وقال (عليه السلام): إِذَا قَدَرْتَ عَلَى عَدُوِّكَ فَاجْعَلِ الْعَفْوَ عَنْهُ شُكْراً لِلْقُدْرَةِ عَلَيْهِ .                
وقال (عليه السلام): الغِنَى والْفَقْرُ بَعْدَ الْعَرْضِ عَلَى اللهِ.                
وقال (عليه السلام): خَالِطُوا النَّاسَ مُخَالَطَةً إِنْ مِتُّمْ مَعَهَا بَكَوْا عَلَيْكُمْ، وَإِنْ عِشْتُمْ حَنُّوا إِلَيْكُمْ .                
وقال (عليه السلام): الْقَنَاعَةُ مَالٌ لاَيَنْفَدُ.                
وقال (عليه السلام): مَنْ ضَيَّعَهُ الاْقْرَبُ أُتِيحَ لَهُ الاْبْعَدُ .                
وقال (عليه السلام):مَنْ عَظَّمَ صِغَارَ الْمَصَائِبِ ابْتَلاَهُ اللهُ بِكِبَارِهَا.                
وقال (عليه السلام): مَنْ كَرُمَتْ عَلَيْهِ نَفْسُهُ هَانَتْ عَلَيْهِ شَهْوَتُهُ.                

Search form

نـهج البـــــــــلاغـة
إرسال الی صدیق
١٩٤ - و من خطبة له (ع) يصف فيها المنافقين‏

نَحْمَدُهُ عَلَى مَا وَفَّقَ لَهُ مِنَ الطَّاعَةِ وَ ذَادَ[١] عَنْهُ مِنَ الْمَعْصِيَةِ وَ نَسْأَلُهُ لِمِنَّتِهِ تَمَاماً وَ [لِحَبْلِهِ‏] بِحَبْلِهِ اعْتِصَاماً وَ نَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَ رَسُولُهُ خَاضَ إِلَى رِضْوَانِ اللَّهِ كُلَّ غَمْرَةٍ[٢] وَ تَجَرَّعَ فِيهِ كُلَّ غُصَّةٍ[٣] وَ قَدْ تَلَوَّنَ لَهُ الْأَدْنَوْنَ[٤] وَ تَأَلَّبَ عَلَيْهِ الْأَقْصَوْنَ[٥] وَ خَلَعَتْ [عَلَيْهِ‏] إِلَيْهِ الْعَرَبُ أَعِنَّتَهَا[٦] وَ ضَرَبَتْ إِلَى مُحَارَبَتِهِ بُطُونَ رَوَاحِلِهَا حَتَّى أَنْزَلَتْ بِسَاحَتِهِ عَدَاوَتَهَا مِنْ أَبْعَدِ الدَّارِ وَ أَسْحَقِ[٧] الْمَزَارِ أُوصِيكُمْ عِبَادَ اللَّهِ بِتَقْوَى اللَّهِ وَ أُحَذِّرُكُمْ أَهْلَ النِّفَاقِ فَإِنَّهُمُ الضَّالُّونَ الْمُضِلُّونَ وَ الزَّالُّونَ الْمُزِلُّونَ[٨] يَتَلَوَّنُونَ أَلْوَاناً وَ يَفْتَنُّونَ افْتِنَاناً[٩] وَ يَعْمِدُونَكُمْ[١٠] بِكُلِّ عِمَادٍ[١١] وَ يَرْصُدُونَكُمْ[١٢] بِكُلِّ مِرْصَادٍ[١٣] قُلُوبُهُمْ دَوِيَّةٌ[١٤] وَ صِفَاحُهُمْ[١٥] نَقِيَّةٌ يَمْشُونَ الْخَفَاءَ[١٦] وَ يَدِبُّونَ[١٧] الضَّرَاءَ وَصْفُهُمْ دَوَاءٌ وَ قَوْلُهُمْ شِفَاءٌ وَ فِعْلُهُمُ الدَّاءُ الْعَيَاءُ[١٨] حَسَدَةُ[١٩] الرَّخَاءِ وَ مُؤَكِّدُو الْبَلَاءِ وَ مُقْنِطُو الرَّجَاءِ لَهُمْ بِكُلِّ طَرِيقٍ صَرِيعٌ[٢٠] وَ إِلَى كُلِّ قَلْبٍ شَفِيعٌ وَ لِكُلِّ شَجْوٍ[٢١] دُمُوعٌ يَتَقَارَضُونَ الثَّنَاءَ[٢٢] وَ يَتَرَاقَبُونَ الْجَزَاءَ إِنْ سَأَلُوا أَلْحَفُوا[٢٣] وَ إِنْ عَذَلُوا[٢٤] كَشَفُوا وَ إِنْ حَكَمُوا أَسْرَفُوا- ١٦٤ قَدْ أَعَدُّوا لِكُلِّ حَقٍّ بَاطِلًا وَ لِكُلِّ قَائِمٍ مَائِلًا وَ لِكُلِّ حَيٍّ قَاتِلًا وَ لِكُلِّ بَابٍ مِفْتَاحاً وَ لِكُلِّ لَيْلٍ مِصْبَاحاً يَتَوَصَّلُونَ إِلَى الطَّمَعِ بِالْيَأْسِ لِيُقِيمُوا بِهِ أَسْوَاقَهُمْ وَ يُنْفِقُوا[٢٥] بِهِ أَعْلَاقَهُمْ[٢٦] يَقُولُونَ فَيُشَبِّهُونَ[٢٧] وَ يَصِفُونَ فَيُمَوِّهُونَ قَدْ هَوَّنُوا الطَّرِيقَ وَ أَضْلَعُوا الْمَضِيقَ[٢٨] فَهُمْ لُمَةُ[٢٩] الشَّيْطَانِ وَ حُمَةُ[٣٠] النِّيرَانِ- أُولئِكَ حِزْبُ الشَّيْطانِ أَلا إِنَّ حِزْبَ الشَّيْطانِ هُمُ الْخاسِرُون‏.

