وقال (عليه السلام): إِذَا وَصَلَتْ إِليْكُمْ أَطْرَافُ النِّعَمِ فَلاَ تُنْفِرُوا أَقْصَاهَا بِقِلَّةِ الشُّكْرِ .                
وقال (عليه السلام): مَنْ كَرُمَتْ عَلَيْهِ نَفْسُهُ هَانَتْ عَلَيْهِ شَهْوَتُهُ.                
وقال (عليه السلام): مَنْ ضَيَّعَهُ الاْقْرَبُ أُتِيحَ لَهُ الاْبْعَدُ .                
وقال (عليه السلام): عَلامةُ الاِْيمَانِ أَنْ تُؤثِرَ الصِّدْقَ حَيْثُ يَضُرُّكَ عَلَى الْكَذِبِ حَيْثُ يَنْفَعُكَ،أَنْ يَكُونَ فِي حَديِثِكَ فَضْلٌ عَنْ عِلْمِكَ، وَأَنْ تَتَّقِيَ اللهَ فِي حَدِيثِ غَيْرِكَ.                
وقال (عليه السلام): إِذَا قَدَرْتَ عَلَى عَدُوِّكَ فَاجْعَلِ الْعَفْوَ عَنْهُ شُكْراً لِلْقُدْرَةِ عَلَيْهِ .                
وقال (عليه السلام): يَهْلِكُ فِيَّ رَجُلاَنِ: مُحِبٌّ مُفْرِطٌ، وَبَاهِتٌ مُفْتَر.                
وقال (عليه السلام): زُهْدُكَ فِي رَاغِب فِيكَ نُقْصَانُ حَظّ، وَرَغْبَتُكَ فِي زَاهِد فِيكَ ذُلُّ نَفْس.                

Search form

نـهج البـــــــــلاغـة
إرسال الی صدیق
٣١- و من [وصيته‏] وصية له (عليه السلام) للحسن بن علي(عليه السلام) كتبها إليه بحاضرين‏ عند انصرافه من صفين‏

و من [وصيته‏] وصية له (عليه السلام) للحسن بن علي(عليه السلام) كتبها إليه بحاضرين‏[١] عند انصرافه من صفين‏

