وقال (عليه السلام): زُهْدُكَ فِي رَاغِب فِيكَ نُقْصَانُ حَظّ، وَرَغْبَتُكَ فِي زَاهِد فِيكَ ذُلُّ نَفْس.                
وقال (عليه السلام): الْحِلْمُ وَالاَْنَاةُ تَوْأَمَانِ يُنْتِجُهُمَا عُلُوُّ الْهِمَّةِ.                
وقال (عليه السلام): إِذَا قَدَرْتَ عَلَى عَدُوِّكَ فَاجْعَلِ الْعَفْوَ عَنْهُ شُكْراً لِلْقُدْرَةِ عَلَيْهِ .                
وقال (عليه السلام) : مَنِ اتَّجَرَ بِغَيْرِ فِقْه ارْتَطَمَ فِي الرِّبَا .                
وقال (عليه السلام) : هَلَكَ فِي رَجُلاَنِ: مُحِبٌّ غَال ، وَمُبْغِضٌ قَال .                
وقال (عليه السلام) : مَنْ كَرُمَتْ عَلَيْهِ نَفْسُهُ هَانَتْ عَلَيْهِ شَهْوَتُهُ .                
وقال (عليه السلام): يَهْلِكُ فِيَّ رَجُلاَنِ: مُحِبٌّ مُفْرِطٌ، وَبَاهِتٌ مُفْتَر.                

Search form

نـهج البـــــــــلاغـة
إرسال الی صدیق
٢١١ - و من خطبة له (ع) في عجيب صنعة الكون‏

وَ كَانَ مِنِ اقْتِدَارِ جَبَرُوتِهِ وَ بَدِيعِ لَطَائِفِ صَنْعَتِهِ أَنْ جَعَلَ مِنْ مَاءِ الْبَحْرِ الزَّاخِرِ[١] الْمُتَرَاكِمِ الْمُتَقَاصِفِ[٢] يَبَساً جَامِداً[٣] ثُمَّ فَطَرَ[٤] مِنْهُ أَطْبَاقاً[٥] فَفَتَقَهَا سَبْعَ سَمَاوَاتٍ بَعْدَ ارْتِتَاقِهَا[٦] فَاسْتَمْسَكَتْ بِأَمْرِهِ[٧] وَ قَامَتْ عَلَى حَدِّهِ[٨] وَ أَرْسَى أَرْضاً يَحْمِلُهَا الْأَخْضَرُ[٩] الْمُثْعَنْجِرُ[١٠] وَ الْقَمْقَامُ[١١] الْمُسَخَّرُ قَدْ ذَلَّ لِأَمْرِهِ وَ أَذْعَنَ لِهَيْبَتِهِ وَ وَقَفَ الْجَارِي مِنْهُ لِخَشْيَتِهِ وَ جَبَلَ[١٢] جَلَامِيدَهَا[١٣] وَ نُشُوزَ[١٤] مُتُونِهَا[١٥] وَ أَطْوَادِهَا [أَطْوَادَهَا][١٦] فَأَرْسَاهَا فِي مَرَاسِيهَا[١٧] وَ أَلْزَمَهَا قَرَارَاتِهَا [قَرَارَتَهَا][١٨] فَمَضَتْ رُءُوسُهَا فِي الْهَوَاءِ وَ رَسَتْ أُصُولُهَا فِي الْمَاءِ فَأَنْهَدَ جِبَالَهَا[١٩] عَنْ سُهُولِهَا وَ أَسَاخَ[٢٠] قَوَاعِدَهَا فِي مُتُونِ أَقْطَارِهَا وَ مَوَاضِعِ أَنْصَابِهَا[٢١] فَأَشْهَقَ قِلَالَهَا[٢٢] وَ أَطَالَ أَنْشَازَهَا[٢٣] وَ جَعَلَهَا لِلْأَرْضِ عِمَاداً وَ أَرَّزَهَا[٢٤] فِيهَا أَوْتَاداً فَسَكَنَتْ عَلَى حَرَكَتِهَا مِنْ أَنْ تَمِيدَ[٢٥] بِأَهْلِهَا أَوْ تَسِيخَ[٢٦] بِحِمْلِهَا أَوْ تَزُولَ عَنْ مَوَاضِعِهَا فَسُبْحَانَ مَنْ أَمْسَكَهَا بَعْدَ مَوَجَانِ‏ مِيَاهِهَا وَ أَجْمَدَهَا بَعْدَ رُطُوبَةِ أَكْنَافِهَا فَجَعَلَهَا لِخَلْقِهِ مِهَاداً وَ بَسَطَهَا لَهُمْ فِرَاشاً فَوْقَ بَحْرٍ لُجِّيٍّ رَاكِدٍ لَا يَجْرِي[٢٧] وَ قَائِمٍ لَا يَسْرِي تُكَرْكِرُهُ[٢٨] الرِّيَاحُ الْعَوَاصِفُ وَ تَمْخُضُهُ الْغَمَامُ الذَّوَارِفُ-[٢٩] إِنَّ فِي ذلِكَ لَعِبْرَةً لِمَنْ يَخْشى‏.