_______________________
[١] . ذادَ عنه‏: حمى عنه و طرد.
[٢] . الغَمْرة: الشدة. و أصلها ما ازدحم و كثر من الماء.
[٣] . الغَصّة: الشجا في الحلق.
[٤] . تَلوّنَ‏: تقلب له الأدنون أي الأقربون فلم يثبتوا معه.
[٥] . تَألّبَ عليه الأقْصَوْن‏: اجتمع عليه الأبعدون.
[٦] . الأعِنّة: جمع عنان، و هو حبل اللجام.
[٧] . أسحق‏: أقصى.
[٨] . الزّالّون‏: من زلّ أي أخطأ و المزلّون: من «أزلّه» إذا أوقعه في الخطأ.
[٩] . يفتنّون‏: يأخذون في فنون من القول لا يذهبون مذهبا واحدا.
[١٠] . يَعْمِدونكم‏: يفدحونكم.
[١١] . العِماد: ما يقام عليه البناء.
[١٢] . يَرْصُدُونكم‏: يقعدون لكم بكل طريق و يعدّون المكايد لكم.
[١٣] . المِرْصاد: محل الارتقاب.
[١٤] . دَوِيّة: مريضة، من الدّوى- بالقصر- و هو المرض.
[١٥] . الصِفاح‏ - جمع صفحة-: و المراد منها صفاح وجوههم، و نقاوتها: صفاؤها من علامات العداوة و قلوبهم ملتهبة بنارها.
[١٦] . «يمشون الخَفَاءَ»: يمشون مشي التستر.
[١٧] . يَدِبّون‏: أي يمشون على هينة دبيب الضراء: أي كما يسري المرض في الجسم.
[١٨] . الداء العَياء - بالفتح-: الذي أعيا الأطباء و لا يمكن منه الشفاء.
[١٩] . حَسَدَة: جمع حاسد، أي يحسدون على السعة.
[٢٠] . الصريع‏: المطروح على الأرض.
[٢١] . الشَجْو: الحزن، أي يبكون تصنعا متى أرادوا.
[٢٢] . يتقارضون‏: كل واحد منهم يثني على الآخر ليثني الآخر عليه، كأن كلا منهم يسلف الآخر دينا ليؤديه إليه.
[٢٣] . ألحفوا: بالغوا في السؤال و ألحّوا.
[٢٤] . عذلوا: لاموا.
[٢٥] . ينفقون‏: يروّجون. و أصله الثلاثي «نفق ينفق» من النفاق بالفتح-: ضد الكساد.
[٢٦] . الأعْلاق‏ - جمع علق-: الشي‏ء النفيس، و المراد ما يزينونه من خدائعهم.
[٢٧] . «يقولون فيشبّهون»: أي، يشبهون الحق بالباطل.
[٢٨] . يُضْلِعون المضائق‏: يجعلونها معوجّة يصعب تجاوزها فيهلكون.
[٢٩] . اللُمَة - بضم ففتح-: الجماعة من الثلاثة إلى العشرة و المراد هنا مطلق الجماعة.
[٣٠] . الحُمَة بالتخفيف: الإبرة تلسع بها العقرب و نحوها.
****************************