مِنَ الْوَالِدِ الْفَانِ الْمُقِرِّ لِلزَّمَانِ‏[٢] الْمُدْبِرِ الْعُمُرِ الْمُسْتَسْلِمِ [لِلدَّهْرِ الذَّامِ‏] لِلدُّنْيَا السَّاكِنِ مَسَاكِنَ الْمَوْتَى وَ الظَّاعِنِ عَنْهَا غَداً إِلَى الْمَوْلُودِ الْمُؤَمِّلِ مَا لَا يُدْرِكُ السَّالِكِ سَبِيلَ مَنْ قَدْ هَلَكَ غَرَضِ‏[٣] الْأَسْقَامِ وَ رَهِينَةِ[٤] الْأَيَّامِ وَ رَمِيَّةِ[٥] الْمَصَائِبِ وَ عَبْدِ الدُّنْيَا وَ تَاجِرِ الْغُرُورِ وَ غَرِيمِ الْمَنَايَا وَ أَسِيرِ الْمَوْتِ وَ حَلِيفِ الْهُمُومِ وَ قَرِينِ الْأَحْزَانِ وَ نُصُبِ الْآفَاتِ‏[٦] وَ صَرِيعِ‏[٧] الشَّهَوَاتِ وَ خَلِيفَةِ الْأَمْوَاتِ أَمَّا بَعْدُ فَإِنَّ فِيمَا تَبَيَّنْتُ مِنْ إِدْبَارِ الدُّنْيَا عَنِّي وَ جُمُوحِ الدَّهْرِ[٨] عَلَيَّ وَ إِقْبَالِ الْآخِرَةِ إِلَيَّ مَا يَزَعُنِي‏[٩] عَنْ ذِكْرِ مَنْ سِوَايَ وَ الِاهْتِمَامِ بِمَا وَرَائِي‏[١٠] غَيْرَ أَنِّي حَيْثُ تَفَرَّدَ بِي دُونَ هُمُومِ النَّاسِ هَمُّ نَفْسِي- [فَصَدَّقَنِي‏] فَصَدَفَنِي‏[١١] رَأْيِي وَ صَرَفَنِي عَنْ هَوَايَ وَ صَرَّحَ لِي مَحْضُ أَمْرِي‏[١٢] فَأَفْضَى بِي إِلَى جِدٍّ لَا يَكُونُ فِيهِ لَعِبٌ وَ صِدْقٍ لَا يَشُوبُهُ كَذِبٌ وَ وَجَدْتُكَ بَعْضِي بَلْ وَجَدْتُكَ كُلِّي حَتَّى كَأَنَّ شَيْئاً لَوْ أَصَابَكَ أَصَابَنِي وَ كَأَنَّ الْمَوْتَ لَوْ أَتَاكَ أَتَانِي فَعَنَانِي‏ مِنْ أَمْرِكَ مَا يَعْنِينِي مِنْ أَمْرِ نَفْسِي فَكَتَبْتُ إِلَيْكَ كِتَابِي [هَذَا] مُسْتَظْهِراً بِهِ‏[١٣] إِنْ أَنَا بَقِيتُ لَكَ أَوْ فَنِيتُ فَإِنِّي أُوصِيكَ بِتَقْوَى اللَّهِ أَيْ بُنَيَّ وَ لُزُومِ أَمْرِهِ وَ عِمَارَةِ قَلْبِكَ بِذِكْرِهِ وَ الِاعْتِصَامِ بِحَبْلِهِ وَ أَيُّ سَبَبٍ أَوْثَقُ مِنْ سَبَبٍ بَيْنَكَ وَ بَيْنَ اللَّهِ إِنْ أَنْتَ أَخَذْتَ بِهِ أَحْيِ قَلْبَكَ بِالْمَوْعِظَةِ وَ أَمِتْهُ بِالزَّهَادَةِ وَ قَوِّهِ بِالْيَقِينِ وَ نَوِّرْهُ بِالْحِكْمَةِ وَ ذَلِّلْهُ بِذِكْرِ الْمَوْتِ وَ قَرِّرْهُ بِالْفَنَاءِ[١٤] وَ بَصِّرْهُ‏[١٥] فَجَائِعَ‏[١٦] الدُّنْيَا وَ حَذِّرْهُ صَوْلَةَ الدَّهْرِ وَ فُحْشَ تَقَلُّبِ اللَّيَالِي وَ الْأَيَّامِ وَ اعْرِضْ عَلَيْهِ أَخْبَارَ الْمَاضِينَ وَ ذَكِّرْهُ بِمَا أَصَابَ مَنْ كَانَ قَبْلَكَ مِنَ الْأَوَّلِينَ وَ سِرْ فِي دِيَارِهِمْ وَ آثَارِهِمْ فَانْظُرْ فِيمَا فَعَلُوا وَ عَمَّا انْتَقَلُوا وَ أَيْنَ حَلُّوا وَ نَزَلُوا فَإِنَّكَ تَجِدُهُمْ قَدِ انْتَقَلُوا عَنِ الْأَحِبَّةِ وَ حَلُّوا [دَارَ] دِيَارَ الْغُرْبَةِ وَ كَأَنَّكَ عَنْ قَلِيلٍ قَدْ صِرْتَ كَأَحَدِهِمْ- ٦٣ فَأَصْلِحْ مَثْوَاكَ وَ لَا تَبِعْ آخِرَتَكَ بِدُنْيَاكَ وَ دَعِ الْقَوْلَ فِيمَا لَا تَعْرِفُ وَ الْخِطَابَ فِيمَا لَمْ تُكَلَّفْ وَ أَمْسِكْ عَنْ طَرِيقٍ إِذَا خِفْتَ ضَلَالَتَهُ فَإِنَّ الْكَفَّ عِنْدَ حَيْرَةِ الضَّلَالِ خَيْرٌ مِنْ رُكُوبِ الْأَهْوَالِ وَ أْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ تَكُنْ مِنْ أَهْلِهِ وَ أَنْكِرِ الْمُنْكَرَ بِيَدِكَ وَ لِسَانِكَ وَ بَايِنْ‏[١٧] مَنْ فَعَلَهُ بِجُهْدِكَ وَ جَاهِدْ فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ وَ لَا تَأْخُذْكَ فِي اللَّهِ‏ لَوْمَةُ لَائِمٍ وَ خُضِ الْغَمَرَاتِ [إِلَى الْحَقِ‏[١٨]] لِلْحَقِّ حَيْثُ كَانَ وَ تَفَقَّهْ فِي الدِّينِ وَ عَوِّدْ نَفْسَكَ [الصَّبْرَ] التَّصَبُّرَ عَلَى الْمَكْرُوهِ وَ نِعْمَ الْخُلُقُ التَّصَبُرُ فِي الْحَقِّ وَ أَلْجِئْ نَفْسَكَ فِي أُمُورِكَ كُلِّهَا إِلَى إِلَهِكَ فَإِنَّكَ تُلْجِئُهَا إِلَى كَهْفٍ‏[١٩] حَرِيزٍ[٢٠] وَ مَانِعٍ عَزِيزٍ وَ أَخْلِصْ فِي الْمَسْأَلَةِ لِرَبِّكَ فَإِنَّ بِيَدِهِ الْعَطَاءَ وَ الْحِرْمَانَ وَ أَكْثِرِ الِاسْتِخَارَةَ[٢١] وَ تَفَهَّمْ وَصِيَّتِي وَ لَا تَذْهَبَنَّ عَنْكَ صَفْحاً[٢٢] فَإِنَّ خَيْرَ الْقَوْلِ مَا نَفَعَ وَ اعْلَمْ أَنَّهُ لَا خَيْرَ فِي عِلْمٍ لَا يَنْفَعُ وَ لَا يُنْتَفَعُ بِعِلْمٍ لَا يَحِقُ‏[٢٣] تَعَلُّمُهُ أَيْ بُنَيَّ إِنِّي لَمَّا رَأَيْتُنِي قَدْ بَلَغْتُ سِنّاً[٢٤] وَ رَأَيْتُنِي أَزْدَادُ وَهْناً[٢٥] بَادَرْتُ بِوَصِيَّتِي إِلَيْكَ وَ أَوْرَدْتُ خِصَالًا مِنْهَا قَبْلَ أَنْ يَعْجَلَ بِي أَجَلِي دُونَ أَنْ أُفْضِيَ‏[٢٦] إِلَيْكَ بِمَا فِي نَفْسِي أَوْ أَنْ أُنْقَصَ فِي رَأْيِي كَمَا نُقِصْتُ فِي جِسْمِي أَوْ يَسْبِقَنِي إِلَيْكَ بَعْضُ غَلَبَاتِ الْهَوَى وَ فِتَنِ الدُّنْيَا فَتَكُونَ كَالصَّعْبِ‏[٢٧] النَّفُورِ[٢٨] وَ إِنَّمَا قَلْبُ الْحَدَثِ كَالْأَرْضِ الْخَالِيَةِ مَا أُلْقِيَ فِيهَا مِنْ شَيْ‏ءٍ قَبِلَتْهُ فَبَادَرْتُكَ بِالْأَدَبِ قَبْلَ أَنْ يَقْسُوَ قَلْبُكَ وَ يَشْتَغِلَ لُبُّكَ لِتَسْتَقْبِلَ بِجِدِّ رَأْيِكَ‏[٢٩] مِنَ الْأَمْرِ مَا قَدْ كَفَاكَ أَهْلُ التَّجَارِبِ بُغْيَتَهُ‏[٣٠] وَ تَجْرِبَتَهُ فَتَكُونَ قَدْ كُفِيتَ مَئُونَةَ الطَّلَبِ وَ عُوفِيتَ مِنْ عِلَاجِ التَّجْرِبَةِ فَأَتَاكَ مِنْ ذَلِكَ مَا قَدْ كُنَّا نَأْتِيهِ وَ اسْتَبَانَ‏[٣١] لَكَ مَا رُبَّمَا أَظْلَمَ عَلَيْنَا مِنْهُ أَيْ بُنَيَّ إِنِّي وَ إِنْ لَمْ أَكُنْ عُمِّرْتُ عُمُرَ مَنْ كَانَ قَبْلِي فَقَدْ نَظَرْتُ‏ فِي أَعْمَالِهِمْ وَ فَكَّرْتُ فِي أَخْبَارِهِمْ وَ سِرْتُ فِي آثَارِهِمْ حَتَّى عُدْتُ كَأَحَدِهِمْ بَلْ كَأَنِّي بِمَا انْتَهَى إِلَيَّ مِنْ أُمُورِهِمْ قَدْ عُمِّرْتُ مَعَ أَوَّلِهِمْ إِلَى آخِرِهِمْ فَعَرَفْتُ صَفْوَ ذَلِكَ مِنْ كَدَرِهِ وَ نَفْعَهُ مِنْ ضَرَرِهِ فَاسْتَخْلَصْتُ لَكَ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ [جَلِيلَهُ‏] نَخِيلَهُ‏[٣٢] وَ تَوَخَّيْتُ‏[٣٣] لَكَ ٦٨ جَمِيلَهُ وَ صَرَفْتُ عَنْكَ مَجْهُولَهُ وَ رَأَيْتُ حَيْثُ عَنَانِي مِنْ أَمْرِكَ مَا يَعْنِي الْوَالِدَ الشَّفِيقَ وَ أَجْمَعْتُ عَلَيْهِ‏[٣٤] مِنْ أَدَبِكَ أَنْ يَكُونَ ذَلِكَ وَ أَنْتَ مُقْبِلُ الْعُمُرِ وَ مُقْتَبَلُ‏[٣٥] الدَّهْرِ ذُو نِيَّةٍ سَلِيمَةٍ وَ نَفْسٍ صَافِيَةٍ وَ أَنْ أَبْتَدِئَكَ بِتَعْلِيمِ كِتَابِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ تَأْوِيلِهِ وَ شَرَائِعِ الْإِسْلَامِ وَ أَحْكَامِهِ وَ حَلَالِهِ وَ حَرَامِهِ لَا أُجَاوِزُ[٣٦] ذَلِكَ بِكَ إِلَى غَيْرِهِ ثُمَّ أَشْفَقْتُ‏[٣٧] أَنْ يَلْتَبِسَ عَلَيْكَ مَا اخْتَلَفَ النَّاسُ فِيهِ مِنْ أَهْوَائِهِمْ وَ آرَائِهِمْ مِثْلَ الَّذِي الْتَبَسَ‏[٣٨] عَلَيْهِمْ فَكَانَ إِحْكَامُ ذَلِكَ عَلَى مَا كَرِهْتُ مِنْ تَنْبِيهِكَ لَهُ أَحَبَّ إِلَيَّ مِنْ إِسْلَامِكَ إِلَى أَمْرٍ لَا آمَنُ عَلَيْكَ [فِيهِ‏] بِهِ الْهَلَكَةَ[٣٩] وَ رَجَوْتُ أَنْ يُوَفِّقَكَ اللَّهُ فِيهِ لِرُشْدِكَ وَ أَنْ يَهْدِيَكَ لِقَصْدِكَ فَعَهِدْتُ إِلَيْكَ وَصِيَّتِي هَذِهِ وَ اعْلَمْ يَا بُنَيَّ أَنَّ أَحَبَّ مَا أَنْتَ آخِذٌ بِهِ إِلَيَّ مِنْ وَصِيَّتِي تَقْوَى اللَّهِ وَ الِاقْتِصَارُ عَلَى مَا فَرَضَهُ اللَّهُ عَلَيْكَ وَ الْأَخْذُ بِمَا مَضَى عَلَيْهِ الْأَوَّلُونَ مِنْ آبَائِكَ وَ الصَّالِحُونَ مِنْ أَهْلِ بَيْتِكَ فَإِنَّهُمْ لَمْ يَدَعُوا[٤٠] أَنْ نَظَرُوا لِأَنْفُسِهِمْ كَمَا أَنْتَ نَاظِرٌ وَ فَكَّرُوا كَمَا أَنْتَ مُفَكِّرٌ ثُمَّ رَدَّهُمْ‏ آخِرُ ذَلِكَ إِلَى الْأَخْذِ بِمَا عَرَفُوا وَ الْإِمْسَاكِ عَمَّا لَمْ يُكَلَّفُوا فَإِنْ أَبَتْ نَفْسُكَ أَنْ تَقْبَلَ ذَلِكَ دُونَ أَنْ تَعْلَمَ كَمَا عَلِمُوا فَلْيَكُنْ طَلَبُكَ ذَلِكَ بِتَفَهُّمٍ وَ تَعَلُّمٍ لَا بِتَوَرُّطِ الشُّبُهَاتِ وَ عُلَقِ الْخُصُومَاتِ وَ ابْدَأْ قَبْلَ نَظَرِكَ فِي ذَلِكَ بِالاسْتِعَانَةِ بِإِلَهِكَ وَ الرَّغْبَةِ إِلَيْهِ فِي تَوْفِيقِكَ وَ تَرْكِ كُلِّ شَائِبَةٍ[٤١] أَوْلَجَتْكَ‏[٤٢] فِي شُبْهَةٍ أَوْ أَسْلَمَتْكَ إِلَى ضَلَالَةٍ فَإِنْ أَيْقَنْتَ أَنْ قَدْ صَفَا قَلْبُكَ فَخَشَعَ وَ تَمَّ رَأْيُكَ فَاجْتَمَعَ وَ كَانَ هَمُّكَ فِي ذَلِكَ هَمّاً وَاحِداً فَانْظُرْ فِيمَا فَسَّرْتُ لَكَ وَ إِنْ [أَنْتَ‏] لَمْ يَجْتَمِعْ لَكَ مَا تُحِبُّ مِنْ نَفْسِكَ وَ فَرَاغِ نَظَرِكَ وَ فِكْرِكَ- ٧١ فَاعْلَمْ أَنَّكَ إِنَّمَا تَخْبِطُ الْعَشْوَاءَ[٤٣] وَ تَتَوَرَّطُ[٤٤] الظَّلْمَاءَ وَ لَيْسَ طَالِبُ الدِّينِ مَنْ خَبَطَ أَوْ خَلَطَ وَ الْإِمْسَاكُ‏[٤٥] عَنْ ذَلِكَ أَمْثَلُ‏[٤٦] فَتَفَهَّمْ يَا بُنَيَّ وَصِيَّتِي وَ اعْلَمْ أَنَّ مَالِكَ الْمَوْتِ هُوَ مَالِكُ الْحَيَاةِ وَ أَنَّ الْخَالِقَ هُوَ الْمُمِيتُ وَ أَنَّ الْمُفْنِيَ هُوَ الْمُعِيدُ وَ أَنَّ الْمُبْتَلِيَ هُوَ الْمُعَافِي وَ أَنَّ الدُّنْيَا لَمْ تَكُنْ لِتَسْتَقِرَّ إِلَّا عَلَى مَا جَعَلَهَا اللَّهُ عَلَيْهِ مِنَ النَّعْمَاءِ وَ الِابْتِلَاءِ وَ الْجَزَاءِ فِي الْمَعَادِ أَوْ مَا شَاءَ مِمَّا لَا تَعْلَمُ فَإِنْ أَشْكَلَ عَلَيْكَ شَيْ‏ءٌ مِنْ ذَلِكَ فَاحْمِلْهُ عَلَى جَهَالَتِكَ فَإِنَّكَ أَوَّلُ مَا خُلِقْتَ بِهِ جَاهِلًا ثُمَّ عُلِّمْتَ وَ مَا أَكْثَرَ مَا تَجْهَلُ مِنَ الْأَمْرِ وَ يَتَحَيَّرُ فِيهِ رَأْيُكَ وَ يَضِلُّ فِيهِ بَصَرُكَ ثُمَّ تُبْصِرُهُ بَعْدَ ذَلِكَ فَاعْتَصِمْ بِالَّذِي‏ خَلَقَكَ وَ رَزَقَكَ وَ سَوَّاكَ- [فَلْيَكُنْ‏] وَ لْيَكُنْ لَهُ تَعَبُّدُكَ وَ إِلَيْهِ رَغْبَتُكَ وَ مِنْهُ شَفَقَتُكَ‏[٤٧] وَ اعْلَمْ يَا بُنَيَّ أَنَّ أَحَداً لَمْ يُنْبِئْ عَنِ اللَّهِ سُبْحَانَهُ كَمَا أَنْبَأَ عَنْهُ الرَّسُولُ (ص) [عَلَيْهِ نَبِيُّنَا ص‏] فَارْضَ بِهِ رَائِداً[٤٨] وَ إِلَى النَّجَاةِ قَائِداً فَإِنِّي لَمْ آلُكَ‏[٤٩] نَصِيحَةً وَ إِنَّكَ لَنْ تَبْلُغَ فِي النَّظَرِ لِنَفْسِكَ وَ إِنِ اجْتَهَدْتَ مَبْلَغَ نَظَرِي لَكَ:

