وقال (عليه السلام): اذْكُرُوا انْقِطَاعَ الَّلذَّاتِ، وَبَقَاءَ التَّبِعَاتِ.                
وقال (عليه السلام): خَالِطُوا النَّاسَ مُخَالَطَةً إِنْ مِتُّمْ مَعَهَا بَكَوْا عَلَيْكُمْ، وَإِنْ عِشْتُمْ حَنُّوا إِلَيْكُمْ .                
وقال (عليه السلام): إِذَا قَدَرْتَ عَلَى عَدُوِّكَ فَاجْعَلِ الْعَفْوَ عَنْهُ شُكْراً لِلْقُدْرَةِ عَلَيْهِ .                
وقال (عليه السلام) : مَنِ اتَّجَرَ بِغَيْرِ فِقْه ارْتَطَمَ فِي الرِّبَا .                
وقال (عليه السلام): مَا أَخَذَ اللهُ عَلَى أَهْلِ الْجَهْلِ أَنْ يَتَعَلَّمُوا حَتَّى أَخَذَ عَلَى أَهْلِ الْعِلْمِ أَنْ يُعَلِّمُوا.                
وقال (عليه السلام): الْغِيبَةُ جُهْدُ الْعَاجزِ.                
وقال (عليه السلام): أَشَدُّ الذُّنُوبِ مَا اسْتَخَفَّ بِهِ صَاحِبُهُ.                

Search form

نـهج البـــــــــلاغـة
إرسال الی صدیق
٩ - و من كتاب له (عليه السلام) إلى معاوية

فَأَرَادَ قَوْمُنَا قَتْلَ نَبِيِّنَا وَ اجْتِيَاحَ أَصْلِنَا[١] وَ هَمُّوا بِنَا الْهُمُومَ‏[٢] وَ فَعَلُوا بِنَا الْأَفَاعِيلَ‏[٣] وَ مَنَعُونَا الْعَذْبَ‏[٤] وَ أَحْلَسُونَا[٥] الْخَوْفَ وَ اضْطَرُّونَا[٦] إِلَى جَبَلٍ وَعْرٍ[٧] وَ أَوْقَدُوا لَنَا نَارَ الْحَرْبِ فَعَزَمَ اللَّهُ لَنَا[٨] عَلَى الذَّبِّ عَنْ حَوْزَتِهِ‏[٩] وَ الرَّمْيِ مِنْ وَرَاءِ [حَوْمَتِهِ‏] حُرْمَتِهِ‏[١٠] مُؤْمِنُنَا يَبْغِي بِذَلِكَ الْأَجْرَ وَ كَافِرُنَا يُحَامِي عَنِ الْأَصْلِ وَ مَنْ أَسْلَمَ مِنْ قُرَيْشٍ خِلْوٌ مِمَّا نَحْنُ فِيهِ بِحِلْفٍ يَمْنَعُهُ أَوْ عَشِيرَةٍ تَقُومُ دُونَهُ فَهُوَ مِنَ الْقَتْلِ بِمَكَانِ أَمْنٍ وَ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ (ص) إِذَا احْمَرَّ الْبَأْسُ-[١١] وَ أَحْجَمَ النَّاسُ قَدَّمَ أَهْلَ بَيْتِهِ فَوَقَى بِهِمْ أَصْحَابَهُ حَرَّ السُّيُوفِ‏[١٢] وَ الْأَسِنَّةِ فَقُتِلَ عُبَيْدَةُ بْنُ الْحَارِثِ يَوْمَ بَدْرٍ وَ قُتِلَ حَمْزَةُ يَوْمَ أُحُدٍ وَ قُتِلَ جَعْفَرٌ يَوْمَ مُؤْتَةَ[١٣] وَ أَرَادَ مَنْ لَوْ شِئْتُ ذَكَرْتُ اسْمَهُ مِثْلَ الَّذِي أَرَادُوا مِنَ الشَّهَادَةِ وَ لَكِنَّ آجَالَهُمْ عُجِّلَتْ وَ مَنِيَّتَهُ [أُخِّرَتْ‏] أُجِّلَتْ فَيَا عَجَباً لِلدَّهْرِ إِذْ صِرْتُ يُقْرَنُ بِي مَنْ لَمْ يَسْعَ بِقَدَمِي‏[١٤] وَ لَمْ تَكُنْ لَهُ كَسَابِقَتِي‏[١٥] الَّتِي لَا يُدْلِي أَحَدٌ[١٦] بِمِثْلِهَا إِلَّا أَنْ يَدَّعِيَ مُدَّعٍ مَا لَا أَعْرِفُهُ وَ لَا أَظُنُّ اللَّهَ يَعْرِفُهُ وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ عَلَى كُلِّ حَالٍ وَ أَمَّا مَا سَأَلْتَ مِنْ دَفْعِ قَتَلَةِ عُثْمَانَ إِلَيْكَ فَإِنِّي نَظَرْتُ فِي هَذَا الْأَمْرِ فَلَمْ أَرَهُ يَسَعُنِي دَفْعُهُمْ إِلَيْكَ وَ لَا إِلَى غَيْرِكَ وَ لَعَمْرِي لَئِنْ لَمْ تَنْزِعْ‏[١٧] عَنْ غَيِّكَ وَ شِقَاقِكَ‏[١٨] لَتَعْرِفَنَّهُمْ عَنْ قَلِيلٍ يَطْلُبُونَكَ لَا يُكَلِّفُونَكَ طَلَبَهُمْ فِي بَرٍّ وَ لَا بَحْرٍ وَ لَا جَبَلٍ ٤٨ وَ لَا سَهْلٍ إِلَّا أَنَّهُ طَلَبٌ يَسُوءُكَ وِجْدَانُهُ وَ زَوْرٌ[١٩] لَا يَسُرُّكَ لُقْيَانُهُ وَ السَّلَامُ لِأَهْلِهِ‏.

_______________________
[١] . الاجتياح‏: الاستئصال و الإهلاك.
[٢] . هموا بنا الهموم‏: قصدوا إنزالها بنا.
[٣] . الأفاعيل‏: جمع أفعولة: الفعلة الرديئة.
[٤] . العذب‏: هني‏ء العيش.
[٥] . أحلسونا: ألزمونا.
[٦] . اضطرونا: ألجأونا.
[٧] . الجبل الوَعْر: الصعب الذي لا يرقى إليه.
[٨] . عزم اللَّه لنا: أراد لنا أن نذبّ عن حوزته.
[٩] . المراد من الحوزة هنا الشريعة الحقة.
[١٠] . رمى من وراء الحُرْمة: جعل نفسه وقاية لها يدافع السوء عنها فهو من ورائها أو هي من ورائه.
[١١] . احمرار البأس‏: اشتداد القتال.
[١٢] . حر الأسنة - بفتح الحاء-: شدة وقعها.
[١٣] . مؤتة - بضم الميم-: بلد في حدود الشام.
[١٤] . بقدم مثل قدمي جرت و ثبتت في الدفاع عن الدين.
[١٥] . السابقة: فضله السابق في الجهاد.
[١٦] . أدلى اليه برَحِمِهِ‏: توسّل، و بمال دفعه اليه، و كلا المعنيين صحيح.
[١٧] . تَنْزِع‏:- كتضرب-: أي تنتهي.
[١٨] . الشقاق‏: الخلاف.
[١٩] . الزَوْر:- بفتح فسكون-: الزائرون.
****************************