وقال (عليه السلام): مَا مَزَحَ امْرُؤٌ مَزْحَةً إِلاَّ مَجَّ مِنْ عَقْلِهِ مَجَّةً.                
وقال (عليه السلام): مَنْ ضَيَّعَهُ الاْقْرَبُ أُتِيحَ لَهُ الاْبْعَدُ .                
وقال (عليه السلام): خَالِطُوا النَّاسَ مُخَالَطَةً إِنْ مِتُّمْ مَعَهَا بَكَوْا عَلَيْكُمْ، وَإِنْ عِشْتُمْ حَنُّوا إِلَيْكُمْ .                
وقال (عليه السلام): مَا أَخَذَ اللهُ عَلَى أَهْلِ الْجَهْلِ أَنْ يَتَعَلَّمُوا حَتَّى أَخَذَ عَلَى أَهْلِ الْعِلْمِ أَنْ يُعَلِّمُوا.                
وقال (عليه السلام): الدُّنْيَا خُلِقَتْ لِغَيْرِهَا، ولَمْ تُخْلَقْ لِنَفْسِهَا.                
وقال (عليه السلام): الرِّزْقُ رِزْقَانِ: طَالِبٌ، وَمَطْلُوبٌ، فَمَنْ طَلَبَ الدُّنْيَا طَلَبَهُ الْمَوْتُ حَتَّى يُخْرِجَهُ عَنْهَا،مَنْ طَلَبَ الاْخِرَةَ طَلَبَتْهُ الدُّنْيَا حَتَّى يَسْتَوْفِيَ رِزْقَهُ مِنْهَا.                
وقال (عليه السلام): مَنْ كَرُمَتْ عَلَيْهِ نَفْسُهُ هَانَتْ عَلَيْهِ شَهْوَتُهُ.                

Search form

نـهج البـــــــــلاغـة
إرسال الی صدیق
٢١٤ - و من خطبة له (ع) يصف جوهر الرسول، و يصف العلماء، و يعظ بالتقوى‏

وَ أَشْهَدُ أَنَّهُ عَدْلٌ عَدَلَ وَ حَكَمٌ فَصَلَ وَ أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَ رَسُولُهُ وَ سَيِّدُ عِبَادِهِ كُلَّمَا نَسَخَ اللَّهُ الْخَلْقَ[١] فِرْقَتَيْنِ جَعَلَهُ فِي خَيْرِهِمَا لَمْ يُسْهِمْ فِيهِ عَاهِرٌ[٢] وَ لَا ضَرَبَ فِيهِ[٣] فَاجِرٌ أَلَا وَ إِنَّ اللَّهَ سُبْحَانَهُ قَدْ جَعَلَ لِلْخَيْرِ أَهْلًا وَ لِلْحَقِّ دَعَائِمَ وَ لِلطَّاعَةِ عِصَماً[٤] وَ إِنَّ لَكُمْ عِنْدَ كُلِّ طَاعَةٍ عَوْناً مِنَ اللَّهِ سُبْحَانَهُ يَقُولُ‏ عَلَى الْأَلْسِنَةِ وَ يُثَبِّتُ [بِهِ‏] الْأَفْئِدَةَ فِيهِ كِفَاءٌ[٥] لِمُكْتَفٍ وَ شِفَاءٌ لِمُشْتَفٍ‏.

صفة العلماء

وَ اعْلَمُوا أَنَّ عِبَادَ اللَّهِ الْمُسْتَحْفَظِينَ[٦] عِلْمَهُ يَصُونُونَ مَصُونَهُ وَ يُفَجِّرُونَ عُيُونَهُ يَتَوَاصَلُونَ بِالْوِلَايَةِ[٧] وَ يَتَلَاقَوْنَ بِالْمَحَبَّةِ وَ يَتَسَاقَوْنَ بِكَأْسٍ رَوِيَّةٍ[٨] وَ يَصْدُرُونَ بِرِيَّةٍ[٩] لَا تَشُوبُهُمُ الرِّيبَةُ[١٠] وَ لَا تُسْرِعُ فِيهِمُ الْغِيبَةُ عَلَى ذَلِكَ عَقَدَ خَلْقَهُمْ وَ أَخْلَاقَهُمْ[١١] فَعَلَيْهِ يَتَحَابُّونَ وَ بِهِ يَتَوَاصَلُونَ فَكَانُوا كَتَفَاضُلِ الْبَذْرِ يُنْتَقَى[١٢] فَيُؤْخَذُ مِنْهُ وَ يُلْقَى قَدْ مَيَّزَهُ التَّخْلِيصُ وَ هَذَّبَهُ[١٣] التَّمْحِيصُ‏[١٤].

العظة بالتقوى‏

فَلْيَقْبَلِ امْرُؤٌ كَرَامَةً[١٥] بِقَبُولِهَا وَ لْيَحْذَرْ قَارِعَةً[١٦] قَبْلَ حُلُولِهَا وَ لْيَنْظُرِ امْرُؤٌ فِي قَصِيرِ أَيَّامِهِ وَ قَلِيلِ مُقَامِهِ فِي مَنْزِلٍ حَتَّى يَسْتَبْدِلَ بِهِ مَنْزِلًا فَلْيَصْنَعْ لِمُتَحَوَّلِهِ[١٧] وَ مَعَارِفِ مُنْتَقَلِهِ[١٨] فَطُوبَى لِذِي قَلْبٍ سَلِيمٍ أَطَاعَ مَنْ يَهْدِيهِ وَ تَجَنَّبَ مَنْ يُرْدِيهِ وَ أَصَابَ سَبِيلَ السَّلَامَةِ بِبَصَرِ مَنْ بَصَّرَهُ وَ طَاعَةِ هَادٍ أَمَرَهُ وَ بَادَرَ الْهُدَى قَبْلَ أَنْ تُغْلَقَ أَبْوَابُهُ- ٦٦ وَ تُقْطَعَ أَسْبَابُهُ وَ اسْتَفْتَحَ التَّوْبَةَ وَ أَمَاطَ الْحَوْبَةَ[١٩] فَقَدْ أُقِيمَ عَلَى الطَّرِيقِ وَ هُدِيَ نَهْجَ السَّبِيلِ‏.

______________________
[١] . نَسَخَ الخلقَ‏: نقلهم بالتناسل عن أصولهم، فجعلهم بعد الوحدة في الأصول فرقا.
[٢] . العاهر: من يأتي غير حلّة كالفاجر.
[٣] . ضرب في الشي‏ء: صار له نصيب منه.
[٤] . العِصَم‏ - بكسر ففتح-: جمع عصمة و هي ما يعتصم به. و عصم الطاعات: الإخلاص للَّه وحده.
[٥] . الكِفاء - بالكسر-: الكافي أو الكِفاية.
[٦] . المستحفَظين‏: بصيغة اسم المفعول: الذين أودعوا العلم ليحفظوه.
[٧] . الوِلاية: الموالاة و المصافاة.
[٨] . الرَوِيّة فعيلة - بمعنى فاعلة-: أي يروي شرابها من ظمأ التباعد و النفرة.
[٩] . رِيّة - بكسر الراء و تشديد الياء- الواحدة من الريّ: زوال العطش.
[١٠] . الرِيبة: الشك في العقائد.
[١١] . عقد خلقهم‏ : أي وصل خلقهم الجسماني و أخلاقهم النفسية بهذه الصفات. و أحكم صلتهما بها حتى كأنهما معقودان بها.
[١٢] . «كتفاضل البَذْرِ يُنْتَقَى»: أي كانوا إذا نسبتهم إلى سائر الناس رأيتهم يفضلونهم و يمتازون عليهم كتفاضل البذر، فان البذر يعتنى بتنقيته ليخلص النبات من الزوان. و يكون النوع صافيا لا يخالطه غيره، و بعد التنقية يؤخذ منه و يلقى في الأرض، فالبذر يكون أفضل الحبوب و أخلصها.
[١٣] . التهذيب‏هنا: التنقية.
[١٤] . التمحيص‏: الاختبار.
[١٥] . الكرامة: هنا النصيحة أي اقبلوا نصيحة لا ابتغي عليها أجرا إلا قبولها.
[١٦] . القارعة: داعية الموت أو القيامة تأتي بغتة.
[١٧] . المُتَحَوّل‏- بفتح الواو مشددة-: ما يتحوّل إليه.
[١٨] . معارف المنتقَل‏: المواضع التي يعرف الانتقال إليها.
[١٩] . الحَوْبة - بفتح الحاء-: الإثم، و إماطتها: تنحيتها.
****************************