وَ اعْلَمْ يَا بُنَيَّ أَنَّهُ لَوْ كَانَ لِرَبِّكَ شَرِيكٌ لَأَتَتْكَ رُسُلُهُ وَ لَرَأَيْتَ آثَارَ مُلْكِهِ وَ سُلْطَانِهِ وَ لَعَرَفْتَ أَفْعَالَهُ وَ صِفَاتِهِ وَ لَكِنَّهُ إِلَهٌ وَاحِدٌ كَمَا وَصَفَ نَفْسَهُ لَا يُضَادُّهُ فِي مُلْكِهِ أَحَدٌ وَ لَا يَزُولُ أَبَداً وَ لَمْ يَزَلْ أَوَّلٌ قَبْلَ الْأَشْيَاءِ بِلَا أَوَّلِيَّةٍ وَ آخِرٌ بَعْدَ الْأَشْيَاءِ بِلَا نِهَايَةٍ عَظُمَ [أَنْ تُثْبَتَ‏] عَنْ أَنْ تَثْبُتَ رُبُوبِيَّتُهُ بِإِحَاطَةِ قَلْبٍ أَوْ بَصَرٍ فَإِذَا عَرَفْتَ ذَلِكَ فَافْعَلْ كَمَا يَنْبَغِي لِمِثْلِكَ أَنْ يَفْعَلَهُ فِي صِغَرِ خَطَرِهِ‏[٥٠] وَ قِلَّةِ مَقْدِرَتِهِ وَ كَثْرَةِ عَجْزِهِ و عَظِيمِ حَاجَتِهِ إِلَى رَبِّهِ فِي طَلَبِ طَاعَتِهِ- [وَ الرَّهِينَةِ مِنْ عُقُوبَتِهِ‏] وَ الْخَشْيَةِ مِنْ عُقُوبَتِهِ وَ الشَّفَقَةِ مِنْ سُخْطِهِ فَإِنَّهُ لَمْ يَأْمُرْكَ إِلَّا بِحَسَنٍ وَ لَمْ يَنْهَكَ إِلَّا عَنْ قَبِيحٍ:

يَا بُنَيَّ إِنِّي قَدْ أَنْبَأْتُكَ عَنِ الدُّنْيَا وَ حَالِهَا وَ زَوَالِهَا وَ انْتِقَالِهَا وَ أَنْبَأْتُكَ عَنِ الْآخِرَةِ وَ مَا أُعِدَّ لِأَهْلِهَا فِيهَا وَ ضَرَبْتُ لَكَ فِيهِمَا الْأَمْثَالَ لِتَعْتَبِرَ بِهَا وَ تَحْذُوَ عَلَيْهَا إِنَّمَا مَثَلُ مَنْ خَبَرَ[٥١] الدُّنْيَا كَمَثَلِ قَوْمٍ سَفْرٍ[٥٢] نَبَا[٥٣] بِهِمْ مَنْزِلٌ جَدِيبٌ‏[٥٤] فَأَمُّوا[٥٥] مَنْزِلًا خَصِيباً وَ جَنَاباً[٥٦] مَرِيعاً[٥٧] فَاحْتَمَلُوا وَعْثَاءَ[٥٨] الطَّرِيقِ وَ فِرَاقَ الصَّدِيقِ وَ خُشُونَةَ السَّفَرِ وَ جُشُوبَةَ[٥٩] المَطْعَمِ لِيَأْتُوا سَعَةَ دَارِهِمْ وَ مَنْزِلَ قَرَارِهِمْ فَلَيْسَ يَجِدُونَ لِشَيْ‏ءٍ مِنْ ذَلِكَ أَلَماً وَ لَا يَرَوْنَ نَفَقَةً فِيهِ مَغْرَماً وَ لَا شَيْ‏ءَ أَحَبُّ إِلَيْهِمْ مِمَّا قَرَّبَهُمْ مِنْ مَنْزِلِهِمْ- ٨٣ وَ أَدْنَاهُمْ [إِلَى‏] مِنْ مَحَلَّتِهِمْ وَ مَثَلُ مَنِ اغْتَرَّ بِهَا كَمَثَلِ قَوْمٍ كَانُوا بِمَنْزِلٍ خَصِيبٍ فَنَبَا بِهِمْ إِلَى مَنْزِلٍ جَدِيبٍ فَلَيْسَ شَيْ‏ءٌ أَكْرَهَ إِلَيْهِمْ وَ لَا أَفْظَعَ عِنْدَهُمْ مِنْ مُفَارَقَةِ مَا كَانُوا فِيهِ إِلَى مَا يَهْجُمُونَ عَلَيْهِ‏[٦٠] وَ يَصِيرُونَ إِلَيْهِ يَا بُنَيَّ اجْعَلْ نَفْسَكَ مِيزَاناً فِيمَا بَيْنَكَ وَ بَيْنَ غَيْرِكَ فَأَحْبِبْ لِغَيْرِكَ مَا تُحِبُّ لِنَفْسِكَ وَ اكْرَهْ لَهُ مَا تَكْرَهُ لَهَا وَ لَا تَظْلِمْ كَمَا لَا تُحِبُّ أَنْ تُظْلَمَ وَ أَحْسِنْ كَمَا تُحِبُّ أَنْ يُحْسَنَ إِلَيْكَ وَ اسْتَقْبِحْ مِنْ نَفْسِكَ مَا تَسْتَقْبِحُهُ مِنْ غَيْرِكَ وَ ارْضَ مِنَ النَّاسِ بِمَا تَرْضَاهُ لَهُمْ مِنْ نَفْسِكَ وَ لَا تَقُلْ مَا لَا تَعْلَمُ وَ إِنْ قَلَّ مَا تَعْلَمُ وَ لَا تَقُلْ مَا لَا تُحِبُّ أَنْ يُقَالَ لَكَ وَ اعْلَمْ أَنَّ الْإِعْجَابَ‏[٦١] ضِدُّ الصَّوَابِ وَ آفَةُ الْأَلْبَابِ‏[٦٢] فَاسْعَ‏ فِي كَدْحِكَ‏[٦٣] وَ لَا تَكُنْ خَازِناً لِغَيْرِكَ‏[٦٤] وَ إِذَا أَنْتَ هُدِيتَ لِقَصْدِكَ فَكُنْ أَخْشَعَ مَا تَكُونُ لِرَبِّكَ:

