وقال (عليه السلام): إِذَا وَصَلَتْ إِليْكُمْ أَطْرَافُ النِّعَمِ فَلاَ تُنْفِرُوا أَقْصَاهَا بِقِلَّةِ الشُّكْرِ .                
وقال (عليه السلام): عَلامةُ الاِْيمَانِ أَنْ تُؤثِرَ الصِّدْقَ حَيْثُ يَضُرُّكَ عَلَى الْكَذِبِ حَيْثُ يَنْفَعُكَ،أَنْ يَكُونَ فِي حَديِثِكَ فَضْلٌ عَنْ عِلْمِكَ، وَأَنْ تَتَّقِيَ اللهَ فِي حَدِيثِ غَيْرِكَ.                
وقال (عليه السلام): لَيْسَ بَلَدٌ بأَحَقَّ بِكَ مِنْ بَلَد، خَيْرُ الْبِلاَدِ مَا حَمَلَكَ.                
وقال (عليه السلام) : مَنْ كَرُمَتْ عَلَيْهِ نَفْسُهُ هَانَتْ عَلَيْهِ شَهْوَتُهُ .                
وقال (عليه السلام): زُهْدُكَ فِي رَاغِب فِيكَ نُقْصَانُ حَظّ، وَرَغْبَتُكَ فِي زَاهِد فِيكَ ذُلُّ نَفْس.                
وقال (عليه السلام): خَالِطُوا النَّاسَ مُخَالَطَةً إِنْ مِتُّمْ مَعَهَا بَكَوْا عَلَيْكُمْ، وَإِنْ عِشْتُمْ حَنُّوا إِلَيْكُمْ .                
وقال (عليه السلام): أَشَدُّ الذُّنُوبِ مَا اسْتَخَفَّ بِهِ صَاحِبُهُ.                

Search form

نـهج البـــــــــلاغـة
إرسال الی صدیق
٢٢٢ - و من كلام له (ع) قاله عند تلاوته‏

يُسَبِّحُ لَهُ فِيها بِالْغُدُوِّ وَ الْآصالِ رِجالٌ لا تُلْهِيهِمْ تِجارَةٌ وَ لا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ سُبْحَانَهُ وَ تَعَالَى جَعَلَ الذِّكْرَ[١] جِلاءً[٢] لِلْقُلُوبِ تَسْمَعُ بِهِ بَعْدَ الْوَقْرَةِ[٣] وَ تُبْصِرُ بِهِ بَعْدَ الْعَشْوَةِ[٤] وَ تَنْقَادُ بِهِ بَعْدَ الْمُعَانَدَةِ وَ مَا بَرِحَ لِلَّهِ عَزَّتْ آلَاؤُهُ فِي الْبُرْهَةِ بَعْدَ الْبُرْهَةِ وَ فِي أَزْمَانِ الْفَتَرَاتِ[٥] عِبَادٌ نَاجَاهُمْ[٦] فِي فِكْرِهِمْ وَ كَلَّمَهُمْ فِي ذَاتِ عُقُولِهِمْ فَاسْتَصْبَحُوا[٧] بِنُورِ يَقَظَةٍ فِي [الْأَسْمَاعِ وَ الْأَبْصَارِ] الْأَبْصَارِ وَ الْأَسْمَاعِ وَ الْأَفْئِدَةِ يُذَكِّرُونَ بِأَيَّامِ اللَّهِ وَ يُخَوِّفُونَ مَقَامَهُ بِمَنْزِلَةِ الْأَدِلَّةِ[٨] فِي الْفَلَوَاتِ[٩] مَنْ أَخَذَ الْقَصْدَ[١٠] حَمِدُوا إِلَيْهِ طَرِيقَهُ وَ بَشَّرُوهُ بِالنَّجَاةِ وَ مَنْ أَخَذَ يَمِيناً وَ شِمَالًا ذَمُّوا إِلَيْهِ الطَّرِيقَ وَ حَذَّرُوهُ مِنَ الْهَلَكَةِ وَ كَانُوا كَذَلِكَ مَصَابِيحَ تِلْكَ الظُّلُمَاتِ وَ أَدِلَّةَ تِلْكَ الشُّبُهَاتِ وَ إِنَّ لِلذِّكْرِ لَأَهْلًا أَخَذُوهُ مِنَ الدُّنْيَا بَدَلًا فَلَمْ تَشْغَلْهُمْ تِجَارَةٌ وَ لَا بَيْعٌ عَنْهُ يَقْطَعُونَ بِهِ أَيَّامَ الْحَيَاةِ وَ يَهْتِفُونَ[١١] بِالزَّوَاجِرِ عَنْ مَحَارِمِ اللَّهِ فِي أَسْمَاعِ الْغَافِلِينَ وَ يَأْمُرُونَ بِالْقِسْطِ[١٢] وَ يَأْتَمِرُونَ بِهِ[١٣] وَ يَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَ يَتَنَاهَوْنَ عَنْهُ- [فَكَأَنَّهُمْ‏] فَكَأَنَّمَا قَطَعُوا الدُّنْيَا إِلَى الْآخِرَةِ وَ هُمْ فِيهَا فَشَاهَدُوا مَا وَرَاءَ ذَلِكَ فَكَأَنَّمَا  اطَّلَعُوا غُيُوبَ أَهْلِ الْبَرْزَخِ‏ فِي طُولِ الْإِقَامَةِ فِيهِ وَ حَقَّقَتِ الْقِيَامَةُ عَلَيْهِمْ عِدَاتِهَا[١٤] فَكَشَفُوا غِطَاءَ ذَلِكَ لِأَهْلِ الدُّنْيَا حَتَّى كَأَنَّهُمْ يَرَوْنَ مَا لَا يَرَى النَّاسُ وَ يَسْمَعُونَ مَا لَا يَسْمَعُونَ فَلَوْ مَثَّلْتَهُمْ لِعَقْلِكَ فِي مَقَاوِمِهِمُ[١٥] الْمَحْمُودَةِ وَ مَجَالِسِهِمُ الْمَشْهُودَةِ وَ قَدْ نَشَرُوا دَوَاوِينَ[١٦] أَعْمَالِهِمْ وَ فَرَغُوا لِمُحَاسَبَةِ أَنْفُسِهِمْ عَلَى كُلِّ صَغِيرَةٍ وَ كَبِيرَةٍ أُمِرُوا بِهَا فَقَصَّرُوا عَنْهَا أَوْ نُهُوا عَنْهَا فَفَرَّطُوا فيهَا وَ حَمَّلُوا ثِقَلَ أَوْزَارِهمْ[١٧] ظُهُورَهُمْ فَضَعُفُوا عَنِ الِاسْتِقْلَالِ بِهَا فَنَشَجُوا[١٨] نَشِيجاً وَ تَجَاوَبُوا نَحِيباً[١٩] يَعِجُّونَ[٢٠] إِلَى رَبِّهِمْ مِنْ مَقَامِ نَدَمٍ وَ اعْتِرَافٍ لَرَأَيْتَ أَعْلَامَ هُدًى وَ مَصَابِيحَ دُجًى قَدْ حَفَّتْ بِهِمُ الْمَلَائِكَةُ وَ تَنَزَّلَتْ عَلَيْهِمُ السَّكِينَةُ وَ فُتِحَتْ لَهُمْ أَبْوَابُ السَّمَاءِ وَ أُعِدَّتْ لَهُمْ مَقَاعِدُ الْكَرَامَاتِ فِي مَقْعَدٍ اطَّلَعَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ فِيهِ فَرَضِيَ سَعْيَهُمْ وَ حَمِدَ مَقَامَهُمْ يَتَنَسَّمُونَ[٢١] بِدُعَائِهِ رَوْحَ التَّجَاوُزِ رَهَائِنُ فَاقَةٍ إِلَى فَضْلِهِ وَ أُسَارَى ذِلَّةٍ لِعَظَمَتِهِ جَرَحَ طُولُ الْأَسَى[٢٢] قُلُوبَهُمْ وَ طُولُ الْبُكَاءِ عُيُونَهُمْ لِكُلِّ بَابِ رَغْبَةٍ إِلَى اللَّهِ مِنْهُمْ يَدٌ قَارِعَةٌ يَسْأَلُونَ مَنْ لَا تَضِيقُ لَدَيْهِ الْمَنَادِحُ[٢٣] وَ لَا يَخِيبُ عَلَيْهِ الرَّاغِبُونَ فَحَاسِبْ نَفْسَكَ لِنَفْسِكَ فَإِنَّ غَيْرَهَا مِنَ الْأَنْفُسِ لَهَا حَسِيبٌ غَيْرُكَ‏.

