وقال (عليه السلام): إذَا كَانَ في رَجُل خَلَّةٌ رَائِعَةٌ فَانْتَظِرْ أَخَوَاتِهَا.                
وقال (عليه السلام): إِذَا قَدَرْتَ عَلَى عَدُوِّكَ فَاجْعَلِ الْعَفْوَ عَنْهُ شُكْراً لِلْقُدْرَةِ عَلَيْهِ .                
وقال (عليه السلام): مَنْهُومَانِ لاَ يَشْبَعَانِ: طَالِبُ عِلْم، وَطَالِبُ دُنْيَا.                
وقال (عليه السلام): الْقَنَاعَةُ مَالٌ لاَيَنْفَدُ.                
وقال (عليه السلام): الْغِيبَةُ جُهْدُ الْعَاجزِ.                
وقال (عليه السلام): الدُّنْيَا خُلِقَتْ لِغَيْرِهَا، ولَمْ تُخْلَقْ لِنَفْسِهَا.                
وقال (عليه السلام): مَا مَزَحَ امْرُؤٌ مَزْحَةً إِلاَّ مَجَّ مِنْ عَقْلِهِ مَجَّةً.                

Search form

نـهج البـــــــــلاغـة
إرسال الی صدیق
٢٢٤ - و من كلام له (ع) يتبرأ من الظلم‏

وَ اللَّهِ لَأَنْ أَبِيتَ عَلَى حَسَكِ السَّعْدَانِ[١] مُسَهَّداً[٢] أَوْ أُجَرَّ فِي الْأَغْلَالِ مُصَفَّداً أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَلْقَى اللَّهَ وَ رَسُولَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ظَالِماً لِبَعْضِ الْعِبَادِ وَ غَاصِباً لِشَيْ‏ءٍ مِنَ الْحُطَامِ وَ كَيْفَ أَظْلِمُ أَحَداً لِنَفْسٍ يُسْرِعُ إِلَى الْبِلَى قُفُولُهَا[٣] وَ يَطُولُ فِي الثَّرَى[٤] حُلُولُهَا وَ اللَّهِ لَقَدْ رَأَيْتُ عَقِيلًا وَ قَدْ أَمْلَقَ[٥] حَتَّى اسْتَمَاحَنِي[٦] مِنْ بُرِّكُمْ[٧] صَاعاً وَ رَأَيْتُ صِبْيَانَهُ شُعْثَ[٨] الشُّعُورِ غُبْرَ[٩] الْأَلْوَانِ مِنْ فَقْرِهِمْ كَأَنَّمَا سُوِّدَتْ وُجُوهُهُمْ بِالْعِظْلِمِ[١٠] وَ عَاوَدَنِي مُؤَكِّداً وَ كَرَّرَ عَلَيَّ الْقَوْلَ مُرَدِّداً فَأَصْغَيْتُ إِلَيْهِ سَمْعِي فَظَنَّ أَنِّي أَبِيعُهُ دِينِي وَ أَتَّبِعُ قِيَادَهُ[١١] مُفَارِقاً طَرِيقَتِي فَأَحْمَيْتُ‏ لَهُ حَدِيدَةً ثُمَّ أَدْنَيْتُهَا مِنْ جِسْمِهِ لِيَعْتَبِرَ بِهَا فَضَجَّ ضَجِيجَ ذِي دَنَفٍ[١٢] مِنْ أَلَمِهَا وَ كَادَ أَنْ يَحْتَرِقَ مِنْ مِيسَمِهَا[١٣] فَقُلْتُ لَهُ ثَكِلَتْكَ الثَّوَاكِلُ[١٤] يَا عَقِيلُ أَ تَئِنُّ مِنْ حَدِيدَةٍ أَحْمَاهَا إِنْسَانُهَا لِلَعِبِهِ وَ تَجُرُّنِي إِلَى نَارٍ سَجَرَهَا جَبَّارُهَا لِغَضَبِهِ أَ تَئِنُّ مِنَ الْأَذَى وَ لَا أَئِنُّ مِنْ لَظَى[١٥] وَ أَعْجَبُ مِنْ ذَلِكَ طَارِقٌ طَرَقَنَا بِمَلْفُوفَةٍ[١٦] فِي وِعَائِهَا وَ مَعْجُونَةٍ شَنِئْتُهَا[١٧] كَأَنَّمَا عُجِنَتْ بِرِيقِ حَيَّةٍ أَوْ قَيْئِهَا فَقُلْتُ أَ صِلَةٌ[١٨] أَمْ زَكَاةٌ أَمْ صَدَقَةٌ فَذَلِكَ مُحَرَّمٌ عَلَيْنَا أَهْلَ الْبَيْتِ فَقَالَ لَا ذَا وَ لَا ذَاكَ وَ لَكِنَّهَا هَدِيَّةٌ فَقُلْتُ هَبِلَتْكَ الْهَبُولُ[١٩] أعَنْ دِينِ اللَّهِ أَتَيْتَنِي لِتَخْدَعَنِي أَ مُخْتَبِطٌ[٢٠] أَنْتَ أَمْ ذُو جِنَّةٍ[٢١] أَمْ تَهْجُرُ[٢٢] وَ اللَّهِ لَوْ أُعْطِيتُ الْأَقَالِيمَ السَّبْعَةَ بِمَا تَحْتَ أَفْلَاكِهَا عَلَى أَنْ أَعْصِيَ اللَّهَ فِي نَمْلَةٍ أَسْلُبُهَا جُلْبَ[٢٣] شَعِيرَةٍ ٢٤٦ مَا فَعَلْتُهُ وَ إِنَّ دُنْيَاكُمْ عِنْدِي لَأَهْوَنُ مِنْ وَرَقَةٍ فِي فَمِ جَرَادَةٍ تَقْضَمُهَا[٢٤] مَا لِعَلِيٍّ وَ لِنَعِيمٍ يَفْنَى وَ لَذَّةٍ لَا تَبْقَى نَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ سُبَاتِ[٢٥] الْعَقْلِ وَ قُبْحِ الزَّلَلِ وَ بِهِ نَسْتَعِين‏.