وَ اعْلَمْ أَنَّ أَمَامَكَ طَرِيقاً ذَا مَسَافَةٍ بَعِيدَةٍ وَ مَشَقَّةٍ شَدِيدَةٍ وَ أَنَّهُ لَا غِنَى بِكَ فِيهِ عَنْ حُسْنِ الِارْتِيَادِ[٦٥] وَ قَدْرِ بَلَاغِكَ‏[٦٦] مِنَ الزَّادِ مَعَ خِفَّةِ الظَّهْرِ فَلَا تَحْمِلَنَّ عَلَى ظَهْرِكَ فَوْقَ طَاقَتِكَ فَيَكُونَ ثِقْلُ ذَلِكَ وَبَالًا عَلَيْكَ وَ إِذَا وَجَدْتَ مِنْ أَهْلِ الْفَاقَةِ[٦٧] مَنْ يَحْمِلُ لَكَ زَادَكَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ فَيُوَافِيكَ بِهِ غَداً حَيْثُ تَحْتَاجُ إِلَيْهِ فَاغْتَنِمْهُ وَ حَمِّلْهُ إِيَّاهُ وَ أَكْثِرْ مِنْ تَزْوِيدِهِ وَ أَنْتَ قَادِرٌ عَلَيْهِ فَلَعَلَّكَ تَطْلُبُهُ فَلَا تَجِدُهُ وَ اغْتَنِمْ مَنِ اسْتَقْرَضَكَ فِي حَالِ غِنَاكَ لِيَجْعَلَ قَضَاءَهُ لَكَ فِي يَوْمِ عُسْرَتِكَ وَ اعْلَمْ أَنَّ أَمَامَكَ عَقَبَةً كَئُوداً[٦٨] الْمُخِفُ‏[٦٩] فِيهَا أَحْسَنُ حَالًا مِنَ الْمُثْقِلِ‏[٧٠] وَ الْمُبْطِئُ عَلَيْهَا أَقْبَحُ [أَمْراً] حَالًا مِنَ الْمُسْرِعِ وَ أَنَّ [مَهْبِطَهَا بِكَ‏] مَهْبِطَكَ بِهَا لَا مَحَالَةَ إِمَّا عَلَى جَنَّةٍ أَوْ عَلَى نَارٍ فَارْتَدْ[٧١] لِنَفْسِكَ قَبْلَ نُزُولِكَ وَ وَطِّئِ الْمَنْزِلَ قَبْلَ حُلُولِكَ فَلَيْسَ بَعْدَ الْمَوْتِ مُسْتَعْتَبٌ‏[٧٢] وَ لَا إِلَى الدُّنْيَا مُنْصَرَفٌ‏[٧٣] وَ اعْلَمْ أَنَّ الَّذِي بِيَدِهِ خَزَائِنُ السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضِ قَدْ أَذِنَ لَكَ فِي الدُّعَاءِ وَ تَكَفَّلَ لَكَ بِالْإِجَابَةِ وَ أَمَرَكَ أَنْ تَسْأَلَهُ لِيُعْطِيَكَ وَ تَسْتَرْحِمَهُ لِيَرْحَمَكَ - وَ لَمْ يَجْعَلْ [بَيْنَهُ وَ بَيْنَكَ‏] بَيْنَكَ وَ بَيْنَهُ مَنْ يَحْجُبُكَ عَنْهُ وَ لَمْ يُلْجِئْكَ إِلَى مَنْ يَشْفَعُ لَكَ إِلَيْهِ- ٨٧ وَ لَمْ يَمْنَعْكَ إِنْ أَسَأْتَ مِنَ التَّوْبَةِ وَ لَمْ يُعَاجِلْكَ بِالنِّقْمَةِ وَ لَمْ يُعَيِّرْكَ بِالْإِنَابَةِ[٧٤] وَ لَمْ يَفْضَحْكَ حَيْثُ [تَعَرَّضْتَ لِلْفَضِيحَةِ] الْفَضِيحَةُ بِكَ أَوْلَى وَ لَمْ يُشَدِّدْ عَلَيْكَ فِي قَبُولِ الْإِنَابَةِ وَ لَمْ يُنَاقِشْكَ بِالْجَرِيمَةِ وَ لَمْ يُؤْيِسْكَ مِنَ الرَّحْمَةِ بَلْ جَعَلَ نُزُوعَكَ‏[٧٥] عَنِ الذَّنْبِ حَسَنَةً وَ حَسَبَ سَيِّئَتَكَ وَاحِدَةً وَ حَسَبَ حَسَنَتَكَ عَشْراً وَ فَتَحَ لَكَ بَابَ الْمَتَابِ وَ بَابَ الِاسْتِعْتَابِ فَإِذَا نَادَيْتَهُ سَمِعَ نِدَاكَ وَ إِذَا نَاجَيْتَهُ عَلِمَ نَجْوَاكَ‏[٧٦] فَأَفْضَيْتَ‏[٧٧] إِلَيْهِ بِحَاجَتِكَ وَ أَبْثَثْتَهُ‏[٧٨] ذَاتَ نَفْسِكَ‏[٧٩] وَ شَكَوْتَ إِلَيْهِ هُمُومَكَ وَ اسْتَكْشَفْتَهُ كُرُوبَكَ‏[٨٠] وَ اسْتَعَنْتَهُ عَلَى أُمُورِكَ وَ سَأَلْتَهُ مِنْ خَزَائِنِ رَحْمَتِهِ مَا لَا يَقْدِرُ عَلَى إِعْطَائِهِ غَيْرُهُ مِنْ زِيَادَةِ الْأَعْمَارِ وَ صِحَّةِ الْأَبْدَانِ وَ سَعَةِ الْأَرْزَاقِ ثُمَّ جَعَلَ فِي يَدَيْكَ مَفَاتِيحَ خَزَائِنِهِ بِمَا أَذِنَ لَكَ فِيهِ مِنْ مَسْأَلَتِهِ فَمَتَى شِئْتَ اسْتَفْتَحْتَ بِالدُّعَاءِ أَبْوَابَ نِعْمَتِهِ وَ اسْتَمْطَرْتَ شَآبِيبَ‏[٨١] رَحْمَتِهِ فَلَا [يُقْنِطَنَّكَ‏] يُقَنِّطَنَّكَ‏[٨٢] إِبْطَاءُ إِجَابَتِهِ فَإِنَّ الْعَطِيَّةَ عَلَى قَدْرِ النِّيَّةِ وَ رُبَّمَا أُخِّرَتْ عَنْكَ الْإِجَابَةُ لِيَكُونَ ذَلِكَ أَعْظَمَ لِأَجْرِ السَّائِلِ وَ أَجْزَلَ لِعَطَاءِ الْآمِلِ وَ رُبَّمَا سَأَلْتَ الشَّيْ‏ءَ فَلَا [تُعْطَاهُ‏] تُؤْتَاهُ وَ أُوتِيتَ خَيْراً مِنْهُ عَاجِلًا أَوْ آجِلًا أَوْ صُرِفَ عَنْكَ لِمَا هُوَ خَيْرٌ لَكَ فَلَرُبَّ أَمْرٍ قَدْ طَلَبْتَهُ فِيهِ هَلَاكُ دِينِكَ لَوْ أُوتِيتَهُ فَلْتَكُنْ مَسْأَلَتُكَ فِيمَا يَبْقَى‏ لَكَ جَمَالُهُ وَ يُنْفَى عَنْكَ وَبَالُهُ فَالْمَالُ لَا يَبْقَى لَكَ وَ لَا تَبْقَى لَهُ وَ اعْلَمْ يَا بُنَيَّ أَنَّكَ إِنَّمَا خُلِقْتَ لِلْآخِرَةِ لَا لِلدُّنْيَا وَ لِلْفَنَاءِ لَا لِلْبَقَاءِ وَ لِلْمَوْتِ لَا لِلْحَيَاةِ وَ أَنَّكَ فِي [مَنْزِلِ‏] قُلْعَةٍ[٨٣] وَ دَارِ بُلْغَةٍ[٨٤] وَ طَرِيقٍ إِلَى الْآخِرَةِ وَ أَنَّكَ طَرِيدُ الْمَوْتِ الَّذِي لَا يَنْجُو مِنْهُ هَارِبُهُ وَ لَا يَفُوتُهُ طَالِبُهُ وَ لَا بُدَّ أَنَّهُ مُدْرِكُهُ فَكُنْ مِنْهُ عَلَى حَذَرِ أَنْ يُدْرِكَكَ وَ أَنْتَ عَلَى حَالٍ سَيِّئَةٍ قَدْ كُنْتَ تُحَدِّثُ نَفْسَكَ مِنْهَا بِالتَّوْبَةِ فَيَحُولَ بَيْنَكَ وَ بَيْنَ ذَلِكَ فَإِذَا أَنْتَ قَدْ أَهْلَكْتَ نَفْسَكَ‏.

