وقال (عليه السلام): الدُّنْيَا خُلِقَتْ لِغَيْرِهَا، ولَمْ تُخْلَقْ لِنَفْسِهَا.                
وقال (عليه السلام): مَنْ ضَيَّعَهُ الاْقْرَبُ أُتِيحَ لَهُ الاْبْعَدُ .                
وقال (عليه السلام): مَا مَزَحَ امْرُؤٌ مَزْحَةً إِلاَّ مَجَّ مِنْ عَقْلِهِ مَجَّةً.                
وقال (عليه السلام): عَلامةُ الاِْيمَانِ أَنْ تُؤثِرَ الصِّدْقَ حَيْثُ يَضُرُّكَ عَلَى الْكَذِبِ حَيْثُ يَنْفَعُكَ،أَنْ يَكُونَ فِي حَديِثِكَ فَضْلٌ عَنْ عِلْمِكَ، وَأَنْ تَتَّقِيَ اللهَ فِي حَدِيثِ غَيْرِكَ.                
وقال (عليه السلام): قَلِيلٌ مَدُومٌ عَلَيْهِ خَيْرٌ مِنْ كَثِير مَمْلُول مِنْهُ .                
وقال (عليه السلام): إِذَا أَقْبَلَتِ الدُّنْيَا عَلَى أحَد أَعَارَتْهُ مَحَاسِنَ غَيْرِهِ، وَإِذَا أَدْبَرَتْ عَنْهُ سَلَبَتْهُ مَحَاسِنَ نَفْسِهِ .                
وقال (عليه السلام): مَنْ كَرُمَتْ عَلَيْهِ نَفْسُهُ هَانَتْ عَلَيْهِ شَهْوَتُهُ.                

Search form

نـهج البـــــــــلاغـة
إرسال الی صدیق
٢٣٠ - و من خطبة له (ع) في مقاصد أخرى‏

فَإِنَّ تَقْوَى اللَّهِ مِفْتَاحُ سَدَادٍ وَ ذَخِيرَةُ مَعَادٍ وَ عِتْقٌ مِنْ كُلِّ مَلَكَةٍ[١] وَ نَجَاةٌ مِنْ كُلِّ هَلَكَةٍ[٢] بِهَا يَنْجَحُ الطَّالِبُ وَ يَنْجُو الْهَارِبُ وَ تُنَالُ الرَّغَائِبُ‏.

فضل العمل‏

فَاعْمَلُوا وَ الْعَمَلُ يُرْفَعُ وَ التَّوْبَةُ تَنْفَعُ وَ الدُّعَاءُ يُسْمَعُ وَ الْحَالُ هَادِئَةٌ وَ الْأَقْلَامُ جَارِيَةٌ وَ بَادِرُوا[٣] بِالْأَعْمَالِ عُمُراً نَاكِساً[٤] أَوْ مَرَضاً حَابِساً[٥] أَوْ مَوْتاً خَالِساً[٦] فَإِنَّ الْمَوْتَ هَادِمُ لَذَّاتِكُمْ وَ مُكَدِّرُ شَهَوَاتِكُمْ وَ مُبَاعِدُ طِيَّاتِكُمْ[٧] زَائِرٌ غَيْرُ مَحْبُوبٍ وَ قِرْنٌ[٨] غَيْرُ مَغْلُوبٍ وَ وَاتِرٌ[٩] غَيْرُ مَطْلُوبٍ قَدْ أَعْلَقَتْكُمْ حَبَائِلُهُ[١٠] وَ تَكَنَّفَتْكُمْ[١١] غَوَائِلُهُ[١٢] وَ أَقْصَدَتْكُمْ[١٣] مَعَابِلُهُ[١٤] وَ عَظُمَتْ فِيكُمْ سَطْوَتُهُ وَ تَتَابَعَتْ عَلَيْكُمْ عَدْوَتُهُ‏[١٥] وَ قَلَّتْ عَنْكُمْ نَبْوَتُهُ[١٦] فَيُوشِكُ[١٧] أَنْ تَغْشَاكُمْ[١٨] دَوَاجِي[١٩] ظُلَلِهِ[٢٠] وَ احْتِدَامُ[٢١] عِلَلِهِ وَ حَنَادِسُ[٢٢] غَمَرَاتِهِ[٢٣] وَ غَوَاشِي سَكَرَاتِهِ وَ أَلِيمُ إِرْهَاقِهِ[٢٤] وَ دُجُوُّ[٢٥] أَطْبَاقِهِ[٢٦] وَ [خُشُونَةُ] جُشُوبَةُ[٢٧] مَذَاقِهِ فَكَأَنْ قَدْ أَتَاكُمْ بَغْتَةً فَأَسْكَتَ نَجِيَّكُمْ[٢٨] وَ فَرَّقَ نَدِيَّكُمْ[٢٩] وَ عَفَّى آثَارَكُمْ[٣٠] وَ عَطَّلَ دِيَارَكُمْ وَ بَعَثَ وُرَّاثَكُمْ يَقْتَسِمُونَ تُرَاثَكُمْ[٣١] بَيْنَ حَمِيمٍ[٣٢] خَاصٍّ لَمْ يَنْفَعْ وَ قَرِيبٍ مَحْزُونٍ لَمْ يَمْنَعْ وَ آخَرَ شَامِتٍ لَمْ يَجْزَعْ‏.