_________________________
[١] . الحسك‏ كأنه يريد من «الحسك» الشوك. و السعدان: نبت ترعاه الإبل له شوك تشبه به حلمة الثدي.
[٢] . المُسَهّد - من سهّده-: إذا أسهره و المصفّد: المقيّد.
[٣] . قُفولها: رجوعها.
[٤] . الثرى‏: التراب.
[٥] . أمْلَقَ‏: افتقر أشدّ الفقر.
[٦] . استماحني‏: استعطاني.
[٧] . البُرّ: القمح.
[٨] . شُعْث‏ - جمع أشعث-: و هو من الشعر المتلبد بالوسخ.
[٩] . الغُبْر- بضم الغين-: جمع أغبر متغير اللون شاحبه.
[١٠] . العِظْلِم‏ - كزبرج-: سواد يصبغ به قيل هو النيلج أي النيلة.
[١١] . القِياد: ما يقاد به كالزمام.
[١٢] . الدَنَف‏ - بالتحريك-: المرض.
[١٣] . المِيسَم‏ - بكسر الميم و فتح السين-: المكواة.
[١٤] . ثَكِلَ‏ - كفرح-: أصاب ثكلا بالضم، و هو فقدان الحبيب أو خاص بالولد. و الثواكل: النساء.
[١٥] . لَظَى‏: اسم جهنم.
[١٦] . الملفوفة: نوع من الحلواء أهداها الأشعث بن قيس إلى عليّ.
[١٧] . شَنِئْتها أي: كرهتها.
[١٨] . الصلة: العطية.
[١٩] . هَبِلَتْكَ‏ - بكسر الباء-: ثكلتك، و الهبول- بفتح الهاء-: المرأة لا يعيش لها ولد.
[٢٠] . أمُخْتَبِطٌ في رأسك‏: أمختلّ نظام إدراكك.
[٢١] . ذو جِنّة: من أصابه مس من الشيطان.
[٢٢] . تهجر: أي تهذي بما لا معنى له في مرض ليس بصرع.
[٢٣] . جُلْب الشعيرة - بضم الجيم-: قشرتها. و أصل الجلب غطاء الرحل فتجوّز في إطلاقه على غطاء الحبة.
[٢٤] . قَضِمَتِ‏ الدّابة الشعير- من باب علم-: كسرته بأطراف أسنانها.
[٢٥] . سُبات العقل‏: نومه. و الزلل: السقوط في الخطأ.
****************************