ذكر الموت‏

يَا بُنَيَّ أَكْثِرْ مِنْ ذِكْرِ الْمَوْتِ وَ ذِكْرِ مَا تَهْجُمُ عَلَيْهِ وَ تُفْضِي بَعْدَ الْمَوْتِ إِلَيْهِ حَتَّى يَأْتِيَكَ وَ قَدْ أَخَذْتَ مِنْهُ حِذْرَكَ‏[٨٥] وَ شَدَدْتَ لَهُ أَزْرَكَ‏[٨٦] وَ لَا يَأْتِيَكَ بَغْتَةً فَيَبْهَرَكَ‏[٨٧] وَ إِيَّاكَ أَنْ تَغْتَرَّ بِمَا تَرَى مِنْ إِخْلَادِ[٨٨] أَهْلِ الدُّنْيَا إِلَيْهَا وَ تَكَالُبِهِمْ‏[٨٩] عَلَيْهَا فَقَدْ نَبَّأَكَ اللَّهُ عَنْهَا وَ [نَعَتَتْ لَكَ نَفْسَهَا] نَعَتْ‏[٩٠] هِيَ لَكَ عَنْ نَفْسِهَا وَ تَكَشَّفَتْ لَكَ عَنْ مَسَاوِيهَا فَإِنَّمَا أَهْلُهَا كِلَابٌ عَاوِيَةٌ وَ سِبَاعٌ ضَارِيَةٌ[٩١] يَهِرُّ[٩٢] بَعْضُهَا عَلَى بَعْضٍ وَ يَأْكُلُ عَزِيزُهَا ذَلِيلَهَا وَ يَقْهَرُ كَبِيرُهَا صَغِيرَهَا- ٩٠ نَعَمٌ‏[٩٣] مُعَقَّلَةٌ[٩٤] وَ أُخْرَى مُهْمَلَةٌ قَدْ أَضَلَّتْ‏[٩٥] عُقُولَهَا وَ رَكِبَتْ مَجْهُولَهَا[٩٦] سُرُوحُ‏[٩٧] عَاهَةٍ[٩٨] بِوَادٍ وَعْثٍ-[٩٩] لَيْسَ لَهَا رَاعٍ يُقِيمُهَا وَ لَا مُسِيمٌ‏[١٠٠] يُسِيمُهَا سَلَكَتْ بِهِمُ الدُّنْيَا طَرِيقَ الْعَمَى وَ أَخَذَتْ بِأَبْصَارِهِمْ عَنْ مَنَارِ الْهُدَى فَتَاهُوا فِي حَيْرَتِهَا وَ غَرِقُوا فِي نِعْمَتِهَا وَ اتَّخَذُوهَا رَبّاً فَلَعِبَتْ بِهِمْ وَ لَعِبُوا بِهَا وَ نَسُوا مَا وَرَاءَهَا.

الترفق في الطلب‏

رُوَيْداً يُسْفِرُ[١٠١] الظَّلَامُ كَأَنْ قَدْ وَرَدَتِ الْأَظْعَانُ‏[١٠٢] يُوشِكُ مَنْ أَسْرَعَ أَنْ يَلْحَقَ وَ اعْلَمْ يَا بُنَيَّ أَنَّ مَنْ كَانَتْ مَطِيَّتُهُ اللَّيْلَ وَ النَّهَارَ فَإِنَّهُ يُسَارُ بِهِ وَ إِنْ كَانَ وَاقِفاً وَ يَقْطَعُ الْمَسَافَةَ وَ إِنْ كَانَ مُقِيماً وَادِعاً[١٠٣] وَ اعْلَمْ يَقِيناً أَنَّكَ لَنْ تَبْلُغَ أَمَلَكَ وَ لَنْ تَعْدُوَ أَجَلَكَ وَ أَنَّكَ فِي سَبِيلِ مَنْ كَانَ قَبْلَكَ فَخَفِّضْ‏[١٠٤] فِي الطَّلَبِ وَ أَجْمِلْ‏[١٠٥] فِي الْمُكْتَسَبِ فَإِنَّهُ رُبَّ طَلَبٍ قَدْ جَرَّ إِلَى حَرَبٍ‏[١٠٦] وَ لَيْسَ كُلُّ طَالِبٍ بِمَرْزُوقٍ وَ لَا كُلُّ مُجْمِلٍ بِمَحْرُومٍ وَ أَكْرِمْ نَفْسَكَ عَنْ كُلِّ دَنِيَّةٍ[١٠٧] وَ إِنْ سَاقَتْكَ إِلَى الرَّغَائِبِ‏[١٠٨] فَإِنَّكَ لَنْ تَعْتَاضَ بِمَا تَبْذُلُ مِنْ نَفْسِكَ عِوَضاً[١٠٩] وَ لَا تَكُنْ عَبْدَ غَيْرِكَ وَ قَدْ جَعَلَكَ اللَّهُ حُرّاً وَ مَا خَيْرُ خَيْرٍ لَا يُنَالُ إِلَّا بِشَرٍّ وَ يُسْرٍ[١١٠] لَا يُنَالُ إِلَّا بِعُسْرٍ[١١١] وَ إِيَّاكَ أَنْ تُوجِفَ‏[١١٢] بِكَ مَطَايَا[١١٣] الطَّمَعِ فَتُورِدَكَ مَنَاهِلَ‏[١١٤] الْهَلَكَةِ[١١٥] وَ إِنِ اسْتَطَعْتَ أَلَّا يَكُونَ بَيْنَكَ وَ بَيْنَ اللَّهِ ذُو نِعْمَةٍ فَافْعَلْ فَإِنَّكَ مُدْرِكٌ قَسْمَكَ وَ آخِذٌ سَهْمَكَ وَ إِنَّ الْيَسِيرَ مِنَ اللَّهِ سُبْحَانَهُ [أَكْرَمُ وَ أَعْظَمُ‏] أَعْظَمُ وَ أَكْرَمُ مِنَ الْكَثِيرِ مِنْ خَلْقِهِ وَ إِنْ كَانَ كُلٌّ مِنْهُ‏.