_________________________
[١] . زَخَرَ البحر - كمنع-: زخورا. و تزخّر: طمى و امتلأ.
[٢] . المتقاصف‏: المتزاحم كأن أمواجه في تزاحمها يقصف بعضها بعضا. أي يكسر.
[٣] . اليَبَس‏ - بالتحريك-: اليابس.
[٤] . فَطَرَ: خلق.
[٥] . الأطباق‏: طبقات مختلفة في تركيبها.
[٦] . ارتتاقها كانت الأطباق رتقا يتصل بعضها ببعض، ففتقها سبعا و هي السموات وقف كل منها حيث مكنه اللَّه على حسب ما أودع فيه من السر الحافظ له.
[٧] . استمسكت بأمره‏: أي بأمر اللَّه التكويني.
[٨] . قامت على حدّه‏: أي حد الأمر الإلهي.
[٩] . المراد من الأخضر، الحامل للأرض و هو البحر.
[١٠] . المثْعَنْجِر - بكسر الجيم-: معظم البحر و أكثر مواضعه ماء.
[١١] . القَمْقام‏ - بفتح القاف و تضم-: البحر أيضا.
[١٢] . جَبَلَ‏: خلق.
[١٣] . الجلاميد: الصخور الصلبة.
[١٤] . النُشُوز - جمع نشز بسكون الشين و فتحها و فتح النون-: ما ارتفع من الأرض.
[١٥] . المُتون‏ - جمع متن-: ما صلب منها و ارتفع.
[١٦] . الأطواد: عطف على المتون و هي عظام الناتئات.
[١٧] . مراسيها: ما «رست» أي رسخت فيه.
[١٨] . قرارتها: ما استقرت فيه.
[١٩] . قوله «أنهد جبالها» الخ‏. كأن النشوز و المتون و الأطواد كانت في بداية أمرها على ضخامتها غير ظاهرة الامتياز و لا شامخة الارتفاع عن السهول، حتى إذا ارتجت الأرض بما أحدثت يد القدرة الالهية في بطونها نهدت الجبال عن السهول فانفصلت كل الانفصال.
[٢٠] . أساخ قواعدها: أي جعلها غائصة.
[٢١] . مواضع الأنصاب ‏- جمع نصب-: و هو ما جعل علما يشهد فيقصد.
[٢٢] . قُلّة الجبل‏: أعلاه. و أشهقها: جعلها شاهقة: أي بعيدة الارتفاع.
[٢٣] . أطال أنشازها: أي متونها المرتفعة في جوانب الأرض.
[٢٤] . أرّزها - بالتشديد- ثبّتها.
[٢٥] . تَمِيد - أي تضطرب و تتزلزل.
[٢٦] . تَسِيخ‏ - كتسوخ-: أي تغوص في الهواء فتنخسف.
[٢٧] . لا يجري‏: المراد هنا أنه لا يسيل في الهواء.
[٢٨] . تُكَرْكِرُه‏: تذهب به و تعود.
[٢٩] . الذَوَارِف‏: جمع ذارفة، من ذرف الدمع إذا سال.
****************************