . العِراص‏ - جمع عرصة-: الساحة ليس بها بناء.
[٨٨] . المُغْدِقة: من «أغدق المطر» كثر ماؤه.
[٨٩] . الإساس‏ - بكسر الهمزة جمع أسّ مثلثها، أو أساس.
[٩٠] . مُعْتَلَج‏: مصدر ميمي من الاعتلاج: الالتطام. اعتلجت الأمواج: التطمت، أي زال تلاطم الريب و الشك من صدور الناس.
[٩١] . فُتُحاً - بضمتين-: أي مفتوحة واسعة.
[٩٢] . تُساوِرُ القلوبَ‏: تواثبها و تقاتلها.
[٩٣] . أكْدَى الحافُر: إذا عجز عن التأثير في الأرض.
[٩٤] . أشْوَتِ الضربة: أخطأت المقتل.
[٩٥] . الطِمْر - بالكسر-: الثوب الخلق أو الكساء البالي من غير الصوف.
[٩٦] . الأطراف‏: الأيدي و الأرجل.
[٩٧] . عِتاق الوجوه‏: كرامها، و هو جمع عتيق، من «عتق» إذا رقّت بشرته.
[٩٨] . المُتون‏: الظهور.
[٩٩] . القَمْع‏: القهر.
[١٠٠] . النَوَاجم‏: من «نجم» إذا طلع و ظهر.
[١٠١] . القَدْع‏: الكفّ و المنع.
[١٠٢] . تَلِيطُ و تلُوط: أي تلصق.
[١٠٣] . المُتْرَف‏ - على صيغة اسم المفعول: الموسّع له في النعم يتمتع بما شاء من اللذات.
[١٠٤] . «آثار مواقع النعم»: ما ينشأ عن النّعم من التعالي و التكبر.
[١٠٥] . اليَعَاسِيب‏ - جمع يعسوب-: و هو أمير النحل، و يستعمل مجازا في رئيس القوم كما هنا.
[١٠٦] . الأخلاق الرغيبة: المرضيّة المرغوبة.
[١٠٧] . الأحلام‏: العقول.
[١٠٨] . الجِوار- بالكسر- المجاورة بمعنى الاحتماء بالغير من الظلم.
[١٠٩] . الذِمام‏: العهد.
[١١٠] . المَثُلات‏: العقوبات.
[١١١] . تفاوُت‏: اختلاف و تباين.
[١١٢] . مُدّت‏: انبسطت.
[١١٣] . الفِقْرَة - بالكسر و الفتح- كالفقارة بالفتح-: ما انتظم من عظم الصلب من الكاهل إلى عجب الذنب‏
[١١٤] . أوْهَنَ‏: أي أضعف.
[١١٥] . المُنّة - بضم الميم-: القوة.
[١١٦] . التمحيص‏: الابتلاء و الاختبار.
[١١٧] . المُرَار - بضم ففتح-: شجر شديد المرارة تتقلص منه شفاه الإبل إذا أكلته، و المراد هنا عصارته.
[١١٨] . الأملاء - جمع ملأ-: بمعنى الجماعة و القوم. و الأيدي المترادفة المتعاونة.
[١١٩] . أرباباً: سادات.
[١٢٠] . غَضارة النعمة: سعتها. و قصص الأخبار حكايتها و روايتها.
[١٢١] . الاعتدال‏: هنا التناسب.
[١٢٢] . الاشتباه‏: هنا التشابه.
[١٢٣] . يَحْتَازُونهم‏: يقبضونهم عن الأراضي الخصبة.
[١٢٤] . المَهَافي‏: المواضع التي تهفو فيها الرياح أي تهب.
[١٢٥] . النَكَد - بالتحريك-: أي الشدة و العسر.
[١٢٦] . الدَبَر - بالتحريك-: القرحة في ظهر الدابة.
[١٢٧] . الوَبَر: شعر الجمال. و المراد أنهم رعاة.
[١٢٨] . لا يأوون‏: لم يكن فيهم داع إلى الحق فيأووا اليه و يعتصموا بمناصرة دعوته.
[١٢٩] . بلاء أزْلٍ‏: على الاضافة. و الأزل بالفتح: الشدة.
[١٣٠] . مَوْؤودة: من «وأد بنته»- كوعد-: أي دفنها و هي حية.
[١٣١] . «شنّ الغارة»: صبّها من كل وجه.
[١٣٢] . «التَفّتِ المِلّة بهم»: يقال التفّ الحبل بالحطب إذا جمعه، فملّة محمد (ص) جمعتهم بعد تفرقهم.
[١٣٣] . العوائِد: ما يعود على الناس من الخيرات و النعم.
[١٣٤] . فَكِهِين‏: راضين، طيبة نفوسهم‏
[١٣٥] . تربعت‏: أقامت.
[١٣٦] . القَناة: الرمح. و غمزها: جسّها باليد لينظر هل هي محتاجة للتقويم و التعديل فيفعل بها ذلك.
[١٣٧] . الصَفاة: الحجر الصلد. و قرعها: صدمها لتكسر.
[١٣٨] . ثَلَمْتم‏: خرقتم.
[١٣٩] . المُوَالاة: المحبة.
[١٤٠] . النَكْث‏: نقض العهد.
[١٤١] . القاسطون‏: الجائرون عن الحق.
[١٤٢] . المَارقة: الذين مرقوا من الدين أي خرجوا منه.
[١٤٣] . دَوّخهُم‏: أضعفهم و أذلهم.
[١٤٤] . الرَدْهة - بالفتح-: النقرة في الجبل قد يجتمع فيها الماء. و شيطان الرَدْهةُ: ذو الثديّة، من رؤساء الخوارج وجد مقتولا في ردهة.
[١٤٥] . الصَعْقَة: الغشيّة تصيب الإنسان. من الهول.
[١٤٦] . وَجْبَة القلب‏: اضطرابه و خفقانه.
[١٤٧] . رَجَة الصدر: اهتزازه و ارتعاده.
[١٤٨] . لأدِيلَنّ منهم‏: لأمحقنّهم، ثم أجعل الدولة لغيرهم.
[١٤٩] . يَتَشَذّر: يتفرّق.
[١٥٠] . الكَلاكِلُ‏: الصدور، عبّر بها عن الأكابر.
[١٥١] . النَوَاجِمُ من القرون‏: الظاهرة الرفيعة، يريد بها أشراف القبائل.
[١٥٢] . عَرْفُهُ‏ - بالفتح-: رائحته الذكيّة.
[١٥٣] . الخَطْلَة: واحدة الخطل، كالفرحة واحدة الفرح. و الخطل الخطأ ينشأ عن عدم الروية.
[١٥٤] . الفَصِيل‏: ولد الناقة.
[١٥٥] . عَلَماً: أي فضلا ظاهرا.
[١٥٦] . حِراء - بكسر الحاء-: جبل على القرب من مكة.
[١٥٧] . تَفِيئُون‏: ترجعون.
[١٥٨] . القَلِيب‏ - كأمير-: البئر. و المراد منه قليب بدر.
[١٥٩] . القَصْف‏: الصوت الشديد.
[١٦٠] . عُمّار - جمع عامر-: أي يعمرونه بالسهر للفكر و العبادة.
[١٦١] . يَغلّون‏: يخونون.
****************************