وقال (عليه السلام): الْحِلْمُ وَالاَْنَاةُ تَوْأَمَانِ يُنْتِجُهُمَا عُلُوُّ الْهِمَّةِ.                
وقال (عليه السلام): مَا لاِبْنِ آدَمَ وَالْفَخْرِ: أَوَّلُهُ نُطْفَةٌ، وَآخِرُهُ جِيفَةٌ، و َلاَ يَرْزُقُ نَفْسَهُ، وَلاَ يَدفَعُ حَتْفَهُ.                
وقال (عليه السلام): اذْكُرُوا انْقِطَاعَ الَّلذَّاتِ، وَبَقَاءَ التَّبِعَاتِ.                
وقال (عليه السلام):مَنْ عَظَّمَ صِغَارَ الْمَصَائِبِ ابْتَلاَهُ اللهُ بِكِبَارِهَا.                
وقال (عليه السلام): مَنِ اتَّجَرَ بِغَيْرِ فِقْه ارْتَطَمَ فِي الرِّبَا.                
وقال (عليه السلام): اذْكُرُوا انْقِطَاعَ الَّلذَّاتِ، وَبَقَاءَ التَّبِعَاتِ.                
وقال (عليه السلام): إِذَا وَصَلَتْ إِليْكُمْ أَطْرَافُ النِّعَمِ فَلاَ تُنْفِرُوا أَقْصَاهَا بِقِلَّةِ الشُّكْرِ .                

Search form

نـهج البـــــــــلاغـة
إرسال الی صدیق
٢٢٦ - و من خطبة له (ع) في التنفير من الدنيا

دَارٌ بِالْبَلَاءِ مَحْفُوفَةٌ وَ بِالْغَدْرِ مَعْرُوفَةٌ لَا تَدُومُ أَحْوَالُهَا وَ لَا يَسْلَمُ نُزَّالُهَا[١] أَحْوَالٌ مُخْتَلِفَةٌ وَ تَارَاتٌ مُتَصَرِّفَةٌ[٢] الْعَيْشُ فِيهَا مَذْمُومٌ وَ الْأَمَانُ مِنْهَا مَعْدُومٌ وَ إِنَّمَا أَهْلُهَا فِيهَا أَغْرَاضٌ مُسْتَهْدَفَةٌ[٣] تَرْمِيهِمْ بِسِهَامِهَا وَ تُفْنِيهِمْ بِحِمَامِهَا[٤] وَ اعْلَمُوا عِبَادَ اللَّهِ أَنَّكُمْ وَ مَا أَنْتُمْ فِيهِ مِنْ هَذِهِ الدُّنْيَا عَلَى سَبِيلِ مَنْ قَدْ مَضَى قَبْلَكُمْ مِمَّنْ كَانَ أَطْوَلَ مِنْكُمْ أَعْمَاراً وَ أَعْمَرَ دِيَاراً وَ أَبْعَدَ آثَاراً[٥] أَصْبَحَتْ أَصْوَاتُهُمْ هَامِدَةً وَ رِيَاحُهُمْ رَاكِدَةً[٦] وَ أَجْسَادُهُمْ بَالِيَةً وَ دِيَارُهُمْ خَالِيَةً وَ آثَارُهُمْ عَافِيَةً[٧] فَاسْتَبْدَلُوا بِالْقُصُورِ الْمَشَيَّدَةِ وَ النَّمَارِقِ[٨] الْمُمَهَّدَةِ[٩] الصُّخُورَ وَ الْأَحْجَارَ [الْمُسْنَدَةَ] الْمُسَنَّدَةَ وَ الْقُبُورَ اللَّاطِئَةَ[١٠] الْمُلْحَدَةَ[١١] الَّتِي قَدْ بُنِيَ عَلَى‏ الْخَرَابِ فِنَاؤُهَا[١٢] وَ شُيِّدَ بِالتُّرَابِ بِنَاؤُهَا فَمَحَلُّهَا مُقْتَرِبٌ وَ سَاكِنُهَا مُغْتَرِبٌ بَيْنَ أَهْلِ مَحَلَّةٍ مُوحِشِينَ وَ أَهْلِ فَرَاغٍ مُتَشَاغِلِينَ لَا يَسْتَأْنِسُونَ بِالْأَوْطَانِ وَ لَا يَتَوَاصَلُونَ تَوَاصُلَ الْجِيرَانِ عَلَى مَا بَيْنَهُمْ مِنْ قُرْبِ الْجِوَارِ وَ دُنُوِّ الدَّارِ وَ كَيْفَ يَكُونُ بَيْنَهُمْ تَزَاوُرٌ وَ قَدْ طَحَنَهُمْ بِكَلْكَلِهِ[١٣] الْبِلَى[١٤] وَ أَكَلَتْهُمُ الْجَنَادِلُ[١٥] وَ الثَّرَى[١٦] وَ كَأَنْ قَدْ صِرْتُمْ إِلَى مَا صَارُوا إِلَيْهِ وَ ارْتَهَنَكُمْ ذَلِكَ الْمَضْجَعُ[١٧] وَ ضَمَّكُمْ ذَلِكَ الْمُسْتَوْدَعُ فَكَيْفَ بِكُمْ لَوْ تَنَاهَتْ[١٨] بِكُمُ الْأُمُورُ وَ بُعْثِرَتِ الْقُبُورُ[١٩] هُنالِكَ تَبْلُوا[٢٠] كُلُّ نَفْسٍ ما أَسْلَفَتْ وَ رُدُّوا إِلَى اللَّهِ مَوْلاهُمُ الْحَقِّ وَ ضَلَّ عَنْهُمْ ما كانُوا يَفْتَرُون‏.

_______________________
[١] . النُزّال‏ - بالضم و تشديد الزاي- جمع نازل.
[٢] . متصرفة: متنقلة متحولة.
[٣] . مُسْتَهْدِفة - بكسر الدال- منتصبة مهيّأ للرمي.
[٤] . الحِمام‏ - بالكسر-: الموت.
[٥] . بعد الآثار: طول بقائها بعد ذويها.
[٦] . راكدة: ساكنة. و ركود الريح: كناية عن انقطاع العمل و بطلان الحركة.
[٧] . آثارهم عافية: أي مندرسة.
[٨] . النمارق‏ - جمع نمرقة-: تطلق على الوسادة الصغيرة و على الطنفسة أي البساط و لعله المراد هنا.
[٩] . الممهّدة: المفروشة.
[١٠] . لطأ بالأرض‏ - كمنع و فرح-: لصق.
[١١] . المُلْحَدَة - من ألحد القبر-: جعل له لحدا أي شقا في وسطه أو جانبه-
[١٢] . فِناء الدار - بالكسر-: ساحتها و ما اتسع أمامها.
[١٣] . الكَلْكَل‏: هو صدر البعير.
[١٤] . البِلي‏ - بكسر الباء-: أي الفناء.
[١٥] . الجنادل‏: الحجارة.
[١٦] . الثرى‏: التراب.
[١٧] . «ارتهنكم ذلك المضجع»: أي لقرب آجالكم كأنكم قد صرتم إلى مصيرهم و حبستم في ذلك المضجع كما يحبس الرهن في يد المرتهن.
[١٨] . تناهى به الأمر: وصل إلى غايته. و المراد انتهاء مدة البرزخ.
[١٩] . بُعثرت القبور: قلب ثراها و أخرج موتاها.
[٢٠] . تَبْلُوه‏: تخيره فتقف على خيره و شرّه.
****************************