وقال (عليه السلام): ما أَنْقَضَ النَّوْمَ لِعَزَائِمِ الْيَوْمِ.                
وقال (عليه السلام) : مَنْ عَظَّمَ صِغَارَ الْمَصَائِبِ ابْتَلاَهُ اللهُ بِكِبَارِهَا .                
وقال (عليه السلام): اذْكُرُوا انْقِطَاعَ الَّلذَّاتِ، وَبَقَاءَ التَّبِعَاتِ.                
وقال (عليه السلام): مَنْ ضَيَّعَهُ الاْقْرَبُ أُتِيحَ لَهُ الاْبْعَدُ .                
وقال (عليه السلام): إِذَا وَصَلَتْ إِليْكُمْ أَطْرَافُ النِّعَمِ فَلاَ تُنْفِرُوا أَقْصَاهَا بِقِلَّةِ الشُّكْرِ .                
وقال (عليه السلام): الْحِلْمُ وَالاَْنَاةُ تَوْأَمَانِ يُنْتِجُهُمَا عُلُوُّ الْهِمَّةِ.                
وقال (عليه السلام): زُهْدُكَ فِي رَاغِب فِيكَ نُقْصَانُ حَظّ، وَرَغْبَتُكَ فِي زَاهِد فِيكَ ذُلُّ نَفْس.                

Search form

نـهج البـــــــــلاغـة
إرسال الی صدیق
٢٢٣ - و من كلام له (ع) قاله عند تلاوته‏

يا أَيُّهَا الْإِنْسانُ ما غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ أَدْحَضُ[١] مَسْئُولٍ حُجَّةً وَ أَقْطَعُ مُغْتَرٍّ مَعْذِرَةً لَقَدْ أَبْرَحَ[٢] جَهَالَةً بِنَفْسِهِ يَا أَيُّهَا الْإِنْسَانُ مَا جَرَّأَكَ عَلَى ذَنْبِكَ وَ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ وَ مَا أَنَّسَكَ بِهَلَكَةِ نَفْسِكَ أَ مَا مِنْ دَائِكَ بُلُولٌ[٣] أَمْ لَيْسَ مِنْ نَوْمَتِكَ [نَوْمِكَ‏] يَقَظَةٌ أَ مَا تَرْحَمُ مِنْ نَفْسِكَ مَا تَرْحَمُ مِنْ غَيْرِكَ فَلَرُبَّمَا تَرَى الضَّاحِيَ[٤] مِنْ حَرِّ الشَّمْسِ فَتُظِلُّهُ أَوْ تَرَى الْمُبْتَلَى بِأَلَمٍ يُمِضُّ جَسَدَهُ[٥] فَتَبْكِي رَحْمَةً لَهُ فَمَا صَبَّرَكَ عَلَى دَائِكَ وَ جَلَّدَكَ عَلَى مُصَابِكَ وَ عَزَّاكَ عَنِ الْبُكَاءِ عَلَى نَفْسِكَ وَ هِيَ أَعَزُّ الْأَنْفُسِ عَلَيْكَ وَ كَيْفَ لَا يُوقِظُكَ خَوْفُ بَيَاتِ نِقْمَةٍ[٦] وَ قَدْ تَوَرَّطْتَ بِمَعَاصِيهِ مَدَارِجَ سَطَوَاتِهِ فَتَدَاوَ مِنْ دَاءِ الْفَتْرَةِ فِي قَلْبِكَ بِعَزِيمَةٍ وَ مِنْ كَرَى[٧] الْغَفْلَةِ فِي نَاظِرِكَ بِيَقَظَةٍ وَ كُنْ لِلَّهِ مُطِيعاً وَ بِذِكْرِهِ آنِساً وَ تَمَثَّلْ[٨] فِي حَالِ تَوَلِّيكَ[٩] عَنْهُ إِقْبَالَهُ عَلَيْكَ يَدْعُوكَ إِلَى عَفْوِهِ وَ يَتَغَمَّدُكَ[١٠] بِفَضْلِهِ وَ أَنْتَ مُتَوَلٍّ عَنْهُ إِلَى غَيْرِهِ- ٢٣٩ فَتَعَالَى مِنْ قَوِيٍّ مَا أَكْرَمَهُ وَ تَوَاضَعْتَ مِنْ ضَعِيفٍ مَا أَجْرَأَكَ عَلَى مَعْصِيَتِهِ وَ أَنْتَ فِي كَنَفِ سِتْرِهِ‏ مُقِيمٌ وَ فِي سَعَةِ فَضْلِهِ مُتَقَلِّبٌ فَلَمْ يَمْنَعْكَ فَضْلَهُ وَ لَمْ يَهْتِكْ عَنْكَ سِتْرَهُ بَلْ لَمْ تَخْلُ مِنْ لُطْفِهِ مَطْرَفَ عَيْنٍ[١١] فِي نِعْمَةٍ يُحْدِثُهَا لَكَ أَوْ سَيِّئَةٍ يَسْتُرُهَا عَلَيْكَ أَوْ بَلِيَّةٍ يَصْرِفُهَا عَنْكَ فَمَا ظَنُّكَ بِهِ لَوْ أَطَعْتَهُ وَ ايْمُ اللَّهِ لَوْ أَنَّ هَذِهِ الصِّفَةَ كَانَتْ فِي مُتَّفِقَيْنِ فِي الْقُوَّةِ مُتَوَازِيَيْنِ فِي الْقُدْرَةِ لَكُنْتَ أَوَّلَ حَاكِمٍ عَلَى نَفْسِكَ بِذَمِيمِ الْأَخْلَاقِ وَ مَسَاوِئِ الْأَعْمَالِ وَ حَقّاً أَقُولُ مَا الدُّنْيَا غَرَّتْكَ وَ لَكِنْ بِهَا اغْتَرَرْتَ وَ لَقَدْ كَاشَفَتْكَ الْعِظَاتِ[١٢] وَ آذَنَتْكَ[١٣] عَلَى سَوَاءٍ وَ لَهِيَ بِمَا تَعِدُكَ مِنْ نُزُولِ الْبَلَاءِ بِجِسْمِكَ وَ [النَّقْضِ‏] النَّقْصِ فِي قُوَّتِكَ أَصْدَقُ وَ أَوْفَى مِنْ أَنْ تَكْذِبَكَ أَوْ تَغُرَّكَ وَ لَرُبَّ نَاصِحٍ لَهَا عِنْدَكَ مُتَّهَمٌ[١٤] وَ صَادِقٍ مِنْ خَبَرِهَا مُكَذَّبٌ وَ لَئِنْ تَعَرَّفْتَهَا[١٥] فِي الدِّيَارِ الْخَاوِيَةِ وَ الرُّبُوعِ الْخَالِيَةِ لَتَجِدَنَّهَا مِنْ حُسْنِ تَذْكِيرِكَ وَ بَلَاغِ مَوْعِظَتِكَ بِمَحَلَّةِ الشَّفِيقِ عَلَيْكَ وَ الشَّحِيحِ[١٦] بِكَ وَ لَنِعْمَ دَارُ مَنْ لَمْ يَرْضَ بِهَا دَاراً وَ مَحَلُّ مَنْ لَمْ يُوَطِّنْهَا[١٧] مَحَلًّا وَ إِنَّ السُّعَدَاءَ بِالدُّنْيَا غَداً هُمُ الْهَارِبُونَ مِنْهَا الْيَوْمَ إِذَا رَجَفَتِ الرَّاجِفَةُ[١٨] وَ حَقَّتْ[١٩] بِجَلَائِلِهَا الْقِيَامَةُ وَ لَحِقَ بِكُلِّ مَنْسَكٍ[٢٠] أَهْلُهُ وَ بِكُلِّ مَعْبُودٍ عَبَدَتُهُ وَ بِكُلِّ مُطَاعٍ أَهْلُ طَاعَتِهِ فَلَمْ [يَجْرِ] يُجْزَ[٢١] فِي عَدْلِهِ وَ قِسْطِهِ يَوْمَئِذٍ خَرْقُ بَصَرٍ فِي الْهَوَاءِ وَ لَا هَمْسُ قَدَمٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا بِحَقِّهِ فَكَمْ حُجَّةٍ يَوْمَ ذَاكَ دَاحِضَةٌ وَ عَلَائِقِ عُذْرٍ مُنْقَطِعَةٌ فَتَحَرَّ[٢٢] مِنْ أَمْرِكَ مَا يَقُومُ بِهِ عُذْرُكَ وَ تَثْبُتُ بِهِ حُجَّتُكَ وَ خُذْ مَا يَبْقَى لَكَ مِمَّا لَا تَبْقَى لَهُ وَ تَيَسَّرْ[٢٣] لِسَفَرِكَ وَ شِمْ[٢٤] بَرْقَ النَّجَاةِ وَ ارْحَلْ[٢٥] مَطَايَا التَّشْمِير.

_________________________
[١] . دَحَضَتِ الحجّةُ:- كمنع-: بطلت.
[٢] . أبرح جهالة بنفسه‏: أي أعجبته نفسه بجهالتها.
[٣] . بَلّ مرضُهُ‏: يبلّ- كقل يقل-: بلولا: حسنت حاله بعد هزال.
[٤] . ضحا ضَحْواً: برز في الشمس.
[٥] . يُمِضّ جسده‏: يبالغ في نهكه.
[٦] . بَيَات نِقْمة: أي أن تبيت بنقمة من اللَّه ورزية تذهب بنعيمك و قد وقعت بمعاصيه.
[٧] . الكَرَى‏:- بالفتح و القصر-: النوم.
[٨] . تمثّل‏: تصور.
[٩] . تَوَلّيك‏: إعراضك.
[١٠] . يتغمدك‏: أي يغمرك و يسترك.
[١١] . طَرَفَ عيْنَهُ‏ - كضرب-: أطبق جفنيها. و المراد من المطرف اللحظة يتحرك فيها الجفن.
[١٢] . كاشَفَتْكَ العظاتِ‏: بالنصب على نزع الخافض: أظهرت لك العظات أي المواعظ.
[١٣] . آذنتك‏: أعلمتك على عدل.
[١٤] . «رب ناصح لها عندك مُتّهم»: رب حادث من حوادثها يلقي إليك النصيحة بالعبرة فتتّهمه و هو مخلص.
[١٥] . تعرفتها: طلبت معرفتها و عاقبة الركون إليها.
[١٦] . الشحيح بك‏: البخيل بك على الشقاء و الهلكة.
[١٧] . وطّنه‏ - بالتشديد-: اتخذه وطنا.
[١٨] . الراجفة: النفخة الأولى حين تهب ريح الفناء فتنسف الأرض نسفا.
[١٩] . حقّت القيامة: وقعت و ثبتت بعظائمها.
[٢٠] . المَنْسَك‏ - بفتح الميم و السين-: العبادة أو مكانها.
[٢١] . لم يُجْزَ - من الجزاء-: مبني للمجهول و نائب فاعله «خرق بصر» و «همس قدم»، أي لا تجازى لمحة البصر تنفذ في الهواء و لا همسة القدم في الأرض إلا بحق، و ذلك بعدل اللَّه.
[٢٢] . تَحَرّ: من التحري، أي اطلب ما هو أحرى و أليق.
[٢٣] . تيسر: تأهب.
[٢٤] . شامَ البرقَ‏: لمحه.
[٢٥] . رَحَل المطيةَ: وضع عليها رحلها للسفر.
****************************