وصايا شتى‏

وَ تَلَافِيكَ‏[١١٦] مَا فَرَطَ[١١٧] مِنْ صَمْتِكَ أَيْسَرُ مِنْ إِدْرَاكِكَ مَا فَاتَ‏[١١٨] مِنْ مَنْطِقِكَ وَ حِفْظُ مَا فِي الْوِعَاءِ بِشَدِّ الْوِكَاءِ[١١٩] وَ حِفْظُ مَا فِي يَدَيْكَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ طَلَبِ مَا فِي يَدَيْ غَيْرِكَ وَ مَرَارَةُ الْيَأْسِ خَيْرٌ مِنَ الطَّلَبِ إِلَى النَّاسِ وَ الْحِرْفَةُ مَعَ الْعِفَّةِ خَيْرٌ مِنَ الْغِنَى مَعَ الْفُجُورِ وَ الْمَرْءُ أَحْفَظُ لِسِرِّهِ‏[١٢٠] وَ رُبَّ سَاعٍ فِيمَا يَضُرُّهُ- ٩٧ مَنْ أَكْثَرَ أَهْجَرَ[١٢١] وَ مَنْ تَفَكَّرَ أَبْصَرَ قَارِنْ أَهْلَ الْخَيْرِ تَكُنْ مِنْهُمْ وَ بَايِنْ أَهْلَ الشَّرِّ تَبِنْ عَنْهُمْ بِئْسَ الطَّعَامُ الْحَرَامُ وَ ظُلْمُ الضَّعِيفِ أَفْحَشُ الظُّلْمِ إِذَا كَانَ الرِّفْقُ خُرْقاً[١٢٢] كَانَ الْخُرْقُ رِفْقاً رُبَّمَا كَانَ الدَّوَاءُ دَاءً وَ الدَّاءُ دَوَاءً وَ رُبَّمَا نَصَحَ غَيْرُ النَّاصِحِ وَ غَشَّ الْمُسْتَنْصَحُ‏[١٢٣] وَ إِيَّاكَ وَ الِاتِّكَالَ عَلَى الْمُنَى‏[١٢٤] فَإِنَّهَا بَضَائِعُ النَّوْكَى‏[١٢٥] وَ الْعَقْلُ حِفْظُ التَّجَارِبِ وَ خَيْرُ مَا جَرَّبْتَ مَا وَعَظَكَ بَادِرِ الْفُرْصَةَ قَبْلَ أَنْ تَكُونَ غُصَّةً لَيْسَ كُلُّ طَالِبٍ يُصِيبُ وَ لَا كُلُّ غَائِبٍ يَئُوبُ وَ مِنَ الْفَسَادِ إِضَاعَةُ الزَّادِ وَ مَفْسَدَةُ الْمَعَادِ وَ لِكُلِّ أَمْرٍ عَاقِبَةٌ سَوْفَ يَأْتِيكَ مَا قُدِّرَ لَكَ التَّاجِرُ مُخَاطِرٌ وَ رُبَّ يَسِيرٍ أَنْمَى مِنْ كَثِيرٍ لَا خَيْرَ فِي‏ مُعِينٍ [مُهِينٍ‏] مَهِينٍ‏[١٢٦] وَ لَا فِي صَدِيقٍ ظَنِينٍ‏[١٢٧] سَاهِلِ الدَّهْرَ[١٢٨] مَا ذَلَّ لَكَ قَعُودُهُ‏[١٢٩] وَ لَا تُخَاطِرْ بِشَيْ‏ءٍ رَجَاءَ أَكْثَرَ مِنْهُ وَ إِيَّاكَ أَنْ تَجْمَحَ بِكَ مَطِيَّةُ اللَّجَاجِ‏[١٣٠] احْمِلْ نَفْسَكَ مِنْ أَخِيكَ عِنْدَ صَرْمِهِ‏[١٣١] عَلَى الصِّلَةِ[١٣٢] وَ عِنْدَ صُدُودِهِ‏[١٣٣] عَلَى اللَّطَفِ‏[١٣٤] وَ الْمُقَارَبَةِ وَ عِنْدَ جُمُودِهِ‏[١٣٥] عَلَى الْبَذْلِ‏[١٣٦] وَ عِنْدَ تَبَاعُدِهِ عَلَى الدُّنُوِّ وَ عِنْدَ شِدَّتِهِ عَلَى اللِّينِ وَ عِنْدَ جُرْمِهِ عَلَى الْعُذْرِ حَتَّى كَأَنَّكَ لَهُ عَبْدٌ وَ كَأَنَّهُ ذُو نِعْمَةٍ عَلَيْكَ- ١٠٥ وَ إِيَّاكَ أَنْ تَضَعَ ذَلِكَ فِي غَيْرِ مَوْضِعِهِ أَوْ أَنْ تَفْعَلَهُ بِغَيْرِ أَهْلِهِ لَا تَتَّخِذَنَّ عَدُوَّ صَدِيقِكَ صَدِيقاً فَتُعَادِيَ صَدِيقَكَ وَ امْحَضْ أَخَاكَ النَّصِيحَةَ حَسَنَةً كَانَتْ أَوْ قَبِيحَةً وَ تَجَرَّعِ الْغَيْظَ[١٣٧] فَإِنِّي لَمْ أَرَ جُرْعَةً أَحْلَى مِنْهَا عَاقِبَةً وَ لَا أَلَذَّ مَغَبَّةً[١٣٨] وَ لِنْ‏[١٣٩] لِمَنْ غَالَظَكَ‏[١٤٠] فَإِنَّهُ يُوشِكُ أَنْ يَلِينَ لَكَ وَ خُذْ عَلَى عَدُوِّكَ بِالْفَضْلِ فَإِنَّهُ [أَحَدُ] أَحْلَى الظَّفَرَيْنِ وَ إِنْ أَرَدْتَ قَطِيعَةَ أَخِيكَ فَاسْتَبْقِ لَهُ مِنْ نَفْسِكَ بَقِيَّةً يَرْجِعُ إِلَيْهَا إِنْ بَدَا لَهُ ذَلِكَ يَوْماً مَا وَ مَنْ ظَنَّ بِكَ خَيْراً فَصَدِّقْ ظَنَّهُ وَ لَا تُضِيعَنَّ حَقَّ أَخِيكَ اتِّكَالًا عَلَى مَا بَيْنَكَ وَ بَيْنَهُ فَإِنَّهُ لَيْسَ لَكَ بِأَخٍ مَنْ أَضَعْتَ حَقَّهُ وَ لَا يَكُنْ أَهْلُكَ أَشْقَى الْخَلْقِ بِكَ وَ لَا تَرْغَبَنَّ فِيمَنْ زَهِدَ عَنْكَ وَ لَا يَكُونَنَّ أَخُوكَ أَقْوَى عَلَى قَطِيعَتِكَ مِنْكَ عَلَى صِلَتِهِ وَ لَا تَكُونَنَّ عَلَى الْإِسَاءَةِ أَقْوَى مِنْكَ عَلَى الْإِحْسَانِ وَ لَا يَكْبُرَنَّ عَلَيْكَ‏ ظُلْمُ مَنْ ظَلَمَكَ فَإِنَّهُ يَسْعَى فِي مَضَرَّتِهِ وَ نَفْعِكَ وَ لَيْسَ جَزَاءُ مَنْ سَرَّكَ أَنْ تَسُوءَهُ وَ اعْلَمْ يَا بُنَيَّ أَنَّ الرِّزْقَ رِزْقَانِ رِزْقٌ تَطْلُبُهُ وَ رِزْقٌ يَطْلُبُكَ فَإِنْ أَنْتَ لَمْ تَأْتِهِ أَتَاكَ مَا أَقْبَحَ الْخُضُوعَ عِنْدَ الْحَاجَةِ وَ الْجَفَاءَ عِنْدَ الْغِنَى إِنَّمَا لَكَ مِنْ دُنْيَاكَ مَا أَصْلَحْتَ بِهِ مَثْوَاكَ‏[١٤١] وَ إِنْ كُنْتَ جَازِعاً عَلَى مَا تَفَلَّتَ‏[١٤٢] مِنْ يَدَيْكَ فَاجْزَعْ عَلَى كُلِّ مَا لَمْ يَصِلْ إِلَيْكَ- ١١٣ اسْتَدِلَّ عَلَى مَا لَمْ يَكُنْ بِمَا قَدْ كَانَ فَإِنَّ الْأُمُورَ أَشْبَاهٌ وَ لَا تَكُونَنَّ مِمَّنْ لَا تَنْفَعُهُ الْعِظَةُ إِلَّا إِذَا بَالَغْتَ فِي إِيلَامِهِ فَإِنَّ الْعَاقِلَ يَتَّعِظُ بِالْآدَابِ وَ الْبَهَائِمَ لَا تَتَّعِظُ إِلَّا بِالضَّرْبِ. اطْرَحْ عَنْكَ وَارِدَاتِ الْهُمُومِ بِعَزَائِمِ الصَّبْرِ وَ حُسْنِ الْيَقِينِ مَنْ تَرَكَ الْقَصْدَ[١٤٣] جَارَ[١٤٤] وَ الصَّاحِبُ مُنَاسِبٌ‏[١٤٥] وَ الصَّدِيقُ مَنْ صَدَقَ غَيْبُهُ‏[١٤٦] وَ الْهَوَى‏[١٤٧] شَرِيكُ الْعَمَى وَ رُبَّ بَعِيدٍ أَقْرَبُ مِنْ قَرِيبٍ وَ قَرِيبٍ أَبْعَدُ مِنْ بَعِيدٍ وَ الْغَرِيبُ مَنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ حَبِيبٌ مَنْ تَعَدَّى الْحَقَّ ضَاقَ مَذْهَبُهُ وَ مَنِ اقْتَصَرَ عَلَى قَدْرِهِ كَانَ أَبْقَى لَهُ وَ أَوْثَقُ سَبَبٍ أَخَذْتَ بِهِ سَبَبٌ بَيْنَكَ وَ بَيْنَ اللَّهِ سُبْحَانَهُ وَ مَنْ لَمْ يُبَالِكَ‏[١٤٨] فَهُوَ عَدُوُّكَ قَدْ يَكُونُ الْيَأْسُ إِدْرَاكاً إِذَا كَانَ الطَّمَعُ هَلَاكاً لَيْسَ كُلُّ عَوْرَةٍ تَظْهَرُ وَ لَا كُلُّ فُرْصَةٍ تُصَابُ وَ رُبَّمَا أَخْطَأَ الْبَصِيرُ قَصْدَهُ وَ أَصَابَ الْأَعْمَى رُشْدَهُ أَخِّرِ الشَّرَّ فَإِنَّكَ إِذَا شِئْتَ تَعَجَّلْتَهُ‏[١٤٩] وَ قَطِيعَةُ الْجَاهِلِ تَعْدِلُ صِلَةَ الْعَاقِلِ مَنْ أَمِنَ الزَّمَانَ خَانَهُ وَ مَنْ أَعْظَمَهُ‏[١٥٠] أَهَانَهُ لَيْسَ كُلُّ مَنْ رَمَى أَصَابَ إِذَا تَغَيَّرَ السُّلْطَانُ تَغَيَّرَ الزَّمَانُ سَلْ عَنِ الرَّفِيقِ قَبْلَ الطَّرِيقِ وَ عَنِ الْجَارِ قَبْلَ الدَّارِ إِيَّاكَ أَنْ تَذْكُرَ مِنَ الْكَلَامِ مَا يَكُونُ مُضْحِكاً وَ إِنْ حَكَيْتَ ذَلِكَ عَنْ غَيْرِكَ‏.