_________________________
[١] . الذكْر: استحضار الصفات الإلهية.
[٢] . جِلاء:- بالكسر- من جلا السيف يجلوه إذا صقله و أزال منه صدأه.
[٣] . الوَقْرَة: ثقل في السمع.
[٤] . العَشْوة: ضعف البصر.
[٥] . الفَتْرة بين العملين‏: زمان بينهما يخلو منهما، و المراد: أزمنة الخلوّ من الأنبياء مطلقا.
[٦] . ناجاهم‏: أي خاطبهم بالإلهام.
[٧] . استصبح‏: أضاء مصباحه.
[٨] . الأدلة: الذين يدلون المسافرين على الطريق.
[٩] . الفَلَوات‏: المفازات و القفار.
[١٠] . أخذ القصد: ركب الاعتدال في سلوكه.
[١١] . هَتَفَ به‏ - كضرب-: صاح و دعا. و هتفت الحمامة: صاتت.
[١٢] . القِسْط: العدل.
[١٣] . يأتمرون به‏: يمتثلون الأمر.
[١٤] . العِدَات‏ - جمع عدة بكسر ففتح مخفف-: الوعود.
[١٥] . مَقاوِم‏ - جمع مقام-: مقاماتهم في خطاب الوعظ.
[١٦] . الدواوين‏ - جمع ديوان-: و هو مجتمع الصحف. و الدفتر: ما يكتب فيه أسماء الجيش و أهل الأعطيات.
[١٧] . الأوزارجمع وزر: الحمل و يراد بها هنا الذنوب.
[١٨] . نَشَجَ الباكي‏: ينشج- كضرب يضرب- نشيجا: غصّ بالبكاء في حلقه.
[١٩] . النَحِيب‏: أشد البكاء. و تجاوبوا به: أجاب بعضهم بعضا يتناحبون.
[٢٠] . عجّ‏: يعجّ- كضرب و مل: صاح و رفع صوته، فهم يصيحون في مواقف الندم و الاعتراف بالخطا.
[٢١] . تنسّمَ النسيمَ‏: تشمّمه. و الروح- بالفتح-: النسيم، أي يتوقعون التجاوز بدعائهم له.
[٢٢] . الأسى‏: الحزن.
[٢٣] . المَنَادح‏ - جمع مندوحة-: و هي كالندحة- بالضم و الفتح- و المنتدح: - بفتح الدال- المتسع من الأرض.
****************************