فضل الجد

فَعَلَيْكُمْ بِالْجَدِّ وَ الِاجْتِهَادِ وَ التَّأَهُّبِ وَ الِاسْتِعْدَادِ وَ التَّزَوُّدِ فِي مَنْزِلِ الزَّادِ وَ لَا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا كَمَا غَرَّتْ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ مِنَ الْأُمَمِ الْمَاضِيَةِ وَ الْقُرُونِ الْخَالِيَةِ الَّذِينَ احْتَلَبُوا دِرَّتَهَا[٣٣] وَ أَصَابُوا غِرَّتَهَا[٣٤] وَ أَفْنَوْا عِدَّتَهَا وَ أَخْلَقُوا جِدَّتَهَا ٦ [٣٥]وَ أَصْبَحَتْ مَسَاكِنُهُمْ أَجْدَاثاً[٣٦] وَ أَمْوَالُهُمْ مِيرَاثاً لَا يَعْرِفُونَ مَنْ أَتَاهُمْ وَ لَا يَحْفِلُونَ مَنْ بَكَاهُمْ[٣٧] وَ لَا يُجِيبُونَ مَنْ دَعَاهُمْ فَاحْذَرُوا الدُّنْيَا فَإِنَّهَا غَدَّارَةٌ غَرَّارَةٌ خَدُوعٌ مُعْطِيَةٌ مَنُوعٌ مُلْبِسَةٌ نَزُوعٌ[٣٨] لَا يَدُومُ رَخَاؤُهَا وَ لَا يَنْقَضِي عَنَاؤُهَا وَ لَا يَرْكُدُ[٣٩] بَلَاؤُهَا.

و منها:

في صفة الزهاد-

كَانُوا قَوْماً مِنْ أَهْلِ الدُّنْيَا وَ لَيْسُوا مِنْ أَهْلِهَا فَكَانُوا فِيهَا كَمَنْ لَيْسَ مِنْهَا- ٨ عَمِلُوا فِيهَا بِمَا يُبْصِرُونَ وَ بَادَرُوا[٤٠] فِيهَا مَا يَحْذَرُونَ تَقَلَّبُ أَبْدَانِهِمْ بَيْنَ ظَهْرَانَيْ أَهْلِ الْآخِرَةِ[٤١] وَ يَرَوْنَ أَهْلَ الدُّنْيَا يُعَظِّمُونَ مَوْتَ أَجْسَادِهِمْ وَ هُمْ أَشَدُّ إِعْظَاماً لِمَوْتِ قُلُوبِ أَحْيَائِهِم‏.

_________________________
[١] . المَلَكة - بالتحريك-: كل ذنب موبق يملك الشيطان فاعله و يستحوذ عليه.
[٢] . الهَلَكة - بالتحريك-: الهلاك.
[٣] . بادروا: أي اسبقوا.
[٤] . عمراً ناكساً: أي يقلبكم من الحياة إلى الموت.
[٥] . الحابس‏: المانع من العمل.
[٦] . الخالس‏: الخاطف.
[٧] . طِيّاتكم‏: جمع طيّة- بالكسر-: منزل السفر. و المراد ان السفر يباعد رحيل القوم.
[٨] . القِرْن‏ - بالكسر-: الكفؤ في الشجاعة.
[٩] . الواتر: الجاني.
[١٠] . أعلقتكم الحَبَائل‏: أوقعتكم فيها فاقتنصتكم، و هي جمع حبالة: المصيدة من الحبال.
[١١] . تكنفتكم‏: أحاطتكم.
[١٢] . غوائله‏: دواهيه و مصائبه.
[١٣] . قصده‏: رماه بسهم فأصاب مقتله.
[١٤] . المَعَابِلُ‏ - جمع معبلة كمكنسة بكسر الميم-: و هي النصل الطويل العريض.
[١٥] . العَدْوة - بالفتح-: العدوان.
[١٦] . النَبْوة - بالفتح-: أن يخطى‏ء في الضربة فلا يصيب.
[١٧] . يوشك‏: يقرب.
[١٨] . تغْشاكم‏: تحيط بكم.
[١٩] . الدواجي‏ - جمع داجية-: أي مظلمة.
[٢٠] . الظُلّل‏ - جمع الظلة- أي السحابة.
[٢١] . الاحتدام‏: الاشتداد.
[٢٢] . الحَنَادِس‏: جمع حندس- بكسر الحاء و الدال-: الظلمة الشديدة.
[٢٣] . الغَمَرَاتَ‏: الشدائد.
[٢٤] . إرهاقه‏ - بالراء- أي: إعجاله. من أرهقه إذ أعجله.
[٢٥] . الدُجُوّ: الإظلام.
[٢٦] . أطباقه‏: جمع طبق، و يراد به تكاثف الظلمات طبقا فوق طبق.
[٢٧] . الجُشُوبة: غلظ الطعام و خشونته.
[٢٨] . النَجِيّ‏: القوم يتناجون.
[٢٩] . النَدِيّ‏: الجماعة يجتمعون للمشاورة.
[٣٠] . عَفَى الآثار: محاها.
[٣١] . التراث‏: الميراث.
[٣٢] . الحَميم‏: الصديق.
[٣٣] . الدِرّة - بالكسر-: اللبن.
[٣٤] . الغِرّة - بالكسر-: الغفلة.
[٣٥] . أخلقوا جِدّتها: جعلوا جديدها قديما خلقا.
[٣٦] . الأجداث‏: القبور.
[٣٧] . يَحْفِلُون‏: يبالون.
[٣٨] . مُلْبِسَة نَزُوعٌ‏: ما ألبست إلا نزعت لباسها عمن ألبسته.
[٣٩] . يَرْكُدُ: يسكن.
[٤٠] . بَادَرَ المحدُورَ: سبقه فلم يصبه.
[٤١] . تَقَلّب أبدانهم‏: أي تتقلب، أي أن أبدانهم و هي في الدنيا تتقلب بين أظهر أهل الآخرة، و هو بين ظهرانيهم أي بينهم حاضرا ظاهرا.
****************************