الرأي في المرأة

وَ إِيَّاكَ وَ مُشَاوَرَةَ النِّسَاءِ فَإِنَّ رَأْيَهُنَّ إِلَى أَفْنٍ‏[١٥١] وَ عَزْمَهُنَّ إِلَى وَهْنٍ‏[١٥٢] وَ اكْفُفْ عَلَيْهِنَّ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ بِحِجَابِكَ إِيَّاهُنَّ فَإِنَّ شِدَّةَ الْحِجَابِ أَبْقَى عَلَيْهِنَّ وَ لَيْسَ خُرُوجُهُنَّ بِأَشَدَّ مِنْ إِدْخَالِكَ مَنْ لَا يُوثَقُ بِهِ عَلَيْهِنَّ وَ إِنِ اسْتَطَعْتَ أَلَّا يَعْرِفْنَ غَيْرَكَ فَافْعَلْ وَ لَا تُمَلِّكِ الْمَرْأَةَ مِنْ أَمْرِهَا مَا جَاوَزَ نَفْسَهَا فَإِنَّ الْمَرْأَةَ رَيْحَانَةٌ وَ لَيْسَتْ بِقَهْرَمَانَةٍ[١٥٣] وَ لَا تَعْدُ[١٥٤] بِكَرَامَتِهَا نَفْسَهَا وَ لَا تُطْمِعْهَا فِي أَنْ تَشْفَعَ لِغَيْرِهَا وَ إِيَّاكَ وَ التَّغَايُرَ[١٥٥] فِي غَيْرِ مَوْضِعِ غَيْرَةٍ فَإِنَّ ذَلِكَ يَدْعُو الصَّحِيحَةَ إِلَى السَّقَمِ وَ الْبَرِيئَةَ إِلَى الرِّيَبِ وَ اجْعَلْ لِكُلِّ إِنْسَانٍ مِنْ خَدَمِكَ عَمَلًا تَأْخُذُهُ بِهِ فَإِنَّهُ أَحْرَى أَلَّا يَتَوَاكَلُوا فِي خِدْمَتِكَ‏[١٥٦] وَ أَكْرِمْ عَشِيرَتَكَ فَإِنَّهُمْ جَنَاحُكَ الَّذِي بِهِ تَطِيرُ وَ أَصْلُكَ الَّذِي إِلَيْهِ تَصِيرُ وَ يَدُكَ الَّتِي بِهَا تَصُولُ‏.

دعاء

اسْتَوْدِعِ اللَّهَ دِينَكَ وَ دُنْيَاكَ وَ اسْأَلْهُ خَيْرَ الْقَضَاءِ لَكَ فِي الْعَاجِلَةِ وَ الْآجِلَةِ وَ الدُّنْيَا وَ الْآخِرَةِ وَ السَّلَامُ‏.

_____________________________
[١] . حاضرين‏: اسم بلدة في نواحي صفّين.
[٢] . المقرّ للزمان‏: المعترف له بالشدة.
[٣] . غرض الأسقام‏: هدف الأمراض ترمي إليه سهامها.
[٤] . الرهينة: المرهونة أي أنه في قبضة الأيام و حكمها.
[٥] . الرَمِيّة: ما أصابه السهم.
[٦] . نُصُب الآفات‏: لا تفارقه العلل. و هو من قولهم: فلان نصب عيني- بالضم-: أي لا يفارقني.
[٧] . الصريع‏: الطريح.
[٨] . جُموح الدهر: استقصاؤه و تغلّبه.
[٩] . يَزَعُني‏: يكفّني و يصدّني.
[١٠] . ما ورائي‏: كناية عن أمر الآخرة.
[١١] . صَدَفَه‏: صرفه.
[١٢] . محض الأمر: خالصه.
[١٣] . مستطهرا به‏: أي مستعينا به.
[١٤] . قَرّرِهْ بالفناء: اطلب منه الإقرار بالفناء.
[١٥] . بَصِّرْه‏: اجعله بصيرا.
[١٦] . الفجائع‏ - جمع فجيعة-: و هي المصيبة تفزع بحلولها.
[١٧] . باينْ‏: أي: باعد و جانب.
[١٨] . الغَمَرات‏: الشدائد.
[١٩] . الكهف‏: الملجأ.
[٢٠] . الحريز: الحافظ.
[٢١] . الاستخارة: إجالة الرأي في الأمر قبل فعله لاختيار أفضل وجوهه.
[٢٢] . صَفْحاً: جانبا.
[٢٣] . لا يحق‏: بكسر الحاء و ضمها-: أي لا يكون من الحق.
[٢٤] . بَلَغْتُ سناً: أي وصلت النهاية من جهة السن.
[٢٥] . الوَهْن‏: الضعف.
[٢٦] . أفضي‏: القي إليك.
[٢٧] . الفرس الصعب‏: غير المذلل.
[٢٨] . النّفُور: ضد الآنس.
[٢٩] . جدّ رأيك‏: أي محقّقه و ثابته.
[٣٠] . كفاه بُغْية الشي‏ء: أغناه عن طلبه.
[٣١] . استبان‏: ظهر.
[٣٢] . النَخِيل‏: المختار المصفى.
[٣٣] . تَوَخّيت‏: أي تحرّيت.
[٣٤] . أجمعت عليه‏: عزمت.
[٣٥] . مُقْتَبَل‏ بالفتح- من اقتبل الغلام فهو مقتبل. و هو من الشواذ، و القياس مقتبل بكسر الباء لأنه اسم فاعل. و مقتبل الإنسان: أول عمره.
[٣٦] . لا أجاوز ذلك‏: لا أتعدى بك.
[٣٧] . أشفقت‏: أي خشيت و خفت.
[٣٨] . التبس‏: غمض.
[٣٩] . الهَلَكة: الهلاك.
[٤٠] . لم يدعوا: لم يتركوا.
[٤١] . الشائِبة: ما يشوب الفكر من شك و حيرة.
[٤٢] . أوْلَجْتك‏: أدخلتك.
[٤٣] . العَشْواء: الضعيفة البصر أي تخبط خبط الناقة العشواء لا تأمن أن تسقط فيما لا خلاص منه.
[٤٤] . تورّط الأمر: دخل فيه على صعوبة في التخلص منه.
[٤٥] . الإمساك عن الشي‏ء: حبس النفس عنه.
[٤٦] . أمثل‏: أفضل.
[٤٧] . شفقتك‏: خوفك.
[٤٨] . الرائد: من ترسله في طلب الكلأ ليتعرف موقعه، و الرسول قد عرف عن اللَّه و أخبرنا فهو رائد سعادتنا.
[٤٩] . لم آلُكَ نصيحةً: أي: لم أقصّر في نصيحتك.
[٥٠] . خطره‏: أي قدره.
[٥١] . خَبَرَ الدنيا: عرفها كما هي بامتحان أحوالها.
[٥٢] . السَفْر - بفتح فسكون-: المسافرون.
[٥٣] . نَبَا المنزل بأهله‏: لم يوافقهم المقام فيه لوخامته.
[٥٤] . الجَدِيب‏: المقحط لا خير فيه.
[٥٥] . أمّوا: قصدوا.
[٥٦] . الجَناب‏: الناحية.
[٥٧] . المَرِيع ‏- بفتح فكسر-: كثير العشب.
[٥٨] . وَعْثاء السفر: مشقته.
[٥٩] . الجُشُوبة - بضم الجيم-: الغلظ.
[٦٠] . هجم عليه‏: انتهى إليه بغتة.
[٦١] . الإعجاب‏: استحسان ما يصدر عن النفس مطلقا.
[٦٢] . آفة: علة. و الألباب: العقول.
[٦٣] . الكَدْح‏: أشد السعي.
[٦٤] . خازناً لغيرك‏: تجمع المال ليأخذه الوارثون بعدك.
[٦٥] . الارتياد: الطلب. و حسنه: إتيانه من وجهه.
[٦٦] . البَلاغ‏ - بالفتح-: الكفاية.
[٦٧] . الفاقة: الفقر.
[٦٨] . كؤوداً: صعبة المرتقى.
[٦٩] . المُخِفّ‏ - بضم فكسر-: الذي خفف حمله.
[٧٠] . المُثْقِل‏: هو من أثقل ظهره بالأوزار.
[٧١] . ارْتَدِهِ‏: ابعث رائدا من طيبات الأعمال توقفك الثقة به على جودة المنزل.
[٧٢] . المُسْتَعْتَب‏: مصدر ميمي من استعتب. و الاستعتاب: الاسترضاء. و المراد أن اللَّه لا يسترضى بعد إغضابه إلا باستئناف العمل.
[٧٣] . المُنْصَرَف‏: مصدر ميمي من انصرف. و المراد لا انصراف إلى الدنيا بعد الموت.
[٧٤] . الإنابة: الرجوع إلى اللَّه.
[٧٥] . نُزوعك‏: رجوعك.
[٧٦] . المُنَاجاة: المكالمة سرا.
[٧٧] . أفْضَيْت‏: ألقيت.
[٧٨] . أبثثته‏: كاشفته.
[٧٩] . ذات النفس‏: حالتها.
[٨٠] . اسْتَكْشَفْتَه كروبك‏: طلبت كشف غمومك.
[٨١] . شآبيب‏: جمع الشؤبوب- بالضم-: و هو الدفعة من المطر، و ما أشبه رحمة اللَّه بالمطر ينزل على الأرض الموات فيحييها.
[٨٢] . القنوط : اليأس.
[٨٣] . قُلْعة - بضم القاف و سكون اللام، و بضمتين، و بضم ففتح-: يقال منزل قلعة أي لا يملك لنازله، أو لا يدري متى ينتقل عنه.
[٨٤] . البُلْغة: الكفاية و ما يتبلغ به من العيش.
[٨٥] . الحِذْر- بالكسر-: الاحتراز و الاحتراس.
[٨٦] . الأزْرِ - بالفتح-: القوة.
[٨٧] . بَهَرَ - كمنع-: غلب، أي يغلبك على أمرك.
[٨٨] . إخلاد أهل الدنيا : سكونهم إليها.
[٨٩] . التكالب‏: التواثب.
[٩٠] . نعاه‏: أخبر بموته. و الدنيا تخبر بحالها عن فنائها.
[٩١] . ضارية: مولعة بالافتراس.
[٩٢] . يهِرّ - بكسر الهاء-: يعوي و ينبح، و أصلها هرير الكلب، و هو صوته دون حاجة من قلة صبره على البرد. فقد شبه الإمام أهل الدنيا بالكلاب العاوية.
[٩٣] . النّعَم‏ - بالتحريك-: الإبل‏
[٩٤] . مُعَقّلَة: من عقّل البعير- بالتشديد شد وظيفه إلى ذراعه.
[٩٥] . أضلّت‏: أضاعت.
[٩٦] . مجهولها: طريقها المجهول لها.
[٩٧] . السّروح‏ - بالضم-: جمع سرح بفتح فسكون: و هو المال السارح السائم من إبل و نحوها.
[٩٨] . العاهة: الآفة، فالمراد بقوله: (سروح عاهة) أنهم يسرحون لرعي الآفات.
[٩٩] . الوَعْث‏: الرخو يصعب السير فيه.
[١٠٠] . مُسيم‏: من أسام الدابة يسيمها: سرحها إلى المرعى.
[١٠١] . يُسْفِر: يكشف.
[١٠٢] . الإظعان‏ - جمع ظعينة-: و هي الهودج تركب فيه المرأة، عبر به عن المسافرين في طريق الدنيا إلى الآخرة.
[١٠٣] . الوادع‏: الساكن المستريح.
[١٠٤] . خَفِّض‏: أمر من خفّض- بالتشديد-: أي ارفق.
[١٠٥] . أجمل في كَسْبِه‏: أي سعي سعيا جميلا لا يحرص فيمنع الحق و لا يطمع فيتناول ما ليس بحق.
[١٠٦] . الحَرَب‏ - بالتحريك-: سلب المال.
[١٠٧] . الدَنِيّة: الشي‏ء الحقير المبتذل.
[١٠٨] . الرغائب‏: جمع رغيبة، و هي ما يرغب في اقتنائه من مال و غيره.
[١٠٩] . عِوَضاً: بدلا.
[١١٠] . اليُسْر: السهولة، و المراد سعة العيش.
[١١١] . العُسْر: الصعوبة، و المراد ضيق العيش.
[١١٢] . تُوجِف‏: تسرع.
[١١٣] . المَطَايَا: جمع مطية، و هي ما يركب و يمتطى من الدواب و نحوها.
[١١٤] . المَناهل‏: ما ترده الإبل و نحوها للشرب.
[١١٥] . الهَلَكَة: الهلاك و الموت.
[١١٦] . التلاقي‏: التدارك لاصلاح ما فسد أو كاد.
[١١٧] . ما فرط: أي: قصر عن إفادة الغرض أو إنالة الوطر.
[١١٨] . إدراك ما فات‏: هو اللحاق به لأجل استرجاعه، وفات: أي سبق إلى غير عودة.
[١١٩] . بشدّ وكائها: أي: رباطها.
[١٢٠] . أحْفَظُ لسرّه‏: أشد صونا له و حرصا على عدم البوح به.
[١٢١] . أهجَرإهجارا و هجرا- بالضم-: هذى يهذي في كلامه.
[١٢٢] . الخُرْق‏ - بالضم-: العنف.
[١٢٣] . المُسْتَنْصَح‏ - اسم مفعول-: المطلوب منه النصح.
[١٢٤] . المُنى‏ - جمع منية بضم فسكون-: ما يتمناه الشخص لنفسه و يعلل نفسه باحتمال الوصول إليه.
[١٢٥] . النّوْكَى‏: جمع أنوك، و هو كالأحمق وزنا و معنى.
[١٢٦] . مَهِين‏:- بفتح الميم- بمعنى حقير، و الحقير لا يصلح أن يكون معينا.
[١٢٧] . الظَنِين‏بالظاء: المتهم.
[١٢٨] . ساهِلِ الدهر: خذ حظك منه بسهولة و يسر.
[١٢٩] . القَعُود - بفتح أوله-: الجمل الذي يقتعده الراعي في كل حاجته. و للفصيل، أي ساهل الدهر ما دام منقادا و خذ حظك من قياده.
[١٣٠] . المَطِيّة: ما يركب و يمتطى، و اللجاج- بالفتح-: الخصومة.
[١٣١] . صَرْمِهِ‏: قطيعته.
[١٣٢] . الصِلَة: الوصال، و هو ضد القطيعة.
[١٣٣] . الصُدود: الهجر.
[١٣٤] . «اللّطَف‏ - بفتح اللام و الطاء-: الاسم من ألطفه بكذا أي برّه به».
[١٣٥] . جموده‏: بخله.
[١٣٦] . البَذْل‏: العطاء.
[١٣٧] . الغيظ: الغضب الشديد.
[١٣٨] . المَغَبّة - بفتحتين ثم باء مشددة-: بمعنى العاقبة.
[١٣٩] . لِنْ‏: أمر من اللين ضد الغلظ و الخشونة.
[١٤٠] . غالظك‏: عاملك بغلظ و خشونة.
[١٤١] . مثواك‏: مقامك، من ثوى يثوي: أقام يقيم، و المراد هنا: منزلتك من الكرامة.
[١٤٢] . تفلّت‏ - بتشديد اللام-: أي تملّص من اليد فلم تحفظه.
[١٤٣] . القصد: الاعتدال.
[١٤٤] . جار: مال عن الصواب.
[١٤٥] . الصاحِب مناسب‏: أي يراعى فيه ما يراعى في قرابة النسب.
[١٤٦] . الغيْب‏: ضد الحضور أي من حفظ لك حقك و هو غائب عنك.
[١٤٧] . الهوى‏: شهوة غير منضبطة و لا مملوكة بسلطان الشرع و الأدب.
[١٤٨] . لم يُبَالِكَ‏: أي لم يهتم بأمرك. بالتيه و باليت به: أي راعيته و اعتنيت به.
[١٤٩] . تَعَجّلْتَه‏: استبقت حدوثه.
[١٥٠] . أعظمه‏: هابه و أكبر من قدره.
[١٥١] . الأفْن‏ - بالسكون-: النقص.
[١٥٢] . الوَهْن‏: الضعف.
[١٥٣] . القَهْرَمان‏: الذي يحكم في الأمور و يتصرف فيها بأمره.
[١٥٤] . لا تَعْدُ - بفتح فسكون-: أي لا تجاوز بإكرامها نفسها فتكرم غيرها بشفاعتها.
[١٥٥] . التغاير: إظهار الغيرة على المرأة بسوء الظن في حالها من غير موجب.
[١٥٦] . يتواكلوا: يتكل بعضهم على بعض.
****************************